القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

بداية الهداية - للإمام الغزالي

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-12-2012, 08:22 AM   #41
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




حديث جامع في معاصي القلب
والأخبار في الحسد والكبر والرياء والعجب كثيرة، ويكفيك فيها حديث واحد جامع؛ فقد روى ابن المبارك بإسناده عن رجل أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : يا معاذ ، حدثني حديثا سمعته من رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال الرجل : فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت، ثم سكت، ثم قال: واشوقاه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وإلى لقائه، ثم قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لي : يا معاذ، قلت : لبيك بأبي أنت وأمي ، قال : ((إني محدثك بحديث إن أنت حظته نفعك عندالله، وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله تعالى يوم القيامة ، يا معاذ : إن الله تبارك وتعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض، ثم خلق السموات والأرض ، فجعل لكل سماء من السبع ملكا بوابا عليها، فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي، له نور كنور الشمس، حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا زكته وكثرته، فيقول الملك الموكل بها للحفظة: اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا صاحب الغيبة، أمرني ربي ألا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري، قال: ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد له نور فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، إنه أرا بعمله عرض الدنيا، أنا ملك الفخر. أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا، من صدقة وصلاة وصيام، قد أعجب الحفظة، فيجاوزون به إلى السماء الثالثة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملك الكبر، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهو كما يزهو الكوكب الدري وله دوي من تسبيح وصلاة وصيام وحج وعمرة، حتى يجاوزا به إلى السماء الرابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهره وبطنه، أنا صاحب العجب، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب فيه، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها، فيقول الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه واجعلوه على عاتقه، أنا ملك الحسد، إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل بمثل عمله، وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة كان يحسدهم ويقع فيهم، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري ، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد له ضوء كضوء الشمس، من صلاة وزكاة وحج وعمرة وجهاد وصيام، فيجاوزون به إلى السماء السادسة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه؛ إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو مرض ! بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وصيام ونفقة وجهاد وورع، له دوي كدوى النحل، وضوء كضوء الشمس، ومعه ثلاثة آلاف ملك، فيجاوزون به إلى السماء السابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، واضربوا جوارحه واقفلوا به على قلبه، أنا صاحب الذكر، فإني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي؛ إنه إنما أراد بعمله غير الله تعالى، إنه أراد به رفعة عند الفقهاء، وذكرا عند العلماء، وصيتا في المدائن، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله تعالى خالصا فهو رياء، ولا يقبل الله عمل المرائي.. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وجهاد وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فيقفون بين يديه، ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى، فيقول الله تعالى: أنتم الحفظة على عمل عبدي، وأنا الرقيب على ما في قلبه؛ إنه لم يردني بهذا العمل، وإنما أراد به غيري، فعليه لعنتي، فتقول الملائكة كلها: عليه لعنتك ولعنتنا، فتلعنه السموات السبع ومن فيهن)).

ثم بكى معاذ، وانتحب انتحابا شديدا، وقال معاذ: قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معا، فكيف لي الخلاص والنجاة من ذلك? قال: ((اقتد بي وإن كان في عملك نقص، يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن خاصة، واحمل ذنوبك عليك، ولا تحملها عليهم، ولا تزك نفسك بذمهم، ولا ترفع نفسك عليهم، ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة، ولا تراء بعملك، ولا تتكبر في مجلسك، لكي يحذر الناس من سوء خلقك، ولا تناج رجلا وعندك آخر، ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تمزق الناس بلسانك فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار، قال الله تعالى: {والناشطات نشطا} ، هل تدري من هن يا معاذ?، قلت: ما هن- بأبي أنت وأمي- يا رسول الله ? قال: كلاب في النار تنشط اللحم من العظم، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، من يطيق هذه الخصال ونمن ينجو منها? قال: يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، إنما يكفيك من ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، فإذن أنت يا معاذ قد سلمت)).

قال خالد بن معدان: فما رأيت أحدا أكثر تلاوة للقرآن العظيم من معاذ لهذا الحديث العظيم.


يتبع إن شاء الله تعالى ..

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي ; 11-12-2012 الساعة 08:26 AM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-12-2012, 01:10 PM   #42
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




الرياء
وأما الرياء: فهو الشرك الخفي، وهو أحد الشركين، وذلك طلب المنزلة في قلوب الخلق، لتنال بها الجاه والحشمة، وحب الجاه من الهوى المتبع المهلك.
وفيه هلك أكثر الناس، فما أهلك الناس إلا الناس، ولو أنصف الناس حقيقة لعلموا أن أكثر ما هم فيه من العلوم والعبادات فضلا عن أعمال العادات، ليس يحملهم يحملهم عليها إلا مراءاة الناس، وهي محبطة للأعمال، كما ورد الخبر: ((أن الشهيد يؤمر به يوم القيامة إلى النار، فيقول: يا رب استشهدت في سبيلك، فيقول الله تعالى: بل أردت أن يقال إنك شجاع، وقد قيل ذلك، وذلك أجرك))

وكذلك يقال للعالم والحاج والقارىء.
والأخبار في الحسد والكبر والرياء والعجب كثيرة، ويكفيك فيها حديث واحد جامع؛ فقد روى ابن المبارك بإسناده عن رجل أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : يا معاذ ، حدثني حديثا سمعته من رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال الرجل : فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت، ثم سكت، ثم قال: واشوقاه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وإلى لقائه، ثم قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لي : يا معاذ، قلت : لبيك بأبي أنت وأمي ، قال : ((إني محدثك بحديث إن أنت حظته نفعك عندالله، وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله تعالى يوم القيامة ، يا معاذ : إن الله تبارك وتعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض، ثم خلق السموات والأرض ، فجعل لكل سماء من السبع ملكا بوابا عليها، فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي، له نور كنور الشمس، حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا زكته وكثرته، فيقول الملك الموكل بها للحفظة: اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا صاحب الغيبة، أمرني ربي ألا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري، قال: ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد له نور فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، إنه أرا بعمله عرض الدنيا، أنا ملك الفخر. أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا، من صدقة وصلاة وصيام، قد أعجب الحفظة، فيجاوزون به إلى السماء الثالثة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملك الكبر، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهو كما يزهو الكوكب الدري وله دوي من تسبيح وصلاة وصيام وحج وعمرة، حتى يجاوزا به إلى السماء الرابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهره وبطنه، أنا صاحب العجب، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب فيه، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها، فيقول الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه واجعلوه على عاتقه، أنا ملك الحسد، إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل بمثل عمله، وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة كان يحسدهم ويقع فيهم، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري ، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد له ضوء كضوء الشمس، من صلاة وزكاة وحج وعمرة وجهاد وصيام، فيجاوزون به إلى السماء السادسة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه؛ إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو مرض ! بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وصيام ونفقة وجهاد وورع، له دوي كدوى النحل، وضوء كضوء الشمس، ومعه ثلاثة آلاف ملك، فيجاوزون به إلى السماء السابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، واضربوا جوارحه واقفلوا به على قلبه، أنا صاحب الذكر، فإني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي؛ إنه إنما أراد بعمله غير الله تعالى، إنه أراد به رفعة عند الفقهاء، وذكرا عند العلماء، وصيتا في المدائن، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله تعالى خالصا فهو رياء، ولا يقبل الله عمل المرائي.. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وجهاد وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فيقفون بين يديه، ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى، فيقول الله تعالى: أنتم الحفظة على عمل عبدي، وأنا الرقيب على ما في قلبه؛ إنه لم يردني بهذا العمل، وإنما أراد به غيري، فعليه لعنتي، فتقول الملائكة كلها: عليه لعنتك ولعنتنا، فتلعنه السموات السبع ومن فيهن)).

ثم بكى معاذ، وانتحب انتحابا شديدا، وقال معاذ: قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معا، فكيف لي الخلاص والنجاة من ذلك? قال: ((اقتد بي وإن كان في عملك نقص، يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن خاصة، واحمل ذنوبك عليك، ولا تحملها عليهم، ولا تزك نفسك بذمهم، ولا ترفع نفسك عليهم، ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة، ولا تراء بعملك، ولا تتكبر في مجلسك، لكي يحذر الناس من سوء خلقك، ولا تناج رجلا وعندك آخر، ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تمزق الناس بلسانك فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار، قال الله تعالى: {والناشطات نشطا} ، هل تدري من هن يا معاذ?، قلت: ما هن- بأبي أنت وأمي- يا رسول الله ? قال: كلاب في النار تنشط اللحم من العظم، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، من يطيق هذه الخصال ونمن ينجو منها? قال: يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، إنما يكفيك من ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، فإذن أنت يا معاذ قد سلمت)).

قال خالد بن معدان: فما رأيت أحدا أكثر تلاوة للقرآن العظيم من معاذ لهذا الحديث العظيم.
وجاء ايضاً فى (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين )

للعارف بالله سيدى الامام محمد عثمان الميرغنى ختم اهل العرفان رضى الله عنه
في الإخلاص وترك الرياء


عن عاصم عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : ((الرياء)) ، لأن الله تعالى يقول يوم يجازي العباد بأعمالهم : ((اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا برئ منه)) قيل بريء غني عن العمل الذي فيه شرك لغيري ، وقيل برئ من عامله يدل هذا على أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم وما سوى ذالك لا يقبله ولا يثيب عليه في الآخرة ومصيره إلى النار بليل قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) (يعني يدخلها ويستوجب المذمة والطرد من رحمة الله) (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) فدل هذا على قبول ما أريد به وجه الله تعالى وشكر العامل به فقال كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) يعني ما كان رزق ربك في الدنيا ممنوعاً من المؤمن والكافر في كلا الحالتين . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((رب صائمٍ ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والنصب ) يعني إن لم يكن ذلك لوجه الله عز وجل فلا ثواب له ، وهكذا ، كما روي عن بعض الحكماء إنه قال : مثل من يعمل بالطاعة لأجل الرياء والسمعة كمثل رجلاٍ يخرج إلى السوق ويملأ كيسه حصاة (حصى) فيقول الناس : ما أعظم ما ملأ كيس فلان ، وذلك لا منفعة له فيه سوى مقالة الناس ، فإذا أراد أن يشتري منه أو يعطي من لم يقبل منه ، فذلك العامل للرياء والسمعة لا منفعة له في عمله إلا مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة ، كما قال الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) يعني الأعمال التي عملوها لغير الله ، أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور الذي يرى في شعاع الشمس ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان أقوماً يحتالون للدنيا بالدين فيلبسون للناس لباس الضان (يعني جلودها) ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، فيقول الله تعالى : أبي تفترون ؟ أم علي تجرئون ؟ فبي حلفت لأبعثن عليكم فتنة تدع الحليم (أي العاقل) فيكم حيرانا ) وعن ضمرة عن أبي حبيب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الملائكة لترفع عمل العبد فتستكثره وتزكيه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله تعالى إليهم : أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب عليه ، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فضعوه في سجين وتصعد بعمل العبد فيستقلونه ويستحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه أن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين )) ففي هذا الخير ليل على أن العمل القليل إذا كان لوجه الله تعالى يضاعفه وينميه كما قال الله تعالى (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَاوَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) وروي عن عدي بن حاتم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يؤمر بأناس يوم القيامة إلى الجنة ، فإذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله فيها لأهلها ، نودوا أن أصرفوهم عنها فلا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع أحد بمثلها ، فيقولون : يا ربنا لما أدخلتنا النار قبل ترنا ما أريتنا من ثواب ما أعددته لأوليائك فيالجنة . في يقول الله تعالى : ذلك أردت بكم لأنكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراؤن الناس بأعمالكم خلاف ما تنطوي عليه قلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي وأجللتم الناس ولم تجللوني اليوم أذيقكم عذبي مع ما حرمتكم من جزيل ثوبي . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما خلق الله جنة عدن خلق غرفها بيده فجعل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون (ثلاثاً) ثم قالت : يا رب إني حرام على كل بخيل ومنافق ومرائي ))وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله إذا أحب عبداً قال : يا جبريل إني أحب فلان فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم يقول : يا جبريل نادي في أهل السموات إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السموات ويوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً مثل ذلك ) وسأل رجل شفيق بن إبراهيم الزاهد فقال : الناس يسموني صالحاً فكيف أعلم أني صالح أو غير صالح ؟ فقال له شفيق : أظهر سرك عند الصالحين ، فأن رضوا به فاعلم أنك كذلك وإلا فلا ، واعرض الدنيا على قلبك فإن ردها فاعلم أنك صالح وإلا فلا ، واعرض على نفسك الموت فإن تمنته فأنت صالح وإلا فلا ، وإذا اجتمعت فيك هذه الثلاثة فتضرع إلى الله تعالى ألا يدخلها الرياء ، وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ، ولو أن رجلاً عمل بطاعة الله في جوف بيته إلى سبعين بيتاً على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث الناس بذلك ويزيدون ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يزيدون ؟ قال : إن المؤمن يحب ما زاد في عمله ثم قال : أترون من الفاجر ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ، ولو أن عبداً عمل بمعصية الله تعالى في جوف بيته إلى سبعين بيت على كل بيت باب من حديد ، لألبسه الله تعالى رداء عمله حتى يتحدث الناس به ويزيدون ، فقيل يا رسول الله كيف يزيدون ؟ قال : إن الفاجر يحب مازاد في فجوره ، وقال عوف بن عبد الله : كان أهل الخير يكتب بعضهم لبعض بثلاث كلمات ، وهي ، من عمل للآخرة كفاه الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .
اللهم اجعل الأعمال بالإخلاص والصدق والأحسان ممزوجات
اللهم انى نعوذ من الرئاء والنفاق وسوء الاخلاق
اللهم اقبل اعمالنا واجعلها خالصة لوجهك الكريم وتقبلها بمنك وفضلك وجودك ببركة النبى الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين آآآآآآآآمين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة د. سلوى الدابي ; 11-12-2012 الساعة 01:14 PM.
رد مع اقتباس
قديم 11-12-2012, 02:38 PM   #43
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




العجب والكبر والفخر
وأما العجب والكبر والفخر: فهو الداء العضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، وإلى غيره بعين الاحتقار والذل، ونتيجته على اللسان أن يقول: أنا وأنا كما قال إبليس اللعين: {أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين}.

وثمرته في المجالس الترفع والتقدم، وطلب التصدر فيها، وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد كلامه عليه.

والمتكبرهو الذي إن وُعِظ أَنِف، أو وَعَظ عَنَّف، فكل من رأى نفسه خيرا من أحد من خلق الله تعالى فهو متكبر، بل ينبغي لك أن تعلم أن الخير من هو خَيِّرُ عند الله في الدار الآخرة وذلك غيب، وهو موقوف على الخاتمة؛ فاعتقادك في نفسك أنك خير من غيرك جهل محض، بل ينبغي ألا تنظر إلى أحد إلا وترى أنه خير منك، وأن الفضل له عليك وتزدري نفسك.

فإن رأيت صغيرا قلت: هذا لم يعص الله وأنا عصيته، فلا شك أنه خير مني.
وإن رأيت كبيرا قلت: هذا قد عَبَد الله قبلى، فلا شك أنه خير مني.
وإن كان عالما قلت: هذا قد أُعْطِيَ ما لم أعط، وبَلَغ ما لم أبلغ، وعلم ما جهلت؛ فكيف أكون مثله؟!
وإن كان جاهلا قلت: هذا قد عصى الله بجهل، وأنا عصيته بعلم؛ فحجة الله عليَّ آكد، وما أدري بم يختم لي وبم يختم له?!
وإن كان كافرا قلت: لا أدري عسى أن يسلم ويختم له بخير العمل، ويَنْسَلَّ بإسلامه من الذنوب كما تنسل الشعرة من العجين، وأما أنا- والعياذ بالله- فأخاف أن يضلني الله فأكفر فيختم لي بشر العمل؛ فيكون غدا هو من المقربين، وأنا أكون من المبعدين.

فلا يخرج الكبر من قلبك إلا بأن تعرف أن الكبير من هو كبير عند الله تعالى، وذلك موقوف على الخاتمة، وهي مشكوك فيه؛ فيشغلك خوف الخاتمة عن أن تتكبر مع الشك فيها على عباد الله تعالى، فيقينك وإيمانك في الحال لا يناقض تجويزك التغير في الاستقبال؛ فإن الله مقلب القلوب يهدي من يشاء، ويضل من يشاء.

والأخبار في الحسد والكبر والرياء والعجب كثيرة، ويكفيك فيها حديث واحد جامع؛ فقد روى ابن المبارك بإسناده عن رجل أنه قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : يا معاذ ، حدثني حديثا سمعته من رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال الرجل : فبكى معاذ حتى ظننت أنه لا يسكت، ثم سكت، ثم قال: واشوقاه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وإلى لقائه، ثم قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لي : يا معاذ، قلت : لبيك بأبي أنت وأمي ، قال : ((إني محدثك بحديث إن أنت حظته نفعك عندالله، وإن أنت ضيعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله تعالى يوم القيامة ، يا معاذ : إن الله تبارك وتعالى خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السموات والأرض، ثم خلق السموات والأرض ، فجعل لكل سماء من السبع ملكا بوابا عليها، فتصعد الحفظة بعمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي، له نور كنور الشمس، حتى إذا صعدت به إلى السماء الدنيا زكته وكثرته، فيقول الملك الموكل بها للحفظة: اضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا صاحب الغيبة، أمرني ربي ألا أدع عمل من اغتاب الناس يجاوزني إلى غيري، قال: ثم تأتي الحفظة بعمل صالح من أعمال العبد له نور فتزكيه وتكثره حتى تبلغ به إلى السماء الثانية، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، إنه أرا بعمله عرض الدنيا، أنا ملك الفخر. أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، إنه كان يفتخر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يبتهج نورا، من صدقة وصلاة وصيام، قد أعجب الحفظة، فيجاوزون به إلى السماء الثالثة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملك الكبر، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهو كما يزهو الكوكب الدري وله دوي من تسبيح وصلاة وصيام وحج وعمرة، حتى يجاوزا به إلى السماء الرابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهره وبطنه، أنا صاحب العجب، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري؛ إنه كان إذا عمل عملا أدخل العجب فيه، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد حتى يجاوزا به إلى السماء الخامسة كأنه العروس المزفوفة إلى بعلها، فيقول الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه واحملوه واجعلوه على عاتقه، أنا ملك الحسد، إنه كان يحسد من يتعلم ويعمل بمثل عمله، وكل من كان يأخذ فضلا من العبادة كان يحسدهم ويقع فيهم، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري ، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد له ضوء كضوء الشمس، من صلاة وزكاة وحج وعمرة وجهاد وصيام، فيجاوزون به إلى السماء السادسة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه؛ إنه كان لا يرحم إنسانا قط من عباد الله أصابه بلاء أو مرض ! بل كان يشمت به أنا ملك الرحمة، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وصيام ونفقة وجهاد وورع، له دوي كدوى النحل، وضوء كضوء الشمس، ومعه ثلاثة آلاف ملك، فيجاوزون به إلى السماء السابعة، فيقول لهم الملك الموكل بها: قفوا، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه، واضربوا جوارحه واقفلوا به على قلبه، أنا صاحب الذكر، فإني أحجب عن ربي كل عمل لم يرد به وجه ربي؛ إنه إنما أراد بعمله غير الله تعالى، إنه أراد به رفعة عند الفقهاء، وذكرا عند العلماء، وصيتا في المدائن، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري وكل عمل لم يكن لله تعالى خالصا فهو رياء، ولا يقبل الله عمل المرائي.. قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وصيام وجهاد وحج وعمرة وخلق حسن وصمت وذكر الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فتشيعه ملائكة السموات السبع حتى يقطعوا به الحجب كلها إلى الله تعالى، فيقفون بين يديه، ويشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى، فيقول الله تعالى: أنتم الحفظة على عمل عبدي، وأنا الرقيب على ما في قلبه؛ إنه لم يردني بهذا العمل، وإنما أراد به غيري، فعليه لعنتي، فتقول الملائكة كلها: عليه لعنتك ولعنتنا، فتلعنه السموات السبع ومن فيهن)).

ثم بكى معاذ، وانتحب انتحابا شديدا، وقال معاذ: قلت يا رسول الله أنت رسول الله وأنا معا، فكيف لي الخلاص والنجاة من ذلك? قال: ((اقتد بي وإن كان في عملك نقص، يا معاذ حافظ على لسانك من الوقيعة في إخوانك من حملة القرآن خاصة، واحمل ذنوبك عليك، ولا تحملها عليهم، ولا تزك نفسك بذمهم، ولا ترفع نفسك عليهم، ولا تدخل عمل الدنيا في عمل الآخرة، ولا تراء بعملك، ولا تتكبر في مجلسك، لكي يحذر الناس من سوء خلقك، ولا تناج رجلا وعندك آخر، ولا تتعظم على الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تمزق الناس بلسانك فتمزقك كلاب النار يوم القيامة في النار، قال الله تعالى: {والناشطات نشطا} ، هل تدري من هن يا معاذ?، قلت: ما هن- بأبي أنت وأمي- يا رسول الله ? قال: كلاب في النار تنشط اللحم من العظم، قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، من يطيق هذه الخصال ونمن ينجو منها? قال: يا معاذ إنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه، إنما يكفيك من ذلك أن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، فإذن أنت يا معاذ قد سلمت)).

قال خالد بن معدان: فما رأيت أحدا أكثر تلاوة للقرآن العظيم من معاذ لهذا الحديث العظيم.

في الزجر عن العجب
عن بن مسعود رضي الله عنه قال : النجاة في اثنين ، النية والتقوى ، والهلاك في اثنين : القنوط والإعجاب . وقال الشعبي : كان فيمن كان قبلكم رجل إذا مشى أظلته غمامة ، فقال رجل لأمشين في ظله فأعجب العابد بنفسه وقال : مثل هذا يمشي في ظلي ، فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل .
وروي عن داؤود عليه الصلاة والسلام أنه عبد ربه سنة على ساحل البحر ، وقال : يا رب قد انحنى ظهري وكلت عيناي وفقدت الدموع ولا أدري إلى ما يئول أمري ، فأوحى الله إلى ضفدعة أن أجيبي عبدي داؤود ، فقالت الضفدعة : يا نبي الله أتمنى على الله بعبادة سنة ؟ والذي خلقني إن لي هنا ثلاثين سنة أسبحه وأحمده ، وأن فرائصي لترتعد من الخوف من الله عز وجل ، فبكا داوؤد عليه الصلاة والسلام بكاءاً شديدا حياءاً من الله تعالى . قال الفقيه أبو الليث : من أراد أن يكثر العجب فعليه بأربعة أشياء ، أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى فلا يعجب بنفسه ، ثانيها أن ينظر إلى النعماء ، فإذا نظر في نعماء الله اشتغل بالشكر ، ثالثها أن يخاف أن لا يقبل منه ، فإذا اشتغل بالخوف من عدم قبل عمله لا يعجب ، رابعها ينظر في ذنوبه وأن يخاف أن ترجح سيئاته على حسناته فإذا فعل ذلك فقد كسر عجبه .
وقال كعب الأحبار : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في قاع أفيح يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، ثم يدعى كل قوم بإمامهم (يعني بمعلمهم الذي يعلمهم الهدى أو الضلال) فيدعى إمام الهدى قبل أصحابه ويعطى كتابه بيمينه وفيه (قد غفر لك) ويتوج بتاج من نور ، ثم يقال له : إذهب إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فيأتي أصحابه فيقول : أقرأو كتابي قد غفر لي ، وأبشروا فإن لكل واحد منكم مثل ما لي . قال إذا كان إمام ضلالة دعي فيعطى كتابه بشماله فيقرأه حتى إذا فرق وجد في آخره ((وإنه لحقٌ عليك كلمة العذاب)) ، ويسود وجهه ويتوج بتاج من نار ، ثم يقال له : إئت قومك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فلا يمر بقوم إلا لعنوه حتى يأتي أصحابه فيلعنهم ويلعنونه كما قال الله تعالى : ((ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعص ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار)) فيقول : أبشروا فإن مأواكم النار مثلي ، وقال مسروق : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله ...
العجب عن بن مسعود رضي الله عنه قال : النجاة في اثنين ، النية والتقوى ، والهلاك في اثنين : القنوط والإعجاب . وقال الشعبي : كان فيمن كان قبلكم رجل إذا مشى أظلته غمامة ، فقال رجل لأمشين في ظله فأعجب العابد بنفسه وقال : مثل هذا يمشي في ظلي ، فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل .
قال الشيخ ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه ( رُبَّ معصِيةٍ أورثتْ ذلا وانكِسَاراً خير من طاعةِ أورثت عِزا واستكبَاراً )

مهيمن اكلأ سرنا عن سواك صن عزيز تولانا بعز الحضيرة
حليم فهبنا الحلم في كل لحظة
عظيم فعظمنا بارث النبوة
ياعزيز من للذليل سواك
ياعظيم من للحقير سواك


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-13-2012, 08:12 AM   #44
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




فتأمل أيها الراغب في العلم والعمل هذه الخصال، واعلم أن أعظم الاسباب في رسوخ هذه الخبائث في القلب: طلب العلم لأجل المباهاة والمنافسة، فالعامي بمعزل عن اكثر هذه الخصال، والمتفقه مستهدف لها، وهو متعرض للهلاك بسببها.

فانظر: آي أمورك أهم، أتتعلم كيفية الحذر من هذه المهلكات، وتشتغل بإصلاح قلبك وعمارة آخرتك? ... أم الأهم أن تخوض مع الخائضين، فتطلب من العلم ما هو سبب زيادة الكبر والرياء والحسد والعجب، حتى تهلك مع الهالكين؟!.

واعلم أن هذه الخصال الثلاث من أمهات خبائث القلب، ولها مغرس واحد، وهو حب الدنيا، ولذلك قال النبي صل الله عليه وسلم : ((حب الدنيا رأس كل خطيئة)).

ومع هذا فالدنيا مزرعة للآخرة فمن أخذ من الدنيا بقدر الضرورة، ليستعين به على الآخرة، فالدنيا مزرعته؛ ومن أراد الدنيا ليتنعم بها، فالدنيا مهلكته.

فهذه نبذة يسيرة من ظاهر علم التقوى، وهي بداية الهداية، فإن جربت بها نفسك وطاوعتك عليها، فعليك بكتاب (إحياء علوم الدين) لتعرف كيفية الوصول إلى باطن التقوى، فإذا عمرت بالتقوى باطن قلبك ، فعند ذلك ترتفع الحجب بينك وبين ربك ، وتنكشف لك أنوار المعارف ، وتتفجر من قلبك ينابيع الحكم ، وتتضح لك أسرار الملك والملكوت ، ويتيسر لك من العلوم المحدثة التي لم يكن لها ذكر في زمن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين.

وإن كنت تطلب العلم من القيل والقال، والمراء والجدال، فما أعظم مصيبتك وما أطول تعبك وما أعظم حرمانك وخسرانك!

فاعمل ما شئت؛ فإن الدينا التي تطلبها بالدين لا تسلم لك، والآخرة تسلب منك؛ فمن طلب الدنيا بالدين خسرهما جميعا، ومن ترك الدنيا للدين ربحهما جميعا.

فهذه جمل الهداية إلى بداية الطريق في معاملتك مع الله تعالى بأداء أوامره واجتناب نواهيه.

وأشير عليك الآن بجمل من الآداب لتؤاخذ نفسك بها في مخالطتك مع عباد الله تعالى وصحبتك معهم في الدنيا.


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-13-2012, 08:18 AM   #45
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




القسم الثالث
القول في آداب الصحبة

اَداب الصحبه مع الله تعالى
اعلم أن صاحبك الذي لا يفارقك في حضرك وسفرك ونومك ويقظتك، بل في حياتك وموتك، هو ربك وسيدك ومولاك وخالقك! ومهما ذكرته فهو جليسك؛ إذ قال الله تعالى: ((أنا جليس من ذكريني)).

ومهما انكسر قلبك حزنا على تقصيرك في حق دينك، فهو صاحبك وملازمك؛ إذ قال الله تعالى: ((أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي)).

فلو عرفته حق معرفته لاتخذته صاحبا ، وتركت الناس جانبا. فإن لم تقدر على ذلك في جميع أوقاتك، فإياك أن تخلي ليلك ونهارك عن وقت تخلو فيه لمولاك ، وتتلذذ معه بمناجاتك له، وعند ذلك فعليك أن تتعلم آداب الصحبة مع الله تعالى.

وآدابها: إطراق الرأس، وغض الطرف، وجمع الهم، ودوام الصمت، وسكون الجوارح، ومبادرة الأمر، واجتناب النهي، وقلة الاعتراض على القدر، ودوام الذكر، وملازمة الفكر، وإيثار الحق على الباطل، والإياس عن الخلق، والخضوع تحت الهيبة ، والانكسار تحت الحياء، والسكون عن حيل الكسب ثقة بالضمان ، والتوكل على فضل الله تعالى معرفة بحسن الاختيار.

وهذا كله ينبغي أن يكون شعارك في جميع ليلك ونهارك؛ فإنها آداب الصحبة مع صاحب لا يفارقك، والخلق كلهم يفارقونك في بعض أوقاتك.

آداب العالم

وإن كنت عالما، فآداب العالم : سعة الاحتمال، ولزوم الحلم، والجلوس بالهيبة على سمت الوقار مع إطراق الرأس، وترك التكبر على جميع العباد إلا على الظلمة ؛ زجرا لهم عن الظلم، وإيثار التواضع في المحافل والمجالس، وترك الهزل والدعابة، والرفق بالمتعلم، والتأني بالمتعجرف، وإصلاح البليد بحسن الارشاد، وترك الحَرَد عليه، وترك الأنفة من قول: لا أدري ، وصرف الهمة إلى السائل وتفهم سؤاله، وقبول الحجة، والانقياد للحق والرجوع إليه عند الهفوة، ومنع المتعلم عن كل علم يضره، وزجره عن أن يريد بالعلم النافع غير وجه الله تعالى، وصد المتعلم عن أن يشتغل بفرض الكفاية قبل الفراغ من فرض العين.. وفرض عينه إصلاح ظاهره وباطنه بالتقوى، ومؤاخذه نفسه أولا بالتقوى ليقتدي المتعلم أولا بأعماله، ويستفيد ثانيا من أقواله.

آداب المتعلم

وإن كنت متعلما، فآداب المتعلم مع العالم : أن يبدأه بالتحية والسلام، وأن يقلل بين يديه الكلام، ولا يتكلم ما لم يسأله أستاذه، ولا يسأل ما لم يستأذن أولا، ولا يقول في معارضة قوله: قال فلان بخلاف ما قلت، ولا يشير عليه بخلاف رأيه فيرى أنه أعلم بالصواب من أستاذه، ولا يسأل جليسه في مجلسه، ولا يلتفت إلى الجوانب، بل يجلس مطرقا بطرفه ساكنا متآدبا كأنه في الصلاة، ولا يكثر عليه السؤال عند ملله، وإذا قام قام له، ولا يتبعه بكلامه وسؤاله، ولا يسأله في طريقه إلى أن يبلغ إلى منزله، ولا يسىء الظن به في أفعال ظاهرها منكرة عنده، فهو أعلم بأسراره، وليذكر عند ذلك قول موسى للخضر- عليهما السلام : {أَخَرَقتًها لِتُغرِقَ أَهلَها، لَقَد جِئتَ شَيئاً إمرا} ، وكونه مخطئا في إنكاره اعتمادا على الظاهر.

آداب الولد مع الوالدين

وإن كان لك والدان، فآداب الولد مع الوالدين: أن يسمع كلامهما، ويقوم لقيامهما؛ ويمتثل لأمرهما، ولا يمشي أمامهما، ولا يرفع صوته فوق أصواتهما، ويلبي دعوتهما، ويحرص على مرضاتهما، ويخفض لهما جناح الذل، ولا يمن عليهما بالبر لهما ولا بالقيام لأمرهما، ولا ينظر إليهما شرراً، ولا يقطب وجهه في وجههما، ولا يسافر إلا بإذنهما.


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي ; 11-13-2012 الساعة 08:26 AM.
رد مع اقتباس
قديم 11-13-2012, 08:30 AM   #46
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




أصناف الناس في العلاقة بالمرء

واعلم أن الناس بعد هؤلاء في حقك ثلاثة أصناف: إما أصدقاء، وإما معاريف، وإما مجاهيل.

آداب العلاقة بالعوام المجهولين

فإن بليت بالعوام المجهولين، فآداب مجالستهم: ترك الخوض في حديثهم، وقلة الإصغاء إلى أراجيفهم، والتغافل عما يجري من سوء ألفاظهم، والاحتراز عن كثرة لقائهم والحاجة إليهم، والتنبيه على منكراتهم باللطف والنصح عند رجال القبول منهم.

اَداب العلاقة بالاخوان والأصدقاء

وأما الإخوان والاصدقاء فعليك فيهم وظيفتان:

الوظيفة الأولى

شروط الصحبة والصداقة

إحداهما: أن تطلب أولا شروط الصحبة والصداقة، فلا تؤاخ إلا من يصلح للاخوة والصداقة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)).
فإذا طلبت رفيقا ليكون شريكك في التعلم، وصاحبك في أمر دينك ودنياك، فراع فيه خمس خصال:

الأولى: العقل: فلا خير في صحبة الأحمق، فإلى الوحشة والقطيعة يرجع آخرها، وأحسن أحواله أن يضرك وهو يريد أن ينفعك، والعدو العاقل خير من الصديق الأحمق، قال علي رضي الله عنه:

فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ = وَإِياكَ وَإياه
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى= حَليماً حِينَ آَخاهُ
يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ = إذا ما المَرءُ ماشاهُ
كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ = إِذا مالنَعلُ حاذاهُ
وَلِلشَىء مِنَ الشَىء= مَقاييِسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ = دَليلٌ حِينَ يَلقاهُ


الثانية: حسن الخلق: فلا تصحب من ساء خلقه، وهو الذي لا يملك نفسه عند الغضب والشهوة. وقد جمعه علقمة العطاردي رحمه الله تعالى في وصيته لابنه لما حضرته الوفاة، قال: يا بني إذا أردت صحبة إنسان فاصحب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤنة مانك.. اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن رأى منك سيئة سدها.
اصحب من إذا قلت صدق قولك، وإن حاولت أمرا أمرك، وإن تنازعتما في شر آثرك.
وقال علي رضي الله عنه رجزا:

إِن أخاكَ الحَقُ مَن كانَ مَعَك= وَمَن يَضر نَفسه لِيَنفَعَك
وَمَن إِذا ريبَ الزَمانُ صَدعَكَ = شَتَتَ فيك شَملَهُ لِيَجمَعَك


الثالثة: الصلاح: فلا تصحب فاسقا مصرا على معصية كبيرة، لأن من يخاف الله لا يصر على كبيرة، ومن لا يخاف الله لا تؤمن غوائله، بل يتغير بتغير الأحوال والأعراض، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: )وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُه فُرُطا(.
فاحذر صحبة الفاسق؛ فإن مشاهدة الفسق والمعصية على الدوام تزيل عن قلبك كراهية المعصية، وتهون عليك أمرها، ولذلك هان على القلوب معصية الغيبة لإلفهم لها، ولو رأو خاتما من ذهب أو ملبوسا من حرير على فقيه لاشتد إنكارهم عليه، والغيبة أشد من ذلك.

الرابعة: ألا يكون حريصا على الدنيا: فصحبة الحريص على الدنيا سم قاتل؛ لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري فمجالسه الحريص تزيد في حرصك، ومجالسه الزاهد تزيد في زهدك.

الخامسة: الصدق: فلا تصحب كذابا، فإنك منه على غرور، فإنه مثل السراب، يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب.


ولعلك تعدم اجتماع هذه الخصال في سكان المدارس والمساجد، فعليك بأحد أمرين: إما العزلة والانفراد؛ ففيها سلامتك.. وإما أن تكون مخالطتك مع شركائك بقدر خصالهم، بأن تعلم أن الاخوة ثلاثة: أخ لآخرين فلا تراع فيه إلا الدين، وأخ لدنياك فلا تراع فيه إلا الخلق الحسن، وأخ لتأنس به فلا تراع فيه إلا السلامة من شره وفتنته وخبثه.

والناس ثلاثة: أحدهم مثله مثل الغذاء لا يستغنى عنه، والآخر مثله مثل الدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث مثله مثل الداء لا يحتاج إليه قط، ولكن العبد قد يتسلى به، وهو الذي لا أنس فيه ولا نفع؛ فتجب مداراته إلى الخلاص منه، وفي مشاهدته فائدة عظيمة إن وفقت لها، وهو أن تشاهد من خبائث أحواله وأفعاله ما تستقبحه فتجتنبه؛ فالسعيد من وعظ بغيره، والمؤمن مرآة المؤمن، وقيل لعيسى عليه السلام: من أدبك? فقال: ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته. ولقد صدق- على نبينا وعليه الصلاة والسلام- فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم لكملت آدابهم واستغنوا عن المؤدبين.


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-13-2012, 08:34 AM   #47
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




الوظيفة الثانية

مراعاة حقوق الصحبة


فمهما انعقدت الشركة، وانتظمت بينك وبين شريكك الصحبة، فعليك حقوق يوجبها عقد الصحبة، وفي القيام بها آداب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مثل الأخوين مثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى)) ، ودخل صل الله عليه وسلم أجدمعة، فاجتنى منها سواكين، أحدهما معوج، والآخر مستقيم، وكان معه بعض أصحابه، فأعطاه المستقيم، وأمسك لنفسه المعوج، فقال: يارسول الله أنت أحق مني بالمستقيم، فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من نهار إلا وسئل عن صحبته، هل أقام فيها حق الله تعالى أو أضاعه)) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما اصطحب اثنان قط إلا وكان أحبهما إلى الله تعالى أرفقهما بصاحبه)).

وآداب الصحبة: الايثار بالمال، فإن لم يكن هذا فبذل الفضل من المال عند الحاجة، والإعانة بالنفس في الحاجات، على سبيل المبادرة من غير احواج إلى التماس، وكتمان السر، وستر العيوب، والسكوت على تبليغ ما يسوؤه من مذمة الناس إياه، وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه، وحسن ا لإصغاء عند الحديث، وترك المماراة فيه، وأن يدعوه بأحب أسمائه إليهس، وأن ثني عليه بما يعرف من محاسنه، وأن يشكره على صنيعه في وجهه، وأن يذب عنه في غيبته إذا تعرض لعرضه كما يذب عن نفسه، وأن ينصحه باللطف والتعريض إذا احتاج إليه، وأن يعفو عن زلته وهفوته، ولا يعتب عليه، وأن يدعو له في خلوته في حياته وبعد مماته، وأن يحسن الوفاء مع أهله وأقاربه بعد موته، وأن يؤثر التخفيف عنه، فلا يكلفه شيئا من حاجاه، فيروح سره من مهماته، وأن يظهر الفرح بجميع ما يرتاح له من مساره، والحزن على نياله من مكارهه، وأن يضمر في قلبه مثل ما يظهره، فيكون صادقا في وده سرا وعلانية، وأن يبدأه بالسلام عند إقباله، وأن يوسع له في المجلس ويخرج له من مكانه، وأن يشيعه عند قيامه، وأن يصمت عند كلامه حتى يفرغ من كلامه، ويترك المداحلة في كلامه. وعلى الجملة، فيعامله بما يحب أن يعامل به، فمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه فأخوته نفاق، وهي عليه وبال في الدنيا والآخرة.
فهذا أدبك في حق العوام المجهولين، وفي يحق الأصدقاء المؤاخين.
وأما القسم الثالث وهم المعارف


فاحذر منهم فإنك لاترى الشر إلا ممن تعرفه أما الصديق فيعينك وأما المجهول فلا يتعرض لك وإنما الشر كله من المعارف الذين يظهرون الصداقة بألسنتهم . فأقلل من المعارف ما قدرت فإذا بليت بهم في مدرسة أو مسجد أو جامع أو سوق أو بلد فيجب أن لا تستصغر منهم أحدا فإنه لا تدري لعله خيرا منك.

تم بحمد الله..

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-29-2015, 05:35 PM   #48
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : سراج الدين احمد الحاج




الخامسة: الصدق: فلا تصحب كذابا، فإنك منه على غرور، فإنه مثل السراب، يقرب منك البعيد، ويبعد منك القريب.

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي مشاركات 47 المشاهدات 22056  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه