القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-25-2011, 01:30 PM   #1
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : سراج الدين احمد الحاج




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الإعانة بدءا وختما وصلي الله علي سيدنا محمد ذاتا ووصفا وإسما

نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي

تاليف العبد الفقير الراجى رحمة القدير
ابراهيم ميرغنى حسين الفكى أحمد

الفصل الأول :المقدمة :
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافي المزيد من عطاياه مدي الأزمان ،والشكر لله الذي هو عظيم كريم قادر خلق الإنسان في أحسن صورة خلقية ،وفضله علي سائر مخلوقاته في جميع الأكوان ، وجعل رسالاته وأمانته علي عاتقه بعد أن نأت عن حملها ما سواه في البرية ، وختم النبوة والرسالة بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فاجتباه واصطفاه فكان ما كان ، وخلق الأولياء من نوره فاقامهم بعنايته ورعايته ليرشدوا خلقه ويدلوهم علي طريق السعادة والإيمان ، فكلهم من بحر جوده ونور هدايته يلتمسون الرويّة، صلي الله عليه وعلي آله مصابيح الهدي وسُفن الأمان ، من ذكرهم أتي في كتاب الله وسنة نبيه في صورة جليّة ،اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم في أمن وأمان ،

وبعد :

فلما كانت سيرة الأنبياء والرسل ومن ثم الأولياء والصالحين من بعدهم من عظيم النعم علي هذه الأُمة المرضية ، إذ بذكرهم تتنزل رحمات ربنا وتُجلي القلوب وتنال ما تبتغيه في اقصر زمان ، وددت ُ وانا الحقير ذو المساوي والتقصير عبدالمراغنة الكرام ومحب العترة الطاهرية ،إبراهيم ميرغني الختمي طريقة والمالكي مذهبا الراجي رحمة الكريم الحنان المنان ، أن اُدوِّن بيدي الحقيرة بعضٍ من مناقب العارف بالله تعالي الوليّ الكامل الخليفة عبد الهادي احمد زياد وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ،لقلة حيلتي وجهلي وتقصيري وعدم الأهلية ، ولكني رغبتُ أن يكون في ذلك سببا لكي ننال ُ شفاعتهم ونُحشر في معيتهم يوم الهول والميزان ، وكذلك لأني شُغفت بحب طريقة الإمام المرشد الكامل قدوة السالكين وختم العارفين الشريف السيد محمد عثمان الختم الفاخرة الختمية ، وحب المراغنة الكرام من حازوا في الولاية اعلا مكان ، اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم ممن يُشار لهم بالبنان ، وأسال الله التوفيق والسداد لما له عزمت ُ وخلوص النيّة آمين ، ولما كان الخليفة عبد الهادي من هؤلاء الأولياء ومن اجلّ خلفاء الطريقة في هذا الزمان ، استخرتُ الله في ان اتتبع مناقبه وآثاره ودوره الذي أداه في خدمة الإسلام والمسلمين في صورة بهية ، وما تحمله من مصاعب وأمور يعجز عن وصفها اللسان ، وآثرت ُ أن تكون سجعا علي نسق المولد المسمي (الأسرار الربانية في مولد خير البرية )، حتي أحوز بذلك بركة الاثنان ، فسميتها ،نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي ) قدس اللهم سره وأجعله مع المصطفي صلي الله عليه وسلم في معية ،ولاشك في ذلك ، هذا وقد جعلتها في فصول حتي تسهُل قراءتها يوم الحولية ، وليسهل الاطلاع عليها إذا طلبها إنسان ، فجعلتُ الفصل الأول ماسبق من مقدمة والفصل الثاني في نشأته الدينية ،والفصل الثالث جعلته تكملة للنشأة وزدت عليه بعض اتصالاته رضي الله تعالي عنه بالعلماء الأجلاء الذين أخذ منهم كفايته من العلوم الشرعية فلهم جزيل الامتنان وكذلك التقائه بشيخه العارف بالله تعالي المربي الكامل الخليفة محمد المكي عربي ومن قبله العارف بالله تعالي الواصل الخليفة محمد العبادي عليهم من الله أسني سلام وتحية ، وتحدثت فيه عن معاملة شيخه له وآثار ذلك في نفسه مدي الأزمان ، والفصل الرابع قدومه لود مدني وما تعلق بإنشاء الزاوية وأيضا علاقته بشيوخ الطرق الصوفية ، والفصل الخامس ذكرت فيه مختصرا من منهجه والفصل الآخير والذي يليه أتي مخبرا عما منّ الله عليه من الكرامات والتي شاهدت بعضا منها وسمعتُ البعض الآخر من ثقات الإخوان ، وفي فصل الخاتمة سألت ُ الله ان يتغمده برحماته وأن يسبل علي قبره شآ بيب رحماته وأن ينفعنا به وبحبه مدة حياتنا ويوم الأخروية وأن يوفق خليفته القائم بأمر الخلافة الخليفة محمد عثمان لما يحبه ربنا ويرضاه رب البرية


أسيرُ خلف ركاب القوم ذا عرج ٍ مؤملا جبر ما ألقاه من عوجِ
فان لحقتُ بهم من بعد ماسبقوا فكم لرب الوري في الناس من فرجٍ
وان ظللتُ بقاع الارض منقطعا فما لذي عرجٍ في الناس من حرجِ



الفصل الثاني
النشأة الكريمة :

نشأ العارف بالله تعالي الخليفة عبد الهادي في مدينة ودمدني التي أسسها الشيخ الكامل العارف بالله تعالي محمد السني المشهور بالصلاح والتقوي واقتدائه بالسنة النبوية رضي الله عنه وعن جميع من كانوا معه من الأولياء في ذلك الأوان ، وقد كان ميلاد الخليفة عام الف وثلاثمائة وسبعة وأربعون هجرية في بيت اشتهر بالصلاح والشرف والزهد والعلم والشمائل السنية ، فهو سليل الدوحة النبوية المباركة اذ ينتهي نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن ليث بني غالب الإمام علي بن ابي طالب ابو الفتيان فهم آل البيت الكرام المشهور قدرهم والسامي ذكرهم والمُشار إليهم في القران الكريم بصورة جلية ، بقوله تعالي ،أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )كما وأبانت فضلهم ومزيتهم أحاديث جدهم المصطفي صلي الله عليه وسلم في أحلي بيان ،كقوله (اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) وغير ذلك وارد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث المروية ،وقد دُونت في مآثرهم وفضائلهم كتب ومجلدات ٍلأئمة عظامٍ وأحبار فخام ونهج علي أثرهم وسار علي دربهم من عرف فضلهم في كل زمان ، فهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي رضوان الله عليه :

ياآل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله في القران انزله
يكفيكمو من عظيم الفخر انكمو من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وقال فيهم أيضا :

إذا كان رفضٌ حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي

وقيل فيهم :

هم القومُ من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوي
هم القوم ُفاقوا العالمين مناقبا محاسنهم تُحكي وآياتهم تُروي
موالاتهم فرضٌ وحبهمو هُديً وطاعتهم ودٌ وودهمو تقوي

ومن أحسن ما قيل فيهم رضوان الله عليهم :
لآل البيت عزلا يزول وفضل ٌلا تحيط به العقول
وإجلال ٌومجدٌ قد تسامي وقدرٌ مالغايته وصول
وفي التنزيل بالتطهير خُصوا ومِدحتهم بها شهد الرسول
لهم عزٌوسلطنة ٌوجاه ودام لهم من الله القبول
سيوف في الأعادي فاتكات وسطوتهم لها رعب مهول
بدور الدين مهما قد تجلت تكاد الشمس من خجل تزول
زكوا أصلا بنسبتهم اليه يطيب الفرع ما طابت أصول
وكيف القول في قوم ٍأبوهم له جبريل في الدنيا رسول
معاذ الله أن أخشي نكالا ولي في حبهم باعٌ طويل



الفصل الثالث
اتصالاته بالعلماء والفقهاء:

نهل الخليفة عبد الهادي منذ النشأة الأولي من معين التصوف وأسراره الربانية ُ، فوالده كانت طريقته شاذلية ووالدته كانت مشهورة بقيام الليل وتلاوة القران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الأمور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،والقران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الامور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،وإتصف بالزهد في هذه الدنيا والفناء في الله بالكلية ، وكان جده لأبيه الحاج عثمان زياد من أهل الإنفاق سرا وإعلان ، ففي هذا المقام الروحي والمناخ الصوفي وسبوق العناية الأزلية ، شب الخليفة وترعرع علي التقوي والإيمان ،ولكن لم يكتفي بذلك بل شد مئزره يطلب الاستزادة من العلوم الشرعية ، فدرس علي مشاهير العلماء في ذلك الزمان ،أمثال الشيخ الطيب ابو قناية والشيخ ادم الضرير والشيخ عبد الله الحاج حامد المشهورة فيه نسبة العالِمية ،وكل هؤلاء العلماء الذين درس علي يديهم كانوا قمة في العلم وكانوا علماء عصرهم ويضرب بهم الامثال وتُشد لهم الرحال من جميع الأرضية ،فأكمل الخليفة دراساته علي يد كبار العلماء في أم در مان كمثل الشيخ الأمين الترابي والشيخ علي ادهم شيخ السادة الادهمية ، وهنا يكون قد أكمل دراسة القران كما وأتم دراسته الفقهية ويكون حاز ما جاء في الحديث الشريف ،العلماء ورثة الانبياء )فكان رضوان الله عليه عالما عاملا بعلمه وزاهدا وراغبا الفوز في يوم الميزان ، وبعد ان تبحر في العلوم الشرعية تاقت نفسه ان تنهل من بحر التصوف الزخار وأسراره الربانية ، فأخذ الطريقة الختمية اولا علي يدا لخليفة محمد العبادي المعروف بالصلاح وسمو قدره في ذلك الأوان ، واراد الله سبحانه وتعالي بقدرته الازلية ان ينتقل الخليفة الي ملجأ القرش ويزاول حرفة النسيج وذلك بام درمان ، وهنا يتضح لنا مدي تأسيه بالسلف الصالح الذين اتخذوا من الحرف سبيلا لكسب الرزق الحلال ولان في ذلك كما ورد عبادة يومية ،فاستمر الخليفة في ذلك المعهد بضع سنين وكان حينها معروفا بالتقوي والورع والمحافظة علي الصلوات والأوراد السنية ،وكان يزور الشيخ الفالح قريب الله ابا صالح ومن اشتهر بالصلاح في أم درمان ، وشاءت إرادة المولي عز وجل ان يجتمع بالخليفة مكي عربي المنسوب للركابية عليهم من الله اسني سلام وتحية ، فرحب به الخليفة مكي واستقبله قائما قائلا له (وصلت يا المبروك ) او كما رواه بعض الإخوان ،وهذا الترحيب كان له عظيم الأثر في نفس الخليفة عبد الهادي واعتبره اول كرامة من شيخه جلية ،فاتخذه مرشدا في سيره وطاب مقامه في ذاك المكان ، والجدير ذكره ان الخليفة مكي اخذ الطريقة الختمية من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني والذي كان يجل الخليفة مكي ويقدمه علي الأقران ،فالخليفة مكي كان ذا مكانة سامية وهمة عالية بمواظبته للاوراد النورية ومجاهدة النفس ودخول الخلوات لأيام عديدية ، ومراعاة آداب السلوك في طريقة ختم اهل العرفان ، ومداومة العزلة وإلزام أهله بهذه المنهجية ، فترعرع جلهم علي نهجه وصاروا يُشار لهم بالبنان ، فمن هؤلاء القوم نجد الخليفة عمر ضيف الله الداعي دوما للم الشمل بزياراته التي كان لها عظيم الاثر في خدمة الطريقة بالنصح والإرشاد والحث علي الأوراد ذات المزية ،ومعرفته الجيدة بسير الرجال ومناقبهم التي تزيد الايقان ، وتمثله بالقولة المشهورة الحكمية :
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

وله قصيدة فاخرة في رثاء شيخه الخليفة مكي وقد اشار فيها بمكانة الخليفة عبد الهادي في نفس الخليفة مكي الزكية ، نوردها روما للبركة والمدد والإحسان ،

رحلتم ايها الرجل المهاب سكنتم في الجنان ام التراب
نأيتم ام ناينا نحن عنكم فدوني حال بينكم الحجاب
فأنت اليوم في روض انيق واني في كلام لايطاب
وان خيالكم رفقي دواما فكدر عيشتي يا مستجاب
فمن اصحب ايا مكي بعدك فا العيش لي لا يستطاب
فمن ارجوه يرعاني دواما ويرشدني الي فعل الصواب
ومن ارجوه يعطف بي برفق بليل او نهار برضاب
ومن ارجوه يسجيني دواما لخيرات الاله بلا حساب
ايا مكي اين اليوم انتم تشاهد للجمال بلا حجاب
وانزلك الكريم مقام صدق جوار المصطفي فانت باب
وعبد الهادي ابنكم المفضل فيرشد للانام ومستجاب
واحمد ابنكم داعي وواعي وارجو ان يماط له الحجاب
وراتب الميرغني امني وحصني أكرره وانتظر الثواب
واخوان الطريقة اجمعين سلوكهمو الي عالي الجناب
وصلي الله ربي ثم سلم علي طه وال والصحاب


ومن تلاميذه أيضا الخليفة حسن الظائط مستور الحال وخامل الذكر والعامل علي خدمة الطريقة بكل تجرد وصدق ونية ، وله قصائد في مدح المراغنة الكرام وخصوصا السيد علي الميرغني (قدس الله سره) وفي جل قصائده يتجلي لنا مدي حبه واحترامه لهم والامتنان ، فالقصيدة التي مطلعها شي لله يا علي يا أمان الخائف هي من تاليفه رضي الله عنه .
هذا وقدكان الخليفة مكي عربي يعامل الخليفة معاملة خاصة لما وجد فيه من همة صادقة قوية ، فميزه علي تلاميذه وجملة اقرانه فكان يتمتع بتقدير الخليفة مكي وتقريبه له وهناك دلائل كثيرة توضح لنا ذلك نذكر منها هذه القصة المحكية عند الاخوان ،وذلك ان الخليفة مكي ارسل تلاميذه لحلة خوجلي لاحياء ليلية ، وعادوا بعدها من غير رفقة الخليفة عبد الهادي من باب النسيان ، فلما عرف الخليفة مكي ذلك خاطبهم قائلا ،جيتكم دي مامنها فائدة دا زمام الحضرة ) ونبرة الغضب علي كلامه جلية ،وقد كان الخليفة عبد الهادي ملازما لذكر الله في سائر الاوقات وكان في السحر يتلو اسم الله (ياحي ياقيوم) بفكر واتقان ، وكا ن مواظبا للراتب في جماعة مع الازكار البعدية ، ورُوي انه كان يقف في حِلق الذكر والجميع يُصيبهم الفتور والخليفة واقف يذكر ربه متلذذا نشوان ، وهذا لعمري دلالة واضحة علي سمو قدره وفنائه في رب البرية ، واستعداده التام لحمل الأمانة التي أبت ان تحملها أضخم الأكوان ،فالله يعلم اين يضع رسالاته واماناته ويهيئ لذلك من اراد من خلقه باراداته القوية ، سبحانه وتعالي عن مظاهر الضعف والنقصان ، فله الكبرياء والعظمة وله الملك والتدبير في الكون بقدرته الازلية ، وهنا يجدر بنا ان نقرا القصيدة التوحيدية ، تأليف السيد محمد سر الختم ابن السيد الختم محمد عثمان التي مطلعها :الكبرياء رداء الله والعظمة


الفصل الرابع
قدومه ود مدني وما تعلق بانشاء الزاوية
هذا وبعد مدة من الزمان واثناء وجود الخليفة عبدالهادي بمسجد الخليفة مكي ذا المآثر الزكية ، قدمت والدته من ود مدني وهي في شوق شديد له بحكم غريزتها البشرية لتصحبه معها لود مدني لباعه الطويل الذي ناله في العلم والإيمان ، فاستأذن من شيخه الذي قبل ذلك بكل رضا نفس واستحسان ، لعلمه من مكانة الخليفة ورغبته في نفع الخليقة ونشر الطريقة الختمية ، فعاد لود مدني مواصلا برنامج أذكاره وأوراده ومجاهداته وقيام الليل بغير توان ،فأقبلت عليه الخلائق تروم الهداية واللحوق بركب الطريقة النورانية ، فانشأ الزاوية بكرم الله سبحانه وتعالي وعظيم الامتنان ، وذكر لمعاصريه انها بوركت من أقطاب الطريقة وأهل ابحراز عليهم رضا الرحمن اولي واخروية
وقد كان منهجه رضوان الله عليه بخلاف ما كان عليه الخلفاء في ذلك الزمان ،فحث اتباعه علي ملازمة تقوي الله في سائر الاوقات وضرورة ملازمة الاوراد في اوقاتها بحضور وروية ، ونوّه بان محبة المصطفي صلي الله عليه وسلم ليست قولا باللسان ،وانما تحصل باتباع منهجه وسنته النبوية ، فلم يكتفي عليه الرضوان بالقول مشافهة بل دوّن نصائحه وارشاداته في قصائد ليعمل بها كل إنسان ، فقال في احدي قصائده مرغبا بضرورة ملازمة التقوي والمحبة والتعاضد لإحياء الروح في الطريقة الفاخرية :

هيا بنا هيا بنا يا اخوتي نحيي الطريق بعود مجد افخم
بمحبة وتعطف وتعاضد وملازمة تقوي العظيم الاكرم

وقال في قصيدته التي يبين فيها ان محبة النبي صلي الله عليه وسلم اتباع منهجه :

حب النبي اتباع منهجه صلي عليه كثيرا وسلم
تجلي القلوب بذكره وبمدحه وتفاح نفحات العظيم الأعظم
وقد رغّب رضوان الله عليه بضرورة العمل الآداب الواجب علينا إتباعها كما جاء في الرسائل الميرغنية ، وضرورة التأدب في حلق الذكر عظيمة الشأن ، فكان متخلقا بالأخلاق المحمدية ، ويحث علي ذلك ويدعو الي ضرورة التمسك بالسنة المطهرة من بعد القران ، وكان يبغض التعصب الشديد ويستشهد بان المؤمن هين لين ليس بذي فُحش او بذية ،يكرم كل من جاءه صغيرا او كبيرا يعامل كل بإحسان ، فنعم الأخلاق أخلاقه ونعم الفضائل فقد حاز مكارم الأخلاق الفاضلية ، وكانت له دراية وخبرة بسيرة الانبياء والرسل ولاسيما ختامهم سيدنا محمد عليه الصلاة واتم السلام وحث أتباعه علي مواظبة تلاوة المولد العثمان ، فكان يقراه في جميع الأحوال من فرح او موت حبيب مقرب او في حالة علةٍ مرضية ،وكان يحث علي ضرورة احترام اهل الله قاطبة وحبهم وحسن الظن بكل إنسان ، وكانت لد دراية ايضا بمشائخ الطرق الصوفية وأقطابها علي ممر الأزمنة ويحث علي ذكر فضائلهم ومآثرهم وحبهم ونبذ التفرقة العنصرية ، مع تقديم شيخ الطريقة عليهم لانه قائد الركبان ، وكان يستشهد دوما بالقولة المشهورة الحكمية (قدِّم شيخك وحب الكل )وتأييدا لذلك كانت تنشد في حضرته قصائد تأليف مشائخ من طرق اخري بطلب منه ونية ،مثال لذلك القصيدة المشهورة مصر المؤمنة تأليف الشيخ عبد الرحيم البرعي السمان القادم من كردفان ، وكان يأتي لزيارته منشدين في بعض الأحايين بقصد التبرك فكان يطلب منهم قصائد ومدائح نبوية وكان يذكر لهم مآثر أشياخهم سواءا كانوا مكاشفية او احمدية او سمان ، وذلك بقصد ان يزيد إيقانهم ومحبتهم في شيوخهم وينالوا من ثن البغية ، فكان منهجه رضوان الله عليه في ذلك هو منهج صاحب الطريقة ختم أهل العرفان ، الداعي لذلك والقائل في قصيدة طويلة نأخذ منها هذه الأبيات النصحية :

بادر بحبك اهل الله قاطبة واسعي اليهم علي قدم بلا كسل
وقف علي قدم التجريد نحوهمو سافر اليهم بحورا برهم تصل


وبالتالي كانت تاتيه رجالات الطرق الصوفية الاخري وعلمائها يزوروه فكان يلاقيهم بشوق وتحنان ، ويسال عن أحوال صغيرهم وكبيرهم حتي يظن الزائر ان المزور كان يسكن معهم في ذلك المكان ، وكان رضي الله عنه يعرف القبائل وأنسابها والمناطق المختلفة ومشائخهم بمجرد نظروا ولي كشفية ،وله قصائد يمدح فيها الاقطاب المشهورين امثال السيد احمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهم ومدح ايضا المشائخ المعروفين في السودان مثل الشيخ المكاشفي والشيخ احمد الطيب البشير عليهم الرضوان ، وكان ان التقي بالشيخ السماني الشيخ البشير وهو من أحفاد الشيخ الطيب ود البشير وارث السمان ، وذلك اثناء توجهه لبيت الله الحرام فاكرمه الشيخ المذكور واجازه في بعض أذكارهم النورية ،وأيضا نجد ان الخليفة عبد الهادي كانت له محبة خاصة ومودة عظيمة للطريقة الاحمدية لمؤسسها السيد احمد البدوي ذا المآثر العجيبية ،وشاهد ذلك ما اقيم احتفال في الزاوية الا وكان الاحمدية في مقدمة الضيفان ، وكانت له ايضا محبة خاصة ومودة عظيمة باهل اب حراز السادة العركية ، فكانت بينه وبين مشائخهم صلات متينة فمن ذلك علاقته الوثيقة بالشيخ عبدالرحيم ود يونس الذي كان يجله واجازه في الطريقة القادرية العركية ،وقد زارهم الخليفة مرارا لتقوية رباط المحبة والايمان ، وصلاحهم المشهور ودورهم الرائد في نشر العلوم الدينية ، وقد انشد رضي الله عنه قصيدة فاخرة في ذلك الاحيان ، وفي احدي الزيارات كان معه الخليفة حسن الظائط العالي القدر وشيخ النور العالم المشهور فيا ليتني كنت ترابا بذلك المكان ،ليطأني اهل المروءة العفة والولاية والطهارة الحسية والمعنوية وها نذكر لكم جزءا من تلك القصيدة التي تبين مكانة أهل أب حراز في نفس الخليفة عبد الهادي العظيم الشأن :



رضوان رب الجود والإحسان يغشي كراما سادة العرفان
أهل اب حراز العارفين بربهم الراقيين مراقي الإحسان
العالمين العاملين بخشية ٍ الزاهدين عن كل شيئ فان
هم سادة من ال بيت طُهروا من دنس رجس جاء في القران
إلي ان قال رضي الله عنه :

يا يوسف البطل الهمام المرتجي عند الخطوب وهجمة الفرسان
يا دفعة المجاد يا بحر الندي جالي الصدي بالنور يا صوبان
عبد لهادي قد أتي لجنابكم يا سادة في الجود كالفيضان
والنور ابنكمو اشملوه برحمةٍ حسنٌ وجملة الإخوان

الفصل الخامس
مختصر عن منهجه رضوان الله عنه :

خلاصة القول من هنا تتضح لنا معالم الخليفة عبد الهادي فقد كان مرجعا لكل من أراد الاستقامة والهديان ،فقد سخره المولي لخدمة دينه والله يعلم كيف يختار أولياؤه وعباده من بين البشرية ، فقد حاز بفضل الله إجازات الطرائق السبعة المشهورة وأسرارها من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني قدس الله سره يا رحمن ، فقد كان يحب الخليفة ويجله وخاطبه في رسائله بكلمات تدل علي عظيم مكانته في نفس السيد علي وعلو الشأن ، فلا عجب فان السادة المراغنة عليهم الرضوان شأنهم إكرام الخلق ولكن يفيض كرمهم وينهمر لمن كان مثل الخليفة عبد الهادي الذاكر ربه سجية ، فكان رضوان الله عليه ينادي من خلال حركاته وسكناته ان هلموا يا عباد الله فان الوقت قد حان للقاء الدَّيان، والدنيا دار خسران ،والسعيد من يعمل للدار الأخروية ، فتمسكوا بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم مع القران وتوكلوا علي الله واتخذوا صالح الأعمال لكم سبيلا ومطية فكان لرضوان الله عليه كأنما هو القائل :

لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحيٍّ وطنا
جعلوها لجةً واتخذوا صالح الأعمال فيها سُفنا

فكان كأنه غريب عن دنيانا فأخذ من الدنيا لآخرته ولم تشغله بحرص فيها ولا طول أمل بل شغله عن ذلك أُنسه بالديان ،فكان ورعا زاهدا ومنفقا في مرضاة الله نفسه التي بين جنبيه بشدة مجاهداته وفنائه في الذات العلية ، فكان مستغرقا في ذكر الله بكل تجردٍ وصفاءٍ وإخلاصٍ وخشوعٍ وإطمئنان ،أما معاملته مع المخلوقين فحدِّث عنها ولاحرج فلا يقدر عليهم إلامن عامل ربهم فقد كان هينا لين الجانب سهل الخليقة عظيم الصفح لا يعرف الاذية ، حسُن المُعاشرة بأهله وصحبه وزائريه وأتباعه والجيران ، عزيز النفس يطرق بابه ذوو الجاه والملكية ، ولا يعرف سؤال الخلائق فكفاه صحبة مولاه العلي الديان ، وكا ن يكرم زائريه مهما علت مناصبهم أو قل شأنهم فقد استوت في معاملته لهم النظرية ، فكان يقتدي في أفعاله وأقواله بالنبي صلي الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان ، فكنا نري ثمرة ذلك خلع أولئك فكان رضوان الله عليه في صلاته تشعر كأنما كان مع النبي صلي الله عليه وسلم أثناء رواية حديثه صلوا كما رأيتموني أصلي فو الله لم نري أحدا صلي في هذا الزمان بهذه الكيفية ، لما فيها من تواضع وخشوع وخضوع وذل وانكسار واطمئنان ، وكان رضي الله عنه في مجاهدة النفس وصدقه وإخلاصه ومحض العبودية ، تتذكر سيدنا ابو بكر الصديق فقد كان رغم قربه من النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمن مكر الله والذي من يأمنه لا شك خسران ، وكان الخليفة في هيبته وسطوته من كونه لا يخاف في الله لومة لائم ويقدم نصحه وإرشاده لذوي الجاه والملكية ، تتلمس هنا حال سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عظيم الشأن ، وكان الخليفة في تواضعه الجم ومكارم أخلاقه ولين جانبه وسعة صدره أخلاق سيدنا عثمان بن عفان ذا المكانة العلية ، وكان الخليفة في سعة علمه وإطلاعه وحصافته وحكمته وفراسته تري فيه وتتذكر سيدنا ليث بني غالي سيدنا علي بن أبي طالب ذو المرتبة العلمية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن التصوف والطرق الصوفية وخصوصا الختمية ، ومآثرها تتحسس فيه روح الإمام الجنيد رضي الله عنه والقائل من دخل في طرقتنا هذه يوما أو يومين أمن حياة الدارين فيا لها من بشري ومزية ، وكان حاله عندما يتحدث عن مناقب الصالحين والأولياء وما من الله عليهم من فيوضات واتحافات وإمدادات وإحسان ، تري فيه نفث ابو المواهب عبد الوهاب الشعراني ذا المنن والأخلاق القدسية ،وكان حاله عندما نشكو له من علة في البدن او أي مصيبة في الدنيا او هلاك إنسان ، كان يقول حمي يوم خير من عبادة سنة هنا تتجلي لنا روح ابن عطاء الله السكندري القائل ورود الفاقات أعياد المريدين فيا لها من حكمة عطائية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن أوراد الطريقة ويعدد لنا مآثرها من باب الترغيب ويوضح لنا فضل آل البيت وخصوصا السادة المراغنة ومزيتهم علي ممر الأزمان ، تظهر لنا هنا محبته لهم ولاينسي فضلهم وقدرهم مهما بلغ في الولاية ذروة علية ، إذ لا ينسي الفضل لأهله إ لا ذو نقصان .



الفصل السادس
ما منَّ الله عليه من كرامات :

واما عما منّ الله علي الخليفة عبدالهادي من كرامات فلايسعنا المجال لذكرها خوفا من التطويل ولكن نذكر بعضا منها من باب الذكري يا إخوان ، أول هذه الكرامات وأشرفها علي الإطلاق هي الإستقامة التي هي خير من ألف كرامة كما ثبت ذلك في الاخبار المروية ، وان المعجزات التي أيدت الانبياء جازت ان تكون كرامات لاولياء الرحمن ،فقد كان الخليفة مقتفيا آثار السنة النبوية مراعيا لها بكل تجرد وخشية ، فكان متحليا بالتقوي والتي هي ألاساس الذي يقوم عليه البنيان ، وأعظم شهادة لذلك شهادة مولانا السيد الحسن الميرغني قدس الله سره حيث قال (لنا خليفة بود مدني جوار اسكة حديد طريقتنا عند حية ) وايضا شهادة مولانا وشيخنا السيد محمد عثمان بن السيد علي الميرغني اثناء زيارته لود مدني عام تسع وثمانون وتسعمائة والف ميلادية فيا لها من شهادات زات دلالات و مزية ،ونكتفي بها في هذا الجانب ونذكر بعض ما رواه بعض الإخوان ،فقد حدثني الكثير منهم بجانب ما رأته أم عين رأسي الشفاء التام الذي يحصل للمرضي بالامراض المرتبطة بالجسد وكذلك الامراض النفسية ، فما ان يضع يده الشريفة المباركة علي المريض إلا ويكون برؤه وشفاؤه بإذن الرحمن ،وكانت له رضي الله عنه مكاشفات تحير العقول كمثل المرآئي التي يراها بعض الاتباع وهم في أماكن قصية ،فيحدثهم بها الخليفة عبدالهادي ويرويها لهم كاملة بلا نقصان ، لعمري ما سمعنا ولا رأينا مثل هذا إلا ما قرأناه عن الاولياء المتأخرين وكراماتهم المدونة في طبقات الصوفية ، رضي الله عنه وأرضاه بقدر ما قدم للاسلام والمسلمين وخصوصا طريقة الختم عثمان ،
هذا ولما كان يوم الاحد الخامس من ذي الحجة عام تسع عشر واربعمائة هجرية ، أسلم الخليفة عبدالهادي روحه الطاهرة لبارئ الخلق مغادرا دار الفناء والهوان ، الي دار البقاء والتي اليها مآل البرية ، وهذه سنة الله في خلقه والتي لم يسلم منها نبي ولا رسول ولا وليُّ للرحمن ، فالحمد لله علي ذلك ونحن علي يقين بانهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بالاتحافات التي منحوها والجوائز الربانية ، وعزاؤنا الوحيد الآثار التي خلفها الخليفة عبدالهادي كالمسجد العامر بالصلوات والازكار والحضرات وحلقات العلم والحوليات المرتبة بالازمان ، فأصبح قبلة القوم من سائر بلاد السودان واضحي الديوان الجامع لهم وتشد له الرحال من الاماكن القصية ، فخلف من بعده الخليفة محمد عثمان وهو أهل لذلك وعلي قدر المسئولية ، نسأل الله له التوفيق والإعانة والسداد إنه نعم المستعان ،ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.


سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 12-25-2011 الساعة 01:40 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2011, 03:58 PM   #2
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : أبو الحُسين





ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.


اللهم آمييييييين...

تقبل الله دعواتك أخي الخليفة الفاضل إبراهيم ميرغني... ونسال الله أن يجاور الخليفة عبد الهادي ناشر الأذكار بالحبيب المصطفى وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المجتبين عليهم أفضل الصلاة والتسليم... وأن يكرمنا وإياكم بالسير على طريق الفلاح الذي خطه لنا عبر مسيرته الطيبة...
وشكرنا وتقديرنا الخليفة سراج على النشر والمتابعة...


أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2011, 09:41 PM   #3
يوسف البشير محمد البشير


الصورة الرمزية يوسف البشير محمد البشير



يوسف البشير محمد البشير is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : يوسف البشير محمد البشير




اللهم انا نسالك بكل اسمائك التى اوحيت لنا معرفتها وبكل اسمائك التى استاثرت بها فى علم الغيب عندك ونسالك بكل رسلك وانبيائك وملائكتك وكل مخلوقاتك ان تغفر وترحم الخليفة عبد الهادى وتدخله الفردوس الاعلى بفضلك وكرمك وان تبارك فى عقبه وان تحفظ مشايخه وعلماوه من ال البيت الميرغنى من كيد الاعداء وحسد الحاسدين وتوفقهم وتجعل كلمتهم العليا وان تسخر لهم محبتك ومحبة الحبيب المصطفى وان توفقهم لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين امين امين امين يا رب العالمين قولوا الصلاة على النبى

يوسف البشير محمد البشير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 09:32 AM   #4
عمر المادح


الصورة الرمزية عمر المادح



عمر المادح is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : عمر المادح




اسأل الله المدد التام للمؤلف و الناشر
و لكن لى طلب، هو ان يضاف الى هذا الفيض الفخيم ذكر خلافته و محبته للسلطان مولانا السيد على رضى الله عنه و ارضاه و كيف كانت العلاقة و المحبة و الأسرار و الفيض و ايضا ذكر بعض من الكرامات لتلك الفترة المهمة بل المهمة جدا جدا جدا.

و لكم خالص ودى و امتنانى لهذا العمل الجليل

عمر المادح غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 10:56 AM   #5
إبراهيم ميرغني
مُشرف الفقه والعبادات

الصورة الرمزية إبراهيم ميرغني



إبراهيم ميرغني is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : إبراهيم ميرغني






اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحُسين [ مشاهدة المشاركة ]



ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.


اللهم آمييييييين...


تقبل الله دعواتك أخي الخليفة الفاضل إبراهيم ميرغني... ونسال الله أن يجاور الخليفة عبد الهادي ناشر الأذكار بالحبيب المصطفى وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المجتبين عليهم أفضل الصلاة والتسليم... وأن يكرمنا وإياكم بالسير على طريق الفلاح الذي خطه لنا عبر مسيرته الطيبة...
وشكرنا وتقديرنا الخليفة سراج على النشر والمتابعة...

آمييين يا رب العالمين نعجز عن شكرك الخليفة المحترم السراج وإن شاء الله ربنا يعطيك حتي يرضيك فمهما كتبنا عن هؤلاء الاشياخ فلا نستطيع ان نوفيهم ولو مثقال جزئ من ذرة من مناقبهم فيكفي قول المولي سبحانه وتعالي الذي اولاهم وتولاهم في كتايه الكريم ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) لكن احببنا بالكتابة عنهم ان نحاول وهذا لعمري شاق عسير ان نتاسي بهم ولو في جزء يسير جدا جدا من اخلاقهم وفضائلهم وانما الاعمال بالنيات ربنا ينفعنا بجاهمم دنيا واخرة .

إبراهيم ميرغني غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم ميرغني ; 12-26-2011 الساعة 01:13 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 11:01 AM   #6
إبراهيم ميرغني
مُشرف الفقه والعبادات

الصورة الرمزية إبراهيم ميرغني



إبراهيم ميرغني is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : إبراهيم ميرغني





[quote=أبو الحُسين;57035]


ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.



اللهم آمييييييين...

تقبل الله دعواتك أخي الخليفة الفاضل إبراهيم ميرغني... ونسال الله أن يجاور الخليفة عبد الهادي ناشر الأذكار بالحبيب المصطفى وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المجتبين عليهم أفضل الصلاة والتسليم... وأن يكرمنا وإياكم بالسير على طريق الفلاح الذي خطه لنا عبر مسيرته الطيبة...
وشكرنا وتقديرنا الخليفة سراج على النشر والمتابعة...
[/quote]
الحبيب الخليفة المبارك ابو الحسين ،،،،،

نعجز عن شكركم والله وما يقدر يجازيكم الا الخلقكم ربنا وربكم إن شاء الله يعطيكم حتي يرضيكم ومولاكم يحفظكم ويتولاكم يقضي قرضكم ويشفي مرضكم يا ارحم الراحمين ونحن في انتظاركم بمدينة المختار صلي الله عليه واله وسلم

إبراهيم ميرغني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 11:13 AM   #7
إبراهيم ميرغني
مُشرف الفقه والعبادات

الصورة الرمزية إبراهيم ميرغني



إبراهيم ميرغني is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : إبراهيم ميرغني





اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر المادح [ مشاهدة المشاركة ]
اسأل الله المدد التام للمؤلف و الناشر
و لكن لى طلب، هو ان يضاف الى هذا الفيض الفخيم ذكر خلافته و محبته للسلطان مولانا السيد على رضى الله عنه و ارضاه و كيف كانت العلاقة و المحبة و الأسرار و الفيض و ايضا ذكر بعض من الكرامات لتلك الفترة المهمة بل المهمة جدا جدا جدا.

و لكم خالص ودى و امتنانى لهذا العمل الجليل

اشكركم علي ردكم الاخوة الافاضل الشيخ يوسف والشيخ عمر المادح وإن شاء الله ربنا يمدنا اجمعين وجميع الاخوان بمدداشياخنا واسيادنا
وكما اسلفنا في المقدمة بان هذه محاولة ليس الا للكتابة عنهم فلا نستطيع ان نوفيهم حقهم وفي النسخة الاصلية بطرفنا توجد كرامات كثيرة لمولانا الخليفة عبدالهادي مع مشائخ بطرق اخري تم حزفها بالمنتدي لضرورة لا تخفي عليكم جميعا اضافة لسبب تاليف هذه المناقب واذا سنحت لنا اي فرصة وشاء الله ان التقينا إن شاء الله سنعطيكم منها نسخة والله المستعان

إبراهيم ميرغني غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم ميرغني ; 12-26-2011 الساعة 11:22 AM.
رد مع اقتباس
قديم 12-27-2011, 02:56 PM   #8
أحمد حسن

الصورة الرمزية أحمد حسن



أحمد حسن is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : أحمد حسن




نور الله ضريح الخليفة القطب عبد الهادى زياد وانزل عليه شابيب الرحمة والرضوان ولا نملك ان نقول فيه بعد قول الخليفة ابراهيم الذى اجاد وابدع فى بعض مناقبه التى لاتحصى كيف لا وهو صاحبه ومريده ، نسأل الله ان يوفق ويعين خليفته محمد عثمان على احياء الطريقة كما كانت حية فى زمان الخليفة رضى الله عنه (كما وصفه السيد الحسن بالخليفة فى ودمدنى قرب السكة حديد طريقتنا عنده حية)
ولا نملك ان نقول شيئا الا ابيات الخليفة نفسه:
رحلتم ايها الرجل المهاب سكنتم في الجنان ام التراب
نأيتم ام ناينا نحن عنكم فدوني حال بينكم الحجاب

فأنت اليوم في روض انيق واني في كلام لايطاب
وان خيالكم رفقي دواما فكدر عيشتي يا مستجاب
فمن اصحب ايا عبد قطب بعدك فالعيش لي لا يستطاب
فمن ارجوه يرعاني دواما ويرشدني الي فعل الصواب
ومن ارجوه يعطف بي برفق بليل او نهار برضاب
ومن ارجوه يسجيني دواما لخيرات الاله بلا حساب
ايا قطب اين اليوم انتم تشاهد للجمال بلا حجاب
وانزلك الكريم مقام صدق جوار المصطفي فانت باب
وعبد الهادي ابنكم المفضل فيرشد للانام ومستجاب
واحمد ابنكم داعي وواعي وارجو ان يماط له الحجاب
وراتب الميرغني امني وحصني أكرره وانتظر الثواب
واخوان الطريقة اجمعين سلوكهمو الي عالي الجناب
وصلي الله ربي ثم سلم علي طه وال والصحاب

أحمد حسن غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-03-2012, 08:03 PM   #9
عبد الوهاب عوض

الصورة الرمزية عبد الوهاب عوض



عبد الوهاب عوض is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : عبد الوهاب عوض





اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه الإعانة بدءا وختما وصلي الله علي سيدنا محمد ذاتا ووصفا وإسما

نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي

تاليف العبد الفقير الراجى رحمة القدير
ابراهيم ميرغنى حسين الفكى أحمد

الفصل الأول :المقدمة :
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافي المزيد من عطاياه مدي الأزمان ،والشكر لله الذي هو عظيم كريم قادر خلق الإنسان في أحسن صورة خلقية ،وفضله علي سائر مخلوقاته في جميع الأكوان ، وجعل رسالاته وأمانته علي عاتقه بعد أن نأت عن حملها ما سواه في البرية ، وختم النبوة والرسالة بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فاجتباه واصطفاه فكان ما كان ، وخلق الأولياء من نوره فاقامهم بعنايته ورعايته ليرشدوا خلقه ويدلوهم علي طريق السعادة والإيمان ، فكلهم من بحر جوده ونور هدايته يلتمسون الرويّة، صلي الله عليه وعلي آله مصابيح الهدي وسُفن الأمان ، من ذكرهم أتي في كتاب الله وسنة نبيه في صورة جليّة ،اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم في أمن وأمان ،

وبعد :

فلما كانت سيرة الأنبياء والرسل ومن ثم الأولياء والصالحين من بعدهم من عظيم النعم علي هذه الأُمة المرضية ، إذ بذكرهم تتنزل رحمات ربنا وتُجلي القلوب وتنال ما تبتغيه في اقصر زمان ، وددت ُ وانا الحقير ذو المساوي والتقصير عبدالمراغنة الكرام ومحب العترة الطاهرية ،إبراهيم ميرغني الختمي طريقة والمالكي مذهبا الراجي رحمة الكريم الحنان المنان ، أن اُدوِّن بيدي الحقيرة بعضٍ من مناقب العارف بالله تعالي الوليّ الكامل الخليفة عبد الهادي احمد زياد وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ،لقلة حيلتي وجهلي وتقصيري وعدم الأهلية ، ولكني رغبتُ أن يكون في ذلك سببا لكي ننال ُ شفاعتهم ونُحشر في معيتهم يوم الهول والميزان ، وكذلك لأني شُغفت بحب طريقة الإمام المرشد الكامل قدوة السالكين وختم العارفين الشريف السيد محمد عثمان الختم الفاخرة الختمية ، وحب المراغنة الكرام من حازوا في الولاية اعلا مكان ، اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم ممن يُشار لهم بالبنان ، وأسال الله التوفيق والسداد لما له عزمت ُ وخلوص النيّة آمين ، ولما كان الخليفة عبد الهادي من هؤلاء الأولياء ومن اجلّ خلفاء الطريقة في هذا الزمان ، استخرتُ الله في ان اتتبع مناقبه وآثاره ودوره الذي أداه في خدمة الإسلام والمسلمين في صورة بهية ، وما تحمله من مصاعب وأمور يعجز عن وصفها اللسان ، وآثرت ُ أن تكون سجعا علي نسق المولد المسمي (الأسرار الربانية في مولد خير البرية )، حتي أحوز بذلك بركة الاثنان ، فسميتها ،نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي ) قدس اللهم سره وأجعله مع المصطفي صلي الله عليه وسلم في معية ،ولاشك في ذلك ، هذا وقد جعلتها في فصول حتي تسهُل قراءتها يوم الحولية ، وليسهل الاطلاع عليها إذا طلبها إنسان ، فجعلتُ الفصل الأول ماسبق من مقدمة والفصل الثاني في نشأته الدينية ،والفصل الثالث جعلته تكملة للنشأة وزدت عليه بعض اتصالاته رضي الله تعالي عنه بالعلماء الأجلاء الذين أخذ منهم كفايته من العلوم الشرعية فلهم جزيل الامتنان وكذلك التقائه بشيخه العارف بالله تعالي المربي الكامل الخليفة محمد المكي عربي ومن قبله العارف بالله تعالي الواصل الخليفة محمد العبادي عليهم من الله أسني سلام وتحية ، وتحدثت فيه عن معاملة شيخه له وآثار ذلك في نفسه مدي الأزمان ، والفصل الرابع قدومه لود مدني وما تعلق بإنشاء الزاوية وأيضا علاقته بشيوخ الطرق الصوفية ، والفصل الخامس ذكرت فيه مختصرا من منهجه والفصل الآخير والذي يليه أتي مخبرا عما منّ الله عليه من الكرامات والتي شاهدت بعضا منها وسمعتُ البعض الآخر من ثقات الإخوان ، وفي فصل الخاتمة سألت ُ الله ان يتغمده برحماته وأن يسبل علي قبره شآ بيب رحماته وأن ينفعنا به وبحبه مدة حياتنا ويوم الأخروية وأن يوفق خليفته القائم بأمر الخلافة الخليفة محمد عثمان لما يحبه ربنا ويرضاه رب البرية


أسيرُ خلف ركاب القوم ذا عرج ٍ مؤملا جبر ما ألقاه من عوجِ
فان لحقتُ بهم من بعد ماسبقوا فكم لرب الوري في الناس من فرجٍ
وان ظللتُ بقاع الارض منقطعا فما لذي عرجٍ في الناس من حرجِ



الفصل الثاني
النشأة الكريمة :

نشأ العارف بالله تعالي الخليفة عبد الهادي في مدينة ودمدني التي أسسها الشيخ الكامل العارف بالله تعالي محمد السني المشهور بالصلاح والتقوي واقتدائه بالسنة النبوية رضي الله عنه وعن جميع من كانوا معه من الأولياء في ذلك الأوان ، وقد كان ميلاد الخليفة عام الف وثلاثمائة وسبعة وأربعون هجرية في بيت اشتهر بالصلاح والشرف والزهد والعلم والشمائل السنية ، فهو سليل الدوحة النبوية المباركة اذ ينتهي نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن ليث بني غالب الإمام علي بن ابي طالب ابو الفتيان فهم آل البيت الكرام المشهور قدرهم والسامي ذكرهم والمُشار إليهم في القران الكريم بصورة جلية ، بقوله تعالي ،أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )كما وأبانت فضلهم ومزيتهم أحاديث جدهم المصطفي صلي الله عليه وسلم في أحلي بيان ،كقوله (اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) وغير ذلك وارد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث المروية ،وقد دُونت في مآثرهم وفضائلهم كتب ومجلدات ٍلأئمة عظامٍ وأحبار فخام ونهج علي أثرهم وسار علي دربهم من عرف فضلهم في كل زمان ، فهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي رضوان الله عليه :

ياآل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله في القران انزله
يكفيكمو من عظيم الفخر انكمو من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وقال فيهم أيضا :

إذا كان رفضٌ حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي

وقيل فيهم :

هم القومُ من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوي
هم القوم ُفاقوا العالمين مناقبا محاسنهم تُحكي وآياتهم تُروي
موالاتهم فرضٌ وحبهمو هُديً وطاعتهم ودٌ وودهمو تقوي

ومن أحسن ما قيل فيهم رضوان الله عليهم :
لآل البيت عزلا يزول وفضل ٌلا تحيط به العقول
وإجلال ٌومجدٌ قد تسامي وقدرٌ مالغايته وصول
وفي التنزيل بالتطهير خُصوا ومِدحتهم بها شهد الرسول
لهم عزٌوسلطنة ٌوجاه ودام لهم من الله القبول
سيوف في الأعادي فاتكات وسطوتهم لها رعب مهول
بدور الدين مهما قد تجلت تكاد الشمس من خجل تزول
زكوا أصلا بنسبتهم اليه يطيب الفرع ما طابت أصول
وكيف القول في قوم ٍأبوهم له جبريل في الدنيا رسول
معاذ الله أن أخشي نكالا ولي في حبهم باعٌ طويل



الفصل الثالث
اتصالاته بالعلماء والفقهاء:

نهل الخليفة عبد الهادي منذ النشأة الأولي من معين التصوف وأسراره الربانية ُ، فوالده كانت طريقته شاذلية ووالدته كانت مشهورة بقيام الليل وتلاوة القران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الأمور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،والقران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الامور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،وإتصف بالزهد في هذه الدنيا والفناء في الله بالكلية ، وكان جده لأبيه الحاج عثمان زياد من أهل الإنفاق سرا وإعلان ، ففي هذا المقام الروحي والمناخ الصوفي وسبوق العناية الأزلية ، شب الخليفة وترعرع علي التقوي والإيمان ،ولكن لم يكتفي بذلك بل شد مئزره يطلب الاستزادة من العلوم الشرعية ، فدرس علي مشاهير العلماء في ذلك الزمان ،أمثال الشيخ الطيب ابو قناية والشيخ ادم الضرير والشيخ عبد الله الحاج حامد المشهورة فيه نسبة العالِمية ،وكل هؤلاء العلماء الذين درس علي يديهم كانوا قمة في العلم وكانوا علماء عصرهم ويضرب بهم الامثال وتُشد لهم الرحال من جميع الأرضية ،فأكمل الخليفة دراساته علي يد كبار العلماء في أم در مان كمثل الشيخ الأمين الترابي والشيخ علي ادهم شيخ السادة الادهمية ، وهنا يكون قد أكمل دراسة القران كما وأتم دراسته الفقهية ويكون حاز ما جاء في الحديث الشريف ،العلماء ورثة الانبياء )فكان رضوان الله عليه عالما عاملا بعلمه وزاهدا وراغبا الفوز في يوم الميزان ، وبعد ان تبحر في العلوم الشرعية تاقت نفسه ان تنهل من بحر التصوف الزخار وأسراره الربانية ، فأخذ الطريقة الختمية اولا علي يدا لخليفة محمد العبادي المعروف بالصلاح وسمو قدره في ذلك الأوان ، واراد الله سبحانه وتعالي بقدرته الازلية ان ينتقل الخليفة الي ملجأ القرش ويزاول حرفة النسيج وذلك بام درمان ، وهنا يتضح لنا مدي تأسيه بالسلف الصالح الذين اتخذوا من الحرف سبيلا لكسب الرزق الحلال ولان في ذلك كما ورد عبادة يومية ،فاستمر الخليفة في ذلك المعهد بضع سنين وكان حينها معروفا بالتقوي والورع والمحافظة علي الصلوات والأوراد السنية ،وكان يزور الشيخ الفالح قريب الله ابا صالح ومن اشتهر بالصلاح في أم درمان ، وشاءت إرادة المولي عز وجل ان يجتمع بالخليفة مكي عربي المنسوب للركابية عليهم من الله اسني سلام وتحية ، فرحب به الخليفة مكي واستقبله قائما قائلا له (وصلت يا المبروك ) او كما رواه بعض الإخوان ،وهذا الترحيب كان له عظيم الأثر في نفس الخليفة عبد الهادي واعتبره اول كرامة من شيخه جلية ،فاتخذه مرشدا في سيره وطاب مقامه في ذاك المكان ، والجدير ذكره ان الخليفة مكي اخذ الطريقة الختمية من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني والذي كان يجل الخليفة مكي ويقدمه علي الأقران ،فالخليفة مكي كان ذا مكانة سامية وهمة عالية بمواظبته للاوراد النورية ومجاهدة النفس ودخول الخلوات لأيام عديدية ، ومراعاة آداب السلوك في طريقة ختم اهل العرفان ، ومداومة العزلة وإلزام أهله بهذه المنهجية ، فترعرع جلهم علي نهجه وصاروا يُشار لهم بالبنان ، فمن هؤلاء القوم نجد الخليفة عمر ضيف الله الداعي دوما للم الشمل بزياراته التي كان لها عظيم الاثر في خدمة الطريقة بالنصح والإرشاد والحث علي الأوراد ذات المزية ،ومعرفته الجيدة بسير الرجال ومناقبهم التي تزيد الايقان ، وتمثله بالقولة المشهورة الحكمية :
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

وله قصيدة فاخرة في رثاء شيخه الخليفة مكي وقد اشار فيها بمكانة الخليفة عبد الهادي في نفس الخليفة مكي الزكية ، نوردها روما للبركة والمدد والإحسان ،

رحلتم ايها الرجل المهاب سكنتم في الجنان ام التراب
نأيتم ام ناينا نحن عنكم فدوني حال بينكم الحجاب
فأنت اليوم في روض انيق واني في كلام لايطاب
وان خيالكم رفقي دواما فكدر عيشتي يا مستجاب
فمن اصحب ايا مكي بعدك فا العيش لي لا يستطاب
فمن ارجوه يرعاني دواما ويرشدني الي فعل الصواب
ومن ارجوه يعطف بي برفق بليل او نهار برضاب
ومن ارجوه يسجيني دواما لخيرات الاله بلا حساب
ايا مكي اين اليوم انتم تشاهد للجمال بلا حجاب
وانزلك الكريم مقام صدق جوار المصطفي فانت باب
وعبد الهادي ابنكم المفضل فيرشد للانام ومستجاب
واحمد ابنكم داعي وواعي وارجو ان يماط له الحجاب
وراتب الميرغني امني وحصني أكرره وانتظر الثواب
واخوان الطريقة اجمعين سلوكهمو الي عالي الجناب
وصلي الله ربي ثم سلم علي طه وال والصحاب


ومن تلاميذه أيضا الخليفة حسن الظائط مستور الحال وخامل الذكر والعامل علي خدمة الطريقة بكل تجرد وصدق ونية ، وله قصائد في مدح المراغنة الكرام وخصوصا السيد علي الميرغني (قدس الله سره) وفي جل قصائده يتجلي لنا مدي حبه واحترامه لهم والامتنان ، فالقصيدة التي مطلعها شي لله يا علي يا أمان الخائف هي من تاليفه رضي الله عنه .
هذا وقدكان الخليفة مكي عربي يعامل الخليفة معاملة خاصة لما وجد فيه من همة صادقة قوية ، فميزه علي تلاميذه وجملة اقرانه فكان يتمتع بتقدير الخليفة مكي وتقريبه له وهناك دلائل كثيرة توضح لنا ذلك نذكر منها هذه القصة المحكية عند الاخوان ،وذلك ان الخليفة مكي ارسل تلاميذه لحلة خوجلي لاحياء ليلية ، وعادوا بعدها من غير رفقة الخليفة عبد الهادي من باب النسيان ، فلما عرف الخليفة مكي ذلك خاطبهم قائلا ،جيتكم دي مامنها فائدة دا زمام الحضرة ) ونبرة الغضب علي كلامه جلية ،وقد كان الخليفة عبد الهادي ملازما لذكر الله في سائر الاوقات وكان في السحر يتلو اسم الله (ياحي ياقيوم) بفكر واتقان ، وكا ن مواظبا للراتب في جماعة مع الازكار البعدية ، ورُوي انه كان يقف في حِلق الذكر والجميع يُصيبهم الفتور والخليفة واقف يذكر ربه متلذذا نشوان ، وهذا لعمري دلالة واضحة علي سمو قدره وفنائه في رب البرية ، واستعداده التام لحمل الأمانة التي أبت ان تحملها أضخم الأكوان ،فالله يعلم اين يضع رسالاته واماناته ويهيئ لذلك من اراد من خلقه باراداته القوية ، سبحانه وتعالي عن مظاهر الضعف والنقصان ، فله الكبرياء والعظمة وله الملك والتدبير في الكون بقدرته الازلية ، وهنا يجدر بنا ان نقرا القصيدة التوحيدية ، تأليف السيد محمد سر الختم ابن السيد الختم محمد عثمان التي مطلعها :الكبرياء رداء الله والعظمة


الفصل الرابع
قدومه ود مدني وما تعلق بانشاء الزاوية
هذا وبعد مدة من الزمان واثناء وجود الخليفة عبدالهادي بمسجد الخليفة مكي ذا المآثر الزكية ، قدمت والدته من ود مدني وهي في شوق شديد له بحكم غريزتها البشرية لتصحبه معها لود مدني لباعه الطويل الذي ناله في العلم والإيمان ، فاستأذن من شيخه الذي قبل ذلك بكل رضا نفس واستحسان ، لعلمه من مكانة الخليفة ورغبته في نفع الخليقة ونشر الطريقة الختمية ، فعاد لود مدني مواصلا برنامج أذكاره وأوراده ومجاهداته وقيام الليل بغير توان ،فأقبلت عليه الخلائق تروم الهداية واللحوق بركب الطريقة النورانية ، فانشأ الزاوية بكرم الله سبحانه وتعالي وعظيم الامتنان ، وذكر لمعاصريه انها بوركت من أقطاب الطريقة وأهل ابحراز عليهم رضا الرحمن اولي واخروية
وقد كان منهجه رضوان الله عليه بخلاف ما كان عليه الخلفاء في ذلك الزمان ،فحث اتباعه علي ملازمة تقوي الله في سائر الاوقات وضرورة ملازمة الاوراد في اوقاتها بحضور وروية ، ونوّه بان محبة المصطفي صلي الله عليه وسلم ليست قولا باللسان ،وانما تحصل باتباع منهجه وسنته النبوية ، فلم يكتفي عليه الرضوان بالقول مشافهة بل دوّن نصائحه وارشاداته في قصائد ليعمل بها كل إنسان ، فقال في احدي قصائده مرغبا بضرورة ملازمة التقوي والمحبة والتعاضد لإحياء الروح في الطريقة الفاخرية :

هيا بنا هيا بنا يا اخوتي نحيي الطريق بعود مجد افخم
بمحبة وتعطف وتعاضد وملازمة تقوي العظيم الاكرم

وقال في قصيدته التي يبين فيها ان محبة النبي صلي الله عليه وسلم اتباع منهجه :

حب النبي اتباع منهجه صلي عليه كثيرا وسلم
تجلي القلوب بذكره وبمدحه وتفاح نفحات العظيم الأعظم
وقد رغّب رضوان الله عليه بضرورة العمل الآداب الواجب علينا إتباعها كما جاء في الرسائل الميرغنية ، وضرورة التأدب في حلق الذكر عظيمة الشأن ، فكان متخلقا بالأخلاق المحمدية ، ويحث علي ذلك ويدعو الي ضرورة التمسك بالسنة المطهرة من بعد القران ، وكان يبغض التعصب الشديد ويستشهد بان المؤمن هين لين ليس بذي فُحش او بذية ،يكرم كل من جاءه صغيرا او كبيرا يعامل كل بإحسان ، فنعم الأخلاق أخلاقه ونعم الفضائل فقد حاز مكارم الأخلاق الفاضلية ، وكانت له دراية وخبرة بسيرة الانبياء والرسل ولاسيما ختامهم سيدنا محمد عليه الصلاة واتم السلام وحث أتباعه علي مواظبة تلاوة المولد العثمان ، فكان يقراه في جميع الأحوال من فرح او موت حبيب مقرب او في حالة علةٍ مرضية ،وكان يحث علي ضرورة احترام اهل الله قاطبة وحبهم وحسن الظن بكل إنسان ، وكانت لد دراية ايضا بمشائخ الطرق الصوفية وأقطابها علي ممر الأزمنة ويحث علي ذكر فضائلهم ومآثرهم وحبهم ونبذ التفرقة العنصرية ، مع تقديم شيخ الطريقة عليهم لانه قائد الركبان ، وكان يستشهد دوما بالقولة المشهورة الحكمية (قدِّم شيخك وحب الكل )وتأييدا لذلك كانت تنشد في حضرته قصائد تأليف مشائخ من طرق اخري بطلب منه ونية ،مثال لذلك القصيدة المشهورة مصر المؤمنة تأليف الشيخ عبد الرحيم البرعي السمان القادم من كردفان ، وكان يأتي لزيارته منشدين في بعض الأحايين بقصد التبرك فكان يطلب منهم قصائد ومدائح نبوية وكان يذكر لهم مآثر أشياخهم سواءا كانوا مكاشفية او احمدية او سمان ، وذلك بقصد ان يزيد إيقانهم ومحبتهم في شيوخهم وينالوا من ثن البغية ، فكان منهجه رضوان الله عليه في ذلك هو منهج صاحب الطريقة ختم أهل العرفان ، الداعي لذلك والقائل في قصيدة طويلة نأخذ منها هذه الأبيات النصحية :

بادر بحبك اهل الله قاطبة واسعي اليهم علي قدم بلا كسل
وقف علي قدم التجريد نحوهمو سافر اليهم بحورا برهم تصل


وبالتالي كانت تاتيه رجالات الطرق الصوفية الاخري وعلمائها يزوروه فكان يلاقيهم بشوق وتحنان ، ويسال عن أحوال صغيرهم وكبيرهم حتي يظن الزائر ان المزور كان يسكن معهم في ذلك المكان ، وكان رضي الله عنه يعرف القبائل وأنسابها والمناطق المختلفة ومشائخهم بمجرد نظروا ولي كشفية ،وله قصائد يمدح فيها الاقطاب المشهورين امثال السيد احمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهم ومدح ايضا المشائخ المعروفين في السودان مثل الشيخ المكاشفي والشيخ احمد الطيب البشير عليهم الرضوان ، وكان ان التقي بالشيخ السماني الشيخ البشير وهو من أحفاد الشيخ الطيب ود البشير وارث السمان ، وذلك اثناء توجهه لبيت الله الحرام فاكرمه الشيخ المذكور واجازه في بعض أذكارهم النورية ،وأيضا نجد ان الخليفة عبد الهادي كانت له محبة خاصة ومودة عظيمة للطريقة الاحمدية لمؤسسها السيد احمد البدوي ذا المآثر العجيبية ،وشاهد ذلك ما اقيم احتفال في الزاوية الا وكان الاحمدية في مقدمة الضيفان ، وكانت له ايضا محبة خاصة ومودة عظيمة باهل اب حراز السادة العركية ، فكانت بينه وبين مشائخهم صلات متينة فمن ذلك علاقته الوثيقة بالشيخ عبدالرحيم ود يونس الذي كان يجله واجازه في الطريقة القادرية العركية ،وقد زارهم الخليفة مرارا لتقوية رباط المحبة والايمان ، وصلاحهم المشهور ودورهم الرائد في نشر العلوم الدينية ، وقد انشد رضي الله عنه قصيدة فاخرة في ذلك الاحيان ، وفي احدي الزيارات كان معه الخليفة حسن الظائط العالي القدر وشيخ النور العالم المشهور فيا ليتني كنت ترابا بذلك المكان ،ليطأني اهل المروءة العفة والولاية والطهارة الحسية والمعنوية وها نذكر لكم جزءا من تلك القصيدة التي تبين مكانة أهل أب حراز في نفس الخليفة عبد الهادي العظيم الشأن :



رضوان رب الجود والإحسان يغشي كراما سادة العرفان
أهل اب حراز العارفين بربهم الراقيين مراقي الإحسان
العالمين العاملين بخشية ٍ الزاهدين عن كل شيئ فان
هم سادة من ال بيت طُهروا من دنس رجس جاء في القران
إلي ان قال رضي الله عنه :

يا يوسف البطل الهمام المرتجي عند الخطوب وهجمة الفرسان
يا دفعة المجاد يا بحر الندي جالي الصدي بالنور يا صوبان
عبد لهادي قد أتي لجنابكم يا سادة في الجود كالفيضان
والنور ابنكمو اشملوه برحمةٍ حسنٌ وجملة الإخوان

الفصل الخامس
مختصر عن منهجه رضوان الله عنه :

خلاصة القول من هنا تتضح لنا معالم الخليفة عبد الهادي فقد كان مرجعا لكل من أراد الاستقامة والهديان ،فقد سخره المولي لخدمة دينه والله يعلم كيف يختار أولياؤه وعباده من بين البشرية ، فقد حاز بفضل الله إجازات الطرائق السبعة المشهورة وأسرارها من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني قدس الله سره يا رحمن ، فقد كان يحب الخليفة ويجله وخاطبه في رسائله بكلمات تدل علي عظيم مكانته في نفس السيد علي وعلو الشأن ، فلا عجب فان السادة المراغنة عليهم الرضوان شأنهم إكرام الخلق ولكن يفيض كرمهم وينهمر لمن كان مثل الخليفة عبد الهادي الذاكر ربه سجية ، فكان رضوان الله عليه ينادي من خلال حركاته وسكناته ان هلموا يا عباد الله فان الوقت قد حان للقاء الدَّيان، والدنيا دار خسران ،والسعيد من يعمل للدار الأخروية ، فتمسكوا بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم مع القران وتوكلوا علي الله واتخذوا صالح الأعمال لكم سبيلا ومطية فكان لرضوان الله عليه كأنما هو القائل :

لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحيٍّ وطنا
جعلوها لجةً واتخذوا صالح الأعمال فيها سُفنا

فكان كأنه غريب عن دنيانا فأخذ من الدنيا لآخرته ولم تشغله بحرص فيها ولا طول أمل بل شغله عن ذلك أُنسه بالديان ،فكان ورعا زاهدا ومنفقا في مرضاة الله نفسه التي بين جنبيه بشدة مجاهداته وفنائه في الذات العلية ، فكان مستغرقا في ذكر الله بكل تجردٍ وصفاءٍ وإخلاصٍ وخشوعٍ وإطمئنان ،أما معاملته مع المخلوقين فحدِّث عنها ولاحرج فلا يقدر عليهم إلامن عامل ربهم فقد كان هينا لين الجانب سهل الخليقة عظيم الصفح لا يعرف الاذية ، حسُن المُعاشرة بأهله وصحبه وزائريه وأتباعه والجيران ، عزيز النفس يطرق بابه ذوو الجاه والملكية ، ولا يعرف سؤال الخلائق فكفاه صحبة مولاه العلي الديان ، وكا ن يكرم زائريه مهما علت مناصبهم أو قل شأنهم فقد استوت في معاملته لهم النظرية ، فكان يقتدي في أفعاله وأقواله بالنبي صلي الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان ، فكنا نري ثمرة ذلك خلع أولئك فكان رضوان الله عليه في صلاته تشعر كأنما كان مع النبي صلي الله عليه وسلم أثناء رواية حديثه صلوا كما رأيتموني أصلي فو الله لم نري أحدا صلي في هذا الزمان بهذه الكيفية ، لما فيها من تواضع وخشوع وخضوع وذل وانكسار واطمئنان ، وكان رضي الله عنه في مجاهدة النفس وصدقه وإخلاصه ومحض العبودية ، تتذكر سيدنا ابو بكر الصديق فقد كان رغم قربه من النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمن مكر الله والذي من يأمنه لا شك خسران ، وكان الخليفة في هيبته وسطوته من كونه لا يخاف في الله لومة لائم ويقدم نصحه وإرشاده لذوي الجاه والملكية ، تتلمس هنا حال سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عظيم الشأن ، وكان الخليفة في تواضعه الجم ومكارم أخلاقه ولين جانبه وسعة صدره أخلاق سيدنا عثمان بن عفان ذا المكانة العلية ، وكان الخليفة في سعة علمه وإطلاعه وحصافته وحكمته وفراسته تري فيه وتتذكر سيدنا ليث بني غالي سيدنا علي بن أبي طالب ذو المرتبة العلمية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن التصوف والطرق الصوفية وخصوصا الختمية ، ومآثرها تتحسس فيه روح الإمام الجنيد رضي الله عنه والقائل من دخل في طرقتنا هذه يوما أو يومين أمن حياة الدارين فيا لها من بشري ومزية ، وكان حاله عندما يتحدث عن مناقب الصالحين والأولياء وما من الله عليهم من فيوضات واتحافات وإمدادات وإحسان ، تري فيه نفث ابو المواهب عبد الوهاب الشعراني ذا المنن والأخلاق القدسية ،وكان حاله عندما نشكو له من علة في البدن او أي مصيبة في الدنيا او هلاك إنسان ، كان يقول حمي يوم خير من عبادة سنة هنا تتجلي لنا روح ابن عطاء الله السكندري القائل ورود الفاقات أعياد المريدين فيا لها من حكمة عطائية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن أوراد الطريقة ويعدد لنا مآثرها من باب الترغيب ويوضح لنا فضل آل البيت وخصوصا السادة المراغنة ومزيتهم علي ممر الأزمان ، تظهر لنا هنا محبته لهم ولاينسي فضلهم وقدرهم مهما بلغ في الولاية ذروة علية ، إذ لا ينسي الفضل لأهله إ لا ذو نقصان .



الفصل السادس
ما منَّ الله عليه من كرامات :

واما عما منّ الله علي الخليفة عبدالهادي من كرامات فلايسعنا المجال لذكرها خوفا من التطويل ولكن نذكر بعضا منها من باب الذكري يا إخوان ، أول هذه الكرامات وأشرفها علي الإطلاق هي الإستقامة التي هي خير من ألف كرامة كما ثبت ذلك في الاخبار المروية ، وان المعجزات التي أيدت الانبياء جازت ان تكون كرامات لاولياء الرحمن ،فقد كان الخليفة مقتفيا آثار السنة النبوية مراعيا لها بكل تجرد وخشية ، فكان متحليا بالتقوي والتي هي ألاساس الذي يقوم عليه البنيان ، وأعظم شهادة لذلك شهادة مولانا السيد الحسن الميرغني قدس الله سره حيث قال (لنا خليفة بود مدني جوار اسكة حديد طريقتنا عند حية ) وايضا شهادة مولانا وشيخنا السيد محمد عثمان بن السيد علي الميرغني اثناء زيارته لود مدني عام تسع وثمانون وتسعمائة والف ميلادية فيا لها من شهادات زات دلالات و مزية ،ونكتفي بها في هذا الجانب ونذكر بعض ما رواه بعض الإخوان ،فقد حدثني الكثير منهم بجانب ما رأته أم عين رأسي الشفاء التام الذي يحصل للمرضي بالامراض المرتبطة بالجسد وكذلك الامراض النفسية ، فما ان يضع يده الشريفة المباركة علي المريض إلا ويكون برؤه وشفاؤه بإذن الرحمن ،وكانت له رضي الله عنه مكاشفات تحير العقول كمثل المرآئي التي يراها بعض الاتباع وهم في أماكن قصية ،فيحدثهم بها الخليفة عبدالهادي ويرويها لهم كاملة بلا نقصان ، لعمري ما سمعنا ولا رأينا مثل هذا إلا ما قرأناه عن الاولياء المتأخرين وكراماتهم المدونة في طبقات الصوفية ، رضي الله عنه وأرضاه بقدر ما قدم للاسلام والمسلمين وخصوصا طريقة الختم عثمان ،
هذا ولما كان يوم الاحد الخامس من ذي الحجة عام تسع عشر واربعمائة هجرية ، أسلم الخليفة عبدالهادي روحه الطاهرة لبارئ الخلق مغادرا دار الفناء والهوان ، الي دار البقاء والتي اليها مآل البرية ، وهذه سنة الله في خلقه والتي لم يسلم منها نبي ولا رسول ولا وليُّ للرحمن ، فالحمد لله علي ذلك ونحن علي يقين بانهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بالاتحافات التي منحوها والجوائز الربانية ، وعزاؤنا الوحيد الآثار التي خلفها الخليفة عبدالهادي كالمسجد العامر بالصلوات والازكار والحضرات وحلقات العلم والحوليات المرتبة بالازمان ، فأصبح قبلة القوم من سائر بلاد السودان واضحي الديوان الجامع لهم وتشد له الرحال من الاماكن القصية ، فخلف من بعده الخليفة محمد عثمان وهو أهل لذلك وعلي قدر المسئولية ، نسأل الله له التوفيق والإعانة والسداد إنه نعم المستعان ،ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.

بارك الله فيك اخي وحبيبي ابراهيم ميرغني وزادك من فيضه فحقيقة يعجز اللسان عن وصف سعادتنا البالغة بوجود سيرة العارف بربه الهادي مولانا الخليفة عبدالهادي فقد حبانا الله بزيارته مرارا وتكرارا عندما كنا بجامعة الجزيرة والحمد لله من قبل ومن بعد،،، والحديث عنه والله يحتاج لمجلدات حتي نوفيه حقه وربنا يجزيك خير الجزاء اخونا الفاضل ابراهيم ، ومن الذكريات التي لا تُنسي في تلك السنين انك ذكرت بانك عندما دخلت عليه من اول زيارة لك خاطبك باسمك وهنالك كرامة الغرفة التي كنا نسكن بها بزاوية الختمية مع نخبة ممتازة من تلاميذ مولانا شيخ علي زين العابدين ربنا يطراهم بالخير وهي في زاكرتي حتي الان ولا ننساها ابدا ما حيينا
اسبل الله علي ضريحه شآبيب الرحمة والرضوان وامدنا بممده ومدد اشياخه في وقت واوان والشكر اجزله للخليفة سراج الحاج فله عظيم الاجر في نشر مثل هذه الدرر زاده الله فتحا من فتحهم وفيوضا من فيوضهم ونفعنا والاخوان اجمعين بهم دنيا واخرة ونطلب من الخليفة ابراهيم نشر باقي المناقب

عبد الوهاب عوض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-2012, 08:17 PM   #10
محمدمصطفى عيسى
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية محمدمصطفى عيسى



محمدمصطفى عيسى is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : محمدمصطفى عيسى




جعل الله ذالك في ميزان حسناته وحشره في زمرة المصطفي وآل بيته الاطهار

محمدمصطفى عيسى غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 08:33 PM   #11
إبراهيم ميرغني
مُشرف الفقه والعبادات

الصورة الرمزية إبراهيم ميرغني



إبراهيم ميرغني is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : إبراهيم ميرغني






اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم


وبه الإعانة بدءا وختما وصلي الله علي سيدنا محمد ذاتا ووصفا وإسما

نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي

تاليف العبد الفقير الراجى رحمة القدير
ابراهيم ميرغنى حسين الفكى أحمد

الفصل الأول :المقدمة :
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافي المزيد من عطاياه مدي الأزمان ،والشكر لله الذي هو عظيم كريم قادر خلق الإنسان في أحسن صورة خلقية ،وفضله علي سائر مخلوقاته في جميع الأكوان ، وجعل رسالاته وأمانته علي عاتقه بعد أن نأت عن حملها ما سواه في البرية ، وختم النبوة والرسالة بسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فاجتباه واصطفاه فكان ما كان ، وخلق الأولياء من نوره فاقامهم بعنايته ورعايته ليرشدوا خلقه ويدلوهم علي طريق السعادة والإيمان ، فكلهم من بحر جوده ونور هدايته يلتمسون الرويّة، صلي الله عليه وعلي آله مصابيح الهدي وسُفن الأمان ، من ذكرهم أتي في كتاب الله وسنة نبيه في صورة جليّة ،اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم في أمن وأمان ،

وبعد :

فلما كانت سيرة الأنبياء والرسل ومن ثم الأولياء والصالحين من بعدهم من عظيم النعم علي هذه الأُمة المرضية ، إذ بذكرهم تتنزل رحمات ربنا وتُجلي القلوب وتنال ما تبتغيه في اقصر زمان ، وددت ُ وانا الحقير ذو المساوي والتقصير عبدالمراغنة الكرام ومحب العترة الطاهرية ،إبراهيم ميرغني الختمي طريقة والمالكي مذهبا الراجي رحمة الكريم الحنان المنان ، أن اُدوِّن بيدي الحقيرة بعضٍ من مناقب العارف بالله تعالي الوليّ الكامل الخليفة عبد الهادي احمد زياد وإن لم أكن من فرسان هذا الميدان ،لقلة حيلتي وجهلي وتقصيري وعدم الأهلية ، ولكني رغبتُ أن يكون في ذلك سببا لكي ننال ُ شفاعتهم ونُحشر في معيتهم يوم الهول والميزان ، وكذلك لأني شُغفت بحب طريقة الإمام المرشد الكامل قدوة السالكين وختم العارفين الشريف السيد محمد عثمان الختم الفاخرة الختمية ، وحب المراغنة الكرام من حازوا في الولاية اعلا مكان ، اللهم انفعنا بهم وبحبهم واجعلنا بهم ممن يُشار لهم بالبنان ، وأسال الله التوفيق والسداد لما له عزمت ُ وخلوص النيّة آمين ، ولما كان الخليفة عبد الهادي من هؤلاء الأولياء ومن اجلّ خلفاء الطريقة في هذا الزمان ، استخرتُ الله في ان اتتبع مناقبه وآثاره ودوره الذي أداه في خدمة الإسلام والمسلمين في صورة بهية ، وما تحمله من مصاعب وأمور يعجز عن وصفها اللسان ، وآثرت ُ أن تكون سجعا علي نسق المولد المسمي (الأسرار الربانية في مولد خير البرية )، حتي أحوز بذلك بركة الاثنان ، فسميتها ،نسيم الروض المتهادي في بعضٍ من مناقب الخليفة عبد الهادي ) قدس اللهم سره وأجعله مع المصطفي صلي الله عليه وسلم في معية ،ولاشك في ذلك ، هذا وقد جعلتها في فصول حتي تسهُل قراءتها يوم الحولية ، وليسهل الاطلاع عليها إذا طلبها إنسان ، فجعلتُ الفصل الأول ماسبق من مقدمة والفصل الثاني في نشأته الدينية ،والفصل الثالث جعلته تكملة للنشأة وزدت عليه بعض اتصالاته رضي الله تعالي عنه بالعلماء الأجلاء الذين أخذ منهم كفايته من العلوم الشرعية فلهم جزيل الامتنان وكذلك التقائه بشيخه العارف بالله تعالي المربي الكامل الخليفة محمد المكي عربي ومن قبله العارف بالله تعالي الواصل الخليفة محمد العبادي عليهم من الله أسني سلام وتحية ، وتحدثت فيه عن معاملة شيخه له وآثار ذلك في نفسه مدي الأزمان ، والفصل الرابع قدومه لود مدني وما تعلق بإنشاء الزاوية وأيضا علاقته بشيوخ الطرق الصوفية ، والفصل الخامس ذكرت فيه مختصرا من منهجه والفصل الآخير والذي يليه أتي مخبرا عما منّ الله عليه من الكرامات والتي شاهدت بعضا منها وسمعتُ البعض الآخر من ثقات الإخوان ، وفي فصل الخاتمة سألت ُ الله ان يتغمده برحماته وأن يسبل علي قبره شآ بيب رحماته وأن ينفعنا به وبحبه مدة حياتنا ويوم الأخروية وأن يوفق خليفته القائم بأمر الخلافة الخليفة محمد عثمان لما يحبه ربنا ويرضاه رب البرية


أسيرُ خلف ركاب القوم ذا عرج ٍ مؤملا جبر ما ألقاه من عوجِ
فان لحقتُ بهم من بعد ماسبقوا فكم لرب الوري في الناس من فرجٍ
وان ظللتُ بقاع الارض منقطعا فما لذي عرجٍ في الناس من حرجِ



الفصل الثاني
النشأة الكريمة :

نشأ العارف بالله تعالي الخليفة عبد الهادي في مدينة ودمدني التي أسسها الشيخ الكامل العارف بالله تعالي محمد السني المشهور بالصلاح والتقوي واقتدائه بالسنة النبوية رضي الله عنه وعن جميع من كانوا معه من الأولياء في ذلك الأوان ، وقد كان ميلاد الخليفة عام الف وثلاثمائة وسبعة وأربعون هجرية في بيت اشتهر بالصلاح والشرف والزهد والعلم والشمائل السنية ، فهو سليل الدوحة النبوية المباركة اذ ينتهي نسبه من جهة أبيه للإمام الحسين بن ليث بني غالب الإمام علي بن ابي طالب ابو الفتيان فهم آل البيت الكرام المشهور قدرهم والسامي ذكرهم والمُشار إليهم في القران الكريم بصورة جلية ، بقوله تعالي ،أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )كما وأبانت فضلهم ومزيتهم أحاديث جدهم المصطفي صلي الله عليه وسلم في أحلي بيان ،كقوله (اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ) وغير ذلك وارد في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث المروية ،وقد دُونت في مآثرهم وفضائلهم كتب ومجلدات ٍلأئمة عظامٍ وأحبار فخام ونهج علي أثرهم وسار علي دربهم من عرف فضلهم في كل زمان ، فهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي رضوان الله عليه :

ياآل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله في القران انزله
يكفيكمو من عظيم الفخر انكمو من لم يصلي عليكم لا صلاة له

وقال فيهم أيضا :

إذا كان رفضٌ حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي

وقيل فيهم :

هم القومُ من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوي
هم القوم ُفاقوا العالمين مناقبا محاسنهم تُحكي وآياتهم تُروي
موالاتهم فرضٌ وحبهمو هُديً وطاعتهم ودٌ وودهمو تقوي

ومن أحسن ما قيل فيهم رضوان الله عليهم :
لآل البيت عزلا يزول وفضل ٌلا تحيط به العقول
وإجلال ٌومجدٌ قد تسامي وقدرٌ مالغايته وصول
وفي التنزيل بالتطهير خُصوا ومِدحتهم بها شهد الرسول
لهم عزٌوسلطنة ٌوجاه ودام لهم من الله القبول
سيوف في الأعادي فاتكات وسطوتهم لها رعب مهول
بدور الدين مهما قد تجلت تكاد الشمس من خجل تزول
زكوا أصلا بنسبتهم اليه يطيب الفرع ما طابت أصول
وكيف القول في قوم ٍأبوهم له جبريل في الدنيا رسول
معاذ الله أن أخشي نكالا ولي في حبهم باعٌ طويل



الفصل الثالث
اتصالاته بالعلماء والفقهاء:

نهل الخليفة عبد الهادي منذ النشأة الأولي من معين التصوف وأسراره الربانية ُ، فوالده كانت طريقته شاذلية ووالدته كانت مشهورة بقيام الليل وتلاوة القران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الأمور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،والقران ،والصوم وتدريس نساء عصرها الامور الدينية ،وجده لامه الشيخ الدرديري كان من حملة القران ،وإتصف بالزهد في هذه الدنيا والفناء في الله بالكلية ، وكان جده لأبيه الحاج عثمان زياد من أهل الإنفاق سرا وإعلان ، ففي هذا المقام الروحي والمناخ الصوفي وسبوق العناية الأزلية ، شب الخليفة وترعرع علي التقوي والإيمان ،ولكن لم يكتفي بذلك بل شد مئزره يطلب الاستزادة من العلوم الشرعية ، فدرس علي مشاهير العلماء في ذلك الزمان ،أمثال الشيخ الطيب ابو قناية والشيخ ادم الضرير والشيخ عبد الله الحاج حامد المشهورة فيه نسبة العالِمية ،وكل هؤلاء العلماء الذين درس علي يديهم كانوا قمة في العلم وكانوا علماء عصرهم ويضرب بهم الامثال وتُشد لهم الرحال من جميع الأرضية ،فأكمل الخليفة دراساته علي يد كبار العلماء في أم در مان كمثل الشيخ الأمين الترابي والشيخ علي ادهم شيخ السادة الادهمية ، وهنا يكون قد أكمل دراسة القران كما وأتم دراسته الفقهية ويكون حاز ما جاء في الحديث الشريف ،العلماء ورثة الانبياء )فكان رضوان الله عليه عالما عاملا بعلمه وزاهدا وراغبا الفوز في يوم الميزان ، وبعد ان تبحر في العلوم الشرعية تاقت نفسه ان تنهل من بحر التصوف الزخار وأسراره الربانية ، فأخذ الطريقة الختمية اولا علي يدا لخليفة محمد العبادي المعروف بالصلاح وسمو قدره في ذلك الأوان ، واراد الله سبحانه وتعالي بقدرته الازلية ان ينتقل الخليفة الي ملجأ القرش ويزاول حرفة النسيج وذلك بام درمان ، وهنا يتضح لنا مدي تأسيه بالسلف الصالح الذين اتخذوا من الحرف سبيلا لكسب الرزق الحلال ولان في ذلك كما ورد عبادة يومية ،فاستمر الخليفة في ذلك المعهد بضع سنين وكان حينها معروفا بالتقوي والورع والمحافظة علي الصلوات والأوراد السنية ،وكان يزور الشيخ الفالح قريب الله ابا صالح ومن اشتهر بالصلاح في أم درمان ، وشاءت إرادة المولي عز وجل ان يجتمع بالخليفة مكي عربي المنسوب للركابية عليهم من الله اسني سلام وتحية ، فرحب به الخليفة مكي واستقبله قائما قائلا له (وصلت يا المبروك ) او كما رواه بعض الإخوان ،وهذا الترحيب كان له عظيم الأثر في نفس الخليفة عبد الهادي واعتبره اول كرامة من شيخه جلية ،فاتخذه مرشدا في سيره وطاب مقامه في ذاك المكان ، والجدير ذكره ان الخليفة مكي اخذ الطريقة الختمية من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني والذي كان يجل الخليفة مكي ويقدمه علي الأقران ،فالخليفة مكي كان ذا مكانة سامية وهمة عالية بمواظبته للاوراد النورية ومجاهدة النفس ودخول الخلوات لأيام عديدية ، ومراعاة آداب السلوك في طريقة ختم اهل العرفان ، ومداومة العزلة وإلزام أهله بهذه المنهجية ، فترعرع جلهم علي نهجه وصاروا يُشار لهم بالبنان ، فمن هؤلاء القوم نجد الخليفة عمر ضيف الله الداعي دوما للم الشمل بزياراته التي كان لها عظيم الاثر في خدمة الطريقة بالنصح والإرشاد والحث علي الأوراد ذات المزية ،ومعرفته الجيدة بسير الرجال ومناقبهم التي تزيد الايقان ، وتمثله بالقولة المشهورة الحكمية :
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

وله قصيدة فاخرة في رثاء شيخه الخليفة مكي وقد اشار فيها بمكانة الخليفة عبد الهادي في نفس الخليفة مكي الزكية ، نوردها روما للبركة والمدد والإحسان ،

رحلتم ايها الرجل المهاب سكنتم في الجنان ام التراب
نأيتم ام ناينا نحن عنكم فدوني حال بينكم الحجاب
فأنت اليوم في روض انيق واني في كلام لايطاب
وان خيالكم رفقي دواما فكدر عيشتي يا مستجاب
فمن اصحب ايا مكي بعدك فا العيش لي لا يستطاب
فمن ارجوه يرعاني دواما ويرشدني الي فعل الصواب
ومن ارجوه يعطف بي برفق بليل او نهار برضاب
ومن ارجوه يسجيني دواما لخيرات الاله بلا حساب
ايا مكي اين اليوم انتم تشاهد للجمال بلا حجاب
وانزلك الكريم مقام صدق جوار المصطفي فانت باب
وعبد الهادي ابنكم المفضل فيرشد للانام ومستجاب
واحمد ابنكم داعي وواعي وارجو ان يماط له الحجاب
وراتب الميرغني امني وحصني أكرره وانتظر الثواب
واخوان الطريقة اجمعين سلوكهمو الي عالي الجناب
وصلي الله ربي ثم سلم علي طه وال والصحاب


ومن تلاميذه أيضا الخليفة حسن الظائط مستور الحال وخامل الذكر والعامل علي خدمة الطريقة بكل تجرد وصدق ونية ، وله قصائد في مدح المراغنة الكرام وخصوصا السيد علي الميرغني (قدس الله سره) وفي جل قصائده يتجلي لنا مدي حبه واحترامه لهم والامتنان ، فالقصيدة التي مطلعها شي لله يا علي يا أمان الخائف هي من تاليفه رضي الله عنه .
هذا وقدكان الخليفة مكي عربي يعامل الخليفة معاملة خاصة لما وجد فيه من همة صادقة قوية ، فميزه علي تلاميذه وجملة اقرانه فكان يتمتع بتقدير الخليفة مكي وتقريبه له وهناك دلائل كثيرة توضح لنا ذلك نذكر منها هذه القصة المحكية عند الاخوان ،وذلك ان الخليفة مكي ارسل تلاميذه لحلة خوجلي لاحياء ليلية ، وعادوا بعدها من غير رفقة الخليفة عبد الهادي من باب النسيان ، فلما عرف الخليفة مكي ذلك خاطبهم قائلا ،جيتكم دي مامنها فائدة دا زمام الحضرة ) ونبرة الغضب علي كلامه جلية ،وقد كان الخليفة عبد الهادي ملازما لذكر الله في سائر الاوقات وكان في السحر يتلو اسم الله (ياحي ياقيوم) بفكر واتقان ، وكا ن مواظبا للراتب في جماعة مع الازكار البعدية ، ورُوي انه كان يقف في حِلق الذكر والجميع يُصيبهم الفتور والخليفة واقف يذكر ربه متلذذا نشوان ، وهذا لعمري دلالة واضحة علي سمو قدره وفنائه في رب البرية ، واستعداده التام لحمل الأمانة التي أبت ان تحملها أضخم الأكوان ،فالله يعلم اين يضع رسالاته واماناته ويهيئ لذلك من اراد من خلقه باراداته القوية ، سبحانه وتعالي عن مظاهر الضعف والنقصان ، فله الكبرياء والعظمة وله الملك والتدبير في الكون بقدرته الازلية ، وهنا يجدر بنا ان نقرا القصيدة التوحيدية ، تأليف السيد محمد سر الختم ابن السيد الختم محمد عثمان التي مطلعها :الكبرياء رداء الله والعظمة


الفصل الرابع
قدومه ود مدني وما تعلق بانشاء الزاوية
هذا وبعد مدة من الزمان واثناء وجود الخليفة عبدالهادي بمسجد الخليفة مكي ذا المآثر الزكية ، قدمت والدته من ود مدني وهي في شوق شديد له بحكم غريزتها البشرية لتصحبه معها لود مدني لباعه الطويل الذي ناله في العلم والإيمان ، فاستأذن من شيخه الذي قبل ذلك بكل رضا نفس واستحسان ، لعلمه من مكانة الخليفة ورغبته في نفع الخليقة ونشر الطريقة الختمية ، فعاد لود مدني مواصلا برنامج أذكاره وأوراده ومجاهداته وقيام الليل بغير توان ،فأقبلت عليه الخلائق تروم الهداية واللحوق بركب الطريقة النورانية ، فانشأ الزاوية بكرم الله سبحانه وتعالي وعظيم الامتنان ، وذكر لمعاصريه انها بوركت من أقطاب الطريقة وأهل ابحراز عليهم رضا الرحمن اولي واخروية
وقد كان منهجه رضوان الله عليه بخلاف ما كان عليه الخلفاء في ذلك الزمان ،فحث اتباعه علي ملازمة تقوي الله في سائر الاوقات وضرورة ملازمة الاوراد في اوقاتها بحضور وروية ، ونوّه بان محبة المصطفي صلي الله عليه وسلم ليست قولا باللسان ،وانما تحصل باتباع منهجه وسنته النبوية ، فلم يكتفي عليه الرضوان بالقول مشافهة بل دوّن نصائحه وارشاداته في قصائد ليعمل بها كل إنسان ، فقال في احدي قصائده مرغبا بضرورة ملازمة التقوي والمحبة والتعاضد لإحياء الروح في الطريقة الفاخرية :

هيا بنا هيا بنا يا اخوتي نحيي الطريق بعود مجد افخم
بمحبة وتعطف وتعاضد وملازمة تقوي العظيم الاكرم

وقال في قصيدته التي يبين فيها ان محبة النبي صلي الله عليه وسلم اتباع منهجه :

حب النبي اتباع منهجه صلي عليه كثيرا وسلم
تجلي القلوب بذكره وبمدحه وتفاح نفحات العظيم الأعظم
وقد رغّب رضوان الله عليه بضرورة العمل الآداب الواجب علينا إتباعها كما جاء في الرسائل الميرغنية ، وضرورة التأدب في حلق الذكر عظيمة الشأن ، فكان متخلقا بالأخلاق المحمدية ، ويحث علي ذلك ويدعو الي ضرورة التمسك بالسنة المطهرة من بعد القران ، وكان يبغض التعصب الشديد ويستشهد بان المؤمن هين لين ليس بذي فُحش او بذية ،يكرم كل من جاءه صغيرا او كبيرا يعامل كل بإحسان ، فنعم الأخلاق أخلاقه ونعم الفضائل فقد حاز مكارم الأخلاق الفاضلية ، وكانت له دراية وخبرة بسيرة الانبياء والرسل ولاسيما ختامهم سيدنا محمد عليه الصلاة واتم السلام وحث أتباعه علي مواظبة تلاوة المولد العثمان ، فكان يقراه في جميع الأحوال من فرح او موت حبيب مقرب او في حالة علةٍ مرضية ،وكان يحث علي ضرورة احترام اهل الله قاطبة وحبهم وحسن الظن بكل إنسان ، وكانت لد دراية ايضا بمشائخ الطرق الصوفية وأقطابها علي ممر الأزمنة ويحث علي ذكر فضائلهم ومآثرهم وحبهم ونبذ التفرقة العنصرية ، مع تقديم شيخ الطريقة عليهم لانه قائد الركبان ، وكان يستشهد دوما بالقولة المشهورة الحكمية (قدِّم شيخك وحب الكل )وتأييدا لذلك كانت تنشد في حضرته قصائد تأليف مشائخ من طرق اخري بطلب منه ونية ،مثال لذلك القصيدة المشهورة مصر المؤمنة تأليف الشيخ عبد الرحيم البرعي السمان القادم من كردفان ، وكان يأتي لزيارته منشدين في بعض الأحايين بقصد التبرك فكان يطلب منهم قصائد ومدائح نبوية وكان يذكر لهم مآثر أشياخهم سواءا كانوا مكاشفية او احمدية او سمان ، وذلك بقصد ان يزيد إيقانهم ومحبتهم في شيوخهم وينالوا من ثن البغية ، فكان منهجه رضوان الله عليه في ذلك هو منهج صاحب الطريقة ختم أهل العرفان ، الداعي لذلك والقائل في قصيدة طويلة نأخذ منها هذه الأبيات النصحية :

بادر بحبك اهل الله قاطبة واسعي اليهم علي قدم بلا كسل
وقف علي قدم التجريد نحوهمو سافر اليهم بحورا برهم تصل


وبالتالي كانت تاتيه رجالات الطرق الصوفية الاخري وعلمائها يزوروه فكان يلاقيهم بشوق وتحنان ، ويسال عن أحوال صغيرهم وكبيرهم حتي يظن الزائر ان المزور كان يسكن معهم في ذلك المكان ، وكان رضي الله عنه يعرف القبائل وأنسابها والمناطق المختلفة ومشائخهم بمجرد نظروا ولي كشفية ،وله قصائد يمدح فيها الاقطاب المشهورين امثال السيد احمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي رضي الله عنهم ومدح ايضا المشائخ المعروفين في السودان مثل الشيخ المكاشفي والشيخ احمد الطيب البشير عليهم الرضوان ، وكان ان التقي بالشيخ السماني الشيخ البشير وهو من أحفاد الشيخ الطيب ود البشير وارث السمان ، وذلك اثناء توجهه لبيت الله الحرام فاكرمه الشيخ المذكور واجازه في بعض أذكارهم النورية ،وأيضا نجد ان الخليفة عبد الهادي كانت له محبة خاصة ومودة عظيمة للطريقة الاحمدية لمؤسسها السيد احمد البدوي ذا المآثر العجيبية ،وشاهد ذلك ما اقيم احتفال في الزاوية الا وكان الاحمدية في مقدمة الضيفان ، وكانت له ايضا محبة خاصة ومودة عظيمة باهل اب حراز السادة العركية ، فكانت بينه وبين مشائخهم صلات متينة فمن ذلك علاقته الوثيقة بالشيخ عبدالرحيم ود يونس الذي كان يجله واجازه في الطريقة القادرية العركية ،وقد زارهم الخليفة مرارا لتقوية رباط المحبة والايمان ، وصلاحهم المشهور ودورهم الرائد في نشر العلوم الدينية ، وقد انشد رضي الله عنه قصيدة فاخرة في ذلك الاحيان ، وفي احدي الزيارات كان معه الخليفة حسن الظائط العالي القدر وشيخ النور العالم المشهور فيا ليتني كنت ترابا بذلك المكان ،ليطأني اهل المروءة العفة والولاية والطهارة الحسية والمعنوية وها نذكر لكم جزءا من تلك القصيدة التي تبين مكانة أهل أب حراز في نفس الخليفة عبد الهادي العظيم الشأن :



رضوان رب الجود والإحسان يغشي كراما سادة العرفان
أهل اب حراز العارفين بربهم الراقيين مراقي الإحسان
العالمين العاملين بخشية ٍ الزاهدين عن كل شيئ فان
هم سادة من ال بيت طُهروا من دنس رجس جاء في القران
إلي ان قال رضي الله عنه :

يا يوسف البطل الهمام المرتجي عند الخطوب وهجمة الفرسان
يا دفعة المجاد يا بحر الندي جالي الصدي بالنور يا صوبان
عبد لهادي قد أتي لجنابكم يا سادة في الجود كالفيضان
والنور ابنكمو اشملوه برحمةٍ حسنٌ وجملة الإخوان

الفصل الخامس
مختصر عن منهجه رضوان الله عنه :

خلاصة القول من هنا تتضح لنا معالم الخليفة عبد الهادي فقد كان مرجعا لكل من أراد الاستقامة والهديان ،فقد سخره المولي لخدمة دينه والله يعلم كيف يختار أولياؤه وعباده من بين البشرية ، فقد حاز بفضل الله إجازات الطرائق السبعة المشهورة وأسرارها من مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني قدس الله سره يا رحمن ، فقد كان يحب الخليفة ويجله وخاطبه في رسائله بكلمات تدل علي عظيم مكانته في نفس السيد علي وعلو الشأن ، فلا عجب فان السادة المراغنة عليهم الرضوان شأنهم إكرام الخلق ولكن يفيض كرمهم وينهمر لمن كان مثل الخليفة عبد الهادي الذاكر ربه سجية ، فكان رضوان الله عليه ينادي من خلال حركاته وسكناته ان هلموا يا عباد الله فان الوقت قد حان للقاء الدَّيان، والدنيا دار خسران ،والسعيد من يعمل للدار الأخروية ، فتمسكوا بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم مع القران وتوكلوا علي الله واتخذوا صالح الأعمال لكم سبيلا ومطية فكان لرضوان الله عليه كأنما هو القائل :

لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحيٍّ وطنا
جعلوها لجةً واتخذوا صالح الأعمال فيها سُفنا

فكان كأنه غريب عن دنيانا فأخذ من الدنيا لآخرته ولم تشغله بحرص فيها ولا طول أمل بل شغله عن ذلك أُنسه بالديان ،فكان ورعا زاهدا ومنفقا في مرضاة الله نفسه التي بين جنبيه بشدة مجاهداته وفنائه في الذات العلية ، فكان مستغرقا في ذكر الله بكل تجردٍ وصفاءٍ وإخلاصٍ وخشوعٍ وإطمئنان ،أما معاملته مع المخلوقين فحدِّث عنها ولاحرج فلا يقدر عليهم إلامن عامل ربهم فقد كان هينا لين الجانب سهل الخليقة عظيم الصفح لا يعرف الاذية ، حسُن المُعاشرة بأهله وصحبه وزائريه وأتباعه والجيران ، عزيز النفس يطرق بابه ذوو الجاه والملكية ، ولا يعرف سؤال الخلائق فكفاه صحبة مولاه العلي الديان ، وكا ن يكرم زائريه مهما علت مناصبهم أو قل شأنهم فقد استوت في معاملته لهم النظرية ، فكان يقتدي في أفعاله وأقواله بالنبي صلي الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان ، فكنا نري ثمرة ذلك خلع أولئك فكان رضوان الله عليه في صلاته تشعر كأنما كان مع النبي صلي الله عليه وسلم أثناء رواية حديثه صلوا كما رأيتموني أصلي فو الله لم نري أحدا صلي في هذا الزمان بهذه الكيفية ، لما فيها من تواضع وخشوع وخضوع وذل وانكسار واطمئنان ، وكان رضي الله عنه في مجاهدة النفس وصدقه وإخلاصه ومحض العبودية ، تتذكر سيدنا ابو بكر الصديق فقد كان رغم قربه من النبي صلي الله عليه وسلم لم يأمن مكر الله والذي من يأمنه لا شك خسران ، وكان الخليفة في هيبته وسطوته من كونه لا يخاف في الله لومة لائم ويقدم نصحه وإرشاده لذوي الجاه والملكية ، تتلمس هنا حال سيدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عظيم الشأن ، وكان الخليفة في تواضعه الجم ومكارم أخلاقه ولين جانبه وسعة صدره أخلاق سيدنا عثمان بن عفان ذا المكانة العلية ، وكان الخليفة في سعة علمه وإطلاعه وحصافته وحكمته وفراسته تري فيه وتتذكر سيدنا ليث بني غالي سيدنا علي بن أبي طالب ذو المرتبة العلمية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن التصوف والطرق الصوفية وخصوصا الختمية ، ومآثرها تتحسس فيه روح الإمام الجنيد رضي الله عنه والقائل من دخل في طرقتنا هذه يوما أو يومين أمن حياة الدارين فيا لها من بشري ومزية ، وكان حاله عندما يتحدث عن مناقب الصالحين والأولياء وما من الله عليهم من فيوضات واتحافات وإمدادات وإحسان ، تري فيه نفث ابو المواهب عبد الوهاب الشعراني ذا المنن والأخلاق القدسية ،وكان حاله عندما نشكو له من علة في البدن او أي مصيبة في الدنيا او هلاك إنسان ، كان يقول حمي يوم خير من عبادة سنة هنا تتجلي لنا روح ابن عطاء الله السكندري القائل ورود الفاقات أعياد المريدين فيا لها من حكمة عطائية ، وكان حال الخليفة عندما يتحدث عن أوراد الطريقة ويعدد لنا مآثرها من باب الترغيب ويوضح لنا فضل آل البيت وخصوصا السادة المراغنة ومزيتهم علي ممر الأزمان ، تظهر لنا هنا محبته لهم ولاينسي فضلهم وقدرهم مهما بلغ في الولاية ذروة علية ، إذ لا ينسي الفضل لأهله إ لا ذو نقصان .



الفصل السادس
ما منَّ الله عليه من كرامات :

واما عما منّ الله علي الخليفة عبدالهادي من كرامات فلايسعنا المجال لذكرها خوفا من التطويل ولكن نذكر بعضا منها من باب الذكري يا إخوان ، أول هذه الكرامات وأشرفها علي الإطلاق هي الإستقامة التي هي خير من ألف كرامة كما ثبت ذلك في الاخبار المروية ، وان المعجزات التي أيدت الانبياء جازت ان تكون كرامات لاولياء الرحمن ،فقد كان الخليفة مقتفيا آثار السنة النبوية مراعيا لها بكل تجرد وخشية ، فكان متحليا بالتقوي والتي هي ألاساس الذي يقوم عليه البنيان ، وأعظم شهادة لذلك شهادة مولانا السيد الحسن الميرغني قدس الله سره حيث قال (لنا خليفة بود مدني جوار اسكة حديد طريقتنا عند حية ) وايضا شهادة مولانا وشيخنا السيد محمد عثمان بن السيد علي الميرغني اثناء زيارته لود مدني عام تسع وثمانون وتسعمائة والف ميلادية فيا لها من شهادات زات دلالات و مزية ،ونكتفي بها في هذا الجانب ونذكر بعض ما رواه بعض الإخوان ،فقد حدثني الكثير منهم بجانب ما رأته أم عين رأسي الشفاء التام الذي يحصل للمرضي بالامراض المرتبطة بالجسد وكذلك الامراض النفسية ، فما ان يضع يده الشريفة المباركة علي المريض إلا ويكون برؤه وشفاؤه بإذن الرحمن ،وكانت له رضي الله عنه مكاشفات تحير العقول كمثل المرآئي التي يراها بعض الاتباع وهم في أماكن قصية ،فيحدثهم بها الخليفة عبدالهادي ويرويها لهم كاملة بلا نقصان ، لعمري ما سمعنا ولا رأينا مثل هذا إلا ما قرأناه عن الاولياء المتأخرين وكراماتهم المدونة في طبقات الصوفية ، رضي الله عنه وأرضاه بقدر ما قدم للاسلام والمسلمين وخصوصا طريقة الختم عثمان ،
هذا ولما كان يوم الاحد الخامس من ذي الحجة عام تسع عشر واربعمائة هجرية ، أسلم الخليفة عبدالهادي روحه الطاهرة لبارئ الخلق مغادرا دار الفناء والهوان ، الي دار البقاء والتي اليها مآل البرية ، وهذه سنة الله في خلقه والتي لم يسلم منها نبي ولا رسول ولا وليُّ للرحمن ، فالحمد لله علي ذلك ونحن علي يقين بانهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بالاتحافات التي منحوها والجوائز الربانية ، وعزاؤنا الوحيد الآثار التي خلفها الخليفة عبدالهادي كالمسجد العامر بالصلوات والازكار والحضرات وحلقات العلم والحوليات المرتبة بالازمان ، فأصبح قبلة القوم من سائر بلاد السودان واضحي الديوان الجامع لهم وتشد له الرحال من الاماكن القصية ، فخلف من بعده الخليفة محمد عثمان وهو أهل لذلك وعلي قدر المسئولية ، نسأل الله له التوفيق والإعانة والسداد إنه نعم المستعان ،ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.

فمن هؤلاء القوم نجد الخليفة عمر ضيف الله الداعي دوما للم الشمل بزياراته التي كان لها عظيم الاثر في خدمة الطريقة بالنصح والإرشاد والحث علي الأوراد ذات المزية ،ومعرفته الجيدة بسير الرجال ومناقبهم التي تزيد الايقان ، وتمثله بالقولة المشهورة الحكمية :
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح

وله قصيدة فاخرة في رثاء شيخه الخليفة مكي وقد اشار فيها بمكانة الخليفة عبد الهادي في نفس الخليفة مكي الزكية ، نوردها روما للبركة والمدد والإحسان ،

رحلتم ايها الرجل المهاب سكنتم في الجنان ام التراب
نأيتم ام ناينا نحن عنكم فدوني حال بينكم الحجاب
فأنت اليوم في روض انيق واني في كلام لايطاب
وان خيالكم رفقي دواما فكدر عيشتي يا مستجاب
فمن اصحب ايا مكي بعدك فا العيش لي لا يستطاب
فمن ارجوه يرعاني دواما ويرشدني الي فعل الصواب
ومن ارجوه يعطف بي برفق بليل او نهار برضاب
ومن ارجوه يسجيني دواما لخيرات الاله بلا حساب
ايا مكي اين اليوم انتم تشاهد للجمال بلا حجاب
وانزلك الكريم مقام صدق جوار المصطفي فانت باب
وعبد الهادي ابنكم المفضل فيرشد للانام ومستجاب
واحمد ابنكم داعي وواعي وارجو ان يماط له الحجاب
وراتب الميرغني امني وحصني أكرره وانتظر الثواب
واخوان الطريقة اجمعين سلوكهمو الي عالي الجناب
وصلي الله ربي ثم سلم علي طه وال والصحاب

ولان هذه النبذة التعريفية (نسيم الروض المتهادي )قد كُتبت قبل انتقال الخليفة عمر ضيف الله وهو قد اطِّلع عليها واعطانا فيها الاذن بنشرها مع عبرة اعتبرنا جميعا علي اثرها قائلا حليلهم ناس قبيل رجال الليل وذلك بدار اخينا الشيخ عمار بود مدني احببت ربط مرثيته بها حتي نترحم عليهما اجمعين ونساله تعالي ان يمددنا بمددهم ويسيرنا بسيرهم وينفعنا بهد دنيا وآخرة فقلت فيها :
رحلتُم أيها الرجل الظريفُ... وليُ الله ذو القدر المنيفُ
نأينا منكمونبغى لدنيا... وأنت لآخرة في ظل وريفُ
أيا نبأ المنون رفقاً بحالي.... فبعدي منهموسهمٌ حريفُ
أصاب لمهجتي ورمى فؤادي... وأجرى ناظري دمعاً ذريفُ
أيا عمرٌ لما لم تخبرونا... فإن بصيرتي عمياء كفيفُ
لكي نحضر نعانقكم طويلاً... ونسعى بروحكم وكذا نطوفُ
لكيما نلثم الرأس المطمطم... بأسرارٍ مخزنة ألوفُ
أو بصدرٍ للعلوم حوى اللدني... وشرع الله نعانقه وقوفُ
لكيما نقبِّل الراحات فهما... بمسبحةٍ دوام تذكر لطيفُ
فإن حديثكم هو روح روحي... ويُحيينا لأعوامٍ ونيفُ
فكُنت كلما اشتدت ظروفي... أُجالسكم فتنكشف الظروفُ
وكنت إذا جفاني الأقربون... أراكم أنتموا الخل الشفيفُ
وإذا ما الدهر يوماً قد رماني... أجيكم أنتموا عين الكفيفُ
فأنت بسيرة الأقوام أدرى... فكل القوم تبكيكم خريفُ
فأنت لشيخي نعم الخل وأنت ل(عبد الهادي) كنتَ له الولوفُ
فللأرحام والإخوان تواصل......... تُسافر للمدائن بل وريفُ
تُردد دائماً قدِّم لشيخك.......... وحب الكل تنال نيلا غريفُ
وللأوراد تُرغِّب من يُجئكم.. خصوصاً راتب (الختم) الشريفُ
وللتعليم بفقهٍ أو حديثٍ... . وتوحيدٍ تُرى دوماً شغيفُ
فكم لك من مناقب كم وكم كم. .. بفقدك نفتقد علماً رفيفُ
فتبكيك الطريقة يا هماما. .... وتبكيك المساجد يا عفيفُ
وتبكيك المدائن ومن عليها. .. وأقوامٌ بذكر الله عكوفُ
ويبكيك المُقصِّر طول دهوره..هو (ابراهيم) ويرجو من اللطيفُ
صلاةً دائمة في كل لحظة.. . تفوق صلاة من صلوا وتنوف
على المختار سيدنا محمد. .. شفيع الخلق في يوم الأزوفُ
صلاةً ما لها قطُّ مثيل. . . يُزف بها الخليفة حفيد ضيفُ
إلى أعلا جنان الخُلد طُرا. .. مع الأخيار بالأملاك حفيفُ


إبراهيم ميرغني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-2012, 08:41 PM   #12
إبراهيم ميرغني
مُشرف الفقه والعبادات

الصورة الرمزية إبراهيم ميرغني



إبراهيم ميرغني is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : إبراهيم ميرغني





اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدمصطفى عيسى [ مشاهدة المشاركة ]
جعل الله ذالك في ميزان حسناته وحشره في زمرة المصطفي وآل بيته الاطهار

آمين يا رب العالمين نشكر لكم مروركم الكريم اخوانا الاكارم د/ احمد حسن والشريف عبدالوهاب وخليفتنا الشيخ العالم محمد مصطفي عيسي وإن شاء الله ربنا ينفعنا بجاههم ويسيرنا بسيرهم والشكر اجزله للخليفة المحترم السراج ربنا يجزيه خير الجزاء فهو من نشرها اكرمه الله وجعل ذلكم في ميزان حسناته وحسنات كل من قراها ومن اطَّلع عليها .

إبراهيم ميرغني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2012, 04:08 PM   #13
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : سراج الدين احمد الحاج




أسيرُ خلف ركاب القوم ذا عرج ٍ مؤملا جبر ما ألقاه من عوجِ
فان لحقتُ بهم من بعد ماسبقوا فكم لرب الوري في الناس من فرجٍ
وان ظللتُ بقاع الارض منقطعا فما لذي عرجٍ في الناس من حرجِ

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2012, 09:23 PM   #14
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : سراج الدين احمد الحاج




هم القومُ من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوي
هم القوم ُفاقوا العالمين مناقبا محاسنهم تُحكي وآياتهم تُروي
موالاتهم فرضٌ وحبهمو هُديً وطاعتهم ودٌ وودهمو تقوي

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-12-2012, 05:27 PM   #15
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : سراج الدين احمد الحاج




هذا ولما كان يوم الاحد الخامس من ذي الحجة عام تسع عشر واربعمائة هجرية ، أسلم الخليفة عبدالهادي روحه الطاهرة لبارئ الخلق مغادرا دار الفناء والهوان ، الي دار البقاء والتي اليها مآل البرية ، وهذه سنة الله في خلقه والتي لم يسلم منها نبي ولا رسول ولا وليُّ للرحمن ، فالحمد لله علي ذلك ونحن علي يقين بانهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بالاتحافات التي منحوها والجوائز الربانية ، وعزاؤنا الوحيد الآثار التي خلفها الخليفة عبدالهادي كالمسجد العامر بالصلوات والازكار والحضرات وحلقات العلم والحوليات المرتبة بالازمان ، فأصبح قبلة القوم من سائر بلاد السودان واضحي الديوان الجامع لهم وتشد له الرحال من الاماكن القصية ، فخلف من بعده الخليفة محمد عثمان وهو أهل لذلك وعلي قدر المسئولية ، نسأل الله له التوفيق والإعانة والسداد إنه نعم المستعان ،ونرفع أكف الدعاء والضراعة ونتوسل إليك يا الله يا الله يا الله يا رحمن يا ديان متوجهين بجاه الحبيب الأعظم والملاذ الأفخم سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن تستجيب دعانا ولا تخيب رجانا بان تسبل علي ضريح الخليفة عبد الهادي شآبيب رحماتك وهواطل مغفرتك ورحماتك وان تجزيه عنا وعن الاسلام والمسلمين بقدر ما قدَّم واغدق عليه رحماتك يا صاحب العطية ، وان تغفر لجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات وان تثبتنا علي الطريقة وتختم لنا بخاتمة السعادة بعد عمر طويل مديد في طاعتك يا رحمن ، وان تثبتنا علي الدين والتقوي وتجعلنا في زمرة السادة الميرغنية ، اللهم انا نسالك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغنا حبك وهيئ لنا الاسباب يا ذا المن والإحسان ، اللهم انا نسالك بما سالك به صاحب المناقب فكان دائما ما يقول بعد الحضرة (اللهم املا قلوبنا بحبك وحب نبيك )وافتح علينا فتحك وانشر علينا من رحمتك يا ذا الفيوضات الهنية ، ونسالك ان تتقبل هذا العمل وتوفق كاتبه وسامعه وقارئه لما تحب وترضي يا رحمن ، ونسالك ان تحفظ مولانا وقدوتنا السيد محمد عثمان الميرغني وسائر المراغنة الكرام من بين ايديهم ومن فوقهم ومن تحتهم وتنفع بهم البلاد وتزيل بهم الفساد في سائر الارضية وتجعل كلمتهم العليا وكلمة اعداهم السفلي ومن ارادهم بسوء اضرب صدره وحط مكره واسلبه الدين والايمان .وصلي الله علي سيدنا محمد واله وسلم.

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-16-2013, 08:46 PM   #16
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : سراج الدين احمد الحاج




أسيرُ خلف ركاب القوم ذا عرج ٍ مؤملا جبر ما ألقاه من عوجِ
فان لحقتُ بهم من بعد ماسبقوا فكم لرب الوري في الناس من فرجٍ
وان ظللتُ بقاع الارض منقطعا فما لذي عرجٍ في الناس من حرجِ

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-21-2013, 02:27 AM   #17
الأمين حسين بخيت


الصورة الرمزية الأمين حسين بخيت



الأمين حسين بخيت is on a distinguished road

افتراضي Re: نسيم الروض المتهادى فى بعض مناقب الخليفة عبد الهادى


أنا : الأمين حسين بخيت






هم القومُ من أصفاهم الود مخلصا تمسك في أخراه بالسبب الأقوي
هم القوم ُفاقوا العالمين مناقبا محاسنهم تُحكي وآياتهم تُروي
موالاتهم فرضٌ وحبهمو هُديً وطاعتهم ودٌ وودهمو تقوي

الأمين حسين بخيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع سراج الدين احمد الحاج مشاركات 16 المشاهدات 8040  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه