مُنتديات الختمية

مُنتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   [ مدد ] (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=1128)

علي الشريف احمد 05-18-2010 09:07 PM

[ مدد ]
 
قول الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله في كتاب حقائ...ق عن التصوف :

ومن الكلمات التي لها تأويل شرعي صحيح كلمة [مدد] التي يُردِّدها بعض الصوفية، فينادي بها أحدهم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أو يخاطب بها شيخه.
وحجة المعترِض عليهم أن هذه الكلمة هي سؤال لغير الله واستعانة بسواه ولا يجوز السؤال إِلا له ولا الاستعانة إِلا به ؛ حيث قال الرسول (صلى الله عليه واله وسلم): «إِذا سألت فاسأل الله، وإِذا استعنت فاستعن بالله»(أخرجه مسلم)، ثم إِن الله تعالى بيَّن في كتابه العزيز أنه هو مصدر الإِمداد حين قال: {كلا ً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك } [الإِسراء: 20].
وقد جهل هؤلاء المعترضون أن السادة الصوفية هم أهل التوحيد الخالص، الذين يأخذون بيد مريديهم ليذيقوهم حلاوة الإِيمان، وصفاء اليقين ؛ ويخلصوهم من شوائب الشرك في جميع صوره وأنواعه.
ولتوضيح المراد من كلمة [مدد] نقول: لابد للمؤمن في جميع أحواله أن تكون له نظرتان:

نظرية توحيدية لله تعالى، بأنه وحده مسبب الأسباب، والفاعل المطلق في هذا الكون، المنفردُ بالإِيجاد والإِمداد، ولا يجوز للعبد أن يشرك معه أحداً من خلقه، مهما علا قدره أو سمت رتبته من نبي أو ولي.
ونظرة للأسباب التي أثبتها الله تعالى بحكمته، حيث جعل لكل شيء سبباً.
فالمؤمن يتخذ الأسباب ولكنه لا يعتمد عليها ولا يعتقد بتأثيرها الاستقلالي، فإِذا نظر العبد إِلى السبب واعتقد بتأثيره المستقل عن الله تعالى فقد أشرك، لأنه جعل الإِله الواحد آلهة متعددين. وإِذا نظر للمسبِّب وأهمل اتخاذ الأسباب، فقد خالف سنة الله الذي جعل لكل شيء سبباً. والكمال هو النظر بالعينين معاً، فنشهد المسبِّبَ ولا نهمل السبب. ولتوضيح هذه الفكرة نسوق بعض الأمثلة عليها:

إِن الله تعالى وحده هو خالق البشر ؛ ومع ذلك فقد جعل لخلقهم سبباً عادياً، وهو التقاء الزوجين، وتكوُّنُ الجنين في رحم الأم، وخروجه منه في أحسن تقويم.
وكذلك فإِن الله تعالى هو وحده المميت ؛ ولكنه جعل للإماتة سبباً هو ملك الموت، فإِذا لاحظنا المسبب قلنا: { الله يتوفى الانفس}
[الزمر: 42].
وإِذا قلنا: إِن فلاناً قد توفاه ملك الموت، لا نكون قد أشركنا مع الله إِلهاً آخر ؛ لأننا لاحظنا السبب، كما بينه الله تعالى في قوله: {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم} [السجدة: 11].

وكذلك فإِن الله تعالى هو الرزاق، ولكنه جعل للرزق أسباباً عادية كالتجارة والزراعة.. فإِذا لاحظنا المسبب في معرض التوحيد، أدركنا قوله تعالى: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58]. وإِذا لاحظنا السبب وقلنا: إِن فلاناً يُرزَقُ من كسبهِ، لا نكون بذلك قد أشركنا، فرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده»(أخرجه البخاري). وقد جمع الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بين النظرتين توضيحاً للأمر وبياناً للكمال في قوله: «وإِنما أنا قاسم والله يعطي»( أخرجه البخاري).
وكذلك الأمر بالنسبة للإِنعام، ففي معرض التوحيد قوله تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل: 53]. لأنه المنعم الحقيقي وحده. وفي معرض الجمع بين ملاحظة المسبِّب والسبب قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ..} [الأحزاب: 37]. فليس الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) شريكاً لله في عطائه، وإِنما سيقت النعم لزيد بن حارثة رضي الله عنه بسببه (صلى الله عليه واله وسلم )، فقد أسلم على يديه، وأُعتِقَ بفضله، وتزوج باختياره..

وكذلك بالنسبة للاستعانة، إِذا نظرنا للمسبب قلنا: «إِذا استعنْتَ فاستعن بالله». وإِذا نظرنا للسبب قلنا: {وتعاونوا على البر والتقوى} [المائدة: 2]. «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه»(أخرجه مسلم ). فإِذا قال المؤمن لأخيه: أَعِنِّي على حمل هذا المتاع ؛ لا يكون مشركاً مع الله تعالى أحداً أو مستعيناً بغير الله، لأن المؤمن ينظر بعينيه، فيرى المسبِّب والسبب، وكل من يتهمه بالشرك فهو ضال مضل.
وهكذا الأمر بالنسبة للهداية ؛ إِذا نظرنا للمسبب، رأينا أن الهادي هو الله وحده، لهذا قال الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه و اله وسلم): { إنك لاتهدي من أحببت } [القصص: 56]. وإِذا لاحظنا السبب، نرى قول الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه واله وسلم): {وإنك لتهدي الى صراط مستقيم} [الشورى: 52]. أي تكون سبباً في هداية من أراد الله هدايته.
والعلماء العارفون المرشدون هم ورثة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في هداية الخلق ودلالتهم على الله تعالى. فإِذا استرشد مريد بشيخه، فقد اتخذ سبباً من أسباب الهداية التي أمر الله بها، وجعل لها أئمة يدلون عليها {و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة: 24].
وصلة المريد هي صلة روحية، لا تفصلها المسافات ولا الحواجز المادية، وإِذا كانت الجُدُر والمسافات لا تفصل أصوات الأثير فكيف تفصل بين الأرواح المطلقة ؟! لذا قالوا: (شيخك هو الذي ينفعك بُعدُه كما ينفعك قربُه) وبما أن الشيخ هو سبب هداية المريد ؛ فإِن المريد إِذا تعلق بشيخه، وطلب منه المدد، لا يكون قد أشرك بالله تعالى، لأنه يلاحظ هنا السبب، كما أوضحناه سابقاً، مع اعتقاده أن الهاديَ والمُمِدَّ هو الله تعالى، وأن الشيخ ليس إِلا سبباً، أقامه الله لهداية خلقه، وإِمدادهم بالنفحات القلبية، والتوجيهات الشرعية. ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) هو البحر الزاخر الذي يستمد منه هؤلاء الشيوخ وعنه يصدرون.فإِذا سلمنا بقيام الصلة الروحية بين المريد وشيخه، سلمنا بقيام المدد المترتب عليها، لأن الله يرزق البعض بالبعض في أمر الدين والدنيا.
انتهى قوله رضوان الله عليه .

سراج الدين احمد الحاج 05-18-2010 10:59 PM

رد: [ مدد ]
 
عمل رائع اخى الحبيب /على الشريف
وجعله الله فى ميزان حسناتك وتوضيح يستحق الاشادة والتقدير
وانت عودتنا بنشر الروائع الله يزيدك ويزيدنا فى حب السادة المراغنه
الكرام ويمدنا واياك من مددهم

خالص الود والتقدبر

هاشم محمد أحمد سالم أرو 05-18-2010 11:30 PM

رد: [ مدد ]
 
لله در السسد عبد لله المحجوب الأغبياء هم الذين يحرضون للإستغاثة والنده للأولياء

تاج السرفوزى 05-19-2010 12:54 AM

رد: [ مدد ]
 
مدد يا اهل المدد

منن عثمان 05-19-2010 10:25 AM

رد: [ مدد ]
 
شكرا" أستاذ علي.. توضيح سلس ومقنع إلا لمن زاغ عقله وجهل قلبه..نسأل الله الثبات..

اسراء معتصم 05-19-2010 11:06 AM

رد: [ مدد ]
 
مدد مدد مدد بلا عدد

علي الخليفة عمر 05-19-2010 03:44 PM

رد: [ مدد ]
 
مدد بلا عدد تسلم اخوي في اتحافاتك الجميله ده

علي الشريف احمد 05-20-2010 06:38 PM

رد: [ مدد ]
 
يارسول الله يا أهل المدد +=+ عجل الغوث فما مناأحد

أبو الحُسين 05-20-2010 07:02 PM

رد: [ مدد ]
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 9347)
يارسول الله يا أهل المدد +=+ عجل الغوث فما مناأحد




الحبيب علي الشريف سلامات...

إهداء خاص لك وللمرور الكريم هنا:

رسول الله يا أهل المدد ... عجل الغوث فما منا أحد...


إسلام البيومي 05-20-2010 09:14 PM

رد: [ مدد ]
 
إلهي يا إلهي يا إلهي وأمددنا بفيض الميرغني

مدد يا ميرغني محمد عثماااااااااان


الساعة الآن 02:46 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا