القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-25-2010, 11:05 AM   #1
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
MaBrOk ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




أحبتي الكرام... صبحكم الله بالخير والرضا...

في إحتفال عشاءٍ كبير بالسفارة البريطانية بالخرطوم أول أمس الثلاثاء حضرته معظم الصحف ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني قدمت سعادة السفيرة البريطانية جائزة التميز الصحفي لمقرر دائرة الإعلام بالحزب الإتحادي الأصلي الصحفي المخضرم الأُستاذ صلاح الباشا... وإثنين من زملائه هُم فائز السليك وسمية المطبعجي..

ونحن هنا إذ نهنأه بهذا الإنجاز العظيم نُهنئ صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وكل قادة الختمية والحزب الإتحادي الديمقراطي فهُم بلا شك نجوم ومنارات هُدى في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية...

حفظك الله أخي صلاح الباشا وأنت تهدينا هذا النجاح الصحفي المُتميز... وعُقبال ما نسمع بهذه الإحتفائيات تعُم كل صحافيينا أحمد سر الختم، محمد جمرة، محمد عبده، علي الشريف ومصطفى علي...

وللجميع محبتنا... ونهديكم المقالات الثلاث التي نالت شرف الإحتفاء...


أبو الحُسين...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 11:34 AM   #2
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : محمد جمرة




التهنئة الخالصة والتحية والتجلة للاستاذ صلاح الباشا صاحب القلم الصادق
فهو أهل لكل تكريم ولكل جائزة
إلى الأمام أستاذنا الكبير
ولتكن جائزة التميز الصحفي
حافزا للمزيد من التميز
التهنئة الحارة نيابة عن أخوتي في منتديات السادة الختمية

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 11:46 AM   #3
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جمرة [ مشاهدة المشاركة ]
التهنئة الخالصة والتحية والتجلة للاستاذ صلاح الباشا صاحب القلم الصادق


فهو أهل لكل تكريم ولكل جائزة
إلى الأمام أستاذنا الكبير
ولتكن جائزة التميز الصحفي
حافزا للمزيد من التميز

التهنئة الحارة نيابة عن أخوتي في منتديات السادة الختمية


شكراً جميلاً أستاذي محمد جمرة... وعبرك التهاني لكل قبيلة الصحفيين بهذا الإنجاز الكبير...

ومزيد من النجاحات إن شاء الله...

صورة من الأرشيف تجمعني متوسطاً الأُستاذ صلاح الباشا على يميني والأُستاذ الصحفي ياسر علي نايل على يساري...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


شُفْتُو الهنا الأنا فيهو... قابِع بين قامتييييييييين صحفيتين...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-25-2010, 01:54 PM   #4
محمد عبده
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية محمد عبده



محمد عبده is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى محمد عبده
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : محمد عبده




التهنئة القلبية الحارة للأستاذ / صلاح الباشا على هذا التميز الصحفي الكبير ، وهذا الانجاز ليس بغريب عليه ، فهو أهل له ، والتهنئة أيضاً للحبيب / ابو الحسين مدير عام المنتدى على نشر هذا الخبر .
وقد شرفنا الاستاذ صلاح بحضور آخر إجتماع للمنتدى بالقاعة الهاشمية ، وقدم لنا العديد من النصائح لتكون لنا خير دليل ومعين في ما نصبو اليه ، فهذه دعوة لكل الأعضاء والمشرفين بأن يساهموا بالكتبات والمقالات في شتى المجالات ، حتى تتواصل مسيرة الكتابة ولا تتوقف .

محمد عبده غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-26-2010, 01:10 AM   #5
حسن مساوي
شباب الختمية بالجامعات
الصورة الرمزية حسن مساوي



حسن مساوي is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : حسن مساوي




التهنئة موصولة لصلاح باشا

حسن مساوي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-27-2010, 10:15 AM   #6
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : سراج الدين احمد الحاج




التهنئة القلبية الصادقة للاستاذ صلاح الباشا وللاستاذ جمال ابوالحسين الرجل الختمى الصادق
حفظكم الله وسدد خطاكم وعقبال لكل الاعلاميين الختمية
ونسطع مثل شمس على كل الانام
ودانى حال صحبى بسر هو سام
وبشرى ياصحابى باسرار عظام

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-27-2010, 05:07 PM   #7
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبده [ مشاهدة المشاركة ]
التهنئة القلبية الحارة للأستاذ / صلاح الباشا على هذا التميز الصحفي الكبير ، وهذا الانجاز ليس بغريب عليه ، فهو أهل له ، والتهنئة أيضاً للحبيب / ابو الحسين مدير عام المنتدى على نشر هذا الخبر


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبده [ مشاهدة المشاركة ]



وقد شرفنا الاستاذ صلاح بحضور آخر إجتماع للمنتدى بالقاعة الهاشمية ، وقدم لنا العديد من النصائح لتكون لنا خير دليل ومعين في ما نصبو اليه ، فهذه دعوة لكل الأعضاء والمشرفين بأن يساهموا بالكتبات والمقالات في شتى المجالات ، حتى تتواصل مسيرة الكتابة ولا تتوقف .




شكراً أُستاذي محمد عبده وحقيقي الأُستاذ صلاح الباشا من التواضع بمكان تجده في كل المناسبات التي تخص الختمية والإتحاديين شمعة مُضيئة تهدي إلى طريق الخير...


وأهديكم المقالات التي نالت هذا الشرف الكبير...




ملامح من المشهد السياسي الملتهب ( 1 – 3 )


موروث التكوين الحزبي السوداني يحتاج مزيداً من التجديد الخلاّق


تحليل سياسي: صلاح الباشا




تحتدم الساحة السياسية السودانية ومنذ فترة ليست بالقصيرة بكل ما هو جديد ومفاجيء ومتقلب ، فبعضها كان متوقعاً ، والآخر كان مثيراً للدهشة ، ينم عن رغبة أكيدة كانت تظهر ثم تتداري في خجل يثير التعجب ، وكل ذلك كان مقروناً بإضطراب بائن في المواقف .
فالمراقب للمشهد السياسي الحالي ، لابد من أن يصل إلي نتيجة واحدة تتركز في إنعدام الثقة بين كافة التيارات السياسية ، وليس علي مستوي شريكي الحكم فحسب . ذلك أن القوي السياسية السودانية منذ أن تأسست في بداياتها الأولي مع نهاية الحرب العالمية الثانية ظلت تراوح مكانها في منطقة واحدة تتصف بالمكاجرة والإصرار علي عدم فتح بوابات النقاش بينها جميعها للوصول إلي قواسم مشتركة حتي تقترب الرؤي وتتضح الرؤية لتعبر بلادنا إلي شواطيء الأمان والإستقرار الذي يجلب النماء والولوج إلي عصر متقدم لتحقيق الرفاهية النوعية لهذا الشعب الذي ظل هو الآخر يدور مع دوران قياداته عبر كل الحقب السياسية الماضية وحتي اللحظة ، وأيضا ظلت ذات القوي السياسية تصادر حق قواعدها وكوادرها في إتخاذ القرار ، أو علي الأقل تداول الأمور قبل إعلانها ، وقد لاحظنا كيف تم إسقاط مبادرة السلام السودانية التي سميت بالمرغني – قرنق في برلمان الديمقراطية الثالثة في نهاية العام 1988م بدم نيابي بارد ، للدرجة التي تم التصويت لأسقاطها من حزبين بكامل نوابهما وبلاتحفظ أو إعتراض من أي نائب ، وحتي إمتناع بعضهم عن التصويت لم يحدث ، ما يدلل علي مقولاتنا بأن الأحزاب السودانية ، وحتي العقائدية والمتعلمة منها تقوم علي إرث مصادرة رأي النواب مهما كان درجة الخطأ في التصويت أو في إتخاذ القرارات. أي أن الإلتزام الحزبي الضيق هو الذي ظل يسيطر علي أداء منظومة الأحزاب السودانية ، علما بأن ذات النمط من التفكير والممارسة الحزبية يجري الآن في الساحة السودانية دون أن أي تطور موجب في الذهنية السودانية للكوادر الفاعلة أو في طريقة فهم القيادات علي إطلاقها برغم تلك الأخطاء البرلمانية التاريخية التي قادت السودان إلي هذا الدرك من معدلات التوتر الحالي وما يقود ذلك من اللجوء إلي ثقافة الجودية القديمة البالية لحل المشاكل السياسية المعقدة.



وعندما تختلف القيادات داخل كل حزب فإن الأمر يتطور وبسرعة البرق إلي إنقسام في جسد الحزب المحدد ، أو ما يطلق عليه مؤخرا إصطلاح ( مفاصلة ) وقد حدث ذلك في مسيرة الحزب الشيوعي عدة مرات وقاد الأمر إلي إنقلاب 19 يوليو 1971 م بما صحبه من نتائج دموية سالبة، وحدث ايضا في مفاصلة الحركة الإسلامية في ديسمبر/رمضان 1999م وما ظل يلازمه من توتر وإشكاليات ظلت تهدد وحدة الوطن ، وأمر دارفور ليس ببعيد عن تلك المترتبات .
وكل ذلك يدعونا للقول بأن مسألة ثقافة الديمقراطية الخلاقة والمبدعة في السودان لم تتعمق بعد ، وذلك لعدة أسباب ، يعود بعضها إلي ضعف الإرادة الشعبية السودانية في الضغط القاعدي لتحقيق التحول في إتجاه الإرادة الحرة داخل التنظيمات السياسية حتي تتطور أكثر ويرسخ الفهم الديمقراطي بداخلها وبكل هدوء في كافة مكونات تلك القوي ، مثلما يعتقد البعض الآخر أن الأمر ينتج من عدم إيمان قيادات كل القوي السياسية وعلي إطلاقها بأهمية تنمية وتطوير ركائز الديمقراطية داخل كوادرها العليا والوسيطة الجماهيرية وداخل القواعد أيضاً .



لذلك يأتي الكثير من قرارت تلك القيادات عشوائيا تنقصه الدراية والخبرة وعدم الخوف من المآلات ، فيصيب الوهن هياكل تلك الأحزاب ، ويسهل بعد ذلك تنفيذ أية حركة إنقلاب عسكري ، بغض النظر عن كنهه وتوجهاته الأيديولوجية ، نظرا لضعف مقاومة الجماهير لأي إنقلاب بسبب زهدها ويأسها من وجود نفسها داخل منظوماتها السياسية ، وبالتالي تتحمل القيادات الحزبية لوحدها ضغوطات العسكر وتقف جماهيرها تتفرج علي المشهد كله من الرصيف حين تقع الواقعة التي تصادر كل شيء في غمضة عين .
وبسبب إنعدام ذلك الفهم الديمقراطي داخل الأحزاب ، نجد توافر خاصية إنتشار مسألة الإنشطارات داخل تلك الكيانات الحزبية ، مقروناً بعدم إتفاق الرؤية في أوساط جماهير تلك الأحزاب ، العقائدية منها ، والتقليدية العريضة المفتوحة بكل إرثها الجماهيري الضخم والخامل في ذات الوقت . لذلك نجد أن نشوء الخلافات بين تلك القيادات وداخل كوادرها الفاعلة يصبح أسهل من شرب كوب من الماء ، دعك عن التزاحم والتكالب القبيح نحو مراكز السلطة ومقاعدها.
نواصل ،،،،،،،





أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2010, 01:47 PM   #8
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




التحية وتعظيم سلام لك أخي الشقيق صلاح الباشا...

مقال يستحق القراء والمتابعة...
..........................................

لا مقارنة بين حزب الوفد في مصر والإتحادي في السودان (1-2)
لن يحدث للحزب الإتحادي كما حدث لحزب الوفد المصري
فذاك كان حزب الباشوات وهذا هو حزب جميع أهل السودان
بقلم: صلاح الباشا

بعد غياب طويل عن الإسهام في التحليلات السياسية بالصحيفة الشاملة ( الخرطوم) وهي بيتنا الأول والأساس منذ زمان إغترابنا الطويل خارج الوطن ، نعود اليوم في هذه الحلقات لنلقي بعض الأضواء حول مصير الحزب الإتحادي الديمقراطي إستجابة لطلب العديد من الأشقاء داخل الوطن وخارجه ، وأؤكد علي مفردة ( خارج الوطن هذه ) لأن هناك العديد منهم قد تابعوا ما ظلت تكتبه الصحف ومن ضمنها كتاب الرأي بصحيفة الخرطوم ، قدحا في الحزب بسبب المآلات التي حدثت مؤخرا جراء الإنتخابات العامة التي جرت في أبريل 2010م الماضي ، بل وقد تنبَّأ بعضهم بزوال هذا الحزب رويداً رويداً، مثل ما كتبه الشقيق الإتحادي الأصيل البروف محمد زين العابدين مؤكدا أن مصير الحزب الإتحادي ومعه حزب الأمة القومي سيصبح مثل مصير الوفد والأحرار في مصر الشقيقة ، وهذا الرأي من حقه أن يكتبه، ولاغبار في التحليل الخاص لأي إنسان له القدرة علي التعبير، ولكن يصبح في نهاية الأمر هو رأي يجري الحوار والمحاورة حوله، لأن في ذلك عدة فوائد تصب في مصلحة القاريء أولا، ولصاحب الإنتماء الإتحادي ثانياً، ولصحيفة الخرطوم نفسها التي تفتح براحات صفحاتها منذ عدة سنوات لتلاقح الآراء ليطلع عليها قارؤها المداوم في شتي بقاع الدنيا ، طالما ظلت الخرطوم تحمل لواء التنوير بين جناحيها.

وهنا نقول بدءاً ، أن ظروف تكوين حزب الوفد وخلفياتها ومكوناته لا تشبه أبدا الحزب الإتحادي في السودان، ذلك أن تكوين الوفد كان تعبيرا عن أشواق طبقات الباشوات في مصر الخديوية، فلم نري الوفد طوال تاريخه السياسي يتبني قضايا الجماهير الكادحة في مصر في ثلاثينات وأربعينيات وحتي قيام ثورة 23 يوليو 1952م التي أنهت عهد فاروق المرتبط إرتباطا وثيقا بالإنجليز في مصر، يوجهون بوصلته في كل مرة حتي لا تتضرر مصلحتهم في حكم مصر التي كانت بمثابة قلب العروبة النابض في كل شيء ، بدءاً من الثقافة التحررية وحتي دنيا الفن والرياضة والأدب وعلوم الإسلام في عاصمة الألف مأزنة ونظرا للدور الريادي للأزهر الشريف الذي مافتيء يخرج من جوفه الطاهر علماء الفقه وقراء القرآن منذ عهد الدولة الفاطمية .

وفي المقابل ، فإن الحزب الإتحادي ظل في الجانب الآخر بجنوب الوادي ينافح ويكافح في سبيل خروج المستعمر من كل وادي النيل ، ومن السودان علي وجه الخصوص ، ممنيا نفسه بإتحاد مع مصر لصنع مستقبل أفضل لوحدة دولة وادي انيل ، غير أن تقاطعات السياسية ودهاء المستعمر حال دون ذلك .
كما أن البنية التحتية للحزب الإتحادي في السودان تختلف عن نظيرتها في مصر ، ذلك أن الإتحادي يعتمد في عضويته الناشطة كلها علي عنصر المتعلمين والزراع والعمال والتجار الوطنيين الذين لم يسببوا أي أذىً ذات يوم لبلادنا ولشعبنا علي إمتداد تاريخه السياسي والإجتماعي. وحتي القوات المسلحة كان جلها من أبناء الإتحاديين المستنيرين، وبرغم ذلك لم يشجعهم الحزب للإنقضاض علي السلطة بالقوة لأن في ذلك تلطيخ لإرث الحزب الذي يتخذ من توسيع مظلة الديمقراطية منهاجاً للحكم حتي ترسخ أكثر في وجدان الناس، ولتحافظ علي سمعة أهل السودان الشرفاء وتبعد عن طريقهم وعن مخيلتهم خطورة العبث واللعب بالنار لأنها تحرق الجميع وتقتل الجميع كما رأينا ذلك لاحقاً.

كما أن حزب الوفد طوال تاريخه السياسي كان ينظر لأهل السودان بدونية لا تخطئها العين منذ عهد مصطفي النحاس باشا الذي خلف سعد زغلول باشا في رئاسة حزب الوفد المصري، وقد كان فؤاد سراج الدين باشا سكرتيرا عاما للحزب في ذلك الزمان ووزيراً للداخلية في عهد حكومة النحاس قبل الثورة المصرية، ولذلك ليس بغريب حين سمح الرئيس الراحل أنور السادات بعودة الأحزاب بعيد إتفاقية السلام ( كامب ديفيد ) في العام 1979م وتكون حزب الفود تارة أخري وكان فؤاد سراج الدين باشا علي قيد الحياة وترأس حزب الوفد من جديد بعد عودته ، أن صرح الباشا منتقدا ثورة 23 يوليو بأنها إرتكبت أكبر أخطائها حين سمحت بإستقلال السودان في يناير 1956م ... فتأمل !!!!

إذن ... نجد هنا أن الحزب الإتحادي الذي صنع مع الآخرين إستقلال السودان وبرعاية أبو الوطنية السيد علي الميرغني ، وبزعامة الشهيد الخالد الرئيس الجليل إسماعيل الأزهري ، تختلف ظروف مكوناته وخطه الأيديولوجي عن خط حزب الوفد الصمري . كما أن الزعيم الأزهري قد أطلق حينذاك قولته المشهورة في إحتفال البلاد في يناير 1956م (بأنه لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي لمانالت البلاد إستقلالها). وهذا الفهم لوحده كفيل بألا يجعل مصير الحزب الإتحادي هو مصير حزب الوفد والاحرار اللذان ذابا مع ذوبان العديد من الأحزاب المصرية التي كانت فاعلة في عهد فاروق ومن قبله عهد والده فؤاد الأول.
وربما كان رأي الكاتب الموقر بروف محمد زين العابدين ينطلق من تداعيات نتائج الإنتخابات التي قامت مؤخرا في السودان، غير أن ما شاب تلك الإنتخابات التي لاتزال الأحزاب السودانية تتحدث عنها، ولازالت الصحف السودانية الشريفة تقوم بنشر التعليق المختلف والمتباين حولها، بل ولازالت الميديا العالمية تتناولها بالنقد والتحليل، وصاحب هذا القلم قد حاورته أكثر من فضائية وإذاعات عديدة وصحف عربية وغربية بُعيد إنتهاء معركة الإنتخابات التي أتت وبكل المقاييس فطيرة جدا ، للدرجة التي جعلت من الفائزين يشعرون بالكسوف ويبتعدون عن إقامة الإحتفاليات بنتائجها بعد أن كانت كل الحسابات تشير إلي معركة حامية الوطيس تعطي كل ذي حقٍ حقه في الكسب الإنتخابي وفقا للأشواق الشعبية التي تتعلق بأحزابها التاريخية بالرغم من الفوارق الضخمة في الإستعداد اللوجستي والمادي بين حزب السلطة وأحزاب التاريخ المجيد ... ولذلك فإن مقارنة حال الحزب الإتحادي بمصير الوفد في مصر لا يستقيم هنا مطلقا....
نواصل،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2010, 11:35 AM   #9
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




لا مقارنة بين حزب الوفد في مصر والإتحادي في السودان (2-2)
لن يحدث للحزب الإتحادي كما حدث لحزب الوفد المصري
فذاك كان حزب الباشوات وهذا هو حزب جميع أهل السودان
بقلم: صلاح الباشا

صلة لحديث الأمس نقول ، أن حزب الوفد في مصر وبعد غيابه أو تغييبه عن الساحة السياسية هناك بسبب حل حكومة الرئيس جمال عبدالناصر في العام 1952م لجميع الأحزاب ، حتي سمح لها الرئيس أنو رالسادات بعد سبعة عشر عاما أي في العام 1979م بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل ، عاد الوفد إلي الحياة السياسية وقد جاء كسيحا تماما بسبب إنتقال زعمائه الباشوات عن الدنيا ، وبسبب عدم صمود قياداته إبان سنوات المنع وغياب الحريات السياسية ، بخلاف حزب الأخوان المسلمين الذي ظل ينافح كل الأنظمة هناك ، وقد قدمت قياداته العديد من التضحيات ، حتي تم الإعتراف بهم كقوة سياسية تشمل طبقات مستنيرة وقوى شبابية وطلابية لها وزنها داخل الساحة السياسية والإجتماعية في مصر ، برغم أن القانون هناك لايسمح بقيام أحزاب دينية ، حتي لا تحدث إحتكاكات بين جميع الأديان والطوائف فيضطرب الأمن والسلام الإجتماعي ، ولكن برغم ذلك نجد أن للأخوان وجودهم البرلماني تحت مسمي المستقلين ، ووجودهم النقابي وسط نقابات المحامين والمهنيين وإتحادات الطلاب ، علما بأن السلطة في مصر تحمي مثل هذا الوجود ولا تمنع من قيامه طالما كان لا يتخذ من الدين مسميً . وهذا بلاشك إعتراف من حكومات مصر الراشدة حتي لا يتكون إحتقان يؤدي إلي اللجوء إلي العنف السياسي.

أما في السودان ، ففي كل مرة تغيب فيها حريات الأحزاب ، فإن الحزب الإتحادي لم يغب مطلقا عن المنافحة السياسية وإثبات الوجود ، ولنا أن نتذكر أن رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي قدم روحه في أغسطس 1969م فداءا لوطنه وقد كان حبيس سجن كوبر منذ قيام إنقلاب 25 مايو 1969م ، وواصل رفيقه الشريف حسين الهندي المسيرة النضالية من خارج الوطن ، وقد قدم الإمام الهادي المهدي المثل الرائع والواضح في الشهادة من أجل حرية البلاد في مارس 1970م فمات شهيدا برصاصات الغدر في غابة الكرمك وهو في طريقه إلي أثيوبيا لقيادة النضال من هناك حين حوصر في الجزيرة أبا حصارا مات فيه العديد من الأنصار .

ولذلك حين عودة الديمقراطية في 6 أبريل 1985م بعد زوال حكم الرئيس الراحل جعفر نميري فإن الحزب الإتحادي قد عاد وهو أكثر قوة ليحقق مقعد رأس الدولة الراحل السيد أحمد الميرغني ومن داخل برلمان الشعب ، ولو لا تعدد المرشحين في معظم دوائر السودان لكان قد حكم البلاد لوحده مثلما حكمها لوحده في إنتخابات العام 1954م ، كما عاد الإتحاي أكثر قوة بعد زوال حكم الرئيس عبود العسكري في 21 أكتوبر 1964م حيث حقق المركز الأول في إنتخابات أبريل 1965م ليفوز بمقعد رأس الدولة الزعيم الأزهري بموافقة جميع النواب .
لكل ذلك نخلص لحقيقة بائنة وهي أن الحزب الإتحادي الديمقراطي لم ينكس راية النضال الوطني ، وقد رأينا ذلك يتمثل في قيادة رئيس الحزب الحالي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ولمدة عشرين عاما متصلة ، مدافعا عن حق أهل السودان في العيش بحرية ، وبعودة الحقوق ورد المظالم وجبر الضرر ، وبأهمية عودة كل المفصولين تعسفيا وسياسيا من كافة القوى السوانية ، نضالا تم تتويجه بإتفاقية القاهرة في يونيو 2005م ، وبالتالي لا يمكن مقارنة حزبا الوفد والأحرار في مصر بنضالات الحزب الإتحادي ورفيق دربه حزب الأمة القومي ، فأحزابنا والحمد لله لاتزال جذوة النضال تشتعل داخل أوساطها ، وإلا لما كان حزب المؤتمر الوطني يمني نفسه بأن يقبلوا محاصصتهم في السلطة القادمة ، وهو ما يثير التساؤل دوما : كيف لأحزاب لا تمتلك جماهير حسب نتائج الإنتخابات الأخيرة ، وتدعوها السلطة لقبول حكم قومي عريض .

ولكن وبحسابات الإنتخابات الحقيقية التي تقول بان عدد الذين يحق لهم التصويت هو 21 مليون مواطن ، نجد أن خمسة ملايين منهم عزفوا حتي عن التسجيل ، وهؤلاء بلاشك قوى راشدة ومتميزة ، وأن ستة ملاميين آخرين قاموا بالتسجيل وفق إرادتهم ، لكنهم عزفوا عن التصويت وهم راشدين أيضا وليسوا برجرجة ودهماء ، ليصبح إجمالي الممتنعين واليائسين من الإصلاح هو رقم 11 مليون مواطن ، فكم هو حظ الحزب الإتحادي من أولئك الممتنعين عن الخوض في العملية الإنتخابية وهم كلهم قوى حديثة راشدة .

وهنا نسأل ذات سؤال السيد الميرغني : أين ذهبت تلك الملايين التي إستقبلته في كسلا كمثال ، وقبلها عند عودته مرافقا لجثمان شقيقه السيد أحمد الميرغني حتي ضاقت بهم شوارع العاصمة بمارحبت ... هل أبتلعهم مقرن النيلين ، دعك عن القاش لوحده .
وهنا نؤكد .... بأن مصير الحزب الإتحادي لن يشابه مصير الوفد المصري مطلقا ، لا من حيث جذوة النضال المتقدة ولا من حيث حيوية الجماهير الممتدة في هذا الإرث لستين عاما خلت .... والمستقبل كما يتنبأ شيخ حسن للحزب الإتحادي الأصل ،،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-2010, 09:36 PM   #10
تاج السرفوزى

الصورة الرمزية تاج السرفوزى



تاج السرفوزى is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى تاج السرفوزى إرسال رسالة عبر Skype إلى تاج السرفوزى
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : تاج السرفوزى





مبروك الخليفة الأستاذ صلاح الباشا وجائزة صاحبة السعادة مبعوثة البلاط البريطانى هى التى تتشرف بك قبل أن تشرفك يا صاحب الشرف العالى وانت واحد من المنارات التى تضئ بنور السادة المراغنة وهم كُثر حول مولانا مثل الأنجم الزهر بأيهم إقتدينا إهتدينا
مزيداً من التقدم

تاج السرفوزى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2010, 12:46 PM   #11
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




لحظات مع زواج العترة الشريفة بمسجد السيد علي الميرغني


نسب من الرحمن محفوظ ًُفلا يلحقهُ... نسبٌ في الوجود مبرأُ
درٌ تنضّدَ من قديمٍ عالي ٍ..... يعلو على الجوزاء نورٌ أسنا


بقلم: صلاح الباشا

كنا ... وكانوا ، وكانت الأهرام اليوم في قلب الحدث وفي تلك الجمعة المباركة معنا وبقلم وكاميرا محررها الباهر زميلي وأخي الأصغر يوسف حمد ، يوثقون للحدث ، ويكرمون السادة الختمية بوضعه في الصفحة الأولي ، فكانت جموع الجماهير تحتشدُ بمسجد مولانا الحسيب النسيب السيد علي الميرغني عطر الله قبره ، وجعله روضة من رياض الجنة ، والمدائح من كافة الطرق الصوفية تغطي الآفاق بعبق التاريخ المجيد ، وسماحة الدين القويم تظلل الزمان والمكان ، والعترة النبوية الطاهرة تأذن بإنطلاق أجمل عقود قران البلد ، وطبول الطرق الدينية تزاحم براياتها وتعانق أصوات إنشادهم السماء ، والكون كله قد إختصر بوتقته بمسجد السيد علي بحلة خوجلي ، ونساء العاصمة من الختميات العفيفات الشريفات الطاهرات تشق زغاريدهن عصرية المشهد ، إيذاناً بميلاد فجر جديد، وأركان الدولة ( علي عثمان وعبد الرحيم ) وأركان الأحزاب ورجال الطرق الميامين يلتقون عند حضرة ( أبوهاشم ) وهو يوثق بنفسه عقد قران نجليه : السيد علي الميرغني الحفيد ، والسيد جعفر الصادق ، وأيضا لحفيد السيد بكري الميرغني.
ونحن حين نتحدث عن هذا الفرح ، فإن الأمر يعنينا نحن أهل الطريقة الختمية حيث تمضي الأيام القادمات ، ليرفد السادة المراغنة بلادنا الطاهرة بنسل جديد قويم وهم يعرفون كيف يحسنون تنشأته، فيشبون عن الطوق ، ويؤسسون لإتساع رقعة التسامح الراقي في بلادنا الحبيبة ، ولشعبنا الذي يحفظ لأبي هاشم كل ما ظل يقدمه من جهد وطني دؤوب لخدمة الوطن والمواطن ، ولايزال يعمل (ساتر) حتي لا تُصاب بلادنا في مقتل بسبب الهجمة الأجنبية التي سوف تكون أكثر شراسة والقوم يدركون تبعات كل ماهو آت ٍ، غير أنهم قد فقدوا الدليل بمثلما فقدوا الحس الوطني الذي يشحذ هممهم بأن يضحوا بالقليل من عنجهية السياسة وإنتشاءات السلطة الزائلة ، فيتراجعوا لينضموا إلي صفوف الجماهير في الشمال والجنوب علي السواء ، حتي يعود السودان قويا وموحداً تتباعد عند إلتقاء خطوط خرائطه الكنتورية ثقافة الإقصاء والتمشدق الطاريء بإنتشاءات القوة.

كانت جماهير الختمية ومحبوها، وجماهير الإتحادي من كافة تياراتهم حضورا بهياً ، يجعل الفرد منا يرفع عقيرته مفاخرا بهذا المستوي من الإعتراف الطبيعي غير المتكلف بأهمية الحفاظ علي سلامة تلك البيوتات الطاهرة التي ما أرادت طوال تاريخها الإجتماعي والسياسي إلا الخير ذي الظلال الوريفة لهذا الشعب الطيب الصابر والصامد في ذات الوقت .
ونحن ... لا نملك إلا أن نقول للسيدين العريسين ، أهلا بكما إضافة حقيقية وقوية للنسل الطاهر وللعترة النبوية الشريفة ، ومعا نؤسس لسودان تجري في عروق أبنائه سماحة الإسلام وتواضع الشيوخ وقوة العلماء ... فهنيئاُ لكما سيدي علي وسيدي جعفر الصادق بحياة هانئة تحرسها دعوات الألوف المؤلفة التي شهدت الفرح الكبير ، وتنفحها دفقات من الأمل زغاريد حرائر أهل السودان في تلك الجمعة الطيبة المباركة .. وبساحة ذلك المسجد المبارك الذي يضم ثراه أنبل الرجال مولانا الحسيب النسيب ( ابو الوطنية ) السيد علي الميرغني ، ونجله الرئيس المحبوب السيد أحمد الميرغني ...وشكرا لك سيدي محمد عثمان علي هذا الفرح السوداني التاريخي الأصيل ،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2010, 03:21 PM   #12
الزبير بشير
حضرة السادة المراغنة
الصورة الرمزية الزبير بشير



الزبير بشير is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : الزبير بشير




الف مبروك الاستاذ صلاح الباشا
كل نجاح لكم هو نجاح لنا فنجاحكم اثلج الصدر و اراح الفؤاد .

الزبير بشير غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 05-16-2010, 03:29 PM   #13
تاج السرفوزى

الصورة الرمزية تاج السرفوزى



تاج السرفوزى is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى تاج السرفوزى إرسال رسالة عبر Skype إلى تاج السرفوزى
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : تاج السرفوزى




شكرا جزيلا الاخ صلاح على التلخيص الرائع للمهرجان السودانى القومى بزواج السادة ربنا يجعله مبارك

تاج السرفوزى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2010, 03:32 PM   #14
علي الخليفة عمر
مُشرف الختمية أُون لاين
الصورة الرمزية علي الخليفة عمر



علي الخليفة عمر is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : علي الخليفة عمر




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج [ مشاهدة المشاركة ]
ونسطع مثل شمس على كل الانام
ودانى حال صحبى بسر هو سام
وبشرى ياصحابى باسرار عظام

كفيت ووفيت وبعد كلامك ده مافي كلام لانو الكلام الحق والتهنئه الخاصه للكاتب القدير صلاح الباشا

علي الخليفة عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-16-2010, 07:38 PM   #15
مأمون الشيخ


الصورة الرمزية مأمون الشيخ



مأمون الشيخ is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : مأمون الشيخ




.. كل التهاني للأخ الزميل صلاح الباشا الذي ظل يصدح بالحق في وقت كانت فيه قولة الحق دونها الرؤوس

مأمون الشيخ غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة مأمون الشيخ ; 05-16-2010 الساعة 07:42 PM.
رد مع اقتباس
قديم 05-29-2010, 11:21 PM   #16
رنا كمال


الصورة الرمزية رنا كمال



رنا كمال is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : رنا كمال




التحيه والتقدير لشيخ الصحفيين الاتحاديين صلاح الباشانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رنا كمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-30-2010, 02:42 PM   #17
أزهري محمد سليمان
رئيس الحزب الإتحادي الكويت

الصورة الرمزية أزهري محمد سليمان



أزهري محمد سليمان is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر ICQ إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر AIM إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر MSN إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أزهري محمد سليمان
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أزهري محمد سليمان




التحيه والاكبار الى استاذنا الجليل صلاح الباشا
يا ابوالحسين وفيت وكفيت

نرجو من ادارة المنتدى تكريم الاستاذ صلاح الباشا

أزهري محمد سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 05:00 PM   #18
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




بسم الله الرحمن الرحيم
1/6/2010م
****
الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
__________
اللجنة العليا للإنتخابات
____________
بيان إلي جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
_______________


بما أن حزبنا قد سبق له المشاركة الكاملة في منافسة الإنتخابات العامة التي جرت في ابريل 2010م الماضي ، ونظراً للتداعيات التي سبق لقيادة الحزب أن أعلنتها من قبل ، فإن لجنة الإنتخابات بالحزب وبالتشاور مع الهيئة القيادية ، قد قررت عدم مشاركة مرشحي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في إنتخابات الإعادة بالدوائر المختلفة ، والمزمع إجراؤها في الفترة القادمة.
وبالله التوفيق ،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 07:26 PM   #19
أزهري محمد سليمان
رئيس الحزب الإتحادي الكويت

الصورة الرمزية أزهري محمد سليمان



أزهري محمد سليمان is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر ICQ إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر AIM إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر MSN إلى أزهري محمد سليمان إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أزهري محمد سليمان
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أزهري محمد سليمان




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحُسين [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم

1/6/2010م
****
الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
__________
اللجنة العليا للإنتخابات
____________
بيان إلي جماهير الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
_______________


بما أن حزبنا قد سبق له المشاركة الكاملة في منافسة الإنتخابات العامة التي جرت في ابريل 2010م الماضي ، ونظراً للتداعيات التي سبق لقيادة الحزب أن أعلنتها من قبل ، فإن لجنة الإنتخابات بالحزب وبالتشاور مع الهيئة القيادية ، قد قررت عدم مشاركة مرشحي الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل في إنتخابات الإعادة بالدوائر المختلفة ، والمزمع إجراؤها في الفترة القادمة.
وبالله التوفيق ،،،،،


قرار حكيم جدا جدا

أزهري محمد سليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:48 PM   #20
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




نكسة حزيران/يونية1967م بعد مضي 43 عاماً ...

خفايا وأسرار وأسباب الهزيمة.
كيف ضمدت حكمة قادة السودان جراحات العرب في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة .
______________________

مذكرات توثيقية يكتبها : صلاح الباشا


مقدمة :

لاتزال أجيال عربية عديدة تهتم بالشأن القومي العربي وبالأمن الإستراتيجي العربي تتذكر تلك النكسة التي ضربت العرب وبقيادة مصر وقتذاك في مقتل ، إثر إنتهاء ما تسمي بحرب الأيام الست التي تمكنت فيها إسرائيل من إحداث هزيمة قاسية وقاضية ، إبتداءً من تاريخ 31 آيار / مايو 1967م وحتي صبيحة الخامس من حزيران / يونيو 1967م . بعد أن طلبت القيادة المصرية بزعامة رئيسها جمال عبدالناصر من الأمين العام للأمم المتحدة وقد كان يشغل المنصب وقتها ( المستر أوثانت ) وهو بورمي الجنسية من تلك الدولة المنسية – بورما - في جنوب شرق آسيا ، طلب أن تقوم الأمم المتحدة بسحب مراقبيها المتواجدين في مضائق ( تيران ) علي البحر الأحمر منذ حرب العدوان الثلاثي علي مصر في العام 1956م والذي قادته كل من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا ، بسبب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس حيث كانت القناة تتشكل من شراكة بين فرنسا وبريطانيا ومصر منذ أن تم حفرها بواسطة المهندسين الفرنسيين في العام 1868م إبان حكم الخديوي ابراهيم باشا في مصر ، وذلك لتسهيل الملاحة البحرية والربط بين البحر المتوسط والأحمر ، بعد أن كانت السفن التجارية تبحر لشهور عديدة مابين اوربا وآسيا عن طريق رأس الرجاء الصالح ( كيب تاون ) في جنوب أفريقيا .
وبعد رحيل قوات الأمم المتحدة من مضايق تيران في الثلاثين من مايو 1967م والتي كانت تحفظ السلام وتراقب الملاحة والحدود علي البحر الأحمر بين مصر وإسرائيل ، قامت مصر بشن هجومها العسكري منطلقة من صحراء سيناء المصرية برا تجاه إسرائيل عبر ميناء رفح ثم عبر قطاع غزة الذي كان مصريا فلسطينيا صرفا ... وبعدها بأيام حدثت الكارثة .
لقد قال المحللون والخبراء السياسيون والعسكريون وقتها ، أن مصر لم تكن جاهزة لمثل تلك الحرب ضد إسرائيل ، وذلك يعود لعدة أسباب يأتي من أهمها تورط مصر في حرب اليمن الأهلية والتي أخذت منها الكثير ، والتي سميت وقتذاك بالثورة اليمنية ( 23 سبتمبر 1963م ) ضد حكم الإمام البدر في اليمن الشمالي ، علما بأن اليمن اليمن الجنوبي – وعاصمته عدن - كان لايزال وقتذاك تحت الإحتلال الإنجليزي في جنوب جزيرة العرب .
وما يجدر ذكره ، أن هنالك العديد من العناصر السياسية اليمنية التي كانت تناهض حكم الإمام في اليمن ، تعيش في القاهرة ، إما للدراسة ، أو للدراسة والنضال معاً ، أو لتأسيس جبهة نضال تنطلق من القاهرة لإنهاء حكم الإمامية ، والذي كان عقبة تقف في طريق التنمية وإنتشار التعليم في اليمن في ذلك الزمان، آملين دعم ورعاية الثورة المصرية في مساعدتهم .
ومن العناصر اليمنية التي كانت ناشطة بالقاهرة يأتي إسم الدكتور عبدالرحمن البيضاني ، ومحسن العيني ، وأبناء مكي ، والقاضي الإيرياني ، وآخرون كثر ، مثلما كان فيها ثوار اليمن الجنوبي مثل قحطان الشعبي وعبدالقوي مكاوي ، حيث كان الرئيس الراحل أنور السادات والذي كان وقتها يترأس ما يسمي بالمؤتمر الآفريقي الآسيوي في زمان حكم عبداللناصر ، فضلا علي ترأس السادات لمجلس الأمة المصري ( البرلمان ) ، فكان السادات يمسك بملف اليمن ، بل ويحض الرئيس عبدالناصر علي أهمية التدخل العسكري في اليمن لمساندة الثورة اليمنية الوليدة ، وهذا ما خلق صراعا سياسياً بين مصر عبدالناصر ، و دول عربية عديدة كانت تري أن في ذلك تدخلا في شأن داخلي لتلك الشعوب ، فقد كان عبدالناصر يري في المناضل ( آرنستوتشي جيفارا) نموذجا ، لأن جيفارا كان من بوليفيا بامريكا اللاتينية وهو أصلا طبيب ، لكنه رحل إلي جزيرة كوبا لمساندة ثورتها بقيادة فيديل كاسترو لتحرير كوبا من حكم الديكتاتور ( باتيستا ) في العام 1962 ، لكن جيفارا بعد تحرير كوبا وقد أكرمه رفيق نضاله كاسترو بمنصب وزير الصحة ، إلا أن جيفارا غفل راجعا لتحرير بلاده بوليفيا من قبضة عملاء الأمريكان ، غير أنه قد تم إغتياله هناك داخل غابة مع خمسة عشر ثائرا مسلحا من رفقائه بعد أن نصبت لهم حكومة وطنهم بوليفيا كمينا بتتبع تام من المخابرات الأجنبية.

أما عن تورط مصر في حرب اليمن ، فقد تمثل في إرسال مئات آلاف من ضباط وجنود القوات المسلحة إليها عبر البحر الأحمر ، بما في ذلك إستخدام أطقم سلاح الطيران الحربي في ضرب مواقع قوات الإمام البدر اليمنية التي لجأت إلي حرب عصابات طويلة المدي ، وقد أرهق ذلك القوات المصرية كثيرا لدخولها في حرب لا تعرف معها تضاريس ذلك البلد الذي تكسوه الجبال والمرتفعات وتتخلله الوديان ، فضلا علي العمق الديني العقائدي الذي كان يغلب طابعه علي معظم شعب اليمن تجاه دعم حكم الإمام .
فالدول العربية جزيرة العرب وغيرها ، كانت تعتقد بأن دخول مصر لإنهاء حكم الإمام في اليمن يعتبر بمثابة تدخل مصري في شؤون دولة عربية أخري كما ذكرنا ، حيث كان عبدالناصر وهو في فورة شبابه يري جازماً بأن ثورة 23 يوليو 1952 م والتي نجحت في إنهاء حكم الملك فاروق بن فؤاد الأول في مصر ، سوف تتمدد بموجبها فكرة ثقافة القومية العربية ، والتي تحولت لاحقا إلي الناصرية ( نسبة إلي جمال عبدالناصر ) .
لكن ... مالم تضعه القيادة المصرية المتحسمة وقتذاك بزعامة عبدالناصر في بالها ، خاصة وقد أقصي عبدالناصر في العام 1954م رئيسه في الحكم اللواء محمد نجيب بما سميت بأزمة مارس 1954م في مصر ، وقد جلب اللواء نجيب الدعم والتعاطف الشعبي المصري للثورة الوليدة ، فتمدد صداها إلي كافة الدول العربية التي كانت تحت الإحتلال الإستعماري الغربي ، مثل السودان والجزائر والمغرب ، ما لم تضعه القيادة المصرية وهي تمدد نفوذها العسكري في اليمن ، هو الإرهاق المادي الذي سوف يصيب الإقتصاد المصري المحدود الموارد في مقتل بسبب الكلفة العالية للجيش المصري في اليمن ، بالإضافة إلي بعد المسافة بين مصر واليمن ، فضلا علي الخسائر العديدة التي تكبدتها القوات المسلحة المصرية في ذلك البلد البعيد الذي يقع في أقصي جنوب جزيرة العرب ، خاصة وأن قوات الإمام البدر الشعبية كانت شديدة المراس وقوية الثبات في بلاد تعرف هي طبيعتها الجغرافية وتجد الدعم اللوجستي والمادي من العديد من الدول وقتذاك وبلا تحفظ .
وفي ذات الوقت يقوم عبدالناصر بفتح جبهة حرب واسعة المدي ضد إسرائيل ، فكان لابد له من الإنسحاب من اليمن لدعم خطوط القتال الجديدة ضد إسرائيل . وهنا فقد عادت القوات المصرية من اليمن بالسفن وهي تعاني الإرهاق وإنعدام التدريب والتأهيل ، لتجد نفسها تدخل في حرب اخري غير معروفة نهاياتها . وكل ذلك وما كان يصاحبه من توتر نفساني لدي الضباط والجنود المصريين ساعد علي تراكم العديد من الأخطاء العسكرية التي صاحبت حرب مصر ضد إسرائيل في ذلك الزمان من العام 1967م.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:52 PM   #21
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




كنا نحن في السودان وفي فورة شبابنا بالمرحلة الثانوية في منتصف عقد الستينيات من القرن الماضي ، وأيضا كل الطلاب بالمرحلة الجامعية ، ندعم معنويا وتظاهريا وثقافيا خطوة شن مصر لحرب ضد إسرائيل وتحرير فلسطين المحتلة ، حيث كانت فلسطين تشكل الوجدان العربي تماماً ، فضلا علي ما كانت تحدثه الثورة المصرية الوليدة من آمال عظام في نفوس الشعوب العربية وحتي الإسلامية منها بفضل إعلامها القوي الذي كان يتمثل في إذاعة ( صوت العرب ) وصحف الأهرام والأخبار واخباراليوم والجمهورية ومطبوعات دار الهلال وهي : آخر ساعة والمصور وحتي حواء النسائية ، فضلا علي روز اليوسف وصباح الخير ، تلك الصحف والمجلات قد نشرت الفكري العربي التحرري داخل أفئدة الأمة العربية حيث كانت تخاطب الوجدان العربي بأن هذه الثورة المصرية واعدة وصادقة وعالية الوطنية والعمق العربي التحرري ، بإعتبارها واحدة من حركات التحرر الوطني التي أنهت حكم الإحتلال الإنجليزي لمصر وإنهاء حكم الخديوية فيها بعد أن كان الإنجليز مسيطرين تماماُ علي الملك فاروق ملك مصر والسودان في ذلك الزمان .
ولكن ، ومن جانب آخر ، وفي أيام الحرب في حزيران/ يونيو 1967م ،كان القائد العام للقوات المسلحة المصرية ، وهو في ذات الوقت كان نائبا للرئيس جمال عبدالناصر ، ومقربا منه أكثر ، وهو المشير عبدالحكيم عامر ، برغم بعض الخلافات التي كانت تطفو علي السطح من وقت لآخر بينهما ، لم ينفذ المشير عامر ما إقترحه عليه عبدالناصر إبان الأيام الأولي للحرب في بداية يونيو 1967م حسب توصية كبار الضباط في الجيش المصري لعبدالناصر ... والمقترح هو أن يقوم المشير بتحريك معظم طاقم الطائرات الحربية المصرية من كافة مواقعها بالمطارات الحربية في مصر ، ونقلها إلي السودان ، تحسبا لأي هجمات جوية إسرائيلية عليها ، ذلك أن عبدالناصر كان يعرف قوة وحجم الطيران الإسرائيلي الذي شيدته ورعته الولايات المتحدة بما يحتويه من مقاتلات متقدمة من طراز فانتوم وإسكاي هوك ، فضلا علي الصواريخ المضادة للطائرات .
غير أن المشير لم يعر للأمر إهتماماُ مطلقا ، ما جعل العديد من الخبراء والمحللين العرب والعالميين تغلب عليهم الدهشة من عدم تنفيذ هذا الطلب الإستراتيجي البديهي في معركة سيغلب عليها الطابع الجوي في القتال ، جنبا إلي جنب مع الطابع البري وربما البحري أيضا . فالطيران الجوي المصري هو الذي يعمل علي تغطية القوات البرية المتمددة في صحراء سيناء صوب إسرائيل ، فضلا علي إستخدام الطيران في الهجمات الجوية علي مواقع العدو العسكرية حسب ماهو معروف في الحروب الحديثة ، وقد تمثلت فوائد إستخدام الحرب جويا في مصر لاحقا عند قيامها بحرب العبور في 6 أكتور 1973م حيث دكت القوات الجوية المصرية حصون القوات الإسرائيلية المرابطة في خط بارليف الترابي علي الضفة الشرقية لقناة السويس حين كان قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر 1973م هو الفريق طيار محمد حسني مبارك ، الذي أصبح لاحقا رئيس لجمهورية مصر العربية بعد إغتيال الرئيس محمد أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة بتاريخ 6 أكتوبر 1981م إبان إحتفالات الجيش بذكري حرب العبور .
كما أن هناك جانبا آخر ، ادي إلي سرعة أنهاء المعركة لصالح إسرائيل في حزيران/ يونيو 1967م ، وهو أنه حين توغلت القوات المصرية بحجمها الكبير داخل سيناء وقد إقتربت من حدود إسرائيل القديمة ، كان لابد من القيادة المصرية من توظيف سلاح الطيران ليأخذ زمام المبادرة ويبدأ ضرباته الجوية في العمق الإسرائيلي ، خاصة وأن مساحة إسرائيل كانت ضئيلة وقد كانت تحيط بها في شكل طوق كل من سوريا ولبنان والأردن وسيناء المصرية وقطاع غزة الفلسطيني السكان والبحر الأبيض المتوسط ، ومن السهولة إحداث خسائر فيها بحيث لا تستطيع درء مخاطرها .
وهنا ... حدثت الخدعة الكبري من الصديق الكبير لمصر وقتذاك ، وهو الإتحاد السوفيتي ، فقد كان الرئيس الأمريكي ( ليندون جونسون ) من الحزب الديمقراطي والذي خلف الرئيس جون فيستجيرالد كينيدي الذي إغتيل في مدينة دالاس داخل سيارته المكشوفة وهو يحي الجماهير في شوارع المدينة في العام 1963م وبجانبه زوجته جاكلين والتي تزوجت من الملياردير اليوناني أوناسيس فيما بعد ، كان الرئيس ليندون جونسون تصله التقارير من القيادة الإسرائيلية إبان تلك الظروف وقد كانت رئاسة الوزارة الإسرائيلية في يد السياسية العريقة والماكرة( قولدا مائير ) من حزب العمل ، وكان يساعدها وزراء متمكنون وذوو خبرة رفيعة ، مثل وزير الخارجية ( أبا إيبان ) ووزير دفاعها( موشيه دايان ) ، فإتصل الرئيس الأمريكي ليندون جونسون بالزعيم السوفيتي ( ليونيد برجينيف ) مستخدما ذكاء ماكرا لصالح إسرائيل ، قائلا له بأن الولايات المتحدة سوف تدعو مجلس الأمن للتدخل لوقف أي حرب محتملة بين مصر وإسرائيل ، وفي ذات الوقت سوف تضغط علي إسرائيل للدخول في مباحثات سلام جادة مع مصر ومع كل العرب لتحفظ لكل الأطراف حقوقها ، بما في ذلك إيجاد وطن للفلسطينين يكون مستقرا لهم كدولة بدلا عن هذا اللجوء المكثف للفلسطينيين بالدول العربية ، وقد إشترط الرئيس جونسون علي بريجنيف إخطار عبدالناصر اليوم قبل الغد بعدم إستخدام مصر لأي ضربة جوية ضد إسرائيل ، أي ألا تبدأ مصر بالهجوم مطلقا حتي لا تعطي مبررا للطيران الإسرائيلي المتطور من الهجوم جوا علي كل مصر ، خاصة وأن عبدالاناصر هو الذي طلب من الأمم المتحدة سحب قوات السلام الدولية التي كانت تتواجد في الحدود بين البلدين ، خاصة في مضائي تيران مثلما ذكرنا سابقاً .
وعلي الفور وفي ذات الليل ، قام برجنيف بإستدعاء كل من رئيس وزرائه ( إليكس كوسيجين) ووزير خارجيته السياسي العريق ( أندريه جروميكو ) ولم ينس إستدعاء وزير دفاعه العجوز المارشال ( جريشكو ) ، وقد شرح لهم الحالة في مصر وفي الشرق الأوسط تماماً ، وطلب من وزير الخارجية جروميكو الإتصال بالسفير السوفيتي بالقاهرة وإيقاظه من النوم فورا للذهاب إلي الرئيس جمال عبدالناصر في بيته فوراً ، وإخطاره بما تم الإتفاق عليه بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي في ذات الليلة ، وهو ألا تبدأ مصر بالهجوم الجوي علي إسرائيل مطلقا ً ...
وهنا فقد إنطلت الحيلة الذكية علي السوفييت وعلي عبدالناصر نظرا لمايربط الطرفين من تحالف إستراتيجي ضد القوي الإمبريالية بالمنطقة حسب حالة الحرب الباردة السائدة وقتذاك . وبالتالي فقد أكد عبدالناصر للسفير السوفييتي وقد كان الوقت في الساعة الثالثة من صباح الإثنين الخامس من يونيو / حزيران 1967م ، موافقته علي المقترح ، فرجع السفير وإتصل بجروميكو والذي بدوره إتصل بالرئيس برجينيف ، فقام الأخير بتأكيد الأمر للرئيس ليندون جونسون عن طريق الخط الهاتفي الساخن والذي كان يطلق عليه ( الخط الأحمر ) بين قصر الكرملين في موسكو والبيت الأبيض في واشنطن .. ثم وصل الخبر من واشنطن إلي تل أبيب بالطبع بنجاح الخطة الجهنمية.
وهنا ... يصحو عبدالناصر من نومه في السادسة من صباح ذات اليوم الخامس من حزيران/ يونيو حيث أيقظه مدير المخابرات الحربية اللواء ( صلاح نصر ) ليبلغه الخبر الأليم بالغدر الإسرائيلي الناتج من الخدعة الأمريكية الكبري ، وهو أن الطيران الحربي الإسرائيلي قد قضي علي جميع المطارات الحربية في مصر محطما معظم أسطول الطيران الحربي ( من طراز ميج السوفيتية ) في ساعة واحدة ، في الخامسة فجرا بتاريخ الخامس من حزيران/يونيو 1967م . ما أدي إلي دخول عبدالناصر وكل القيادة المصرية والشعب المصري والسوداني والعربي في حالة إحباط وإرتباك لا حدود لها ، خاصة وأن عبدالناصر نام ليلتها وقد كان يعتقد أن المشير عبدالحكيم عامر قد قام بإجلاء ثلثي الطيران المصري علي الأقل إلي الخرطوم حسب الخطة والطلب ، وهذا بالطبع لم يحدث ، ولم يعرف سبب تصرف المشير ذاك حتي اللحظة ، ولذلك أمر المشير كل القوات المصرية البرية بإلإنسحاب الفوري من الصحراء إلي غرب القناة حيث إنعدم الغطاء الجوي لها بسبب ضرب الطيران الحربي المصري بواسطة القوات الجوية الإسرائلية ، فتم الإنسحاب عشوائياً ، و لكن الطيران الإسرائيلي كان هنا أسرع حيث تمكن من ضرب كافة الأسلحة والمدرعات والآليات التابعة للجيش المصري في سيناء ، ما دعا القوات المصرية إلي تركها خلفه في صحراء سيناء التي سيطرت عليها إسرائيل تماماً ولم تنسحب منها إلا بعد تطبيق إتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد بأمريكا في زمان الرئيس السادات وبيجين في العام 1978م ، فتم إنسحاب إسرائيل من سيناء في أبريل 1983م حسب نصوص الإتفاقية .وهنا فقد قدم الجيش المصري الشجاع تضحيات كبيرة وعظيمة وتاريخية تتطلب توثيقا أكبر وأعرض، فقد كان جيشا يمثل الجسارة والتضحية في أبهي معانيها ، حيث قدم الجيش والشعب المصري زهرات شبابهم من أجح قضية العرب المحورية وهي تحرير فلسطين.
وبعد تلك الهزيمة الخدعة شعرت القيادة السوفيتية كلها بالحرج البالغ بسبب قبولها مقترح ليندون جونسون الذي خدعها تماماً ، فقام رئيس وزراء السوفييت إليكس كوسيجين ووزير خارجيته إندريه جرومكيو وبرفقتهما وزير الدفاع جريشكو ، بزيارة القاهرة ، وقد إلتزم السوفييت للقيادة المصرية بتعويض السلاح المصري بالكامل ، وببناء وإعادة تأهيل وتدريب القوات المسلحة ، وإقامة حائط لصواريخ سام 6 المتطورة في عدة مواقع علي طول الضفة لغربية لقناة السويس .
وما يجدر ذكره أن الجيش الأردني كان قد إستبسل جدا داخل الضفة الغربية لنهر الأردن والتي كانت تحت الإدارة الأردنية منذ حرب 1948م ويسكنها الفلسطينيون منذ ذللك الزمان وقد 1كر عبدالناصر في خطابه الشهير بأنه يشعر بالألم حين يتذكر جيش الأردن وإستبساله ، فإحتلت إسرائيل الضفة الغربية لنهر الدرن بالكامل ولم تخرج منها حتي اللحظة ، بمثلما إحتلت أيضا مرتفعات الجولان السورية منذ حزيران وحتي اللحظة ايضا ، ثم جنوب لبنان الذي خرجت إسرائيل منه قبل عدة أعوام بعد نضالات قوات حسن نصر الله زعيم حزب الله الشيعي في جنوب لبنان .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:54 PM   #22
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




وبعد الهزيمة الكبيرة المباغتة ، إستقال الرئيس جمال عبدالناصر بخطاب أذيع علي الهواء من داخل مجلس الأمة الذي كان يرأسه ( أنور السادات ) وكان ذلك في مساء التاسع من حزيران / يونيو 1967م ، وقد أوصي بإختيار زكريا محي الدين الذي كان واحدا من ضباط ثورة 23 يوليو وتولي رئاسة الوزراء من قبل ، ليكون رئيسا للجمهورية بدلا عنه ،وسيعود عبالناصر إلي صفوف الجماهير يقود النضال معهم لتحرير الأرض العربية ، ولكن المفاجأة هي أن الشعب المصري قد خرج في شوارع القاهرة وباقي المدن وإعتصم لمدة يومين حتي العاشر من يونيو يرفض إستقالة عبدالناصر ، وقد خرجت التظاهرات العفوية بالخرطوم منطلقة من ميدان أبو جنزير حتي السفارة المصرية تطلب من عبدالناصر مواصلة المسيرة . فإستجب عبدالناصر وعاد إلي الحكم تارة أخري ، غير أنه كان حزيناً جدا لماجري ، ذاكرا بأنه يتحمل مسؤولية كل ماجري لمصر في تلك النكسة .
وفي ذلك الزمان كان التضامن العربي مفككاً ، وكانت العلاقات بين مصر وبعض دول المنطقة في أسوأ حالاتها بسبب حرب اليمن آنفة الذكر ، وهنا كان لابد للجامعة العربية أن تنعقد حيث كان أمينها العام وقتذاك هو ( عبدالخالق حسونه ) والذي خلفه لاحقا محمود رياض الذي كان وزيرا لخارجية مصر إبان سنوات النكسة ، فقررت الجامعة عقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب في العاصمة العراقية بغداد وبدعوة من رئيسها وقتذاك ( عبد الرحمن عارف ) الذي خلف شقيقه في الحكم عبدالسلام عارف الذي كان قد مات قبل عام وقتها .
وفي بغداد ، حدثت عدة مقترحات متضاربة بمؤتمر وزراء الخارجية الذي إنعقد في بداية اغسطس1967م أي بعد الهزيمة بشهرين ، حيث كان هناك خلافا بائنا بين قيادة حزب البعث في العراق وقيادة البعث في سوريا التي كان يراسها نور الدين الأتاسي ، كما كانت كل من الجزائر بقيادة الرئيس العقيد هواري بومدين ، والجمهورية السورية ، تريان أهمية الإعتماد علي العمل في الكفاح المسلح بإبتكار حرب شعبية ، علي غرار حرب التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي التي أستشهد فيها مليون شهيد ، كانت دماؤهم وأرواحهم مهرا لإستقلال الجزائر في العام 1962م.. وهناك دول عربية أخري كانت تري في ذلك المؤتمر بما في ذلك مصر. كانوا يرون بأنه لابد من الدول العربية المنتجة للنفط من أن توقف تصدير النفط للدول الغربية المساندة لإسرائيل وهي الولايات المتحدة ودول أوربا الغربية واليابان والتي كانت مجتمعة تشتري في حدود 90% من البترول العربي . علما بأن الدول العربية المنتجة له كانت في ذلك الزمان هي المملكة العربية السعودية ، والكويت ، والعراق ، وليبيا التي كان يتولي الحكم فيها الملك إدريس السنوسي ، قبل أن يقوم العقيد القذافي بقلب نظام الحكم فيها وإنهاء حكم السنوسي في الفاتح من سبتمبر في العام 1969م ، أي بعد إنقلاب العقيد جعفر محمد نميري في الخرطوم في 25 مايو 1969م بأربعة أشهر فقط . ولم يكن هناك وجودا لدول الخليج الأخري الموجودة الحالية حيث كانت حينذاك تحت الإنتداب البريطاني مثل البحرين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية ، فقد كانت كلها تحت إدارة الإستعمار البريطاني وقتذاك ...
ولكن .... وحسب شهادة الكاتب والمحلل السياسي المصري ( محمد حسنين هيكل ) والذي كان يرأس صحيفة الأهرام ويكتب فيها تحليله الشهير ( بصراحة ) في صباح كل جمعة ، ذكر في حديثه التوثيقي المستمر مساء كل خميس لقناة الجزيرة ، ذكر هيكل ذات مرة بأن الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير خارجية الكويت في ذلك الزمان ، وأميرها الحالي ، أنه قال في مؤتمر الخارجية العرب ببغداد في اغسطس 1967م أي بعد النكسة بشهرين بأن مسألة إيقاف تصدير النفط لأمريكا والغرب يأتي إقتصاديةعديدة ، ومن أهم اضرار المباشرة هي توقف مشروعات التنمية الطموحة في الدول العربية النفطية وما ينعكس من ذلك في إلغاء حوالي 250 ألف وظيفة ظل يشغلها المواطنون العرب في دول النفط ، والسبب الثاني هو أن عائدات النفط في حالة تصديره سوف تجعل الدول النفطية قادرة علي مساعدة الدول العربية غير النفطية ، فكان الإقتراح الكويتي الأهم هو أن تقوم الدول النفطية بالعمل علي توفير ميزانيات لإعادة بناء القوات المسلحة لمصر ولدول المواجهة الأخري حتي تتمكن من إستعادة قدراتها تارة أخري للخوض في حرب تحرير للأراضي العربية المحتلة بواسطة إسرائيل بدلا عن إيقاف بيع النفط للولايات المتحدة وللدول التي تساند إسرائيل .
وقد كان السودان وقتذاك يترأسه مجلس السيادة السوداني ( رأس الدولة ) برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري ، كما كان يترأس الحكومة رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب حيث كان نظام الحكم إئتلافيا بين الحزبين الإتحادي والأمة ، وقد كانت لهما الغلبة في البرلمان وقتذاك ، حيث كان الإقتراح السوداني يتمثل في دعوة الزعماء العرب جميعهم لمؤتمر قمة يعقد بالخرطوم قبل نهاية أغسطس 1967م وفق خطة كانت ترمي إلي خلق تضامن عربي حقيقي وإنهاء كافة الخلافات ، كمدخل لإيجاد حلول لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية التي إحتلتها إثر تلك الحرب الخاطفة في حزيران 1967م ، ولمساندة الشقيقة مصر ورئيسها بقوة جماهيرية بائنة ، وهو ماحدث لاحقا عند وصول عبدالناصر لمطار الخرطوم لحضور مؤتمر القمة العربي .
وهنا فقد أرسلت القيادة السودانية الدعوات لكل لقادة العرب ، وقد قبل معظمهم الدعوة ، ماعدا ما رشح وقتها بأن السعودية لن تحضر المؤتمر بسبب خلافها مع عبدالناصر بسبب تدخله في الشأن اليمني ، وما وغر في الصدور من هجوم إعلامي بين الطرفين طوال السنوات التي سبقت حرب حزيران. وهنا فقد طلب الأزهري من السيد علي الميرغني الإتصال بالملك فيصل حاثا له بأهمية الحضور ، لأن حضوره لقمة الخرطوم العربية سيمثل قوة دفع عالية لإيجاد الحلول للقضية العربية ، لما للملك شخصيا وللمملكة من أدوار ووزن عربي وإسلامي وثقل دولي لا تخطئها العين مطلقا ، فضلا علي قوة الوزن الإقتصادي السعودي . وهنا أرسل السيد علي الميرغني نجله السيد أحمد الميرغني ( رئيس الدولة لاحقا في ابريل 1986م ) والذي إنتقل إلي الرفيق الأعلي في نوفمبر 2008م ، حيث حمله والده الميرغني الكبير رسالة خطية للملك فيصل بهذا الشأن ، وعلي إثرها أكد الملك فيصل حضوره للقمة العربية إستجابة لطلب السيد علي الميرغني ، وهبطت طائرة الفيصل بمدرج مطار الخرطوم بعد دقائق قليلة من وصول الرئيس جمال عبدالناصر في صباح يوم 28 أغسطس 1967م .
وفي ذلك اليوم ، وصل الزعماء العرب إلي مطار الخرطوم ، ولم ينقض النهار إلا وتصل جميع الوفود العربية ، وقد تمت إستضافتها بالفندق الكبير وبفندق السودان ، حيث لم يكن هناك وجودا للفنادق الأجنبية بالخرطوم كالهيلتون والمريديان ، لكن هناك زعماء قد أوفدوا من ينوبون عنهم ، فالرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لم يحضر لأنه كان له رأي مسبق أطلقه منذ العام 1965م بأهمية الإعتراف بإسرائيل بشرط أن توافق إسرائيل علي قيام الدولة الفسطينية وفق التقسيم الذي تم في العام 1947م بواسطة الأمم المتحدة ، فهاجمه معظم القادة العرب وقتذاك ، فإنتدب للمؤتمر رئيس وزرائه الباهي الأدغم ، كما أن الملك الليبي إدريس السنوسي إنتدب إبنه الأمير محمد ، كما حضر الأمير الحسن بديلا عن والده الملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية ، وكذلك تغيب الرئيس الجزائري العقيد هواري بومدين ، حيث أوفد وزير خارجيته وقتذاك عبدالعزيز بوتفليقة وهو الرئيس للجزائر لاحقاً . وقد حضر كل من الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل والشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت ، والرئيس العراقي عبدالرحمن عارف ، واللبناني شارل الحلو ، والسوري نور الدين الأتاسي ، واليمني المشير عبدالله السلال ، والملك حسين بن طلال ملك الأردن ، وقد مثل منظمة التحرير الفلسطينية رئيسها الراحل احمد الشقيري .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-03-2010, 01:56 PM   #23
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




وهنا فقد بدأت الجلسة الإفتتاحية الإجرائية في تمام الساعة السادسة مساء يوم 28 اغسطس في مكبني البرلمان القديم بالخرطوم بكلمة ترحيبية من رئيس مجلس السيادة السوداني إسماعيل الأزهري ( رأس الدولة ) ، ثم بدأت الجلسات طوال أيام 29 و30 و31 أغسطس ، حيث شرح عبدالناصر الموقف المصري بالضبط كما تحدث ايضا الملك حسين ، غير أن هناك جهودا خارج الكواليس كانت تتم بين المحجوب والملك فيصل من جانب ، ومع عبدالناصر من جانب آخر ، حيث كانت الخرطوم تتبني فكرة مقترح الكويت الذي طرحه وزير خارجيتها بمؤتمر بغداد والقاضي بتدبير دعم مالي فوري لمصر والأردن وسورية لبناء قدراتها العسكرية مرة أخري ، وقد تهيأ عبدالناصر للمقترح تماماً ، فقام المحجوب بجمعه مع الملك فيصل في داره بالخرطوم 2 لإنهاء الخلافات بينهما ونجح في ذلك تماما ، وإنتشر الخبر عبر وكالات الأنباء التي كانت مرابطة حتي المساء المتأخر بدار المحجوب ، وقد أزف الخبر للوكالات والصحف وزير الإعلام وقتها الأستاذ عبدالماجد أبو حسبو المحامي ، وبالتالي قد تم وضع حلول لمسالة سحب القوات المصرية من اليمن ، يتبناها المحجوب رئيس وزراء السودان شخصيا.
وهنا فقد كانت أكبر نتيجة إيجابية لمؤتمر الخرطوم هو أنهاء الخلاف التاريخي بين الدولتين الشقيقتين ( مصر والسعودية ) وقد إرتفع إسم الملك فيصل عر بيا وإسلاميا في تلك القمة .
وحسب حديث هيكل لقناة الجزيرة ذات مرة ، فإن المحجوب كان قد سأل الفيصل قبل بداية جلسة الدعم بمؤتمر الخرطوم عن مقدار الدعم المالي الذي سوف تقرره السعودية لمصر والأردن داخل الجلسة ، غير أن الفيصل ذكر له بأنه سوف يفصح عن الرقم من داخل جلسة المؤتمر ، وهنا وعند إنعقاد المؤتمر في جلسته الأخيرة ، وقد بدأت بريطانيا وقتذاك بإطلاق مبادرة بوساطة وزير خارجيتها اللورد كارادون بأن تنسحب إسرائيل إلي حدود ماقبل يونيو1967م مقابل إعتراف العرب بها والدخول في مباحثات معها تحت رعاية الأمم المتحدة وهو ماسمي بالقرار رقم 242 ، ما دعا المؤتمرين بالخرطوم بإطلاق اللاءات الثلاثة التي عرف بها المؤتمر حتي لا ينخدع العرب مرة أخري وهي(لا تفاوض ولا صلح ولا إعتراف بإسرائيل ) إلا بعد أن تنسحب من الأراضي التي إحتلتها في الخامس من حزيران/يونيو 1967م. فسمي مؤتمر الخرطوم عربيا وعالميا بمؤتمر اللاءات الثلاثة.
أما عن الدعم المالي لدول المواجهة ، فقد قررت السعودية دفع خمسين مليون جنيه إسترليني سنويا ، وتبعتها الكويت التي قررت ثلاثين مليوناً ، فالعراق أربعين مليوناً ، وتبقت الدولة النفطية الأخيرة وهي ( ليبيا) حيث إعتذر موفدها محمد بن إدريس السنوسي بسبب عدم مشورة والده الملك في الأمر ، وهنا فقد أخذه المحجوب للتو إلي مكتب رئيس الجمعية التأسيسية في مقر برلمان الخرطوم الحالي بشارع الجمهورية ، حيث كان مؤتمر القمة يعقد جلساته فيها وقد كانت تسمي بالجمعية التأسيسية ، قبل بناء مجلس قاعة الشب في زمان الرئيس جعفر نميري وهو ذات مبني المجلس الوطني حاليا في أم ردمان ، وقام المحجوب بالإتصال هاتفيا بمكتب الملك السنوسي في طرابلس ، حاثاً إبنه الأمير محمد بأخذ موافقة والده الملك إدريس السنوسي بمقررات القمة ، فحدثت إستجابة فورية من الملك السنوسي بدفع ثلاثين مليوناً إسترلينيا ، وبالتالي وصل مجموع الدعم العربي من الدول النفطية الأربعة إلي مائة وخمسين مليون جنيه إسترليني سنويا وهو مبلغ كبير بموازين وظروف إقتصاديات ذلك الزمان .
وهنا .. حسب ماذكر المحجوب في كتابه ( الديمقراطية في الميزان ) الصادر في بيروت باللغتين في العام 1973م إبان السنوات الأولي لحكم الرئيس نميري ، أن الملك فيصل قد أسر للمحجوب تقديرا لدور السودان في هذا المؤتمر الناجح ، بأنهم سوف يقررون دعما آخراً للسودان بسبب مصاعبه الإقتصادية ، والتي سوف تتعقد أكثر بسبب إغلاق مصر لقناة السويس للملاحة البحرية حيث تتجه السفن التجارية مرة أخري للإبحار عن طريق رأس الرجاء الصالح في الجنوب الأفريقي ( كيب تاون ) ، وما يترتب علي ذلك من إرتفاع في أجور شحن البضائع التجارية( النولون البحري ) .. ولكن هنا جاء رد محمد احمد محجوب قاطعا وبكل لطف حيث شكر الملك فيصل علي البادرة الطيبة في مساعدة السودان مادياً ، لكنه رفض أن يستلم السودان أي دعم مالي حتي لا يقال أن السودان يبيع مواقفه العربية بالجهد الذي بذله في هذا التضامن العربي الفريد في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة ، بعد أن راهن الغرب علي تشتت العرب بعد الهزيمة النكراء المباغتة في حزيران/يونية 1967م ، وهنا فقد أدمعت عينا الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي قدر جداً عزة نفس أهل السودان وكبرياء قيادته الجميل في مثل هذه المواقف الحرجة .
وإنتهت تلك القمة التاريخية ، ودخلت مصر في إعادة بناء جيشها مرة أخري حيث تفرغ الرئيس عبدالناصر تماما لهذا البناء بعد ان أزاح كل القيادات السابقة من الحكم كالمشير عبدالحكيم عامر ، ووزير الحربية شمس بدران ومعظم قادة الجيش ، فضلا علي إعفاء مدير المخابرات الحديدي اللواء صلاح نصر ، بل وتقديمهم جميعا إلي محاكمات عسكرية بسبب التراخي في تلك الحرب ، غير أن المشير عبدالحكيم عامر كان قد سبق الأمر فقام بإلإنتحار بتناوله لحبوب ذات سموم عالية وهو في مقر إقامته الأجبارية بمنزله بالهرم .
ثم جاءات حرب الإستنزاف بواسطة القوات المسلحة المصرية التي ضربت أروع أمثلة الصمود لتقهر وتتعب العدو الإسرائيلي لمدة سبع سنوات متصلة حتي جاء النصر المبين في حرب العبور في 6 أكتوبر ، العاشر من رمضان بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، علما بأن الرئيس جمال عبدالناصر قد فارق الدنيا في 28 سبتمبر1970 بعد أن قام بتوديع أمير الكويت صباح السالم الصباح حيث كان ذلك في آخر يوم لجلسات مؤتمر القمة العربي الخاص بإحتواء الأزمة الأردنية الفلسطينية ، أو ما سميت بأيلول الأسود حين إندلعت إحتكاكات مسلحة بين الجيش الأردني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متواجدة بكاملها في الممللكة الأردنية . مسية 28 سبتمبرسsسبسب
ومن جانب آخر ، فقد كلفت الدول العربية في قمة الخرطوم علي إطلاقها السيد محمد أحمد محجوب رئيس وزراء السودان بالتحدث نيابة عن المجموعة العربية بجلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول المشكلة العربية الإسرائيلية ، وقد أجاد طرح القضية بلغته الإنجليزية الراقية
وختاما نقول ... رحم الله جميع القادة العرب الذين فارقوا الدنيا فيما بعد ، وبقي التضامن العربي صامدا حتي اللحظة برغم ما إعتراه من خدوش ومخاشنة إعلامية عنيفة ومقاطعة عربية لمصر بعد زيارة السادات للقدس في نوفمبر 1997م ، ثم توقيع السلام مع اسرائيل في منتجع كامب ديفيد الأمريكي والذي يطلق عليها الرئيس القذافي متهكماً إتفاقية ( إسطبل داؤود) تحت رعاية الرئيس الأسبق جيمي كارتر في العام 1978م . وبعد بعد كامب ديفيد بسنوات طويلة في حقبة التسعينيات من القرن الماضي تم توقيع إتفاقيات سلام عربية أخري مع إسرائيل مثل وادي عر بة مع الأردن ، وإتفاقية أوسلو في العاصمة النرويجية مع منظمة التحرير الفلسطينية في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلنتون بين الراحلين ياسر عرفات وإسحق رابين ، ثم ساد التضامن العربي تارة أخري كما ظللنا نراه في زماننا الحالي برغم مايشوبه من حركة شد وجذب ، إلا أنه أصبح الأكثر قوة في تاريخ العرب الحديث مقارنة بما مضي ..
وإلي اللقاء ،،،،،،
_______________________

من جمال أبريدة تعظيم سلام أخي المرجع صلاح الباشا وجه مُشرق للختمية والإتحاديين...

صادق دعواتي لك ربنا يحفظك ويزيدك من فضلوا ياااااارب...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 05:29 PM   #24
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




هل نردد اليوم إنشادنا القديم : اليومَ نرفع ُ راية إستقلالنا ؟؟؟؟



بقلم: صلاح الباشا


يظل هذا اليومالسبت الموافق 24 يوليو 2010م يوماًتاريخياً، ربما يكتب فيه أهل السودانبمداد من نور ، أعلى قيم التوحد والإنضباط السياسي والإصرار لإنجاز فعل ٍ ما ، يعيدالإبتسامة لشفاه هذا الشعب الأسمر ، والذي لم يكن محظوظاً منذ العام 1821م وهوبداية دخول (العهد التركي 0 محمد علي باشا ) وحتي اللحظة . ذلك أن إختلاف الرؤىالسياسية بين القوى السياسية السودانية الحديثة قد أدت إلي العديد من التعطيللمسيرته ، والتي حتماً أدت إلي تجميد إستغلال موارده الطبيعية العديدة ، فتلكالموارد إن وُجدت في بقعة أخرى من بقاع العالم الأكثر تحديا وإصرارا علي صنعالمستحيل ، لفاضت تلك الموارد خيرا وبركة لمجمل الإنسانية.


ففي هذا اليوم السبتوربما تأجل الميعاد إلي الخميس القادم ، وللمرة الأولي تجتمع قيادات أهل السودانبمجمله وبجدية أكثر من سابقاتها بدعوة من السيد رئيس الجمهورية، حتي يتم تداركالمآلات التي تطل بوجهها قريباً في التاسع من يناير 2011م لكي تحدد مستقبل هذه الأمةالتي أضناها التعب ووعورة الطريق ، طريق بناء الوطن الذي ما إنفك يدفع فواتير عديدةمحسوبة على إستهلاك مسيرة قياداته المتعددة التي أخذت وما أعطت إلا النذر اليسير ،ثم ظلت تترك سداد ذات الفواتير لتدفعها الأجيال القادمة ( على داير المليم ) ، بدءاًمن إعادة تأهيل مشروع الجزيرة وإمتداد المناقل وحتى سداد فواتير إنشاء سد مروي التييبدأ سداد أقساطها للصناديق العربية الممولة بعد ربع قرن من الآن ، عدا القرض الصينيلأنه تجاري وليس منحة طويلة المدى ، فضلاً على مهام الأجيال القادمة التي ستصنع منجديد حيادية الخدمتين المدنية والعسكرية، وذلك بإبعاد خاصية الأدلجة في القطاعينوالتي ارهقتهما طويلاً ، فهاجر من هاجر ،فأضناه الترحال الطويل ، وبقي من بقي ممزقاً، ومات من مات .


علماً بأن كل ذلك يأتيبعد توافر خاصية التحول الديمقراطي وإزاحة القوانين المانعة لذلك التحول ، ومن مهامالأجيال القادمة أيضا تحقيق هذا التحول بعد أن عجز هذا الجيل عن تحقيقها . لأنه لايمكننا دعوة أهل السودان للتوحد وفي ذات الوقت نكبل أياديهم بالقوانين المشاترةالعجيبة ، علماً بأن ثقافة برمجة قيادات المعارضة بمنحها جزءاً من الكيكة ، ستمد لهالجماهير العريضة ألسنتها الساخرة ، ذلك بسبب أن شعب السودان (تفتيحة ).. لكنالبعض لا يأبه بذلك ... ولا أزيد .


وبنظرة فاحصة على ماتنتج عنه عملية الإستفتاء لأبناء جنوب السودان حول مصير الإقليم الجنوبي العريض ،نجد أن المواطن الجنوبي تزدحم مخيلته بمآلات إتخاذه لقرار التصويت ، وهنا أعنيالمواطن الراشد وليس الساذج ، المواطن الذي يحسب حساب نتائج قراره بميزان الذهب ،ويظل هاجسه هو : هل ما تقوله قياداته في الحركة الشعبية من وقت لآخر صحيح أم باطل ،لأن التصريحات لتلك القيادات نراها تتأرجح من وقت لآخر مابين المناداة بجنوب مستقلعن الشمال وما بين جنوب ملتحم معه وفق شروط وحدة طوعية مشروطة أيضا بتوافر النهضةوالتنمية وتطوير الموارد لإلحاق إنسان الجنوب بركب الحضارة ومجتمع الرفاه الذي ظلتتظهر ملامحه في الشمال فقط ، وحتي الشمال فإنه قد حصر نتاج موارده في العاصمة ، وقدكانت تنافسه حتى وقت قريب ولاية الجزيرة بما كانت تفيض به من إستغلال لمواردهاوقيام العديد من الصناعات التحويلية في مدنها المختلفة من نتاج خام منتجات الزراعة، حتى هجم عباقرة الخصخصة فقتلوا مشروعها العجيب الساحر ، فحشروه في متحف التاريخ ،وجعلوا أهل السودان يتباكون ويعزون بعضهم البعض في ضياع هذا الصرح الشامخ(مشروعالجزيرة وإمتداد المناقل ) حتى لحق به بعد قليل الناقل الوطني ( سودانير ) ، ومنقبله أقوي بنوك أفريقيا ، وقد إنسحبت هيئة السكة الحديد مبكراً من هيكلة الإقتصادالسوداني .


لكن ... هل ياترىستتواصل جدية إجتماع القيادات السياسية وتتنزل حتي القواعد لبث الروح لإستمرارسودان موحد طوعاً ، أم يكون الأمر مثل إجتماع كنانة الذي قتله أهل الدعوة له ؟ ذلكأن السودانيين يجيدون ويبرعون في التأسيس للمؤتمرات وللمنتديات ولورش العمل ،ويتخذون من العصف الذهني ماعونا لعرض العديد من المقترحات الجادة والمقنعة ، فتفيضأحبار طابعات الحواسيب بتلك المخرجات ، وتمتليء الأضابير بالأبحاث المرتبة والمقنعةجداً ، ولكن فجأة دون أسباب يطل شيطان الهدم ليهدم تلك البنايات الفكرية ، ثم بعدقليل يحفظها في متحف التاريخ الطبيعي .


وفي تقديري الشخصي ،أن الحركة الشعبية ، تزدحم مخيلة معظم قياداتها بشيء يؤسس لفكر الإنفصال طالما ظلهو المرتكز الأساس لنضالاتها منذ إزاحة مبادرة السلام السودانية الموقعة في 16نوفمبر 1988م لتدخل بعدها الحركة الشعبية وتستظل دوما بشعار مبدأ تقرير المصيرلجنوب السودان ، وذلك منذ مباحثات أبوجا الأولي والثانية في بداية تسعينات القرنالماضي ، وحكومة السودان ترفض ، ثم جاء مؤتمر القضايا المصيرية في أسمرا لتضعالحركة قيادات الشمال المعارضة في مطب تحديد واحد من خيارين : إما قيام الدولةالمدنية التي كانت تحكم السودان حتي تطبيق قوانين سبتمبر 1983م أو تجيز المعارضة فيميثاق اسمرا مسألة تقرير المصير ، فكان القبول بالخيار الثاني ، وهو تقرير المصير ،مع تأكيد دكتور جون قرنق علي وحدة التراب السوداني، وتقرير المصير هذا قد رفعلاحقا من قيمة التباحث مابين الحركة والمؤتمر الوطني في نايفاشا ، مسنودا بإشرافدول الإيقاد ومدعوما بالرعاية الأمريكية حتي ميقات التوقيع لإتفاقية السلام الشاملفي 5 يناير 2003م .


وبما أن تاريخ إستحقاقتطبيق اللمسات الأخيرة من تلك الإتفاقية يأتي الآن مسرعا وبوتيرة أعلى مما نتوقع ،فإن الأرض نراها الآن قد ضاقت بما رحبت بأهل الجنوب قواعد وقيادات ، بمثلما ضاقت بينأقرانهم في الشمال ، لأنه لا أحد يعرف حتي اللحظة مآلات وتداعيات الإنفصال إن حدث ،برغم أن الجيمع يعرف جدا مكتسبات الوحدة الطوعية التي تخلق سودانا قويا يلتزمبتنفيذ خطط تنمية طموحة لأهل الجنوب مهما كانت كلفتها ، فذلك أفضل من قيام دولةجديدة محشورة ومضغوطة جغرافيا بالمنطقة لن يكون لها كبير تأثير في المحيط الأفريقيبسبب أن السودان الجغرافي والسياسي القديم قد بسط جهده وإسهامه في قيام وإستمرارالعديد من المؤسسات الفاعلة كالإتحاد الأفريقي وحتي إتحاد كرة القدم الأفريقي(الكاف ) ، وبالتالي فإن الدولة الوليدة إن نشأت في الجنوب فإن إضافتها للبعدالافريقي لن يصبح ذا تأثير سياسي ، ذلك أن القارة والعالم أجمع قد عرف السودانبحدوده وشعوبه المتباينة السحنات والثقافات الحالية . لذلك فإن قيام التنمية هناكيصبح هو الحل الناجع لأمراض التمرد والعصيان ، والنضال إن شئنا التسمية .


لذلك كله ، نرى أنالطبقات المستنيرة والقائدة من أهل الحركة الشعبية هي التي ستحدد إتجاه بوصلة الشعبالجنوبي المسكين الذي هدّاه الفقر والمرض وتعدد النزوح . أما الإعتماد علي الأحلامالنرجسية للقيادات هناك ، فلن يحقق طموحات مجاميع تلك الشعوب المتعددة الأعراق فيقطاع الجنوب الجغرافي ، خاصة وأن اهل الجنوب بالشمال يعيشون الأمان الإجتماعي منذقرون عديدة . وهنا تسقط حكاية ( مواطنين من الدرجة الثانية ) ، لأنهم هنا أسيادبلد كما نرى .


ولكن خيار الوحدةالطوعية يتطلب بدءاً ، الإلتزام بتحقيق مشروعات النماء بأسرع ما يمكن بالجنوب ،تماما مثلما يظل هذا الإستحقاق مطلوبا لتنمية غرب السودان وشرقه ، وإلا فإن مثلثحمدي الإقتصادي القديم سيطل من جديد ، رضينا أم أبينا . وهنا نسال وبكل صراحة ، هلتمدد وزارات الحكم دون الحاجة لذلك ، سيساعد في توافر المال لتنفيذ التنمية؟؟؟


وختما نقول ... هل يحققإجتماع قيادات القوي السياسية اليوم السبت بدعوة من رئيس الجمهورية ، ما يجعلنانتمسك بترديد مفردات نشيد الطالب الجامعي وقتها في العام 1961م وهو الدكتور الباحثالآن بالخليج واليونسكو قبلها ، إبن القضارف ( عبدالواحد عبدالله ) مدير الإذاعةالسودانية الأسبق حين تغني له وردي السودان بتلك الأهزوجة الخالدة قبل خمسين عاماً :


اليوم نرفعُ رايةإستقلانا ... ويسطر التاريخ مولد شعبنا .. يا أخوتي غنُّوا لنا .


نتمنى ذلك،،،،،،


أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-23-2010, 10:11 PM   #25
مامون


الصورة الرمزية مامون



مامون is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : مامون




التحية والتقدير للاخ صلاح الباشا فقد كان دائما وجهنا المشرق وصوتنا القوى وسط جحافل الظلام المهووسة . ظل يرفع الراية دون مهادنة او خنوع مدافعا عن اعتقاده وايمانه الحقيقى رغم ما كان يتعرض له من ارهاب احيانا واغراء احيانا أخرى الا انه ظل صامدا كالطود لم تلن له قناة ولم يكل له ساعد وظل قلمه منافحا ومدافعا عنا جميعا فى كل الاحوال . كان لسان حالنا حين يختبئ البعض خشية او رهبة او لحسابات يدركونها ولكنه لم يمالئ او يرائى وكان دائما واضحا فى كتاباته مدافعا عن حزبه ومواقفه متسقا مع قناعاته ولا يحيد عنها .
اخى صلاح : ان جائزة التميز عندما تأتى من جهة تعتبر الديمقراطية وحرية الراى والفكر جزء من حياتها كما الماء والهواء انما تعنى شيئا كبيرا . هنيئا لك بهذا التقدير المعنوى الكبير الذى انت اهل له . وكما يقول الانجليز : ارفع قبعتى تحية لك

مامون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-24-2010, 04:58 PM   #26
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Thumbs up رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مامون [ مشاهدة المشاركة ]
التحية والتقدير للاخ صلاح الباشا فقد كان دائما وجهنا المشرق وصوتنا القوى وسط جحافل الظلام المهووسة . ظل يرفع الراية دون مهادنة او خنوع مدافعا عن اعتقاده وايمانه الحقيقى رغم ما كان يتعرض له من ارهاب احيانا واغراء احيانا أخرى الا انه ظل صامدا كالطود لم تلن له قناة ولم يكل له ساعد وظل قلمه منافحا ومدافعا عنا جميعا فى كل الاحوال . كان لسان حالنا حين يختبئ البعض خشية او رهبة او لحسابات يدركونها ولكنه لم يمالئ او يرائى وكان دائما واضحا فى كتاباته مدافعا عن حزبه ومواقفه متسقا مع قناعاته ولا يحيد عنها .

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مامون [ مشاهدة المشاركة ]
اخى صلاح : ان جائزة التميز عندما تأتى من جهة تعتبر الديمقراطية وحرية الراى والفكر جزء من حياتها كما الماء والهواء انما تعنى شيئا كبيرا . هنيئا لك بهذا التقدير المعنوى الكبير الذى انت اهل له . وكما يقول الانجليز : ارفع قبعتى تحية لك



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2010, 01:34 AM   #27
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




علي هامش توقعات الإستفتاء بالجنوب نقول :

المقدور إن وقع .... ما بينفع الجقليب


فشعبنا قادر علي تخطي كل المطبات إن توحدت الرؤي


******

تحليل سياسي: بقلم صلاح الباشا
صحيفة الخرطوم:

المراقب جيدا لما يجري الآن في بلادنا في الجانب السياسي ، مع تتابع الحراك اليومي ، والتصريحات المتضاربة ، وربما المتناقضة لجميع القوي السياسية ذات التأثير العالي في مجريات الحاية السياسية في بلادنا ، لا بد لهذا المراقب من أن يخرج بنتيجة واحدة تتلخص في المقولة السودانية القديمة التي تقول : المقدور إن وقع ما يبنفع الجقليب ، وذلك ناتج من المآلات التي وصل لها حال السودان ، برغم أن كل ما يتوقعه أهل السودان ، حاكمين ومحكومين ، عند ختام السنة السادسة من إتفاقية السلام الشامل الموقعة في منتجع نايفاشا الكينية في التاسع من يناير 2005م بين المؤتمر الموطني والحركة الشعبية ، يقود إلي إستفتاء لأهل الجنوب داخل منطقته الجغرافية وخارجها في هذا العالم الواسع الذي قطعه السودانيون طولا وعرضا من براري كندا وحتي نيوزيلندا .
ولا أدري لما الإضطراب الذي يطغي علي تصريحات الكثير من قياداتنا السياسية ، وعلي الحراك اليومي الذي يتمثل في شكل مؤتمرات تفاكرية وورش عمل للعديد من المنظمات والأحزاب في الساعة الخامسة والعشرين ، والتي يترأسها المؤتمر الوطني لدفع بوصلة الإتجاه نحو تحويل وإقناع أهل الجنوب بأضرار الإنفصال وإنعكاساته المستقبلية طويلة وقصيرة المدي علي جماهير الشعب السوداني كله ، وخاصة في مناطق التحركات الطبيعية للسكان في ولايات التماس الحدودية بين الشمال والجنوب والتي كانت تجري وفق عرف إجتماعي تقليدي معروف منذ أن أوجد الله تعالي في بلاد السودان خلق كثير يتحركون من أجل سبل كسب العيش وفي معيتهم أنعامهم .
فما يحيرنا جميعا هو ، لماذا كان ذلك التشاكس مستمرا في شكل ثقافة يومية بين شريكي نايفاشا منذ توقيع الإتفاقية في العام 2005م حيث أضاع الطرفان الزمن الغالي ولم يتم مثل هذا الحراك الذي يصحبه الآن هما كبيرا لدرجة ( الجقلبة ) بين قيادات الطرفين ، علما بأن الحركة الشعبية علي وجه الخصوص ، ونقولها هنا بكامل الصراحة ظلت ترمي تبعات عدم جعل الوحدة جاذبة علي المؤتمر الوطني ، فضلا علي التعبئة الإعلامية واضحة المعالم بين أنصار الحركة في كل دول العالم لإختيار إنفصال جنوب السودان لتأسيس دولتهم المستقلة ، برغم أن الأمر لايخرج من كونه حقا طبيعيا أعطته لهم بنود إتفاقية السلام والتي أصلا كانت تجري تحت أجواء ضغط أمريكي عالي المقام . ذلك أن الولايات المتحدة ، ومنذ حدوث تغيرات سالبة في تطبيقات التيارات الإسلامية السياسية ، أي ما يطلق عليه حركة الإسلام السياسي المتطرف الذي بانت تطبيقاته الهوجاء في تفجيرات السفارات الأمريكية بالمنطقة ، والإرهاق الذي أصاب العالم المتقدم في مقتل بسبب تداعيات تلك التفجيرات التي وصلت حتي برجي التجارة في مانهاتن الراقية بضاحية نيويورك ، للدرجة التي جعلت الرئيس الأمريكي الأسبق ( جورج بوش الإبن ) يصرح بذلك التصريح الإقصائي الغريب من فرط غضبه بما معناه ( أن الكيمان إتفرزت ) حين قال للعالم بلغة تهديد واضحة بأن يختار واحد من خيارين فقط : إما معنا أو مع الإرهاب ( Either with us or with terrorism) . وبالتالي قفل بوش الباب الأمر علي هذا المنوال. فبدأت الهجمات الأطلسية الهوجاء وبإضطراب بائن الملامح .
وإستنادا لذلك الإضطراب الذي طغي علي خيال الأمريكان وعلي معظم دول العالم المتقدم ، فإن الخطوات قد تسارعت بأن تتم إجراءات ترتيبات لا مناص منها و لا تراجع عنها ضد الأنظمة التي تستصحب معها شعارات التطبيقات الإسلامية ولو كان ذلك نظرياً ، حتي إن أخفقت تلك الأنظمة في تطبيق التجارب الإسلامية في الإقتصاد والسياسة وقضايا الحريات وبسط العدل والعدالة في توزيع السلطة والثروة . وعلي ذلك قِس ، فكيف يخرج السودان عن بال الأمريكان ، وقد كانت هناك حرب اهلية شعواء في جنوب السودان ، تري القوي الدولية وجوب إنهائها بالشكل الذي يضمن حق تقرير المصير للحركة الشعبية والذي ظلت تطالب به منذ مباحثات أبوجا في العام 1992م لكنها كانت تجد الفرفض من الجانب الحكومي ، ما أدي إلي مواصلة الحرب حتي حدث إرهاق وفقدان للإقتصاد والنوع البشري في آن واحد ، وبالتالي فقد كانت الساحة السودانية بشقيها في الجنوب والشمال مهيأة لقبول وقف لإطلاق النار والدخول في التفاوض الذي أخذ أكثر من عامين بدءاً من مشاكوس وإنتهاء بنايفاشا .
وبناءً علي كل تلك الحيثيات بخلفياتها الواضحة ، لابد ان تعي القوي السياسية بأنها تحرث في البحر إن إرادة تغيير إرادة شعب الجنوب ( بشوية مؤتمرات وظهور تلفزيوني رتيب ) وقد خرج شباب الجنوب بألوف مؤلفة بالأمس القريب في المدن الإسترالية يطالبون بقيام الدولة الجديدة المستقلة بالجنوب إذا تأخر الإستفتاء ، وإن كان ذلك بإعلان الإنفصال من داخل البرلمان في جوبا ، وهي روح تسود الآن كل أبناء الجنوب في كل الدنيا ، وبالتالي لم أشعر شخصيا بالإستغراب للأمر ، خاصة وقد وقع في يدي منشورعصر الأحد الماضي أصدره طلاب الحركة الشعبية بجامعة الخرطوم حيث قامت بتوزيعه للحضور في إحتفالية صحيفة الأهرام اليوم بملاعب كمبوني بالخرطوم في إسبوعها الرياضي الثقافي من أجل دعم الوحدة الجاذبة ، وقد كنت مدعواً لذلك ، يدعو ذلك المنشور بذات طلبات مواكب الجنوبيين بمدن إستراليا البعيدة .
إذن ... علينا ألا نصاب بالدهشة الآن ، بل علينا أكثر أن نهتم بترتيبات مستقبل العلاقة بين دولة وليدة جديدة تم إقتطاعها من جسد دولة كبيرة ، خاصة وأن عوامل عديدة مشتركة تستوجب بذل جهد أكثر بين اللجان الأربع التي تم تكوينها بين طرفي نايفاشا ، برغم الأخطاء التي صحبتها في عدم إتساع مواعينها لإستقطاب القوي السياسية والثقافية والإجتماعية الحية وسط الشعب السوداني العريض حتي يمكن تطبيق المثل العربي العريق ( نصف رأيك عند أخيك ) .. ولكن قصور نظر القائمين علي الإتفاقية من الطرفين يظل هاجس عدم التوفيق يطغي علي أخيلتهم لأسباب نفسية تحدث عند إتخاذ قرارات مصيرية تاريخية لم يتخيلا في يوم من الأيام أن تحدث إبان سنوات حكمهم وسيطرتهم علي المال والسياسة في الشمال والجنوب علي السواء .
لكن ... كل الخوف سيطل بقرونه الطويلة عند ما تتم خطوات تطبيق الخطة ( ب ) بواسطة الولايات المتحدة التي ضمنت الآن أنها قد بدأت في خلق دولة جديدة تضغط علي الثقافة العربية في الشمال وعلي إرهاق دولة الإسلام السياسي . ما يستوجب الشروع فورا من طرفي نايفاشا إلا يقدما إية إستجابة للطلبات الأمريكية القادمة ، لأن القوي الدولية التي لاتزال تعيش إنتشاءات التفوق المادي والتقني والعسكري علي دول القارة السوداء ، تعمل الان علي إستبدال الإستعمار العنصري القديم بالإستعمار الجديد الذي بدأ تطبيقه علي دول القارة الأفريقية من باب المحكمة الجنائية الدولية التي ترعاها دول الإتحاد الأوربي التي تدعم 70% من ميزانيتها ، بشرط عدم مساس المحكمة او تجاوزها لخطوط وسقوف حمراء تتمثل في غض النظر عما حدث في العراق وفي أفغانستان وفي قطاع غزة ، وفي فضيحة معتقل غواتنامو ، فالجنائية الدولية في لاهاي ما هي إلا غواتنامو ( بإستايل ) أوربي ، وهي محض بوابة دخول لأستعمار القارة مرة أخري، وبالتالي يجب علي الحركات المسلحة ألا تفرح كثيرا بأن الجنائية تنشد العدل العالمي ، فهاهي الآن تحوم حول كيفية توريط حزب الله في مقتل رفيق الحريري بعد مضي خمس سنوات علي الحادثة ، حتتي تتمكن من تطبيق آمال الدولة الإسرائيلية بعد أن أرهقتها قوات السيد حسن نصر الله.
وهنا نقول في الختام ... سيذهب الجنوب وهو في حالة إنتشاء تام ( وبخيت وسعيد عليه ) وهو إستحقاق دفع فيه دماء خمسة ملايين مقاتل ، وبالتالي يجب من القيادات الجنوبية إعداد شعبها ونفسها هي ايضا بألا تدع مجالا لتطبيق أجندة غربية أخري تجاه السودان العربي المسلم أو العربي المسيحي بمحاولة طمس حضارته وثقافته ، طالما إحترم شعب السودان خيار أهل الجنوب في إتفاقية السلام . علما بأن الجنوب سيكون في أمس الحاجة للشمال بسبب التداخل الجغرافي والبعد الإقتصادي ، وآليات نقل الطاقة البترولية المؤسسة علي طول إمتداد السودان الشمالي حتي موانيء التصدير في البحر الأحمر . كما أن علي القوي السياسية في الشمال وعلي السلطة القابضة بنسبة مائة بالمائة علي كافة وظائف الدولة السودانية في سلطاتها الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية ألا تعمل علي تهميش القوي الحية السياسية والإجتماعية في السودان الشمالي حتي لا يحدث إحتقان شمالي شمالي يقود إلي توتر شمالي شمالي ، ربما يتطور بفعل الخطة ( ج ) الدولية إلي توظيف العنف في تقاطعات الحياة السياسية والإجتماعية في السودان ، فالإنفصال إن وقع ... ما بينفع الجقليب .. وأحسب أن الرسالة قد وصلت إلي جماهير شعبنا ، قبل أن تصل إلي الحركة وحزب المؤتمر ... وفيما بعد نناقش البعد الدارفوري في السودان القادم لما بعد الإستفتاء .. وإلي اللقاء ،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-24-2010, 06:02 AM   #28
Adam
موقوف

الصورة الرمزية Adam



Adam is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : Adam




كتب حبيبكم صلاح الباشا مقالا ونشره قبل ايام في "الميديا" و"النت" كما يسميها قال فيه:

"لذلك لن يشهد الجنوب صراعا فكريا كالذي ظل يضرب الشمال لستين عاما خلت ، كما أن الحركة ليس لديها طرق صوفية تتنازع الحكم مثل ما كان التكوين المماثل في الشمال ، وما ظل يخلقه من حساسيات أثرت علي إستقرار الوطن.... ونخلص هنا ، أن جنوب السودان – علي كل حال – لن يصبح دولة فاشلة ، ذلك أن عوامل أن يصبح دولة متقدمة جدا متوفرة بكثافة بائنة ، سوف نسردها في مقالاتنا القادمة طالما أن ميقات الإستفتاء قد أزف ، وبالتالي فإن الكلام قد دخل الحوش""

اهمية الغرض من المقال غير مفهومه!!! فهو يظهر الانفصال وكأنه شئ ايجابي... سواء اختلفنا او اتفقنا مع تحليلاته مع انه ظاهريا عضو في حزب اهم مرتكزاته الدعوة لوحدة السودان - لماذا لا نسكت اذا كان رأينا الخاص عدم جدوي وحدة السودان؟؟

وهناك اتهام مقصود او غير مقصود لا نعلم بان الصوفية هم من يسعي للحكم والصراع علي السلطة في الشمال هو بين الصوفية!! - وليس بين كيزان وشعب مغلوب علي امره!!!!

ارجو من من كتب التعليقات اعلاها وغيرهم من الهتيفه ان يشرح لنا قصد المقرر الاعلامي الفنان صلاح الباشا وهل كلامه هذا سوء تحليل ام زلة لسان ام بوح بالمكنون في الاذهان ام جزء من مؤامرة ام ماذا؟؟

لانه بس الناس دايره تعرف ايه العلاقة بين الكيزان ومن يقولوا انهم اتحاديين ومن مسح له الكيزان شنبه - لانه مثلث برمو دا خطر

سؤال اخيرللاخ ابو الحسين: ما علاقة صلاح الباشا بالطرق الصوفية؟؟ اوعا يطلع شيخو اسمو جيمي ابريدة بس يابوحسين!

اذا حبيتو تحذفوا الكلام خلو فيهو ولو جزئية بسيطه عشان خاطر الديمقراطية المكتولة كمد

Adam غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة Adam ; 08-24-2010 الساعة 06:54 AM.
رد مع اقتباس
قديم 08-24-2010, 10:13 AM   #29
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : علي الشريف احمد




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adam [ مشاهدة المشاركة ]
كتب حبيبكم صلاح الباشا مقالا ونشره قبل ايام في "الميديا" و"النت" كما يسميها قال فيه:

"لذلك لن يشهد الجنوب صراعا فكريا كالذي ظل يضرب الشمال لستين عاما خلت ، كما أن الحركة ليس لديها طرق صوفية تتنازع الحكم مثل ما كان التكوين المماثل في الشمال ، وما ظل يخلقه من حساسيات أثرت علي إستقرار الوطن.... ونخلص هنا ، أن جنوب السودان – علي كل حال – لن يصبح دولة فاشلة ، ذلك أن عوامل أن يصبح دولة متقدمة جدا متوفرة بكثافة بائنة ، سوف نسردها في مقالاتنا القادمة طالما أن ميقات الإستفتاء قد أزف ، وبالتالي فإن الكلام قد دخل الحوش""

اهمية الغرض من المقال غير مفهومه!!! فهو يظهر الانفصال وكأنه شئ ايجابي... سواء اختلفنا او اتفقنا مع تحليلاته مع انه ظاهريا عضو في حزب اهم مرتكزاته الدعوة لوحدة السودان - لماذا لا نسكت اذا كان رأينا الخاص عدم جدوي وحدة السودان؟؟

وهناك اتهام مقصود او غير مقصود لا نعلم بان الصوفية هم من يسعي للحكم والصراع علي السلطة في الشمال هو بين الصوفية!! - وليس بين كيزان وشعب مغلوب علي امره!!!!

ارجو من من كتب التعليقات اعلاها وغيرهم من الهتيفه ان يشرح لنا قصد المقرر الاعلامي الفنان صلاح الباشا وهل كلامه هذا سوء تحليل ام زلة لسان ام بوح بالمكنون في الاذهان ام جزء من مؤامرة ام ماذا؟؟

لانه بس الناس دايره تعرف ايه العلاقة بين الكيزان ومن يقولوا انهم اتحاديين ومن مسح له الكيزان شنبه - لانه مثلث برمو دا خطر

سؤال اخيرللاخ ابو الحسين: ما علاقة صلاح الباشا بالطرق الصوفية؟؟ اوعا يطلع شيخو اسمو جيمي ابريدة بس يابوحسين!

اذا حبيتو تحذفوا الكلام خلو فيهو ولو جزئية بسيطه عشان خاطر الديمقراطية المكتولة كمد

هذا حديث له ما بعده ان صدق !!!!
ولابد من الرد عليه بروية وشموليه من وجة نظري

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 08-25-2010, 01:41 AM   #30
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

Icon16 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : ود محجوب




اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Adam [ مشاهدة المشاركة ]
كتب حبيبكم صلاح الباشا مقالا ونشره قبل ايام في "الميديا" و"النت" كما يسميها قال فيه:

"لذلك لن يشهد الجنوب صراعا فكريا كالذي ظل يضرب الشمال لستين عاما خلت ، كما أن الحركة ليس لديها طرق صوفية تتنازع الحكم مثل ما كان التكوين المماثل في الشمال ، وما ظل يخلقه من حساسيات أثرت علي إستقرار الوطن.... ونخلص هنا ، أن جنوب السودان – علي كل حال – لن يصبح دولة فاشلة ، ذلك أن عوامل أن يصبح دولة متقدمة جدا متوفرة بكثافة بائنة ، سوف نسردها في مقالاتنا القادمة طالما أن ميقات الإستفتاء قد أزف ، وبالتالي فإن الكلام قد دخل الحوش""

اهمية الغرض من المقال غير مفهومه!!! فهو يظهر الانفصال وكأنه شئ ايجابي... سواء اختلفنا او اتفقنا مع تحليلاته مع انه ظاهريا عضو في حزب اهم مرتكزاته الدعوة لوحدة السودان - لماذا لا نسكت اذا كان رأينا الخاص عدم جدوي وحدة السودان؟؟

وهناك اتهام مقصود او غير مقصود لا نعلم بان الصوفية هم من يسعي للحكم والصراع علي السلطة في الشمال هو بين الصوفية!! - وليس بين كيزان وشعب مغلوب علي امره!!!!

ارجو من من كتب التعليقات اعلاها وغيرهم من الهتيفه ان يشرح لنا قصد المقرر الاعلامي الفنان صلاح الباشا وهل كلامه هذا سوء تحليل ام زلة لسان ام بوح بالمكنون في الاذهان ام جزء من مؤامرة ام ماذا؟؟

لانه بس الناس دايره تعرف ايه العلاقة بين الكيزان ومن يقولوا انهم اتحاديين ومن مسح له الكيزان شنبه - لانه مثلث برمو دا خطر

سؤال اخيرللاخ ابو الحسين: ما علاقة صلاح الباشا بالطرق الصوفية؟؟ اوعا يطلع شيخو اسمو جيمي ابريدة بس يابوحسين!

اذا حبيتو تحذفوا الكلام خلو فيهو ولو جزئية بسيطه عشان خاطر الديمقراطية المكتولة كمد



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 08-31-2010, 02:03 AM   #31
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




في الذكري الثالثة والأربعين لمؤتمر اللاءات الثلاثة :
كان السودان يجمع العرب... فاصبح الآن يحتاجٌ من يجمعهُ
مادة توثيقية : صلاح الباشا

مقدمة :
لاتزال أجيال عربية عديدة تهتم بالشأن القومي العربي وبالأمن الإستراتيجي العربي تتذكر تلك النكسة التي ضربت العرب وبقيادة مصر وقتذاك في مقتل ، إثر إنتهاء ما تسمي بحرب الأيام الست التي تمكنت فيها إسرائيل من إحداث هزيمة قاسية وقاضية علي الأمة العربية، إبتداءً من تاريخ 31 آيار / مايو 1967م وحتي صبيحة الخامس من حزيران / يونيو 1967م بعد أن طلبت القيادة المصرية بزعامة رئيسها جمال عبدالناصر من الأمين العام للأمم المتحدة وقد كان يشغل المنصب وقتها ( المستر أوثانت ) وهو بورمي الجنسية ، أن تقوم الأمم المتحدة بسحب مراقبيها المتواجدين في مضائق ( تيران ) علي البحر الأحمر منذ حرب العدوان الثلاثي علي مصر في العام 1956م والذي قادته كل من إسرائيل وإنجلترا وفرنسا ، بسبب قرار عبدالناصر بتأميم قناة السويس حيث كانت القناة تتشكل من شراكة بين فرنسا وبريطانيا ومصر منذ أن تم حفرها بواسطة المهندسين الفرنسيين في العام 1868م إبان حكم الخديوي اسماعيل باشا في مصر ، وذلك لتسهيل الملاحة البحرية والربط بين البحر المتوسط والأحمر ، بعد أن كانت السفن التجارية تبحر لشهور عديدة مابين اوربا وآسيا عن طريق رأس الرجاء الصالح ( كيب تاون ) في جنوب أفريقيا .
وبعد رحيل قوات الأمم المتحدة من مضايق تيران في الثلاثين من مايو 1967م والتي كانت تراقب الملاحة والحدود علي البحر الأحمر بين مصر وإسرائيل ، قامت مصر بشن هجومها العسكري منطلقة من صحراء سيناء المصرية برا تجاه إسرائيل عبر ميناء رفح ثم عبر قطاع غزة الذي كان مصريا فلسطينيا صرفا ... وبعدها بأيام حدثت الكارثة وهي نكسة حزيران 1967م حين جاءت الخدعة من السفير السوفييتي بالقاهرة الذي أيقظ الرئيس عبدالناصر في الرابعة من صبح الخامس من حزيران/يونية طالبا منع وحسب رأي الرئيس السوفييت ليونيد برجنيف بألا تبدأ مصر بضربة الطيران الاولي ، وهي خدعة أمريكية للسوفيت ، ولم تمر ساعتين إلا وتغير المقاتلات الأسرائيلية وتضرب كل الطيران المصري بالمطارات الحربية العديدة ، فحدثت النكسة وأصبحت القوات المصرية المتوغلة في سيناء تجاه إسرائيل بلا غطاء جوي ، فأتي قرار إنسحابها من المشير عبدالحكيم عامر .. فكان إنسحابا عشوائيا عجل بالهزيمة ، وقد صمدت القوات المصرية بكل شجاعة برغم النكسة .
__________________________________________
في ذلك الزمان كان التضامن العربي مفككاً ، وكانت العلاقات بين مصر والعديد من الدول العربية في أسوأ حالاتها ، وهنا كان لابد للجامعة العربية أن تنعقد ، حيث كان أمينها العام وقتذاك هو ( عبدالخالق حسونه ) ، فقررت الجامعة عقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب في العاصمة العراقية بغداد وبدعوة من رئيسها وقتذاك ( عبد الرحمن عارف ) الذي خلف شقيقه في الحكم عبدالسلام عارف الذي كان قد مات قبل عام وقتها .
وفي بغداد ، حدثت عدة مقترحات متضاربة بمؤتمر وزراء الخارجية الذي إنعقد في بداية اغسطس1967م أي بعد الهزيمة بشهرين ، حيث كان هناك خلافا بائنا بين قيادة حزب البعث في العراق وقيادة البعث في سوريا التي كان يراسها نور الدين الأتاسي ، كما كانت كل من الجزائر بقيادة الرئيس العقيد هواري بومدين ، والجمهورية السورية ، تريان أهمية الإعتماد علي العمل في الكفاح المسلح بإبتكار حرب شعبية ، علي غرار حرب التحرير الجزائرية ضد الإستعمار الفرنسي التي أستشهد فيها مليون شهيد ، كانت دماؤهم وأرواحهم مهرا لإستقلال الجزائر في العام 1962م.. وهناك دول عربية أخري كانت تري بمؤتمر الخارجية العربي ببغداد ، بما في ذلك مصر التي كان يشغل منصب وزير الخارجية فيها الدبلوماسي الراحل( د . محمود فوزي ) والذي شغل منصب رئيس الوزارة في حكومة السادات بعد رحيل عبدالناصر . كانوا يرون بأنه لابد من الدول العربية المنتجة للنفط من أن توقف تصدير النفط للدول الغربية المساندة لإسرائيل وهي الولايات المتحدة ودول أوربا الغربية واليابان والتي كانت مجتمعة تشتري في حدود 90% من البترول العربي . علما بأن الدول العربية المنتجة له كانت في ذلك الزمان هي المملكة العربية السعودية ، والكويت ، والعراق ، وليبيا التي كان يتولي الحكم فيها الملك إدريس السنوسي .
وفي ذلك المؤتمر ببغداد ذكر الشيخ صباح الأحمد الصباح وزير خارجية الكويت في ذلك الزمان ، وأميرها الحالي ، أنه قال في مؤتمر الخارجية العرب ببغداد بأن مسألة إيقاف تصدير النفط يأتي بأضرار ثلاث أساسية ، وهي توقف مشروعات التنمية الطموحة في الدول النفطية وما ينعكس من ذلك في إلغاء حوالي 250 ألف وظيفة ظل يشغلها المواطنون العرب في دول النفط ، والسبب الثاني هو أن عائدات النفط في حالة تصديره سوف تجعل الدول النفطية قادرة علي مساعدة الدول العربية غير النفطية ، أما الإقتراح الكويتي الأهم هو أن تقوم الدول النفطية بالعمل علي توفير ميزانيات لإعادة بناء القوات المسلحة لمصر ولدول المواجهة الأخري حتي تتمكن من إستعادة قدراتها تارة أخري للخوض في حرب تحرير للأراضي العربية المحتلة بواسطة إسرائيل .
وقد كان السودان وقتذاك يترأسه مجلس السيادة السوداني ( رأس الدولة ) برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري ، كما كان يترأس الحكومة رئيس الوزراء محمد أحمد محجوب حيث كان نظام الحكم إئتلافيا بين الحزبين ، الإتحادي والأمة ، وقد كانت لهما الغلبة في البرلمان وقتذاك ، حيث كان الإقتراح السوداني يتمثل في دعوة الزعماء العرب جميعهم لمؤتمر قمة يعقد بالخرطوم قبل نهاية أغسطس 1967م وفق خطة كانت ترمي إلي خلق تضامن عربي حقيقي وإنهاء كافة الخلافات ، كمدخل لإيجاد حلول لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربي التي إحتلتها إثر تلك الحرب الخاطفة ، ولمساندة الشقيقة مصر ورئيسها بقوة جماهيرية بائنة ، وهو ماحدث لاحقا عند وصول عبدالناصر لمطار الخرطوم لحضور مؤتمر القمة العربي .
وقد طلب الرئيس إسماعيل الأزهري من السيد علي الميرغني الإتصال بالملك فيصل حاثا له بأهمية الحضور ، لأن حضوره لقمة الخرطوم العربية سيمثل قوة دفع عالية لإيجاد الحلول للقضية العربية ، لما للملك شخصيا وللمملكة من أدوار ووزن عربي وإسلامي ودولي ، فضلا علي قوة الوزن الإقتصادي السعودي . وهنا أرسل السيد علي الميرغني نجله السيد أحمد ( رئيس الدولة لاحقا في ابريل 1986م ) والذي إنتقل إلي الرفيق الأعلي في نوفمبر 2008م ، حيث حمله والده الميرغني الكبير رسالة خطية للملك فيصل بهذا الشأن ، وعلي إثرها أكد الملك فيصل حضوره للقمة العربية ، وهبطت طائرته بمدرج مطار الخرطوم بعد دقائق قليلة من وصول طائرة الرئيس جمال عبدالناصر في صباح يوم 28 أغسطس 1967م .
وفي ذلك اليوم ، وصل الزعماء العرب إلي مطار الخرطوم ، ولم ينقض النهار إلا وتصل جميع الوفود العربية ، وقد تمت إستضافتها بالفندق الكبير وبفندق السودان ، حيث لم يكن هناك وجودا للفنادق الأجنبية بالخرطوم كالهيلتون والمريديان ، لكن هناك زعماء قد أوفدوا من ينوبون عنهم ، فالرئيس التونسي الحبيب بورقيبة لم يحضر لأنه كان له رأي مسبق أطلقه منذ العام 1965م بأهمية الإعتراف بإسرائيل بشرط أن توافق إسرائيل علي قيام الدولة الفسطينية وفق التقسيم الذي تم في العام 1947م بواسطة الأمم المتحدة ، فهاجمه معظم القادة العرب وقتذاك ، فإنتدب للمؤتمر رئيس وزرائه الباهي الأدغم ، كما أن الملك الليبي إدريس السنوسي إنتدب إبنه الأمير محمد ، كما حضر الأمير الحسن بديلا عن والده الملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية ، وكذلك تغيب الرئيس الجزائري العقيد هواري بومدين ، حيث أوفد وزير خارجيته وقتذاك عبدالعزيز بوتفليقة وهو الرئيس للجزائر حاليا . وقد حضر كل من الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل والشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت ، والرئيس العراقي عبدالرحمن عارف ، واللبناني شارل الحلو ، والسوري نور الدين الأتاسي ، واليمني المشير عبدالله السلال ، والملك حسين بن طلال ملك الأردن ، وقد مثل منظمة التحرير الفلسطينية رئيسها الراحل احمد الشقيري كمراقب والذي خلفه فيما بعد ياسر عرفات في رئاسة المنظمة.
وهنا فقد بدأت الجلسة الإفتتاحية الإجرائية في تمام الساعة السادسة مساء يوم 28 اغسطس بكلمة ترحيبية من الرئيس السوداني إسماعيل الأزهري ، ثم بدأت الجلسات طوال أيام 29 و30 و31 أغسطس ، حيث شرح عبدالناصر الموقف المصري بالضبط ، وأيضا تحدث الملك حسين غير أن هناك جهودا خارج الكواليس كانت تتم بين المحجوب والملك فيصل من جانب ومع عبدالناصر من جانب آخر ، حيث كانت الخرطوم تتبني فكرة مقترح الكويت الذي طرحه وزير خارجيتها ببغداد والقاضي بتدبير دعم مالي فوري لمصر والأردن لبناء قدراتها مرة أخري ، وقد تهيأ عبدالناصر للمقترح تماماً ، فقام المحجوب بجمعه مع الملك فيصل في داره بالخرطوم 2 لإنهاء الخلافات بينهما ونجحح في ذلك تماما ، وإنتشر الخبر عبر وكالات الأنباء التي كانت مرابطة حتي المساء المتأخر بدار المحجوب ، وقد أزف الخبر للوكالات والصحف وزير الإعلام وقتها الأستاذ عبدالماجد أبو حسبو المحامي ، وبالتالي قد تم وضع حلول لحرب اليمن يتبناها المحجوب شخصيا لاحقا ً . وهنا فقد كانت أكبر نتيجة إيجابية لمؤتمر الخرطوم هو أنهاء الخلاف التاريخي بين الدولتين الشقيقتين ( مصر والسعودية ) فساعد ذلك في نجاح بقية جلسات القمة العربية وفي قرارتها التي كانت تتم بالإجماع .
وقد قيل وقتها أن المحجوب كان قد سأل الفيصل عن مقدار الدعم المالي الذي سوف تقرره السعودية لمصر والأردن ، غير أن الفيصل ذكر له بأنه سوف يفصح عن الرقم من داخل جلسة المؤتمر ، وهنا وعند إنعقاد المؤتمر في جلسته الأخيرة ، بدأت بريطانيا وقتذاك بإطلاق مبادرة بوساطة وزير خارجيتها اللورد كارادون بأن تنسحب إسرائيل إلي حدود ماقبل يونيو1967م مقابل إعتراف العرب بها والدخول في مباحثات معها تحت رعاية الأمم المتحدة ، ما دعا المؤتمرين بالخرطوم بإطلاق اللاءات الثلاثة التي عرف بها المؤتمر حتي لا ينخدع العرب مرة أخري وهي: (لا تفاوض ولا صلاح ولا إعتراف بإسرائيل ) إلا بعد أن تنسحب من الأراضي التي إحتلتها في الخامس من حزيران/يونيو 1967م.
أما عن الدعم المالي لدول المواجهة ، فقد قررت السعودية دفع خمسين مليون جنيه إسترليني سنويا ، وتبعتها الكويت التي قررت ثلاثين مليوناً ، فالعراق أربعين مليوناً ، وتبقت الدولة النفطية الأخيرة وهي ( ليبيا) حيث إعتذر موفدها محمد بن إدريس السنوسي بسبب عدم مشورة والده الملك في الأمر، وهنا فقد أخذه المحجوب للتو إلي مكتب رئيس الجمعية التأسيسية في مقر برلمان الخرطوم الحالي حيث كان مؤتمر القمة يعقد جلساته فيها ، وقام المحجوب بالإتصال هاتفيا بمكتب الملك السنوسي في طرابلس، حاثاً إبنه الأمير محمد بأخذ موافقة والده الملك إدريس السنوسي بمقررات القمة ، فحدثت إستجابة فورية من الملك السنوسي بدفع ثلاثين مليوناً وبالتالي وصل مجموع الدعم العربي من الدول النفطية الأربعة إلي مائة وخمسين مليون جنيه إسترليني سنويا وهو مبلغ كبير بموازين وظروف إقتصاديات ذلك الزمان .

وهنا .. وحسب ماذكر المحجوب في كتابه ( الديمقراطية في الميزان ) الصادر في بيروت في العام 1973م إبان السنوات الأولي لحكم الرئيس نميري ، أن الملك فيصل قد أسر للمحجوب تقديرا لدور السودان في هذا المؤتمر الناجح ، بأنهم سوف يقررون دعما آخراً للسودان بسبب مصاعبه الإقتصادية ، والتي سوف تتعقد أكثر بسبب إغلاق مصر لقناة السويس للملاحة البحرية حيث تتجه السفن التجارية مرة أخري للإبحار عن طريق رأس الرجال الصالح في الجنوب الأفريقي ، وما يترتب علي ذلك من إرتفاع في أجور شحن البضائع التجارية( النولون البحري ) ولكن هنا جاء رد محمد احمد محجوب قاطعا وبكل لطف حيث شكر الملك فيصل ، لكنه رفض أن يستلم السودان أي دعم مالي حتي لا يقال أن السودان يبيع مواقفه العربية بالجهد الذي بذله في هذا التضامن العربي الفريد ، بعد أن راهن الغرب علي تشتت العرب بعد الهزيمة النكراء المباغتة ، وهنا فقد أدمعت عينا الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز الذي قدر جداً عزة نفس أهل السودان وكبرياء قيادته الجميل في مثل هذه المواقف الحرجة .

وإنتهت تلك القمة التاريخية ، قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاثة ، ودخلت مصر في إعادة بناء جيشها مرة أخري حيث تفرغ الرئيس عبدالناصر تماما لهذا البناء بعد ان أزاح كل القيادات السابقة من الحكم كالمشير عامر ووزير الحربية شمس بدران ومعظم قادة الجيش ، فضلا علي إعفاء مدير المخابرات الحديدي اللواء صلاح نصر ، بل وتقديمهم جميعا إلي محاكمات عسكرية بسبب التراخي في تلك الحرب ، غير أن المشير عبدالحكيم عامر ، قد سبق الأمر وقام بإلإنتحار بتناوله لحبوب ذات سموم عالية وهو في مقر إقامته الأجبارية بمنزله بالهرم .
ومن جانب آخر ، كلفت الدول العربية علي إطلاقها السيد محمد أحمد محجوب بالتحدث في نيابة عن المجموعة العربية بجلسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حول المشكلة العربية الإسرائيلية ، وقد أجاد طرح القضية بلغته الإنجليزية الراقية الرفيعة والمقنعة .

ورحم الله جميع القادة العرب الذين فارقوا الدنيا فيما بعد ، وبقي التضامن العربي صامدا حتي اللحظة برغم ما إعتراه من خدوش ومخاشنة عنيفة تضاءلت وزالت فيما بعد ، وكانت أسبابها هي صلح مصر مع إسرائيل في كامب ديفيد في العام 1978م ، ثم ساد التضامن تارة أخري كما ظللنا نراه في زماننا الحالي برغم مايشوبه من حركة شد وجذب ، إلا أنه الأكثر قوة بين العرب مقارنة بما مضي. لكن ما يشيب شعر الرأس فعلا ، ومايثير الدهشة العريضة جدا هو أن السودان الذي كان يجمع العرب في اصعب الأوقات ، أصبح هذا السودان يحتاج إلي من يجمعه ، حيث يواجه الآن أكثر القرارات صعوبة ، وأكثر الأزمنة تعقيداً .... ولا نملك إلا التمسك بالإصرار لإجتياز المرحلة القادمة مهما كانت نتائجها ، بقدرما ندعو أهل السودان في الشمال والجنوب أن يحاولوا مجرد محاولات في جعل الزمان القادم أكثر إستقراراً ورفاه وتنمية في شطري البلاد إن جاز التعبير .... وأبدا ما هنت ياسوداننا يوما علينا ،،،،،
1

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-31-2010, 03:31 AM   #32
الهاشمي

الصورة الرمزية الهاشمي



الهاشمي is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : الهاشمي




تهنئة حارة من القلب للأستاذ الممتاز

الهاشمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-31-2010, 04:50 AM   #33
محمد عبده
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية محمد عبده



محمد عبده is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى محمد عبده
افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : محمد عبده






وقد طلب الرئيس إسماعيل الأزهري من السيد علي الميرغني الإتصال بالملك فيصل حاثا له بأهمية الحضور ، لأن حضوره لقمة الخرطوم العربية سيمثل قوة دفع عالية لإيجاد الحلول للقضية العربية ، لما للملك شخصيا وللمملكة من أدوار ووزن عربي وإسلامي ودولي ، فضلا علي قوة الوزن الإقتصادي السعودي . وهنا أرسل السيد علي الميرغني نجله السيد أحمد ( رئيس الدولة لاحقا في ابريل 1986م ) والذي إنتقل إلي الرفيق الأعلي في نوفمبر 2008م ، حيث حمله والده الميرغني الكبير رسالة خطية للملك فيصل بهذا الشأن ، وعلي إثرها أكد الملك فيصل حضوره للقمة العربية ، وهبطت طائرته بمدرج مطار الخرطوم بعد دقائق قليلة من وصول طائرة الرئيس جمال عبدالناصر في صباح يوم 28 أغسطس 1967م .

وأبدا ما هنت ياسوداننا يوما علينا ،،،

الحبيب ابو الحسين نعم نحتاج لمثل هذا التوثيق ، وأحسب أنه من أولياتنا في المنتدى ....

والشكر موصول للأستاذ والوجه المشرق / صلاح الباشا .... على هذه التوثيقات التاريخية ....

ونواصل ......


محمد عبده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-2010, 05:30 PM   #34
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




هيئة دعم الوحدة .... وقدر الميرغني
بقلم: صلاح الباشا


ما إنفكت الأوساط السياسية والإجتماعية داخل البلاد وخارجها ، ومنذ تسرب خبر أن قيادة المؤتمر الوطني قد رأت وبكامل عدتها وعتادها ، أن يتم تكليف مولانا الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني بإستلام ملف الهيئة الشعبية لدعم خيار الوحدة الطوعية التي تعمل لإنجاح هذا الخيار ليصبح قدراً في نتائج الإستفتاء الذي سيتم الإعداد له لتكتمل خطواته في التاسع من يناير 2011م كإستحقاق نهائي لإتفاقية السلام الشامل التي وقعت في التاسع من يناير 2005م بمنتجع نايفاشا بدولة كينيا ، كتتويج للجهود التي بذلتها دول الإيقاد وهي : أثيوبيا – أرتيريا – كينيا – يوغندا.
ولكن وبخلفية بسيطة ، يجب أن نرجع أسباب إتخاذ القرار إلي الهموم الكبرى التي كانت تراود عقل السيد المرغني ، وتأخذ من وقته ومباحثاته وإتصالاته المحلية والإقليمية والدولية أي مأخذ . خاصة وأن السيد الميرغني ظل قدره هو العمل الدؤوب من أجل وحدة البلاد ترابا وشعباً ، خاصة وان هذا القدر لم يأتي وليد صدفة فقد كان التمسك بهذا المبدأ من أهم منجزات ومرتكزات مباحثات مبادرة السلام السودانية التي تمت وفق جهود مكثفة بين وفدي الحركة الشعبية لتحرير السودان والحزب الإتحادي الديمقراطي بفندق قيون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الشهر الأخيرة من العام 1988م ، اي قبل إنقلاب الإنقاذ بأشهر معدودة .
ولقد عجبتُ ايما عجب حين قرأت لبعض الزملاء الصحافيين يشيرون في كتاباتهم بأن هناك دول أجنبية لديها مخططات محددة من خلال دعمها لإقرار السلام السوداني الذي توج بتلك المبادرة التي أطلق عليها إتفاقية ( الميرغني – قرنق ) ، دون أن يوضحوا لنا من هي تلك الدول الأجنبية التي دعمت نجاح تلك المباحثات ، ولكننا نقول هنا ونؤكد للقاصي والداني بأن الجهود التي تمت في هذا الشأن خلال العام 1988م هي جهود عربية أفريقية بحتة تمثلت في الدول ذات العلاقات المتميزة والتاريخية بالسودان التي لعبت دورا متعاظما في أن تتم وفق رؤية إستراتيجية أمنية تحفظ للسودان وحدته وتوقف نزيف الدم الذي كان يجري في أحراش جنوب السودان ، وتعمل تلك الجهود في وقف إنهيار الإقتصاد السوداني الذي كان يعاني كثيرا بعد إنتهاء نظام الرئيس الأسبق جعفر نميري .
كانت تلك الدول التي يقول البعض بأنها أجنبية ، ماهي إلا الجيران الأشقاء وهي : مصر – وليبيا – وأثيويبا التي كانت تتواجد بها رئاسة الحركة الشعبية ومعسكرات الجيش الشعبي بالإضافة إلي معسكرات النازحين واللاجئين من ويلات الحرب من أهل الجنوب .
نعم ... كيف ننسي جهد الدكتور عاطف صدقي المكوكية بين القاهرة والخرطوم وأديس ، وأيضا رحلات الدكتور عبدالسلام التريكي وزير الخارجية الليبي ايضا ، فضلا علي التأييد الشديد من العقيد منقستو هيلا مريام الرئيس الأثيوبي وقتذاك. حيث كانت الحكومة السودانية تؤيد وتشجع تلك الخطوات التي بالتأكيد ستأتي بالسلام العادل غير المشروط مسبقا .
وقد كان قدر السيد الميرغني بأن يستلم ذلك الملف ويسافر شخصيا إلي أديس ابابا حين تعقدت ىخطوات الإتفاق ، بسبب أن وفد الحركة المفاوض هناك كان يشترط إلغاء حكومة الخرطوم لقوانين الشريعة الإسلامية والتي وضعها نظام الرئيس نميري وقد دمغت بعنوان ( قوانين سبتمبر ) في العام 1983م .
وهنا .. نؤكد بأن السيد الميرغني قد رفض هذا الشرط ، مؤكدا حق الشعب السوداني في أن يحتكم لشريعته طالما أنها ستحقق العدالة وبسط الحريات وتحفظ لكل ذي حق حقه ، برغم أن تلك القوانين أصلا قد قام بتجميدها المجلس العسكري الإنتقالي برئاسة المشير عبدالرحمن سوار الدهب منذ إستلام قيادة الجيش للسلطة في الخرطوم بعد نجاح إنتفاضة 6 أبريل 1985م ومغادرة نظام النميري لسدة الحكم حسب رغبة الجماهير علي إطلاقها حينذاك .
وحين تعقدت الأمور بين الطرفين في أديس ، وقد علم دكتور جون قرنق بالأمر وهو أن السيد محمد عثمان الميرغني يرفض التوقيع علي مبادرة السلام بذلك الشرط الذي ينزع عقيدة أهل السودان من افئدتهم ، فإن دكتور قرنق قد أخذ أوراق مسودة الإتفاقية ورماها لوفد الحركة قائلا لهم وبالحرف الواحد ( إنتو قايلين مولانا حيوقع علي الكلام الفارغ بتاعكم ده ؟ ) .
وعلي الفور تم تعديل شرط إلغاء قوانين الشريعة ، وإستبدلها ببند كان يقول: إحالة قوانين الشريعة إلي المؤتمر الدستوري، وهو الذي سوف تقوم فيه كل القوي السياسية لأهل السودان بعقده ليكون مسك الختام لتحقيق السلام السوداني الخالص ، علما بأن كل المباحثات التي كانت تتم بين وفدي الإتحادي والحركة لم توجد فيها أي ضغوط خارج نطاق الطرفين السودانيين المتفاوضين ، خاصة وأن السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء في ذلك الزمان كان يتصل هاتفيا من وقت بالسيد الميرغني في أديس متابعا خطوات المبادرة التي كانت ستحقن دماء الشعب السوداني إن لم يتم إسقاطها بالأغلبية الميكانيكية داخل البرلمان بالخرطوم وهي أغلبية كانت تتشكل من حزبي الترابي والمهدي وبإجماع نوابهما وبلا تحفظ ، يعني ( Orders ) وبس ، وهذا يدلل علي أن الذهنية السودانية كانت ، وربما لاتزال يطغي عليها قبول ثقافة تغييب الرأي ، حيث يصادر قادة الأحزاب كل رأي خبرائهم ونوابهم وبلا تحفظ أو إعتراض ، وهو ما يسمي سياسة ركوب الرأس الرأس .

والآن يدفع شعب السودان هذا الثمن الغالي الذي إمتد لواحد وعشرين سنة خسائر في الشمال والجنوب علي السواء ، وهذا كان نتاجا طبيعيا لرفض فرص السلام التي جنح لها الطرفان في العام 1988م ، ونحن نعلم تماما بأن العديد من أهل السياسة لايرغبون في التوثيق لتلك التقاطعات التي حدثت علي المسرح السياسي السوداني في العام 1988م ، فحين إستعد السيد الصادق لاحقا لقبول مبادرة السلام تلك في منتصف العام 1989م بعد تقديم قيادات الجيش لتلك المذكرة الشهيرة للحكومة في فبراير 1989م فإن حزب الترابي قد غادر السلطة معتقدا بأن أي إتفاق بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية معناه حسب إعتقاده حينذاك هو مشروع لتصفية الجبهة الإسلامية القومية من المسرح السياسي السوداني . نعم ...هكذا وبكل بساطة أجازت هيئة شوري الجبهة الإسلامية قرار إستلام الحكم عن طريق القوة ، فحدث ما حدث ، وظلت الساقية لسه مدورة حتي اللحظة .
والآن ... يوجد إتجاه لتكليف السيد الميرغني لإدارة هذا الملف تارة أخري ، وهنا يختلف الوضع تماماً ، حيث نجد أن السودان مكبل الأيادي بإتفاقية نايفاشا التي تم فرضها فرضا بوساطة قوي أجنبية ضاغطة ظلت ترعاها حتي الآن وتبعث لها بالمبعوثين ، واحدا تلو الآخر ، وتوظف الأمم المتحدة مبعوثيها ايضا لمتابعة سير الإتفاقية ، بخلاف ما كان يجري في العام 1988م والعام 1989م حيث إبتعدت الإتفاقية تماما من براثن القوي الأجنبية في ذلك الزمان.

وهنا نقول ... أن المسألة ليست بالشيء الساهل حتي يأتي السيد الميرغني بمنجزات تحقق الوحدة في غمضة عين ، ذلك أن الأمر يحتاج جهدا تظلله الثقة في أن تجعل قيادة الحركة الشعبية قرار وحدة الوطن هو الخيار لشعب الجنوب في صناديق الإستفتاء القادمة . ولكن كل ذلك لايمنع الميرغني وعضوية هيئته الجديدة من توظيف المعادلات التي تتناول محاسن الوحدة ، ومساويء الإنفصال ، أو العكس، لأن الأمر يحتاج توظيف لغة المصالح والإقتصاد والإستراتيجيات والرؤي المستقبلية ولتوضيح مخاطر خلق دويلة جديدة صغيرة مخنوقة بين دول عديدة كلها تطمع في خيرات جنوب السودان ، عدا الشمال السوداني الذي يهدف إلي خلق تنمية عجلي هناك حتي يلحق شعب الجنوب بركب الحضارة الشمالي علي علاته .
وما يؤكد علي أن خيار الوحدة ستكون مكاسبه ضخمة لجنوب السودان هو أن الحركة الشعبية الآن تحكم الجنوب بالكامل ، وتحكم ثلث الشمال ، ولها من مكاسب توافر الطرق مع الشمال برا ونيلا وجوا وسكة حديد ومواطنين جنوبيين بالشمال ولدوا ونشأوا وتربوا وإمتلكوا هنا بمدن الشمال لأنه وطنهم بالشيوع كما يقول الميرغني دوماً ، ما يؤكد علي أن تلك المكتسبات التاريخية هي نتاج حقيقي لدولة الشعب الواحد ، فضلا علي توافر خاصية عدم الإضطهاد والعنصرة التي يتمتع بها المجتمع السوداني بكافة مكوناته ، لأننا لم نشهد أية حرب مدنية أهلية بين اهل السودان في الشمال والجنوب ، حيث إنحصر اللإحتراب فقط بين الأجسام المسلحة عند الطرفين . لذلك نقول أن عوامل الوحدة متوافر بقوة دفع عالية ، وهي فقط تحتاج أن يزنها بعض قيادات الحركة الشعبية بميزان العقل الخلاق ، وليس بميزان ناتج الحرب والفحرة بوجود ثورة نفطية مؤقتة ينضب معينها بعد حين.

وهنا نقولها بكل الصراحة ، أن التكوين الأيديولوجي للسلطة في الشمال ، مضافا إليه الجهد الإعلامي السالب الذي ظلت تمارسه بعض الصحف بالخرطوم ، وتقابله بعض الصحف والكتابات الأخري في الجانب الآخر من الشريكين ، هو الذي أدي إلي هكذا نفور ، وهكذا تخوف ، وهكذا إستعداد نفساني لإتخاذ الإنفصال خيارا ً.
ونحن هنا لا نيأس في تبني الحركة لخيار الوحدة وسط شعب الجنوب فيما تبقي من شهور قليلة . وفي تقديري أن قبل السيد الميرغني التكليف حقا ، لأنه حتي اللحظة هو خارج البلاد ، فإن سيادته لن يرفض أن يسهم وبقوة دفع عالية عُرف بها في أن يصل إلي خطوط معادلة تجلب الخير لهذا الوطن ، إلا أن يستصحب البعض ذات الروح التي سادت في نهايات العام 1988م وبدايات العام 1989م(روح المكاجرة).
لكن ما يثير الدهشة ، أن نري كتابات البعض التي تترك أمر الوطن كله في مثل هذه المرحلة من تاريخ السودان الذي يجابه متغيرات كبري ، ويكتبون فقط عن أهمية الوحدة الإتحادية قبل أهمية مؤازرة إهتمام الميرغني بوحدة السودان ، فمثل تلك الكتابات ومع كامل التقدير لها ، إلا أنها تريد أن تفرض واقعا غير موجود ،فهي تردد دوماً أن الحزب الإتحادي مفكك ، ومشتت ، غير ان الواقع المعاش الآن يقول بأن الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل يعتبر متماسك جداً الآن وفي أحسن حالاته ، وفيه من مرتكزات التوالف والتحالف والتنسيق بين شبابه وشيوخه ، ما يبعث علي الغيرة ، حيث لايزال البعض وبرغم أنهم قد قاموا بتكوين أجسام إتحادية عديدة سجلت نفسها كأحزاب ، ومع كامل التقدير والإحترام لتلك القيادات ولخيارها ، إلا أنها لا تملك الحق في تقييم أداء الإتحادي الأصل أو أداء زعيمه .. طالما أن الأصل لا يتدخل في أداء تلك الفصائل الإتحادية التي ظلت تجتمع لعدة سنوات ماضية وتعلن توحدها في جسد واحد ، ثم لا يمضي وقت طويل إلا وتنهار تلك الوحدة التي تتكيء علي وهم النضال ، فإذا بهم يديرون عجلة الشتائم ضد الإتحادي الأصل وزعيمه مرات ومرات عبر التصريحات الصحفية حين يفشلوا في إستقطاب جماهير تعادل حتي الواحد في المائة من جماهير الميرغني والإتحادي الأصل ، فالأصل ماشي .. ولا أقل البعض ينبح ، لكنني أقول أن إرادة الإتحادي الأصل موجودة في أهمية لم الشمل لتلك القيادات دون قيد أو شرط إلا شرط الإخلاص لهذا الحزب ولهذا الوطن.. وقد كادت محاولات لم الشمل أن تنجح خلال العام 2009م ، إلا أنه وفي الدقائق الأخيرة قام البعض بفركشتها .. فذهبوا مع الريح وبقي الإتحادي الأصل وزعيمه صامدين في قلب الأحداث . عفوا سادتي ... لا وقت لنا لإضاعته في حكاية لم الشمل هذه ، فوطننا يحتاجنا بشدة هذه الأيام.
وتارة أخري .. عفوا سادتي ... دعوا الميرغني يتحرك في الساعة الخامسة والعشرين ، فكثيرا ما تأتي النجاحات من خلال جهد تلك الساعة ... فالجبال الراسيات في السياسة السودانية لن تزحزحها هوج الرياح،،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2010, 02:57 AM   #35
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : محمد جمرة




عفوا استاذنا الباشا
هو الكيد الخامس والعشرين
قام السيد الميرغني لأجل عيون وحدة البلاد ترابا وشعبا بأكثر مما يجب
جازاه الله بما يحب, وإن كان ثمة مزيد جهد فهو غني عن هيئة لا تنقصها التهمة
ولا تقوم على ساق لأن مقترحها غير مؤمن بالوحدة بل بذل كل ما في وسعه ليكون الانفصال
هو الخيار الوحيد.
وفوق هذا فهي لا تعدو أن تكون إحدى تمثيليات القوم التي مجها الجميع حتى وإن أكثروا فيها الغناء.
أهل الجنوب الآن يتمتعون باستجابة صفرية لكل ما يأتي من هؤلاء الذين حير أديبنا الراحل الطيب صالح رحمه الله مأتاهم برغم خياله الخصب!!!!!
إن عزت عليك الوحدة أستاذنا الفاضل فلا ترجوها مما يطرحه هؤلاء الذين أشربوا في قلوبهم الخبث.

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 01:55 PM   #36
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




لمحات مع الغناء الوطني في ذكري إستقلال السودان ..

بقلم: صلاح الباشا

الكل يعلم بأن السودان قد نال إستقلاله من الإستعمار الإنجليزي في 1/1/1956م تنفيذا لقرار البرلمان السوداني الصادر بإجماع نوابه في جلسة 19/12/1955م التاريخية ، حين سار النواب من مبني البرلمان القديم بشارع الجمهورية الواقع مقابل القنصلية المصرية ، ساروا في موكب مهيب يتقدمه الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري وزير الداخلية وقتذاك وبجانبه الأستاذ محمد احمد محجوب المحامي وزعيم المعارضة في برلمان 1954م ، حيث لم تصبح الحكومة السودانية مستقلة بعد ، حتي وصلوا إلي قصر الحاكم العام والذي يسمي الآن بالقصر الجمهوري ، لتقديم مذكرة للحاكم العام الإنجليزي يخطرونه بقرار مجلس النواب بإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان ، فماكان من الحاكم العام إلا أن يستلم المذكرة ويرفعها إلي حكومة جلالة الملكة اليزابيث في بريطانيا ، فقرر بريطانيا الموافقة علي منح شعب السودان إستقلاله ، وقد تححد تاريخ الفاتح من يناير 1956م هو اليوم الرسمي لإعلان الإستقلال وإنزال علمي دولتي الحكم الثنائي ورفع علم السودان بألوانه الثلاثة علي سارية القصر الجمهوري ، وقد ظل التلفزيون يبرز ذلك الحدث في كل عام تخليدا لتلك الذكري .
ولكل ذلك ، فإننا نخصص هذه الصفحة لعرض ملامح طفيفة علي أناشيد الحركة الوطنية التي كتبها شعراء السودان في زمان الإستعمار الإنجليزي ، وأيضا بعدما نالت البلاد إستقلالها مستصحبين معنا حلو الذكريات العطرة ، ومبتدرين الذكري مع صاحب نشيد الإستقلال الأستاذ الدكتور محمد وردي الذي سرد لنا بعض ذكرياته حول نشيده الخالد .
الموسيقار محمد وردي يتذكر :
اليومَ نرفعُ راية إستقلالنا ... ويسطِّرُ التاريخ ُ مولدَ شعبنا
كتبها الطالب الجامعي عبدالواحد عبدالله في العام 1961م
ربما تتساءل أجيال عديدة عن قصة النشيد الوطني المعروف الذي تبثه الإذاعات والفضائيات السودانية خلال الفترة من 19 ديسمبر إلي الأول من يناير في كل عام ميلادي . من الذي كتبه ، وأين هو الآن ، وكيف قابله الأستاذ الموسيقار محمد وردي .
إتصلنا بالأستاذ وردي مهنئين سيادته بعيد الإستقلال ، وسألناه أن يحدث عن قصة النشيد المعروف والذي يتم بثه دوما في الذكري السنوية لإستقلال البلاد ، فذكر بأنه كان يلتقي كثيرا ومنذ سنواته الأولي في طريق الفن بالأدباء والشعراء من طلاب جامعة الخرطوم في ذلك الزمان إلي أعطاه ذلك النشيد أحد أولئك الشعراء وهو عبدالواحد عبدالله ، من أبناء القضارف وقد كان طالبا بكلية الآدب ، وكان ذلك في العام 1961م ، إبان فترة الحكم العسكري الأول بقيادة الفريق إبراهيم عبود التي إمتدت من 17/11/1958م وحتي قيام إنتفاضة أكتوبر الشعبية في 21/10/1964م حيث تنازل عن الحكم بخطاب معروف ومتوازن ووطني جداً في أمسية الأربعاء 28/10/1964م .
وحين سألنا الأستاذ وردي عن الطلاب الشعراء بالجامعة وقتذاك من هم ؟ أفاد بأنهم الذين شكلوا فيما بعد بسنوات قليلة مجموعة الغابة والصحراء كنموذج لإنصهار الثقافة السودانية التي تجمع مابين العروبة والأفريقانية ، وأضاف وردي : أذكر منهم محمد المكي إبراهيم الذي أعطاني بعد إنتفاضة أكتوبر نشيد ( اكتوبر الأخضر ) وكذلك أذكر الشاعر الراحل والطالب وقتذاك ( علي عبد القيوم ) الذي تغنيت له بنشيد ( نحن رفاق الشهداء ) .
وعن الشاعر صاحب نشيد الإستقلال والمشهور بمقدمته ( اليوم نرفع راية إستقلالنا ) وهو عبدالواحد عبدالله فإنه قد سبق له أن عمل بالإعلام ، وقد تم إختياره كمدير عام للإذاعة السودانية في فترة السبعينات في زمان حكم الرئيس الراحل جعفر نميري ، وبعد أن نال الأستاذ عبدالواحد درجة الدكتوراة ، إلتحق بهيئة اليونسكو unesco التابعة للأمم المتحدة في مقرها الدائم بباريس ، وإصطلاح يونسكو هو إختصار لإسم المنظمة الطويل وهو ( منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ) . وبعدها إنتقل الدكتور الأديب عبدالواحد عبدالله من اليونسكو بباريس للعمل خبيرا بالخليج حتي اللحظة .
يقول الأستاذ وردي بأن عمر هذا النشيد حتي العام الجديد هذا 2011م خمسين عاما بالتمام والكمال ، حيث ظهر إلي الوجود عبر الإذاعة السودانية في 1/1/1961 أي قبل ظهور التلفزيون الذي بدأ بثه بالعاصمة فقط في العام 1963م حين كان الراحل اللواء محمد طلعت فريد وزيرا للإستعلامات والعمل قبل أن تسمي لاحقا بوزارة الإعلام ، ثم تم إنشاء التلفزيون في الجزيرة ووصلها الإرسال في العام 1972م في عهد وزير الإعلام الراحل العميد (م) الأديب عمر الحاج موسي .
غير أن الأستاذ وردي ذكر بأن النشيد لم يسبق إيقافه من البث عبر الأجهزة في كل العهود ، إلا في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري في الأعوام 1971/1973 م حين كان وردي في المعتقل السياسي بسجن كوبر إثر فشل حركة الرائد الراحل هاشم العطا العسكرية ، ثم إطلق سراح النشيد وبقية أعمال الأستاذ وردي مع نهاية العام 1973م إثر إجتماع سري بين الرئيس نميري ومحمد وردي بمبني وزارة الإعلام ذات مساء وبترتيب مسبق من الراحل الأستاذ احمد عبدالحليم الذي كان يعتلي مقعد وزارة الإعلام في ذلك الزمان .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 01:56 PM   #37
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




حين كان العطبراوي يحمل هموم الوطن:
غيرَ هذي الدماءِ نبذلُها .. كالفدائيُّ حين يُمتحَنُ

ظلت الأحداث السياسية منذ بزوغ فجر الحركة الوطنية قبل وبعد الفتح الإنجليزي للسودان في العام 1898م تلهم أهل الفن شعراء ومطربين منذ قديم الزمان ليوظفوا مواهبهم الفنية لخدمة قضايا هذا الشعب والوطن ، وفي مقدمة أولئك يأتي الفنان الوطني الكبير حسن خليفة العطبراوي وقد وضع تلك القضايا الوطنية نصب عينيه وهو يري منذ ريعان شبابه وبحسه الوطني العالي كيف كان عمال السكة الحديد في عطبرة يسيرون التظاهرات في ميدان المولد هناك ضد المستعمر الذي أرهق مناضلي المدينة وأهلها كثيراً ، فكانت تلك التظاهرات هي التي ألهمته عند توظيفه لموهبته الغنائية والموسيقية توظيفاً متقدماً ليخرج للجماهير تلك الأناشيد الخالدة التي سكنت الوجدان تماماً من خلال أكبر مجال وهي الليالي السياسية والإجتماعية بعطبرة والدامر .
وحين تأسس مؤتمر الخريجين ، ظلت عطبرة تحتفي بذلك الحس الوطني ضد المستعمر ، والتظاهرات تلهم الجماهير الثبات والنضال ، فأخرج حسن خليفة من خلال تلك الأجواء الوطنية الباهرة تلك الأنشودة الرائعة والصامدة حتي اللحظة ، والتي ستحافظ علي ذات ألقها وقوة طرحها بما ظلت تكتنزه مفرداتها من إفتخار بالحس الوطني عالي المقام ، فجاءت إلي الوجود في العام 1943 والحركة الوطنية تتوثب إلي إثبات ذاتها في خارطة السياسة السودانية ، جاءت أنشودة ( أنا سوداني أنا ) والتي كتبها الشاعر الأستاذ محمد عثمان عبدالرحيم وهو علي قيد الحياة الآن بمدينة رفاعة ، حيث أطلت القصيدة وهي تمتليء بمفردات كبيرة المعني ، قوية الطرح ، تلهم الروح الوطنية لكل من يستمع لها بلحن حسن خليفة وبصوته الواضح المعالم والمتمدد عشقاً لتراب هذا الوطن وقد كان التركيز في مخارج الصوت واضحا :

كل اجزائه لنا وطنٌ..
إذ نباهي به ونفتتنُ
نتغني بحسنه ابداً..
دونه لايروقنا حسنُ
لو هجرناه فالقلوب به ..
ولها في ربوعه سكن ُ
نتملي جماله لنري..
هل لترفيهِ عيشه ثمنُ
غير هذي الدماءِ نبذلها..
كالفدائي حين يُمتَحنُ
بسخاءٍ بجرأةٍ بقويً..
لا يني جهدها ولا تهِنُ
تستهينُ الخطوبُ عن جلدٍ..
تلك تنهالُ وهي تتزنُ
أنا سوداني أنا ، أنا سوداني أنا

نعم ... أتي ذلك النشيد يهز أركان الوطن كله بما طرحه من مضامين تخاطب الروح الوطنية في ذلك الزمان الذي شهد بدايات حركة الخريجين ، ماقاد إلي إنتباه السلطات البريطانية لمتابعة مايفعله إنشاد ذلك الشاب – حسن خليفة - المتفجر وطنية وقوة بأس وعدم تردد في زمن كانت الكلمة الرمزية الواحدة يعمل لها الإستعمار ألف حساب منذ عهد صاحب شعر الرمزية الأول ( خليل فرح ) والذي سوف نتناول توثيق سيرته قريباً ، فمابالك بنشيد كامل تصحبه الموسيقي والإيقاع والطبل وترديد الجماهير له في كل محفل وجلسة ونادي .. فكان لابد من أن يدخل بسببه العطبرواي سجن المديرية في الدامر ... وبعد رحيله ظلت الفنانة أسرار محمد بابكر تؤدي ذات النشيد عبر الإحتفاليات القومية وبطريقة رائعة جداً .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 01:59 PM   #38
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




وجاء نشيد ( آسيا وأفريقيا ) لتاج السر الحسن وأداء الكابلي


كان للسودان ولايزال دورٌ مشرفُُ في مناصرة شعوب العالم المستضعفة وقد ظل يجاهر بذلك دون تحفظ أو وجل . فلذلك ليس من المستغرب أن تقف كل شعوب قارة أفريقيا والأمة العربية والدول اللاتينية مع السودان ضد هذه الهجمة الجديدة التي تهدف لتفتيت إستقرار بلادنا التي ظللنا نموت عشقاً في الحفاظ علي ترابها الطاهر المقدس .. بعد أن بات شعبنا يرنو ببصره لإستكمال بنائه الدستوري الجديد الذي توافقت عليه كل القوي السودانية بمجملها لتصنع دولة ديمقراطية جديدة تعترف جميع تياراتها ببعضها البعض وهي تركل بكل قوة كل تمزقات الماضي السوداني الحزين حيث يتمني الجميع وجود وطن آمن ومستقر ومعافي من كل شيء .
لذلك لا غرابة في أن تناصر شعوب العالم العربي والأفريقي والأسيوي وأمريكا اللاتينية بلادنا وهي تري الإمبريالية تطل من جديد لإفتراس الدولة السودانية الواعدة ولتعطيل إستخراج ثرواتها الكامنة .. فضلا علي الكنوز الضخمة التي يذخر بها السودان والتي تؤهله لدور إقتصادي ريادي هام خلال النصف الأول لهذا القرن .. وهو مايقلق بال إسرائيل التي تتخوف من بروز دولة قوية إقتصادياً بالمنطقة وذات تأثير سيطل إلي الوجود ذات يوم .. تماما مثلما أطلت اليابان وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا والهند مؤخراً والتي كانت تستجدي الغذاء حتي أصبحت تصدره الآن .
والآن لابد من تبيان دور الفن السوداني الأصيل في خدمة قضايا شعوب العالم المستضعفة لنري كم كان أهل السودان ومبدعوه ينشدون ويتغنون لتلك القضايا منذ عقود طويلة .. مايؤكد علي حيوية الشعب السوداني وتميز مبدعيه منذ قديم الزمان .
فكيف لنا ألا ننسي رائعة الأستاذ الشاعر د. تاج السر الحسن التي كتبها في زمان باكر وقد كان لايزال شاباً في مرحلة الطلب الجامعي ويعيش إنتشاءات وآمال ومفاصل نضالات حركات التحرر الوطني من ربقة الإستعمار إبان سنوات الخمسينات الذي إشتاق ذات الإستعمار الآن للعودة لها في قالب جديد ، مستفيدا من التنوع الذي تزخر به بلادنا منذ آلاف السنين .
وقد تغني بتلك الأنشودة الخالدة الأستاذ عبدالكريم الكابلي في زمان باكر أيضاً من مسيرته الفنية الطويلة بالمسرح القومي بام درمان ولأول مرة أمام الرئيس عبدالناصر في عام 1960م حين زار السودان في زمان حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود .. فجاءت هذه المقاطع المتميزة : ( عندما أعزف ُ ياقلبي.. الأناشيد القديمة ..ويطل الفجر في قلبي.. علي أجنح غيمة)
يا صحابي فأنا .. مازرتُ يوما أندونيسيا
أرض سوكارنو .. ولا شاهدتُ روسيا
غير أني والسنا .. في أرض أفريقيا الجديدة
والدُجي يشربُ .. من ضوء النجيمات البعيدة
قد رأيتُ التاسَ في قلب الملايو..
مثلما شاهدتُ جومو ..
ولقد شاهدتُ جومو ..
مثلما إمتد كضوءِ الفجر يوم ُ
والآن يعيد التاريخ نفسه وبذات الملامح .. ليتمدد عطاء الفن لخدمة قضايا السودان وهو يخوض أشرس المعارك للحفاظ علي وجوده .. لذلك كان الفن .. وكان الإبداع .. وكان المبدعون الذين يلهمون شعبنا الصمود والتحدي والتصدي معاً .. فجاءت هذه الوقفة للحفاظ علي السيادة الوطنية وشرف أهل السودان والتي أثبتت علي حيوية الشعب السوداني .. وبمناسبة حيوية شعبنا هذه والتي ظل يتمتع ويتميز بها .. تستحضرني هنا مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حين زار الخرطوم عقب نكسة حزيران/يونيو 1967م لحضور مؤتمر القمة الذي خرج بلاءاته الثلاثة المعروفة ( لا صلح ولا تفاوض ولا إعتراف بإسرائيل إلا بعد خروجها من الأرض المحتلة ) .. فقال ناصر للصحافة العربية والعالمية : بأن حيوية الشعب السوداني قد أدهشته وشدت من أزره تماماً برغم أن الصحف العالمية كانت تقول أن الخرطوم قد خرجت لإستقبال القائد المنهزم .. فكتب له وقتذاك أبوآمنه حامد وتغني ايضاً كابلي: وإلتقت نهضتنا بالعرب ِ .. يوم صافحنا جمال العرب ِ .. أنت ياناصر في أرضي هنا .. لست بالضيف ولا المغترب .
ألم يكتب الصحافي والشاعر الراحل مرسي صالح سراج في زمان بعيد مضي ليتغني بها وردي ذات يوم ( نحن في الشدة ِ بأسُُ ُ يتجلي .. وعلي الود نضُّم الشملَ أهلاً .. ليس في شرعتنا عبدُ ُ ومولي ).
إذن .. فلنردد مع الفيتوري ووردي تارة أخري غنائنا القديم العريق الخالد ونحن نشهد الآن صمود الخرطوم كعادتها عند الشدائد : ( أبداً ما هُنت يا سوداننَا يوماً علينا .. بالذي أصبح شمساً في يدينا ..وغناءً عاطراً تعدو به الريح ... فتختال الهوينا يابلادي.. من كل قلب يابلادي).

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2011, 02:02 PM   #39
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




ولودالقرشي والشفيع .... إسهامهما الواضح في الغناء ضد المستعمر

من منا لايذكر ذلك النشيد الذي لازالت أصداؤها تتردد حتي بعد إنتقال صاحبيه إلي الفريق الأعلي ، وقد متبه الشاعر والملحن في ذات الوقت ( محمد عوض الكريم القرشي ) الذي كتب أكثر من 90% من غناء عثمان الشفيع ، وقد أدي الشفيع ذلك النشيد إبان سطو الإستعمار الإنجليزي في الحفلات العامة وفي المدارس إلي أن تم إعتقاله في نهاية أبرعينات القرن الماضي وتم إنذراه رسميا بتعهد منه بعد ترديده، تماما ملثما كان قلم المخابرات في السودان يتتبع أي أعمال غنائية تتحدث عن الوطن والوطنية تشحذ الهمم علي مقاومة الإستعمار .
فقد كان نشيد ( وطن الجدود .. نفديك بالأرواح نجود .. وطني ) يعمل فعل السحر في أوساط شعب السودان ومثقفيه وطلابه وعماله ومزارعيه ، لذلك ظلت تجمعات الطلاب في الثانويات وفي الجامعة تنشده بلا تحفظ داخل أسوار معاهدها في مهرجاناتها العامة السنوية .
كما أردفه ودالقرشي والشفيع بعمل وطني آخر هو ( جنود الوطن ) ، غير أن قوة نشيدهما الأول ( وطن الجدود ) كان الأكثر إنتشاراً حتي اللحظة .

وخليل فرح قد سبق الجميع ... والبلابل يعدن مجد نشيد الشرف الباذخ

العديد من المتابعين يتذكرون تلك الأغنية الوطنية المعروفة التي قام الموسيقار بشير عباس بإعادة توزيعها موسيقيا في العام 1972م ، حيث ظلت مجموعة البلابل تؤديها منذ ذلك الزمان ، وهي أنشودة ( الشرف الباذخ) ، غير أن البعض يعتقد بأن الأغنية هي من التراث الذي لا يعرفون له شاعر محدد أوشاعرة معينة ، غير أننا نؤكد هنا بأن نشيد الشرف الباذخ قد كتبه وتغني به الشاعر والمغني الوطني الراحل خليل فرح إبان سطوة الإستعمار وإشتداد حركة المقاومة الوطنية منذ العام 1921م حتي رحيل خليل فرح في العام 1932م وقد مات وهو في الثامنة والثلاين من عمره .
كان ذلك النشيد وبلغته البسيطة يعبر عن آمال وطموحات الشعب السوداني في الإستقلال ، لكن إاردة الله شاءت أن يرحل الفنان الوطني الخليل قبل أن يري بلاده التي أحبها قد نالت الإستقلال بعد 24 عاما من رحيله . ولنا أن نعيد بعض مقاطع ذلك النشيد الذي يشتمل علي شحنات عالية من الحس الوطني الدفاق :
نحن ونحن الشرف الباذخ
دابي الكر شباب النيل
**
من تبينا .. قمنا ربينا
ما إتفاسلنا قط بقليل
ده ود عمي ... وده ضرب دمي
إنت شنك .. طفيلي دخيل
**
قوم وقوم كفاك يانايم
قوم وشوف حداك ياهايم
مجدك طلَّ .. وشرفك ولّي
وإنت تزيد ... زيادة النيل
**
إذن .... كان الخليل وبحسه الوطني المتقدم ، يري ملامح الصمود سوف تشتعل ، حيث شهد عهده قيام جمعية اللواء الابيض في العام 1924م ، برغم أن الخليل كان من مؤسسي جمعية الإتحاد السوداني في الأعوام 1920/1921م كإنعكاس وتأثر بثورة عام 1919م بالشقيقة مصر ضد الوجود البريطاني في مصر وبقيادة زعيمها الوطني سعد زغلول زعيم الوفد في ذلك الزمان.
ومنذ لك الحين .. بدأ المبدعون الوطنيون من أهل السودان يحثون علي رفع وتيرة الإحساس الوطني لدي الجماهير بإنشادهم الوطني عالي المقام . ورويدا رويدا ، تكونت الجمعيات ومؤتمرات الخريجين وتشكلت التكوينات الأولي للأحزاب السودانية ، فالنقابات المهنية ، حتي تحقق إستقلال السودان في 1/1/1956م فأتي الإستقلال سالما ً تماماً( كالصحن الصيني.. من غير شق أو طق ) كما قالها الزعيم الأزهري في خطاب الإستقلال .
وكل عام وأهل السودان في كل الدنيا بألف خير وعافية وأمان ،،،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2011, 10:32 AM   #40
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: ألف مبروك صلاح الباشا الوجه المُشرق للختمية والإتحاديين...


أنا : أبو الحُسين




الإتحادي الأصل ... وضربة البداية

أضواء كاشفة
بقلم: صلاح الباشا

***********************

ظلت الأحوال السياسية السودانية ولما يتعدي العشرين عاماً خلت تطفو علي سطح الأخبار المحلية والإقليمية والدولية أيضا ردحاً من الزمان ، بمثلما ظلت الأعصاب مشدودة لدرجة التوتر طوال السنوات الماضية .. ذلك أن معظم السياسات التي كانت تنتهجها السلطة الحاكمة تغلفها خاصية الإقصاء للآخر. وكانت هذه الخاصية تطل في عدة صور ، فتارة نجدها تنتهج سبيل الإعفاء من الخدمة للصالح العام ، وأخري يأتي النهج خلالها في سد المنافذ للوظائف القيادية في الخدمة المدينة وإحتكارها لكادر حركة الإسلام السياسي ، ومرات عديدة يأتي النهج في هيئة تهديد ووعيد، وفي الأحسن الفروض كان الإستفزاز الإعلامي عبر الخطب وعبر الصحف هو النهج الأقل كلفة.
وصبر شعب السودان، وصبرت قياداته الوطنية علي كل صنوف الأذي الذي قاد إلي مثل هذه المآلات المهلكة العجيبة، فأصبح ليل السودان وكأنه ليس له من صباح. حتي قيّض الله تعالي لأهل الحكم سبيل الرشاد والعودة إلي إحقاق الحق وإتباع سبيل الوفاق وإعادة الأمانة إلي أهلها وهو الشعب السوداني، حيث لم تفلح الإنتخابات الماضية في إعادة تلك الأمانة بالصورة المثلي التي يعلمها الجميع، حين كان البعد الدولي آنذاك يتابع كل شيء، بدءاً من الهجمة الغرايشونية، وإنتهاءً بالضغوط الهلارينية الكلينتونية التي لا هم لها إلا فصل الجنوب وبسرعة البرق.
وحين تم الفصل الكامل للجنوب ، فإن الكل يعلم بأن مسألة دارفور ستبدأ في الظهور علي مسرح الأحداث ، وقد تأجل أمرها حين أطلت أحداث تونس ومصر علي السطح بدرجات عالية من الغليان أذهلت الدنيا كلها بما أحدثته من إضطراب إقليمي ودولي لم تستطع قوي الكون من إيقاف آثاره .
وحتي لا يتأذي السودان بفراغ دستوري ، وحتي لا ينقلب إستقرار الوطن وأمنه النسبي إلي فوضي عارمة كحال الصومال الذي بدأ هكذا بصراعات القبائل ، ثم الإثنيات ، إنتهاءً بالشلل التام للدولة ، فإن العقلاء من أهل السودان والذين يذكرهم مولانا الميرغني دوماً بأنهم ( أهل الحل والعقد ) قد تداركوا الأمر مبكراً الآن ، وقد إتفتحت بوابات الحوار الخلاق التي كانت عصية علي الساحة كلها بفعل أغبياء السياسة في الحكم والمعارضة معاً الذين لم يمنحهم الله تعالي خاصية التفكير العقلاني المتزن ، فعميت بصيرتهم ، وتجمد تفكيرهم عند نقطة لا وفاق مع الحكومة مهما تمزق السودان ، وأخرون في الحكومة يرفعون همساً أحياناً وجهراً أحايين أخري شعار لا مجال للمعارضة مطلقاً وسوف تحكم الإنقاذ هذا البلد إلي أن يرث الله تعالي الأرض ومن عليها . غير إرادة الشعوب التي كانت مستضعفة بالمنطقة العربية ، قد سخر الله تعالي الأمر ، فخرجت من مخابئها لتسيطر إرادتها علي الساحات التونسية والمصرية ، وأخريات ربما في الطريق .
إذن ... نحن الآن نعيش في زمان سلطة الشعوب ، وقد بدأ سلطان الطغيان والرأي الأحادي ينسحب بكل عنف من السيطرة علي مقاليد الأمور .
لكل ذلك ، فإن أهل السودان موعودون بعمل رسمي ومعارضي كبير في سبيل إدارة حوارات علي الهواء ، تنقلب إلي لجان عمل جادة من الأطراف المؤثرة في الشارع السياسي السوداني حتي يتم التفاهم والتراضي والتوافق علي خطوط إصلاح سياسي ودستوري ، بل وأمني عديدة ، تعيد لهذا الوطن أمنه وتحافظ علي إستقراره ، وتخطط لمستقبله بخطط ثابتة حتي ينعكس كل ذلك علي إعادة الحياة لمشاريعه ومؤسساته وصناعاته التي ظلت متوقفة لسنوات عديدة .
ومن الآن فصاعداً نري أهمية إنسحاب لغة الإستعلاء والإستخفاف برأي الجماهير وبقواه الحية في المجتمع ، دون عزل لحزب أو ناشط إيجابي يمدد يديه لأقالة عثرة الوطن .
والآن نري وبكامل الثقة في النفس أن زعيم الحزب الإتحادي الأصل مولانا الميرغني يعلن ضربة البداية من أقدس بقاع الأرض ( مكة المكرمة) ، فتنداح وتتسع مواعين الحوار الوطني حتي تشمل الوطن كله ، لتعوض شعبنا الحزن النبيل بذهاب جنوب الوطن إلي غياهب المجهول ، ويبقي لنا الحفاظ علي إستمرارية هذه الروح الإيجابية ، فيأتي أهل دارفور إلي ساحة النزال الحواري الوطني الشفاف حتي يباعدون بين أرضهم وبين إطماع الدول التي ظلت تعمل بإستراتيجية شد السودان من أطرافه حتي يسهل لها الإستمتاع المستقبلي بموارده العديدة ، وفي كل ذلك نري دويلة إسرائيل تأمل أن يكون لها القدح المعلي في إلتهام أرض دارفور ولو بعد حين.
أو لم نقل من قبل أن الروح الإتحادية هي روح رفق مسؤول ومتقدم ويتميز زعيم الحزب بقرون إستشعار من علي البعد مدركة لما يحيط بالوطن من مهالك تستوجب الطرح الإيجابي؟ وهل نري إستجابة تكسوها خاصية الوفاء من كل الجوانب الأخري حتي يلتئم شمل أهل السودان لتعويض كل الذي مضى؟
وأخيراً نقول ... حين جاءت أخبار توجه أهل السودان نحو الوفاق الوطني الشامل الذي سوف يعيد هيكلة الدولة السودانية الشمالية الجديدة ، ويرسم ملامح الإصلاح الدستوري ، وقد أصبح الحديث يتجه أكثر نحو إتباع خطوات متقدمة وفي إنفتاح أكبر لرسم معالم عمل الأجهزة الأمنية حتي تتحول من أجهزة مراقبة للعمل السياسي الحر والمسالم ، إلي أجهزة جمع معلومات لدرء المخاطر المحلية والأجنبية، ولإكتشاف مكامن الفساد، بل ومنعه قبل وقوعه، ذلك أن الفساد هو الذي جلب تلك النهايات للجيران مثلما نري الآن من حولنا... ويبقي كل الخوف من ضياع هذه الفرصة الأخيرة والثمينة من أيادينا ...... نواصل،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أبو الحُسين مشاركات 41 المشاهدات 17649  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه