مُنتديات الختمية

عن سعيد بن المسيب أنه لقى أباهريرة فقال أبوهريرة :
اسأل الله ان يجمع بينى وبينك فى سوق الجنة ، فقال سعيد :
أفيها سوق ؟ قال : نعم أخبرنى رسول الله صل الله عليه واله
وسلم وساق حديثاً طويلاً وفيه أنهم بعد زيارة الحق سبحانه
وتعالى فى الجنة يأتون سوقاً قد حفت به الملائكة ، مما لم تنظر
العيون الى مثله ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب .
فيحمل الينا ما اشتهينا ، ليس يباع فيها ولايشترى .
وفى السوق يلقى اهل الجنة بعضهم بعضا فيقبل الرجل ذو المنزلة
الرفيعة ، فيلقى من هو دونه ، ومافيهم دنىّ ، فيروعه ما عليه من اللباس.
فما ينقضى آخر حديثه حتى يتمثل له ماهو أحسن منه ، وذلك أنه لاينبغى
لأحد أن يحزن فيها .
ثم ننصرف الى منازلنا ، فيتلقانا أزواجنا فيقلن : مرحبا وأهلا لقد جئت
وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه .
فيقول : إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ، ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا .
قال بعض السلف : اعياد المؤمنين فى الجنة أيام زيارتهم لربهم عز وجل
فيزورونه ، ويكرمهم غاية الكرامة ، ويتجلى فينظرون اليه ، فما أعطاهم
شيئاً هو أحب اليهم من ذلك ، وهى الزيادة التى قال الله فيها :
( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) .
وليس للمحب عيد سوى قرب محبوبه :
إن يوماً جامعاً شملى بهم ذاك عيد ليس لى عيد سواه
كل يوم للمسلمين عيد فى الدنيا فإنه عيد لهم فى الجنة ، يجتمعون فيه
على زيارة ربهم ، ويتجلى لهم فيه ، ويوم الجمعة يدعى فى الجنة
يوم المزيد ، وايام الفطر والاضحى يجتمع أهل الجنة فيها للزيارة ،
فهذا لعموم أهل الجنة .
فأما خواصهم فكل يوم هو لهم عيد يرون ربهم كل يوم مرتين ، بكرة وعشية .
الخواص كانت أيام الدنيا كلها لهم أعياداً فصارت أيامهم فى الاخرة كلها أعياداً.