مُنتديات الختمية - ترجل الفارس النبيل عابدين أبو زلازل

https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net...329_4207_q.jpg

ترجل الفارس النبيل عابدين أبو زلازل

إتصل بي من السودان الامين العام لهيئة الختمية مولانا الشيخ صلاح سرالختم ناقلاً لي خبر وفاة الشقيق الرفيع عابدين ابو زلازل وكان والوفد المرافق له في طريقهم لتقديم التعازي ...لقد ترجل شقيقنا عابدين من فرسه بعد أن صال وجال في ميادين العطاء وساحات البذل الوطني وخاض الكثير من المعارك وواجه الكثير من التحديات بكل الجد والاجتهاد والمثابرة والصبر….
غادر عابدين دنيانا الفانية وحياتنا الزائلة بعد ان خدم دينه ووطنه وحزبه بإخلاص من خلال تفانيه في خدمة الآخرين التي يشهد بها ويعرفها كل من يعرف الفقيد ويكفي انه توفي واقفاً أثناء إسعافه لشخص آخر …لقد تفاني أبوالزلازل طوال فترة حياته التي كانت عامرة باعمال الخير الجليلة وحافلة بالعديد من الانجازات التي صنعها في صمت وقد منحه الله تعالي في حياته القصيرة الكثير من المزايا التي لو تحدثت عنها فلن أحصيها لأنها أكبر من أن تعد بواسطة فرد واحد مهما إدعي المعرفة بالفقيد الذي كان مدرسة خاصة وفريدة وتنوعت حياته بتنوع المحطات التي عاش فيها فعابدين في مصر غير غير عابدين في ارتريا وعابدين في شرق افريقيا غير عابدين في غربها وعابدين في الخليج غير عابدين في السودان….ولابد ان التاريخ سيسجل له الأعمال الجليلة التي تحققت تحت اياديه وهي كثيرة ومتنوعة…. ويكفي أنه كان ذلك الرجل البسيط المتسامح الذي ينشد الخير ويسعى له ويفعله مقدماً مصلحة الآخرين علي مصالحه الشخصية….لقد وهبه الله تعالي القدرة علي أن يكون صاحب قلب طيب ونفس متسامحة وشخصية محبوبة يتعامل برقي وتهذيب مع من يعرف ومن لا يعرف فأحبه الكل وتلك إشارة قبول تدل علي أن الله قد أحبه وجعل خلقه يحبونه….. وكيف أنه منذ أن دخل وسطنا السياسي وحتى غادره كان يوفق ويقارب ويصالح بين الناس وقد نجح في إطفاء حرائق الوسط السياسي المعارض التي لا تنتهي….
تعرفت علي ابو زلازل خلال سنوات المعارضة وتوثقت علاقتي به في محطة اسمرا ابان سنوات النضال الوطني ضد طغمة الانقاذ وقد كانت داره بحي ترافالو بالعاصمة الارترية اسمرا عنوانا للجميع وقبلة للمعارضين السودانيين علي مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم الحزبية وكانت بيتا للسودانيين ذوبت الفوارق وصهرت الجميع في بوتقة الوحدة النضالية فلا فرق بين الاتحادي والامة ولا بين الشيوعي والحركة ولا بين البجاوي والرشيدي والتحالف والكل علي قلب رجل واحد في بيت ابو الزلازل الذي ضاق بالضيوف علي سعته فاضطر الي استئجار المنزل المجاوز ليوسع للضيوف وفي كثير من الاحيان يذهب لينوم في الفندق بدون ان يشعر به احد…اوكلت له قيادة الحزب مهام عديدة سياسية وذات طابع عسكري فاداها علي اكمل وجه وانجزها بهمة وثقة مستمدة من التوكل على الله ثم على ما يملكه من إمكانيات وقدرات وخبرات ورجال معاونين …
لقد كان الفقيد أخ لي وللكثيرين وكان تواجده ووجدانه وجُودَهُ في كل المناسبات الوطنية والكثير من المناسبات الاجتماعية وخاصة في ساحات النضال الوطني خلال مسيرة التجمع الوطني الديمقراطي مظلة أهل السودان في مواجهة قوي الظلام الانقاذية, ومآثره الوطنية والقومية كثيرة يصعب لفرد واحد إحصائها ومن الطبيعي أن يتناول كثيرون غيري من القوي الوطنية السودانية سيرة هذا الفقيد وتعداد مآثره العديدة في شتي القضايا والمواقف والأمور وأتوقع أن يتصدي لهذه المهمة الاصدقاء ياسر عرمان،محمد حسن داؤد،جهاد الفكي،بروفسير تيسيير محمد علي،فاروق ابوعيسي،الشفيع خضر،عثمان فوزي،عبدالملك عبدالباقي،الشيخ الحسين،عماد حسن،مكي محمدالحسن،التوم هجو،دكتور جعفر أحمد عبدالله،معتز الفحل ،اللواء محمد المامون الترابي،العميدهاشم ابورنات ،العميد حمدي جعفر وآخرين
لا نملك اليوم والحزن يعصر قلوبنا و الاسي يفطر جوانحنا الا أن نقول لفقيدنا العزيز عابدين ابوزلازل نشهد أنك قد أديت الأمانة خلال سنوات النضال الشرس وتمسكت بالمباديء وضحيت في سبيلها وهو ما لا يمكن أن يفعله إلا من هم في همتك وشيمتك من الرجال المخلصين الاوفياء الذين ستظل البلاد في حاجة إلي خدماتهم ويبقي الحزب في حاجة الي مساهماتهم…. أما وقد إنتقلت الآن الي بارئك فانك بلا شك تحتاج منا جميعاً إلى الدعاء بالرحمة والمغفرة أكثر من الحديث عن مناقبك ومآثرك التي لا تحصي ولا تعد…. رحم الله فقيد البلاد عابدين ابوزلازل وألهمنا وأسرته وأشقائه وأصدقائه الصبر والسلوان وتغمده الله بواسع رحمته… وستظل ذكراك باقية وحية ما حيينا…وداعاً أيها الفقيد العزيز
حاتم السر - لندن
الثلاثاء ٢٨ أغسطس ٢٠١٢م

من صفحة الريس عللا الفيس بوك