عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-2013, 11:24 AM   #4
عثمان محمد وداعه


الصورة الرمزية عثمان محمد وداعه



عثمان محمد وداعه is on a distinguished road

افتراضي رد: الهجرة النبوية الشريفة


الصراع بين الحق والباطل :
صراع قديم وممتد، وهو سنة إلهية قال الله:
{ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ
اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ
فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
(الحج: 40)
ولكن هذا الصراع معلوم العاقبة كما قال تعالى:
{ كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ }
(المجادلة: 21) .
ومكر وكيد أعداء الإسلام بالدعاة والدعوة إلى الله في كل زمان ومكان أمر مستمر
ومتكرر، فعلى الداعية إلى الله أن يلجأ إلى ربه، وأن يثق به، ويتوكل عليه، ويعلم
أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، كما قال عز وجل :
{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }
(الأنفال: 30) .

التوكل واليقين :
إن المتأمل لحادثة الهجرة والتخطيط لها ، يدرك حسن توكل النبي صلى الله
عليه وسلم على ربه، ويقينه أن الله حافظه وناصر دينه، وهذا التوكل لا ينافي
أو يتعارض مع الأخذ بالأسباب فقد شاء الله تعالى أن تكون الهجرة النبوية
بأسباب عادية من التخفي والصحبة والزاد والناقة والدليل، ولكن لا يعني دقة
الأخذ بالأسباب حصول النتيجة دائما، لأن هذا أمر يتعلق بأمر الله ومشيئته،
ومن هنا كان التوكل واليقين والاستعانة بالله، لتقتدي به أمته في التوكل على
الله ، والأخذ بالأسباب وإعداد العدة .
يقول أبو بكر رضي الله عنه :
( نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا ، فقلت :
يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه؟! ، فقال :
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما )
رواه مسلم . يقول النووي :
" وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وسلم حتى في هذا
المقام ، وفيه فضيلة لأبي بكر رضي الله عنه وهي من أجَّل مناقبه "


نواصل بإذن الله

عثمان محمد وداعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس