القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > مكتبة الميرغني الإليكترونية

مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة

كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه

مكتبة الميرغني الإليكترونية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-30-2012, 07:35 PM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب
المختار من الأنوار
في صحبة الأخيار


لسيدي الإمام
عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه






باب الآداب
آداب الزيارة
آدابهم على المائدة وتقديرهم للنعمة
حقوق الوالدين
توبتهم من الصغيرة وسوء الظن
من فضل الصحبة في الله
آثار السلف الصالح في المتحابين
باب حقوق الصحبة






باب الآداب

من آداب القوم ان يفروا في جميع الشدائد إلى الله تعالى قبل جميع الخلق لعلمهم ان بيده تبارك تعالى ملكوت كل شيء بخلاف غيرهم فإنهم لا يرجعون إلى الله إلا بعد الوقوف على خلقه. ومن آدابهم جمع الحواس والقلب حال العمل وقد ورد في بعض الكتب الإلهية يقول الله تعالى للملائكة الكرام الكاتبين (اكتبوا عمل عبدي فلان واكتبوا أين كان قلبه حال العمل ليأخذ ثوابه ممن كان قلبه حاضرا عنده). ومن كلام سيدي على الخواص رضي الله عنه (كل عمل لم يحضر العبد فيه مع ربه تعالى فهو كالميتة وهو بالنفاق أشبه وذلك انه يوهم الناس انه مع الله حال مناجاته وهو مع الخلق وقد طالت الطريق على الناس لغفلتهم عن ذلك فحجبوا بالإعمال عن المعمول له ولو أنهم لاحظوا المعمول له لاشتغلوا به). ومن آدابهم لا يطلبون بعبادتهم مقاما أو حالا أو تقريبا من الحضرة الإلهية فقد قالوا: من خدم الله تعالى لطلب مقام فقد طلب قطيعة ومن خدمه لطلب الثواب أو خوف من عقاب فقد أبدى طمعه وأظهر خسته. وقالوا: ابغض الخلق إلى الله من تملق إليه في الأسحار يطلب قربه تعالى بذلك.وقالوا افعلوا ما أمركم به الشرع ان استطعتم ولكن من حيث مشروعيته والنص به لا من حيث علة أخرى واتركوا العلل كلها في جميع أعمالكم وأحوالكم ولا تنظروا إلى ثواب فمن نظر إلى ثواب في أعماله عاجلا أو آجلا فقد خرج عن أوصاف العبودية الكاملة التي لا ثواب لها إلا وجه الحق عز وجل. ومن آدابهم تفتيش أعضائهم الظاهرة والباطنة صباحا ومساء: هل حفظت حدود الله التي حدها الله لها أو تعدت..؟ وهل قامت بما أمرت به من غض البصر وحفظ اللسان والآذان والقلب وغير ذلك على وجه الإخلاص أو لم تقم؟فان رأوا جارحة من جوارحهم أطاعت شكروا الله تعالى ولم يروا نفوسهم أهلا لذلك وان رأوها تلطخت بشيء من المعاصي أخذوا في الاستغفار والندم ثم يشكرون الله تعالى إذ لم يقدر عليهم أكثر من تلك المعصية ولم يبتل جوارحهم التي مرضت حال عصيانها فان كل عضو مستحق نزول البلاء.

ومن آدابهم لا يغفلون عن تفتيش باطنهم فان الأخلاق الردية كامنة في العبد ومعلوم أن الفقراء إذا ترقوا في المقامات كان وقوعهم في المعاصي الظاهرة معدوما غالبا فيقنع احدهم بذلك وينسى تفتيش باطنه وهو قصور عن درجة أهل العرفان ومن ظن أن الأخلاق الردية زالت عنه فقد وهم.
قال تعالى:
(
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
آية 9 من سورة الحشر.
فلم يقل: ومن يزل شح نفسه بل أبقى الشح فيها الا انه يوق العمل بذلك بعبادته لله تعالى.
ومن كلام الشيخ أفضل الدين: الله قد جعل في طينة الآدميين سائر الأضداد فجميع الأخلاق الحميدة والذميمة تشرق وتغرب في دواتهم ولكن ما دامت العناية الربانية تحف العبد فجميع الأخلاق الذميمة خامدة متعطلة فإذا تخلفت عنه العناية تحركت للاستعمال وخمدت أخلاقه الحسنة.
ثم لا يخفى أن طينة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد طهرها الله من سائر الرذائل بسابق العناية فافهم وإياك والغلط.
ومن آدابهم عدم موافقتهم للوعد فلا يعدون أحدا بوعد الا في النادر لعلمهم ان صدق الوعد لا يكون الا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام لعصمتهم وأما غيرهم فربما وعد وأخلف فيصير فيه خصلة من النفاق.
ومن آدابهم: إذا ذكر احد من أصحابهم في غيبته بحضرتهم لا يقولون: هو من أصحابنا أو من اكبر أصحابنا الا ان كان دونهم بدرجات فان كان مساويا لهم أو فوقهم فيقولون: نحن من اتباعه أو خدامه.
ومن آدابهم: لا يقولون ذهب الأكابر والصادقون فإنهم ما ذهبوا حقيقة وإنما ككنز صاحب الجدار.
وقد يعطى الله من جاء في آخر الزمان ما حجبه عن أهل العصر الأول فان الله قد أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما لم يعطه الأنبياء ثم قدمه عليهم في المدح.
ومن كلام صاحب الحكم: بدلا من ان تقول:أين الأولياء أين الصالحون..؟ قل: أين البصيرة..؟
ومثل هذا اللفظ لا يقع الا ممن لم يكن عنده اعتقاد في أولياء عصره وعلمائه ولا يخفى ما في ذلك..
ومن آدابهم: لا يطلبون الا يكون لهم حاسد فان الحكم الوجودي اقتضى مقابلة النعم بالحسد فمن طلب الا يكون له حاسد فقد طلب الا تكون له نعمة.
ومن آدابهم إذا ذكروا ذنوبهم لا يقولون لا حول ولا قوة الا بالله لما في ذلك من رائحة الحجة على الله تعالى.
بل يقولون: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) آية 23 من سورة الأعراف. ومع الأفراد: (رب إني ظلمت نفسي فاغفر).

ومن آدابهم: لا يقولون نأنس بالله تعالى فان الإنسان لا يأنس الا بجنسه والحق تعالى ليس بينه وبين عباده مجانسة بوجه من الوجوه.
فإذا رأيت في كلام احد من القوم انه يأنس بالله تعالى فاعلم انه غير محقق ولو حقق لوجد انسه بما منَ الله تعالى لا بالله تعالى لانتفاء المجانسة.
ومن آدابهم: لا يقولون نطلب الله إذ الطلب لا يكون الا لمفقود والله تعالى موجود وواجب الوجود ولا يطلب دركه لأنه لا غاية له وإنما يقولون نطلب الطريق إلى معرفة الله.
ومن آدابهم: عدم زخرفتهم الكتب التي يرسلونها إلى إخوانهم خوفا من الكذب.
ومن وصية أبى نصر بشر الحافي: (إذا كتب أحدكم كتابا إلى احد فلا يزخرفه بحسن الألفاظ فاني كتبت مرة كتابا فعرض لي كلام ان كتبته حسن الكتاب وكان كذبا وان تركته سمج الكتاب وكان صدقا فعزمت على ذكر الكلام السمج الصدق فنادى هاتف من جانب البيت (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) آية 27 من سورة إبراهيم.
ومن آدابهم: كثرة الاستغفار إذا اعتقد فيهم الخلق وهم في السر خلاف ذلك وفى الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير)رواه بن ماجة عن عبد الله بن بسر وأبو نعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها.
وقد حثوا على الاعتناء بالاستغفار ليلا ونهارا سواء تذكر العبد ذنوبا أو لم يتذكر.
ومن آدابهم: إذا مدحوا أن يكثروا من الشكر والاستغفار وأن يقولوا: اللهم أنت اعلم بنا منهم اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون ولا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا مالا يعلمون.
ومن آدابهم: لا يعتمدون على كسبهم فان الاعتماد على الكسب شرك بالله عز وجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد ينجيه عمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا الا ان يتغمدني الله منه برحمة وفضل)رواه سفيان عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة رضي الله عنهم.
ومن آدابهم: عدم نسبة شيء من الأعمال الصالحة إلى نفوسهم إلا بقدر نسبة التكليف فقط.
قال القوم: كل عمل اتصل بالعبد شهوده فهو غير متقبل فمن شهد له عملا فعمله عند نفسه لا عند ربه.
ومن حقق النظر علم أنه لا أثر لمخلوق في فعل شيء من حيث التكوين وإنما له الحكم فقط وغالب الناس لا يفرق بين الحكم والأثر.
ومن كلام سيدي على الخواص: ما دام العبد ينسب الأمور إلى نفسه ذوقا وإلى الله علما فهو محجوب فإذا رفع الحجاب رأى أفعاله كلها خلقا لله تعالى وذوقا.
وأما علمه أنها خلق الله تعالى فلا يكفيه إذ ليس العلم كالذوق.
قال: وأكثر المريدين لم يثبت لهم قدم في نسبة أفعالهم لله تعالى ولذلك يطلبون الجزاء من الله تعالى على ما أجرى على أيديهم من الأعمال الصالحة.
وكذلك يطلبون الجزاء من الخلق إن أجرى على أيديهم إحسانا لهم فلولا نسبتهم ذلك إلى أنفسهم ما طلبوا الجزاء من الله تعالى ولا من الخلق.


ومن آدابهم التجرد عن العزة والغنى والتحقق بالذلة والفقر إذا توجهوا إلى الله في أمر دنيوي أو أخروي لئلا يمنعوا الإجابة.
ومن كلامهم:
إذا توجهت إلى الله فتوجه إليه وأنت فقير ذليل فإن غناك وعزتك وان كانا بالله يمنعانك الإجابة لان الغنى والعزة صفتان لا يصح لعبد الدخول بهما على الله أبدا لان حضرة الله تعالى لها العزة فلا تقبل عزيزا ولا غنيا.
قال الله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد)
اية15 من سورة فاطر
ومن آدابهم: لا يسألون الله شيئا من أمور الدنيا إلا مع التفويض ورد العلم إليه سبحانه عملا بقوله تعالى(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) آية 216 من سورة البقرة
فيقول احدهم في سؤاله اللهم أعطني (كذا) (وكذا) ان كان فيه خيرا لي واصرف عنى (كذا) و(كذا) إن كان فيه شر لي.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي: احذر أن تسأل الله شيئا إلا مع التفويض وأما إذا أعطاك الله تعالى شيئا من غير سؤال فذلك مبارك وعاقبته حميدة وليس عليك فيه حساب إن شاء الله تعالى لكونه جاء من غير استشراف نفسي.
ومن آدابهم: عدم الاشتغال بالنعم عن المنعم إذ قبيح بالعبد أن يألف النعمة دون المنعم أو يميل إليها فان الميل إلى كل شيء دون الله مذموم إلا في حقوق الله ومأموراته.
وفى وصية سيدي عبد القادر الجيلي:
إياك أن تشتغل بما أعطاك الحق سبحانه وتعالى من المال فيحجبك بذلك عنه دنيا وأخرى وربما سلبك ذلك المال عقوبة لك وإذا اشتغلت بطاعته عن ذلك المال كان من المال المحمود لا المذموم.
ومن آدابهم:
لزوم الرحمة للمسلمين وفى الحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى) رواه الإمام أحمد في مسنده بزيادة ورواه أبو داود والترمذي والحاكم في مستدركه عن ابن عمر.
ومن كلام سيدي على الخواص: عليك بالرحمة بالمسلمين إن أردت أن ترحم ومن الرحمة لهم أن تحمل همومهم.
قال واعلم: ان حملنا لهموم إخواننا المسلمين لا ينافى التسليم كما توهمه بعضهم فالعبد يحمل هم إخوانه من كسبهم للذنوب التي استحقوا بها البلاء النازل عليهم ويسلم من حيث التقدير الإلهي الذي سبق به العلم إذ لا يمكن رد مثل ذلك فافهم فانه قد غلط في ذلك جماعة من مشايخ الجهل زاعمين أنهم مسلمون لله تعالى ويخرجون على من يرونه يحمل هم إخوانه ويقولون: ما لفلان ومعارضة الأقدار؟ ويتوهمون ما هم عليه أكمل وهو جهل وقد كان الإمام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إذا نزل بالمسلمين بلاء لا يضحك قط وكذلك عمر بن عبد العزيز وسفيان الثوري وعطاء السلمي حتى يرتفع البلاء.
قالوا: الرحمة خاصة والبلاء عام وذلك من جملة رحمة الله تعالى.
ومن آدابهم: عدم شكواهم إلى الخلق ما يصيبهم من بلاء ومحن وغير ذلك.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي: احذر ان تشكو ربك وأنت معافى في بدنك أو لك قدرة على تحمل هذا البلاء بالقدرة التي قواك بها فتقول: ليس عندي قوة ولا قدرة أو تشكو إلى خلقه وعندك نعم مما انعم بها عليك وتقصد بتلك الشكوى الزيادة من خلقه وأنت متعام عما له عندك من العافية والنعم.
فاحذر من الشكوى لمخلوق جهدك ولو تقطع لحمك فان أكثر ما ينزل بابن أدم من البلاء من جهة شكواه.
وكيف يشكو العبد من هو أرحم به من والدته الشفيقة.
ومن آدابهم: كثرة شكرهم للنعم امتثالا للأمر لا طلبا لزيادة.
ومن كلامهم: عليك بشكر النعم فان من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها واحذر أن يكون شكرك لأجلها بل اجعل شكرك امتثالا لأمر ربك بالشكر.
ولهذا:
قال تعالى: (أن اشكر لي)آية 14 من سورة لقمان.
ومن آدابهم:
شدة سترهم لمقامهم فقد قالوا: الكامل من يهضم نفسه حتى يزكيه ربه.
وقالوا أحسن بذور الحرث ما بذره ثم ستره بعد ما بذره حتى نبت في بطن الأرض وأقبحه ما نبت فوقها لأنه لا ثبات له.
ومن آدابهم: ترك التدبير وهو على قسمين: تدبير محمود وتدبير مذموم.
فالمحمود: ما كان فيما يقربك إلى الله تعالى كالتدبير في براءة الذمم من حقوق العباد إما وفاء وإما استحلالا وفى تصحيح التوبة وفيما يؤدى إلى قمع الهوى والشيطان.
والتدبير المذموم: تدبير الدنيا للدنيا وهو أن يدبر في أسباب جمعها افتخارا بها واستكثارا وكلما ازداد منها شيئا ازداد منها غفلة واغترارا.

وأمارة ذلك أن تشغله عن الموافقة وتؤديه إلى المخالفة.
أما تدبير الدنيا للآخرة فلا بأس به كمن يدبر المتاجر ليأكل حلالا وينعم منها على ذوى الفاقة اتصالا ويصون بها وجهه عن السؤال إجمالا وأمارة ذلك عدم الاستكثار والادخار والأسعار منها والإيثار.
ومن آدابهم: ترك الاختيار مع الله تعالى: فقد ذكروا أن بنى إسرائيل لما جعلوا لهم مع الله اختيارا ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
وقالوا: إياك والفرار من حالة أقامك الله فيها فإن من الخير ما اختاره الله لك.
وتأمل عيسى علي نبينا وعليه الصلاة والسلام. لما فر من بنى إسرائيل حين عظموه كيف عبد من دون الله تعالى..؟ فوقع في حال أشد مما فر منه.
وقالوا: أصل اختيار العبد إنما هو ظن العبد: انه مخلوق لنفسه والحق تعالى ما خلق العبد إلا له سبحانه:
قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الاية56 من سورة الذاريات.

وقالوا:
لا تركن إلى شيء ولا تأمن مكر شيء ولا لغير شيء ولا تختر شيئا فانك لا تدرى أتصل إلى ما اخترته أم لا.
ثم ان وصلت إليه فلا تدرى ألك فيه خير أم لا..؟
ولا تقف مع شيء ولا تحزن على شيء خرج منك فإنه لو كان لك ما خرج منك.
ولا تفرح بما يحصل لك من أمور الدارين سوى الله تعالى فان ما سوى الله تعالى عدم.
ومن آدابهم: أن يرضوا بالدون في كل شيء تحبه النفس من شهوات الدنيا وأن يثبتوا إذا ضيق الله عليهم في المعيشة.
ثم لا يخفى أن من رضي بالدون من كل شيء تحبه النفس من شهوات الدنيا لم يقع بينه وبين احد منازعة ولا خصومة واستراح قلبه وبدنه من التعب في تحصيل الزائد عن الحاجة.
فان رزق كسرة من الشعير قنع بها وشكر الله عليها وان رزق حبة قنع بها وشكر الله عليها.
ثم بعد ذلك إن جاءه أمر زائد أكثر من الشكر عليه باللسان والبدن.
ومن آدابهم: لا يقولون لمن قصدهم في حاجة: ارجع وتعال ألينا في وقت أخر.
ولا يمنعون سائلا إلا لحكمة لا شحا وبخلا.
ومن آدابهم: كل موضع عظمهم الناس فيه خافوا منه الفتنة لا يألفونه.
ومن آدابهم: قلة التحدث على الأكل لأنهم جالسون حقيقة على مائدة الله تعالى والله ناظر إليهم والى آدابهم وأثارهم وشكرهم له عز وجل وكذلك من آدابهم لا يأكلون من وسط الإناء عملا بالحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن البركة لتنزل في وسط الإناء فكلوا من حافاته ولا تأكلوا من وسطه) عن عبدالله بن بسر.
ومن آدابهم إجابة أخيهم التقى إذا دعاهم إلى طعامه.
ومن كلام سيدي على الخواص: إذا دعاك أخوك المؤمن التقى إلى طعامه فأجبه تسره.
ولا تجب ظالما ولا فاجرا ولا من يعامل بالربا ولا من يخص الأغنياء بدعوته دون الفقراء.
وإذا أكلت فلا تتحرك حتى ترتفع المائدة فإن ذلك من سنة السلف الصالح.
وإذا غسلت يدك فادع بالبركة واستأذن في الخروج)
ومن وصية سيدي على الخواص: لا تأكل وحدك ولا في ظلمة ولا تضيع من الطعام شيئا فأن ما تقدم إليك لتأكله لا لترميه في الأرض.)
وليس من آدابهم: صرف وجوههم عن الحاضرين عند الشرب فال الشيخ نجم الدين البكرينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإذا شرب أحدكم فليشرب ووجهه إلى القوم ولا يصرف وجهه عنهم كما يفعله العوام بقصد الاحترام).
وإذا فرغ أحدكم من غسل يده فليدع لمن يصب بنحو (طهرك الله من الذنوب).
ومن آدابهم: إذا استبرؤوا يجعلون يدهم من داخل الثوب ويخافون من وقوع يدهم اليمنى على فرجهم إكراما للقرآن العظيم وكتب العلم والمسبحة التي يسبحون عليها.
ومن كلام الشيخ أفضل الدين (إني لاستحى أن ادخل الخلاء) بثوب وقعت فيه الصلاة أو قرىء القران.
وربما أترك القراءة إذا تكلمت كلمة قبيحة زمانا طويلا حتى أنسى تلك الكلمة.
وكذلك أستحي أن أمسك فرجي بيدي اليمنى وقد بلغنا عن بعض الصحابة أنه لم يمس فرجه بيده اليمنى مذ بايع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن آدابهم: تقصير ثيابهم.قال الحسن البصري في قوله تعالى: (وثيابك فطهر) آية 4 من سورة المدثر.أي فقصر.
وكذلك من آدابهم إذا لبسوا ثوبا جديدا لا يغفلون عن قول(الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة) لما روى أبو داود عن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) رواه أبو داود والحاكم ولم يقل: وما تأخر وقال: صحيح الإسناد' وروى الترمذي وابن ماجة شطره الأول وقال الترمذي حديث حسن غريب.
ومن آدابهم: إكرام أهل الحرف المشروعة وتعظيمهم بطريق الشرع لأنهم متخلقون بالأدب مع الله تعالى ومع الكون وان كانوا لا يشعرون بذلك.
ومن آدابهم: تعظيم العلماء وحملة القرآن الكريم محبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم حملة شريعته المطهرة.
ومن آدابهم: لا يمرون راكبين على من علمهم من علمهم شيئا من القرآن العظيم.ولو صاروا من مشايخ العصر ولا يمشون أمامه ولا ينسونه من الهدية والشكر والدعاء ولا يتزوجون له مطلقة أو امرأة مات عنها ولا يتولون له وظيفة عزل عنها ولو سئلوا فيها لأنه أبو الروح.
وقد كان الشيخ شمس الدين الديروطى صاحب(البرج) بدمياط إذا مر على فقيه ينزل عن دابته ويسوقها أمامه ويقبل يده ثم لا يركب حتى يبعد عنه جدا ويتوارى عنه بجدار أو نحوه مع أنه بلغ من العلم الغاية وشرح (المنهاج) وغيره.
ومن آدابهم: لا يزهدون في الدنيا إلا لكونها مبغوضة لله تعالى: قال تعالى(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام) آية 24 من سورة يونس.
لا لعلة أخرى من راحة البدن أو تخفيف حساب وكذلك لا يزهدون فيما بأيدي الناس إلا امتثالا للأمر وليحبهم الناس فيشفعوا فيهم عند ربهم إذا وقعت المؤاخذة على الذنوب لا لعلة أخرى من إقامة جاه أو انتشار صيت عندهم.
ومن آدابهم التباعد عن كل من يرونه من العلماء لا يعمل بعلمه مع إحسان الظن به.
ومن كلام سيدي على وفا: (علماء السوء أضر على الناس من إبليس لان إبليس إذا وسوس للمؤمن عرف انه مضل مبين فان أطاع وساوسه عرف أنه قد عصى فيأخذ في التوبة من ذنبه والاستغفار لربه.وعلماء السوء يلبسون الحق بالباطل ويردون الأحكام على وفق غرضهم وأهويتهم فمن أطاعهم ضل سعيه وهو يحسب انه يحسن صنعا فاجتنبهم وكن مع الصادقين فانك لا تستفيد منهم إلا دعوى العلم والتكبر به على المسلمين.
ومن آدابهم: كثرة انقباضهم في نفوسهم إذا رأوا أمرا مخالفا للشرع إيثارا للجانب الالهى وشفقة على الفاعل.
وليس من أدبهم أن يقولوا: هذا فعل الله فلا ينقبض منه لأنه جهل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل.
قال الفضيل بن عياض حدثنا منصور بن المعتمر عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم تنتهك محارم الله فإذا انتهك محارم الله بشيء كان أشدهم في ذلك غضبا. وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما)
وقد قالوا: ينبغي للمؤمن أن يكون له عينان:
عين ينظر بها إلى الفعل الإلهي من الحكم البالغة ليسلم من الوقوع في الاعتراض على أفعال حكيم عليم.
وعين ينظر بها إلى مخالفة العبيد لأوامر ربهم فيغار لله تعالى.فعلم أن إنكار المنكر لا يقدح في مقام التسليم لان كلا منهم مأمور به شرعا فافهم.
ومن آدابهم غض البصر عن فضول النظر والإسراع في المشي مع السكينة وإصلاح ذات البين والتعامي عن عيوب الناس وسترها ونشر محاسنهم إلا المبتدعة فان في عدم ستر مساويهم والتحذير منهم رحمة لهم وللمسلمين فلا يزيد المبتدع باتباع الناس له في بدعته ولا يأثم احد بسببه.
ومن آدابهم: عدم سب الولاة وإن جاروا لأنهم مسلطون غالبا على الرعية بحسب أعمالهم ونياتهم.
ومن آدابهم: عدم الانتصار لنفوسهم فإن الانتصار للنفس من الأمور التي كلها تعب ومن سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل.
ومن كلامهم: إذا انتصر الصوفي لنفسه وأجاب عنها فهو والتراب سواء.
ومن آدابهم: لا يدخلون المساجد بنية النوم والاستراحة ولا يتحدثون فيها بشيء من أمر الدنيا ولا يمدون فيها أرجلهم ولا يرفعون فيها أصواتهم.
ومن آدابهم:
لا يقولون: ليد النبي صلى الله عليه وسلم يسارا وإنما يقولون: اليمن الأول واليمن الثاني أو يمين وجهه أو يمين خلفه.
ولا يذكرون اسمه الشريف إلا مع مصاحبة لفظ السيادة في جميع المواطن.
ومعلوم أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم مفروض على الأمة. وذكر اسمه الشريف بغير لفظ السيادة مناف للتعظيم وفيه من إساءة الأدب ما لا يخفى على كل ذي نور.
ومن آدابهم: محبة إخوانهم المسلمين محبة إخوان وإيمان لا محبة طمع وإحسان.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي(إذا وجدت في قلبك بغض شخص أو حبه فاعرض أعماله على الكتاب والسنة فان كانت مكروهة فيهما فاكره وإن كانت محبوبة فيهما فأحببه كيلا تحبه بهواك قال تعالى(ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)آية 26 من سورة ص.
فحقيقة الحب في الله إلا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفا.
ومن آدابهم: حفظ الود لمن أكلوا عنده خبزا أو ذاقوا عنده ملحا.
ومن آدابهم: هجر السوق والخائن وإخراجهما من بينهم والفرق بين السارق والخائن: أن الخائن هو من يسرق ما أؤتمن عليه والسارق هو من يسرق ما لم يؤتمن عليه.
وقد قالوا: إن الخيانة تذهب البركة من مال الإنسان وعمره وكذلك القول في السرقة فما وجدنا قط سارقا إلا والبركة ممحوقة من ماله وعمره.
وكذلك من آدابهم: هجر الكذاب قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ل"م يكن شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب.كان يهجر الرجل على الكلمة من الكذب". ومن آدابهم تقديم من مروءته من حيث إيمانه على مروءته من حيث نفسه.
وميزان ذلك: النظر في أمر العبد:فمن كان إقدامه على الأهوال في دين الله وفى غير دين الله على حد سواء فذلك من المروءة النفسانية.
ومن كان إقدامه على الأهوال في دين الله فقط فذلك من المروءة الإيمانية.
وكذلك من آدابهم: تقديم الفقيه الصرف على الفقيه المتفعل في الطريق لان الفقيه الصرف سالم من النفاق الذي يقع فيه المتفعل مع زيادته عليه بالعلوم الشرعية.
بل العامي الذي يعبد الله تعالى ويسأل العلماء عما يشكل عليه في دينه أحسن حالا من المتفعل في طريق القوم.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:36 PM   #2
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




آداب الزيارة
ومن آدابهم: لا يخرجون لزيارة أحد حتى يتخلقوا بآداب الزيارة وهى الشوق للمزور والجزم بفضله وطهارته من المعاصي المعنوية والحسية والتماس بركة دعائه وتحرير النية بان يكون الباعث على الزيارة امتثال الأمر لا غير ذلك وحفظ اللسان من الوقوع في إعراض الناس وترك ذكر المحاسن وهذان يشترك فيهما الزائر والمزار. فإن خلت الزيارة عن هذه الآداب فلا نفع فيها ولا ثواب بل هي تكلف ونفاق. ثم لا يخفى أنه يجب على الزائر إذا ذكر المزور شيئا من محاسنه أن يعتقد أنه ما ذكر ذلك الا لغرض شرعي.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:37 PM   #3
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




آدابهم على المائدة وتقديرهم للنعمة

ومن آدابهم: إعطاء الخبز حقه من الإكرام والتعظيم ومن كلام سيدي على الخواص: إياكم أن تضعوا الخبز على الأرض من غير حائل فان فيه احتقار لنعمة الله عز وجل.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة فرأى كسرة يابسة في جدار وقد علاها الغبار فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبلها ووضعها على عينيه ثم قالنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيا عائشة أحسنى مجاورة نعم الله فان النعمة قلما نفرت من أهل البيت فكادت ترجع إليهم)
رواه أبو يعلى في مسنده والبيهقى في شعب الإيمان
ومن كلام سيدي احمد الرفاعى: قلة إكرام الخبز كفر بنعمة المنعم فاجتهدوا في إكرامه ما استطعتم فإن تعظيم نعمة الله من تعظيم الله وما ابتلى قوم بالغلا حتى أهانوا الحب لرخصه.
ويكفينا في تعظيم الخبز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله عديلا لرؤية الله في حديث (للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه).في رواية مسلم.
ومن آدابهم: إذا أكلوا شيئا إهداء من حضر معهم ذلك المأكول.
ومن كلام سيدي على الخواص: إذا أكل طعاما فاطعم منه من حضر إن أردت دوام النعم عليك ومن أكل وعين تنظر إليه ولم يطعمها منه ابتلاه الله بداء يسمى النفس.
ومن آدابهم: إذا فرغوا من أكل ما قدم لهم يقولون: الحمد لله رب العالمين على كل حال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وتنزل البركات ويقرؤون سورة قريش وسورة الإخلاص.
ومن آدابهم: إذا أكلوا عند أحد لم يخرجوا من عنده حتى يشربوا وقد قالوا: من بخل الصوفي أن يأكل ولا يشرب

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:38 PM   #4
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




حقوق الوالدين
ومن آدابهم: تعظيم حقوق الوالدين خوفا من الوقوع في إساءة الأدب معهما أو في العقوق لهما وليس للعقوق ضابط في الشرع إنما هو عام في سائر ما يخالف غرض الوالدين من جميع المباحات.
وليس بعد حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم من حق الوالدين.
ومن كلام سيدي على الخواص: من حق والديك عليك أن تسمع كلامهما وتقوم لقيامهما وتمتثل أمرهما ولا تمشى أمامهما ولا ترفع صوتك فوق صوتهما وتخفض جناحك لهم ولا تمن عليهما بالبر لهما والقيام بارهما ولا تنظر إليهما شزرا ولا تغضب في وجوههما ولا تستبقهما إلى أطايب الطعام إذا أكلت معهما بل آثرهما على نفسك واحصل على تحصيل مرضاتهما.
وحق الوالدة ضعف حق الوالد ومن حقهما الا تدعوهما باسميهما فمن دعا أحدا من والديه باسمه صار عاقا له.
ومن آدابهم: محبتهم لعيالهم محبة شرعية لا محبة الزوجات الطبيعية فان المحبة الطبيعية شهوة نفس ما دام العبد فيها فهو حجاب عن الله تعالى.
وأعلم ان الله تعالى حبب إلينا النساء بحكم الطبع ثم أمرنا بمجاهدة النفس حتى نخرج من محبتها الطبيعية إلى المحبة الشرعية وقل من يصبر على مجاهدة نفسه حتى تخرج من ذلك.
ومن كلام سيدي أفضل الدين: من أكثر من مجالسة النساء فسد عقله وفاتته الفضائل وامتنع الحق تعالى منة دخول قلبه وباض الشيطان فيه وفرخ

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:39 PM   #5
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




توبتهم من الصغيرة وسوء الظن
ومن آدابهم: لا يصرون على ذنب فان الإصرار من المهلكات وتصير الصغير به كبيرة.
وقد حد بعض الأشياخ الإصرار: بأن يؤخر التوبة حتى يدخل عليه وقت صلاة أخرى من الخمس.
ومن آدابهم: إذا وقعوا في سوء الظن بأحد أو غيبة ولم يعلم بهما صاحبهما ان يقرءوا أم القران وسورة الإخلاص والمعوذتين ويهدون ثواب ذلك في صحائف من اساؤوا به الظن أو اغتابوه.
وكيفية الإهداء أن يقول: اللهم صل وسلم على نبيك وحبيبك سيدنا محمد وعلى اله وأثبني على ما قرأته واجعله في صحائف عبدك (فلان).
ومن آدابهم يشهدون الكمال في صاحبهم والنقص في أنفسهم ومن شهد ذلك كره العزلة عن الناس الا لغرض شرعي أخر كأن يخشى ان يحصل لهم منه شيء يتضررون به.
ومن آدابهم يشهدون على الدوام أن الله تعالى أرحم بهم منهم ولذلك لا يقع منهم قنوط من رحمة الله تعالى في وقت من الأوقات.
ومن آدابهم: لا يتحفظون من محبتهم لأحد من الصحابة رضي الله عنهم أو لأولادهم لان الواجب على كل احد أن يحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحب أولادهم كذلك.
وذكر الشيخ عبد الغفار القوصى: انه كان له صاحب من أكابر العلماء فمات فرآه بعد موته فسأله عن دين الإسلام فتلجلج في الجواب قال: فقلت له: أما هو حق.. .؟ فقال: نعم هو حق.
فنظرت إلى وجهه فإذا هو اسود وكان رجلا ابيض فقلت له: ان كان دين إلام حقا فما سود وجهك.. .؟ فقال: بخفض صوت كنت أقدم بعض الصحابة على بعض بالعصبية.
ومن آدابهم: يعتنون بإفادة كل جليس معهم وان لم يكن معتنيا بالفائدة.
وكان بعضهم لا يجلس احد معه إلا ذكر هو وإياه مجلس ذكر ثم يصرفه بعد ذلك ويقول: من لم يصلح لاستفادة العلوم يصلح لذكر الله.
ومن آدابهم لا يزورون أحدا ويأكلون من طعامه الا ان علموا انه كثير التوقف عما بأيدي أهل زمانه من المكاسبين والظلمة والأعوان.
ومن آدابهم: المداومة على صلاة الضحى لخبر: ما من عبد يصلى الضحى ولم يتركها الا عرجت إلى الله تعالى وقالت: يا رب ان فلانا لم يضيعني فلا تضيعه.
وفى الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ركعتان الضحى يعدلان عند الله تعالى حجة وعمرة مقبولتين) رواه أبو الشيخ في الثواب عن أنس رضي الله عنه.
ومن آدابهم: يتهمون نفوسهم في المواظبة على الخير ومجالس الذكر فقل من يواظب على خير ويحمد الناس عليه ويسلم من الآفات.
ومن شان النفس إذا ألفت التعظيم لأجل عبادتها يشق عليها تركها لأجل ذلك لا لأجل مجالسة الحق تعالى.
فليمتحن السالك نفسه فان رأى عندها استحياء إذا ترك إظهار تلك العبادة فليعلم أنها كلها رياء ويجب عليه التوب والاستغفار وإن رآها ليس عندها استحياء فليشكر الله تعالى الذي نجاه ثم لا يأمن.
وقد وقع لبعض السلف انه صلى الصلوات الخمس في الصف الأول مدة فتخلف يوما فوجد في نفسه خجلا فأعاد تلك الصلوات كلها وقال: إنما كانت مواظبتي سمعة ورياء.
ومن آدابهم: لا يستلذ احدهم بما يحصل له من صورة الخشوع والدعوة وضم الأكتاف وإطراق الرأس إلى الأرض ولا يسامح نفسه في ذلك الا ان كان مغلوبا وقد رأى الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يصلى وقد ضم كتفيه فضربه وقال له: ليس الخشوع هكذا إنما الخشوع في القلب.
ففر يا أخي من الوقوع في مثل ذلك فان رأيت أحدا فعل ذلك فاحمله على انه مغلوب.

ومن آدابهم: يغضبون باطنا على كل من ادعى عندهم دعاوى كاذبة ويباسطونه ظاهرا ثم يعلمونه سرا بكذبه ان رأوا نفسه تحمل ذلك وفى هذا الأدب جمع بين الغيرة لله والنصح للعبد وقل من يجمع بين هذين الشيئين.
ومن آدابهم: طلبهم كل ما يحتاجون إليه من باب الله تعالى دون باب احد من عبيده.
ولا ينظرون إلى باب غيره الا من حيث كون الخلق كالقناة التي يجرى فيها الماء لا غير فالفضل لمن أجرى الماء في القناة لا القناة.
وفى كلام سيدي عبد القادر الجيلي: تعام يا أخي عن الجهات حال طلبك حاجة من ربك يفتح لك باب فضله لأنه غيور ومن لم يصل إلى ذلك فمن لازمه الاعتماد على الأسباب والوقوف معها وإياك ان تحذف واسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حاجة طلبتها فان ذلك سوء أدب معه صلى الله عليه وسلم.

ومن آدابهم: إذا كانوا يقرءون في القران الكريم أو الحديث الشريف وأرادوا أن يكلموا أحدا في حاجة فلا يكلمونه حتى يستأذنوا الله تعالى ورسوله بقلبهم ولسانهم أن يكلموا ذلك الإنسان ثم إن غفلوا عن الاستئذان وكلموا أحدا استغفروا الله تعالى حتى يلقى الله في قلوبهم انه قبل استغفارهم.
وقد وقع للشيخ أفضل الدين انه كلم إنسانا وهو يقراْ القران الكريم قبل ان يستأذن فاستغفر الله ألف مرة.
ووقع له أيضا انه كلم إنه كلم إنسانا وهو يقرأ الحديث قبل أن يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فاستغفر الله تعالى سبعين مرة.
ومن آدابهم: لا يشتغلون حال الأذان بشيء أدبا مع الله تعالى.
ومن أدبهم: لا يمدون أرجلهم حتى يستأذنوا الله تعالى وكذلك الحكم في مدها نحو المدينة المشرفة أو نحو ولى من الأولياء لا يمدونها حتى يستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم أو ذلك الولي وكل ذلك لشهودهم أنهم بين يدي الله وبين يدي رسوله صلى الله عليه وسلم على الدوام شعروا بذلك أم لم يشعروا.
ومن آدابهم: مواظبتهم على الاستغفار ثلاثا وعلى قراءة أم القرآن وآية الكرسي وأخر سورة الكهف وقل يأيها الكافرون والإخلاص والمعوذتين عند النوم.
وكذلك من آدابهم عند النوم: يواظبون على التسبيح ثلاثا وثلاثين والتحميد ثلاثا وثلاثين والتكبير أربعا وثلاثين لخبر أبى داود الترمذي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح أحدكم دبر كل صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك مائة وخمسون باللسان وألف وخمسمائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان.
قيل يا رسول الله وكيف لا يحصيهما فقال: يأت أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيقول اذكر كذا أو يأتيه عند منامه فينومه.رواه أبو داود والترمذي والطبرانى في الكبير عن أبى مالك الأشعري.
ومن آدابهم شدة كراهتهم النوم على حدث أكبر أو اصغر.

ومن كلام سيدي علي الخواص رحمه الله: إياك ان تنام على حدث ظاهر أو باطن من محبة الدنيا أو شهواتها فربما اخذ الله تعالى بروحك تلك الليلة فتلقى الله وهو عليك غضبان بحسب قبح ذلك الذنب الذي نمت عليه.
فمن نام على محبة الدنيا ومات في تلك النوم حشر مع مبغوضي الله تعالى لم ينظر إليه منذ خلقه وهذا الأمر قل من ينتبه له في هذا الزمان حتى يتوب منه بل غالب الناس لا يعد محبة الدنيا ذنبا.
وقد كان مالك بن دينار يجمع أصحابه ويقول لهم: استغفروا الله من الذنب الذي غفله الناس وهو حب الدنيا.
ومن آدابهم: العمل على تصفية صدورهم من الغش ليصلحوا لدخول الحضرة الإلهية فإن دخولها محرم على من في قلبه غش لأحد من الخلق.
وفى الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: فال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال لي: يا بني وذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحياني ومن أحياني كان معي في الجنة).رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وقال الشيوخ: مقاساة الجوع والصبر سهل ومعالجة الأخلاق والتنقي من سفسافها صعب شديد.
والمراد بالغش: الغل والحقد والبغض والحسد وسوء الظن.
ولا يقدر على تصفية صدره من هذه المذمومات الا من زهد في الدنيا وفى الرياسة فإن منبع ذلك من حب الدنيا ومن حب الرياسة.
ومن هنا ظهر فضل الصوفية وكمل شرفهم على غيرهم لزهدهم في الدنيا وفى محبة الرفعة على أهلها ولاستمساكهم من التقوى بأوثق العرى.
فعلم أن من زهد في الدنيا واستمسك بالتقوى صارت نفسه مأمونة الغاية من الغل والحقد والبغض والحسد وسائر المذمومات فهذا حال الصوفي.
وفال بعضهم: مجمل حال الصوفية أمران هما وصف الصوفية واليهما الإشارة بقوله تعالى(يجتبى إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) آية 13 من سورة الشورى.
فقوم من الصوفية خصوا بالاجتباء المحض غير معلل بكسب العبد وهذا حال المحبوب المراد يبادئه الحق سبحانه وتعالى بمنحه ومواهبه من غير سابقة كسب منه يسبق كشفه اجتهاده.
وأما أهل الهداية الذين شرط الحق تعالى لهم الإنابة فقال تعالى(ويهدى إليه من ينيب) فقد طولبوا بالاجتهاد قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) آية 69 من سورة العنكبوت.
يدرجهم الله في مدارج الكشف بأنواع الرياضات والمجاهدات وسهر الدياجر وظمأ الهواجر يتقلبون في رمضاء الإرادة ويخرجون عن كل مألوف وعادة وهى الإنابة التي شرطها الحق سبحانه لهم وجعل الهداية معروفة بها.
وهذه الهداية أيضا هداية خاصة لأنها هداية إليه سبحانه تعالى غير الهداية العامة التي هي التهدي إلى أمره ونهيه بمقتضى المعرفة الأولية.
وهذا حال المحب السالك (المريد) سبق اجتهاده كشفه وهذا أثمر وأكمل من الأول.
ومن آدابهم: يفتتحون قيام الليل بركعتين خفيفتين يقرؤون في الأولى بعد الفاتحة قوله تعالى (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) لية64 من سورة النساء
وفى الثانية قوله تعالى (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) آية 110 من سورة النساء.
وقد حبب لي ان أقول بقلبي ولساني بعد السلام: يا سيدي يا رسول الله استغفر لي ربك ثلاث مرات أو أكثر اللهم عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لي صدقة من صدقاتك علي يا أرحم الراحمين ثلاث مرات أو أكثر.
وأعلم ان الفقراء يكرهون النوم في الثلث الأخير من الليل أشد من كراهتهم للمعاصي الظاهرة.
وقد مكث ابن المؤذن بناحية منية أبى عبد الله أربعين سنة لا يضع جنبه على الأرض بالليل فكان سيدي محمد السروي يقول: هنيئا لابن المؤذن لم يع مددا ينزل من السماء في الليل الا وله فيه نصيب.
ومن آدابهم: كثرة ثنائهم على الله تعالى إذا نزل بهم ما يسوءهم عادة لعلمهم بأن تقديراته تعالى على عباده عين الحكمة لا بالحكمة لأنها لو كانت بالحكمة لكانت أفعاله تعالى معلولة تحت حكم الحكمة.
ومن هنا لا يجوز السخط على شيء من أفعاله أبدا ومن سخط فهو جاهل.
ولو كسف للعبد عما أعده الله له في نظير صبره على البلاء في الجسد أو المال أو الولد لكان هو يسأل الله تعالى في نزول ذلك به.
وأيضا فإن كل واقع في الوجود بإرادة إلهية وسبق علم لا يصح تغييره فالرضا به واجب قال تعالى (وما يعقلها الا العالمون) آية 43 من سورة العنكبوت.
ونظير ذلك محبتهم للعفو من قبل الحق تعالى.
ومن آدابهم: شدة كراهتهم لمناجاة الحق تعالى إذا تلطخ ثوبهم أو بدنهم بنجاسة ولو من حصول مرض تعظيما لحضرة مناجاة الحق تعالى فمن ناجى الله تعالى في حال تقذر بدنه أو ثوبه فهو خارج عن آداب الأكابر.
ومن آدابهم: رد كل ما يأتيهم من مال الولاة لأنه مخلوط بالحرام والشبهات.
ومن آدابهم أنهم يتمرون عند أكلهم عند ما يأكلون من طعام الغير ومن كلام سيدي إبراهيم المتبولي: لا ينبغي لفقير ان يأكل من طعام احد الا ان كان بحيث لو أخبره بجميع زلاته السابقة التي عملها بينه وبين الله تعالى لم يتغير اعتقاده عليه وإلا حرم عليه الأكل.
ومن آدابهم: إذا أكلوا عند احد أو شربوا أن يقولوا: اللهم ان كان ما أكلناه عند عبدك أو شربناه حلالا فوسع عليه وأجزه خيرا وإن كان حراما أو شبهة فاغفر له ولنا وارض عن أصحاب التبعات يوم القيامة واجعلها صدقة من صدقاتك علينا يا أرحم الراحمين.
ومن آدابهم إذا أرادوا الدخول في عمل من الأعمال الصالحة يقولون بقلبهم ولسانهم: نعمل ذلك أو نقول ذلك امتثالا لأمرك يا مولانا ومولى كل موجود وأنت خالقه ولهذه الكلمة تأثير عظيم.
فإذا فرغوا منه حمدوا الله إذ أهلهم لذلك واستغفروا الله من تقصيرهم فيه ثلاث مرات.
وقد حبب لي ان أقول: استغفر الله العظيم من تقصيري في كل عبادة عدد أنفاسي.
وآداب القوم كثيرة كما تقدم وفى هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:39 PM   #6
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




من فضل الصحبة في الله
اعلم – وفقني الله وإياك إلي ما يجب:- أن الصحبة في الله تعالي من أوثق عري الإسلام ومن أكبر أبواب الخير، وقد رغب العلماء فيها سلفا وخلفا.
أما من حذر منها وقال: أن العزلة أقرب إلي السلامة من الآفات، وأبعد من تحمل الحقوق في المخالطات وأجزأ للاشتغال بالطاعات، فإن ذلك في حق المريد ما دام قاصرا، فإذا انتهي سلوكه وكمل حاله كان الأفضل في حقه (الخلطة) بل- (الخلطة) في حق مثل هذا واجبة كما قال بعضهم.
فعلم أنه لا يقال: العزلة مطلقا.
ثم لا يخفي أن صحبة الأدنى للأعلى ليست بصحبة في الحقيقة، وإنما هي تعليم وخدمة، إذا صاحب الإنسان من هو يشرب من بحره ويحيط بمقامه.
فإطلاق الصحبة بين المريد والشيخ والصحابي والرسول عليه السلام، إطلاق مجازي لا حقيقي
إذا علمت ذلك، فنورد عليك شيئا من الأخبار الواردة في فضل المتحابين في
الله تعالي لآن القلب يقوي بالاطلاع علي الدليل:
روي الشيخان في صحيحهما: (سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة اله، ورجل قلبه معلق في المساجد. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه).
وروي مسلم: (والذي نفسي بيده، لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا. أولا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).
وروي أيضا: (أن رجلا زار أخا في قرية أخري، فأرصد الله علي مدرجته ملكا، فلما أتي عليه قال: أين تريد.. .؟
قال: أريد أخا لي في هذه القرية.
قال: هل لك عليه من نعمة تربها قال: لا، غير أني أحبه في الله.
قال: فإني رسول الله إليك، إن الله قد أحبك كما أحببته فيه
وروي ابن عساكر وغيره: (سبعة في ظل العرض، يوم لا ظل إلا ظله ورجل ذكر الله ففاضت عيناه. ورجل يحب عبدا لا يحبه إلا لله. ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياه، ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله، وإمام مقسط في رعيته ورجل عرضت عليه امرأة نفسها فتركها لجلال الله، ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو، فانكشفوا، فحمي أثارهم حتى نجوا ونجا أو استشهد).
وروي البيهقي في الأسماء: (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله:رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: أني أخاف الله. ورجلان تحابا في الله:ورجل غض عينيه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله).
وروي أيضا في شعب الإيمان: (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلي الناس وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة. ومن كانت له درجة فهو في الجنة)
وروي أيضا: رأس العقل بعد الإيمان التحبب إلي الناس، واصطناع الخير إلي الخير إلي وكل بر وفاجر
وروي الدار قطني: (المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف).
(
وخير الناس أنفعهم للناس).
وروي أبو داود: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطي لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان.
وروي أيضا: (أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله. وتستعمل لسانك في ذكر الله. وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك. وأن تقول خيرا أو تصمت)
وروي الإمام أحمد: (أن الله يقول يوم القيامة: أين – المتحابون لجلالي اليوم..أظلهم في ظلي)
وروي أيضا: (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصير علي أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر علي أذاهم)
وروي أيضا: (إن أوثق عري الإسلام أن تحب في الله وتبغض في الله)
وروي أيضا بسند صحيح (إن المتحابين في الله لتري غرفهم في الجنة كالكوكب الطالع الشرقي أو الغربي.
فيقال: من هؤلاء.. .فيقال: هؤلاء المتحابون في الله
وروي أيضا: (أحب الأعمال إلي الله الحب في الله، والبغض في الله):
وروي أيضا: (من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله)
وروي الطبراني: (رأس العقل بعد الإيمان بالله، التحبب إلي الناس)
وروي أيضا: (إن المتحابين في الله في ظل العرش)
وروي أيضا: (المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله)
وروي أيضا قول الله تعالي في الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتباذلين في والمتزاورين في)
وروي أيضا: (لو أن عبدين تحابا في الله، واحد في المشرق وآخر في المغرب، لجمع الله بينهما يوم القيامة، يقول: هذا الذي كنت تحبه في)
وروي أيضا: (ما تحابا رجلان في الله، إلا يجلسهم يوم القيامة علي منابر من نور، يغشي وجوههم النور، حتى يفرغ من حساب الخلائق)
وروي أيضا: (من أحب قوما حشر في زمرتهم)
وروي أيضا: (المتحابون في الله في ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله، علي منابر من نور، يفزع الناس ولا يفزعون)
وروي أيضا: (إن الله عبادا، ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء علي منازلهم وقربهم من الله.
قيل: من هم يا رسول الله؟
قال: ناس من بلدان شتي، لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافحوا، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور، فيجلسهم عليها، يفزع الناس ولا يفزعون)
وروي أيضا (ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور، علي منابر اللؤلؤ، يغبطهم الناس، ليسوا بأنبياء، ولا شهداء.
قيل: من هم؟
قال: المتحابون في الله من قبائل شتي وبلاد شتي يجتمعون علي ذكر الله يذكرونه).
وروي أيضا: (إن في الجنة غرفا، يري ظواهرها من بواطنها وبواطنها من ظواهرها، أعدها الله للمتحابين فيه، والمتزاورين فيه، والمتاذلين فيه)
وروي: (إن في الجنة لعمدا من ياقوت، عليها غرف من زبرجد، له أبواب مفتحه، تضيء كما يضيء الكوكب الدري.
قال: قلنا: يا رسول الله من يسكنها.. .؟
قال: المتحابون في الله والمتباذلون في الله والمتلاقون في الله)
وروي الترمذي – وقال: حديث حسن صحيح -: (قال الله تعالي المتحابون في جلالي لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء).
وروي أيضا: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان.من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله.
ومن يكره أن يعود في الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار).
وروي أيضا (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
وروى ابن النجار 0(استكثروا من الإخوان فأن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة)
وروى الحكيم: (نظر الرجل لأخيه على شوق خير من اعتكاف في مسجدي هذا)
وروى ابن الدنيا: (حقت محبتي للمتحابين في، وأظلهم في ظل العرش يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظلي)
وروي أيضا: (ما أحدث رجل أخا في الله إلا أحدث الله له درجة في الجنة)
وروي أيضا: (أصب بطعامك من تحبه في الله).
وروي الحاكم وغيره (قال الله تعالي: المتحابون في علي منابر، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء)
وروي البيهقي: (من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله)
وروي أيضا: (إن اله تعالي يقول: أني لأهم بأهل الأرض عذابا، فإذا نظرت إلي عمار بيوتي، والمتحابين في، والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم).
والأخبار في فضل المتحابين كثيرة ونقتصر منها علي هذا القدر.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:40 PM   #7
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




آثار السلف الصالح في المتحابين
ونذكر لك شيئا منها:
فعن (الحسن البصري) رحمه الله – قال: (كل من اتبع طريقة طاعة الحق – تعالي – لزمتك مودته، ومن أحب رجلا صالحا فكأنما أحب الله عز وجل.)
وال الأمام (الشافعي) –رحمه الله:- (لولا صحبة الأخيار، ومناجاة الحق – تعالي – بالأسحار، ما أحببت البقاء في هذه الدار)
وقال أيضا: (لقاء الإخوان ليس يعدله عندي شيء)
وقال (مطرف بن الشخير) أوثق أعمالي حب الرجل الصالح.)
وقال أبو نصر (بشر الحافي) رحمه الله -: (عليك بصحبة الأخيار إن أردت الراحة في تلك الدار، وتنفك من رق الأغيار).
وقال سيدي (احمد بن الرفاعي) رحمة الله -: (مصاحبة أهل التقوى نعمة عظيمة من نعم الله علي العبد).
وقال (أبو السعود بن أبي العشائر) رحمة الله -: من أراد أي يعطي الدرجة القصوى يوم القيامة فليصاحب في الله).
وقال شيخ الوفائية رحمة الله: (لا تبع ذرة من الحب لله أو في الله بقناطير من الأعمال)
قال رسول الله صلِّ الله عليه وسلم (المرء مع من أحب) رواه البخاري ومسلم
وقال سيدي (علي وفا): (إذا أحببت أخا في الله فاحفظه، تزدد يه من أحببته من أجله)
وقال الشيخ (أبو المواهب الشاذلي) رحمة الله (عليك بتكثير سواد القوم، فإن من كثر سواد قوم فهو منهم).
وقال أيضا: (أذا رأيت نفسك معرضة عن أهل الله فاعلم أنك مطرود عن باب الله).
وقال أيضا: (عليك بصحبة الفقراء فإنه لو لم يكن إلا أخذهم بيدك يوم القيامة مع ما حملون عن أصحابي في الدنيا من المصائب لكان يفي ذلك كفاية، وكم استغني بصحبتهم فقير، وجبر كسير، وارتفع وضيع، وستر شنيع، وهلك ظالم، وارتفعت مظالم، وفيهم ورد الحديث (بهم ترزقون وتمطرون وترحمون).
وقال الشيخ (سليمان الخضيري) رحمة الله (من أراد أن يعطي الخير الكثير فليصاحب أهل المراقبة).
وقال سيدي (علي الخواص) رحمة الله (من أراد أن يكمل أيمانه وإن يحسن ظنه فليصاحب الأخيار).
وقال سيدي أفضل الدين – رحمة الله:- عليك بالود في الله، فقد ورد أن الله يقول لعبده: هل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا) أبو نعيم في الحلية.
وقال أيضا: _ من أراد أن يكون من أكابر أهل المقابر فليصاحب في الله)
قلت: يؤيده ما حكاه اليافعي في كتابه (روض الرياحين) عن بعض الأولياء قال: (سألت الله تعالي أن يريني مقامات أهل المقابر، فرأيت في ليلة من الليالي كأن القيامة قد قامت والقبور قد انشقت، وإذا منهم النائم علي السندس، ومنهم النائم علي الحرير والديباج، ومنهم النائم علي الريحان، ومنهم النائم علي السرر، ومنهم الضاحك، ومنهم الباكي).
قال: فقلت: يا رب، لو شئت ساويت بينهم في الكرامة؟
فنادي مناد من أهل القبور: يا فلان، هذه منازل الأعمال، أما أصحاب السندس فهم أهل الخلق الحسن، وأما أصحاب الحرير والديباج فهم الشهداء وأما أصحاب الريحان فهم الصائمون، وأما أصحاب الضحك فهم التائبون، وأما أصحاب البكاء فهم المذنبون، وأما أصحاب المراتب فهم المتحابون في الله تعالي).
قال اليافعي: (هكذا ذكر في الأصل الذي نقلت منه: أعني فسر أصحاب المراتب، ولم يتقدم للمراتب ذكر، وتقدم ذكر السرر ولم يفسر أصحابها فلعله أراد بالمراتب السرر المتقدم ذكرها، لآن حقيقة المراتب هي المناصب الشريفة، والمقامات العالية المنيفة.
(
ولا شك أن أصحاب السرر اشرف مرتبه وأعلي منزلة ممن علي الأرض وإن كان أهل المراتب يجلسون علي ا لحرير وغيره مع السرر المذكورة المعدة للإكرام التي لا تخلو من الفرش الغزيرة غالبا وإن لم تذكر معها، كما قال تعالي (إخوانا علي سرر متقابلين) آية 47 من سورة الحجر.
فلم يذكر سبحانه الفرش في هذه الآية ومعلوم أن السرر المذكورة عليها الفرش المذكورة في آيات أخري.
وإذا قال قائل: (جلس الملك علي سريره وجلسنا عنده) علم من ذلك شيئان:
أحدهما: أن السرير مفروض.الثاني: أن الملك إنما جلس علي السرير ليرتفع علي من عنده برفعه المجلس مع رفعة المملكة، ولا يرضي أن يجلس معه علي السرير غيره.
قال: (فعلي هذا يكون المتحابون في الله أفضل من سائر المذكورين في هذه الحكاية.
(
وقد ورد حديث الترمذي الصحيح: قال الله تعالي: (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء).
وقد ظهر من هذا الحديث ما يؤيد المنام المذكور: أنهم أصحاب المراتب وناهيك بها من مراتب وأكرم بها من مناصب احتوت علي شرف جل قدره، وعظم فخره. مع ما لهم من السلسبيل الأهنا والجمال الأسنى والنعيم المقيم في جوار المولي الكريم.
(
وأما ذكر السرر في المنام المذكور، وذكر منابر النور في الحديث المشهور فليس بينهما تناقض ولا قادح مذكور، فالمنابر تكون في القيامة والسرر تكون في القبور كما روي في المنام المذكور انتهي كلام اليافعي – رحمة الله تعالي..
والآثار في فضل المتحابين في الله كثيرة وفي هذا القدر كفاية والحمد الله رب العالمين.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:41 PM   #8
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




باب حقوق الصحبة

اعلم – وفقني الله وإياك لما يحب -: أن حقوق الصحبة كثيرة، ولكن نذكر لك جملة من الحقوق التي لا بد منها في طريق العشرة والمخالطة.
وأعلم أيضا أن المشايخ قد حثوا على الاعتناء في حقوق الإخوان، وقالوا: (من ضيع حقوق إخوانه، وابتلاه الله تعالي بتضييع حقوقه، وإذا ابتلي عبدا بذلك مقته وإذا مقت الله عبدا طرحة في النار).
إذا علمت ذلك فأقول – وبالله التوفيق:
(
من حقوق الأخ علي الأخ أن يتعامي عن عيوبه، فقد قال المشايخ: (من نظر إلي عيوب الناس قل نفعه وخرب قلبه.
وقالوا: (إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس، خبيرا بها، علموا أنه قد مكر به).
وقالوا (من علامات الاستدراج للعبد نظره في عيوب الناس وعماه عن عيوب نفسه.
وقالوا: (ما رأينا شيئا أحبط للأعمال، ولا أفسد للقلوب،ولا أسرع لهلاك العبد، ولا أقرب من المقت، ولا ألزم بمحبه الرياء، والعجب، والرياسة من قلة معرفة العبد عيوب نفسه، ونظرة في عيوب الناس).
ومن حق الأخ علي الأخ أن يحمل ما يراه منه علي وجه من التأويل، جميل ما أمكن فإن لم يجد تأويلا رجع علي نفسه باللوم.
وفي وصية سيدي (إبراهيم الدسوقي) رضي الله عنه (لا تنكروا علي أخيكم حاله، ولا لباسه، ولا طعامه، ولا شرابه فإن الإنكار يورث الوحشة والانقطاع عن الله تعالي).
ومن كلام سعيد بن المسيب: (ما من شريف ولا ذي فضل إلا وفيه نقص، ولكن من كان فضله أكثر من نقصه، وهب نفسه لفضله).
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يرجو له من الخيرات، والمسامحة، وقبول التوبة ولو فعل من المعاصي ما فعل كما يرجو ذلك لنفسه.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا ينظر إلي زلة سبقت، ولا يكشف عورة سترت.
وفي الحديث / (من رأي عورة فسترها، كان كمن أحيا موؤودة من قبرها) رواه البخاري في الأدب والحاكم في المستدرك.
وقال المشايخ: (كل من لم يستر علي إخوانه ما يراه منهم من الهفوات فقد فتح علي نفسه باب كشف عورته، بقدر ما أظهر من هفواتهم).
وقالوا: (إذا رأيتم أحدا من إخوانكم علي معصية لم يتجاهر بها فاستروه، فإن تجاهر بها فوبخوه بينكم، فإن لم يتجاهر فوبخوه بين الناس، مصلحة له، لا تشفيا فيه، فلعله برعوي وينزجر).
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يعيره بذنب ولا غيره، فإن المعايرة تقطع الود أو تكدر صفاءه.
ومن كلام الحسن البصري – رضي اله عنه – (أذا بلغكم عن أحد زلة، ولم تثبت عند حاكم فلا تعيروه بها، وكذبوا إشاعتها عنه – لا سيما إن كان هو ينكر ذلك، لآن الأصل براءة الساحة، حتى تقام البينة العادلة عند الحاكم.
ثم بعد ثبوت ذلك عنده فإياكم أن تعيروه أيضا فربما عافاه الله وابتلاكم)
وفى الحديث: (من عير أخاه بذنب لم يميت حتى يعمل ذلك الذنب) رواه الترمذي عن معاذ بن جبل وذكر السيوطي في الجامع الصحيح انه صحيح.
ومن كلام سيدي (على وفا): (لا تعب أخاك بما أصابه من مصائب دنياك فأنه في ذلك:إما مظلوم سينصره الله، أو مذنب عوقب فطهره الله ومن الرعونة أن تفتخر بما لا تأمن سلبه وتعير أحدا بما لا يستحيل في حقك وأنه تعلم أن ما جاز على مثلك جاز عليك)
ومن حق الأخ على الأخ:ألا ينظر له بعن الاحتقار،فقد قال المشايخ: (من نظر إلى أخيه بعين احتقار عوقب بالذل)
وفى الحديث: (من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر الله له) رواه الحكيم عن ابن عمر رضي الله عنه وقال الإمام السيوطي:ضعيف
ومن حق الأخ على الأخ: إذا اطلع على عيب فيه،أن يتهم نفسه في ذلك،ويقول: إنما ذلك العيب في لأن المسلم مرآة المسلم،ولا يرى الإنسان في المرأة إلا صورة نفسه.
وقد صحب رجل (أبا إسحاق إبراهيم بن أدهم)، فلما أراد أن يفارقه قال له:
(
لو نبهتني على ما في من العيب.فقال له: (يا أخي لم أرى لك عيبا، لأني لحظتك بعين الولاء، فاستحسنت منك ما رأيت، فاسأل غيري عن عيبك)
وفى هذا المعنى أنشدوا:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة.كما أن عين السخط تبدى المساويا.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يرى نفسه دونه على الدوام، وذلك على سبيل الظن والتخمين، فقد قالوا: (من لم ير نفسه دون أخيه لم ينتفع بصحبته).
ومن كلام الشيخ أبو المواهب الشاذلي: (لما علم أهل الله تعالى: أن كل نبات لا ينبت ولا يثمر إلا بجعله تحت الأرض، تعلوه الأرجل، جعلوا نفوسهم أرضاَ للكل)
ومن كلام سيدي (على وفا): (إنما جعل الله لكم الأرض بساطاَ ليعلمكم التواضع فتواضعوا تنبسطوا).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يؤثره على نفسه في كل شيء، فقد قالوا: (لا يسود َأحد على أقرانه إلا إن آثرهم على نفسه، فاحتمل أذاهم، ولم يشاركهم في شيء مما استشرفت إليه نفوسهم.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يخدمه إِذا مرض، فقد ذكروا: (أن الفتوة في خدمة الإخوان).
ومن كلام الأستاذ (الجنيد)رحمه الله: (ينبغي للإنسان أن يخدم إخوانه ثم إنه يعتذر إليهم بأنه ما قام إليهم بواجبهم، ويقرهم بالخيانة على نفسه، ولو علم أنه بريء الساحة،ما لم يترتب على ذلك حد أو تعزير، وإلا دخل فيمن ظلم نفسه وذلك حرام).
ومن كلام الشيخ (أبو المواهب الشاذلي): (من تعزز على خدمه إخوانه أورثه الله ذلا لا انفكاك له منه أبداً، ومن خدم إخوانه أعطى من خالص أعماهم)
ومن حق الأخ على الأخ: ان يحترمه ويوقره، لا سيما إذا استحق ذلك، كأن كان من العلماء، أو من حملة القراَن الكريم، أو من عترة رسول صلى الله عليه وسلم
وفى وصية الإمام (النووي) رحمة الله: (لا تستصغر أحداً فإن العاقبة منطوية، والعبد لا يدرى، بم يختم له.فإذا رأيت عاصياً فلا تر نفسك عليه، فربما كان في علم الله أعلى منك مقاماً وأنت من الفاسقين، ويصير يشفع فيك يوم القيامة.وإذا رأيت صغيراً فاحكم بأنه خير منك، باعتبار أنه أحقر منك ذنوباً.وإذا رأيت من هو أكبر منك سناً فاحكم بأنه خير منك باعتبار أنه أقدم منك هجرة في الإسلام.وإذا رأيت كافراً فلا تقطع له بالنار لاحتمال أنه يسلم ويموت مسلماً).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يثنى عليه في غيبة وفى حضوره بطريق الشرع، فأن ذلك مما يزيد في صفاءِ المودة.
لأن المؤمن الكامل إذا مدح شكر الله على ستر نقائصه وإظهار محاسنه فيزيد إيمانه بذلك، ثم لا يخفى أن ذلك إنما يكون قبل صفاءِ المودة وصحت فأن الثناء حينئذ
وأنشدوا:
إذا صفت المودة بين قوم *** وصح ولاؤهم سمج الثناء




ومن حق الأخ على الأخ: أن يكرمه إذا ورد عليه، بأن يتلقاه بالترحيب وطلاقة الوجه، ويأخذه بالعناق إن كان رجلاً ويفرش له شيئاً يقيه من التراب.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يوسع له في المجلس إذا رآه، فإن ذلك مما يزيده في تقوية المودة.
وفى الحديث: (لا يقيم الرجل الرجَل من مجلسه ثم يجلس فيه، ولكن أفسحوا يفسح الله لكم) رواه الإمام احمد عن أبى هريرة.
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يدعوه باسمه فقط، ومن وصية بعضهم: (إذا ناديت أخاك فعظمه تثبت مودته).
ومن الجفاء للأخ: نداؤه الخالي عن الكنية واللقب، ولفظ السيادة، وكذلك أولاده وأحفاده، غيبة وحضورا.
ومن حق الأخ على الأخ: ان يعترف له بالفضل، وان يظهر عدم مكافأته، لاسيما إن كان قد بدأه بهدية، لأنه لا يقدر على بدايته، كما قال الشيخ محيي الدين ابن العربي.
وفى الحديث: (تهادوا، إن الهدية تذهب وحر الصدر، ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرس شاة) رواه الإمام احمد في مسنده.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يزوره كل قليل من الأيام.
ففي الحديث: (الزائر أخاه في بيته، الأكل من طعامه أرفع درجة من المطعم) رواه الخطيب في التاريخ عن أنس رضي الله عنه.
وفيه أيضاً: (إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئاً يقيه من الأرض وقاه الله عذاب النار) رواه الطبراني في الكبير عن سلمان رضي الله عنه.
ومن كلام سيدي (إبراهيم المتبولي): اسع إلى إخوانك وإياك أن تنقطع عليهم،بحيث يستوحشون فيأتون إلى زيارتك فإن جميع ما مع الفقير من العناية في هذا الزمان لا يجيء حق طريق واحد يمشى إليه).
وقد كان الإمام (الشافعي)رضي الله عنه يزور تلميذه الإمام (أحمد ابن حنبل) كثيراً ويزوره الآخر، فقيل للشافعي في ذلك، فأنشد رضي الله تعالى عنه:


قالوا يزورك أحمد فتزوره *** قلت الفضائل لا تفارق منزله
إن زارني فبفضله أو زرته
*** فلفضله والفضل في الحالين له

قالوا يزورك أحمد فتزوره = قلت الفضائل لاتفارق منزله
إن زارنى فيفضله ، او زرته = فلفضله ، والفضل فى الحالين له
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفأجابه الإمام (أحمد رضي الله تعالى عنه)
إن زرتنا فبفضل فيك تمنحنا *** أو نحن زرنا فللفضل الذي فيك
فلا عدمنا كلا الحالين منك ولا
***نال الذي يتمنى فيك شانيك
إنزرتنا فبفضل فيك تمنحنا = أو نحن زرنا فللفضل الذى فيك
فلا عدمنا كلا الحالين منك ولا = نال الذى يتمنى فيك شانيك
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ومن كلام سيدي (على الخواص) رحمه الله: (الزيارة للإخوان تزيد في الدين، وتركها ينقصه)
وقد قال القوم: (إذا قل رأس مالك فزر إخوانك)
قلت: زيارة الإخوان لا تزيد في الدين إلا مع أدب لزوم الزيارة والله أعلم،
ومن حق الأخ على الأخ: أن يصافحه كلما لقيه بنية التبرك وامتثال الأمر، وقد روى الطبراني: (إذا تصافح المسلمان، لم تفترق أكفهما حتى يغفر لهما)
وروى أبو الشيخ: (إذا التقى المسلمان: وسلم أحدهم على صاحبه، كان أحبهما إلى الله أحسنهم بشراً لصاحبه، فإذا تصافحا أنزل الله عليهم مائة رحمة)
ومن حق الأخ على الأخ: إذا لاقاه وصافحه أن يصلى ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويذكره بذلك.
وقد روى أبو يعلى: (ما من عبدين متحابين يستقبل أحدهم صاحبه، ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر) رواه الإمام احمد بن حنبل في مسنده والضياء عن عامر بن ربيعة.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يهاديه كل قليل من الأيام، لا سيما إذا بلغه عنه وقفه، وفى الحديث، (تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم) رواه أبو يعلى في مسنده ورواه ابن عساكر عن أبى هريرة.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يرشده إلى ترك البغي على من بغى عليه وأن ينتصر بالله تعالى، إذا أن إرشاد الأخ المظلوم إلى الانتصار بالله تعالى، والتسليم إليه سبحانه وتعالى من أكبر نصرة الأخ.
وفى (زبور) السيد (داود) عليه السلام: (يا داود، لا تبغ على من بغى عليك فمن بغى على من بغى تخلفت عنه نصرتي).
ومن حق الأخ على الأخ: مساعدته له في التزويج، وقد ذكروا: (أن الإعانة في ذلك أفضل من الغزاة والمكاتبين، إذا هو أفضل نوافل الخيرات، والأجر يعظم السبب، فلولا النكاح ما وجد مجاهد، ولا عابد لله تعالى.
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يغفل عن عيادته إذا مرض ولا عن خدمته لا سيما في الليل.
وينبغي للعايد ألا يأكل عند المريض، وفي الحديث: (إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا) رواه الديلمي في مسنده الفردوس عن أبى أمامة رضي الله عنه.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يرشده إلي الوصية إذا حضرته الوفاة، ولا يتبع الحياء الطبعي، والفائدة في ذلك معلومة.
ومن حق الأخ علي الأخ: ان يسهر إلي الصباح إذا كان في حالة تفضي إلي الموت، فربما يكون الآجل في ذلك الوقت فيفارقه على وفائه بحقه.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يصدقه إذا انتسب إلي أحد من الأكابر من أولياء أو علماء أو أمراء.
ومن وصية الشيخ محيي الدين بن عربي (أذا انتسب أخوك إلي أحد من الأكابر فاحذر أن تطعن في نسبه، ولو في نفسك فتدخل بين ذلك الشخص وبين الله تعالي، فتقع في إثم كبير، بل ورد أن الطعن في الإنسان كفر)
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يكفره بذنب، ولو لاث الناس به، إذ لا يخفي قلة ورع الناس في الكلام وعسر معرفة جميع الألفاظ التي يكفر بها الإنسان.
والتكفير كما قال شيخ الإسلام السبكي أمر هائل، أقل ما فيه أنه أخبر عن إنسان أنه خالد في النار لا تجري عليه أحكام الإسلام في حياته بعد مماته.
ومن حق الأخ علي الأخ: ألا يبغض ذاته إذا وقع فيما لا ينبغي.
ومن كلام سيدي علي الخواص – رحمة الله (عداوتنا لأفعال من أمرنا الحق تعالي بعداوته عداوة شرعية وعداوتنا لذاته عداوة طبيعية والسعادة في الشرعية لا في الطبيعية.
والغالب في الناس بغضهم لذات من سمعوا عنه أنه وقع في محرم وأما إن سمعوا عنه أنه تكلم فيهم بشيء يكرهونه فإنهم يكرهون أولاده فضلا عن ذاته ويحتقرونه زيادة علي ذلك وربما يزعم بعضهم أنه مصيب في احتقاره له وغاب عنهم أن من الجهل المحض احتقار عبد اعتني به الحق تعالي وأخرجه من العدم إلي الوجود.
(
فأحذر يا أخي من ذلك فإن الحق تعالي ما أمرك أن تحتقر أحدا من خلقه وإنما أمرك أن تنكر علي أفعاله المخالفة لشرعة لا غير فتأمر العاصي وتنهاه وأنت غير محتقر له).
وتأمل قوله: في شجرة الثوم (إنها شجرة أكره ريحها) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما.
فما كره ذاتها وإنما كره ريحها الذي هو بعض صفاتها فعلم أن عداوتنا للكفار عداوة صفات بدليل أنهم إذا أسلموا وحسن إسلامهم حرم علينا عداوتهم.
ومن حق الأخ علي الأخ: إذا حصل بينه وبين أخيه وقفه أن يزيد في بث محاسنه أكثر مما كان قبل الوقفة مراعاة للود وقد كان السلف الصالح يمدحون عدوهم كلما ذكر بحضرتهم بحيث يظن الظان أنه من أعظم المعجبين لهم.
فاقتد يا أخي بهم ولا تتوقف في ذكر أخيك بالمعروف أيام غيظك عليه، واحذر من الوقوع في عرضه فربما وقع الصلح فيصير ذلك يكدر صفاء المودة وتذكر ما أكلت عنده من الخبز وما سبق من المعروف وقل من يفعل ذلك.
ومن حق الأخ علي الأخ: ان يقدم حوائجه الضرورية علي عباداته المسنونة ومعلوم أن الخير يتعدي نفعه أفضل من القاصر علي فاعله ومن حق الأخ علي الأخ: إذا وقع في حقه شيء وبلغه ان يبادر إلى الاستغفار وإلى كشف الرأس والإطراق إلى الأرض وإظهار الندم علي ما وقع منه في حق أخيه ويديم ذلك إلى أن يرحمه أخوه ثم إن لم يرحمه رجع على نفسه باللوم واعترف بأنه ظالم وقل من يفعل ذلك.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يقبل اعتذاره ولو كان مبطلا فقد روي الترمذي وغيره (من أتاه أخوه متنصلا من ذنب فليقبل اعتذاره محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض).
وفي معني ذلك أنشد:


اقبل معاذير من يأتيك معتذرا *** إن بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره
*** وقد أجلك من يعصيك مستترا
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا = إن بر عندك فيما قال او فجرا
فقد أطاعك من يرضيك ظاهره = وقد اجلك من يعصيك مستترا
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وأنشد كذلك:
قيل لي قد أساء إليك فلان *** ومقام الفتي على الذل عار
قلت قد أتى وأحدث عذرا
*** دية الذنب عندنا الاعتذار
إذا اعتذر الصديق إليك يوما
*** تجاوز عن مساوية الكثيرة
فإن الشافعي روي حديثا
*** بإسناد صحيح عن مغيرة
عن المختار أن الله يمحو
*** بعذر واحد ألفي كبيرة

قيل لي قد أساء اليك فلان= ومقام الفتي علي الذل عار
قلت قد أتي وأحدث عذرا= دية الذنب عندنا الاعتذار
إذا اعتذر الصديق إليك يوما= تجاوز عن مساوية الكثيرة
فإن الشافعي روي حديثا= بإسناد صحيح عن مغيرة
عن المختار : أن الله يمحو= بعذر واحد ألفي كبيرة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم(من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها منه كان عليه من الخطيئة مصل صاحب مكس)رواه أبو داود في المراسيل.
ومن كلام سيدي (علي الخواص) رحمه الله
(
أذا جاءكم أخوكم معتذرا فاقبلوه لاسيما أن طال به الوقوف فإن لم يجد أحدكم في قلبه رقة لأخيه فليرجع علي نفسه باللوم وليقل لها: يأتيك أخوك معتذرا فلا تقبليه؟ فكم وقعت أنت في حقه فلم تلتفتي إليه فأنت إذا أسوأ حالا منه).
وقال بعضهم (الأخ الذي يلجيء أخاه أن يعتذر إليه ليس بأخ صادق، ولا من أهل الطريق، فإن أهل الطريق يقيمون للخلق المعاذير قبل أن يعتذروا إليهم).
ومن حق الأخ علي الأخ: كثرة فرحه له إذا كثرت طاعاته وانقلب الناس إليه بالاعتقاد ومن لم يكن كذلك قام به داء الحسد وفي الحديث (الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)رواه ابن ماجة عن أنس رضي الله عنه.
ومن وصية سيدي (علي وفا) إياك أن تحسد من اصطفاه الله عليك فيمسخك الله كما مسخ إبليس من الصورة الملكية إلي الصورة الشيطانية لما حسد السيد آدم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 07:44 PM   #9
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




وفي مناقب سيدي (أحمد البدوي) نفعنا الله ببركاته: أن صاحب الديوان (بطنطا) المسمي بوجه القمر كان وليا عظيما فثار عنده حسد حين جاء سيدي (احمد البدوي) إلي طنطا وانقلب الناس إليه بالاعتقاد فسلب حاله وانطفأ اسمه وذكره.
ومن حق الأخ علي الأخ: أذا أراد سفرا ألا يخرج حتى يودعه بالعناق إن كان رجلا وبالإشارة إن كان صغيرا.
ففي الحديث: (إذا خرج أحدكم إلي سفر فليودع إخوانه، فإن الله جاعل له في دعائهم البركة) رواه ابن عساكر.
ومن حق الأخ علي الأخ: أذا رجع من سفر أن يذهب إليه في منزله فيسلم عليه ويهنئه بالسلامة وكذلك ولده وسائر أعزته إذا رجعوا من سفر أو شفوا من مرض، فمن حقه أن يذهب إليه أخوه ويهنئه بالسلامة.
ومن حق الأخ علي الأخ: أن يشاوره في كل أمر مهم، فقد ذكروا أن المشاورة تزيد في صفاء المودة.
وفي الحديث: (من أراد أمرا فشاور فيه امرءا مسلما وفقه الله لأرشد أموره) رواه الطبراني في الأوسط.
وكان سيدي (علي الخواص) يقول (عليكم بمشاورة إخوانكم في كل أمر مهم، فإن في الحديث (ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار) رواه الطبراني في الأوسط.
وأنشدوا:
شاور أخاك في الخفي المشكل *** واقبل نصيحة فاضل متفضل

شاورأخاك في الخفي المشكل= واقبل نصيحه فاضل متفضل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كما أنشدوا:
شاور أخاك إذا نابتك نائبة *** يوما وأن كنت من أهل المشورات
فالعين تلقى كفاحا ما دنى ونأى
*** ولا ترى نفسها إلا بمرآة
شاور اخاك إذا نابتك نائبة= يوما وأن كنت من أخل المشورات
فالعين تلقي كفاحا ما نأت = ودني ولا تري نفسها إلا بمرآة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ومن حق الأخ على الأخ: أن يتفقد عياله وأولاده إذا غاب عنهم، ومن كلامهم: (من لم يتفقد عيال أخيه في غيبته، فقد خان الصحبة)
ومن حق الأخ على الأخ: أن يشاطره في ماله وغيره، وقال الشيخ (أبو المواهب الشاذلي): (يجب على الفقير إذا أخي في الله أن يشاطره أخوه في ماله، كما فعلت الأنصار مع المهاجرين حين قدموا عليهم المدينة وهم فقراء، فكل من أدعى الأخوة في الله تعالى فامتحنه بهذه الميزان.
وقال سيدي (أبو مدين التلمساني): (لا تكمل صحبتك إلا بانشراح صدرك لكل ما أخده أخوك من مالك، وثيابك، وطعامك، ومتى ما وجدت في قلبك انقباضاً من ذلك فأنت منافق في صحبتك).
وقال بعضهم: (ما تصح الصحبة بين اثنين حتى يقول أحدهم للآخر يا أنا، وليس بأخ من يقول: قصعتي أو ثوبي)
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يتذكر منه إذا قال له: أنا أبغضك، ويفتش على الصفات التي أبغضه لأجلها فيزيلها فأن زال بغضه وإلا كرر التفتيش ثانياً وثالثا.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يكتم سره، إذ السر كالعورة، وقد حرم الله كشفها إليها، والتحدث بها.
وفى الحديث: (من ستر عورة أخيه، ومن كشف عورة أخيه كشف الله عورته)رواه ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وفى وصية الشيخ (أبى المواهب الشاذلي): (احذر أن تفشى سر أخيك إلى
غيره، فأن الله ربما مقتك بذلك فخسرت الدنيا والآخرة)
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يصدق من نم له فيه.
وقد ذكر حجة الإسلام (الغزالي): (أنه يجب على كل من حملة إليه نميمة ستة أمور:.
الأول: ألا يصدقه - أي النمام.
الثاني: أن ينهاه عن ذلك.
الثالث: أن يبغضه في الله.
الرابع: ألا يظن بالمنقول عنه السوءَ.
الخامس: ألا يتجسس على تحقق ذلك.
السادس: ألا يحكى ما نم له به.
ومن كلام الشيخ (أبى المواهب الشاذلي) إذا نقل إليك احد كلاما عن صاحب لك فقل: يا هذا أنا من محبة أخي ووده على يقين ومن قولك على ظن ولا يترك يقين بظن.
ومن كلام الشيخ (أفضل الدين): إذا نقل إليكم أحد كلاماً في عرضكم عن أحد فازجروه، ولو كان أعز إخوانكم، وقولوا له (إن كنت تعتقد فينا هذا الأمر فأنت ومن نقلت عنه سواء بل أنت أسوأ حالا منه لأنه لم يسمعنا ذلك وأنت أسمعته لنا وإن كنت تعتقد أن هذا الأمر باطل في حقنا، وبعيد منا أن نقع في مثله، فما فائدة نقله إلينا).
وقد ذكرنا في غير هذا الرسالة: (أن من أراد أن يدوم له ود أصحابه فليرد كلام النمام بباديء الرأي).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يذب عن عرضه لكن مع النية الصالحة، والسياسة الحسنة.
وفى الحديث: (من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) رواه البيهقي عن أبى الدرداء.
ومن كلام الإمام (الشافعي) رضي الله عنه: (من علامات الصادق في أخوة أخيه أن يقبل علله، ويسد خلله ويغفر زلله).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يوقظه قبل الوقت ليدخل الوقت وهو على أهبة، فلا تفوته السنة الراتبة قبل الفريضة، ولا تكبير الإحرام.
وكذلك من حقه أن يوقظه في السحر، إذ الشفقة في أمر الدين أولى وأفضل من الشفقة في أمر الدنيا.
وينبغي أن يكون ذلك بلطف فإن النفس ربما تحركت مع الإيقاظ بغلظة.
ومن حق الأخ على الأخ: أن لا يداهنه، ففي الحديث: (الدين النصيحة) رواه البخاري في الأدب عن ثوبان ورواه البزار عن ابن عمر رضي الله عنهم.
وقال القوم: (الإخوان بخير ما تنافسوا، فأن اصطلحوا هلكوا)
ومن حق الأخ على الأخ: أن يتهم نفسه بالكبر والنفاق،إذا وجد عنده ثقلاً منه، ويسعى في إزالة ذلك من باطنه.
وقد صحب شخص (أبا بكر الكتاني) وكان على قلبه ثقيلاً.
قال: فوهبت له شيئاً، بنية أن يزول ثقله عنى فلم يزل، فخلوت به يوماً وقلت له (ضع رجلك على خدي)، فأبى، فقلت له: (لا بد من ذلك) ففعل، فزال ما كنت أجده في بطني.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يقبل نصيحة، فقد قالوا: (من أرشدك إلى ما به تخلص من غضب الله تعالى فقد شفع فيك، فأن أطعته وقبلت نصحه فقد قبلت فيك شفاعة، وإلا فنعود بالله من قوم لا تنفعهم شفاعة الشافعين، حيث كانوا عن التذكر معرضين).
ومن حق الأخ على الأخ: أن يرشده إلى تعظيم حرمات الله، والتباعد عن تعدى حدوده، بحيث يصير إذا وقع في أصغر الذنوب، يرى ذلك الصغير من الكبائر بجامع المخالفة.
فلا يزال كذلك حتى يرى الغفلة عن الله خطيئة أشد من الزنا، وقتل النفس.
ثم إذا كمل السالك رجع إلى أكمل من ذلك وهو تعدى حدود الله على حسب ما ورد في الشرع، فأن العبد تابع ما هو مشروع، فيعظم الكبير على الصغيرة على المكروه، والمكروه على خلاف الأولى.
وما بين الشارع صلى الله عليه وسلم مراتب الحدود إلا ليعلمنا بتفاوتها فنعظمها بحسب مراتبها وكذلك القول في قسم المأمورات فنعظم الواجب أكثر من المندوب والمندوب أكثر من المستحب وتندم على كل واحد بحسب تأكيد الشارع عليه.
فرجع السالك في حال نهايته إلى صورة بدايته والقصد مختلف من حيث تفاوت المأمورات والمنهيات في الدرجة.
وكانت مساواة الأوامر والنواهي في البداية للسالك من شدة تعظيمه الله تعالى فاستعظم مأموراته ومنهياته وسدا لباب المخالفة بقطع النظر عن مشاهدة حكمة تفاوتها كما ورد في الشرع فثم مقام رفيع ومقام أرفع.
وعلى ما تقرر يحمل قول الجنيد (ليس عندي ذنب أعظم من الغفلة عن الله تعالى) لأنه رأى أن سبب وقوع العبد في الذنوب الغفلة عن الله تعالى.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يأمره بستر المقام إذا تلمح منه الميل إلى الظهور ومن أحب الحق فهو عبد الخفاء.
وكل من خرج إلى الخلق قبل وجود الإذن الخاص به فهو مفتون ومسخرة للناس.
وما خرج الأولياء للخلق إلا بعد أن هددوا بالسلب إن لم يفعلوا فالعاقل من ستر مقامه حتى يتولى الله إظهاره بغير مراد منه.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يتظاهر بعداوة من عاداه بغير حق أما معاداته بالباطن لا تجوز.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يقوم له إذا ورد عليه ولو كره هو ذلك لاسيما في المحافل فقد قالوا: إياك أن تترك القيام لأخيك في المحافل فربما تولد من ذلك الحقد والضغائن فتعجز بعد ذلك عن إزالته.
ومن حق الأخ على أخيه إلا يحدثه بحديث كذب لان فيه استهانة به وفى الحديث(كبرت خيانة أن تحدث أخاك بحديث هو لك مصدق وأنت له كاذب) رواه البخاري في الأدب.
ومن حق الأخ على أخيه: إلا ينساه من الدعاء والمغفرة والرحمة كلما وجد وقته صافيا مع ربه سواء كان ذلك في ليل أو نهار أو سجود أو غيره.
ومن حق الأخ على أخيه: إلا يحقد عليه.
وفى الحديث: (ثلاث من كن فيه فإن الله يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه)رواه الإمام البخاري في الأدب.
وقال القوم: كل من كان عنده حقد أو مكر أو خديعة أو غش لأحد فهو كذاب في طريق القوم ولا يجوز ان يكون داعيا إلى الله تعالى.
ومن حق الأخ على أخيه: إذا تحدث ان يشخص ببصره إليه حتى يفرغ من حديثه فإن ذلك يزيد في صفاء المودة.
كما ان التلاهي عن حديث الأخ أو قطع كلامه قبل تمامه يورث الجفاء.
ومن حق الأخ على الأخ: إلا يمتحنه فان الامتحان من جنس كشف العورة وقد قالوا: إياكم أن تمتحنوا إخوانكم فإن الله لا يمتحن عباده الا ان علم وفائهم كيلا يخجلهم بإظهار ما كان كامنا عندهم.
وقيل لكسرى: الا تمتحن أصحابك فقال: إذن نخرج كلنا عيوبا.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يتهيأ للقائه بالحرمة والتعظيم كلما فارقه.
قال الشيخ محي الدين: (ولو كان زمن المفارقة يسيرا إحسانا للظن بأن الله نفحه نفحة أو نظر إليه نظرة من نظراته التي يرسلها في اليوم والليلة إلى عباده فصار بها أعلى مقاما منه.
ثم ان كان الأمر صحيحا فقد وفاه حقه وان لم يكن صحيحا فقد تأدب مع الله تعالى حيث عامله بما تقتضيه مرتبة الألوهية من إكرام كل وارد على حضرتها).
قال وهذا الأمر قل من يتفقد نفسه فيه لاستحكام الغفلة على القلوب.
ومن حق الأخ على الأخ: إذا رآه فيما لا ينبغي أن يعتقد انه تاب من وقته وندم في سريرته وقد كان بعض السلف يقول: إني لاستحى من الله أن اقطع التوبة عن شخص عصى ربه ثم توارى عنى بجدار.
وقالوا: من قطع التوبة عن احد من العصاة رأى نفسه خيرا منه ضرورة وكل من ظن انه خير من احد من المسلمين فهو جاهل مخدوع ولو أعطي من الكرامات ما أعطي.
ومن حق الأخ على الأخ: أن يحفظ وده وان خانه هو أو زاغ مراعاة للود.
قال ابن الخطاب رضي الله عنه (رأيت رب العزة في النوم فقلت: يا رب علمني شيئا آخذه عنك بلا واسطة فقال: يا ابن الخطاب من أحسن إلى من أساء إليه فقد أخلص لله شكرا ومن أساء إلى من أحسن إليه فقد بدل نعمة الله كفرا فقلت يا رب حسبي فقال: حسبك)
ومن حق الأخ على الأخ: أن لا يمن عليه بما فعله من المعروف إذ هو خاصمه ونسى ذلك المعروف.
فان ذكر المعروف في المخاصمة عنوان على عدم الإخلاص فيه ودليل على خسة الأصل فإن طيب الأصل لا يمن أبدا بما فعله مع أخيه من المعروف بل يرى الفضل لذلك الأخ الذي أكل عنده مثلا أو قبل منه هدية وفى الحديث (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) رواه الطبراني.
وقال بعضهم: المن بالمعروف في المخاصمة دمل لا يندمل.
ومن حق الأخ على الأخ: إلا يخاصمه فان المخاصمة تقطع الود وقد قالوا: ما وجد أذهب للدين ولا أشغل للقلب من المخاصمة يتولد الغضب والحقد والخديعة حتى انه يكون في الصلاة وخاطره معلق بالمحاججة ولا يخفى ما في ذلك.
وانشدوا:
تجنب قرين السوء واصرم حباله= فان لم تجد عنه محيصا قداره
واحبب قرين الصدق واترك مراءه = تنل منه صفو الود ما لم تماره
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تجنب قرين السوء واصرم حباله *** فإن لم تجد عنه محيصا فداره
وأحبب قرين الصدق واترك مراءه
*** تنل منه صفو الود ما لم تماره

ومن حق الأخ على الأخ: إلا يبادر إلى هجره فان المبادرة إلى مثل ذلك ليست بمحمودة وخطؤها أكثر من صوابها.
ومن حق الأخ على الأخ: ألا يؤاخذه إذا قصر في حقه مراعاة للأدب ومن وصية سيدي (على الخواص): اترك حقك لأخيك ما استطعت وأقل عثرة المروءات من إخوانك وإياك أن تعتدي على من اعتدى عليك فان الحق تعالى ما أباح الاعتداء إلا بشرط المثلية والمثلية متعذرة جدا فربما زادت وربما أثرت تلك السيئة في الخصم أكثر مما أثرت فيك والمجازاة رخصة للضعفاء.
ومن حق الأخ على الأخ: دوام الشفقة على أولاده والقيام بهم بعد موته قال القوم: من لم يشفق على أولاد أخيه في غيبته ولم يقم بهم بعد موته فليس بصادق في إخوته.
ومن حق الأخ على الأخ: إلا يقره على بدعة وان لم يرجع عنها تركه خوفا على نفسه أن يلحقه شؤمها ولو بعد حين.
ومن حق الأخ على الأخ: إلا يتزوج له زوجة طلقها أو مات عنها ولو أوصاه بذلك وقال أنت أحق من الغير.
فاعرض يا أخي ما في هذا الفصل على نفسك فان رايتها متخلقة به فاشكر الله وإلا فعليك بالاستغفار من التقصير في حقوق إخوانك ليلا ونهارا والحمد لله رب العالمين. تم بحمد الله وتوفيقه كتاب المختار من الانوار لسيدى الامام الشعرانى رضى الله عنه اللهم امدنا بامداداته وانفعنا ببركاته امين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 8 المشاهدات 8275  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه