القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

في ظلال منتدى النور البراق

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-2012, 07:38 PM   #1
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : سلطان العاشقين


أنا : أمة الختم





بسم الله الرحمن الرحيم
سلطان العاشقين سيدي ابن الفارض رضي الله عنه

المقدمة
هو ابن الفارض هو سيدي أبو حفص عمر بن علي بن مرشد بن علي, الحموي الأصل, المصري الولادة و المنشأ, ولد سنة 576ه - 1181م و توفي سنة 632ه - 1234م .كان يظن وعائلته إنه ينتسب إلى قبيلة بن سعد العربية غير إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحح نسبه وأرجعه إلى أصله الحقيقي الذي كان خافياً عنه وعن عائلته ويحدثنا ابن الفارض عن ذلك بقوله : شاهدت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقال لى يا عمر الى من تنتمى؟ قلت يا رسول الله انتمى الى بنى سعد (قبيلة حليمة السعديه مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم). فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: بل انت مني ونسبك متصل بي. فقلت يا رسول الله اني احفظ نسبي عن ابي وجدي ينتهي إلى بني سعد فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم مشددا : بل انت مني ونسبك متصل بي فقلت صدقت يا رسول الله ...صدقت يا رسول الله واستيقظت من النوم وانا اقول .صدقت يا رسول الله .
وكني أبن الفارض رضي الله عنه بأبي حفص و أبي القاسم, و لقب بشرف الدين, كان أبوه بعد انتقاله إلى القاهرة يثبت الفروض للنساء على الرجال بين يدي الحكام. و من ثم عرف بالفارض و عرف ابنه بابن الفارض . و في ظل هذا الأب, و في رعاية علمية و حياة طيبة نشأ عمر و أخذ علومه الجلة و كان منذ صغره يستأذن والده لينقطع للعبادة في بعض المساجد المنقطعة و في جبل المقطم. وسبب توجهه للتصوف كان له قصة ، حيث ذهب في أحد أيام الجمع لأحد المساجد لأداء صلاة الجمعة وقد أدركه وقت الصلاة ، رأى رجلا متكئ على شجرة وهو يدندن بنغمة ، فقال في نفسه بعد الفراغ من الصلاة سوف أحاسب هذا على وقوفه هنا يغني بدل الذهاب إلى المسجد . وبعد انقضاء الصلاة وخروج ابن الفارض من المسجد تعرض له نفس الرجل مومأً إليه بإشارة فذهب إليه وإذا بالرجل يقول له شعراً :
لقد قسم الإلهُ الأمرَ بَيننا الصبُّ ينشدُ والخليُّ يسبحُ
ولُعمريَّ التسبيحُ خيرُ بضاعةٍ للناسِكينَ وهذا لقومٍ يَصلحُ
فكأن هذين البيتين أيقضاه من سبات كان فيه فصحب الرجل وسلك على يده يد الشيخ البقال .
فجدّ في طلب العلم و أخذ رضي الله عنه الفقه و الحديث عن شيوخ مصر و سلك طريق الصوفية فتزهد,وسلك طرق المجاهدة والانقطاع للعبادة في جبل (المقطم ) ويتحدث ابن الفارض عن نفسه قائلا : (كنت في أول تجريدي استأذن والدي واطلع إلى وادي المستضعفين بالجبل الثاني من المقطم وآوي فيه وأقيم في هذه السياحة ليلا ونهارا ثم أعود إلى والدي لأجل بره ومراعاة قلبه ثم اشتاق إلى التجرد فاستأذنه وأعود إلى السياحة وما برحت افعل ذلك مرة بعد مرة حتى توفى والدي رحمه الله ؛ فعاودت التجريد والسياحة وسلوك طريق الحقيقة فلم يفتح علي بشيء ؛ فحضرت إلى القاهرة ودخلت المدرسة السيوفية فوجدت الشيخ البقال أمامب (الشيخ أبو الحسن علي البقال من كبار مشايخ الصوفية وهو شيخ ابن الفارض رحمهما الله) فقال لي : يا عمر أنت ما يفتح عليك في مصر ؛ وإنما يفتح عليك بالحجاز في مكة شرفها الله فاقصدها.؛ فقلت يا سيدي وأين إنا من مكة ولا أجد ركابا ولا رفقة ونحن في غير أشهر الحج؟. فنظر إلي وأشار بيده وقال : هذه مكة ؛ فنظرت فإذا مكة امامي فتركته وطلبتها فما برحت امامي حتى دخلتها وجاءني الفتح حينئذ وترادف ؛ ثم شرعت في السياحة بأودية مكة وجبالها وكنت استأنس فيها بالوحوش ليلا ونهارا وأقمت بوادي بينه وبين مكة مسافة كبيرة وكنت آتي كل يوم وأصلي في الحرم الصلوات الخمس ؛ ولبثت في مكة خمس عشرة سنة ؛ ثم سمعت الشيخ البقال يناديني : يا عمر تعالى إلى القاهرة واحضر وفاتي وصلي علي فأتيته مسرعا وحضرت وفاته وجهزته وكفنته ودفنته ).
وبعد عودته من مكة المكرمة أقام في جامع الأزهر فكثر المعجبون به والمتبركون به و كانت العلماء و الحكام تجالسه حتى أن الملك الكامل كان يأتي لزيارته. و ساعده على الظفر بمحبة الناس ما منحه الله من جمال الخلقة و الخُلق. و وصِف ابن الفارض رضي الله عنه بأنه كان معتدل القامة, و أن وجهه جميل, حسن مشرب بحمرة و كان حسن الهيئة و الملبس, و حسن الصحبة و العشرة, فصيح العبارة , كثير الخير .
وكان قدس الله سره يتواجد وجدا عظيما إذا رأى شيئا حسنا أو سمع قولا لصادح أو نوحا لنائح فيقع عنده موقعا بليغا ويحركه تحريكا شديدا ويروى عنه إنه كان سائرا في السوق ذات يوم في القاهرة فمر على جماعة من الحرس يضربون بآلات لديهم وينشدون :
مولاي سهرنا نبتغي منك الوصال مولاي فلم تسمح فنمنا في خيال
مولاي فلم يطرق فلا شك بأن ما نحن إذا عندك مولاي ببال
فوقع ذلك القول في قلبه وقعا قويا ؛ فتواجد رحمه الله وجدا شديدا وتواجد الناس لوجده وتجمهروا من حوله؛ وظل كذالك حتى اغشي عليه وحمل إلى الجامع الأزهر وظل طريح الفراش أياما .
ودخل عليه مرة احد المشايخ من أحبابه فوجده على حال من الوجد والحزن فانشد قائلا :
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا ***** فكم أحيا عليك وكم أموت
فقام ابن الفارض متواجدا واعتنقه وطلب إليه أن يعيد ما قال؛ فسكت الرجل شفقة منه عليه لما رأى من فرط وجده وشدة شوقه ؛ وسأله أن يرفق بنفسه فأجاب رحمه الله قائلا
إن ختم الله بغفرانه ***** فكل ما لاقيته سهل .
وكان ابن الفارض قد استأجر منزلا في أحدى قرى مصر يذهب إليه فيدعو له من يغني له ويضرب بالدف ويأخذ بالدوران حتى يغيب عن الوجود لأيام وبعد صحوه وعودته يملئ على من يكتب له ما يتحصل له في غيبته من أبيات ، وقد كتب قصيدته نظم السلوك بهذه الطريقة . حيث قال ابن بنت الشيخ (سبطه : الشيخ /علي) أن الشيخ لم ينظم قصيدته على طريقة الشعراء دفعة واحدة بل كانت تحصل له جذبات يغيب فيها عن حواسه ثم يصحو فيملي ما فتح الله عليه من نظم القصيدة ثم يترك النظم فترة ثم يعاوده ذلك فيملي ما فتح له عند صحوه وظل كذلك حتى انتهى من نظمها رضي الله عنه.وقال عن هذه القصيدة الشيخ حسن البوريني هذه القصيدة الغراء والفريدة الزهراء التي لم ينسج على منوالها ولا سمح الزمان بمثالها تكاد تخرج عن طوق البشر ألفاظاً ومعنى.
وورد أن الشيخ عمر بن الفارض قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي يا عمر ما سميت قصيدتك ؟ فقلت يا رسول الله أسميتها لواعج الجَنان ( بالفتح وهو القلب) وروائح الجِنان(جمع جنَّة)..... فقال بل سمها نظم السلوك .
وحضر في مجلس الشيخ رجل من علماء الصوفية واستأذن الشيخ في شرح قصيدته نظم السلوك فقال له في كم مجلد تشرحها؟... فقال في مجلدين فتبسم الشيخ رضي الله عنه وقال: لو شئت لشرحت كل بيت في مجلدين.
وروى ان الشيح محيي الدين بن عربي أرسل إلى الشيخ عمر يستأذنه في شرح هذه ألقصيدة فاخبره الشيخ بان كتابه الفتوحات المكية شرحا لها.
لقد حظيت قصيدة العارف بالله عمر ابن الفارض والمسماة بنظم السلوك اهتماما شديدا من الشراح فمنهم من تهيب الخوض في دقيق معانيها وعزف عن التعرض إلى الخفي من إشاراتها واكتفى بالاعتذار عن سبر أغوار رموزها وبيان الباطن من اسرارها..... ومن هؤلاء العالم المحقق الشيخ حسن الوريني الذي شرح كل الديوان الا هذه القصيدة تهيبا لها ووقوفا عند حد التأدب مع صاحبها.

زدني بفرطِ الحبِّ
عدد أبياتها - 11 - بيتاً

1. زِدْني بِفَرْطِ الحُبِّ فيكَ تَحَيُّراً، و ارْحَمْ حَشىً بِلَظَي هَوَاكَ تسعَّرَا
2. و إذا سألتُكَ أنْ أراكَ حقيقةً، فاسْمَحْ ، و لا تجعلْ جوابي : لنْ تَرَى
3. يا قلبُ ! أنتَ وعدتَني في حُبِّهمْ صَبْراً ، فحاذِرْ أنْ تَضِيقَ و تَضْجَرَا
4. إنَّ الغَرامَ هوَ الحَياةُ ، فَمُتْ بهِ
صَبَّاً ، فحقُّكَ أنْ تَموتَ و تُعْذَرَا
5. قُلْ للَّذينَ تقدَّموا قَبْلي ، و مَن ْ
بَعْدي ، و مَنْ أضحى لأشجاني يَرَى
6. عني خذوا ، و بيَ اقْتَدوا ، و ليَ اسْمعوا،
و تَحَدَّثوا بِصَبابَتي بَيْنَ الوَرَى
7. و لقدْ خَلَوْتُ معَ الحَبيبِ ، و بَيْنَنا
سِرٌّ أرَقُّ مِنَ النَّسيمِ ، إذا سَرَى
8. و أباحَ طَرْفي نَظْرَةً أمَّلْتُها،
فغَدَوْتُ مَعْرُوفاً ، و كُنْتُ مُنَكَّرَا
9. فَدُهِشْتُ بَيْنَ جَمالِهِ و جَلالِهِ،
و غَدَا لِسَانُ الحالِ ، عَنّي مُخْبِرَا
10. فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِنِ وَجْهِهِ،
تَلْتقَى جَميعَ الحُسْنِ ، فيهِ ، مُصَوَّرَا
11. لوْ أنَّ كُلَّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَةً
و رآهُ ، كانَ مُهَلَّلاً ، و مُكَبَّرَا


أمة الختم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الختم ; 01-04-2012 الساعة 08:29 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 09:41 PM   #2
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

Wink رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]

سلطان العاشقين سيدي ابن الفارض رضي الله عنه


قافية الهمزة
أرَجُ النَّسيمِ


1. أرجُ النَّسيمِ سرَى منَ الزَّوراءِ،سَحَراً ، فأحْيا مَيِّتَ الأحْيَاءِ
2. أهدى لنا أرواحَ نجدٍ عَرْفهُ،فالجَوُّ منهُ مُعَنبَرُ الأرْجاءِ
3. و رَوى أحاديثَ الأحبَّةِ ، مُسنِداً،عَنْ إذخِرٍ بأذاخِرٍ ، و سِحَاءِ
4. فسَكِرْتُ مِنْ رَيَّا حَواشي بُردِهِ،و سَرَتْ حُمَيَّا البُرْءِ في أدوائي
5. يا راكِبَ الوَجْناءِ ، بُلِّغتَ المنى،عُجْ بالحِمَى ، إنْ جُزتَ بالجَرْعَاءِ
6. مُتيَمِّماً تلعاتِ وادي ضارجٍ،مُتيَامِناً عنْ قاعةِ الوَعْسَاءِ
7. و إذا وَصَلتَ أثيلَ سَلعٍ ، فالنَّقا،فالرَّقمتينِ ، فلعْلعٍِ ، فشظاءِ
8. و كذا عنْ العلمينِ منْ شرقيِّهِ،مِلْ عادلاً للحلّةِ الفيْحاءِ
9. و اقرِ السَّلامَ عُرَيْبَ ذيَّاكَ الَّلوىمِنْ مُغرمٍ ، دَنِفٍ ، كئيبٍ ، ناءِ
10. صبٍّ ، متى قفلَ الحجيجُ تصاعدتْزفراتهُ بتنفُّسِ الصُّعداءِ
11. كَلّمَ السُّهادُ جُفونهُ ، فتبادرتْعبراتهُ ، ممزوجةً بدِمَاءِ
12. يا ساكني البطحاءِ ، هلْ منْ عودةٍأحيا بها ، يا ساكني البطحاءِ ؟
13. إنْ ينقضي صَبري ، فليسَ بمنقضٍوَجْدِي القديمُ بكمْ ، و لا بُرَحائي
14. و لئنْ جفا الوَسميُّ ماحِلَّ تربكم،فمدامعي تربي على الأنواءِ
15. واحسرتي ، ضاعَ الزَّمانُ ولمْ أفزْمنكمْ ، أهيلَ مودَّتي ، بلقاءِ
16. و متى يؤمِّلُ راحةً منْ عمرهُيومانِ : يومُ قلىً و يومُ تناءِ
17. و حياتكمْ ، يا أهْلَ مكَّةَ ، وهيَ ليقسمٌ ، لقدْ كلِفتْ بكمْ أحشائي
18. حُبَّيكُمُ ، في النَّاسِ ، أضْحى مذهبي،و هَوَاكُمُ دِيني و عَقدُ وَلائي
19. يا لائمي في حُبِّ مَنْ مِنْ أجلهِقدْ جَدَّ بي وَجْدِي و عَزَّ عَزائي
20. هلاَّ نهاكَ نُهاكَ عنْ لومِ امرئٍ،لمْ يُلفَ غيرَ مُنعَّمٍ بشقاءِ
21. لوْ تدرِ فيمَ عذلتني لعذرتني،خفض عليكَ ، و خلِّني و بلائي
22. فلنازلي سرحِ المربعِ ، فالشَّبيكةِ ، فالثَّنيَّةِ منْ شِعابِ كَداءِ
23. و لحاضري البيتِ الحرامِ ، وعامريتلكَ الخيامِ ، و زائري الحثماءِ
24. و لِفِتيَةِ الحرمِ المريعِ ، و جيرَةِ الْحَيِّ المنيعِ ، تلفُّتي و عنائي
25. فهمُ همُ ، صَدُّوا ، دنوا ، وَصَلوا ، جفوا،غدروا ، وافوا ، هجروا ، رثوا لضنائي
26. و هُمْ عياذي ، حيثُ لمْ تغنِ الرُّقي،و هُمْ مَلاذي ، إنْ غدَتْ أعدائي
27. و هُمْ بقلبي ، إنْ تناءتْ دَارُهمْعنِّي ، و سُخطي في الهوى و رضائي
28. و على محلِّي بينَ ظهرانيهمِ،بالأخشبينِ ، أطوفُ حَولَ حِمائي
29. و على اعتناقي للرِّفاقِ ، مُسلِّماً،عندَ استلامِ الرُّكنِ ، بالإيماءِ
30. و تذكُّري أجيادَ وِرْدِي في الضُّحى،و تهجُّدي في الَّليلةِ الَّليلاءِ
31. و على مُقامي بالمقامِ ، أقامَ فيجسمي السَّقامُ ، ولاتَ حينَ شِفاءِ
32. عَمْري ، و لوْ قلِبَتْ بطاحُ مسيلهِقلُباً ، لِقلبي الرِّيُّ بالحصباءِ
33. أسْعِدْ أخيَّ ، و غنِّنى بحديثِ منْحلَّ الأباطحَ ، إنْ رَعَيتَ إخائي
34. و أعِدْهُ عندَ مَسامِعي ، فالرُّوحُ ، إنْبَعُدَ المَدَى ، ترتاحُ للأنباءِ
35. و إذا أذى ألمٍ ألمَّ بمهجتي،فشذا أعيشابِ الحجازِ دوائي
36. أأذادُ عنْ عَذبِ الوُرودِ بأرضهِ،و أحَادُ عنهُ ، و في نقاهُ بقائي
37. و رُبوعهُ أرَبى ، أجَلْ ، و رَبيعهُطرَبي ،و صَارِفُ أزمَةِ اللّأواءِ
38. و جبالهُ ليَ مربعٌ ، و رِمَالهُليَ مرتعٌ ، و ظِلالهُ أفيائي
39. و ترَابُهُ ندِّى الذَّكيُّ ، و ماؤهُوِرْدى الرَّويُّ ، و في ثرَاهُ ثرَائي
40. و شِعابهُ ليَ جَنَّةٌ ، و قبابهُليَ جُنَّةٌ ، و على صَفاهُ صَفائي
41. حيَّا الحيا تلكَ المنازلَ والرُّبى،و سَقى الوَليُّ مواطنَ الآلاءِ
42. و سقى المشاعِرَ و المحصَّبِ ، مِنْ منىً،سَحًّا ، و جَادَ مَواقِفَ الأنضاءِ
43. و رَعَى الإلهُ بها أصيحابي ، الأليسَامَرْتهُمْ بمَجامِعِ الأهْواءِ
44. و رَعَى ليالي الخيْفِ ، ما كانتْ سِوَىحُلمٍ مَضَى ، مَعَ يقظةِ الإغفاءِ
45. و اهاً على ذاكَ الزَّمانِ ، و ما حَوَىطِيبُ المَكانِ ، بغفلةِ الرُّقباءِ
46. أيَّامُ أرْتعُ في مَيادِينِ المُنى،جَذِلاً ، و أرْفلُ في ذيولِ حِباءِ
47. ما أعجَبَ الأيَّامَ ، توجبُ للفتىمِنحاً ، وتمْحَنهُ بسَلبِ عَطاءِ
48. يا هلَّ لماضي عَيشِنا مِنْ عَودَةٍ،يوماً و أسْمَحَ بَعدَهُ ببقائي
49. هيهاتِ ، خابَ السَّعيُ و انفصمتْ عُرَىحَبْلِ المُنى ، و انحَلَّ عِقدُ رَجائي
50. و كفى غراماً أنْ أبيتَ مُتيَّماً،شوقي أمَاميَ و القضاءُ وَرَائي





رضي الله عن سلطان العاشقين و أرضاه
يتبع .... بإذن الله

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 09:53 PM   #3
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]
قافية الهمزة
أرَجُ النَّسيمِ



قافية التاء



التائية الكبرىِ


المسماة بنظم السلوك


عدد أبياتها - 761 - بيتاً






1. سقتني حُميَّا الحبِّ راحةَ مقلتي،و كأسي محيَّا مَن عنِ الحُسنِ جلتِ
2. فأوهمتُ صحبي أنَّ شربَ شرابهم،بهِ سرَّ سرِّي في انتشائي بنظرةِ
3. و بالحدقِ استغنيتُ عنْ قدحي ، و مِنْشمائلها، لا منْ شموليَ ، نشوتي
4. ففي حانِ سكري ، حانَ شكري لفتيةٍ،بهمْ تمَّ لي كتمُ الهوى مع شهرتي
5. و لمَّا انقضى صحوي ، تقاضيتُ وصلها،و لمْ يغشنى ، في بسطها ، قبضُ خشيتي
6. و أبثثتها ما بي ، و لمْ يكُ حاضريرقيبٌ لها ، حاظٍ بخلوةِ جلوتي
7. و قلتُ ، و حالي بالصَّبابةِ شاهدٌ،و وجدي بها ماحيَّ ، و الفقدُ مثبتي
8. هَبي ، قبلَ يفنى الحبُّ منِّي بقيَّةًأراكِ بها ، لي نظرةَ المتلفِّتِ
9. و منِّي على سمعي بلنْ ، إنْ منعتِ أنْأراكِ ، فمِنْ قبلي ، لغيريَ لذَّتِ
10. فعندي ، لِسُكري ، فاقةُ لإفاقةٍ،لها كبدي ، لولا الهوى ، لمْ تفتّتِ
11. و لوْ أنَّ ما بي بالجبال ، و كانَ طورُ سينا بها ، قبلَ التَّجلِّي ، لدكَّتِ
12. هَوًى ، عبرةٌ نمَّتْ بهِ ، و جَوًى نمتْبه حُرَقٌ ، أدْوَاؤها بي أوْدَتِ
13. فطوفانُ نوحٍ ، عندَ نوْحي ، كأدمعي،و إيقادُ نيرانِ الخليلِ كلوْعَتي
14. و لولا زفيري أغرقتني أدمعي،و لولا دُموعي أحرقتني زفرتي
15. و حُزني ، ما يعقوبُ بثَّ أقلَّهُ،و كلُّ بلى أيُّوبَ بعضُ بليَّتي
16. و آخرُ ما لاقى الألى عشقِوا ، إلي الرَّدى ، بعضُ ما لاقيتُ أولَ محْنتي
17. فلوْ سمعتْ أذنُ الدَّليل تأوُّهي،لآلامِ أسقامٍ ، بجسمي . أضرَّتِ
18. لأذكَرَهُ كربي أذى عيش أزمةٍبمنقطعي ركبٍ ، إذا العيسُ زمَّتِ
19. و قدْ برَّحَ التَّبريحُ بي ، و أبادني،و أبدى الضَّنى مِني خفيَّ حقيقتي
20. فنادمتُ ، في سُكري ، النحولَ مراقبي،بجملةِ أسراري ، و تفصيلِ سيرتي
21. ظهَرتُ لهُ وصفاً ، و ذاتي ، بحيثُ لايراها ، لبلوى ، منْ جوى الحبِّ ، أبلتِ
22. فأبدتْ ، و لمْ ينطقْ لساني لسمعهِ،هواجسُ نفسي سِرَّ ما عنهُ أخفتِ
23. و ظلَّتْ ، لِفِكري ، أذنهُ خلداً بهايدورُ بهِ ، عنْ رؤيةِ العينِ أغنتِ
24. فأخبرَ مَنْ في الحيِّ عنِّي ، ظاهراً،بباطنِ أمري ، و هوَ منْ أهلِ خبرتي
25. كأنَّ الكرامَ الكاتبينَ تنزَّلوا،على قلبهِ وَحْياً ، بما في صحيفتي

. و ما كانَ يدري ما أجنُّ ، و ما الَّذي،حشايَ منَ السِّرِ المصونِ ، أكنَّتِ
27. و كشفُ حجابِ الجسمِ أبرزَ سرَّ مابهِ كانَ مستوراً لهُ ، منْ سريرتي
28. فكنتُ بسرِّي عنهُ في خفيةٍ ، و قدْخفتهُ ، لِوَهْنٍ ، مِنْ نحوليَ أنَّتي
29. فأظهَرَني سُقمٌ بهِ ، كنتُ خافياًله ، و الهوى يأتي بكلِّ غريبةِ
30. و أفرَطََ بي ضُرٌّ ، تلاشَتْ لِمَسِّهِأحاديثُ نفسٍ ، بالمدامعِ نمَّتِ
31. فلوْ هَمَّ مكروهُ الرَّدى بي لما دَرىمكاني ، و مِنْ إخفاءِ حُبِّكِ خفيتي
32. و ما بينَ شوقٍ و اشتياقٍ فنيتُ فيتوَلٍّ بحَظرٍ ، أوْ تجَلٍّ بحَضرةِ
33. فلوْ ، لِفنائي منْ فِنائكِ رُدَّ ليفؤاديَ ، لمْ يرغبْ إلى دارِ غرْبَةِ
34. و عنوانُ شأني ما أبثُّكِ بعضَهُ،و ما تحتهُ ، إظهارهُ فوقَ قدرَتي
35. و أمسِكُ ، عَجْزاً ، عنْ أمورٍ كثيرةٍ،بنطقِيَ لنْ تحْصى ، و لوْ قلتُ قلَّتِ
36. شفائيَ أشفى بلْ قضى الوَجدُ أنْ قضى،و بَرْدُ غليلي واجدٌ حَرَّ غلَّتي
37. و باليَ أبْلى مِنْ ثيابِ تجلُّدي،بهِ الذَّاتُ ، في الأعدامِ ، نيطتْ بلذةِ
38. فلوْ كشفَ العُوَّادُ بي ، و تحقَّقوا،مِنَ اللوحِ ، ما مِنِّي الصَّبابةُ أبقتِ
39. لما شاهَدَتْ مِنِّي بصائِرُهُمْ سِوىتخلُّلِ روحٍ ، بينَ أثوابِ مَيِّتِ
40. و مُنذ عفا رَسمى و هِمْتُ ، وَهَمْتُ فيوُجودي ، فلمْ تظفرْ بكوْني فكرَتي
41. و بعدُ ، فحالي فيكِ قامتْ بنفسِها،و بيِّنتي في سَبْقِ روحي بنيَّتي
42. و لمْ أحكِ في حُبَّيكِ ، حالي تبرُّماًبها لاضطِرَابٍ ، بلْ لتنفيس كُرْبَتي
43. و يَحسُنُ إظهارُ التجلُّدِ للعِدى،و يقبُحُ غيرُ العَجزِ عندَ الأحِبَّةِ
44. و يمنعُني شكوَايَ حُسْنُ تصبُّري،و لوْ أشكُ للأعداءِ ما بي لأشكَتِ
45. و عُقبى اصطِباري ، في هَواكِ ، حميدةٌعليكِ ، و لكنْ عَنكِ غيرُ حميدَةِ
46. و ما حَلَّ بي مِنْ مِحْنةٍ ، فهوَ مِنحَةٌ،و قدْ سَلِمَتْ ، مِنْ حَلِّ عَقدٍ ، عزيمتي
47. و كلُّ أذىً في الحبِّ مِنكِ ، إذا بَدا،جَعَلتُ لهُ شُكري مكانَ شكيَّتي
48. نَعَمْ و تباريحُ الصَّبابةِ ، إنْ عَدَتْعلىَّ ، مِنَ النعماءِ ، في الحُبِّ عُدَّتِ
49. و مِنكِ شقائي بَلْ بَلائي مِنَّةٌ،و فيكِ لِبَاسُ البؤسِ أسبَغُ نِعمَةِ
50. أرانِيَ ما أولِيتهُ خيرَ قِنيةٍ،قديمُ وَلائي فيكِ منْ شرِّ فِتيَةِ

. فلاحٍ و وَاشٍ : ذاكَ يُهدي لعزَّةٍضلالاً ، و ذا بي ظلَّ يَهذي لغرَّةِ
52. أخالفُ ذا ، في لومهِ ، عنْ تقىً ، كماأخالفُ ذا ، في لؤمهِ ، عنْ تقيَّةِ
53. و ما ردَّ وجهي عنْ سبيلكِ هَوْلُ مالقيتُ ، و لا ضرّاءُ ، في ذاكَ ، مسَّتِ
54. و لا حِلمَ لي في حَمْلِ ما فيكِ نالنييُؤدِّي لِحَمدي ، أوْ لمَدحِ مَوَدَّتي
55. قضى حُسنكِ الدَّاعي إليكِ احتمالَ ماقصَصْتُ ، و أقصى بَعدَ ما بعدَ قصَّى
56. و ما هوَ إلاَّ أنْ ظهَرْتِ لناظرِيبأكملِ أوصافٍ ، على الحُسْنِ أرْبتِ
57. فحلَّيْتِ لي البَلوَى ، فخلَّيتِ بينهاو بيني ، فكانتْ منكِ أجْمَلَ حِليَةِ
58. و مَنْ يتحَرَّشْ بالجَمَالِ إلى الرَّدى،رأى نفسَهُ ، مِنْ أنفس العيش ، ردَّتِ
59. و نفسٌ ترَى في الحبِّ أنْ لا ترَى عَناً،متى ما تصَدّتْ للصّبابَةِ صُدّتِ
60. و ما ظفِرَتْ ، بالوُدّ ، روحٌ مُرَاحَةٌ،و لا بالوَلا نفسٌ ، صفا العيشِ ، وَدَّتِ
61. و أين الصَّفا ؟ هيهات منْ عيشِ عاشقٍ،و جنَّةُ عَدْنٍ بالمَكارِهِ ، حُفَّتِ
62. و لِي نفسُ حُرٍّ ، لوْ بَذلتِ لها ، علىتسَلِّيكِ ، ما فوقَ المُنى ما تسلَّتِ
63. و لو أبْعِدَتْ بالصدِّ و الهجرِ و القِلىو قطعِ الرَّجَا ، عنْ خلّتي ، ما تخلّتِ
64. و عنْ مَذهَبي ، في الحبِّ ، ماليَ مذهَبٌ،و إنْ مِلْتُ يوماً عنهُ فارَقتُ مِلَّتي
65. و لوْ خطرَتْ لي ، في سِواكِ ، إرادةٌعلى خاطري ، سَهواً ، قضيتُ برِدَّتي
66. لكِ الحُكمُ في أمْرِي ، فما شئتِ فاصْنعِي،فلمْ تكُ ، إلاّ فيكِ لا عنكِ ، رغبتي
67. و مُحْكمِ عَهدٍ ، لمْ يُخامِرْهُ بينناتخيُّلُ نسْخٍ ، و هوَ خيرُ أليَّةِ
68. و أخذكِ ميثاقَ الوَلا حيثُ لمْ أبنْبمَظهَرِ لَبْسِ النَّفسِ ، في فيء طينتي
69. و سابقِ عهدٍ لمْ يَحُلْ مُذ عَهدتهُ،و لاحِقِ عقدٍ ، جَلَّ عنْ حَلِّ فترَةِ
70. و مَطلعِ أنوَارٍ بطلعتكِ ، الَّتيلِبَهجَتِها ، كلُّ البُدورِ استسَرَّتِ
71. و وَصْفِ كمَالٍ فيكِ ، أحسنُ صُورةٍ،و أقوَمُها ، في الخلقِ ، منهُ استمدَّتِ
72. و نعتِ جلالٍ منكِ ، يعذبُ ، دونهُ،عذابي ، و تحلو ، عِندهُ ، ليَ قتلتي
73. و سِرُّ جَمَالٍ ، عنكِ كلُّ مَلاحَةٍبهِ ظهَرَتْ ، في العالمينَ ، و تمَّتِ
74. و حُسْن بهِ تسبى النُّهى دَلَّني علىهَوىً ، حَسُنتْ فيهِ ، لِعِزِّك ، ذِلَّتي
75. و معنىً وَرَاءَ الحُسنِ ، فيكِ شهدتهُ،بهِ دَقَّ عنْ إدْرَاكِ عَينِ بَصيرَتي


76. لأنتِ مُني قلبي ، و غايةُ بُغيتي،و أقصى مُرادي ، و اختياري ، و خِيرَتي
77. خلعتُ عذاري ، و اعتذاريَ لابسَ الخلاعةِ ، مسروراً بخلعي و خِلعتي
78. و خلعُ عذاري فيكِ فرْضي ، و إنْ أبى اقتِرابيَ قوْمي ، و الخلاعةُ سُنَّتي
79. و ليسوا بقوْمي ما استعَابوا تهتُّكي،فأبْدَوا قِلىً ، و استحسنوا فيكِ جفوتي
80. و أهليَ ، في دينِ الهوى ، أهلهُ ، و قدْرَضُوا ليَ عاري ، و استطابوا فضيحتي
81. فمن شاء فليغضب ، سِواكِ ، و لا أذىً،إذا رَضِيَتْ عنَّي كِرَامُ عشيرَتي
82. و إنْ فتنَ النُّساكِ بعضُ محاسنٍلديكِ ، فكلٌّ منكِ موضعُ فِتنتي
83. و ما احترتُ ، حتَّى اخترتُ حُبِّيكِ مَذهباً،فواحيرتي ، إنْ لمْ تكنْ فيكِ خيرتي
84. فقالتْ : هوَى غيري قصدتَ ، و دونهُ اقْتصدتَ ، عميّاً ، عنْ سواءِ مَحجّتي
85. و غرّكَ ، حتى قلتَ ما قُلتَ ، لابساًبهِ شَيْنَ مَيْنٍ ، لَبْسُ نفسٍ تمنَّتِ
86. و في أنفسِ الأوطارِ أمْسَيْتَ طامعاًبنفسٍ تعدَّت طَورَهَا ، فتعدّتِ
87. و كيفَ بحُبّى ، و هوَ أحسنُ خلةٍ،تفوزُ بدعوى ، و هيَ أقبَحُ خلَّةِ
88. و أينَ السُّهَى مِنْ أكْمَهٍ عن مُرَادِهِسَهَا ، عَمَهاً ، لكنْ أمانيكَ غرَّتِ
89. فقمتَ مقاماً حُطَّ قدرُكَ دونَهُ،على قدمٍ ، عن حظِّها ، ما تخطَّتِ
90. و رُمتَ مَراماً ، دونهُ كم تطاوَلتْ،بِأعناقِها ، قومٌ إليهِ ، فجُذَّت
91. أتيتَ بُيوتاً لم تنلْ من ظهُورهَا،و أبوابُها ، عن قرْعِ مثلِكَ ، سُدَّتِ
92. و بينَ يَدَِي نجْوَاكَ قدَّمتَ زخرُفاً،ترومُ بهِ عِزاً ، مَرَامِيهِ عَزَّتِ
93. و جئتَ بوَجْهٍ أبيضٍ ، غيرَ مُسقِطٍلِجاهِكَ في دارَيْكَ ، خاطِبَ صَفوَتي
94. و لو كنتَ بي من نقطةِ الباءِ خفضةً،رُفِعَتَ إلى ما لَمْ تنلهُ بحيلةِ
95. بحيثُ ترى أن لا ترى ما عَدَدتهُ،و أنَّ الّذي أعْدَدتَهُ غيرُ عُدَّةِ
96. و نهجُ سبيلي وَاضِحٌ لَِمَنِ اهتدَى،و لكنَّها الأهواءُ عَمَّتْ ، فأعْمَتِ
97. و قدْ آنَ أنْ أُبْدِي هواكَ ، و مَنْ بهِضَناكَ ، بما يَنفي إدِّعاكَ مَحبَّتي
98. حليفُ غرامٍ أنتَ ، لكنْ بنفسِهِ،و إبْقاكَ ، وَصْفاً منكَ ، بعضُ أدلَّتي
99. فلمْ تهْوَني ، ما لمْ تكنْ فيَّ فانياً،و لم تفنَ ما لا تُجْتلَى فيكَ صورتِي
100. فدَعْ عنكَ دعوى الحُبِّ ، و ادعُ لغيرهِفؤادَكَ ، و ادفعْ عنكَ غيَّكَ بالَّتي


101. و جانِبْ جَنابَ الوصْلِ ، هيهاتَ لمْ يكنْ،و ها أنتَ حيٌّ ، إن تكُنْ صادقاً مُتِ
102. هو الحبُّ ، إنْ لمْ تقضِ لمْ تقضِ مأرباًمنَ الحبِّ ، فاخترْ ذاكَ ، أو خلِّ خُلَّتي
103. فقلتُ لها : روحي لديكِ ، و قبضُهاإليكِ ، و مَن لي أن تكونَ بقبضَتي
104. و ما أنا بالشَّاني الوفاةَ على الهوَى،و شأني الوَفا تأبَى سِواهُ سجيَّتي
105. و ماذا عسى عنِّي يُقالُ سِوى قضَىفلانٌ ، هوًى ، مَن لي بذا ، و هْو بُغيتي
106. أجَلْ أجَلِي أرْضَى إنقِضاهُ صبابةً،و لا وَصْلَ ، إن صَحَّتْ ، لحبِّك ، نِسبتي
107. و إنْ لم أفُز حَقاً إليكِ بنسبةٍلعزَّتها ، حسبي افتخاراً بتهمةِ
108. و دونَ إتِّهامي إن قضيتُ أسًى فمَاأسأتُ بنفسٍ ، بالشهادةِ ، سُرَّتِ
109. و لي منكِ كافٍ إن هَدَرْتِ دَمي ، و لمْأُعَدَّ شهيداً ، عِلمُ داعي منيَّتي
110. و لم تسْوَ روحي في وِصَالِكِ بَذلَهالدَيّ لِبَونٍ بينَ صَونٍ و بذلةِ
111. و إنِّي إلى التهديدِ بالموتِ ، راكِنٌ،و مِن هَوْلِهِ أرْكانُ غيري هُدَّتِ
112. و لم تعسِفي بالقتلِ نفسِيَ بل لهابهِ تُسْعِفِي ، إن أنتِ أتلفت مُهجتي
113. فإنْ صَحَّ هذا القالُ مِنكِ رفعتِني،و أعْليْتِ مِقداري و أغليْتِ قِيمَتي
114. و ها أنا مَسْتدْعٍ قضاكِ و ما بهِرِضاكِ ، و لا أختارُ تأخيرَ مدَّتي
115. وَعِيدُكِ لي وَعْدٌ ، و إنجازهُ مُنىوَلِيٍّ بغيرِ البُعدِ إن يُرْمَ يَثبُتِ
116. و قد صِرتُ أرجو ما يُخافُ ، فأسعَدِيبه روحَ مَيتٍ للحياةِ اسْتعَدَّتِ
117. و بي مَنْ بها نافسْتُ بالرُّوحِ سالكاًسبيلَ الألَي قبلي أبَوا غيرَ شِرْعَتي
118. بكلِّ قبيلٍ كم قتيلٍ بها قضَىأسًى ، لم يَفزْ يوماً إليها بنظرةِ
119. و كمْ في الوَرَى مِثلي أمَاتتْ صَبابَةً،و لو نظرَتْ عَطفاً إليهِ لأحْيَتِ
120. إذا ما أحَلَّتْ ، في هوَاها ، دَمِي ، ففِيذُرى العِزِّ والعَلياءِ قدْري أحَلَّتِ
121. لعَمْري ، و إن أتلفتُ عُمْري بحُبِّهارَبحْتُ ، و إن أبْلتْ حَشايَ أبلّتِ
122. ذللتُ لها في الحَيِّ حتى وَجَدْتُنِيو أدْنى مَنالٍ عِندَهُمْ فوقَ هِمَّتي
123. و أخمَلني وَهْناً خُضوعي لهم ، فلَميرَوني هَواناً بي مَحَلاً لخِدمتي
124. و مِنْ دَرَجَاتِ العِزِّ أمْسَيْتُ مخلداًإلى دَرَكاتِ الذُّلِّ من بَعدِ نخوَتي
125. فلا بابَ لي يُغشى ، و لا جاهَ يُرتجى،و لا جَارَ لي يُحمى لِفقدِ حَمِيَّتي



أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 09:58 PM   #4
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

Wink رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]
قافية التاء
التائية الكبرىِ
المسماة بنظم السلوك

125. فلا بابَ لي يُغشى ، و لا جاهَ يُرتجى،و لا جَارَ لي يُحمى لِفقدِ حَمِيَّتي




126. كأنْ لمْ أكن فيهم خطيراً ، و لم أزلْلديهم حقيراً في رخاءِ و شدَّةِ
127. فلو قيلَ من تهوى ، و صرَّحتُ باسمِها،لقيلَ كنى ، أو مسَّهُ طيفَ جنَّةِ
128. و لو عَزَّ فيها الذلُّ ما لذ لي الهوَى،و لم تكُ لولا الحبُّ في الذلُّ عِزَّتي
129. فحالِي بها حالٍ بعقلٍ مُدَلَّةٍ،و صِحَّةِ مَجْهودٍ و عِزِّ مذلَّةِ
130. أسَرَّت تمنِّى حبِّها النَّفسُ حيثُ لارقيبَ حِجًى ، سِرّاً لسِرِّي ، و خصَّتِ
131. فأشفقتُ من سيرِ الحديثِ بسائري،فتعرِبُ ، عن سِرِّي ، عِبارَةُ عَبْرَتِي
132. يُغالِطُ بَعْضي عنهُ بَعْضي ، صِيانةً،و مَينَى ، في إخفائهِ ، صِدْقُ لهْجَتي
133. و لمَّا أبَتْ إظهارَهُ ، لِجَوَانِحِي،بَديهَةُ فِكري ، صُنتهُ عن رويَّتي
134. و بالغتُ في كتمانهِ ، فنسيتهُ،و أُنسيتُ كتمي ما إليهِ أسَرَّتِ
135. فإن أجنِ مِن غرْسِ المُنى ثمَرَ العَنا،فِلَّلهِ نفسٌ ، في مُناها ، تعَنَّتِ
136. و أحلى أماني الحُبِّ ، للنَّفسِ ، ما قضَتْعَنَاهَا بهِ مَنْ أذكَرَتْها و أنسَتِ
137. أقامَتْ لها منِّي عليَّ مُراقباً،خواطرَ قلبي ، بالهوى ، إن ألمَّتِ
138. فإن طرَقتْ ، سرّاً ، من الوهمِ ، خاطري،بلا حاظِرٍ ، أطرَقتُ إجْلالَ هَيْبَةِ
139. و يُطرَفُ طرْفِي ، إن هَمَمْتُ بنظرَةٍ،و إن بُسِطتْ كفِّي إلى البَسطِ كفَّتِ
140. ففي كلِّ عضوٍ فِيَّ إقدامُ رغبةٍ،و مِنْ هَيبةِ الإعْظامِ إحْجَامُ رَهْبةِ
141. لَِفِيّ و سَمعي فيَّ آثارُ زَحْمَةٍعليها بَدَتْ عِندي كإيثارِ رَحْمَةِ
142. لِسَانيَ ، إنْ أبدَى ، إذا ما تلا ، اسْمَها،لهُ وصفُه سَمْعي ، و ما صَمَّ يَصْمُتِ
143. و أذنيَ ، إن أهدَى لسانيَ ذكرَهالقلبي ، و لم يستعبدِ الصَّمتَ ، صُمّتِ
144. أغارُ عليها أن أهيمَ بحبِّها،و أعْرِفُ مِقداري ، فأنكِرُ غيرَتي
145. فتُختَلَسُ الرُّوحُ ارتياحاً لها ، و ماأبرِّئُ نفسي مِن توَهُّمِ مُنيةِ
146. يَرَاها ، على بُعدٍ عن العَيْنِ ، مسمعي،بطيْفِ مَلامٍ زَائرٍ ، حينَ يقظتي
147. فيغبطُ طرْفِي مِسمَعي عِندَ ذكرِها،و تحْسِدُ ، ما أفنتهُ مِنِّي ، بقيّتي
148. أمَمْتُ أمامي في الحقيقةِ ، فالورَىوَرَائي ، و كانت حَيثُ وَجَّهتُ وُجْهَتي
149. يَرَاها إمَامي ، في صَلاتيَ ، ناظِري،و يَشهدُني قلبي أمامَ أئِمَّتي
150. و لا غرْوَ أنْ صَلَّى الإمَامُ إليَّ إنْثوَتْ في فُؤادِي ، و هْيَ قِبْلةُ قِبلتي

151. و كلُّ الجهاتِ السِّتّ ، نحوي ، توجَّهتبما تمَّ من نُسكٍ ، و حجٍّ و عمرةِ
152. لها صلواتي ، بالمقامِ ، أُقيمها،و أشهدُ فيها أنَّها لي صلَّتِ
153. كلانا مُصَلٍّ واحدٌ ، ساجدٌ إلىحقيقتهِ ، بالجمعِ ، في كلِّ سجدةِ
154. و ما كان لي صلَّى سوايَ ، و لم تكنْصلاتي لغيري ، في أدا كلِّ ركعةِ
155. إلى كم أُواخي السِّترَ ؟ ها قدْ هتكتُهُ،وحلُّ أُواخي الحُجبِ في عقدِ بيعتي
156. مُُنِحْتُ وَلاها ، يومَ لا يومَ ، قبلَ أنْبدتْ عندَ أخذِ العهدِ ، في أوّليَّتي
157. فِنلتُ ولاها ، لابسمعِ و ناظرٍ،و لا باكتسابٍ ، و اجتلابِ جبلَّةِ
158. و هِمْتُ بها في عالمِ الأمرِ ، حيثُ لاظهورٌ ، و كانت نَشوتي قبلَ نشأتي
159. فأفنىَ الهوى مالم يكن ثمَّ باقياًهُنا ، من صفاتٍ بيننَا فاضمحلَّتِ
160. فألفيتُ ما ألقيتُ عنِّي صادراًإليَّ ، و منِّي وارداً بمزيدَتي
161. و شاهدتُ نفسي بالصِّفاتِ ، الّتي بهاتحجَّبتِ عنِّي ، في شُهودي و حِجبَتي
162. و إنِّي التي أحببتُها ، لا محالةً،و كانت لها نفسي عليَّ مُحيلَتي
163. فهامتْ بها من حيثُ لم تدرِ ، و هيَ فيشهودي ، بنفسِ الأمرِ غير جهولةِ
164. و قدْ آن لي تفصيلُ ما قلتُ مُجملاً،و إجمالُ ما فصَّلتُ ، بسطاً لبسطَتي
165. أفادَ اتَّخاذي حبَّها ، لاتِّحادنا،نوادرَ ، عن عادِ المحبِّينَ ، شذَّتِ
166. يشي لي بيَ الواشي إليها ، و لائِميعليها ، بها يُبدى ، لديها ، نصيحتي
167. فأوسِعُهَا شكراً ، و ما أسلفَتْ قِلَىً،و تمَنحُنِي بِرّاً ، لصدقِ المحبَّةِ
168. تقرَّبتُ بالنَّفسِ احتساباً لها ، و لمْأكن راجياً عنها ثواباً ، فأدنَتِ
169. و قدَّمتُ مالي في مآليَ ، عاجلاً،و ما إن عساهَا أن تكونَ مُنيلتي
170. و خلَّفتُ خلفي رؤيتي ذاكَ ، مخلصاً،و لستُ براضٍ أن تكونَ مطيَّتي
171. و يمَّمتها بالفقرِ ، لكِنْ بوصفِهِغنِيْتُ ، فألقيتُ افتقاري و ثروتي
172. فأثنيتَ لي إلقاءُ فقري و الغَنَىفضيلةَ قصدي ، فاطَّرحتُ فضيلَتي
173. فلاحَ فلاحي في اطَّراحي ، فأصبحتْثوابيَ ، لا شيئاً سِواهَا مُثيبَتي
174. و ظِلْتُ بها ، لا بي ، إليها أدُلُّ مَنْبهِ ضلَّ عن سُبلِ الهدى ، و هي دلَّتِ
175. فخلِّ لها ، خلِّي ، مُرادكَ ، مُعطياًقِيادَك من نفسٍ بها مطمئنَّةِ

176. و أمْسِ خليّاً من حظوظكَ ، و اسْمُ عنْحَضيضِكَ ، و اثبُتْ ، بعدَ ذلكَ ، تنبُتِ
177. و سدِّد ، و قاربْ ، و اعتصم ، و استقم لها،مُجيباً إليها ، عن إنابةِ مُخبتِ
178. و عُد من قريب ، و استجِب ، و اجتنب ، غداًأشمِّرُ ، عن ساقِ اجتهادٍ ، بنهضةِ
179. و كنْ صارماً كالوقتِ ، فالمَقتُ في عسى،و إيَّاك عَلاَّ ، فهيَ أخطرُ علَّةِ
180. و قُمْ في رضاها ، و اسْعَ ، غير محاولٍنشاطاً و لا تُخلِدْ لعجزٍ مُفوِّتِ
181. و سِرْ زمناً ، و انهضْ كسيراً ، فحظّكَ البطالةُ ما أخّرتَ عزماً لصحَّةِ
182. و أقدِمْ ، و قدِّم ما قعدتَ لهُ معَ الخوالفِ ، و اخرُجْ عن قيودِ التَّلفّتِ
183. و جُذّ ، بسيفِ العزمِ ، سوفَ ، فإن تجُدْتجِدْ نفساً ، فالنَّفسُ إن جُدتَ جَدَّتِ
184. و أقبلْ إليها ، و انحُها مُفلساً ، فقدْوصَيْتَ لنُصحي ، إن قبِلت نصيحتي
185. فلمْ يَدْنُ منها موسرٌ باجتهادهِو عنها بهِ لم ينأَ مؤثِرُ عُسرَةِ
186. بذاكَ جَرَى شرْطُ الهوَى بينَ أهلهِ،و طائفةٌ ، بالعهدِ ، أوْفتْ فوَفَّتِ
187. متى عصفَتْ ريحُ الولا فصفتْ أخاغناءٍ ، و لو بالفقر هبَّت لرَبَّتِ
188. و أغنى يمينٍ ، باليسارِ جزاؤها،مُدى القطعِ ما ، للوصلِ ، في الحبِّ مُدَّتِ
189. و أخلِص لها ، و اخْلُصْ بها عن رُعونةِ افتقارِكَ من أعمالِ برٍّ تزكَّتِ
190. و عَادِ دواعي القيلِ و القالِ ، و انْجُ منْعَوادي دَعَاوٍ صِدقُها قصدُ سُمعةِ
191. فألسُنُ مَن يُدعى بألسنِ عارفٍو قدْ عبرَت كلَّ العباراتِ ، كلَّتِ
192. و ما عنهُ لم تُفصِحْ ، فإنَّكَ أهلُهُ،و أنتَ غريبٌ عنهُ ، إن قلتَ ، فاصمُتِ
193. و في الصَّمتِ سَمتٌ ، عندهُ جاهُ مُسكةٍ،غدا عبدَهُ من ظنَّهُ خيرُ مسكتِ
194. فكُنْ بصراً و انظرْ ، و سمعاً و عِهْ ، و كنْلساناً و قُلْ ، فالجَمعُ أهدَى طريقةِ
195. و لا تتَّبع من سوَّلتْ نفسَهُ لهُ،فصارَتْ لهُ أمَّارةً ، و استمرَّتِ
196. و دَعْ ما عداهَا ، واعدُ نفسكَ فهي منْعِدَاها ، و عُذ منها بأحصَنِ جُنَّةِ
197. فنفسيَ كانت ، قبلُ ، لوَّامةً متىأُطعهَا عَصَتْ ، أو أعصِ كانت مُطيعتي
198. فأوردتُها ما الموتُ أيسرُ بعضِهِ،و أتعبتُها ، كيمَا تكونَ مُريحَتي
199. فعادَتْ ، و مهما حُمِّلَتْهُ تحمَّلتهُ مِني ، و إن خفَّفتُ عنها تأذَّتِ
200. و كَّلفتُها ، لا بلْ كفلتُ قيَامهَابتكليفِهَا ، حتى كلِفْتُ بكُلفتي

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 10:12 PM   #5
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]


200. و كَّلفتُها ، لا بلْ كفلتُ قيَامهَابتكليفِهَا ، حتى كلِفْتُ بكُلفتي



201. و أذهبتُ ، في تهذيبها ، كلَّ لذَّةٍ،بإبعادها عن عادِها ، فاطمأنَّتِ
202. و لم يبقَ هولٌ دونهَا ما ركِبتُهُ،و أشهدُ نفسي فيه غيرَ زكيَّةِ
203. و كلُّ مقامٍ ، عن سلوكٍ ، قطعتُهُ،عبوديّةً حقَّقتُها ، بعُبودةِ
204. و كنتُ بهاصباً ، فلمَّا تركتُ ماأريدُ ، أرادَتني لها و أحبَّتِ
205. فصِرتُ حبيباً ، بل محبّاً لنفسِهِ،و ليسَ كقولٍ مرَّ ، نفسي حبيبتي
206. خرجتُ بها عني إليها ، فلمْ أعُدإليَّ و مثلي لا يقولُ برجعةِ
207. و أفردتُ نفسي عن خروجي تكرُّماً،فلمْ أرضهَا ، من بعدِ ذاكَ ، لصحبَتي
208. وغُيِّبتُ عن إفرادِ نفسي ، بحيثُ لايُزاحمُني إبداءُ وصفٍ بحضرَتي
209. و هَا أنا أُبدي ، في اتِّحادي ، مبدئي،و أُنهي انتهائي في تواضُعِ رِفعَتي
210. جَلَتْ ، في تجلِّيها ، الوجودَ لناظري،ففي كلِّ مرئيٍ أراها برؤيةِ
211. و أُشهدتُ غيبي ، إذ بدَتْ ، فوجَدْتُني،هُنالكَ ، إيّاها ، بجلوةِ خلوتي
212. و طاحَ وجودي في شهودي ، وَ بِنْتُ عنوُجودِ شهودي ، ماحِياً ، غيرَ مُثبتِ
213. و عانقتُ ما شاهدتُ في محوِ شاهديبمشهدهِ للصَّحوِ ، من بعدِ سكرتي
214. ففي الصَّحو ، بعدَ المحوِ ، لم أكُ غيرَهَا،و ذاتي بذاتي ، إذ تحَلت تجلَّتِ
215. فوصفي ، إذ لم تُدعَ باثنينِ ، وصفُهَا،و هيئتُهَا ، إذ واحدٌ نحنُ ، هيئتي
216. فإن دُعِيَتْ كنتُ المُجيبَ ، و إن أكنْمنادًى أجابت منْ دعاني ، و لبَّتِ
217. و إن نطقَتْ كُنتُ المناجي ، كذاكَ إنْقصَصتُ حديثاً ، إنَّما هي قصَّتِ
218. فقدْ رُفِعَتْ تاءُ المخاطَبِ بيننا ، و فيرَفعِهَا ، عن فُرقةِ الفرقِ ، رِفعَتي
219. فإن لم يُجوِّزْ رؤيةَ اثنين واحداًحِجَاكَ ، و لم يثبت لبُعدِ تثبُّتُ
220. سأجْلو إشاراتٍ ، عليكَ ، خفِيةً،بها كعِباراتٍ ، لديّكَ ، جَليّةِ
221. و أُغربُ عنها مُغرباً ، حيثُ لاتَ حينَ لبسٍ ، بتبياني سماعٍ و رؤيةِ
222. و أثبتُ بالبرهانِ قولي ، ضارباًمثالَ محقٍّ ، و الحقيقةُ عُمدَتي
223. بمتبوعةٍ ، يُنبيكَ ، في الصَّرعِ ، غيرُهاعلى فمِها في مسِّها ، حيثُ جُنَّتِ
224. و مِنْ لُغةٍ تبدو بغيرِ لسانها،عليهِ براهينُ الأدلَّة صحتِ
225. و في العلمِ ، حقاً ، أن مُبدي غريبِ ماسمعتَ سواهَا ، و هيَ في الحسِّ أبدتِ


226. فلو واحداً أمسيتَ أصبحتَ واجداً،مُناَزلةً ، ما قلتهُ عن حقيقةِ
227. و لكن على الشِّركِ الخفِّي عكفتَ ، لوعرفتَ بنفسِ ، عن هدى الحقِّ ، ضلَّتِ
228. و في حُبِّهِ مَنْ عزّ توحيدُ حِبِّهِ،فبالشِّركِ يصلى منهُ نارَ قطيعةِ
229. و ما شانَ هذا الشأنَ منكَ سِوى السِّوى،و دعواهُ ، حقّاً ، عنكَ إن تُمحَ تثبُتِ
230. كذا كنتُ حيناً ، قبلَ أن يُكشَفَ الغِطَامِنَ الَّلبسِ ، لا أنفكُّ عن ثنويَّةِ
231. أروحُ بفقدٍ ، بالشهودِ مؤلِّفي،و أغدوا بوَجْدٍ ، بالوجودِ مُشتِّتي
232. يُفرِّقني لُبّي ، التزاماً ، بمحضَري،و يجمعُني سَلبي ، اصطلاماً ، بِغَيْبَتي
233. أخالُ حضيضي الصَّحوَ ، و السكرَ معرَجيإليها ، و مَحوِي مُنتهى قابَ سِدرتي
234. فلمَّا جَلوْتُ الغينَ عني اجتليتُنيمفيقاً ، و مِني العينُ بالعينِ قرَّتِ
235. و مِنْ فاقتي ، سُكراً ، غنيتُ إفاقةً،لدى فَرقي الثَّاني ، فَجمعي كَوَحدَتي
236. فجاهِدْ تُشاهدْ فيكَ منكَ ، وراءَ ماوصفتُ ، سكوناً عن وجودِ سكينةِ
237. فمِن بعدَ ما جاهدتُ شاهدتُ مشهديو هاديَّ لي إيَّايَ ، بل بيَ قُدرتي
238. و بي موقفي ، لا بلْ إليَّ توجُّهي،كذاكَ صلاتي لي ، و مِنَى كعبتي
239. فلا تكُ مفتوناً بحسنِك ، مُعجباًبنفسِكَ ، موقوفاً على لَبْسِ غِرَّةِ
240. و فارقْ ضلالَ الفرقِ ، فالجمعُ مُنتِجٌهُدى فِرقةٍ ، بالاتِّحادِ تحدَّتِ
241. و صرِّحْ باطلاقِ الجمالِ و لا تقلْبتقييدهِ ، ميلاً لزخرفِ زينةِ
242. فكُلُّ مَليحٍ ، حُسنهُ ، مِنْ جَمالها،مُعارٌ لهُ ، بل حُسنُ كلِّ مليحةِ
243. بها قيسُ لبْنى هامَ ، بلْ كلُّ عاشقٍ،كمجنونِ ليلى ، أو كُثيِّرِ عَزَّةِ
244. فكلُّ صبَا منهم إلى وصفِ لَبْسِهَا،بصورةِ حُسنٍ ، لاحَ في حُسنِ صورةِ
245. و ما ذاكَ إلاَّ أنْ بَدَتْ بمظاهرٍ،فظنُّوا سِواهَا ، و هيَ فيها تجلَّتِ
246. بَدَتْ باحتِجابٍ ، و اختفتْ بمظاهرٍعلى صِبغِ التَّلوينِ في كلِّ بَرزةِ
247. ففي النَّشأةِ الأولى ترَاءتْ لآدمٍبمظهرِ حَوّا ، قبلِ حُكمِ الأمومةِ
248. فهامَ بها ، كيمَا يكونَ بها أباً،و يظهرَ بالزَّوجينِ حُكمُ الُبنوَّةِ
249. و كان ابتدا حُبِّ المظاهِرِ بعضَهالبعضٍ ، و لا ضدُّ يُصَدُّ ببغضةِ
250. و ما برِحَتْ تبدو و تخفَى ، لِعلَّةٍ،على حَسَبِ الأوقاتِ في كلِّ حِقبةِ

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 10:16 PM   #6
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]


250. و ما برِحَتْ تبدو و تخفَى ، لِعلَّةٍ،على حَسَبِ الأوقاتِ في كلِّ حِقبةِ


251. و تظهرُ للعُشَّاقِ في كلِّ مظهرٍ،منَ الَّلبس ، في أشكالِ حُسنٍ بديعةِ
252. ففي مرَّةٍ لُبنى ، و أُخرى بُثينةً،و آوِنَةً تُدعَى بعزَّةَ عزَّتِ
253. و لسنَ سِوَاها ، لا و لا كُنَّ غيرهَا،و ما إنْ لها ، في حُسنها ، من شريكةِ
254. كذاكَ بحكمِ الاتِّحادِ بحُسنهَا،كمَا لي بَدَت ، في غيرِهَا و تزيَّتِ
255. بدوتُ لها في كلِّ صبّ متيَّمٍ،بأيِّ بديعٍ حُسنُهُ و بأيَّةِ
256. و ليسُوا ، بغيري في الهوَى ، لتقدُّمٍعليَّ ، لسبقٍ في اللَّيالي القديمةِ
257. و ما القومُ غيري في هواهَا ، و إنَّماظهرتُ لهم ، للَّبس ، في كلِّ هيئةِ
258. ففي مرَّةٍ قيساً ، و أخرى كُثيراً،و آونةً أبدو جميلَ بُثينةِ
259. تجَّليتُ فيهم ظاهراً ، و احتجبتُ باطِناً بِهم ، فاعجَبْ لكشف بسترةِ
260. و هُنَّ و هم ، لا وَهْنَ وَهْمٍ مظاهرٌلنا ، بتجلِّينا بحُبٍّ و نضرةِ
261. فكلُّ فتى حُبٍّ أنا هو ، و هيَ حِبُّ كلِّ فتى ، و الكلُّ أسماءُ لُبسةِ
262. أسامٍ بها كنتُ المسمَّى ، حقيقةً،و كنتُ ليَ البادي بنفسٍ تخفَّتِ
263. و ما زلتُ إيَّاها ، و إيَّايَ لم تزلْ،و لا فرقَ ، بل ذاتي لِذاتي أحبَّتِ
264. و ليس معي ، في الملكِ ، شئٌ سِوَايَو المعيَّةُ لم تخطُرْ على ألمعيَّةِ
265. و هذِي يَدي ، لا أنّ نفسي تخوَّفتْسواي ، و لا غيري ، لخيري ، ترجَّتِ
266. و لا ذلَّ إخمالٍ لذكري توقّعتْ،و لا عِزّ إقبالٍ لشكري توخّتِ
267. و لكن لصدِّ الضّدِّ عن طعنه علىعُلا أولياءِ المنجدينَ ، بنجدتي
268. رجعتُ لأعمالِ العبادةِ ، عادةَ،و أعددتُ أحوالَ الإرادةِ عُدَّتي
269. و عُدتُ بنسكي ، بعد هتكي ، وعُدتُ منْخلاعةِ بسطي ، لانقباضٍ بعِفّةِ
270. و صُمتُ نهاري ، رغبةً في مثوبةٍ،و أحييتُ ليلي ، رهبةً من عقوبةِ
271. و عمَّرتُ أوقاتي بوِرْدٍ لِوَارِدٍ،و صَمْتٍ لِسَمْتٍ ، و اعتكافٍ لحُرمةِ
272. و بنتُ عَنِ الأوطانِ ، هجرانَ قاطعٍمُواصلةَ الإخوانِ و اخترت عُزلتي
273. و دققتُ فكري في الحَلالِ ، تورُّعاً،و راعَيتُ ، في إصلاحِ قوتي ، قوَّتي
274. و أنفقتُ من يُسر القناعةِ ، راضياًمن العيشِ ، في الدُّنيا بأيسَرِ بُلغةِ
275. و هذَّبتُ نفسي بالرّياضةِ ، ذاهباًإلى كشفِ ما ، حُجبُ العوائدِ ، غطّتِ

276. و جرَّدْت ، في التَّجريدِ ، عزمي ، تزَهُّداً،و آثرتُ ، في نُسكي ، استجابةَ دعوَتي
277. متى حِلتُ عن قولي : أناهِيَ ، أو أقُلْ،و حاشَا لمثلي ، إنَّها في حلّتِ
278. و لستُ على غيبٍ أُحيلكَ ، لا ولاعلى مستحيلٍ ، موجبٍ َسَلْبَ حيلةِ
279. و كيفَ ، و باسْمِ الحقِّ ظَلّ تحقُّقي،تكونُ أراجيفُ الضّلالِ مُخيفَتي
280. و هَا دِحيةٌ ، وافَى الأمينَ نبّينا،بصورتِهِ ، في بدءِ وحْي النَّبوءةِ
281. أجبريلُ قُل لي : كانَ دحيةَ ، إذ بدالِمُهدي الهدى ، في هيئةٍ بشريّةِ؟
282. و في علمِهِ ، من حاضريهِ ، مزيّةٌ،بماهيّةِ المرئيِّ من غيرِ مريةِ
283. يرى مَلَكاً يُوحي إليهِ ، و غيرُهُيرى رجُلاً يُدعَى لديهِ بصُحبةِ
284. و لي ، مِن أتمِّ الرُّؤيتَينِ ، إشارةٌ،تُنزِّهُ عن رأى الحلولِ ، عقيدتي
285. و في الذِّكرِ ذكرُ اللبس ليس بمنكرٍ،و لم أعْدُ عن حكمي كتابٍ و سُنّةِ
286. منحتُكَ علماً ، إنْ تُرِدْ كشفَهُ ، فَردْسبيلي ، و اشرَع في اتِّباع شريعتي
287. فمنبَعُ صدِّى من شرابٍ ، نقيعهُلديَّ ، فدعني من سرابِ بقيعةِ
288. و دونكَ بحراً خُضتُهُ ، وَقفَ الأُلَىبساحلِهِ ، صوناً لموضِعِ حُرمتي
289. و لا تقربوا مالَ اليتيمِ ، إشارةٌلكفِّ يدٍ صُدَّتْ له ، إذ تصدّتِ
290. و ما نالَ شيئاً منهُ غيري سوى فتَىً،على قدمي ، في القبضِ والبسطِ ، ما فتي
291. فلا تعشُ عن آثارِ سَيريَ ، و اخشَ غينَ إيثار غيري ، و اغشَ عينَ طريقتي
292. فؤادي ولاهَا ، صاحِ ، صاحي الفؤادِ فيولايةِ أمري ، داخلٌ تحتَ إمرتي
293. و مُلكَ مَعالي العِشقِ مُلكي ، و جُندي المَعاني ، و كلُّ العاشقينَ رعيَّتي
294. فتى الحبِّ ، ها قدْ بِنتُ عنهُ بحكمِ مَنْيراهُ حِجاباً ، فالهوَى دونَ رُتبتي
295. و جاوزتُ حدَّ العِشقِ ، فالحبُّ كالقِلى،و عن شأوِ معراجِ اتّحاديَ ، رِحْلتي
296. فطِبْ بالهوى نفساً ، فقدْ سُدْتَ أنفس العِبادِ مِنَ العُبَّادِ ، في كلِّ أمَّةِ
297. و فُز بالعُلى ، و افخر على ناسكٍ علابظاهِرِ أعمالٍ ، و نفسٍ تزكتِ
298. و جُزْ مُثقلاً ، لو خفَّ طفَّ مُوكَّلاًبمنقولِ أحكامٍ ، و معقولِ حكمةِ
299. و حُزبالولا ميراثَ أرفعِ عارفٍغدا همُّهُ إيثارَ تأثيرِ هِمَّةِ
300. و تِهْ ساحباً ، بالسُّحبِ ، أذيالَ عاشقٍ،بوصلٍ ، على أعْلى المَجَرَّةِ جُرَّتِ

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 10:20 PM   #7
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : ديوان سلطان العاشقين رضي الله عنه


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]

300. و تِهْ ساحباً ، بالسُّحبِ ، أذيالَ عاشقٍ،بوصلٍ ، على أعْلى المَجَرَّةِ جُرَّتِ


301. و جُلْ في فنون الاتِّحادِ و لا تَحِدْإلى فئةٍ ، في غيرهِ العمرَ أفنَتِ
302. فواحدُهُ الجمُّ الغفيرُ ، و مَنْ غداهُ شِرذمةٌ ، حُجَّتْ بأبلغِ حُجَّةِ
303. فمُتَّ بمعناهُ ، و عِشْ فيهِ أو فمُتْمُعنَّاهُ ، و اتبَعْ أُمَّةً فيهِ أمَّتِ
304. فأنتَ بهذا المجدِ أجدرُ مِنْ أخي اجتهادٍ ، مُجِدٍّ عن رجاءٍ و خِيفةِ
305. و غيرُ عجيبٍ هزُّ عطفيكَ ، دونهُ،بِأهنَا ، و أنهَى لذَّةٍ و مسرَّةِ
306. و أوصافُ من تُعزى إليهِ ، كمِ اصطفَتمِنَ النَّاسِ منْسيّاً و أسماهُ أسمَتِ
307. و أنتَ على ما أنتَ عنِّى نازحٌ،و ليسَ الثُّريَّا ، للثرَى ، بقرينةِ
308. فطورُكَ قدْ بُلِّغتهُ ، و بلغتَ فوق طورِكَ ، حيثُ النَّفسُ لم تكُ ظُنَّتِ
309. و حَدُّكَ هذا ، عندهُ قِفْ ، فعنهُ لوتقدَّمتَ شيئاً ، لاخترقتِ بجذوةِ
310. و قدري ، بحيثُ المرءُ يُغبَطُ دونهُسُمُوّاً ، و لكن ، فوق قدركَ ، غِبْطتي
311. و كلُّ الوَرى أبناءُ آدمَ ، غيرَ أنّني حُزْتُ صحوَ الجمع ، من بينِ إخوتي
312. فسعي كليميُّ ، و قلبي منبَّأُبأحمد ، رؤيا مُقلةٍ أحمدية
313. و روحي للأرواح روحٌ ، و كل ماترى حسناً في الكون من فيض طينتي
314. فذرْ لي ما قبلَ الظهورِ عرفتُهُخصوصاً ، و بي لم تدرِ في الذَّرِّ رُفقتي
315. و لا تُسمِني فيها مُريداً ، فمَنْ دُعيمُراداً لها ، جَذباً ، فقيرٌ لعصمتي
316. و ألغِ الكُنى عنِّي ، و لا تَلغُ ألكَناًبها ، فهيَ من آثارِ صيغةِ صنعَتي
317. و عن لقبي بالعارفِ ارجع ، فإنْ ترَ التَّنابُزَ بالألقابِ ، في الذِّكرِ ، تُمقَتِ
318. فأصْغرُ أتباعي ، على عينِ قلبهِ،عرائسُ أبكارِ المعارفِ ، زُفَّتِ
319. جَنى ثمرَ العرفانِ من فرعِ فِطنةٍ،زكا باتِّباعي ، و هوَ من أصلِ فِطرتي
320. فإن سِيلَ عن معنىً أتى بغرائبٍ،عن الفهمِ جلَّتِ ، بلْ عنْ الوَهمِ دقَّتِ
321. و لا تدعُني فيها بنعتٍ مقرَّبٍ،أراهُ بحكمِ الجمعِ فرقَ جريرةِ
322. فوصليَ قطعي ، و اقترابي تباعدي،و وُدِّي صَدِّى ، و انتهائي بَداءتي
323. و في مَنْ بها ورَّيتُ عنِّي ، و لمْ أُرِدْسوايَ ، خلعتُ اسمي و رسمي و كنيتي
324. فسِرتً إلى ما دونَهُ وَقفَ الألَى،و ضلَّتْ عقولٌ ، بالعوائدِ ضلَّتِ
325. فلا وَصْفَ لي ، و الوصفُ رَسمٌ ، كذاكَ الاسمُ وَسمٌ ، فإن تَكنى ، فكَنِّ أوِ انعتِ

326. و مِن أنا إيّاها إلى حيثُ لا إلىعَرَجْتُ ، و عَطَّرْتُ الوجود برجعَتي
327. و عنْ أنا إيَّايَ لباطن حكمةٍ،و ظاهرِ أحكامٍ ، أقيمتْ لدعوتي
328. فغايةُ مجذوبي إليها ، و مُنتهى مُراديهِ ما أسلفتُهُ ، قبلَ توبتي
329. و مِنِّي أوجُ السابقينَ ، بزعمهِمْ حضيضُ ثَرى آثارِ موضع وَطأتي
330. و آخرُ ما بعدَ الاشارةِ ، حيثُ لاترقِّى ارتفاعٍ ، وَضْعُ أوَّلِ خَطْوتي
331. فما عالمٌ إلاَّ بفضلي عالمٌ،و لا ناطقٌ في الكونِ إلاَّ بِمِدْحتي
332. و لا غروَ أن سُدْتُ الألَى سبقوا ، أو قدْ تمسَّكتُ ، من طهَ ، بأوثقِ عُروةِ
333. عليها مجازيُّ سلامي ، فإنَّما حقيقتُهُ منِّي إلَّيّ تحيَّتي
334. و أطيبُ ما فيها وجدتُ بِمبتدا غرامي ، و قدْ أبدَى بِهَا كلَّ نذرةِ
335. ظهوري ، و قدْ أخفيتُ حاليَ مُنشداًبها ، طرباً ، و الحالُ غيرُ خفيَّةِ
336. بدتْ ، فرأيتُ الحزمَ في نقضِ توبتي،و قامَ بها عندَ النُّهى عُذرُ مِحنتي
337. فَمنها أماني منْ ضَنى جسدي بِها،أمانيُّ آمالٍ سَخَتْ ، ثمَّ شحَّتِ
338. و فيها تلافي الجسمِ ، بالُّسقمِ صحَّةِله ، و تلافُ الَّنفسِ نفسُ الفتوَّةِ
339. و مَوتي بِها ، وَجداً ، حياةٌ هنيئةٌ،و إنْ لم أمُتْ في الحبِّ عِشتُ بغُصّةِ
340. فيا مُهجتي ذوبي جَوىً و صبابةً،و يا لوعَتي كوني ، كذاكَ ، مُذيبتي
341. و يا نارَ أحشائي أقيمي ، مِنَ الجوَى،حَنايَا ضُلوعي ، فهيَ غيرُ قويمةِ
342. و يا حُسنَ صبري ، في رِضى من أُحبُّها،تجمَّل ، و كن للدَّهرِ بي غيرَ مُشمِتِ
343. و يا جَلَدي ، في جنبِ طاعةِ حُبِّها،تحمَّل ، عَداَكَ الكَلُّ ، كُلَّ عظيمةِ
344. و يا جسَدي المُضنَى تسَلَّ عن الشِّفَا،و يا كبِدي ، مَنْ لي بأنْ تتَفتَّتي
345. و يا سقَمي لا تُبْقِ لي رَمقاً ، فقدْأبيتُ ، لبُقيا العِزِّ ، ذُلَّ البقيَّةِ
346. و يا صحَّتي ، ما كانَ من صُحبتي انْقضى،و وصلُك في الأحشاءِ ميتاً كهجرَةِ
347. و يا كُلَّ ما أبقَى الضَّنى منِّي ارتحِلْ،فما لَكَ مأوىً في عظامٍ رميمةِ
348. و يا ما عسَى منِّي أُناجي ، توهُّماًبياءِ النّدا ، أُونِستُ منكَ بوحشةِ
349. و كلُّ الَّذي ترضاهُ ، و الموتُ دونَهُ،بهِ أنا راضٍ ، و الصَّبابةُ أرضَتِ
350. و نفسيَ لمْ تجزَعْ باتلافهَا أسىً،و لو جَزِعَتْ كانت بغيري تأسَّتِ
رضي الله عن سلطان العاشقين و أرضاه
يتبع .... بإذن الله

أمة الختم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة أمة الختم ; 01-04-2012 الساعة 10:25 PM.
رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 11:02 PM   #8
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق : سلطان العاشقين


أنا : أمة الختم




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الختم [ مشاهدة المشاركة ]

سلطان العاشقين سيدي ابن الفارض رضي الله عنه

عرض ملامح من بعض ما كتب تعريفا بسلطان العاشقين:
*على سفح المقطم بوسط القاهرة يقع جامع عمر بن الفارض وبالجامع منبر وأربعة أعمدة من الرخام حاملة لبائكتين من الحجر وسقفه من الخشب وأفلاق النخيل وبه قبلتان احدهما قديمة يتخللها عمودان صغيران من الحجر الأسود وبها آثار شغل قديم والمنارة الأخرى وبالجامع منارة وبداخله مقام عمر بن الفارض
وكما جاء فى تاريخ ابن خلكان هو أبو حفص وأبو القاسم عمر بن أبى الحسن على بن المرشد بن على وهو حموى الأصل مصرى المولد والدار والوفاه وملقب بابن الفارض
ولد عام 576ه بالقاهرة وتوفى عام 632 ه وكان فريد عصره فى التصوف وله نظم جيد فى معانى الغراميات الإلهية ويعد سيد شعراء عصره ومن شعره لو ترى أين خميلات قبا كنت لا كنت بهم صبا ير وترى جميلات القى مر ما لا قيته فيهم حلى
وجاء فى المزارات للسخاوى أن سلطان المحبين تلميذ أبى الحسن على البقال صاحب الفتح الا لهى والعلم الوهبى نشأ فى عبادة ربه من صغره ، وقد ذكر المقريزى فى خططه فى الجزء الرابع الصفحة رقم 456
ويقول هذا المكان مغارة فى الجبل عرفت بأبى بكر محمد جد مسلم القارىءلأنه نقرها فى الجبل ثم عمرت بأمر الحاكم وأنه أنشئت فيها منارة هى باقية إلى اليوم وهى مغارة ( العارض ) وتحته قبر العارف ابن الفارض رحمه الله ولله در القائل :

جزبا بالقراف تحت ذيل العارض وقل السلام عليك يا ابن الفارض

وقد لقب بسلطان العاشقين فقد حفل ديوانه بأناشيد الحب الإلهى فصار بها تحفة أدبية تزهو بها العربية على أداب الأمم وتراثا روحانيا راقيا ومن ديوانه :
سقتنى حميا الحب ؤاح’ مقلتى وكأس محيا من عن الحسن جلت
--------------------------- شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم*

**ولد عمر بن الفارض رضى الله تعالى عنه فى 4 ذى القعدة سنة 576 هجرية بالقاهرة،

وفى ( كفاية المعتقد ) لليافعى أن سيدى عمر بن الفارض دخل فى أيام بدايته مدرسة بديار مصر فوجد شيخاً فقال له : يا عمر . يفتح الله عليك، فجاء إليه وجلس بين يديه، وقال يا سيدى : فى أى مكان يفتح الله علىَّ؟ قال : يفتح الله عليك بمكة، فقال وأين مكة يا سيدى ؟ فدله وأشار عليه، فرحل إليها ومكث بها خمس عشرة سنة، ثم عاد إلى الجامع الأزهر وزاع صيته بين العلماء والحكام والأمراء ، وبعد أن اشتغل بالفقه ورواية الحديث حبب إليه الخلاء وأحب الصوفية، فتزهد واستأذن أباه فى السياحة فساح فى الجبل الثانى فى المقطم وأوى إلى بعض أوديته ثم كان يعود ثانيةوهكذا.

وكان هناك علاقة روحية خاصة بين سيدى الإمام الجعفرى وسيدى عمر بن الفارض على الرغم مما بين مولديهما من سنين تربو على السبعة قرون ، لأن الأرواح جنود مجندة كما قال عنها النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» قال سيدي عبد الغني الجعفري في شرح هذا الحديث: الأرواح المتحابة في عالم الأزل تسوق أجسادها إلى مواطن أهل البيت وإذا جاءت في هذه الدنيا فتجمعت على محبة أهل البيت إذن فالعلاقة قديمة من يوم: «ألست بربكم»، لما خلق الله الأرواح وقال لها: ألست بربكم؟ فاهتزت الأرواح طرباً وقالت: بلى.

وقد قال سيدي الشيخ صالح الجعفري رضى الله عنه: رأيت في الرؤيا سيدي عمر بن الفارض يمدح القصيدة الرائية التي مطلعها (زدني بفرط الحب فيك تحيرا) قال: رأيته يمدح بلحن شامي وسنه صغير فتعجبت لذلك فقال لى : أهل العشق هكذا.

قال الشيخ عبد الغني الجعفري حفظه الله:

عمر بن الفارض مدفون على جبل المقطم. لماذا؟

لأنه مدح النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وأوضح قدر النبي فأعلى الله قدره.

الشيخ صالح الجعفري على جبل الدراسة الأشم. لماذا؟

لأنه مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأوضح قدرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم فأعلى الله قدره، والمنطقة التي بها مقامه العامر كانت تسمى بحديقة الخالدين لوجود تماثيل للفنانين بها، وبعد ذلك نُقلت التماثيل إلى المتحف المصري وبقيت المنطقة للخالدين الحقيقيين [لسيدي الشيخ صالح الجعفري] ليُمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته في جميع المناسبات.

توفى عمر بن الفارض رضى الله تعالى عنه فى يوم الثلاثاء من جمادى الأولى سنة 632 هجرية وعمره 56 عاماً، ودفن بجوار جبل المقطم فى مسجده المشهور بعد أن ترك لنا فيضاً كبيراً من قصائده فى المحبة الإلهية والمحبة المحمدية ، وقد كانت قصائده عند الصوفية كنزاً زاخراً مليئاً بجواهر المعانى .
**

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-2012, 06:57 PM   #9
أمة الختم
مُشرف النور البرَّاق
الصورة الرمزية أمة الختم



أمة الختم is on a distinguished road

افتراضي رد: في ظلال منتدى النور البراق


أنا : أمة الختم




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أمة الختم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أمة الختم مشاركات 109 المشاهدات 62116  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه