في ذكرى مولد خير البربة (3)

ونحن في رحاب الشهر العظيم شهر ربيع الأول مولد السيد الأكرم والرسول الأعظم ، والنبي المرسل ، وفي أيامه المباركات ، وفي لياليه الطيبات ، وفي أوقاته العامة والخاصة ، وفي منازلنا، وفي أماكن عملنا، وفي أسواقنا، وفي سرادق الاحتفالات بالميادين، نتنسم بأريح هذه الأيام، ونستشق من طيب شذاها ، لانها ليس ككل الأيام، لانها أيام شهر مولد شفيع الأمة، وكاشف الغمة، وحامي هذه الأمة، فيحق لنا أن نبتهج ونحتفل وننشر هذا الفرح الكبير حُباً بقدوم مولده صلى الله عليه وسلم، إذا أردنا أن نتحدث عن هذا الرسول الأكرم لا نستطيع أن نحصر ولو زرة واحدة من شمائله، وكرمه، وفضائله، ورحمته على أمته وعلى العالمين جميعهم، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ما أعظم هذه الآية، الرسول صلى الله عليه وسلم أُرسل رحمة للعالمين كافة، وليس المسلمين فقط، فما أعظم هذه الرحمة بأن فاضت لجميع العالم، ليأخذ الذي أعطاه الله البصيرة من هذه الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وقوله صلى الله عليه وسلم : كلكم تدخلون الجنة الا من أبى. قالوا ومن يأبى يارسول الله : قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"، أنظر لهذا الخطاب الدبلوماسي، الخطاب الرقيق، الخطاب الذي فيه من الحكمة، وفيه من القول اللين، وفيه الكلام الموجز، وفيه من جوامع الكلم، إلا من أبى ، يعني أن هناك فرصة للعاصين بأن يطيعوه حتى يكونوا تحت زمرته وفي ظل لوائه يوم لا ظل الا ظله، فطاعة الجميع لرسول الله تضمن لهم الجنة .