القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

عيوب النفس و أدويتها

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-08-2012, 11:44 AM   #1
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي عيوب النفس و أدويتها


أنا : اسراء معتصم




أبي عبد الرحمن السلمي
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى, أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري, روى عن الأصم وغيره. وعنه مشايخ البغداديين, كالأزهري والعشاري وغيرهما. توفي في شعبان عام 412للهجرة.
نبذة عن الكتاب :
يحوي الكتاب ذكر تسعة وستين عيباً من عيوب النفس مع ذكر أدويتها, وفيه تنبيه على أنه ليس القصد إحصاء العيوب بل القصد التخلص منها, وأنه ليست عيوب النفس ما ذكره, بل إن النفس كلها عيبة ثم بعد ذلك وضع رحمه الله تعالى وصية, وصى فيها بتسع وخمسين خصلة من الخصال الحميدة السنية, فقد وضع كتابه ملخصاً في التخلية والتحلية, التخلية عن الخلق الذميمة, والتحلية بالخلق الفاضلة وبما أن التخلية من قسم الاجتناب عن المناهي, والتحلية من قسم امتثال الأوامر, واجتناب النواهي أهم من امتثال الأوامر. ومن المعلوم أن الأعمال والأفعال وليدة من دوافع مكنونة في القلب والنفس فصفاء القلب وتنوره بالتوحيد والإيمان يورث أخلاقاً تنبثق منها أقوال وأفعال كما أن كدورة القلب وعدم صفائه يورث أخلاقاً كذلك ينبثق منها ما يلائمها من أقوال وأفعال.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المصنف
الحمد لله الذي عرف أهل صفوته عيوب أنفسهم وأكرمهم بمطالعة عذرها وجعلهم أهل اليقظة والانتباه لموارد الأحوال عليهم ووفقهم لمداواة عيوبها ومكامن شرورها بأدوية تخفى إلا على أهل الانتباه فيسهل عليهم من ذكر التفسير بفضله وحسن توفيقه وبعد:
فقد سألني بعض المشايخ أكرمه الله بمرضاته أن أجمع فصولا في عيوب النفس يستدل به على ما ورآها فأسعفته بطلبته وجمعت له هذه الفصول التي أسأل الله تعالى أن لا يعدمنا بركتها وذلك بعد أن استخرت الله فيه واستو فقته وهو حسبي ونعم الوكيل والصلاة على نبيه الكريم وآله وصحبه وسلم تسليما..
قال الله تعالى ) إن النفس لأمارة بالسوء ( وقال تعالى ) ونهى النفس عن الهوى ( وقال ) أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ( وغير هذا من الآيات ما يدل على شرور النفس وقلة رغبتها في الخير..
من عيوب النفس توهم النجاة
أخبرنا علي بن عمرو قال حدثنا عبد الجبار بن شيراز قال حدثنا أحمد ابن الحسن بن أبان قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا شعبة وسفيان عن سلمة ابن كهيل عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( البلاء والهوى والشهوة معجونة بطينة آدم ) ..
________________________________________
فمن عيوب النفس أنه يتوهم أنه على باب نجاته يقرع الباب بفنون الأذكار والطاعات والباب مفتوح ولكنه أغلق باب الرجوع على نفسه بكثرة المخالفات كما أخبرني الحسن بن يحيى قال سمعت جعفر بن محمد يقول سمعت ابن مسروق يقول مرت رابعة بمجلس صالح المرى فقال صالح من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له فقالت رابعة الباب مفتوح وأنت تفر منه كيف تصل إلى مقصد أخطأت الطريق منه في أول قدم..
فكيف ينجو العبد من عيوب نفسه وهو الذى أطلق لها الشهوات أم كيف ينجو من اتباع الهوى وهو لا ينزجر عن المخالفات..
سمعت محمد بن أحمد بن حمدان يقول سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت ابن أبي الدنيا يقول قال بعض الحكماء لا تطمع أن
________________________________________
تصحو وفيك عيب ولا تطمع أن تنجو وعليك ذنب ومداواة هذة الحالة بما قاله سرى السقطي وهو سلوك سبيل الهدى وطيب الغذاء وكمال التقى..
ومن عيوبها إذا بكت تفرجت ثم واستروحت ومداواتها ملازمة الكمد مع البكاء حتى لا يفزع إلى الاسترواح فهو أن يبكي في الحزن ذلا ولا يبكي من الحزن يستروح من بكائة ومن بكاء في الحزن يزيده البكاء كمدا وحزنا..
من عيوب النفس استكشاف الضر ممن لا يملكه
ومن عيوبها استكشافه الضر ممن لا يملكه ورجاؤه في النفع ممن لا يقدر عليه واهتمامه بالرزق وقد تكفل له بالرزق..
ومداواته الرجوع إلى صحة الإيمان بما أخبر الله في كتابه ) وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده ( الآية وإلى قوله ) وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ( ويصبح له هذا الحال إذا نظر إلى ضعف الخلق وعجزهم فيعلم أن كل من يكون محتاجا لا يقدر على قضاء حاجة غيره ومن يكون عاجزا لا يمكنه ان يصلح أسباب غيره فيسلم من هذه الخطيئة ويرجع إلى ربه بالكلية..

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-12-2012 الساعة 04:54 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 11:50 AM   #2
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : اسراء معتصم




من عيوب النفس الفتور في الطاعة
ومن عيوبها فتر فيها في حقوق كان يقوم بها قبل ذلك وأتم منه عيبا من لا يهتم بتقصيره وفترته وأكثر من ذلك عيبا من لا يرى فترته وتقصيره ثم أكثر منه عيبا من يظن أنه متوفر مع فترته وتقصيره وهذا من قلة شكره في وقت توفيقه للقيام بهذه الحقوق فلما قل شكره أزيل عن مقام التوفر إلى مقام التقصير ويستر عليه نقصانه واستحسن قبايحه قال الله تعالى : (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ).
والخلاص من ذلك داوم الالتجاء إلى الله تعالى وملازمة ذكره وقراءة كتابه والبحث عن مطمعه وتعظيم حرمة المسلمين وسؤال أولياء الله الدعاء له بالرد إلى الحالة الأولى لعل الله تعالى أن يمن عليه بأن يفتح عليه سبيل خدمته وطاعته..
من عيوب النفس الطاعة وعدم الشعور بلذتها
ومن عيوبها أن يطيع ولا يجد لطاعته لذة ذلك لشوب طاعته بالرياء وقلة إخلاصه في ذلك أو ترك سنة من السنن..
ومداواتها مطالبة النفس بالإخلاص وملازمة السنة في الأفعال وتصحيح مبادى ء أموره يصح له منتهاها..
ومن عيوبها أن يرجو لنفسه الخير في حصول مشاهد الخير ولو تحقق لا يسر أهل المشهد من شؤم حضوره كما قيل لبعض السلف كيف رأيت أهل
________________________________________
الموقف فقال رأيت أقواما لولا أني كنت معهم لرجوت الله أن يغفر لهم هكذا طريق أهل اليقظة..
ومداواتها أن يعلم أن الله وإن غفر له ذنوبه فقد رآه مرتكبا على الخطايا والمخالفات يستحيى من ذلك ويسئ بنفسه الظن كما قال الفضل بن عياض واسوأتاه منك وإن غفرت وذلك يتحققه بعلم الله فيه ونظره إليه..
ومن عيوبها أنك لا تحييها حتى تميتها أى لا تحييها للآخرة حتى تميتها عن الدنيا ولا تحيى بالله حتى تموت عن الأغيار ولذلك قال يحيى بن معاذ من تقرب إلى الله بتلف نفسه حفظ الله عليه نفسه وذلك أن يمنعها عن شهواتها ويحملها على مكارهها فإن النفس لاتألف الحق أبدا..
ومداواتها السهر والجوع والظمأ وركوب مخالفة الطبع والنفس ومنعها عن الشهوات سمعت محمد بن إبراهيم بن الفضيل يقول سمعت محمد ابن الرومي يقول سمعت يحيى بن معاذ يقول الجوع طعام به يقوى الله أبدان الصديقين ..
________________________________________
النفس لا تألف الحق
ومن عيوبها أنها لا تألف الحق أبدا والطاعة خلاف سجيتها وطبعها ويتولد أكثر ذلك من متابعة الهوى واتباع الشهوات..
ومداواتها الخروج منها بالكلية إلى ربها كما سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول سمعت أبا القاسم البصرى ببغداد يقول سئل ابن زادان عن العبد إذا خرج إلى الله على أى أصل يخرج قال على أن لا يعود إلى ما منه خرج وحفظ عن ملاحظة ما يبدو منه إلى الله فقلت هذا حكم من خرج عن وجود فكيف حكم من خرج عن عدم فقال وجود الحلاوة في المستأنف عوضا من المرارة في السالف..
النفس تألف الخواطر الرديئة
ومن عيوبها أنها تألف الخواطر الرديئة فتستحكم عليها المخالفات..
ومداواتها رد تلك الخواطر في الابتداء لئلا تستحكم وذلك بالذكر الدائم وملازمة الخوف بالعلم أن الله يعلم ما في سرك كما يعلم الخلق ما في علانيتك فتستحي منه أن تصلح للخلق موضع نظرهم ولا تصلح موضع نظر الحق وقد قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إن الله لاينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ..
________________________________________
وسمعت أبا بكر الرازى يقول سمعت الحسن العلوي صاحب إبراهيم الخواص يقول سمعت إبراهيم يقول أول الذنب الخطرة فإن تداركها صاحبها بالكراهية وإلا صارت سقط الهوى فتصد العقل والعلم والبيان..
من عيوب النفس الغفلة والتوانى
ومن عيوبها الغفلة والتواني والإصرار والتسويف وتقريب الأمل وتبعيد الأجل..
ومداواتها ما سمعت الحسين بن يحيى يقول سمعت جعفر الحلوى يقول سئل الجنيد كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله فقال بتوبة تحل الإصرار وخوف يزيل التسويف ورجاء يبعث على قصد مسالك العمل وذكر الله على اختلاف الأوقات وإهانة النفس بقربها من الأجل وبعدها عن الأمل قيل فبم يصل العبد إلى هذا فقال بقلب مفرد فيه توحيد مجرد
ومن عيوبها رؤيتها الشفقة عليها..
ومداواتها رؤية فضل الله عليه في جميع الأحوال يسقط عنه رؤية النفس سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت الواسطي يقول أقرب شئ إلى مقت
________________________________________
الله رؤية النفس وأفعالها..
من عيوب النفس الاشتغال بعيوب الناس
ومن عيوبها اشتغالها بعيوب الناس عما بها من عيبها..
ومداواتها في الأسفار والانقطاع ومحبة الصالحين والائتمار بأوامرهم وأقل ما فيه إذا لم يعمل في مداواة عيوب نفسه أن يسكت عن عيوب الناس ويعذرهم فيها ويستر عليهم خزاياهم رجاء أن يصلح الله بذلك عيوبه فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( من ستر على أخيه المسلم ستر الله عورته ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه في جوف بيته ) سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت زاذان المداينى يقول رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب اشتغلوا بعيوب الناس
________________________________________
فصارت لهم عيوب..
الاشتغال بتزيين الظاهر
ومن عيوبها الاشتغال بتزيين الظواهر والتخشع من غير خشوع والتعبد من غير حضور
ومداواتها الاشتغال بحفظ الأسرار ليزين أنوار باطنه أفعال ظاهره فيكون مزينا من غير زينة مهيبا من غير تبع عزيزا من غير عشيرة ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( من أصلح سريرته أصلح الله علانيته )
ومن عيوبها طلب العوض على أعمالها
ومداواتها رؤية تقصيره في عمله وقلة إخلاصه فإن الكيس في عمله من أعرض عن طلب الأعراض أدبا وتورعا عنه صرفا عالما بأن الذي قدر له يأتيه دنيا وآخرة وأن الذي عليه لا يخرجه منه الإخلاص..
ومن عيوبها فقدان لذة الطاعة وذلك من سقم القلب وخيانة السر
ومداواتها أكل الحلال ومداومة الذكر وخدمة الصالحين والدنو منهم والتضرع إلى الله تعالى في ذلك ليمن على قلبه بالصحة بزوال ظلمات الأسقام
________________________________________
فيجد عند الذكر لذة الطاعة
من عيوب النفس الكسل
ومن عيوبها الكسل وهو ميراث الشبع فإن النفس إذا شبعت قويت فإذا قويت أخذت بحظها وغلبت القلب بوصلها إلى حظها..
ومداواتها التجويع فإنها إذا جاعت عدمت حظها وضعفت فغلب عليها القلب فإذا غلب عليها حملها على الطاعة وأسقط عنها الكسل ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس ) ..
________________________________________
طلب الرئاسة بالعلم والتكبر
ومن عيوبها طلب الرئاسة بالعلم والتكبر والافتخار به والمباهاة على أبناء جنسه..
ومداواتها رؤية منة الله عليه في أن جعله وعاء لأحكامه ورؤية تقصير شكره من نعمة الله عليه بالعلم والحكمة والتزام التواضع والانكسار والشفقة على الخلق والنصيحة لهم فإنه روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( من طلب العلم ليباهى به العلماء أو ليمارى به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده في النار ) ولذلك قال بعض السلف من ازداد علما فليزدد خشية فإن الله تعالى يقول ) إنما يخشى الله من عباده العلماء ( وقال رجل للشعبي أيها العالم فقال إنما العالم من يخشى الله )
________________________________________
من عيوب النفس كثرة الكلام
ومن عيوبها كثرة الكلام وإنما يتولد ذلك من شيئين أما طلبه رياسة يريد يرى الناس علمه وفصاحته او قلة العلم بما يجلب عليه الكلام
ومداواتها تحقيقه بأنه مأخوذ بما يتكلم به وانه مكتوب عليه ومسئوول عنه لأن الله تعالى يقول ) وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين ( وقال تعالى ) ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ( وقال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( البلاء موكل بالمنطق ) وقال وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) وقال عليه السلام ( كلام ابن آدم عليه لا له إلا ما امر بمعروف أو نهى عن منكر ) قال الله تعالى
________________________________________
( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )
الرضا عند المدح والغضب عند الذم
ومن عيوبها أنها رضيت مدحت الراضي عنه فوق الحد وإذا غضبت ذمته وتجاوزت الحد
ومداواتها رياضة النفس على الصدق والحق حتى لا تتعدى في مدح من رضى عنه ولا في ذم من سخط عليه فإن أكثر ذلك من قلة المبالاة بالأوامر والنواهي والنبي {صلى الله عليه وسلم} يقول ( احثوا في وجوه المادحين التراب ).
ومن عيوبها أنها تستخير الله تعالى في أفعالها ثم تسخط فيما يختار لها
ومداواتها ان يعلم انه يعلم من الأشياء ظواهرها والله يعلم سواء علنها وحقائقها فإن حسن اختيار الله له خير من اختياره لنفسه فيما اختاره لنفسه حالا ويعلم انه مدبر لا مدبر سواه وان سخطه للقضاء لا يغير للمقضى فيلزم نفسه طريق الرضا بالقضاء ويستريح ..
________________________________________
كثرة التمني
ومن عيوبها كثرة التمني والتمني هو الاعتراض على الله تعالى في قضائه وقدره
ومداواتها أن يعلم أنه لا يدري ما يعقب التمني أيجره إلى خير ام شر إلى ما يرضيه أو إلى ما يسخطه فإذا أيقن اتهام عاقبة تمنيه أسقط عن نفسه ذلك ورجع إلى الرضا والتسليم فيستريح ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) ولذلك قال النبي {صلى الله عليه وسلم} ( إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته )
________________________________________
الخوض في أسباب الدنيا
ومن عيوبها محبتها الخوض في أسباب الدنيا وحديثها
ومداواتها الاشتغال بالفكر الدائم في كل أوقاته يشغله ذلك عن ذكر الدنيا وأهلها والخوض فيما هم فيه ويعلم أن ذلك مما لا يعنيه فيتركه لأن النبي {صلى الله عليه وسلم} ( يقول من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه )
ومن عيوبها إظهار طاعاتها ومحبة أن يعلم الناس منه ذلك او يروه والتزين بذلك عندهم
ومداواتها أن يعلم أنه ليس إلى الخلق نفعه ولا ضره ويجتهد في مطالبة نفسه بالإخلاص في أعماله ليزيل عنه هذا العيب فإن الله تعالى يقول ) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ( والنبي {صلى الله عليه وسلم} يقول حاكيا عن ربه عز وجل أنه قال ( من عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا منه برى ء وهو للذي أشرك.
من عيوب النفس الطمع
ومن عيوبها الطمع
ومداواتها أن طمعه يدخله في الرياء وينسيه حلاوة العبادة ويصيره عبد العبيد بعد أن جعله الله حرا من عبوديتهم وتعوذ النبي {صلى الله عليه وسلم} من الطمع ..
________________________________________
فقال ( أعوذ بك من طمع يجر إلى طمع ومن طمع في غير مطمع ) وهو الطمع الذي يطبع على قلبه فيرغبه في الدنيا ويزهده في الآخرة وروى عن بعض السلف أنه قال الطمع هو الفقر الحاضر والغنى الطامع فقير والفقير المتعفف غنى والطمع هو الذي يقطع الرقاب وأنشد أيطمع في ليلى بوصلى إنما
يقطع أعناق الرجال المطامع..
الحرص على عمارة الدنيا
ومن عيوبها حرصها على عمارة الدنيا والتكثر منها
ومداواتها أن يعلم أن الدنيا ليست بدار قرار وان الآخرة دار مقر والعاقل من يعمل لدار قراره لا لمراحل سفره فإن المراحل تنقطع بالمقام في السفر فيعمل إلى ما إليه مآبه قال الله تعالى ) أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ( الآية ولأن الله تعالى يقول ) والآخرة خير لمن اتقى ( ) والدار الآخرة خير للذين يتقون ( ) والآخرة عند ربك للمتقين ( و ) والآخرة خير وأبقى ( ) وللآخرة خير لك من الأولى )
الشفقة على النفس
ومن عيوبها استحسان ما ترتكبه من الأمور واستقباح أفعال من يرتكبها أو يخالفه ..
________________________________________
ومداواتها اتهام النفس لأنها أمارة بالسوء وحسن الظن بالخلق لانبهام العواقب..
ومن عيوبها الشفقة على النفس والقيام بتعهدها
ومداواتها الإعراض عنها وقلة الاشتغال بها ولذلك سمعت جدي رحمة الله عليه يقول من كرمت عنده نفسه هان عليه دينه..
من عيوب النفس الانتقام

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-12-2012 الساعة 04:43 PM.
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 11:55 AM   #3
اسراء معتصم
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية اسراء معتصم



اسراء معتصم is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : اسراء معتصم




وانصف الخلق من نفسك ولا تطالبهم بالإنصاف فإنه روى عن النبي {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( أشرف الأعمال ذكر الله عز وجل وإنصاف الخلق من نفسك )
وأدمن التوبة في كل وقت مع نفسك فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة)
عليك بذكر الله..
واجتنب أكل الحرام والشبهات وطعام الفساق والقعود على موائدهم خصوصا مال السلطان وعماله فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به ونهى النبي {صلى الله عليه وسلم} عن الإجابة إلى طعام الفاسقين..
وراقب الله تعالى في خلواتك وأفعالك وأحوالك فإن الله تعالى يقول ) إن الله كان عليكم رقيبا ( وداوم على ذكر الله فإنك تستجلب بذكرك له قال الله تعالى ) فاذكروني أذكركم ( وقال عليه السلام يقول الله تعالى من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ..
________________________________________
النصح لكل مسلم
واقلل الضحك فإنه روى عن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أنه قال ( كثرة الضحك تميت القلب )
وقرب أجلك وبعد أملك فإنه عون لك على الخيرات وحكي عن الجنيد أنه قال من كان في طرفي فهو فان والله تعالى يقول ) ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل ( الآية
والنبي عليه السلام رسم خطين وقال ( هذا ابن آدم وهذا أجله وثم أجله )
وأكثر نصيحة الخلق فإن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} على النصح لكل مسلم..
واعلم أنك لا تصل إلى شيء مما ذكرته لك إلا بتوفيق الله سبحانه و تعالى ..
________________________________________

________________________________________
خاتمة وصية الشيخ عليه رحمة الله
وداوم المجاهدة وأكل الحلال وغض البصر عن الحرام والشبهات وحفظ اللسان عن الخنا ومراقبة القلب ومراعاة السر والشفقة على الخلق والنصيحة لهم وكثرة الالتجاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرزقك هذه المقامات واتهام النفس وسوء الظن بها وحسن الظن بالخلق والتحبب إلى أولياء الله سبحانه وتعالى بالمحبة لهم والإحسان إلى الفقراء وما يجرى مجرى هذه الأخلاق الجميلة...
واعلم يا أخي أكرمك الله بطاعته أني أوصيك بما أوصيك به ولا يعلم أحد أشد تضييعا لها مني وأقرب الخلق إلى محل الشقاوة من يعظ ولا يتعظ ويرضى بالخير وإني أسأل الله تعالى ذكره أن يزيل عنا غطاء الغفلة ويهتك عنا حجب الظنون..
فأوصيك ولاك الله برعايته أن تدعو لي بالتوبة أوقاتك لعل الله تعالى يكرمني فيها بمنه أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

والحمد لله رب العالمين آمين تم
__________________________
______________
قصيدة استغاثه
إليك مددت الكف في كل شدة
ومنك وجدت اللطف من كل جانب
وأنت ملاذي والأنام بمعزل
هل مستحيل في الرجاء كواجب
وإني لأرجو منك ما أنت أهله
وإن كنت خطاء كثير المعايب
رجاؤك رأس المال عندي وربحه
وزهدي في المخلوق أسنى مناقب
فحقق رجائي فيك يا رب واكفني
شماتة أعدائي وأسوة صاحب
ومن أين أخشى عدوا وإساءة
وسترك خلفي من جميع الجوانب
فيا محسنا فيما مضى أنت قادر
على اللطف في حالي فحسن عواقب
تم ذلك بحمد الله

اسراء معتصم غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-12-2012 الساعة 05:17 PM.
رد مع اقتباس
قديم 11-12-2012, 04:18 PM   #4
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




خاتمة وصية الشيخ عليه رحمة الله
وداوم المجاهدة وأكل الحلال وغض البصر عن الحرام والشبهات وحفظ اللسان عن الخنا ومراقبة القلب ومراعاة السر والشفقة على الخلق والنصيحة لهم وكثرة الالتجاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرزقك هذه المقامات واتهام النفس وسوء الظن بها وحسن الظن بالخلق والتحبب إلى أولياء الله سبحانه وتعالى بالمحبة لهم والإحسان إلى الفقراء وما يجرى مجرى هذه الأخلاق الجميلة..
واعلم يا أخي أكرمك الله بطاعته أني أوصيك بما أوصيك به ولا يعلم أحد أشد تضييعا لها مني وأقرب الخلق إلى محل الشقاوة من يعظ ولا يتعظ ويرضى بالخير وإني أسأل الله تعالى ذكره أن يزيل عنا غطاء الغفلة ويهتك عنا حجب الظنون..
فأوصيك ولاك الله برعايته أن تدعو لي بالتوبة أوقاتك لعل الله تعالى يكرمني فيها بمنه أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
والحمد لله رب العالمين آمين تم

________________________________________
قصيدة استغاثه
إليك مددت الكف في كل شدة
ومنك وجدت اللطف من كل جانب
وأنت ملاذي والأنام بمعزل
هل مستحيل في الرجاء كواجب
وإني لأرجو منك ما أنت أهله
وإن كنت خطاء كثير المعايب
رجاؤك رأس المال عندي وربحه
وزهدي في المخلوق أسنى مناقب
فحقق رجائي فيك يا رب واكفني
شماتة أعدائي وأسوة صاحب
ومن أين أخشى عدوا وإساءة
وسترك خلفي من جميع الجوانب
فيا محسنا فيما مضى أنت قادر
على اللطف في حالي فحسن عواقب


تم ذلك بحمد الله

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-12-2012 الساعة 04:25 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-12-2012, 05:28 PM   #5
احمد محمدالحسن محجوب

الصورة الرمزية احمد محمدالحسن محجوب



احمد محمدالحسن محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : احمد محمدالحسن محجوب




وكلمة التهليل عمت كل ما ***** ذكرته فاذكر لها لتغنما
هذا ولازم لطريق القوم ***** وحصل التقوي ودع للنوم
وبدر التوبة وكن شكارا ***** لنعم وللبلا صبارا
وكل أمر في الوري تراه ***** بقدر الله مع قضاه
وحافظ الصلاة في الاوقات ***** واكثر الزكر تفي الحضرات
ولازمن علي النبي الصلاة **** وحبه واله الثقاب
وحقق الرجاء والخوف معا **** واكثر استغفار حق والدعا
واترك الغيبه والنميمه ***** والكبر والعجب وكل ذميمه
كالحسد والكذب مع الرياء ***** وكل مايبعد عن العلاء
وحضر الفؤاد في الاعمال **** لترتقي مراتب الرجال

احمد محمدالحسن محجوب غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة احمد محمدالحسن محجوب ; 11-12-2012 الساعة 05:37 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 01-29-2013, 08:46 PM   #6
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




قصيدة استغاثه
إليك مددت الكف في كل شدة
ومنك وجدت اللطف من كل جانب
وأنت ملاذي والأنام بمعزل
هل مستحيل في الرجاء كواجب
وإني لأرجو منك ما أنت أهله
وإن كنت خطاء كثير المعايب
رجاؤك رأس المال عندي وربحه
وزهدي في المخلوق أسنى مناقب
فحقق رجائي فيك يا رب واكفني
شماتة أعدائي وأسوة صاحب
ومن أين أخشى عدوا وإساءة
وسترك خلفي من جميع الجوانب
فيا محسنا فيما مضى أنت قادر
على اللطف في حالي فحسن عواقب

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-29-2013, 08:50 PM   #7
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




خاتمة وصية الشيخ عليه رحمة الله
وداوم المجاهدة وأكل الحلال وغض البصر عن الحرام والشبهات وحفظ اللسان عن الخنا ومراقبة القلب ومراعاة السر والشفقة على الخلق والنصيحة لهم وكثرة الالتجاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن يرزقك هذه المقامات واتهام النفس وسوء الظن بها وحسن الظن بالخلق والتحبب إلى أولياء الله سبحانه وتعالى بالمحبة لهم والإحسان إلى الفقراء وما يجرى مجرى هذه الأخلاق الجميلة...
واعلم يا أخي أكرمك الله بطاعته أني أوصيك بما أوصيك به ولا يعلم أحد أشد تضييعا لها مني وأقرب الخلق إلى محل الشقاوة من يعظ ولا يتعظ ويرضى بالخير وإني أسأل الله تعالى ذكره أن يزيل عنا غطاء الغفلة ويهتك عنا حجب الظنون..
فأوصيك ولاك الله برعايته أن تدعو لي بالتوبة أوقاتك لعل الله تعالى يكرمني فيها بمنه أنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-30-2013, 09:39 AM   #8
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ على حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن توليه إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
وراعها وهي في الأعمالِ سائمةٌ وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلة من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع فرب مخمصةٍ شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من المحارم والزم حمية الندمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
أستغفر الله من قولٍ بلا عملٍ لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقُم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلةً ولم أصل سوى فرض ولم اصم

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2013, 02:23 PM   #9
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




وكلمة التهليل عمت كل ما ***** ذكرته فاذكر لها لتغنما
هذا ولازم لطريق القوم ***** وحصل التقوي ودع للنوم
وبدر التوبة وكن شكارا ***** لنعم وللبلا صبارا
وكل أمر في الوري تراه ***** بقدر الله مع قضاه
وحافظ الصلاة في الاوقات ***** واكثر الزكر تفي الحضرات
ولازمن علي النبي الصلاة **** وحبه واله الثقاب
وحقق الرجاء والخوف معا **** واكثر استغفار حق والدعا
واترك الغيبه والنميمه ***** والكبر والعجب وكل ذميمه
كالحسد والكذب مع الرياء ***** وكل مايبعد عن العلاء
وحضر الفؤاد في الاعمال **** لترتقي مراتب الرجال

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2013, 07:04 PM   #10
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : حسن الخليفه احمد




قدذكر السادة الصوفية وبينوا في مصنفاتهم من أهمية التصوف أن للنفس صفات خبيثة وأخلاقاً مذمومة، وأن إزالتها فرض عين كما نص على ذلك عامة الفقهاء ولكن صفات النفس الناقصة لا تزول بالأماني ولا بمجرد الإطلاع على حكم تزكيتها أو قراءة كتب الأخلاق والتصوف، بل لا بد لها بالإضافة إلى ذلك من مجاهدة وتزكية عملية، وفطم لنزواتها الجامحة وشهواتها العارمة

والنفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

تعريف المجاهدة:

قال الراغب الأصفهاني في "مفردات غريب القرآن":

(الجهاد والمجاهدة: استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجهاد ثلاثة أضرب: مجاهدة العدو الظاهر، ومجاهدة الشيطان، ومجاهدة النفس، وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى: {وجاهدوا في الله حقَّ جِهادِهِ} [الحج: 78] وقوله: {وجاهدوا بأموالِكُم وأنفُسِكم في سبيل الله} [التوبة: 41] وقال صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم") ["المفردات في غريب القرآن" مادة جهد ص101]. فمجاهدة النفس فطمها وحملها على خلاف هواها المذموم، وإلزامها تطبيق شرع الله تعالى أمراً ونهياً.


دليلها من الكتاب والسنة:

قال الله تعالى: {والذينَ جاهَدوا فينا لنَهديَنَّهم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69] [وهي آية مكية، ومن المعلوم أن جهاد الكافرين قد شرع في المدينة المنورة، وهذا يدل على أن المراد من الجهاد هنا جهاد النفس. وقال العلامة المفسر ابن جزي في تفسير هذه الآية: (يعني جهاد النفس). وقال العلامة المفسر القرطبي في تفسيره لهذه الآية: (قال السدي وغيره: إن هذه الآية نزلت قبل فرض القتال)].

وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المجاهدُ مَنْ جاهد نفسَهُ في الله" [أخرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد وقال: حديث حسن صحيح، وزاد البيهقي في "شعب الإيمان" برواية فضالة: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". "مشكاة المصابيح للتبريزي" كتاب الإيمان رقم 34]. وفي رواية: لله.

حكمها:

تزكية النفس فرض عين كما سبق أن بينا ذلك [انظر بحث أهمية التصوف ص28] ولا تتم إلا بالمجاهدة ومن هنا كانت المجاهدة فرض عين من باب: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).

قال الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله: (المجاهدة في النفس عبادة ولا تحصل لأحد إلا بالعلم، وهي فرض عين على كل مكلف) ["شرح الطريقة المحمدية" للنابلسي ج1/ص323].

قابلية صفات النفس للتغيير:

لا شك أن النفس الإنسانية قابلة لتغيير صفاتها الناقصة وتبديل عاداتها المذمومة، وإلا لم يكن هناك فائدة من بعثة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ؛ ولا ضرورة لمن بعده من ورثته العلماء العاملين والمرشدين المصلحين.

وإذا كان كثير من سباع الطيور والبهائم قد أمكن ترويضها وتبديل كثير من صفاتها، فالإنسان الذي كرمه الله تعالى وخلقه في أحسن تقويم، من باب أولى.

وليس المراد من مجاهدة النفس استئصال صفاتها ؛ بل المراد تصعيدها من سيء إلى حسن، وتسييرها على مراد الله تعالى وابتغاء مرضاته.

فصفة الغضب مذمومة حين يغضب المرء لنفسه، أما إذا غضب لله تعالى فعندها يصبح الغضب ممدوحاً كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتُهكت حرمات الله أو عُطِّل حد من حدوده، ولكنه حين أُوذي في الله وضُرب وأُدمي عقبه يوم الطائف لم يغضب لنفسه ؛ بل دعا لمن آذَوْه بالهداية والتمس لهم العذر فقال: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء].

وكذلك صفة الكبر فهي مذمومة حين يتكبر المسلم على إخوته المسلمين، أما حين يتكبر على المتكبرين الكافرين فتصبح هذه الصفة محمودة لأنها في سبيل الله وضمن حدود شرعه.

وهكذا معظم الصفات المذمومة تحوَّل بالمجاهدة وتُصَعَّد إلى صفات ممدوحة.


طريقة المجاهدة:

وأول مرحلة في المجاهدة عدم رضى المرء عن نفسه، وإيمانُه بوصفها الذي أخبر عنه خالقها ومبدعها: {إنَّ النفس لأمَّارةٌ بالسوء}

[يوسف: 53].

وعلمه أن النفس أكبر قاطع عن الله تعالى [والقواطع عن الله تعالى أربعة: النفس، والدنيا، والشيطان، والخلق. أما عداوة النفس والشيطان فظاهرة، وأما الخلق فملاحظة مدحهم وذمهم تعرقل سير السالك إلى ربه، وأما الدنيا فالاهتمام بها وانشغال القلب بتقلباتها قاطع كبير عن الله تعالى، ففي حالة الفقر تكثر هموم المرء فتشغله عن الله، وفي حال الغنى ينشغل بزينتها وزخرفها عن الله تعالى: {إنَّ الإنسانَ ليطغَى . أنْ رآهُ استغنَى} [العلق: 67]. أما إذا أخرج حبها من قلبه فإنها لا تضره، كما قال شيخ الصوفية سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله: (أخرج الدنيا من قلبك، وضعها في جيبك أو في يدك فإنها لا تضرك) وراجع بحث الزهد في هذا الكتاب]. كما أنها أعظم موصل إليه وذلك أن النفس حينما تكون أمَّارة بالسوء لا تتلذذ إلا بالمعاصي والمخالفات، ولكنها بعد مجاهدتها وتزكيتها تصبح راضية مرضية لا تُسَرُّ إلا بالطاعات والموافقات والاستئناس بالله تعالى.

وإذا اكتشف المسلم عيوب نفسه وصدق في طلب تهذيبها لم يعد عنده متسع من الوقت للانشغال بعيوب الناس وإضاعة العمر في تعداد أخطائهم، وإذا رأيت أحداً من الناس قد صرف وقته في إحصاء أخطاء الآخرين غافلاً عن عيوب نفسه فاعلم أنه أحمق جاهل. قال أبو مدين:

ولا تر العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بَيِّناً لكنه استترا

وقال بعضهم:

لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله

من ذم شيئاً أتى مثلَه فإنما دل على جهله

ولذا قالوا: (لا ترَ عَيْبَ غيرك ما دام فيك عيب، والعبد لا يخلو من عيب أبداً).

فإذا عرف المسلم ذلك أقبل على نفسه يفطمها عن شهواتها المنحرفة وعاداتها الناقصة، ويلزمها بتطبيق الطاعات والقربات.

ويتدرج في المجاهدة على حسب سيره، فهو في بادىء الأمر يتخلى عن المعاصي التي تتعلق بجوارحه السبعة، وهي:

اللسان والأذنان والعينان واليدان والرجلان والبطن والفرج [لكل جارحة من الجوارح السبعة معاصٍ تتعلق بها، فمن معاصي اللسان: الغيبةُ والنميمة والكذب والفحش. ومن معاصي الأذنين: سماعُ الغيبة والنميمة والأغاني الفاحشة وآلات اللهو. ومن معاصي العينين: النظرُ للنساء الأجنبيات وعورات الرجال. ومن معاصي اليدين: إيذاءُ المسلمين وقتلهم، وأخذ أموالهم بالباطل، ومصافحة النساء الأجنبيات. ومن معاصي الرجلين: المشيُ إلى محلات المنكرات والفجور. ومن معاصي البطن: أكل المال الحرام، وأكل لحم الخنزير، وشرب الخمور. ومن معاصي الفرج: الزنا واللواطة...]، ثم يحلي هذه الجوارح السبعة بالطاعات المناسبة لكل منها [فمن طاعات اللسان: قراءة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومن طاعات الأذنين: سماع القرآن الكريم والأحاديث نبوية والنصائح والمواعظ. ومن طاعات العينين: النظر إلى وجوه العلماء والصالحين، والنظر إلى الكعبة المشرفة، والنظر التأملي لآيات الله في الكون. ومن طاعات اليدين: مصافحة المؤمنين، وإعطاء الصدقات. ومن طاعات الرجلين: المشي إلى المساجد وإلى مجالس العلم، وعيادة المريض، والإصلاح بين الناس. ومن طاعات البطن: تناول الطعام الحلال بنية التقوِّي على طاعة الله تعالى. ومن طاعات الفرج: النكاح المشروع بغية الإحصان وتكثير النسل..] فهذه الجوارح السبعة منافذ على القلب إما أن تصب عليه ظلمات المعاصي فتكدره وتمرضه، وإما أن تُدخل عليه أنوار الطاعات فتشفيه وتنوره.

ثم ينتقل في المجاهدة إلى الصفات الباطنة فيبدل صفاته الناقصة كالكبر والرياء والغضب... بصفات كاملة كالتواضع والإخلاص والحِلم.

وبما أن طريق المجاهدة وعر المسالك متشعب الجوانب، يصعب على السالك أن يَلِجَهُ منفرداً كان من المفيد عملياً صحبة مرشد خبير بعيوبها، عالم بطرق معالجتها ومجاهدتها، يستمد المريد من صحبته خبرة عملية بأساليب تزكية نفسه، كما يكتسب من روحانيته نفحات قدسية تدفع المريد إلى تكميل نفسه وشخصيته، وترفعه فوق مستوى النقائص والمنكرات. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المرشد الأول والمزكي الأعظم الذي ربَّى أصحابه الكرام وزكَّى نفوسهم بقاله وحاله، كما وصفه الله تعالى بقوله: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً مِنْهُم يتلو عليهم آياتِه ويُزكِّيهم ويُعلِّمُهم الكِتاب والحِكمَةَ وإن كانوا من قَبْلُ لَفي ضلالٍ مُبينٍ} [الجمعة: 2] [من هنا نجد أن التزكية شيء وتعليم الكتاب والحكمة شيء آخر، لذا قال الله تعالى: {ويزكيِّهمْ ويعلِّمهمُ الكتابَ والحكمةَ} ففرقٌ كبير بين علم التزكية وحالة التزكية، كما يلاحظ الفرق الواضح بين علم الصحة وحالة الصحة، إذ قد يكون الطبيب الماهر الذي عنده علم الصحة فاقداً حالة الصحة ومصاباً بالأمراض والعلل الكثيرة. وكذلك الفرق ظاهر بين علم الزهد وحالة الزهد، كالمسلم الذي عنده علم واسع بالآيات والأحاديث والشواهد المتعلقة بالزهد ولكنه يفقد حالة الزهد ويتصف بالطمع والشره والتكالب على الدنيا الفانية].

والذي يحقق النفع للمريد هو استقامته على صحبة مرشده واستسلامه له كاستسلام المريض للطبيب، فإذا ما أدخل الشيطان على قلب المريد داء الغرور والاكتفاء الذاتي فأُعجب بنفسه واستغنى عن ملازمة شيخه باء بالفشل ووقف وهو يظن أنه سائر، وقُطِعَ وهو يظن أنه موصول.

قال الشيخ إسماعيل حقي رحمه الله في تفسيره: (فإن كثيراً من متوسطي هذه الطائفة "الصوفية" تعتريهم الآفات في أثناء السلوك عند سآمة النفس من المجاهدات وملالتها من كثرة الرياضات، فيوسوس لهم الشيطان، وتسول لهم أنفسهم أنهم قد بلغوا في السلوك رتبة قد استغنوا بها عن صحبة الشيخ وتسليم تصرفاته، فيخرجون من عنده، ويشرعون في الطلب على وفق أنفسهم، فيقعون في ورطة الخذلان وسخرة الشيطان) ["تفسير روح البيان" للشيخ إسماعيل حقي ج2/ص149].



أقوال العارفين والمربين المرشدين في المجاهدة:

قال أبو عثمان المغربي رحمه الله: (من ظن أنه يُفتح له بهده الطريقة أو يكشف له عن شيء منها لا بلزوم المجاهدة فهو في غلط) ["الرسالة القشيرية" ص48 50].

وقال الإمام الجنيد رحمه الله تعالى: (سمعت السري السقطي يقول: يا معشر الشباب جِدُّوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتُقصِّروا كما ضعفتُ وقَصَّرْتُ. وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب في العبادة) ["الرسالة القشيرية" ص48 50].

وقال أبو عثمان المغربي رحمه الله: (لا يرى أحد عيب نفسه وهو مستحسن من نفسه شيئاً، وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال) ["الرسالة القشيرية" ص48 50].

وقال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى: (من زين ظاهره بالمجاهدة حسَّنَ الله سرائره بالمشاهدة، قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69]. واعلم أنه من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة) ["الرسالة القشيرية" ص4850].

وقال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (ما أسرع هلاك من لا يعرف عيبَه، فإن المعاصي بريد الكفر) ["الرسالة القشيرية" ص4850].

وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى: (إنَّ نجاة النفس أنْ يخالف العبدُ هواها، ويحملَها على ما طلب منها ربُّها) ["تعليقات على الرسالة القشيرية" للشيخ زكريا الأنصاري].

وقال الإمام البركوي رحمه الله تعالى: (المجاهدة: وهي فطم النفس وحملها على خلاف هواها في عموم الأوقات، فهي بضاعة العُبَّاد ورأس مال الزهاد، ومدار صلاح النفوس وتذليلها، وملاك تقوية الأرواح وتصفيتها ووصولها إلى حضرة ذي الجلال والإكرام. فعليك أيها السالك بالتشمير في منع النفس عن الهوى وحملها على المجاهدة إن شئت من الله الهدى، قال الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69]. وقال أيضاً:

{ومَنْ جاهَدَ فإنَّما يُجاهد لنفسِهِ} [العنكبوت: 6])["الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية" ج1/ص455].

وقال ابن عجيبة رحمه الله تعالى: (لا بد للمريد في أول دخوله الطريق من مجاهدة ومكابدة وصدق وتصديق، وهي مُظهِر ومجلاة للنهايات، فمن أشرقت بدايته أشرقت نهايته، فمن رأيناه جادَّاً في طلب الحق باذلاً نفسه وفلسه وروحه وعزه وجاهه ابتغاء الوصول إلى التحقق بالعبودية والقيام بوظائف الربوبية ؛ علمنا إشراق نهايته بالوصول إلى محبوبه، وإذا رأيناه مقصِّراً علمنا قصوره عما هنالك) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" ج2/ص370].

قال محي الدين بن عربي رحمه الله (من كتاب "الفتوحات المكية" الرياضات والخلوات والمجاهدات وأثرها):

"ولما رأت عقول أهل الإيمان بالله تعالى أن الله تعالى قد طلب منها أن تعرفه بعد أن عرفتْه بأدلتها النظرية، علمت أن ثَمَّ علماً آخر بالله لا تصل إليه من طريق الفكر، فاستعملت الرياضات والخلوات والمجاهدات وقطع العلائق، والانفراد والجلوس مع الله بتفريغ المحل، وتقديس القلب عن شوائب الأفكار ؛ إذ كان متعلَّق الأفكار الأكوان، واتخذت هذه الطريقة من الأنبياء والرسل، وسمعت أن الحق جل جلاله [حديث "ينزل الله إلى السماء الدنيا... الخ". رواه الدارمي في باب الصلاة] ينزل إلى عباده ويستعطفهم فعلمت أن الطريق إليه من جهته أقرب إليه من الطريق من فكرها.

ولا بد لأهل الإيمان وقد عرفوا قوله تعالى [حديث "إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً..." رواه البخاري عن أنس وأبي هريرة وأبي عوان والطبري عن سليمان] "مَنْ أتاني يسعى أتيته هرولة" وأن قلبه (أي قلب المؤمن) وسع جلاله وعظمته.

فتوجه العقل إليه تعالى بكله وانقطع من كل ما يأخذ عنه من هذه القوى، فعند هذا التوجه (أفاض الله عليه من نوره علماً إلهياً عرَّفه بأن الله تعالى من طريق المشاهدة والتجلي، لا يقبله كون ولا يردُّه كون) ولذلك قال الله تعالى: {إنَّ في ذلك} [ق: 37] يشير إلى العلم بالله من حيث المشاهدة {لذكرى لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37] ولم يقل غير ذلك القوة كقوة وراء طور العقل تصل العبد بالرب.

فإن القلب معلوم بالتقلب في الأحوال دائماً فهو لا يبقى على حالة واحدة فكذلك التجليات الإلهية، فمن لم يشهد التجليات بقلبه ينكرها بعقله، فإن العقل يقيِّد غيره من القوى إلا القلب فإنه لا يتقيد وهو سريع التقلب في كل حال ولذا قال الشارع: "إن القلب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء".

فهو يتقلب بتقلب التجليات، والعقل ليس كذلك، فالقلب هو القوة التي وراء طور العقل، فلو أراد الحق في هذه الآية بالقلب أنه العقل ما قال {لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37]، فإن كل إنسان له عقل وما كلُّ إنسان يُعطى هذه القوى التي وراء طور العقل، المسماة قلباً في هذه الآية، فلذلك قال: {لِمَنْ كان لهُ قلبٌ} [ق: 37] ["الفتوحات المكية" ص443].



رد الشبهات حول المجاهدة:

إن قال قائل: إن رجال التصوف يُحَرِّمون ما أحل الله من أنواع اللذائذ والمتع، وقد قال الله تعالى: {قٌلْ مَنْ حرَّمَ زينة الله التي أخرجَ لعبادِهِ والطيبات من الرزق...} [الأعراف: 32].

وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا ما أحلَّ الله لكم ولا تعتدوا إنَّ الله لا يحب المعتدين} [المائدة: 87].

فنقول: إن رجال التصوف لم يجعلوا الحلالَ حراماً، إذْ أسمى مقاصدهم هو التقيد بشرع الله، ولكنهم حين عرفوا أن تزكية النفس فرضُ عين، وأن للنفس أخلاقاً سيئة وتعلقات شهوانية، توصِل صاحبها إلى الردى، وتعيقه عن الترقي في مدراج الكمال، وجدوا لزاماً عليهم أن يهذبوا نفوسهم ويحرروها من سجن الهوى.

وبهذا المعنى يقول الصوفي الكبير الحكيم الترمذي رحمه الله رداً على هذه الشبهة، وجواباً لمن احتج بالآية الكريمة: {قُلْ مَنْ حرَّمَ زينة الله....} [الأعراف: 32]: فهذا الاحتجاج تعنيف، ومن القول تحريف لأنَّا لم نُرِدْ بهذا، التحريمَ، ولكنا أردنا تأديب النفس حتى تأخذ الأدب وتعلم كيف ينبغي أن تعمل في ذلك، ألا ترى إلى قوله جل وعلا: {إنّما حرّم ربيَ الفواحشَ ما ظهر منها وما بطنَ والإثمَ والبَغيَ بغيرِ الحقِّ} [الأعراف: 33]. فالبغيُ في الشيء الحلال حرامٌ، والفخرُ حرام، والمباهاةُ حرام، والرياء حرام، والسرف حرام، فإنما أُوتِيَتِ النفسُ هذا المنعَ من أجل أنها مالت إلى هذه الأشياء بقلبها، حتى فسد القلب. فلما رأيتُ النفس تتناول زينة الله والطيبات من الرزق تريد بذلك تغنياً أو مباهاة أو رياء علمتُ أنها خلطت حراماً بحلال فضيَّعَتِ الشكرَ، وإنما رُزِقَتْ لتشكُرَ لا لِتكْفرَ، فلما رأيتُ سوء أدبها منعتُها، حتى إذا ذلَّت وانقمعت، ورآني ربي مجاهداً في ذاته حق جهاده، هداني سبيله كما وعد الله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المحسنين} [العنكبوت: 69] فصرتُ عنده بالمجاهدة محسناً فكان الله معي، ومن كان مع الله فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل، وقذفَ في القلب من النور نوراً عاجلاً في دار الدنيا حتى يوصله إلى ثواب الآجل. ألا ترى إلى ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا قُذِفَ النورُ في قلب عبدٍ انفسح وانشرح". قيل: يا رسول الله فهل لذلك من علامة ؟ قال: "نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابةُ إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله" وإنما تجافى عن دار الغرور بما قُذفَ في قلبه من النور فأبصر به عيوب الدنيا ودواهيها وآفاتها وخداعها وخرابها، فغاب عن قلبه البغيُ والرياء والسمعة والمباهاة والفخر والخيلاء والحسد، لأن ذلك إنما كان أصله من تعظيم الدنيا وحلاوتها في قلبه، وحبه لها، وكان سببَ نجاته من هذه الآفات برحمة الله رياضتُه هذه النفس بمنع الشهوات منها) [كتاب "الرياضة وأدب النفس" للحكيم الترمذي ص124].

وقد تسرع بعض الناس فزعموا جهلاً أن التصوف في مجاهداته ينحدر من أصل بوذي أو بَراهيمي، ويلتقي مع الانحرافات الدينية في النصرانية وغيرها التي تعتبر تعذيب الجسد طريقاً إلى إشراق الروح وانطلاقها، ومنهم من جعل التصوف امتداداً لنزعة الرهبنة التي ظهرت في ثلاثة رهط سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا عنها كأنهم تقالُّوها، فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أُفطر، وقال الثاني: أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، وقال الثالث: أما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج. ولما عُرض أمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم صحح لهم أفكارهم، وردهم إلى الصراط المستقيم والنهج القويم.

والجواب على ذلك: أن التصوف لم يكن في يوم من الأيام شرعة مستقلة ولا ديناً جديداً، ولكنه تطبيق عملي لدين الله تعالى، واقتداء كامل برسوله عليه الصلاة والسلام.

وإنما سرت الشبهة على هؤلاء المتسرعين لأنهم وجدوا في التصوف اهتماماً بتزكية النفس وتربيتها وتصعيدها، ومجاهدتها على أُسس شرعية وضمن نطاق الدين الحنيف، فقاسوا تلك الانحرافات الدينية على التصوف قياساً أعمى دون تمحيص أو تمييز.

ففرقٌ كبير إذاً بين المجاهدة المشروعة المقيدة بدين الله تعالى، وبين المغالاة والانحراف وتحريم الحلال وتعذيب الجسد كما عليه البوذيون الكافرون

ومن الظلم والبهتان أن يُحْكَمَ على كل من جاهد نفسه وزكاها أنه ينحدر من أصل بوذي أو بَراهيمي كما يزعم المستشرقون ومَنْ خُدِعَ بهم، أو أنه يقتدي بهؤلاء الرهط الذي تقالُّوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يقوله المتسرعون السطحيون، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحح لهم خطأهم فرجعوا إلى هديه وسُنَّتِهِ.

وإذا وُجد في تاريخ التصوف من حرَّم الحلال أو قام بتعذيب الجسد على غرار الانحرافات الدينية السابقة فهو مبتدع ومبتعد عن طريق التصوف لذا ينبغي التفريق بين التصوف والصوفي. فليس الصوفي بانحرافه ممثلاً للتصوف، كما أن المسلم بانحرافه لا يمثل الإسلام.

والمعترضون لم يفرقوا بين الصوفي والتصوف وبين المسلم والإسلام فجعلوا تلازماً بينهما فوقعوا في الكاملين قياساً على المنحرفين.

وبعد، فإن منتهى آمال السالكين ترقيةُ نفوسهم، فإن ظفروا بها وصلوا إلى مطلوبهم، والنفس تترقى بالمجاهدة والرياضة من كونها أمَّارة إلى كونها لوَّامة ومُلْهَمة وراضية ومَرْضيّة ومطمئنة... إلخ، فالمجاهدة ضرورية للسالك في جميع مراحل سيره إلى الله تعالى، ولا تنتهي إلا بالوصول إلى درجة العصمة ؛ وهذه لا تكون إلا للأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.

وبهذا ندرك خطأ بعض السالكين الذي لم يُحكموا شرط سيرهم وهو مجاهدة النفس ثم يَدَّعون لأنفسهم المحبة، ويترنمون بكلام المحبين، وينشدون قول ابن الفارض تأييداً لمذهبهم:

وعن مذهبي في الحب ما ليَ مذهب وإن مِلْتُ يوماً عنه فارقتُ مِلَّتي

وما علموا كيف كانت بداية ابن الفارض من حيث مجاهدته لنفسه، وإليك بعض كلامه يصف مجاهداته في سيره مما يدل على أهمية المجاهدة مع العلم أنه ابتدأ سيره إلى الله تعالى من نفس لوامة لا أمارة بالسوء، ويبين أن السالك الذي لا مجاهدة له لا سير له ولا محبة له:

فنفسيَ كانت قبلُ لوَّامةً متى أُطعها عصتْ، أو أعْصِ كانت مطيعتي

فأوردتها ما الموتُ أيسرُ بَعْضِهِ وأتعبتُها كيما تكون مريحتي

فعادت ومهما حُمِّلتْهُ تحملته مني وإنْ خفَّفتُ عنها تَأذَّتِ

وأذهبتُ في تهذيبها كلَّ لذةٍ بإبعادها عن عادِها فاطمأنتِ

ولم يبقَ هولٌ دونها ما ركبتُه وأشهدُ نفسيَ فيه غيرَ زكيَّة


ولهذا كان ابن الفارض يعرِّض بمدَّعي المحبة الذين لم يتركوا حظوظهم ولم يجاهدوا نفوسهم فيقول:

تعرَّض قوم للغرام وأعرضوا بجانبهم عن صحَّتي فيه واعْتَلُّوا

رَضُوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظهم وخاضوا بحارَ الحُبِّ دعوى فما ابتَلُّوا

فهم في السُّرى لم يبرحوا من مكانهم وما ظعنوا في السيرِ عنه وقد كلُّوا

فالمجاهدة إذاً شرط أساسي لكل سالك في جميع مراحل سيره، ولكنها تتغير بحسب ترقي المريد في مدارج السمو، ومثاله في ذلك الطالب، يكون في مرحلة الابتدائي، ثم الإعدادي ثم الثانوي ثم الجامعي... وفي كل هذه المراحل يعتبر طالباً، ولكن هناك فرق كبير بين الطالب الابتدائي والطالب الجامعي. وكذلك الفرق شاسع بين كون نفسه أمارة بالسوء تميل إلى الفواحش، وبين كونها مطمئنةً راجعة إلى ربها راضية مرضية.

والخلاصة:

إن المجاهدة أصل من أُصول طريق الصوفية، وقد قالوا: من حقق الأصول نال الوصول، ومن ترك الأصول حُرم الوصول.

وقالوا أيضاً: مَنْ لم تكن له بداية محرقة "بالمجاهدات" لم تكن له نهاية مشرقة. والبدايات تدل على النهايات.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 05-01-2013, 09:57 AM   #11
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتَّهِم
ولا تطع منهما خصماً ولا حكماً فأنت تعرف كيد الخصم والحكم

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-2013, 02:47 PM   #12
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




من عيوب النفس الاشتغال بعيوب الناس
ومن عيوبها اشتغالها بعيوب الناس عما بها من عيبها..
ومداواتها في الأسفار والانقطاع ومحبة الصالحين والائتمار بأوامرهم وأقل ما فيه إذا لم يعمل في مداواة عيوب نفسه أن يسكت عن عيوب الناس ويعذرهم فيها ويستر عليهم خزاياهم رجاء أن يصلح الله بذلك عيوبه فإن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ( من ستر على أخيه المسلم ستر الله عورته ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه في جوف بيته ) سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول سمعت زاذان المداينى يقول رأيت أقواما من الناس لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فستر الله عيوبهم وزالت عنهم تلك العيوب ورأيت أقواما لم تكن لهم عيوب اشتغلوا بعيوب الناس فصارت لهم عيوب...
________________________________________
.

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2014, 08:42 PM   #13
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: عيوب النفس و أدويتها


أنا : سراج الدين احمد الحاج




من عيوب النفس الغفلة والتوانى

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع اسراء معتصم مشاركات 12 المشاهدات 5027  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه