القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

الميرغني في مواجهة متطلبات المرحلة

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-2014, 11:22 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

Mnn الميرغني في مواجهة متطلبات المرحلة


أنا : علي الشريف احمد




الميرغني في مواجهة متطلبات المرحلة
د.أسامة خليل
لم تكن الخيارات المتاحة أمام الفرقاء السياسيين بمنأى عن تقاطعات المصالح والمواقف الإقليمية والعالمية وفقاً للمتغيرات المحدقة بالبلاد، التي جاءت محصلة حتمية لهذا الفصام النكد بين الشعارات على مستوى التنظير والسياسة على مستوى التطبيق، ومن هنا كان الطريق الثالث ممثلاً في مبادرة السيد محمد عثمان الميرغني لتحقيق الوفاق الوطني الشامل بمثابة "طوق النجاة" الأخير في بحر السياسة المتلاطم الأمواج لمعالجة الأزمة السودانية من خلال توطين الحلول الوطنية إذا سلمت النوايا استشعاراً للمرحلة الدقيقة التي يمر بها السودان.
وترفد تلك المبادرة التي أعلنها السيد محمد عثمان الميرغني في خطابه الذي ألقاه من مقر إقامته المؤقتة بلندن عبر الشاشات المكبرة بمناسبة الذكرى السنوية للزعيم الأكبر السيد علي الميرغني ونجله السيد أحمد الميرغني تصوراً مجملاً لأهم المحاور التي تساهم بشكل مباشر في خروج البلاد من النفق المظلم من خلال التمسك بثوابت الأمة ومصالح الوطن والمواطن ب"تهيئة الأجواء المناسبة وإيجاد الأرضية الصالحة للحوار الوطني ببسط الحريات واصدار العفو العام عن المحكومين سياسياً"، مع "شمولية الحوار لكل القوى السياسية دون اقصاء لأحدٍ"، وتبقى أهم اشتراطات المبادرة تقديم "أولوية الشان الوطني على التطلع الحزبي فلا مجال في هذا الحوار لمكاسب حزبية على حساب الأجندة الوطنية الأساسية".
بينما تأتي أهمية مبادرة مولانا على خلفية الثقة التي انبنت على التواصل الحميم مع الفرقاء السياسيين لما عُرف عنه من التزام بالعهود والمواثيق التي أبرمها مع القوى السياسية، وما اتسم به من الحكمة والحسم والتناصح في الشأن العام غير محايد في القضايا الوطنية ومصالح شعبه في العدالة والتنمية والوحدة والديمقراطية، وتأثيره الفاعل في العالمين العربي والأفريقي باعتباره شخصية مفتاحية في العلاقات الخارجية لدول الجوار والخليج العربي على وجه الخصوص.
إضافة إلى الثقل السياسي والديني الذي يتمتع به السيد محمد عثمان الميرغني بوصفه رئيساً للحزب الاتحادي الديموقراطي حزب الحركة الوطنية الذي يعبر عن الخط الوطني والمزاج المعتدل للشخصية السودانية في قيمه وملامحه، وبوصفه مرشداً للطريقة الختمية الرافد الأساسي للحزب والقرص الصلب الذي احتمل كل محاولات تفتيت الحزب وتشظيه حتى لا يزايد علينا بعض القيادات والكوادر الاتحادية الوسيطة التي ظلت طوال الحقب المختلفة تبتعد عن الحزب عقب كل سراب يتراءى في الأفق المنظور دون نظر وبصيرة لمآلات ومترتبات ذاك الفعل على مستقبلهم السياسي وفاعليتهم بعيداً عن الثقل الجماهيري الذي يفتقدونه عقب خروجهم من الحزب.
ويدرك سيادة مولانا الميرغني تماماً متطلبات المرحلة ومتغيرات الخارطة السياسية والفكرية للمجتمع السوداني نتيجة للنظرة الحزبية الضيقة التي أفرغت المنابر السياسية وآلياتها المعتمدة في الأنظمة الديمقراطية والمتمثلة في الأحزاب السياسية من أداء دورها لتجد العصبيات العِرقية طريقها إلى العقل الجمعي للنخب التي تقود المجتمع تحقيقاً لطموحاتها السياسية تحت رايات القبيلة لتتقدم الحركات المسلحة التي قامت على أسس مطلبية والأحزاب القائمة على أسس جهوية وعلى المصالح الشخصية متصدرةً واجهة المشهد السياسي وحتى الجماعات الدينية ذات الأفكار الدخيلة على المجتمع السوداني والتي كان همها الانشغال ببعض القضايا الانصرافية دخلت إلى حلبة الصراع السياسي من خلال الضغوط التي تمارسها عبر المنابر الدينية "لتأخذ نصيبها من مولدٍ صاحبه غائب"، وأصبح الشعب السوداني الحليم الحائر ينظر إلى المشهد بأكمله ك"اليتيم في مائدة اللئام".
وعلى كلٍ يجب النظر إلى المبادرات التي تخرج من القوى السياسة الأخرى بعيداً عن حسابات الكسب السياسي؛ "فالسودان ملكية على الشيوع بين أبنائه"، وعلى وجه الخصوص إذا أتى من شخصية رمزية عُرف بالمواقف الوطنية الصادقة دون استغلال للظروف الآنية التي يمكن أن تفضي إلى ما لايحمد عقباه إذا سارت الأمور على ما هي عليه، بعد التدويل الممنهج للقضايا السودانية في المحافل الدولية مما يستلزم من الجميع الجلوس على مائدة حوار حقيقي تتقدم فيها مصلحة الوطن على ما سواها، بعيداً عن الحلول التجزيئية والاتفاقيات الثنائية التي تُعيد انتاج الأزمات بصورة أعمق في غياب الإجماع الوطني حتى لا يتحول الجميع إلى مجرد متفرجين في مسرحية تتكرر فصولها بين الآونة والأخرى.
وتأكيداً لخطورة المرحلة الآنية يذكر مولانا الميرغني في خطابه "أن مسؤوليتنا التاريخية والوطنية تدعونا لأن نعمل لما ينفع الناس، فالسودان أمانة في أعناقنا جميعاً ولابد من تحقيق السلام وألا نألوا جهداً أو ندخر وسعاً لتحقيق وطن ديمقراطي آمن ومستقر يعيش أهله في سلام وأمان". ولن يتحقق هذا المطلب إلا من خلال تحكيم صوت العقل بالحوار البناء على خلفية ماظل يردده السيد محمد عثمان الميرغني في أكثر من مناسبة "أن المرحلة الحرجة والدقيقة التي يمر بها السودان، شكلت قناعة عندنا جميعاً، أن الحوار هو الطريق الأفضل لحل مشاكل السودان".
ويضيف سيادته "من منطلق هذه الدعوة الوفاقية والمسئولية الوطنية نعلن عن مباركتنا لخطوات الاتفاق الذي تمَّ توقيعه في أديس أبابا باعتباره خطوة إلى الأمام في طريق الوفاق الوطني الشامل المنشود". في إشارة على ما تشتمل عليها الاتفاقية من نقاط إيجابية تصب في مصلحة الحوار الوطني من خلال توحيد الحركات المسلحة في منبر تفاوضٍ واحد "نأمل أن تتبعها خطوات أخرى تقرب المسافات المتباعدة وتربط حبل الثقة بين أبناء هذا الوطن لتنعم بالسلام والاستقرار في ربوعه".
كما يحذر في الوقت نفسه من خطورة الأفكار الدخيلة التي انسربت إلى قيمنا الأخلاقية وعقيدتنا الدينية القائمة على التسامح واحترام التنوع الثقافي والنسيج الاجتماعي فوجدت تلك الأفكار "طريقها إلى بعض أبناء أمتنا وأنبتت الفتن والاختلاف وذلك ما كنا نخشاه ونبهنا له كثيراً وبذلنا جهودنا على مناهضته ومقارعته بالحجة والرأي والبرهان ولا زلنا بعون الله على ذلك"، وفي ثنايا حديثه يشير إلى ثمرة تلك الأفكار الهدامة على الشعوب العربية التي ابتليت بها من دمار وبلاء وعناء.
إن الحقائق الماثلة أمامنا من تداعيات الجماعات المستنسخة هي التي أدت إلى تجسير الأجندات الغربية لإحداث الفوضي الخلاقة في العالم العربي ما أوجد تبريراً منطقياً للتدخلات الخارجية في سوريا والعراق وغيرها لتهديم البنيات التحتية ورسم خارطة شرق أوسطية جديدة، أدى بدوره إلى تحريك ساكن القوة الدافعة لدى الأنظمة العربية لتجنب مطرقة الجماعات المتطرفة وسندان الضغوط الغربية بعقد تحالفات محورية جديدة قللت من دبلوماسية التحرك في المساحات الرمادية لمن أراد أن يقف في منتصف الطريق.
ومن هنا يأتي دور الإسلام المعتدل بعيداً عن السياق الغربي الذي رسخ في أذهان بعض النخب للتفاعل مع تطلعات الشعب السوداني والقفز فوق أزمات الواقع لتجاوز حالة انعدام الوزن التي تعيشها الشعوب العربية التي تحررت من قيود أنظمتها القهرية حتى تتجنب البلاد سيناريو الفوضى وغياب الأمن وارتهان إرادة القيادات البديلة للإملاءات الأجنبية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التوافق على مشروع وطني حقيقي بإقامة دولة القانون وتوطين شرعية العدالة والمساواة بين أبناء الشعب الواحد والعمل المتجرد من أجل الوطن.
غير أنَّ استماتة الأحزاب العقائدية بأفكارها الوافدة على مسرح السياسة في السودان أحدث شرخاً عميقاً في جدار المجتمع السوداني وبنيته الفكرية بفعل تقلبات الأنظمة السياسية ودورة الحكم والمحكومين، والتي أسهمت بشكل سلبي في خلخلة المفاهيم والقيم السائدة التي ميزت الشعب السوداني عن سائر الشعوب الأخرى، من مداخل الثقافة والفكر والسياسة وترويج المفاهيم الملتبسة حول الحزب والطريقة في مقابل ما تروجها تلك الأحزاب من بضاعة مستوردة فقدت صلاحيتها في دول المنشأ لتأكيد ذاتيتها تحت رايات التقدمية والأسلمة، باستنبات المقولات الهادمة والتخفي خلف بريق المصطلحات الجاهزة حتى تبرهن على صلاحية أدوات فكرها الإقصائي وتجريد الآخر المختلف من فاعلية التواصل والتحدي في ميادين المدافعة الفكرية والكسب السياسي وفقاً لقواعد اللعب النظيف.
اليوم التالي ،العدد"599"
19/10/2014م

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 0 المشاهدات 4250  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه