القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

قرأت لك

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2013, 11:51 PM   #81
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: قرأت لك


أنا : أبو الحُسين





12. قال ايضا ( افضل الصدق الصدقه على ذى الرحم الكاشح) الكاشح = الذى يضمر عداوته


يا سلام عليك عمنا العوضابي... كلام جميل جداً وقيم راقية يهدينا إليها الهادي البشير صلى الله عليه وآله وسلم...

فصلة الرحم يا أُستاذنا الفاضل فيها خيري الدنيا والآخرة كما يقول باب مدينة العلم الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام):
صلة الرحم عمارةُ النّعم ودفاعةُ النقم

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 04-10-2013, 07:21 PM   #82
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




الأخ العزيز / أبو الحسين , شكرا أخى على المرور وجزيت خيرا كثيرا , نعم , صلة الرحم كانت والى وقت قريب من الوشائج التى ظلت ومن قديم الزمان متأصلة تماما عند الأمة السودانية بالدرجة التى كانوا يتفوقون بها على كافة جيراننا من العرب , ولكن يبدو وللأسف الشديد أن الظروف تغيرت فى الآونة الأخيرة بسبب الضغوط المعيشية الحادة وغيرها من جملة المعناة اليومية للمواطن من جراء الأوضاع الممعنة فى سوءها وقبحها التى نعائشها اليوم فى ظل حكم الانقاذ ,
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيح عن كاهل البلاد والعباد هذه الغمة وهذه الفتنة العارمة , وان يعيدنا الى ما كنا عليه من سعادة وأمن وأمان,
آمين يا رب العالمن

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-18-2013, 12:18 PM   #83
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(56)

" قصة اليهود مع بداية الدعوة الاسلامية . "
سورة البقرة :
لقدكان اليهود هم أول من اصطدم بالدعوة في المدينة ; وكان لهذا الاصطدام أسبابهالكثيرة . . كان لليهود في يثرب مركز ممتاز بسبب أنهم أهل كتاب بين الأميين منالعرب - الأوس والخزرج - ومع أن مشركي العرب لم يظهروا ميلا لاعتناق ديانة أهلالكتابهؤلاء , إلا أنهم كانوا يعدونهم أعلم منهم وأحكم بسبب ما لديهم من كتاب . ثمكانهنالك ظرف موات لليهود فيما بين الأوس والخزرج من فرقة وخصام - وهي البيئة التييجداليهود دائما لهم فيها عملا ! - فلما أن جاء الإسلام سلبهم هذه المزايا جميعا . . فلقد جاء بكتاب مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه . ثم إنه أزال الفرقةالتيكانوا ينفذون من خلالها للدس والكيد وجر المغانم , ووحد الصف الإسلامي الذي ضمالأوسوالخزرج , وقد أصبحوا منذ اليوم يعرفونبالأنصار , إلى المهاجرين , وألف منهم جميعا ذلك المجتمع المسلم المتضام المتراص الذي لم تعهد له البشرية منقبلولا من بعد نظيرا على الإطلاق .
ولقدكان اليهود يزعمون أنهم : " شعب الله المختار " وأن فيهم الرسالة والكتاب .فكانوايتطلعون أن يكون الرسول الأخير فيهم كما توقعوا دائما . فلما أن جاء منالعربظلوا يتوقعون أن يعتبرهم خارج نطاق دعوته , وأن يقصر الدعوة على الأميين منالعرب ! فلما وجدوه يدعوهم - أول من يدعو - إلى كتاب الله , بحكم أنهم أعرف به منالمشركين , وأجدر بالاستجابة له من المشركين . . أخذتهم العزة بالإثم , وعدوا توجيهالدعوةإليهم : " إهانة واستطالة " !!!!!!!
ثمإنهم حسدوا النبي [ ص ] حسدا شديدا . حسدوه مرتين: مرة لأن الله اختاره وأنزلعليهالكتاب - وهم لم يكونوا يشكون في صحته - وحسدوه لما لقيه من نجاح سريع شامل فيمحيطالمدينة .
علىأنه كان هناك سبب آخر لحنقهم ولموقفهم من الإسلام موقف العداء والهجوم منذالأيامالأولى: ذلك هو شعورهم بالخطر من عزلهم عن المجتمع المدني الذي كانوا يزاولونفيهالقيادة العقلية والتجارة الرابحة والربا المضاعف ! هذا أو يستجيبوا للدعوةالجديدة . ويذوبوا في المجتمع الإسلامي . وهما أمران - في تقديرهم - أحلاهما مر !
لهذاكله وقف اليهود من الدعوة الإسلامية هذا الموقف الذي تصفه سورة البقرة , [وسورغيرها كثيرة ] في تفصيل دقيق , نقتطف هنا بعض الآيات التي تشير إليه . . جاءفيمقدمة الحديث عن بني إسرائيل هذ النداء العلوي لهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيا بني إسرائيل اذكروا نعمتيالتيأنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقالمامعكم . ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . وأقيموا الصلاة وآتواالزكاةواركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ? وأنتم تتلونالكتاب ? أفلا تعقلون ?). . وبعد تذكيرهم طويلا بمواقفهم مع نبيهم موسى - عليهالسلام - وجحودهم لنعم الله عليهم , وفسوقهم عن كتابهم وشريعتهم . . ونكثهم لعهداللهمعهم . . جاء في سياق الخطاب لتحذير المسلمين منهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أفتطمعون أن يؤمنوا لكموقدكان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وإذالقواالذين آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:أتحدثونهم بما فتحاللهعليكم ليحاجوكم به عند ربكم ? أفلا تعقلون ?). .( وقالوا:لن تمسنا النار إلاأيامامعدودة . قل:أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ? أم تقولون على اللهمالا تعلمون ?). .( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبليستفتحونعلى الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فلعنة الله علىالكافرين). . . (وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله . قالوا:نؤمن بما أنزل علينا ,ويكفرونبما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم). . .( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقلمامعهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) ..... ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير منربكم). . . (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عندأنفسهممن بعد ما تبين لهم الحق). . . (وقالوا:لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى . تلك أمانيهم). . . (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). . .الخالخ .
وكانتمعجزة القرآن الخالدة أن صفتهم التي دمغهم بها هي الصفة الملازمة لهم فيكلأجيالهم من قبل لإسلامومن بعده إلى يومنا هذا . مما جعلالقرآنيخاطبهم - في عهد النبي [ ص ] كما لو كانوا هم أنفسهم الذين كانوا على عهدموسى - عليه السلام - وعلى عهود خلفائه من أنبيائهم باعتبارهم جبلة واحدة . سماتهمهيهي , ودورهم هو هو , وموقفهم من الحق, والخلق , هو موقفهم على مدار الزمان ! ومن ثميكثرالالتفات في السياق من خطاب قوم موسى , إلى خطاب اليهود في المدينة , إلى خطابأجيالبين هذين الجيلين . ومن ثم تبقى كلمات القرآن حية كأنما تواجه موقف الأمةالمسلمةاليوم وموقف اليهود منها . وتتحدث عن استقبال يهود لهذه العقيدة ولهذهالدعوةاليوم , وغدا كما استقبلتها بالأمس تماما ! وكأن هذه الكلمات الخالدة هيالتنبيهالحاضر والتحذير الدائم للأمة المسلمة , تجاه أعدائها الذين واجهوا أسلافهابمايواجهونها اليوم به من دس وكيد , وحرب منوعة المظاهر , متحدة العقيدة !

................نواصل قصة اليهود :

(57)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2013, 10:00 AM   #84
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(57)
بعدهذا يبدأ السياق جولة واسعة طويلة مع بني إسرائيل - أشرنا إلى فقرات منهافيماسبق - تتخللها دعوتهم للدخول في دين الله وما أنزله الله مصدقا لما معهم معتذكيرهمبعثراتهم وخطاياهم والتوائهم وتلبيسهم منذ أيام موسى - عليه السلام -وتستغرقهذه الجولة كل هذا الجزء الأول من السورة .
ومنخلال هذه الجولة ترتسم صورة واضحة لاستقبال بني إسرائيل للإسلام ورسولهوكتابه . . لقد كانوا أول كافر به . وكانوا يلبسون الحق بالباطل . وكانوا يأمرونالناسبالبر - وهو الإيمان - وينسون أنفسهم . وكانوا يسمعون كلام الله ثم يحرفونهمنبعد ما عقلوه . وكانوا يخادعون الذين آمنوا باظهار الإيمان وإذا خلا بعضهم إلىبعضحذر بعضهم بعضا من إطلاع المسلمين على ما يعلمونه من أمر النبي وصحة رسالته !وكانوايريدون إنيردوا المسلمين كفارا . وكانوا يدعون من أجلهذاأن المهتدين هم اليهود وحدهم - كما كان النصارى يدعون هذا أيضا - وكانوا يعلنونعداءهملجبريل - عليه السلام - بما أنه هو الذي حمل الوحي إلى محمد دونهم ! وكانوايكرهونكل خير للمسلمين ويتربصون بهم السوء . وكانوا ينتهزون كل فرصة للتشكيك فيصحةالأوامر النبوية ومجيئها من عند الله تعالى - كما فعلوا عند تحويل القبلة -وكانوامصدر إيحاء وتوجيه للمنافقين . كما كانوا مصدر تشجيع للمشركين .
ومنثم تتضمن السورة حملة قوية على أفاعيلهم هذه ; وتذكرهم بمواقفهم المماثلة مننبيهمموسى - عليه السلام - ومن شرائعهم وأنبيائهم على مدار أجيالهم . وتخاطبهم فيهذاكأنهم جيل واحد متصل , وجبلة واحدة لا تتغير ولا تتبدل .
وتنتهيهذه الحملة بتيئيس المسلمين من الطمع في إيمانهم لهم , وهم على هذهالجبلةالملتوية القصد , المؤوفة الطبع . كما تنتهي بفصل الخطاب في دعواهم أنهموحدهمالمهتدون , بما أنهم ورثة إبراهيم . وتبين أن ورثة إبراهيم الحقيقيين همالذينيمضون على سنته , ويتقيدون بعهده مع ربه ; وأن وراثة إبراهيم قد انتهت إذنإلىمحمد [ ص ] والمؤمنين به , بعد ما انحرف اليهود وبدلوا ونكلوا عن حمل أمانةالعقيدة, والخلافة في الأرض بمنهج الله ; ونهض بهذا الأمر محمد والذين معه . وأنهذاكان استجابة لدعوة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - وهما يرفعان القواعد منالبيت نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك , وأرنا مناسكنا , وتبعلينا, إنك أنت التواب الرحيم . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ,ويعلمهمالكتاب والحكمة ويزكيهم , إنك أنت العزيز الحكيم )
صفات الكافرينفأماالصورة الثانية فهي صورةالكافرين . وهي تمثل مقومات الكفر في كل أرض وفي كل حين:
(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون . ختم الله علىقلوبهموعلى سمعهم , وعلى أبصارهم غشاوة , ولهم عذاب عظيم). .
وهنانجد التقابل تاما بين صورة المتقين وصورة الكافرين . . فإذا كان الكتاببذاتههدى للمتقين , فإن الإنذار وعدم الإنذار سواء بالقياس إلى الكافرين . إنالنوافذالمفتوحة في أرواح المتقين , والوشائج التي تربطهم بالوجود وبخالق الوجود ,وبالظاهروالباطن والغيب والحاضر . . إن هذه النوافذ المفتحة كلها هناك , مغلقةكلهاهنا . وإن الوشائج الموصولة كلها هناك , مقطوعة كلها هنا:
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)....... ختم عليها فلا تصل إليها حقيقة من الهدى ولاصدى .
(وعلى أبصارهم غشاوة). . فلا نور يوصوص لها ولا هدى . ! وقد طبع الله على قلوبهموعلىسمعهم وغشي على أبصارهم جزاء وفاقا على استهتارهم بالإنذار , حتى تساوى لديهمالإنذاروعدم الإنذار .
إنهاصورة صلدة , مظلمة , جامدة , ترتسم من خلال الحركة الثابتة الجازمة . حركةالختمعلى القلوب والأسماع , والتغشية على العيون والأبصار . .
(ولهم عذاب عظيم). . وهي النهاية الطبيعية للكفر العنيد , الذي لا يستجيب للنذير ; والذي يستوي عنده الإنذار وعدم الإنذار ; كما علم الله من طبعهم المطموس العنيد .
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه , ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ,ويفسدونفي الأرض . أولئك هم الخاسرون). .
فأيعهد من عهود الله هو الذي ينقضون ? وأي أمر مما أمر الله به أن يوصل هو الذييقطعون ? وأي لون من الفساد في الأرض هو الذي يفسدون ?
لقدجاء السياق هنا بهذا الإجمال لأن المجال مجال تشخيص طبيعة , وتصوير نماذج ,لامجال تسجيل حادثة , أو تفصيل واقعة . . إن الصورة هنا هي المطلوبة في عمومها .فكلعهد بين الله وبين هذا النموذج من الخلق فهو منقوض ; وكل ما أمر الله به أنيوصلفهو بينهم مقطوع ; وكل فساد في الأرض فهو منهم مصنوع . . إن صلة هذا النمط منالبشربالله مقطوعة , وإن فطرتهم المنحرفة لا تستقيم على عهد ولا تستمسك بعروة ولاتتورععن فساد . إنهم كالثمرة الفجة التي انفصلت من شجرة الحياة , فتعفنت وفسدتونبذتهاالحياة . . ومن ثم يكون ضلالهم بالمثل الذي يهدي المؤمنين ; وتجيء غوايتهمبالسببالذي يهتدي به المتقون .
وننظرفي الآثار الهدامة لهذا النمط من البشر الذي كانت الدعوة تواجهه فيالمدينةفي صورة اليهود والمنافقين والمشركين ; والذي ظلت تواجهه وما تزال تواجههاليومفي الأرض مع اختلاف سطحي في الأسماء والعنوانات !
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه). .
وعهدالله المعقود مع البشر يتمثل في عهود كثيرة: إنه عهد الفطرة المركوز فيطبيعةكل حي . . أن يعرف خالقه , وأن يتجه إليه بالعبادة . وما تزال في الفطرة هذهالجوعةللاعتقاد بالله , ولكنها تضل وتنحرف فتتخذ من دون الله أندادا وشركاء . .وهوعهد الاستخلاف في الأرض الذي أخذه الله على آدم :-


)الَّذِينَيَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَاأَمَرَاللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُالْخَاسِرُونَ (27
كما سيجيء : ( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هميحزنون . والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). ........ وهوعهودهالكثيرة في الرسالات لكل قوم أن يعبدوا الله وحده , وأن يحكموا في حياتهممنهجهوشريعته . . وهذه العهود كلها هي التي ينقضها الفاسقون . وإذا نقض عهد اللهمنبعد ميثاقه , فكل عهد دون الله منقوض . فالذي يجرؤ على عهد الله لا يحترم بعدهعهدامن العهود .
(ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل). .
واللهأمر بصلات كثيرة . . أمر بصلة الرحم والقربى . وأمر بصلة الإنسانية الكبرى . وأمر قبل هذا كله بصلة العقيدة والأخوة الإيمانية , التي لا تقوم صلة ولا وشيجةإلامعها . . وإذا قطع ما أمر الله به أن يوصل فقد تفككت العرى , وانحلت الروابط ,ووقعالفساد في الأرض , وعمت الفوضي .
(ويفسدون في الأرض). .
والفسادفي الأرض ألوان شتى , تنبع كلها من الفسوق عن كلمة الله , ونقض عهد الله , وقطع ما أمر الله به أن يوصل . ورأس الفساد في الأرض هو الحيدة عن منهجه الذياختارهليحكم حياة البشر ويصرفها . هذا مفرق الطريق الذي ينتهي إلى الفساد حتما ,فمايمكن أن يصلح أمر هذه الأرض , ومنهج الله بعيد عن تصريفها , وشريعة الله مقصاةعنحياتها . وإذا انقطعت العروة بين الناس وربهم على هذا النحو فهو الفساد الشاملللنفوسوالأحوال , وللحياة والمعاش ; وللأرض كلها وما عليها من ناس وأشياء .
إنهالهدم والشر والفساد حصيلة الفسوق عن طريق الله . . ومن ثم يستحق أهله أنيضلهمالله بما يهدي به عباده المؤمنين .
الوحدةالثالثة آياتها:40 - 74 موضوعها:قصة بني إسرائيل ونكثهم عهداللهوحرمانهم من الخلافةتقديمالوحدة الثالثة
ابتداءمن هذا المقطع في السورة يواجه السياق بني إسرائيل , وأولئك الذين واجهواالدعوةفي المدينة مواجهة نكرة ; وقاوموها مقاومة خفية وظاهرة ; وكادوا لها كيداموصولا , لم يفتر لحظة منذ أن ظهر الإسلام بالمدينة ; وتبين لهم أنه في طريقه إلىالهيمنةعلى مقاليدها , وعزلهم من القيادة الأدبية والاقتصادية التي كانت لهم , مذوحدالأوس والخزرج , وسد الثغرات التي كانت تنفذ منها يهود , وشرع لهم منهجا مستقلا , يقوم على أساس الكتاب الجديد . . هذه المعركة التي شنها اليهود على الإسلاموالمسلمينمنذ ذلك التاريخالبعيد ثم لم يخب أوارها حتى اللحظةالحاضرة , بنفس الوسائل , ونفس الأساليب , لا يتغير إلا شكلها ; أما حقيقتها فباقية , وأما طبيعتها فواحدة , وذلك على الرغم من أن العالم كله كان يطاردهم من جهة إلىجهة , ومن قرن إلى قرن , فلا يجدون لهم صدرا حنونا إلا في العالم الإسلامي المفتوح , الذي ينكر الاضطهادات الدينية والعنصرية , ويفتح أبوابه لكل مسالم لا يؤذيالإسلامولا يكيد للمسلمين !
ولقدكان المنتظر أن يكون اليهود في المدينة هم أول من يؤمن بالرسالة الجديدةويؤمنللرسول الجديد ; مذ كان القرآن يصدق ما جاء في التوراة في عمومه ; ومذ كانواهميتوقعون رسالة هذا الرسول , وعندهم أوصافه في البشارات التي يتضمنها كتابهم ;وهمكانوا يستفتحون به على العرب المشركين .

............... نواصل قصة اليهود :

(58)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-18-2013, 02:15 PM   #85
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(58)
وهذاالدرس هو الشطر الأول من هذه الجولة الواسعة مع بني إسرائيل ; بل هذهالحملةالشاملة لكشف موقفهم وفضح كيدهم ; بعد استنفاد كل وسائل الدعوة معهملترغيبهمفي الإسلام , والانضمام إلى موكب الإيمان بالدين الجديد . نجد فى هذا الدرسنداء علوي جليل إلى بني إسرائيل , يذكرهم بنعمته - تعالى -عليهمويدعوهم إلى الوفاء بعهدهم معه ليوفي بعهده معهم , وإلى تقواه وخشيته ; يمهدبهالدعوتهم إلى الإيمان بما أنزله مصدقا لما معهم . ويندد بموقفهم منه , وكفرهم بهأولمن يكفر ! كما يندد بتلبيسهم الحق بالباطل وكتمان الحق ليموهوا على الناس -وعلىالمسلمين خاصة - ويشيعوا الفتنة والبلبلة في الصف الإسلامي , والشك والارتيابفينفوس الداخلين في الإسلام الجديد . ويأمرهم أن يدخلوا في الصف . فيقيموا الصلاةويؤتواالزكاة ويركعوا مع الراكعين , مستعينين على قهر نفوسهم وتطويعها للاندماج فيالدينالجديد بالصبر والصلاة . وينكر عليهم أن يكونوا يدعون المشركين إلى الإيمان ,وهمفي الوقت ذاته يأبون أن يدخلوا في دين الله مسلمين !
ثميبدأ في تذكيرهم بنعم الله التي أسبغها عليهم في تاريخهم الطويل . مخاطباالحاضرينمنهم كما لو كانوا هم الذين تلقوا هذه النعم على عهد موسى - عليه السلام -وذلكباعتبار أنهم أمة واحدة متضامنة الأجيال , متحدة الجبلة . كما هم في حقيقةالأمروفق ما بدا من صفاتهم ومواقفهم في جميع العصور !
ويعاودتخويفهم باليوم الذي يخاف , حيث لا تجزيء نفس عن نفس شيئا , ولا يقبلمنهاشفاعة , ولا يؤخذ منها فدية , ولا يجدون من ينصرهم ويعصمهم من العذاب .
ويستحضرأمام خيالهم مشهد نجاتهم من فرعون وملئه كأنه حاضر . ومشهد النعم الأخرىالتيظلت تتوالى عليهم من تظليل الغمام إلى المن والسلوى إلى تفجير الصخر بالماء . . ثم يذكرهم بما كان منهم بعد ذلك من انحرافات متوالية , ما يكاد يردهم عن واحدةمنهاحتى يعودوا إلى أخرى , وما يكاد يعفو عنهم من معصية حتى يقعوا في خطيئة , ومايكادونينجون من عثرة حتى يقعوا في حفرة . . ونفوسهم هي هي في التوائها وعنادهاوإصرارهاعلى الالتواء والعناد , كما أنها هي هي في ضعفها عن حمل التكاليف ,ونكولهاعن الأمانة , ونكثها للعهد , ونقضها للمواثيق مع ربها ومع نبيها . . حتىلتبلغأن تقتل أنبياءها بغير الحق , وتكفر بآيات ربها , وتعبد العجل وتجدف في حقاللهفترفض الإيمان لنبيها حتى ترى الله جهرة ; وتخالف عما أوصاها به الله وهي تدخلالقريةفتفعل وتقول غير ما أمرت به ; وتعتدي في السبت , وتنسى ميثاق الطور , وتماحلوتجادلفي ذبح البقرة التي أمر الله بذبحها لحكمة خاصة . . .
وهذاكله مع الإدعاء العريض بأنها هي وحدهاالمهتدية; وأن الله لا يرضى إلا عنها , وأن جميع الأديان باطلة وجميع الأمم ضالةعداها ! مما يبطله القرآن في هذه الجولة , ويقرر أن كل من آمن بالله واليوم الآخروعملصالحا من جميع الملل , فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون . .
حكمةالحديث المطول عن اليهود :
هذهالحملة - سواء ما ورد منها في هذا الدرس وما يلي منها في سياق السورة - كانتضروريةأولا وقبل كل شيء لتحطيم دعاوى يهود , وكشف كيدها , وبيان حقيقتها وحقيقةدوافعهافي الدس للإسلام والمسلمين . كما كانت ضرورية لتفتيح عيون المسلمين وقلوبهملهذهالدسائس والمكايد التي توجه إلى مجتمعهم الجديد , وإلى الأصول التي يقوم عليها ; كما توجه إلى وحدة الصف المسلم لخلخلته وإشاعة الفتنة فيه .
ومنجانب آخر كانت ضرورية لتحذير المسلمين من مزالق الطريق التي عثرت فيها أقدامالأمةالمستخلفة قبلهم , فحرمت مقام الخلافة , وسلبت شرف القيام على أمانة الله فيالأرض , ومنهجه لقيادة البشر . وقد تخللت هذه الحملة توجيهات ظاهرة وخفية للمسلمينلتحذيرهممن تلك المزالق كما سيجيء في الشطر الثاني منها .
وماكان أحوج الجماعة المسلمة في المدينة إلى هذه وتلك . وما أحوج الأمة المسلمةفيكل وقت إلى تملي هذه التوجيهات , وإلى دراسة هذا القرآن بالعين المفتوحة والحسالبصير , لتتلقى منه تعليمات القيادة الإلهية العلوية في معاركها التي تخوضها معأعدائهاالتقليديين ; ولتعرف منها كيف ترد على الكيد العميق الخبيث الذي يوجهونهإليهادائبين , بأخفى الوسائل , وأمكر الطرق . وما يملك قلب لم يهتد بنور الإيمان ,ولميتلق التوجيه من تلك القيادة المطلعة على السر والعلن والباطن والظاهر , أنيدركالمسالك والدروب الخفية الخبيثة التي يتدسس فيها ذلك الكيد الخبيث المريب . . .

توجيهات قرآنية لليهود:
(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم , وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإيايفارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم , ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروابآياتيثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتمتعلمون . وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبروتنسونأنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ? أفلا تعقلون ? واستعينوا بالصبر والصلاة ,وإنهالكبيرة إلا على الخاشعين . الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم , وأنهم إليهراجعون ).
إنالمستعرض لتاريخ بني إسرائيل ليأخذه العجب من فيض الآلاء التي أفاضها اللهعليهم , ومن الجحود المنكر المتكرر الذي قابلوا به هذا الفيض المدرار . . وهنايذكرهمالله بنعمته التي انعمها عليهم إجمالا , قبل البدء في تفصيل بعضها في الفقرالتالية . يذكرهم بها ليدعوهم بعدها إلى الوفاء بعهدهم معه - سبحانه - كي يتم عليهمالنعمةويمد لهم في الآلاء:
(يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم , وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم). .
فأيعهد هذا الذي يشار إليه في هذا المقام ? أهو العهد الأول , عهد الله لآدم: (فإما يأتينكم مني هدى , فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون . والذين كفرواوكذبوابآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). . ? أم هو العهد الكوني السابقعلىعهد الله هذا مع آدم . العهد المعقود بين فطرة الإنسان وبارئه:أن يعرفه ويعبدهوحدهلا شريك له . وهو العهد الذي لا يحتاج إلى بيان , ولا يحتاج إلى برهان , لأنفطرةالإنسان بذاتها تتجه إليه بأشواقها اللدنية , ولا يصدها عنه إلا الغوايةوالانحراف ? أم هو العهدالخاصالذي قطعه الله لإبراهيم جد إسرائيل .والذيسيجيء في سياق السورةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةوإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن , قال:إني جاعلكللناسإماما , قال:ومن ذريتي ? قال:لا ينال عهدي الظالمين). . ? أم هو العهد الخاصالذيقطعه الله على بني إسرائيل وقد رفع فوقهم الطور , وأمرهم أن يأخذوا ما فيهبقوةوالذي سيأتي ذكره في هذه الجولة ?
إنهذه العهود جميعا إن هي إلا عهد واحد في صميمها . إنه العهد بين الباريءوعبادهأن يصغوا قلوبهم إليه , وأن يسلموا أنفسهم كلها له . وهذا هو الدين الواحد .وهذاهو الإسلام الذي جاء به الرسل جميعا ; وسار موكب الإيمان يحمله شعارا له علىمدارالقرون .
ووفاءبهذا العهد يدعو الله بني إسرائيل أن يخافوه وحده وأن يفردوه بالخشية:
(وإياي فارهبون). .

............... ونواصل :

(59)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-16-2013, 02:40 PM   #86
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: (59)قرأت لك


أنا : العوضابي




" الإمام الشافعي نسبه ومولده "
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف. يلتقي الشافعي مع الرسول صلى الله ع
ليه وسلم في جَدِّه عبد مناف، فالإمام الشافعي (رحمه الله) قرشي أصيل. أمَّا أمُّه فإن أكثر من أرَّخ للشافعي أو ترجم له قد اتفقوا على أن أمَّه أزدية أو أسدية، فهي من قبيلة عربية أصيلة.
وقد وُلِد بغزَّة في شهر رجب سنةَ 150ه/ أغسطس 767م، ولما مات أبوه انتقلت به أمُّه إلى مكة؛ وذلك لأنهم كانوا فقراء، ولئلا يضيع نَسَبُه، ثم تنقَّل (رحمه الله) بين البلاد في طلب العلم.
وكان الإمام الشافعي (رحمه الله) رجلاً طويلاً، حسن الخلق، محببًا إلى الناس، نظيف الثياب، فصيح اللسان، شديد المهابة، كثير الإحسان إلى الخلق، وكان يستعمل الخضاب بالحمرة عملاً بالسنة، وكان جميل الصوت في القراءة.
ملامح من شخصية الإمام الشافعي وأخلاقه :
سعة علم الإمام الشافعي وفقهه:
لقد عُرف الإمام الشافعي بالنجابة والذكاء والعقل منذ أن كان صغيرًا، وشهد له بذلك الشيوخ من أهل مكة؛ قال الحميدي: "كان ابن عيينة، ومسلم بن خالد، وسعيد بن سالم، وعبد المجيد بن عبد العزيز، وشيوخ أهل مكة يصفون الشافعي ويعرفونه من صغره، مقدمًا عندهم بالذكاء والعقل والصيانة، لم يُعرف له صبوة ". وقال الربيع بن سليمان - تلميذ الشافعي وخادمه وراوي كتبه -: "لو وُزِن عقل الشافعي بنصف عقل أهل الأرض لرجحهم، ولو كان من بني إسرائيل لاحتاجوا إليه".
تقوى الإمام الشافعي وورعه وعبادته:
وكما كان الإمام الشافعي (رحمه الله) إمامًا في الاجتهاد والفقه، كان كذلك إمامًا في الإيمان والتقوى والورع والعبادة؛ فعن الربيع قال: "كان الشافعي قد جزّأ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول يكتب، والثلث الثاني يصلي، والثلث الثالث ينام". وكان رحمه الله لا يقرأ قرآنًا بالليل إلا في صلاة، يقول المزني: "ما رأيت الشافعي قرأ قرآنًا قَطُّ بالليل إلا وهو في الصلاة".
شيوخ الإمام الشافعي :
شيوخ الإمام الشافعي بالمدينة: الإمام مالك بن أنس، وإبراهيم بن سعد الأنصاري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وإبراهيم بن أبي يحيى، ومحمد بن سعيد بن أبي فديك، وعبد الله بن نافع الصائغ.
وشيوخ الإمام الشافعي باليمن: مطرف بن مازن، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وعمرو بن أبي سلمة صاحب الإمام الأوزاعي، ويحيى بن حسان.
شيوخ الإمام الشافعي بالعراق: وكيع بن الجراح، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفيان، وإسماعيل بن علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصريان.
تلامذة الإمام الشافعي :
نبغ على يد الإمام الشافعي كثير من الناس، في مقدمتهم أبو عبد الله أحمد بن حنبل، والحسن بن محمد الصباح الزعفراني، والحسين الكرابيسي، وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، وأبو محمد الربيع بن سليمان المرادي، والربيع بن سليمان الجيزي، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، وأبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله التجيبي، وأبو يوسف يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، وعبد الله بن الزبير الحميدي.
مؤلفات الإمام الشافعي :
لم يُعرف لإمام قبل الإمام الشافعي من المؤلفات في الأصول والفروع والفقه وأدلته، بل في التفسير والأدب ما عرف للشافعي كثرةً وبراعةً وإحكامًا؛ يقول ابن زُولاق: "صنف الشافعي نحوًا من مائتي جزء".
ولقد كان في سرعة التاليف مع الدقة والنضج والإتقان أعجوبة منقطع النظير، حتى إنه ربما أنجز كتابًا في نصف نهار. يقول يونس بن عبد الأعلى: "كان الشافعي يضع الكتاب من غدوة إلى الظهر".
ومن مؤلفاته رحمه الله:
كتاب (الرسالة) وهو أول كتاب وضع في أصول الفقه ومعرفة الناسخ من المنسوخ، بل هو أول كتاب في أصول الحديث. وألَّف كتابًا اسمه (جماع العلم)، دافع فيه عن السنة دفاعًا مجيدًا، وأثبت ضرورية حجية السنة في الشريعة. وكتاب (الأم)، و(الإملاء الصغير)، و(الأمالي الكبرى)، و(مختصر المزني)، و(مختصر البويطي)، وغيرها.
منهج الإمام الشافعي :
أخذ الإمام الشافعي بالمصالح المرسلة والاستصلاح، ولكن لم يسمها بهذا الاسم، وأدخلها ضمن القياس وشرحها شرحًا موسعًا. وكذلك كان الشافعي يأخذ بالعرف مثل مالك. وكان الشافعي يتمسك بالأحاديث الصحيحة، ويُعرِض عن الأخبار الواهية والموضوعة، واعتنى بذلك عناية فائقة؛ قال أبو زُرعة: "ما عند الشافعي حديث فيه غلط".
وقد وضع الشافعي في فن مصطلح الحديث مصطلحات كثيرة، لم يُسبَق إليها، مثل: الاتصال، والشاذ، والثقة، والفرق بين حدَّثنا وأخبرنا.
ما قيل عن الإمام الشافعي :
قال المزني: "ما رأيت أحسن وجهًا من الشافعي، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته". قال يونس بن عبد الأعلى: "لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي". وقال إسحاق بن راهويه: "لقيني أحمد بن حنبل بمكة، فقال: تعالَ حتى أريك رجلاً لم ترَ عيناك مثله. قال: فأقامني على الشافعي".
وقال أبو ثور الفقيه: "ما رأيت مثل الشافعي، ولا رأى مثل نفسه". وقال أبو داود: "ما أعلم للشافعي حديثًا خطأً".
من كلمات الإمام الشافعي :
- طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.
- من ضُحِكَ منه في مسألة لم ينسها أبدًا.
- من حضر مجلس العلم بلا محبرة وورق، كان كمن حضر الطاحون بغير قمح.
- من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل مقداره، ومن تعلم اللغة رقَّ طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.

وفاة الإمام الشافعي :
ألحَّ على الإمام الشافعي المرض وأذابه السقم ووقف الموت ببابه ينتظر انتهاء الأجل. وفي هذه الحال، دخل عليه تلميذه المزني فقال: كيف أصبحت؟ قال: "أصبحتُ من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقًا، ولكأس المنيَّة شاربًا، وعلى الله جلَّ ذكره واردًا، ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنِّئها، أو إلى النار فأعزِّيها"، ثم بكى.
وقد دُفِنَ الإمام الشافعي (رحمة الله تعالى عليه) بالقاهرة في أول شعبان، يوم الجمعة سنةَ 204ه/ 820م. وكان له ولدان ذكران وبنت، وكان قد تزوج من امرأة واحدة.

............... نتابع :

(60)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2013, 01:28 PM   #87
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(60)
فقه الخلاف والمناظرة عند الامام الشافعى :

إن الله سبحانه وتعالى قيض لهذه الأمة أعلاما أجلاء، وعلماء ربانيين، أفنوا أعمارهم في سبيل خدمة هذا الدين، وجعل الله لهم بذلك لسان صدق في الآخرين، ومن أولئك الأعلام الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، أحد أئمة المذاهب الأربعة الفقهية السنية المتبوعة، وأحد أبرز أعلام السنة المصونة، وصاحب كبرى مدرسة فقهية عرفتها الأمة الاسلامية.
والناظر في سير أولئك الأعلام يستفيد منهم علما ومنهجا ومسلكا، وقد تناولت الدراسات الكثيرة شخصية الإمام الشافعي فكتبت عنه مسالكه الفقهية والأصولية، وأبرزت علمه الحديثي والتفسيري، وبرز في أروقة القضايا النقدية أقوال للإمام الشافعي صارت مثلا عليا يقتدى بها ويستشهد بها من أمثال قوله: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" ومثل قوله: "ما ناظرت أحدا إلا وودت أن يظهر الله الحق على لسانه"
فاق الإمام الشافعي في المقدرة النقدية علماء زمانه، وألم بأساليب النقد البناء وأخلاقياته، يقول هارون بن سعيد: "لو أن الشافعي ناظر على هذا العمود الذي من حجارة بأنه من خشب لغلب لاقتداره على المناظرة" ومن مقدرته تلك أفاد الأمة الإسلامية في حياته، وأفادت منه الأمة من تراثه بعد وفاته.
لقد كانت حياة الإمام الشافعي في نهاية القرن الثاني الهجري، حين ظهرت الفرق والبدع في الساحة الإسلامية، وبرز في المدارس الفقهية مدرستان عظيمتان كان بين أتباعهما تشاجر يصل إلى العداوة في بعض الأحيان: (1) مدرسة الأثر والحديث برئاسة الإمام مالك في الحجاز، (2) مدرسة الفقهاء أو أصحاب الرأي بالعراق برئاسة الإمام أبي حنيفة وتلامذته، فجمع الله به بين الطائفتين، فقه مع العناية بالآثار والرواية، فرد على الطائفتين، رد على الإمام مالك وأهل الحجاز في تجريد السنة عن الفقه، ورد على الأحناف في تقديم القياس على النص، ووضع القواعد للأصول الفقهية وهو أول من دون في أصول الفقه لضبط الخلافات الفقهية، يقول الإمام أحمد: "ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي" فكان في العلماء بالمنزلة التي قال عنه الإمام أحمد"كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما من عوض" ومع أن مناظراته في العقيدة ومع أصحاب البدع قليلة بالنظر إلى مناظراته الفقهية فإن كتب التراجم والسير حفظت لنا الكثير من مناظراته العقدية أيضا، فرحم الله الإمام الشافعي وأدخله فسيح جناته.
منهجية النقد والخلاف لدى الإمام الشافعي :
أثر الخلاف على الأخوة والمودة :
قد يعتقد البعض أن المخالف لا بد وأن يبغضك، وأن البغض هو الذي حمله على المخالفة، ولكننا نقرأ في منهجية الإمام الشافعي النقدية خلاف ذلك، فقد ردّ على الإمام أبي حنيفة والإمام مالك وغيرهما مع ما أثبته من حبه لهما، واحتوى ديوانه الشعري على أبيات في مدح الإمامين، كما احتوى كتابه الأم على رد وافر لهما أيضا، يقول يونس الصدفي: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة" يعلق الذهبي على هذا فيقول: "هذا يدل على كمال عقل هذا الإمام وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون" وهكذا كان الإمام الشافعي واسع الأفق في القضايا النقدية، فهو وأن اختلف مع زميله في مسألة تبقى مسائل أخرى كثيرة يتفقون عليها يحافظ بها على أواصر الصداقة والأخوة والمحبة، ولو أننا التزمنا هذه المنهجية في نقدنا المعاصر لاحتوينا على الخلاف بين الأخوان، ولقل النزاع والشقاق بين الأخوة المتحابين.
منهجية اعتبار حجم الخلاف:
إن الخلاف على درجات متفاوتة، وليس الخلاف في العقيدة كالخلاف في الفروع الفقهية، وليس الخلاف على أمر مجمع عليه كالخلاف في مسائل يسوغ الخلاف فيها يقول محمد بن الحكم: "كان الشافعي بعد أن ناظر حفصا الفرد يكره الكلام، وكان يقول لأن يفتي العالم فيقال أخطأ العالم خير له من أن يتكلم فيقال زنديق، وما شيء أبغض علي من الكلام وأهله" ويعلق عليها الذهبي فيقول: "وهذا دال على أن مذهب أبي عبد الله أن الخطأ في الأصول ليس كالخطأ في الاجتهاد في الفروع" ويقول المزني: "سألت الشافعي عن مسألة من الكلام، فقال سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت أخطأت، ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت كفرت" كما أنه ليست كل قضية تستحق النقد، ولا كل ما يطرح من أفكار ورؤى تستحق المناقشة، ولا كل صاحب قضية أهلا للنقاش، فمن القضايا ما نقده السكوت عنه، وفي ذلك يقول الشافعي:
قل بما شئت في مسبة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب.
ويقول:
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
ومن هذا نستفيد أهمية أن يعرف العالم مكانته، ويصون علمه وما امتن الله عليه من الفقه أن يجاري بها السفهاء، وقد كانت عزة النفس من غير تكبر سمة أهل العلم فقد أخرج البخاري معلقا عن ربيعة بن عبد الرحمن " ربيعة الرأي" قوله: "لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه"
منهجية التثبت العلمي:
يقول الإمام الشافعي: "اجتمع علي أصحاب الحديث فسألوني أن أضع على كتاب أبي حنيفة، فقلت لا أعرف قولهم حتى أنظر في كتبهم، فأمرت فكتب لي كتب محمد بن الحسن، فنظرت فيها سنة حتى حفظتها ثم وضعت الكتاب البغدادي يعني الحجة" ويقول الإمام الشافعي: "أنفقت على كتب محمد بن الحسن ستين دينارا، ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديثا" يقول ابن حجرا يعني ردا عليه ومن التروي وعدم العجلة في الرد: قول الشافعي: " استخرت الله في الرد على مالك سنة" وهذا كله احتياط لجانب النقد، وإبراز لمكانة التثبت في النقد.
سمو الهدف للنقد، فليس النقد من أجل النقد، ولا من أجل الرياء والشهرة يقول الساجي " أن الشافعي إنما وضع الكتب على مالك أنه بلغه أن بالأندلس قلنسوة لمالك يستسقى بها، وكان يقال لهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون قال مالك، فقال الشافعي إن مالكا بشر يخطئ فدعاه ذلك إلى تصنيف الكتاب في اختلافه" ويقول عن نفسه رحمه الله: "يقولون إنما أخالفهم للدنيا، وكيف يكون ذلك والدنيا معهم، وإنما يريد الإنسان الدنيا لبطنه وفرجه، وقد منعت ما ألذ من المطاعم، ولا سبيل إلى النكاح، -يعني لما كان به من البواسير-، ولكن لست أخالف إلا من خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم"
منهجية الحرص على صواب المخالف: وهذه قل أن نجدها في غير أعلام الإسلام كالشافعي، فالحرص على توصيل الحق قد يوجد، ولكن الحرص على أن المخالف هو المصيب منهجية فريدة من الإمام، يروي الخلال عن الشافعي قوله: "ما ناظرت أحدا فأحببت أن يخطئ" يقول حسن الكرابيسي وهو أحد رواة المذهب القديم قال الإمام الشافعي: "ما ناظرت أحدا قط إلا أحببت أن يوفق أو يسدد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو على لسانه"
يقول الربيع سمعت الشافعي يقول: "ما عرضت الحجة على أحد فيقبلها إلا عظم في عيني، ولا عرضتها على أحد فردّها إلا سقط من عيني" ويقول: "ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلها مني إلا هبته، واعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني" ويقول: " ما ضحك من خطأ رجل إلا ثبت صوابه في قلبه"

……………نواصل:

(61)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-31-2013, 06:35 PM   #88
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: 061) قرأت لك


أنا : العوضابي




(61)

الفرق بين المسلم والإسلامى
يحدثنا فى ذلك شيخنا واستذنا الامام على الجفرى يقول : الحمد لله
كثر تناول مصطلح «الإسلامى» هذه الأيام على نحو هو أقرب إلى الفوضى منه إلى التناول الناضج.
والذى نعرفه هو أن الله تعالى قد أقرّ تسمية خليله إبراهيم عليه السلام لنا بالمسلمين وليس بالإسلاميين: {مِلّةَ أبِيكُم إبراهيمَ هو سمّاكم المسلمينَ مِن قَبْل}.
وقرأت للبعض أنه مصطلح دخيل ألصقه العلمانيون بمن يعملون لخدمة الإسلام.. ثم لاحظت أن إخوتى الذين يرون أنهم يعملون فى خدمة الإسلام قد تبنّوا هذا المصطلح فصرنا نسمع عن الإداريين الإسلاميين والاقتصاديين الإسلاميين والسياسيين الإسلاميين.
ووجدت من يدافع عن المصطلح ويراه صحيحاً من جهة اللغة والاستخدام فهو من وجهة نظره يُطلق على من ينتسب فى منطلقاته إلى الإسلام.
وقد علّق أحد الفضلاء على عبارة للفقير إلى الله حول الموضوع باستشهاده بقاعدة: «لا مشاحّة فى الاصطلاح»، وعلق أيضاً بأن المصطلح قديم، واستشهد بكتاب «مقالات الإسلاميين» لإمام أهل السنة ومجدد القرن الثالث الهجرى أبى الحسن الأشعرى رحمه الله.
فتوقفت مع تعليقه متأملاً مستفيداً وخرجت بنتيجتين..
الأولى: أن احترام قاعدة «لا مشاحّة فى الاصطلاح» تقتضى أنه لا بد من تحرير المصطلح ومعرفة المقصود به.
الثانية: أنه لا بد من النظر فى سياق استخدام الإمام الأشعرى للمصطلح.
أما الأولى وهى تحرير المصطلح فيكتنفه من الغموض ما يصعب معه إيجاد ضوابط حقيقية للاستخدام المعاصر للمصطلح.
فالجماعات التى تعمل باسم الإسلام اليوم بينها تباين كبير فى تعريف المصطلح حتى إنّ فئات من الذين يحملون لقب «الإسلاميين» يكفِّر بعضهم بعضاً!
فكبار مُنظّرى الجماعات التى تدّعى الجهاد يصرحون بتكفير الحكام الذين يحملون لقب «الإسلاميين» فى مصر وتونس والمغرب وغزة على أساس أنهم لم يحكموا بما أنزل الله!
والذين تمّ تكفيرهم يعدّون هؤلاء المنظرين من الخوارج، ووصل الخلاف بينهم فى غزة إلى الاقتتال!
والثورة الإيرانية تسمّت بالثورة «الإسلامية»، وحزب الله اللبنانى لقّب نفسه بالمقاومة «الإسلامية»، والجماعة «الإسلامية» فى مصر تعتبرهم كفاراً ومثلها الجماعة «الإسلامية» فى باكستان!
وحزب الإصلاح فى اليمن يقدم نفسه بصفته حزباً «إسلامياً» بينما اعتبرهم مقبل الوادعى شيخ السلفية فى اليمن زنادقة! وكلاهما متفق على اتهام حركة الحوثيين «الإسلامية» الزيدية بأنهم شيعة مجوس!
وهكذا هو الحال بين جبهة الإنقاذ فى الجزائر ومن يتسمون بالجهاديين!
بينما يَجمع العلمانيون والليبراليون هذه الجماعات التى لا تجتمع فى سلة واحدة ويسمونهم «الإسلاميين» ليحطّوا من قدرهم ويتخلّصوا منهم دفعة واحدة..
وهكذا يجد الباحث نفسه أمام فوضى لا يجد معها تحريراً معتمداً للمصطلح..
والحديث عن فوضى المصطلحات ليس من قبيل ترف التنظير بل هو أمر ضرورى لوضع اليد على الجذور الحقيقية للمشكلة.
أما النتيجة الثانية وهى السياق الذى استخدم فيه الإمام الأشعرى هذا المصطلح فى كتابه «مقالات الإسلاميين» فهو سياق مختلف تماماً عن السياق الذى ارتضاه المعاصرون ممن يسمون أنفسهم بالإسلاميين لأنه أطلقه على كل فرقة نسبت نفسها إلى الإسلام، وأخذ يجمع معتقداتهم من مصادرهم ليشكل بذلك مرصداً دقيقاً لمقولاتهم ومعتقداتهم يمكن به تمييز المسلمين من هذه الفِرَق الإسلامية عن غيرهم.
فتجده يذكر مقالات «الإسلاميين» من الشيعة الغالية الباطنية مثل «الجناحية» الذين يعتقدون بأن روح الله تجسدت فى آدم ثم تناسخت حتى حلّت فى إمامهم وأن إمامهم رب، ويذكر أنهم يكفرون بيوم القيامة.
و«المُغيرية» و«الخطابية» الذين يدّعون نبوة إمامهم و«المنصورية» الذين يعتقدون أن إمامهم هو ابن الله.
ويذكر مقالات «الإسلاميين» من الشيعة الإمامية من المفضلة والرافضة ويذكر مقالات «الإسلاميين» الزيدية وفرقهم المعتدلة والمتطرفة.
ثم يذكر مقالات «الإسلاميين» من الخوارج ومنهم «الأزارقة» الذين يكفّرون كل من لم يهجر المجتمع لينضم إليهم، و«النجدية» الذين يحكمون بالشرك على من يصر على الكذبة الصغيرة، و«الحمزية» الذين يرون وجوب قتال السلطان وكل من رضى بحكمه.
ثم يذكر مقالات «الإسلاميين» من المرجئة والمعتزلة والجهمية إلى آخر مقولات من سماهم الإمام بالإسلاميين.
والخلاصة أن الإمام الأشعرى فى القرن الثالث كان يطلق مصطلح «إسلامى» على كل من يدّعى أنه مسلم ولو كان يعتقد معتقدات كفرية..
وعليه فليس كلّ إسلامىّ عنده مسلماً!
وعليه فالمسلم عنده أرقى من الإسلامى!
هذا هو تحرير مصطلح «الإسلامى» فى القرن الثالث الهجرى وهو بلا شك مختلف اختلافاً كلياً عمّا يقصده «الإسلاميون» فى عصرنا.
لذا يبقى السؤال قائماً: ما المقصود بكلمة إسلامى؟
وإلى أن يتم تحرير المصطلح ويتضح المقصود منه أُعلن بأنى لست «إسلاميا» ولكننى مسلم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة.
{ومَنْ أحسنُ ديناً ممّن أسلمَ وجهَهُ للهِ وهو مُحسِنٌ واتّبعَ ملّةَ إبراهيمَ حنيفاً واتخذَ اللهُ إبراهيمَ خليلاً * وللهِ ما فى السماواتِ وما فى الأرضِ وكانَ اللهُ بكلِّ شىءٍ محيطاً}.
{ومَنْ أحسنُ قولاً ممّن دعا إلى اللهِ وعَمِلَ صالحاً وقالَ إنّنى منَ المسلمين}.
يا ذا الجلال والإكرام أحينى مسلما وتوفنى مسلما وألحقنى بالصالحين.

...............نتابع :

(62)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-06-2013, 11:00 AM   #89
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re:(62) قرأت لك


أنا : العوضابي




(62)
الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة
إن إقامة العدل وأداء الحقوق لأهلها من أسباب بقاء الدول وتفوقها وغلبتها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة (الحسبة): الجزاء في الدنيا متفق عليه عند أهل الأرض، فإن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة، ولهذا يروى: "الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة" اه.
ويروى أنه لما سمع عمرو بن العاص المستوردَ بن شدادَ يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " تقوم الساعة والروم أكثر الناس." قال له عمرو: " أبصر ما تقول؟ " فقال المستورد: " أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم." فقال عمرو: " لئن قلت ذلك؛ إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك. "
رواه مسلم.
فكأنَّ عمراً رضي الله عنه يحكم بأن هذه الخصال هي السبب في بقائهم وكثرتهم، وفي المقابل يكون الظلم وتضييع الأمانة وإهدار الحقوق هي معالم الخراب والهزيمة، وهذا أصل مقرر في علم الاجتماع، وقد عقد له ابن خلدون في مقدمته فصلا بعنوان:
(الظلم مؤذن بخراب العمران).
والمقصود أن الأمم الكافرة إن توفرت على معالم قيام الدول ونهضتها أقامها الله وجازاها بجنس عملها، ولا يظلم ربك أحدا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة، يعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها. "
(رواه مسلم. )
فالله تعالى يعطيهم في الدنيا ما يستحقونه باعتبار ما عندهم من خير وما يبذلونه من حق.
فهذا جانب، وهناك جانب آخر لا يصح إغفاله في هذه القضية، وهو أن الله تعالى قد ينصر أمة كافرة على أمة مسلمة ؛ عقوبة لها على معاصيها، وشاهد هذا ما حصل في غزوة أحد، كما قال تعالى: (( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ {آل عمران: 152}.
وقد ذكر ابن كثير في حوادث سنة خمس عشرة وستمائة أن المعظم أعاد ضمان القيان والخمور والمغنيات وغير ذلك من الفواحش والمنكرات التي كان أبوه قد أبطلها، بحيث إنه لم يكن أحد يتجاسر أن ينقل ملء كف خمر إلى دمشق إلا بالحيلة الخفية، فجزى الله العادل خيرا، ولا جزى المعظم خيرا على ما فعل، واعتذر المعظم في ذلك بأنه إنما صنع هذا المنكر لقلة الأموال على الجند واحتياجهم إلى النفقات في قتال الفرنج. ثم علق ابن كثير على ذلك فقال: " وهذا من جهله وقلة دينه وعدم معرفته بالأمور؛ فإن هذا الصنيع يديل عليهم الأعداء وينصرهم عليهم، ويتمكن منهم الداء ويثبط الجند عن القتال فيولون بسببه الأدبار، وهذا مما يدمر ويخرب الديار ويديل الدول"... كما في الأثر: " إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني. وهذا ظاهر لا يخفى على فطن " اه.
وقال الدكتور/ ربيع بن محمد بن علي في كتابه (الغارة على العالم الإسلامي): الأمة الواعية كذلك هي التي تدرك أنها بتجرئها على المعاصي وابتعادها عن منهج إسلامها وشريعة خالقها، تجلب عليها سخط الله الذي قد يتسبب في أن يبعث عليها من يسومها- بسبب معاصيها- سوء العذاب، وفي الأثر أن بعض أنبياء بني إسرائيل نظر إلى ما يصنع بهم بختنصر من إذلال وقهر وإبادة وقتل وتشريد فقال: (بما كسبَتْ أيدينا سلطتَ علينا من لا يعرفك ولا يرحمنا). وذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض أنه قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه: (إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني) اه.
الصدوع بكلمة الحق واجب شرعى :
إن الأمة إذا لم تحاسب الحاكم إن أساء، ولم تأخذ على يديه إن ظلم، ولم تقف في وجه انحرافه وفساده، فإنّ ذلك سيجعله يتمادى في ظلمه وبغيه وطغيانه، ويمدّ في عمر نظامه الفاسد. وكلما صفقت الأمة للحاكم رغم ظلمه، أو هتفت باسمه رغم فساده، فإنه يزداد عنجهية ويتمادى في ظلمه وبغيه وعدوانه.
لذلك، فإن من علامات الحيوية في الأمة أن تحاسب الحاكم بقوة إذا أفسد أو ظلم، وأن تقف في وجهه إن طغى وبغى، فإن لم تفعل، فقد تودّع منها.
عن أبي بكر الصديق قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقابه". وفي رواية قال: "إنّ النّاس إذا رَأَوُا الْمُنْكَرَ لاَ يُغَيِّرُونَهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بعقابه". وفي رواية أخرى: "إن أمّتي إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه يوشك أن يعمهم الله منه بعقابه".
وعن عدي بن عميرة أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الخاصّة والعامّة". وفي رواية عن العرس بن عميرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة".
لقد ضرب الله سبحانه لنا مثلاً عن فرعون الذي كان طاغية عصره، فبغى وظلم، وادعى لنفسه الألوهية {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى} (النازعات: 15 -24) وأعطى لنفسه سلطة التدخل في فكر الناس وعقولهم، وجعل نفسه مركز الكون، فلا فعل بدون إذنه، ولا قول بدون إذنه، بل ولا تفكير بدون إذنه؛ لذلك صاح قائلاً عندما آمن السحرة برب العالمين: { آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ }.
لقد طغى فرعون في الأرض وتجبّر، إلا أنّ قومه كانوا يصفقون له، رهبة ورغبة، فيوافقونه في أعماله، ويظهرون له الولاء، ويطيعونه رغم إفساده في الأرض؛ فكانت مظاهر الخنوع هذه مدعاة له لأن يستخف بهؤلاء القوم الذين أطاعوه في المنكر، فلا يقيم لهم وزناً، ولا يعبأ بوجودهم، فازداد طغياناً وتجبراً.
إن سكوت قوم فرعون عن ظلمه وطغيانه وكفره، جعلهم من الفاسقين؛ لأنهم أطاعوه في ظلم وكفر. {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ}.
ولم يقف الأمر عند حدّ تفسيقهم، بل عمّهم العقاب، فأغرقهم الله أجمعين: فرعون الطاغية، وزبانيته، وكذلك قومه الذين سكتوا عن طغيانه وكفره. {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ. فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ}.
إنّ ما حدث لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم وطاغية في كل زمان ومكان، وهو أيضاً عبرة لكل شيطان أخرس، ولكل ساكت عن الظلم.
لذلك، فإن على الأمة أن تتحرك لقلع جذور الظلم والطغيان، ويحرم عليها السكوت عن الكفر البواح، لأنّ السكوت لا يغير من واقعها المرير، بل يزيد الظالم جرأة على دين الله وعلى طغيانه وبغيه.
إنّ الأمة الإسلامية أمة قوية بإيمانها، فإذا جمعت أمرها ووحدت كلمتها، قدرت على إحداث التغيير. عن عبيد الله بن جرير عن أبيه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعزّ وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب». وفي رواية: «ما من قوم يعمل بين أظهرهم بالمعاصي هم أعزّ منهم وأمنع لم يغيروا إلا أصابهم الله منه بعقاب». وورد في رواية بلفظ: « عن جرير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي، يقدرون على أن يغيروا عليه، فلا يغيروا، إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا».

............... ونواصل :

(63)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2013, 05:02 PM   #90
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(63)
من أين تنشأ عمومية العقاب :
فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنّ تحقق الاستطاعة في بعض أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يكون بالجمع. قال الحافظ المناوي في شرح هذا الحديث: "لأن من لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالباً، فتركهم له رضاً بالمحرمات وعمومها، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح".
ولا نجانب الصواب إذا قلنا، إنّ في هذا الحديث وغيره من الأحاديث التي توجب على العامة التغيير، ما يدلّ على أنّ من المنكرات، كمنكرات الحكام، ما يلزمه الثورة العامة والعصيان من الأمة حتى تغيره؛ لأنّها قوية بربها، وقوية بجمعها.

كيف تتعامل مع الحاكم الظالم
· جاء عنه صلى الله عليه وسلم : " الساكت عن الحق شيطان أخرص . " ........ انالخضوع والخنوع أمام ولاة الأمر الظلمة , ليس من شأن المسلم , .......فالمسلم الحقيقى لا يقبل ذلك ,..... لأن دينه وعقيده يمنعانه ,..... فكيف يرضى أو يهدأ له بال , وهو يرى الحاكم يعيس فى الأرض فسادا , ويتعرض الناس من جراء ذلك للقهر والذل والمهانه ثم يسكت عن ذلك ويخنع ؟؟؟ ....... كلا ثم كلا فليس هذا من شيمت المسلم الحقيقى .
· كيفية التعبير ونقد الحكام :
ينبغى على المسلم أن لا يبتغي من عملية نقده الاّ : " وجه الله تعالى".... بمعنى أن يكون نقده قائم على البراءة , والنزاهة , وأن يكون متجردا تماما من الأغراض السياسية , والدوافع الشخصية ,.... هذه هى شيمة المسلم الحقيقى , لأن رايده فى ذلك كله هو ابتغاء وجه الله , وحب هذا الدين الذى هو مصدر كل خير وسعادة وقوة , وأن يكون قدوته فى تحركه وجهادة فى ذلك هو: " رسولنا الأعظم , وصحابته الكرام "....... من اخلاص عظيم لدين الله , والعمل للآخرة , فى ظل روح الايمان والاحتساب لله تعالى , ........ فهذا هو النقد العلمى الذى يكون دافعه ورائده الاأول والأخير هو : " الاخلاص الشديد بدافع الاشفاق والنصيحة لله ولرسوله ولدينه "
· حقيقة انها كلمة حق نقولها عند سلطان جائر , كما أمرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " كلمة حق عند سلطان جائر أفضل من الجهاد " وأكدها بعده أمير المؤمنين سيدنا وحبيبنا عمر بن الخطاب رضى الله عندما قال : " لاخير فيهم اذ لم يقولوها , ولا خير فينا اذ لم نقبل . "........ اذن : " القول " هنا يصبح واجب شرعي , وسلوك اسلامى , ولكن فى ايطار الآداب والسلوك المنضبطة والموجه لخدمة الدين , وبعيدا عن سلوكيات الأحقاد والدوافع الشخصية .
· والحاكم المعنى هنا هو ذاك الذى يستبد بالأمر والنهى ويعتبر نفسه غنيا عن الاستناد الى الكتاب والسنة ومعصوما من الخطايا وبريئا من العيوب والنقيصة , ويصبح أمره واجب الامتثال والطاعة كأنّه أمر منزل ,......... فتنقاد له الرعية طوعا أو كرها وتمتثل لأوامه الجائرة والظالمة , دون اعتراض , ..... بل خضوع واستسلام .
· أو ذاك الذى منقاد فى عمله بمقتضى تعاليم وموجهات خضع لها فى سنى شبابه المبكر , ومن ثم يعد نفسه بقتضى ذلك أنه : " صفوة الله من خلقه " ...... لذا لا يخطر بباله أبدا ولا يرى أن ما يقوم به ويقترفه فى حق البلاد والعباد من : " قتل وتشريد ونهب للمال العام , وكافة الجرائم والموبقات المخالفة والمغائرة لكل الشرايع السماوية والأرضية , ..... كل ذلك يعد فى نظره عبادة : " يتقرب بها الى الله "
· فماذا يعنى ذلك ؟؟؟ ....... يعنى أننا أمام حالة – ( القبول والاستكانة للظلم ) - تتجافى وتبعد تماما عن الدعوة المتمثلة فى قوله تعالى : (( ألاّ نعبد الاّ الله ولا نشرك به شيئا ولا نتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله . ))
· فهل هناك على ظهر هذه البسيطة نظام حكم , أكثر شرا , وبلاءا , وفتنة , واستبدادا فى الأرض , وبغيا على الرعية يماثل حكم الشموليات البغيضة ؟؟؟؟؟؟؟

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2013, 05:57 PM   #91
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: )64) قرأت لك


أنا : العوضابي




(64)


دور العلماء فى اسداء النصح للولاة :
" فقد آن الآوان لأن يتحرر العلماء والمفكرون من سلطان الجهات الرسمية , ويتوقف كيل المديح فى حياتنا , والتصفيق للخطأ والصواب على حدّ سواء , ليمكننا بذلك أن نقول كلمة : " الحق " بالتى هى أحسن فيكون لها أثرها وتأثيرها , وقد يكون المسئول فى السلطة أحوج الى الذى يبصره بأخطاءه , من الذى يصفق ويطبل لها حتى تحيط به خطيئته , لذلك كان شعار علمائنا العاملين : " لو كان عندى نصيحة لادّخرتها للحاكم لأن نفعها يعم الناس . "
والنصح انما يكون بالتحذير من الخطأ , والتبصير بالصواب , ....... ولا شك أن الحرية هى المناخ الصحيح , والشرط الضرورى لمعالجة مشكلات العالم الاسلامى , ..... حتى ليمكننا أن نغزو واقع التخلف , وصور العجز والانكسار , وانعدام الكفاءات وهجرتها , وغياب القدرات , واختفاء ملكات الابداع , مردّها جميعا الى : " الاستبداد السياسى" الذى يتحكم بكثير من عالم المسلمين بل لعل مخططوا السياسة الدولية , أدركوا هذه الحقيقة فى عالم المسلمين , وعملوا على تكريسها بوسائل مختلفة , وبأشكال شتى , ولسوف تبقى أزمة التخلف , وانعدام الابداع , وعدم تلمس وسائل التقدم , من لوازم الاستبداد السياسى , لأنه يقتل الكفاءات , ويعتمد الولاءات , ويخادع نفسه بالاستقرار الموهوم حتى لو روج لذلك فى بعض الأحيان بفلسفات تحتمى بمظلة الاسلام .


(بتصرف من كلمة مجلة الأمة عدد أكتوبر 1984 . )



............... نتابع :

(65)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-27-2013, 12:48 PM   #92
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(65)

" كلام في الحوار: روحه وأدبه وفنّه "
"الحسن بن طلال "

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجلبنى داراً فأتمها إلا موضع لبنة واحدة، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة».

هنالك قيم إنسانية مشتركة ليست أمراً خاصاً بأي ديانة بعينها، وإنما تمثل شأناً عالمياً، لكل الديانات فيه نصيب. ويكون التمسك بها طوق النجاة بالنسبة إلينا جميعاً. إن التأمل في الطبيعة الإنسانية وإخضاعها للدراسة يكشفان لنا امتداد الضمير الإنساني. توجد طرق بناءة في التفاعل مع الآخر ومع الحياة بشكل عام، وهي طرق روحية وإنسانية وعالمية تتخطى الحواجز الدينية والسياسية والعرقية لتكشف عن إنسانية مشتركة واحدة , إن مد جسور التواصل أو إيجاد نقاط تقاطع بين الأديان إنما يتم عن طريق الحوار المعمق والصريح الذي يؤدي إلى اكتشاف مناطق مشتركة يمكن البناء عليها من أجل التوصل إلى سلام حقيقي بين الأديان وتجاوز مرحلة الصراعات الطائفية والحروب. لا بد من الحوار على النطاق الواسع وليس الضيق من أجل استتباب السلام في العالم.
هنالك قواعد سلوكية ترشدنا إذا أردنا أنننخرط بفاعلية في عملية الحوار مع أتباع الديانات:
التأكيد على أهمية التوافق بين المعتقدات الدينية والجوانب العملية، البدء بالقواسم المشتركة، الأخذ بالحسبان تأثير حركة التنوير الأوروبية على الأديان، الأخذ بمبدأ عدم الإكراه :
إقرار حق الفرد في إعلان دينه، إعادة النظر في محتوى مناهج التربية والتعليم، ضمان الانسياب الحر للمعلومات، النظر في التراث والتاريخ والاجتهادات الخاصة بديانة الفرد وديانة الآخر، وضع أطر مناسبة لتفهم الاختلافات في الرأي، قبول النهوض بمسؤولية الأقوال والأفعال على كل الصعد، الإقرار بالأبعاد السياسية والاقتصادية لحوار الديانات.
يعيش العرب والمسلمون اليوم أزمة لها جانبان: الفكري الروحي والمادي أو الاقتصادي. وأي تغيير يلوح في الأفق لا بد أن يأتي عن طريق الفكر أولاً قبل أن يترجم على أرض الواقع. ففي عصر العولمة لم تعد مسألة الإسلام شأناً داخلياً يخص المسلمين وحدهم، بل أصبحت تشغل العالم كله. وتعالت الأصوات التي تبث القلق من تناميتيار التطرف في العالم الإسلامي. لقد شوهت الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بسبب الأحداث الإرهابية التي ارتكبتها بعض الفئات والتي يبدو أنها - بكل أسف - (أقنعتالعالم بأن دين الإسلام ذو روح عدوانية، وأنه يختلف جوهرياً وأصلياً عن كل الأديانالأخرى. (
لقد وردت كلمة السلم أو السلام في القرآن الكريم تسعاً وأربعين مرة، كما تعددت الآيات التي تدعو إلى التسامح وعدم الإكراه في الدين. فالروح العامة للنص القرآني هي روح الرحمة والتسامح والمغفرة. ولا يجوز إطلاقاً أن نقلل من أهمية هذا البعد أو نغفل عنه كما تفعل الحركات المتطرفة حالياً. لذلك، لا بد أن نفرق بالنسبة الى الدين بين جوهره الروحاني والأخلاقي الذي يتعالى على كل شيء وبين الإيديولوجيات المتطرفة التي تدعي الانتساب إليه، وهي في الواقع تخون جوهر رسالتهوتشوهها. إن جميع الأديان تحتوي على مبادئ نبيلة وتدعو إلى محبة الآخر، لكن هنالك المبادئ السامية من جهة والتطبيق العملي على أرض الواقع من جهة أخرى. إن الحديث في وسائل الإعلام الغربي عن التيار الإسلامي المتطرف أمر بالغ الخطورة لأنه يوهم الجمهور بأن المسلمين كافة ينتمون إلى هذا التيار. وقد أصبحت الحروب الدعائية تشن على الإسلام: تكرار الحديث عن «الإسلام الفاشي»، الكلام عن «صدام الحضارات » وكأنه نبوءة محققة، الحاجة إلى خوض حرب جديدة أو «حملة صليبية» جديدة أو حرب نووية يكون فيها خلاص العالم المتحضر. هذه أمثلة تظهر بوضوح توظيف الدين من أجل تحقيقمآرب سياسية.
الإسلام هو دين العقل والتفكير الحر، لا دين الاستسلام للخرافات والتعصب الأعمى. ولا بد من أن يصبح التدين مستبطناً من الداخل، فيكون الوازع الأخلاقي نابعاً من داخل الإنسان، ويترسخ الضمير الأخلاقي الصارم في الضمير الجماعي. نحن بحاجة إلى الإيمان المستنير الروحاني إلى أقصى الحدود، الذي يدعو إلى الحوار بين أتباع الأديان على أساس الاحترام المتبادل بين الثقافات والمعتقدات.
إن العقل قوة فاعلة تحرك الإنسان على الفعل، ولا يجوز فصل العقل عن الفعل. فالقدرة على تعقل الأشياء لا تنمو وتنضج باستقلال عن الشروط الاجتماعية وبمعزل عن القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية. فالمبدأ العقلاني يقضي باختيار الوسائل الكفيلة بتحقيق الغايات والمصالح المعنية. يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكىمنه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». لا بد من تهيئة الظروف التي تمكن المسلمين من ممارسة هذه القيم السامية بكل حرية من خلال دعم المؤسسات الدينية وتفعيلها، لا تحجيم دورها وقطع السبل أمامها بدعوى تجفيف منابع الإرهاب. وإذا كان الإسلام يعلي من مكانة العقل، فإنه كذلك يعلي من شأن الحوار مع الآخر وإقناعه بالطرق السلمية الحضارية: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتيهي أحسن»، (سورة النحل: الآية 125)، حيث يكون التركيز على قوة الأفكار، لا على حرب الأفكار. وفي هذا الإطار حرصت على دعم الحوار والتواصل مع الآخر وتفعيلهما، وتطوير العلاقات مع الآخر من خلال العمل المشترك في سبيل القضايا الإنسانية. فهنالك ثلاثة مخاوف أو أنواع من الرهاب، يجب على الإنسان التغلب عليها: الخوف من الآخر الذي مبعثه عدم الفهم والجهل بمبادئ ثقافة الآخر ومعتقداته، والخوف من المجتمع وردود الفعل إزاء آراء الفرد وأفكاره، والخوف من السلام بحيث لا نقدم على تحقيقه خوفاً من تبعاته، لا من الحرب وتداعياتها.


............. نتابع :


(66)


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2014, 01:36 PM   #93
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




" قصة اليهود مع بداية الدعوة الاسلامية . "
سورة البقرة :
لقدكان اليهود هم أول من اصطدم بالدعوة في المدينة ; وكان لهذا الاصطدام أسبابهالكثيرة . . كان لليهود في يثرب مركز ممتاز بسبب أنهم أهل كتاب بين الأميين منالعرب - الأوس والخزرج - ومع أن مشركي العرب لم يظهروا ميلا لاعتناق ديانة أهلالكتابهؤلاء , إلا أنهم كانوا يعدونهم أعلم منهم وأحكم بسبب ما لديهم من كتاب . ثمكانهنالك ظرف موات لليهود فيما بين الأوس والخزرج من فرقة وخصام - وهي البيئة التييجداليهود دائما لهم فيها عملا ! - فلما أن جاء الإسلام سلبهم هذه المزايا جميعا . . فلقد جاء بكتاب مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه . ثم إنه أزال الفرقةالتيكانوا ينفذون من خلالها للدس والكيد وجر المغانم , ووحد الصف الإسلامي الذي ضمالأوسوالخزرج , وقد أصبحوا منذ اليوم يعرفونبالأنصار , إلى المهاجرين , وألف منهم جميعا ذلك المجتمع المسلم المتضام المتراص الذي لم تعهد له البشرية منقبلولا من بعد نظيرا على الإطلاق .
ولقدكان اليهود يزعمون أنهم : " شعب الله المختار " وأن فيهم الرسالة والكتاب .فكانوايتطلعون أن يكون الرسول الأخير فيهم كما توقعوا دائما . فلما أن جاء منالعربظلوا يتوقعون أن يعتبرهم خارج نطاق دعوته , وأن يقصر الدعوة على الأميين منالعرب ! فلما وجدوه يدعوهم - أول من يدعو - إلى كتاب الله , بحكم أنهم أعرف به منالمشركين , وأجدر بالاستجابة له من المشركين . . أخذتهم العزة بالإثم , وعدوا توجيهالدعوةإليهم : " إهانة واستطالة " !!!!!!!
ثمإنهم حسدوا النبي [ ص ] حسدا شديدا . حسدوه مرتين: مرة لأن الله اختاره وأنزلعليهالكتاب - وهم لم يكونوا يشكون في صحته - وحسدوه لما لقيه من نجاح سريع شامل فيمحيطالمدينة .
علىأنه كان هناك سبب آخر لحنقهم ولموقفهم من الإسلام موقف العداء والهجوم منذالأيامالأولى: ذلك هو شعورهم بالخطر من عزلهم عن المجتمع المدني الذي كانوا يزاولونفيهالقيادة العقلية والتجارة الرابحة والربا المضاعف ! هذا أو يستجيبوا للدعوةالجديدة . ويذوبوا في المجتمع الإسلامي . وهما أمران - في تقديرهم - أحلاهما مر !
لهذاكله وقف اليهود من الدعوة الإسلامية هذا الموقف الذي تصفه سورة البقرة , [وسورغيرها كثيرة ] في تفصيل دقيق , نقتطف هنا بعض الآيات التي تشير إليه . . جاءفيمقدمة الحديث عن بني إسرائيل هذ النداء العلوي لهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةيا بني إسرائيل اذكروا نعمتيالتيأنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون . وآمنوا بما أنزلت مصدقالمامعكم . ولا تكونوا أول كافر به , ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا , وإياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . وأقيموا الصلاة وآتواالزكاةواركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ? وأنتم تتلونالكتاب ? أفلا تعقلون ?). . وبعد تذكيرهم طويلا بمواقفهم مع نبيهم موسى - عليهالسلام - وجحودهم لنعم الله عليهم , وفسوقهم عن كتابهم وشريعتهم . . ونكثهم لعهداللهمعهم . . جاء في سياق الخطاب لتحذير المسلمين منهمنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أفتطمعون أن يؤمنوا لكموقدكان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ? وإذالقواالذين آمنوا قالوا:آمنا , وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا:أتحدثونهم بما فتحاللهعليكم ليحاجوكم به عند ربكم ? أفلا تعقلون ?). .( وقالوا:لن تمسنا النار إلاأيامامعدودة . قل:أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ? أم تقولون على اللهمالا تعلمون ?). .( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبليستفتحونعلى الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به , فلعنة الله علىالكافرين). . . (وإذا قيل لهم:آمنوا بما أنزل الله . قالوا:نؤمن بما أنزل علينا ,ويكفرونبما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم). . .( ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقلمامعهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون) ..... ( ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير منربكم). . . (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عندأنفسهممن بعد ما تبين لهم الحق). . . (وقالوا:لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى . تلك أمانيهم). . . (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم). . .الخالخ .
وكانتمعجزة القرآن الخالدة أن صفتهم التي دمغهم بها هي الصفة الملازمة لهم فيكلأجيالهم من قبل لإسلامومن بعده إلى يومنا هذا . مما جعلالقرآنيخاطبهم - في عهد النبي [ ص ] كما لو كانوا هم أنفسهم الذين كانوا على عهدموسى - عليه السلام - وعلى عهود خلفائه من أنبيائهم باعتبارهم جبلة واحدة . سماتهمهيهي , ودورهم هو هو , وموقفهم من الحق, والخلق , هو موقفهم على مدار الزمان ! ومن ثميكثرالالتفات في السياق من خطاب قوم موسى , إلى خطاب اليهود في المدينة , إلى خطابأجيالبين هذين الجيلين . ومن ثم تبقى كلمات القرآن حية كأنما تواجه موقف الأمةالمسلمةاليوم وموقف اليهود منها . وتتحدث عن استقبال يهود لهذه العقيدة ولهذهالدعوةاليوم , وغدا كما استقبلتها بالأمس تماما ! وكأن هذه الكلمات الخالدة هيالتنبيهالحاضر والتحذير الدائم للأمة المسلمة , تجاه أعدائها الذين واجهوا أسلافهابمايواجهونها اليوم به من دس وكيد , وحرب منوعة المظاهر , متحدة العقيدة !

................نواصل قصة اليهود :

(57)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-03-2014, 01:59 PM   #94
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




عذرا الحلقة أعلاه نزلت مكررة بالخأ وفينا يلى الحلقة :





(66)
إن الحرص على الحوار الهادف والتواصل مع الذات ومع الآخر يبدد هذه المخاوف ويفسح المجال أمام العمل الجاد على تحقيق السلام ورأب الصدع بين أتباع الديانات والثقافات، كما يعزز قنوات الاتصال بين العامة والمثقفين في وجه مظاهر الانفصال والتهميش والعزلة. إن مشروع «هيئة المئة مفكرمسلم»، الذي تم إطلاقه قبل بضعة أشهر، يحاول أن يحقق هذه الغاية من خلال التصدي للقضايا الملحة التي تؤثر على المسلمين في العالم عن طريق اللجوء إلى الحوار السلمي والنقاش الهادف.
كما أشير في هذا السياق إلى المشروع الذي تبنته مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات الخاص بنشر الكتب السّماوية الثلاثة معاً بلغاتها الأصلية التي كتبت بها، من أجل استعمالها كأساس لإصدار فهرس مقارن للقيم. أضف إلى ذلك الجهود الحثيثة التي بذلت فيما يتصل بالحوار من قبل المنتدى الإسلاميالعالمي والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، وما تم إنجازه في مجال إيصال رسالة الإسلام الحقيقية السمحة إلى غير المسلمين عن طريق تعزيز الحوار وتأكيد القيم الإنسانية العالمية المشتركة.

إن تحقيق الاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات يقتضي وجوب معاملة أفكار الآخرين واعتقاداتهم بالاحترام نفسه الذي نريد منهم أن يعاملوا به أفكارنا واعتقاداتنا. فالاحترام المتبادل يعزز أسس التعددية، ويفعّل التضامن والتكافل بين شرائح المجتمع. ولا بد أن ترتكز معرفة الآخر على دراسة تراثه وثقافته استناداً إلى المعلومات المتاحة بكل حرية. إننا نعيش فيعصر يشهد انسياباً حراً للمعلومات، ويجب ألا نعمد إلى التعامل معها بصورة انتقائيةتؤدي إلى إساءة فهم الآخر وثقافته ودينه وتقوض المحاولات الجادة من أجل تأكيد نقاطالالتقاء بين الديانات والثقافات. أشير هنا إلى البيان الذي أصدره المسلمون الأوروبيون هذا العام، مناشدين الجمهور الأوروبي التوقف عند مصطلح « ارهاب الإسلام» وعدم إشاعة استعماله، وضرورة تجنب اللجوء إلى إطلاق التعميمات على كل المسلمين استناداً إلى وقائع معينة مورست من بعضهم.

تعاني شعوب العالم العربي والإسلامي من أشكال الانقسام والتناقض والمفارقة، سواء في دار الحرب أو دار السلام أو دار الصلح، في الوطن تحت وطأة الفقر والظلم والاحتلال والتهميش، وفي المهجر حيث مظاهر التمييز ومشكلة الاندماج. لذلك تبرز الحاجة إلى وضع ميثاق استقرار إقليمي، وصياغة استراتيجية للتواصل والاتصال في ما بيننا ومع الآخر. وما جرى ويجري الآنمن أحداث مأسوية في العراق وفلسطين ولبنان والسودان والقرن الإفريقي ينذر بكوارثوأخطار جسيمة يجب التصدي لها عن طريق دعم مسار التعاون الإقليمي في مجال تنميةالبيئة الطبيعية والإنسانية، وتفعيل الموارد الاقتصادية لما يحقق حاجاتالإنسان المادية والروحية ويحقق له سبل العيش الكريم. نحن، أي الحكومات والأفراد، في أمس الحاجة إلى نشر ثقافة الانضواء تحت مظلة القانون الإنساني الدولي، متمسكين، في الوقت نفسه، بهويتنا العربية الإسلامية وقيمنا الحضارية. وفي العام القادم، تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى الستين لقيام مؤسساتها التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية. وهي فرصة من أجل إعادة تعريف الأولويات الاستراتيجية لأقاليمها بما يكفل للإنسان احترامه وكرامته، ويحافظ على البيئة ومواردها المهددة.

لا بد من تفعيل الدور الإسلامي والعربي في التعامل مع الأزمات التي تشهدها بعض دول العالم الإسلامي، أزمة دارفور على سبيل المثال. وقد دعوت مؤخراً إلى تأسيس لجنة عربية إسلامية من أجل التضامن مع اقليم دارفور وسكانه. كما دعوت غير مرة إلى تأسيس صندوق عالمي فوق قطري وعبر قطري للزكاة، تديره كفاءات الأمة أينما كانت. مثل هذا الصندوق يمكن توظيفه في الشؤون الإنسانية من دون أية غاية عقائدية. كما يمكن تأليف فرق سلام تستطيع أن تساهم في حملات الإغاثة وقت الحاجة، ووضع الاعتبارات الإنسانية وإعادة الإعمار فوق أي اعتبارات سياسية.

في إطار الحضارة الإسلامية، ازدهر في فترة من الفترات التيار العقلاني والإنساني المنفتح على العلوم الدنيوية والعقلانية: سواء في مجال الفلسفة أم الأدب. أذكر هنا الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد، كما أشير إلى ابن حزم الأندلسي مؤسس المذهب الظاهري الذي كان من أوائل من نقد الفكر المسيحي واليهودي في كتابه الضخم «الفصل في المللوالأهواء والنحل»، إضافة إلى الأدباء الذين نشروا موضوعات الفلسفة وزادوا من دائرة تأثيرها عن طريق استعمال المنهجية الجمالية. وأكبر مثال على ذلك أبو حيان التوحيدي الذي وصف بأنه «فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة». فلم يكن فهم أولئك للدين قمعياًولا إرهابياً ولا مذهبياً ضيقاً. لقد كانت لديهم قيم إنسانية تحترم كرامة الإنسان وتثق به وبملكاته وقدرته على الإبداع والتفكير الخلاق وفعل الخير وتحقيق الجمال والسعادة على هذه الأرض. نحن الآن في أمس الحاجة إلى هذه الرؤيا الإنسانية. قال أحد كبار المفكرين الإنسانيين في إيطاليا بيك الميراندولي (1486): « قرأت في كتب العرببأننا لا يمكن أن نجد على سطح الأرض كائناً أنبل ولا أكثر روعة من الإنسان

فلنؤكد قيم الحوار: التعددية، المشاركة، تمكين المواطن، الغيريّة والخيريّة، نبذ العنف والكراهية، العمل ضمن إطار الأسرة العالمية والشرعية الدولية. وليحمل المفكرون والمثقفون المسلمون، سواء أكانوا عرباً أم غير عرب، مسؤولية العملعلى نقل الوجه الحقيقي للإسلام، وإيصال صورتنا الحقيقية للآخر من خلال نشر ثقافةالتعايش بين الناس في إطار التنوّع والاختلاف القائم على مبدأ العدالة. إن المفكر كما يقول الفيلسوف نيتشه، هو طبيب حضارات.


* الحسن بن طلال: رئيس منتدىالفكر العربي وراعيه، سفير الإيسيسكو للحوار بين الثقافات والحضارات
............... نتابع : (67)






العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-26-2014, 04:01 PM   #95
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(67)
(اعلان القاهرة حوإل حقوق الإنسان في الإسلام )
( تم إجازته من قبل مجلس وزراء خارجية منظمة مؤتمر العالم الإسلامي ،القاهرة، 5 أغسطس 1990)
الديباجة
تأكيدا للدور الحضاري والتاريخي للأمة الإسلامية التي جعلها الله خير أمة أورثت البشرية حضارة عالمية متوازنة ربطت الدنيا بالآخرة وجمعت بين العلم والإيمان، وما يرجى أن تقوم به هذه الأمة اليوم لهداية البشرية الحائرة بين التيارات والمذاهب المتناقضة وتقديم الحلول لمشكلات الحضارة المادية المزمنة.
ومساهمة في الجهود البشرية المتعلقة بحقوق الإنسان التي تهدف إلي حمايته من الاستغلال والاضطهاد وتهدف إلي تأكيد حريته وحقوقه في الحياة الكريمة التي تتفق مع الشريعة الإسلامية.
وثقة منها بأن البشرية التي بلغت في مدارج العلم المادي شأنا بعيدا، لا تزال، وستبقي في حاجة ماسة إلي سند إيماني لحضارتها وإلي وازع ذاتي يحرس حقوقها.
وإيمانا بأن الحقوق الأساسية والحريات العامة في الإسلام جزء من دين المسلمين لا يملك أحد بشكل مبدئي تعطيلها كليا أو جزئيا، أو خرقها أو تجاهلها في أحكام إلهية تكليفية أنزل الله بها كتبه، وبعث بها خاتم رسله وتمم بها ما جاءت به الرسالات السماوية وأصبحت رعايتها عبادة، وإهمالها أو العدوان عليها منكرا في الدين وكل إنسان مسؤول عنها بمفرده، والأمة مسؤولة عنها بالتضامن، وأن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تأسيسا علي ذلك تعلن ما يلي:
المادة 1
أ- البشر جميعا أسرة واحدة جمعت بينهم العبودية لله والنبوة لآدم وجميع الناس متساوون في أصل الكرامة الإنسانية وفي أصل التكليف والمسؤولية دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو المعتقد الديني أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو غير ذلك من الاعتبارات. وأن العقيدة الصحيحة هي الضمان لنمو هذه الكرامة علي طريق تكامل الإنسان.
ب- أن الخلق كلهم عيال الله وأن أحبهم إليه أنفعهم لعياله وأنه لا فضل لأحد منهم علي الآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح.
المادة 2
أ- الحياة هبة الله وهي مكفولة لكل إنسان، وعلي الأفراد والمجتمعات والدول حماية هذا الحق من كل اعتداء عليه، ولا يجوز إزهاق روح دون مقتض شرعي.
ب- يحرم اللجوء إلي وسائل تفضي إلي إفناء الينبوع البشري.
ج- المحافظة علي استمرار الحياة البشرية إلي ما شاء الله واجب شرعي.
د- سلامة جسد الإنسان مصونة، ولا يجوز الاعتداء عليها، كما لا يجوز المساس بها بغير مسوغ شرعي، وتكفل الدولة حماية ذلك.
المادة 3
أ- في حالة استخدام القوة أو المنازعات المسلحة، لا يجوز قتل من لا مشاركة لهم في القتال كالشيخ والمرأة والطفل، وللجريح والمريض الحق في أن يداوي وللأسير أن يطعم ويؤوى ويكسى، ويحرم التمثيل بالقتلى، ويجب تبادل الأسري وتلاقي اجتماع الأسر التي فرقتها ظروف القتال.
ب- لا يجوز قطع الشجر أو إتلاف الزرع والضرع أو تخريب المباني والمنشآت المدنية للعدو بقصف أو نسف أو غير ذلك.
المادة 4
لكل إنسان حرمته والحفاظ علي سمعته في حياته وبعد موته وعلي الدول والمجتمع حماية جثمانه ومدفنه.
المادة 5
أ- الأسرة هي الأساس في بناء المجتمع، والزواج أساس تكوينها وللرجال والنساء الحق في الزواج ولا تحول دون تمتعهم بهذا الحق قيود منشؤها العرق أو اللون أو الجنسية.
ب- علي المجتمع والدولة إزالة العوائق أمام الزواج وتيسير سبله وحماية الأسرة ورعايتها.
المادة 6
أ- المرأة مساوية للرجل في الكرامة الإنسانية، ولها من الحق مثل ما عليها من الواجبات ولها شخصيتها المدنية وذمتها المالية المستقلة وحق الاحتفاظ باسمها ونسبها.
ب- علي الرجل عبء الإنفاق علي الأسرة ومسئولية رعايتها.
المادة 7
أ- لكل طفل عند ولادته حق علي الأبوين والمجتمع والدولة في الحضانة والتربية والرعاية المادية والصحية والأدبية كما تجب حماية الجنين والأم وإعطاؤهما عناية خاصة.
ب- للآباء ومن يحكمهم، الحق في اختيار نوع التربية التي يريدون لأولادهم مع وجوب مراعاة مصلحتهم ومستقبلهم في ضوء القيم الأخلاقية والأحكام الشرعية.
للأبوين علي الأبناء حقوقهما وللأقارب حق علي ذويهم وفقا لأحكام الشريعة.
المادة 8
لكل إنسان التمتع بأهليته الشرعية من حيث الإلزام والالتزام وإذا فقدت أهليته أو انتقصت قام وليه - مقامه.
المادة 9
أ- طلب العلم فريضة والتعليم واجب علي المجتمع والدولة وعليها تأمين سبله ووسائله وضمان تنوعه بما يحقق مصلحة المجتمع ويتيح للإنسان معرفة دين الإسلام وحقائق الكون وتسخيرها لخير البشرية.
ب- من حق كل إنسان علي مؤسسات التربية والتوجيه المختلفة من الأسرة والمدرسة وأجهزة الإعلام وغيرها أن تعمل علي تربية الإنسان دينيا ودنيويا تربية متكاملة متوازنة تنمي شخصيته وتعزز إيمانه بالله واحترامه للحقوق والواجبات وحمايتها.
المادة 10
الإسلام هو دين الفطرة، ولا يجوز ممارسة أي لون من الإكراه علي الإنسان أو استغلال فقره أو جهله علي تغيير دينه إلي دين آخر أو إلي الإلحاد.
المادة
11
أ- يولد الإنسان حرا وليس لأحد أن يستعبده أو يذله أو يقهره أو يستغله ولا عبودية لغير الله تعالي.
ب- الاستعمار بشتى أنواعه وباعتباره من أسوأ أنواع الاستعباد محرم تحريما مؤكدا وللشعوب التي تعانيه الحق الكامل للتحرر منه وفي تقرير المصير، وعلي جميع الدول والشعوب واجب النصرة لها في كفاحها لتصفية كل أشكال الاستعمار أو الاحتلال، ولجميع الشعوب الحق في الاحتفاظ بشخصيتها المستقلة والسيطرة علي ثرواتها ومواردها الطبيعية.
ج- للأبوين علي الأبناء حقوقهما وللأقارب حق علي ذويهم وفقا لأحكام الشريعة.


.................... تابع (68)




العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-16-2014, 02:20 PM   #96
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




.................... تابع (68)

المادة 12
كل إنسان الحق في إطار الشريعة في حرية التنقل، واختيار محل إقامته داخل بلاده أو خارجها وله إذا اضطهد حق اللجوء إلي بلد آخر وعلي البلد الذي لجأ إليه أن يجيره حتى يبلغه مأمنه ما لم يكن سبب اللجوء اقتراف جريمة في نظر الشرع.
المادة 13
العمل حق تكفله الدولة والمجتمع لكل قادر عليه، وللإنسان حرية اختيار العمل اللائق به مما تتحقق به مصلحته ومصلحة المجتمع، وللعامل حقه في الأمن والسلامة وفي كافة الضمانات الاجتماعية الأخرى. ولا يجوز تكليفه بما لا يطيقه، أو إكراهه، أو استغلاله، أو الإضرار به، وله -دون تمييز بين الذكر والأنثى- أن يتقاضى أجرا عادلا مقابل عمله دون تأخير وله الاجارات والعلاوات والفروقات التي يستحقها، وهو مطالب بالإخلاص والإتقان، وإذا اختلف العمال وأصحاب العمل فعلي الدولة أن تتدخل لفض النزاع ورفع الظلم وإقرار الحق والإلزام بالعدل دون تحيز.
المادة 14
للإنسان الحق في الكسب المشروع، دون احتكار أو غش أو إضرار بالنفس أو بالغير والربا ممنوع مؤكدا.
المادة 15
أ- لكل إنسان الحق في التملك بالطرق الشرعية، والتمتع بحقوق الملكية بما لا يضر به أو بغيره من الأفراد أو المجتمع، ولا يجوز نزع الملكية إلا لضرورات المنفعة العامة ومقابل تعويض فوري وعادل.
ب- تحرم مصادرة الأموال وحجزها إلا بمقتضى شرعي.
المادة 16
لكل إنسان الحق في الانتفاع بثمرات إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني أو التقني. وله الحق في حماية مصالحه الأدبية والمالية العائدة له علي أن يكون هذا الإنتاج غير مناف لأحكام الشريعة.
المادة 17
أ- لكل إنسان الحق في أن يعيش بيئة نظيفة من المفاسد والأوبئة الأخلاقية تمكنه من بناء ذاته معنويا، وعلي المجتمع والدولة أن يوفرا له هذا الحق.
ب- لكل إنسان علي مجتمعه ودولته حق الرعاية الصحية والاجتماعية بتهيئة جميع المرافق العامة التي تحتاج إليها في حدود الإمكانات المتاحة.
ج- تكفل الدولة لكل إنسان حقه في عيش كريم يحقق له تمام كفايته وكفاية من يعوله ويشمل ذلك المأكل والملبس والمسكن والتعليم والعلاج وسائر الحاجات الأساسية.
المادة 18
أ- لكل إنسان الحق في أن يعيش آمنا علي نفسه ودينه وأهله وعرضه وماله.
ب- للإنسان الحق في الاستقلال بشؤون حياته الخاصة في مسكنه وأسرته وماله واتصالاته، ولا يجوز التجسس أو الرقابة عليه أو الإساءة إلي سمعته وتجنب حمايته من كل تدخل تعسفي.
ج- للمسكن حرمته في كل الأحوال ولا يجوز دخوله بغير إذن أهله أو بصورة غير مشروعة، ولا يجوز هدمه أو مصادرته أو تشريد أهله منه.
المادة 19
أ- الناس سواسية أمام الشرع، يستوي في ذلك الحاكم والمحكوم.
ب- حق اللجوء إلي القضاء مكفول للجميع.
ج- المسؤولية في أساسها شخصية.
د- لا جريمة ولا عقوبة إلا بموجب أحكام الشريعة.
ه- المتهم برئ حتى تثبت إدانته بمحاكمة عادلة تؤمن له فيها كل الضمانات الكفيلة بالدفاع عنه.
المادة 20
لا يجوز القبض علي إنسان أو تقييد حريته أو نفيه أو عقابه بغير موجب شرعي. ولا يجوز تعريضه للتعذيب البدني أو النفسي أو لأي من أنواع المعاملات المذلة أو القاسية أو المنافية للكرامة الإنسانية، كما لا يجوز إخضاع أي فرد للتجارب الطبية أو العلمية إلا برضاه وبشرط عدم تعرض صحته وحياته للخطر، كما لا يجوز سن القوانين الاستثنائية التي تخول ذلك للسلطات التنفيذية.
المادة 21
أخذ الإنسان رهينة محرم بأي شكل من الأشكال ولأي هدف من الأهداف.
المادة 22
أ- لكل إنسان الحق في التعبير بحرية عن رأيه بشكل لا يتعارض مع المبادئ الشرعية.
ب- لكل إنسان الحق في الدعوة إلي الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفقا لضوابط الشريعة الإسلامية.
ج- الإعلام ضرورة حيوية للمجتمع، ويحرم استغلاله وسوء استعماله والتعرض للمقدسات وكرامة الأنبياء فيه، وممارسة كل ما من شأنه الإخلال بالقيم أو إصابة المجتمع بالتفكك أو الانحلال أو الضرر أو زعزعة الاعتقاد.
د- لا يجوز إثارة الكراهية القومية والمذهبية وكل ما يؤدي إلي التحريض علي التمييز العنصري بكافة أشكاله.
المادة 23
أ- الولاية أمانة يحرم الاستبداد فيها وسوء استغلالها تحريما مؤكدا ضمانا للحقوق الأساسية للإنسان.
ب- لكل إنسان حق الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما أن له الحق في تقلد الوظائف العامة وفقا لأحكام الشريعة.
المادة 24
كل الحقوق والحريات المقررة في هذا الإعلان مقيدة بأحكام الشريعة الإسلامية.
المادة 25
الشريعة الإسلامية هي المرجع الوحيد لتفسير أو توضيح أي مادة من مواد هذه الوثيقة.

.................... تابع (69)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-26-2014, 02:57 PM   #97
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




.................... تابع (69)

" وثائق إسلامية "

(1) معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس (15 هجرية) :
نص المعاهدة :
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها.
أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء صار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية.

( شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر. )
_______


(2) عهد عمر بن الخطاب لأبى موسى الأشعري المتضمن شروط القضاء (14 هجرية :
استوفى عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في عهده إلى أبى موسى الأشعري شروط القضاء وبين أحكام التقليد، فقال فيه: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، وأس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك؛ حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك, البينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. ولا يمنعك قضاء قضيته أمس فراجعت اليوم فيه عقلك وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق؛ فإن الحق قديم لا يبطله شئ ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك ما ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه ثم اعرف الأمثال والأشباه وقس الأمور بنظائرها واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أو بينة أمداً ينتهي إليه، فمن أحضر بينة أخذت له لحقه واستحلل القضية عليه فإن ذلك أنفى للشك وأجلى للعمى. والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه بشهادة زور أو ظنيناً في ولاء أو نسب، فإن الله عفا عن الأيمان ودرأ بالبينات. وإياك والقلق والضجر والتأفف بالخصوم فإن الحق في مواطن الحق يعظم الله به الأجر ويحسن به الذكر والسلام.
(3) وصية أبى بكر الصديق لجنود الإسلام قبل فتح بلاد الشام (12 هجرية) :
قال: يا أيها الناس، قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عنى: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام، فإن أكلتم منها شيئاً بعد شئ فاذكروا اسم الله عليها. وتلقون أقواماً قد فحصوا أوساط رؤوسهم وتركوا حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيف خفقاً. اندفعوا باسم الله، أفناكم الله بالطعن والطاعون.

(4) خطبة أبو بكر الصديق عند توليه الخلافة (11 هجرية) :
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

............... تابع (70)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع العوضابي مشاركات 96 المشاهدات 20501  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه