السيد علي .. مقامك بيننا نصر مبين
أحمد سر الختم
http://www.khatmiya.com/vb/uploaded/8_01272820220.jpg


أخبار اليوم - الخميس 4 أكتوبر 2012م

تحتفل البلاد في الحادي عشر من اكتوبر القادم بالذكرى السنوية للسيد علي الميرغني رضي الله عنه. حيث تبدأ الاحتفالات مطلع الاسبوع القادم باسبوع ثقافي يقيمه شباب الختمية يتضمن ندوات مسائية بساحة القاعة الهاشمية بمسجد مولانا السيد علي الميرغني ويختتم الاسبوع بالليلة الختامية مساء الخميس بساحة المسجد ببحري حيث يسبقها في عصر ذات اليوم موكب شباب الختمية وطوابيرهم المميزة التي ستعطر مدينة بحري بالمدائح والانشاد وتكسو البلاد رأية الطريقة وتحفها ادبياتها.


انها ذكرى ابو الوطنية وابو الحرية مولانا السيد علي الميرغني الذي طرد الاستعمار وحقق الاستقلال وجعل رايات البلاد ترفرف وشعبها ينعم بالحرية. مما حدا بالرئيس الزعيم اسماعيل الازهري يقول : (لولا الاسد الرابط في حلة خوجلي لما تحقق الاستقلال).
وقال الاستاذ الدرديري محمد عثمان ان الانجليز قالوا : (ما تعبنا من شخص في هذه البلاد مثلما تعبنا من السيد على الميرغني)، واعتقد ان هذه الشواهد والادلة والبراهين التي صدح بها الزعيم الرئيس الازهري والاستاذ الدرديري تكفينا عن سرد امثلة لمواقف مولانا السيد علي الوطنية ودوره في تحقيق الاستقلال وتطلعات الشعب.
لقد كانت مكتبة السيد علي الميرغني غنية بالكتب والمخطوطات الثمينة والنادرة وهي المكتبة الاولى على نطاق العالم العربي والاسلامي في ذلك الوقت وحتى لا نحسب من الذين يطلقون الحديث على عواهنه نلفت انتباه القارئ المحترم الى مذكرات الاستاذ العلامة الكبير حسن نجيلة الذي اثرى المكتبة السودانية بعدد من الاصدارات منها كتابه القيم ملامح من المجتمع السوداني. لقد كان نجيلة صديقا للكاتب والعلامة العقاد الذي قال لنجيلة : (ان كان الادب مهنة السيد علي ما نشرب مية معه).
ويؤكد العقاد بحديثه الموثق للاستاذ نجيلة ان مولانا السيد علي غزير الثقافة علامة في الادب واللغات والثقافة بصفة عامة. ما التمسته في علم من العلوم الا ووجدته في صدر قائمة العلماء وما بحث الناس عن كتاب او اصدارة نادرة الا وعثروا عليها في ارفف مكتبة مولانا السيد علي الميرغني وقد زارها العلامة العقاد واخذ منها احدى الاصدارات النادرة.
تعج الكتب والمخطوطات بالكثير من الامثلة التي توضح النظرة الثاقبة لمولانا السيد علي ورؤيته السليمة لمستقبل الاوضاع في دول العالم فلقد ابلغ مولانا السيد علي نجيلة السيد احمد الميرغني رضى الله عنهما في رحلتهم للدول الاوربية بأن هذه الدول سترتبط مع بعضها البعض بمنظومة او اتحاد وبالفعل تكون الاتحاد الاوربي.
واوردنا الاستاذ المخضرم مؤسس صحيفة الصحافة العلامة عبد الرحمن مختار في كتابة خريف الفرح المطبوع في الثمانينات ان السيد علي الميرغني كشف في حديثه للحضور في الستينات ان السود سيحكمون الولايات المتحدة الامريكية ويدخلون البيت الابيض في عام (200) وبالفعل وبعد اكثر من عشر سنوات من طباعة الكتاب وعشرات الاعوام من حديث السيد علي الميرغني فاز باراك اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية ودخل البيت الابيض.
ولنا عودة لموكب تشييع ابو الحرية وابو الوطنية. ونختتم بابيات من قصيدة الشاعر محمد محمد علي (الخطب الجلل) :
ابا السودان قبرك في فؤادي
عليه خواطري أبداً تحوم
مقامك بيننا نصر مبين
فقدنا الفجر مستفيضا.
(نواصل)

http://www.gstatic.com/hostedimg/2bb...3f43f3_landing
السيد علي .. مين ينكر عُلاك غير الشقي المتعامي
أخبار اليوم السبت: 6 أكتوبر 2012م

*مع تباشير إطلالة الذكرى السنوية لمولانا السيد علي الميرغني رضى الله عنه نبحر في مقتطفات ونماذج لأبيات من الشعر ومدح علماء وشيوخ السودان الأفذاذ الواصلين. الشرفاء الأتقياء لمولانا السيد علي الذي قاد الحركة الوطنية السودانية حتى تحقق الاستقلال ونال الشعب الحرية وأرسل القوافل الدعوية لكل أنحاء السودان وبصفة خاصة جبال النوبة والأنقسنا وشيّد المعاهد والخلاوي ووشح السودان بثوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والحراك السلمي المدني. وظلت إنجازاته واقعاً ملموساً وصدقة جارية ومنظومة مدنية جماهيرية جمرتها تربية الصوفية وسلوك القوم ونشاطهم وحلقاتهم العامرة بتلاوة القران والذكر..وكلما مرت الذكرى خرجت طوابير شباب الختمية بزيهم المميز وأدبياتهم الطاهرة لتعطر مدن السودان عامة وبحري خاصة بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فترجم شياطين الأنس والجن وتقول لهم كما قال الشاعر :
لا تطمسون من السماء نجومها بأكفكم أو تسترون هلالها
أو تجحدون مقالة من ربكم جبريل بلغها النبي فقالها
القارئ المحترم : تزدان الكتب والاصدارات بعدد كبير من القصائد التي مدح فيها علماء السودان مولانا السيد علي الميرغني فلقد قال عنه الشريف يوسف الهندي في قصيدته (علي بليلة الشرف) :
علي بلبلة الشرف..علم الهدى المرفوع
عن بابوا الملوك ظاعنة..وتجيه خضوع
يا شمس الظهور..الما معاها طلوع
الهندي والهنود بينهم جلست كرام
مين ينكر عُلاك غير الشقي المتعامي
علي بن الشرف صحيح من الحسين والزهراء
بالليث فخركم مش بالحلل والظهرة
جمعيه الزول من أم فيها معاك
والملك الجليل ما رام وسامو سواك
وللسادة المراغنة علاقة موغلة في القدم مع آل العارف بالله محمد وقيع الله شيخ الزريبة، ولقد قال الشيخ عبد الرحيم محمد وقيع الله البرعي في قصيدته (أكرم بآل الميرغني وقومه) :
أكرم بآل الميرغني وقومه سادات أعراب الحجاز وعُجمه
فهم البدور وهم شموس أشرقت
في كونهم بل هم ثواقب نجمه
آل النبي محمد خير الورى
ورثوا به سرّ الكتاب وأمه
صلوا عليهم بعد جدهم الذي
صلى عليه الله معشر قومه
هم نسل فاطمة البتول وبعلها
وخلاصة السبطين طبّ الأكمة
ويقول الشيخ عبد الرحيم البرعي في قصيدته الثانية (الميرغني القطب) :
أهلاً وسهلاً بالامين..الميرغني القطب الامين
يا من تروم علماً ودين..لازم وحب رحب اليدين
لا شك تكون في الفائزين..من فيضو تشرب كل حين
الميرغني قطب الوجود..القايم الليل بالسجود
علماً وزهداً ثم جود..في بيتو مجموع حق يقين
في الناس مفروض حبهم..نالوا الكمال من ربهم
ملعون شقي من سبّهم..في نار جهنم خالدين
حوض الرسول بكفهم..أيضاً ومنصور صفهم
هم قدوة للسالكين

اللهم ارض عن صاحب السيادة مولانا السيد على رضى الله عنه


والشكر لاخينا الاستاذ احمد سر الختم

يارب ارضى عن الاستاذ سيدنا( شيخ الشيوخ) الامام الميرغنى على
يالائمى وفؤادى غير منتقل عن الهوى وقديم الوجد لم يحل


مهلاً هداك الذى اخلى فؤادك من مافى فؤادى من حزن ومن وجل


أنا الذى طل من دون الرفاق دمى بين الخدود وبين الاعين النجل


مالى بأن اتقى قوس العيون وقد رميت منه بسهم اللحظ والمقل


افدى بنفسى من احللن سفك دمى وهن فى راحة والقلب فى شغل


سلبن عقلى فلم اسطع مقاومةً يوم الرحيل ودمعى جد منهمل


قال العوازل ماهذا الغرام وقد جاوزت سن الصبا واللهو والغزل


فقلت خلوا حزيناً ظل مكتئباً يبكى الفريق برسم الدار والطلل


قالوا دواؤك ان تسلو فقلت لقد ابعدتموا فسلوى غير محتمل


قالوا فهل تشتفى باللثم فقلت نعم لكنه لثم كف الميرغنى على


ذاك الفتى الهاشمى المنتقى نسباً من الامام وسبطى خاتم الرسل


مولى العوارف ينبوع المعارف من تقبيل راحته يبرى من العلل


بدر به يهتدى السارى وبحر ندا من امه نال فوق القصد والامل


اكرم به ماجداً من سادةٍ نجب سادوا الورى بالتقى والعلم والعمل


وهم غياث لنا فى النائبات وهم سفن النجاة بهم ننجوا من الزلل


هم الاولى طهر الرحمن جملتهم فى محكم الذكر من رجس ومن علل


وحبهم واجب جاء الكتاب به من لم يدن لهم فى الحب لم يصل


فالزم محبتهم واطلب مودتهم تنل شفاعتهم فى الموقف الحفل


وان ترد شربةً من دن راحهم فقف بسدة باب الميرغنى على


ذاك الشريف الحسيب الميرغنى ومن له فخارٌ وعزٌ غير منتقل


فرد الزمان وحيد الدهر ذوشرفٍ كنز العديم ملاذ الخائف الوجل


ان ابن عثمان قد سارت فضائله مسير شمس الضحى فى الحزن والسهل


الفاطمى الحسينى الذى سبقت له العناية بالتقديم فى الازل


به تناط مقامات الولاية من قطب وغوث الى فرد الى بدل


قطب الشريعة سلطان الحقيقة نبراس الطريقة يهدى واضح السبل


انى امتدحتك يامولاى معترفاً بالعجز عن قدرك السامى على زحل


لكن لى حسن ظنٍ أن انال به رضى الاله على مافى من خلل


فهاكها من بنات الفكر رافلةً من نسج وصفكم فى ابهج الحلل


لاميةً مهرها ذخر الشفاعة لى عند النبى غداة الناس فى وجل


جاءت مهنئيةً بالعيد سائلة لكم دوام الهناء فى فسحة الاجل


بجاه جدكم المختار من مضرٍ المصطفى المنتقى من خيرة الرسل


صلى عليه الاله كلما سجعت ورق الحمام على غصن من الاثل


والال والصحب مهما قال ذو ولهٍ يالائمى وفؤادى غير منتقل

لا تراجع عن الوُحدة
أخبار اليوم: 16 أُكتوبر 2012م

هكذا ابتدر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني مرشد الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة توقيع مبادرة السلام السودانية (اتفاقية الميرغني قرنق) عام 1988م.
نصت الاتفاقة على وحدة السودان ترابا وشعبا وعقد المؤتمر الدستوري القومي بمشاركة كافة أبناء السودان.
ولكن الجبهة الإسلامية بقيادة الشيخ الترابي دبرت إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م وقطعت الطريق امام تنفيذ اتفاقية السلام السودانية (الميرغني قرنق).
مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بحكمته وصبره وخبرته السياسية وعلاقاته

الواسعة حقق السلام في عام 1988م فلقد وافقت الحركة الشعبية على وقف اطلاق النار وحددت موعد ارسال وفد المقدمة الى الخرطوم.
يتمسك مولانا الميرغني بوحدة السودان ترابا وشعبا ويرى ان مشاكل الشمال والجنوب لن تجد حلا جذريا الا بعودة الوحدة للوطن.
ويؤكد الميرغني ان النيل يربط بين الجنوب والشمال ولابد من عودة الوحدة والتطلع الى الوحدة مع دولة المصب مصر الشقيقة.
وفي السودان اليوم واهم من يظن ان منظومة سياسية واحدة تستطيع ان تحكمه مهما ادعت قدرتها على التنظيم وادارة العمل السياسي لان الايام دول والحركة السياسية السودانية غنية بالكوادر والخبرات الحزبية الوطنية القادرة على ادارة العمل.
والاحزاب السودانية التي يصفها البعض بالضعف هي الاكثر قوة من الحزب الحاكم لانها تملك القواعد الجماهيرية العريضة وتمددت في كافة القطاعات الحديثة واضحت بمراكز معلوماتها وتأمينها وبشبابها وقوتها وتعمل بهدوء وبتوجيهات قياداتها الذين ارسوا قيم التسامح والتعامل بالتي هي احسن والصبر والتضحيات وعدم الانفعال حفاظا على البلاد بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة.
وستكتسح الاحزاب الوطنية وفي مقدمتها الاتحادي الديمقراطي الاصل بإذن الله الانتخابات القادمة فالايادي بيضاء لم تتلوث ، ولذلك لابد من اجراء انتخابات حرة ونزيهة تديرها سلطة قومية انتقالية.
وحسن فعل مولانا الميرغني بحرصه على لم شمل الاتحاديين باعتباره مقصدا لخير الوطن والمواطن وابان ان لم الشمل في صدور الاتحاديين.
ان الشعب السوداني الصابر المتسامح لن تستطيع اية جهة خداعه ، او استغفاله ، فهو شعب المقاومة ضد الاستعمار والثورة والانتفاضة ضد ديكتاتورية عبود ونميري وحقق النصر في ابريل 1985م واكتوبر 1964م وسيقول كلمته عبر الانتخابات النزيهة الحرة.