عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2013, 04:18 PM   #30
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي Re: مصر الثورة الثانية صور صور



ا

دافِعوا عن الدولة
الخميس 8 شوال 1434ه - 15 أغسطس 2013م
عمرو الشوبكي

فى العادة تدافع الدولة عن مواطنيها، بل إن السبب الرئيسى فى وجودها يرجع إلى قدرتها على حماية مواطنيها، وتوفير الأمن، وحماية الحدود، وتقديم الخدمات العامة، وفى حالة مصر فإن الدولة التى بناها المصريون بدمائهم وعرقهم، منذ عهد محمد على، صارت مهددة من جماعة الإخوان المسلمين، فحاولت كسر إرادتها، وتطويعها لصالح أجندتها الخاصة وهى فى الحكم، وفشلت، ثم حاولت أن تهدمها وهى فى المعارضة، وستفشل بعون الله.

إن قيام قوات الأمن، مدعومة بقوات الجيش، بفض اعتصامى «رابعة والنهضة»، صباح أمس، يعتبر عملا من أعمال السيادة فى مواجهة إجرام قادة الجماعة وخطاب الكراهية الذى مارسوه ضد الشعب المصرى والدولة.

إن تواطؤ كثير من وسائل الإعلام والساسة الغربيين مع عنف الجماعة أمر صادم، وتجاهل صور العناصر الملثمة المجرمة التى حملت السلاح فى مواجهة الشرطة والأهالى، والحديث عن اعتصام سلمى يعد خطيئة كبرى، بعد أن شاهد الملايين الميليشيات المسلحة تجوب الشوارع، وحرق الكنائس، والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة. والمؤكد أن مصر انطلقت من نقطة متقدمة، بعد ثورة 25 يناير، أغضبت البعض ومنهم الإخوان فى أنها نجحت فى أن تسقط جزءا من النظام القديم، وحافظت على الدولة التى بدت فى وضع ضعيف ومترهل، وعاجزة عن القيام بكثير من واجباتها، وأن لحظة استعادتها مرة أخرى هى التى ستحدد مستقبل الوطن، وشكل نظامه السياسى، فإما أن يؤسس لنظام ديمقراطى، حديث يستلهم قيم الثورة ومبادئها، وإما أن يؤسس لعصر لا دولة الذى شهدناه فى السودان المقسم بفضل انقلاب الإخوان، والعراق بسبب الغزو الأمريكى (فكك الدولة والجيش)، وسوريا التى يحاول البعض أن يخطف ثورتها العظيمة لصالح ميليشيات النصرة والجماعات الإرهابية، وليبيا الغنية التى سقط فيها النظام، وسقطت الدولة، وتعانى الأمَرَّيْن، رغم أن عدد سكانها أقل من نصف سكان القاهرة.

والمؤكد أن تجربة الإخوان مع الدولة المصرية فشلت فى فهم طبيعتها، وعكست كراهية لكل مؤسساتها، لأن الإخوان حرصوا على مدار تاريخهم على أن يكون لهم كيانهم الخاص، وربما «دولتهم الموازية»، وذاكرتهم التاريخية الخاصة التى واجهت الذاكرة الوطنية المصرية من سعد زغلول ومصطفى النحاس وحزب الوفد، مرورا بثورة يوليو وجمال عبدالناصر، وانتهاء بنصر أكتوبر وأنور السادات.

إن مَن ير ما فعله الإخوان فى اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة» سيكتشف كيف كان حرصهم على الكيان الموازى من مستشفى ميدانى به أطباء ومسعفون إخوان لا علاقة لهم بمستشفيات الدولة، وميليشيات خاصة للتأمين فى مواجهة رجال الشرطة، وأنشطة سياسية وإرهابية داخل «رابعة والنهضة» وخارجهما، حتى بدت اعتصامات الإخوان وكأنها غزو خارجى جاء معلنا الحرب على شعب مصر ودولته الوطنية.

إن عنف الأمس واليوم والغد الذى تقوم به عناصر الجماعة فى محافظات مصر المختلفة هو تتويج لمسلسل الفشل التاريخى للجماعة وهى فى السلطة والمعارضة، فعلى مدار عام من حكم الإخوان، حاربوا القضاء والشرطة، وتربصوا بالجيش، وكرهوا الإعلام، وسيطروا على بعض الوزارات بمنطق الغنيمة والتمكين وليس الإصلاح وبناء الجديد، وإذا كانوا قد قالوا إن الدولة لم تتعاون معهم وهو صحيح، وفشلوا فى إدارتها أو إصلاحها، فلماذا من الأصل قرروا أن يحكموا البلاد، ولماذا لم يراجعوا فشلهم وهم فى السلطة، ولو لمرة واحدة؟ إن الجماعة بصيغتها الممتدة، منذ 85 عاما، جماعة عقائدية مغلقة تمارس الدعوة والسياسة والنشاط الاجتماعى، وظلت أسيرة هذه الصيغة حين كانت فى المعارضة، ورفضت الفصل بين الجماعة الدعوية والحزب السياسى، على اعتبار أن السلطة لن تُرَخِّص لها بحزب سياسى، ولن تسمح لها أيضا بتأسيس جماعة دعوية، وبعد أن وصلت للسلطة حافظت على سريتها، ورفضت أن تحصل على رخصة قانونية، واعتبرت نفسها فوق الدولة التى يرأسها مندوب الجماعة فى مؤسسة الرئاسة، فى مشهد غير مسبوق فى تاريخ أى بلد آخر فى العالم، أى أن يأتى رئيس جمهورية من جماعة سرية لا علاقة لها بقوانين الدولة التى يحكمها.

لقد وصل الشطط والجنوح لدى قادة الجماعة إلى أنهم لم يروا حجم الكراهية والرفض من قِبَل قطاع واسع من الشعب المصرى لهم، وظلوا ينزلون الشوارع يتحرشون بالأهالى، ويهاجمونهم فى بين السرايات وعابدين، وأمس الأول فى فيصل، ومارسوا ممارسات إجرامية أشبه بممارسات الخوارج والغزاة، دون أن يعوا أن كيان الإخوان دخل فى مواجهة مع شعب مصر ودولتها وليس النظام السياسى، وهو حاجز وواقع عمَّقه الإخوان كل يوم، وهم يتصورون أنهم جماعة ربانية لابد أن تكون على حق والجميع على باطل.

إن الخلل فى صيغة الجماعة نفسها وفى بنيتها العقائدية والتنظيمية، وهو ما أنتج فشلهم فى الحكم والمعارضة.

على الشعب المصرى أن يدافع بكل الوسائل عن دولته الوطنية، وأن نحيى رجال الشرطة والجيش فى موقفهم ضد غزوة الجماعة وحلفائها، وأن يعرفوا أنهم فى دفاعهم هذا يُنَجُّون بلدهم من مصائر سوداء يعدها أشرار الخارج ومندوبوهم فى الداخل.

نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"


ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس