القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)

المنتدى العام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2012, 07:30 PM   #1
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)


أنا : العوضابي




بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ )



· أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
· أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
· أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
· أما شافوا القمح ينمو في الحقول , وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
· أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
· أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
· أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟


(للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح . )

للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,....... سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ..... كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ..... والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ....... ..... بل هناك سؤالا أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,... المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ..... جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , .......يأتون بشىء مغائر ومجافى تماما لحقيقتها , ....... بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ..... ليكيدوالديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! ........ فهل هناك فتنة أكبر وأعتنى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟

.......... وفيما يلى نبدأ بالرسالة (1) :

الرسالة (1) : هذه الرسالة تم اعدادها عام 1999وكنت وقتها خارج البلاد أرسلتها لأحد أقربائى من منتسبى الجبهة الترابية كرسالة خاصة , ولكن رفعت عنها خصوصيتها لتعميم الفائدة :


وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
التاريخ 21/1/1999م
الموافق 4/10/1419ه
إلى حضرة الأخ العزيز الدكتور /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،

أخي العزيز كنت قد انتويت الكتابة إليك منذ فترة بعيدة في هذا الموضوع الذي أصبح اليوم الهم الأول والشغل الشاغل لكل أهل السودان ولكن " حُذِّرتُ " من ذلك والآن أرى أن الأمر قد استفحل وأصبح في نظري يتعلق " بالمصائر " ولم تعد مسألة شخصية، لذا أعتقد أن الوقت قد حان لأعرض عليك هذه التجربة ……… إنها تجربة شخصية ودراسة متواضعة، لكي نتبصر معاً ولنتفا كر في نتائجها بعيون مبصرة وقلوب مفتوحة وآذان صاغية ، وإني إذ أقدم على ذلك الآن لا أريد إلا وجه الحق ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذلك : " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " ..... تمر هذه التجربة من خلال ثلاث مراحل هي :
· الأولى : من أول الثمانينات إلى تاريخ الانتفاضة.
· الثانية : من تاريخ الانتفاضة إلى قيام الإنقاذ.
· الثالثة : ما بعد الإنقاذ.

وقبل أن أدخل في الموضوع أرجو أن أبدأ بالمقدمة

" الإخوان والشيوعيين "

· عندما خرجت من القرية وأنا في مستوى الأولية كنت قد حفظت ربع القرآن على المرحوم الوالد ودرست كلاً من العشماوية والعزية والجزء الأول من رسالة ابن أبي زيد القيرواني على شيخنا عثمان الحاج رحمهما الله ... وفي ذلك الحين لم تكن الأحزاب قد تبلورت بشكلها النهائي إلا أن الصراع كان على أشده بين طرفي الإخوان / الشيوعيون، وطبعاً لم يكن لي فكرة سابقة عن ذلك عندما بدأت كالعادة عملية " الاستقطاب " وصلتني الدعوة أولاً من الطرف الثاني جمعت زمرة من الأخوة أولاد البلد وبعد السلام والتحية انحرف الحديث وأصبح كله عن أشخاص من الطرف الأول وتعرضوا لهم بصورة قد تكون عادية في عرفهم آنذاك ، إلاّ إني كرهتها في نفسي ولم أبدي شيئاً ... وقد لاحظت أن هذا الشيْ نفسه تكرر وبصورة أفظع عندما التقيت بالطرف الأول، ... وهنا أدركت بحاثتي حقيقة الأمر: ( أنهما تياران متصارعان والأمر بالنسبة لي هو عملية استقطاب ) ... وهنا أخذت قراراً ونفذته في الحال دون أن أخبر أحداً هو: " عدم الانضمام ألبته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " واستمرت الأيام وكنت كلما جمعتنا مناسبة يصير فيها جدل بين الطرفين، تحدث من الغرائب ما يزيدني اقتناعا بما اتخذته من قرار، ولم أكن سلبياً في هذا الأمر بل استطعت وفي فترة وجيزة جداً أن اطلع ( عن طريق الإعارة منهما في غالب الأحيان ) على الكثير من أديباتهم وبالاختصار:
· بالنسبة للطرف الأول أكاد أكون اطلعت في ذلك الحين على رسائل الشهيد حسن ألبنا كلها بجانب كتب أخرى كثيرة.
· أما بالنسبة للطرف الآخر فقد تناولت بعض الكتيبات والنشرات عن المذهب الشيوعي وكتب في الفلسفة بصفة عامة... واستمر بي الحال حتى اطلعت على رأي المرحوم العقاد في تحديده الدقيق لأصل أبو الشيوعية " ماركس " وعن الشيوعية بصفة خاصة وكل المذاهب الحديثة بصفة عامة... أما بالنسبة للطرف الأول فقد واصلت بصفة مستمرة، إصدارات هذا الاتجاه أو المتعاطفون معه بالقدر المستطاع ولم انقطع... وفي تلك الأثناء لاحظت أشياء غريبة أو كنت أراها غريبة، لاحظت:
· أن الطرف الأول كان يجاري الآخر في سلوكه عندما يحتدم النقاش بينهما ولا يلتزم بالسلوك الإسلامي في المناقشة: لا من حيث الصفة: ( الهدوء وخفض الصوت ) ولامن حيث الهدف: ( الوصول للحق ) بل تجد أن أيما طرف منهما طرح موضوع أو عرض رأيه في موضوع لابد أن يقابله الآخر بالرفض ولو كان مقتنعاً بصحته في قرارة نفسه.. وهو إنكار من لا يريد " الحق " وتقويمه بل بدافع الجدل، مجرد الجدل والمغالبة لا غير.. وكنت أعجب لهذا الحاصل وأحياناً أتدخل وأفك النزاع بالحسنى، وتوضيح وجه الحق بصورة ترضي الطرفين.
· بعد فترة وجيزة اكتشفت أن معلوماتي التي حصلت عليها من أدبيات الطرفين وخاصة الأول تفوق معلومات كثيراً من الأعضاء الملتزمين.
· ظاهرة التعصب الأعمى والمراء هي الغالبة على الطرفين.. لذ1 يندر أن ينتهي نقاش بدون مشادة أو عراك وكان شيئاً مؤسفاً بالنسبة لي.
· ولكن الحمد لله فقد ظللت صديق للطرفين حتى فرقت بنا الأيام ومع مرور الزمن حمدت الله كثيراً عندما علمت أن الله سبحانه وتعالى قد أكرم هؤلاء الذين عصفت بهم الأهواء بالتوبة والرجوع إلى طريق الحق وإلى سواء السبيل.

· الفترة الأولى: بداية الثمانينات وما قبل الانتفاضة:

· حتى بداية الثمانينات كانت معلوماتي الخاصة عن د/ الترابي لا تزيد عن معلومات أي متابع عادي لما يدور في الساحة وكل ما أعرفه عنه أنه من بيت ديني معروف، عرفناه منذ الصغر ونحن في الخلوة من أناشيد جدهم الكبير التي كانت تنشد في المناسبات وسيرتهم العطرة التي كانت دائما على لسان أهلنا الكبار عليهم رحمة الله جميعاً، هذا بجانب أنه استطاع بذكائه وحنكته أن يستولي على تنظيم " الأخوان " الطاعن في القدم والذي " أنشأ " في حياة الشهيد حسن ألبنا.. وبعد فترة وجيزة انسلخ منه كبار رموزه السابقون له في التنظيم.
· كان له دور ظاهر في ثورة أكتوبر 64 مما كان له بالغ الأثر في اكتساحه لانتخابات الخريجين التي أعقبت الثورة مما أظهر أن هذا الاكتساح كان لشخصه فقط من جمهور الناخبين ولا يمثل قاعدته بدليل إن القائمة التالية له شملت بضع يساريين. أما كل معلوماتي الأخرى أو ما أعرفه هو ما استشفيته من " الميديا المحلية " ولم أقرأ له أو لمعارضيه أي كتاب حتى ذلك التاريخ ومع ذلك كنت أحس أن في النفس شيء من قبله لا أدري سببه إلا أنه كان لي من الهموم ما يصرفني عن مجرد التفكير في ذلك.
· في هذه الأثناء قدم لي أخ صديق وكنت وقتها في سنار ( مهندس من أبناء دار فور ) لا أذكر اسمه قدم لي كتابه " الإيمان " وطلب مني قراءته. وقد سبق لي الإطلاع على كافة المواضيع المشتملة عليه لأئمة كبار مثل الإمام أبي حامد الغزالي والإمام ابن تيميه وتلميذه الإمام ابن القيم الجوزية وغيرهم.
· وأقرُّ هنا أن هذا الكتاب ترك أثرا طيبا في نفسي لذا عندما سألني الأخ ما رأيك فيه ؟ " أجبت: انه يضع مؤلفه في مصاف الأئمة الكبار " .. وتصورت حينها أن هذا الكتاب القيم يمثل الأساس المعتمد والجاري تطبيقه لتربية قواعد التنظيم تربية إسلامية صحيحة بهدف خلق جيل يقوم على فهم صحيح وواعي لحقيقة ديننا الحنيف وعقيدتنا السمحة للارتكاز عليها في قيام نظام إسلامي معافى أو تمكين النظام القائم آنذاك من تحقيق ما تصبوا إليه الأمة من سعادة في الدارين، .. كان هذا ما تصورته حتى تاريخ مغادرتي البلاد في 15/4/1985 ( أي بعد الانتفاضة بأسبوعين تقريباً ) .
·

· الفترة الثانية :من بعد الانتفاضة حتى قيام الإنقاذ :

· في أثناء وجودي بالخارج وعلى مدار سنة ونصف من وصولي هناك كنت على إطلاع دائم ومتابعة لما يجري من خلال الجرائد اليومية والأسبوعية التي لم تكن ممنوعة من الدخول آنذاك ( منعت بعد حرب الخليج الأخيرة ) ووقفت على معظم الأحداث التي أعقبت الانتفاضة.
· في هذه الأثناء تصادفوجودي في مناسبة في منزل أحد الأخوان وكالعادة أثيرت مواضيع كثيرة تناولت فيما تناولت " الدكتور " وفوجئت بأحدهم يقول: " إن الدكتور عندما كان هنا في فبراير 1985، سئل عن مدى جدِّية نميري في تطبيق الشريعة الإسلامية من عدمه وكان رد الدكتور: أنه كان أكثر من جاد بل شبهه بسيدنا عمر بن الخطاب، .. وهنا لم أتمالك نفسي وانبريت له مقاطعاً:
· هذا مستحيل ‍‍‍ لا يعقل أن يقول الدكتور مثل هذا الكلام أبداً.. وهنا اتجهت كل الأعين نحوي في حالة اندهاش واستغراب شديدين.
· ردَّ عليَّ: " لكن يا أخي كيف تنكر ذلك وكل هؤلاء الحضور يشهدون على ذلك فما رأيك فيما لو أسمعناك ذلك مسجلاً بصوته فماذا تقول ؟
· قلت: " إذا تأكد لي أنه قال ذلك، أقول إنه: منافق ‍ "
· فازداد الجميع دهشة وقالوا: " كيف ولماذا ؟؟؟
· قلت : الأمر واضح جداً : أولاً .. خذ مثلاً أنا شخصياً كمسلم أولاً ومواطنا سودانياً ثانياً قد عاصرت تطبيق الشريعة في السودان ( ومع معرفتي التامة والعميقة لشخص نميرى ) ولكن لم أكن أهتم كثيراً عن مدى صدقه من عدمه، بل كان يكفيني أن الشريعة تنزلت وتم تطبيقها بالفعل وبموجب قوانين وتشريعات ملزمة، أما ما عدا ذلك فأمره موكول لله سبحانه وتعالى.
· ولكن وكما تعلمون أنه بعد الانتفاضة تكشفت لنا حقائق دامغة وموثقة عن طريق المحاكم تثبت أن الجرائم التي ارتكبها نميرى بعد تطبيقه الشريعة تفوق كل جرائمه قبلها، وهذا فيه إثبات واضح للجميع أنه كان أبعد الناس عن الجدَّية وأنه لم يرد بها إلاّ السلطة. ثم واصلت:
· هذه الحقائق التي تكشفت لنا بعد الانتفاضة كانت بالنسبة لنا جميعاً " غيباً " ولكنها بالتأكيد لم تكن " غيباً " بالنسبة " للدكتور" الذي كان أقرب الناس إليه وبالتالي محيط وعلى علم تام " بكل شيء " : مما تكشف وأصبح معلوماً للجميع ، وما لم يتكشف حتى الآن ، كل ذلك هو عالم ومحيط به فكيف يأتي هنا قبل شهرين فقط من الانتفاضة ويقول قولته هذه ؟؟؟
· هنا تنفس الجميع الصعداء وقالوا إن ما قلته حق وهو أمر يستدعي التفكير فيه.. ( ووعدني الأخ بإحضار الشريط لي لاحقاً ) .
· بعد أيام جاءني الأخ المذكور بالمكتب وأعتذر لعدم عثوره على الشريط وقدم لي الكتاب الدوري لجامعة الإمارات عن الموسم الثقافي لعام 84/1985 . قال لي أنه يتضمن فيما يتضمن محاضرة: " الدكتور " كاملة ومثبت فيها أسئلة الحضور وإجاباته عليها بالتفصيل، وشكرته على ذلك وأخذت الكتاب معي للمنزل.
· بمجرد وصولي المنزل قرأت أولا المحاضرة ثم عرجت على الأسئلة.. وكان نفس السؤال من ضمنها والذي قيل انه تكرر في كل لقاءا ته التي تمت داخل دولة الإمارات
· السؤال : كان عن مدى صدق نميرى من عدمه في إعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية ؟؟
· الإجابة: في صفحة 94،95 من الكتاب المذكور استغرقت حوالي صفحتين جاء فيها : " .. صدقوني لو رأيتم حاكماً في السودان طبق الشريعة الإسلامية فاعلموا أنه لا أقول جاداً وحسب ولكن شخص " متوكل " توكلاً لا يعهد ه في حاكم مسلم آخر.. ،، ثم تابع قائلاً : " .. أما عن ماضيه وتوبته.. أكبر مثال للحاكم المسلم الصالح عمر بن الخطاب كيف كان قبل أن يكون الإسلام.. وهل ضرَّه ذلك الماضي قبل الإسلام من أن يكون أشهر العادلين في حساب المسلمين وغيرهم.. ،، وختم حديثه قائلاً : " .. مهما يكن من شئ فإن الذي حدث وأنا على ذلك شاهد: " جد توكل بالغ "
· " متوكل " أخي هذه الكلمة استوقفتني حقيقة ودخلت حينها في إطراقه طويلة من شدة المفاجأة.. هذه الكلمة لو قالها أي رمز آخر من القادة السياسيين الأُخر لما أعرتها أي اهتمام إذ ربما لا يدرك معناها الحقيقي حيث يفسرها العامة بمعنى " التواكل " أما أن تصدر من صاحب كتاب " الإيمان " والذي يدرك ماذا تعني هذه الكلمة المقدسة وقد أفرد لها أكثر من صفحة على ما أذكر في كتابه هذا، شارحاً وموضحاً المفهوم الحقيقي لمعنى التوكل في الإسلام.. أما أن تصدر منه بالذات فكانت بالنسبة لي صدمه وأي صدمة.. كانت صدمة شديدة وربما كانت هي: " قاصمة الظهر "
· ملحوظة : " بعد أربع أو خمسة سنوات من هذا التاريخ قرأت رأيه في نميرى " .. بعد الانتفاضة يقول فيه: " .. لقد كان نميرى فرعوناً لأنه لم يرد بالدين شيئاً "
· وهنا عزمت أمراً : " هذا الموضوع خطير ويحتاج إلى متابعة دقيقة .. وأنَّى لي أن أقوم بذلك وأنا أعيش في ظروف لا يحسد عليها: أعمل (13) ساعة في اليوم والشركة على عتبة الإفلاس.
· المهم: بدأت أتابع بقدر المستطاع إصدارات تلك الفترة ( الصحافة السودانية ) وكانت مليئة بالمقالات التي تعرضت لفكره ولسيرته من كتاب مختلفين أعرف بعضهم والكثير منهم لا أعرفه، وقد شمل ذلك أشياء كثيرة ومثيرة، بل مخيفة وغريبة بالنسبة لي. قالوا عنه:
· قالوا: ما هو إلا منافق " يتدثر بالدين لتحقيق أهداف سياسية بهدف الوصول للسلطة فقط لا غير.
· قالوا: إنه مكيافيلى ، وعدَّه آخرون بأنه صنيعة ماسو نية يعمل لصالح الماسونية العالمية .
· قالوا: (وهذه لأحد الكتاب كان من رموز الإتجاة الإسلامي سابقاً قال هذا: أو ادعى إنه دسيسة لتدمير دعوة الإخوان المسلمين وأتهمه بأنه لعب دوراً كبيراً في المؤامرة التي أدت إلى توصيل الشهيد سيد قطب إلى حبل المشنقة . " قصة الأسلحة على ما أذكر "
· وتعرضوا يا أخي لسيرته الشخصية بصورة لا تليق بمواطن عادي فضلاً عن زعيم ديني وصاحب ألقاب كبيرة وقائد لتيار يعد محط آمال لطائفة كبيرة من خيرة شباب الأمة.
· لهذا كان الأمر بالنسبة لي يا أخي: مخيف وغريب في آن واحد: لأنه حسب متابعتي المتواصلة لسيرة قادة هذا التيار بدءاً من المرحوم الشهيد حسن ألبنا وخلفه حسن الهضيبي مروراً بالشهيد سيد قطب وتواصلا حتى المرحوم التلمساني ، فلم نسمع عنهم إلا كل خير ، كانوا متميزين ومن خيرة الدعاة إلى الله ، شهد لهم مخالفيهم قبل أتباعهم لسيرتهم العطرة وجهادهم العظيم في سبيل الدعوة لله وإحياء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولاقوا ما لاقوا في سبيل ذلك ، فلم يهنوا ولم يتخاذلوا وتركوا آثاراً نافعة شاهدة لهم بهذا الفضل العظيم . .. وانشغلت بهذا الأمر وتملكتني الحيرة لفترة.. وأخيراً توصلت إلى نتيجة مفادها: أن ما جرى في الساحة من اتهامات وما يشاع من خلال الصحافة اليومية، أمراً لا ينبغي أن يُعتدَّ به أو الركون إليه، إذ قد لا يخلو أبداً من الغرض، ومهما قيل فإن احتمال الكذب والافتراء في هذه الأمور وارد، لذا قررت أمرين:

· الأمر الأول : هو ألا أصغى أبداً أو ألقي السمع في هذا الأمر إلا لرجلين :
أو لهما : أحد رموز التنظيم ( الأخوان ) شريطة أن يكون كفأ أو ندّ له . ثانيهما : أن يكون عالم من علماء الدين .

· الأمر الثاني : الهدف : هو البحث عن الحقيقة بتجرد كامل بعيداً عن أي مؤثرات خارجية ومهتديا بهدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين حين قالوا :

· " أن كلاً يؤخذ من قوله ويترك مهما كانت منزلته ومهما بلغ علمه، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ " لا معصوم إلا المعصوم " .
· " .. وعلى المسلم أن يدور مع الحق حيث دار، فإن ذلك من أعظم النعم بعد نعمة الإيمان، وشر الأمور هو التعصب للرجال، لقول الإمام علي كرم الله وجهه:
· " لا تعرف " الحق " بالرجال اعرف الحق تعرف أهله " .
· ويقول أيضاً " يا ابن آدم لك قول ولك عمل فعملك أجدى بك من قولك " .

· في هذه الأثناء وقع في يدي ثلاثة كتب بصورة متتالية كلها داخلة في شرطي اثنتان منها صادرتا في الخرطوم والآخر من بلد عربي إلا أنها كلها صدرت قبل سفري إلا أني لم أسمع بها قط إلا هنا وهي:



· الكتاب الأول : العنوان : " الأدب المصقول للرد على الترابي شاتم الرسول " .

المؤلف: " الشيخ علي زين العابدين

· قصة الكتاب : أنقل هنا من الذاكرة ، يقول الشيخ فيما معناه : " كنت ألقي درساً على طلبتي يوما ومعي بعض أصحاب الفضيلة العلماء وفي هذه الأثناء حضر شاب وجلس مع الطلبة وعند انتهاء الدرس تقدم مني وبعد السلام عرفني بنفسه ثم اخرج من جيبه شريط كاسيت وأخبرني أن هذا الشريط عبارة عن ندوة أقامها دكتور الترابي لمجموعة من أتباعه في مكان " حدَّده " قال الشاب : وقد داخلني الشك فيما جاء فيها من آراء ، وطلب منِّي السماع إليه وتوضيح رأي الشرع فيه ، وفعلاً تم ذلك وسمعنا أمراً غريباً تهتز له الجبال .. فالتفت نحو الشاب وسألته: " هل أنت متأكد أن هذا الصوت هو صوت الدكتور الترابي ؟؟ قال: نعم. قلت: هل عندك ما يثبت ذلك ؟ .. وهنا دلاهم الشاب إلى كتاب أصدره أحد رموز التنظيم " المنشقين عن الدكتور " أثبت فيه كل محتويات هذا الشريط وأشرطة أخرى سمعها وقام بالرد عليها. ووعد بإحضاره، وهنا أوضح الشيخ للشاب قائلاً:
· والله والله يأبني إن ما سمعناه في هذا الشريط وتفوه به رجلكم هذا هو بعينة ما سمعته يردده أعداء الإسلام من يهود وصليبيين .
· والله والله إن كل كلمة فيه تعد في نظر الإسلام كفراً صريحاً، وان مثل هذا الكلام الذي سمعناه لا يصدر إلا من " زنديق " لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. ثم أستأذنه في أخذ نسخة منه، وبعد أن تأكدوا من انتسابه للمذكور طُلب منه الرد عليه بما يكشف حقيقته للشباب المفتون به بصفة خاصة وللأمة بصفة عامة، وصدر فعلاً عام 1985
· قام الشيخ بتفريق فقرات الشريط فقرة فقرة وتولى الرد عليها كل على حده مبينا رأي الشرع فيها من الكتاب والسنة.



· الكتاب الثاني : العنوان : " الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول "

المؤلف: الأستاذ / أبو عبد الله أحمد بن مالك ( جامعة أم درمان الإسلامية )

· قدم لهذا الكتاب أحد رموز الإخوان المسلمون وهو الدكتور / محمود عبد الله برات، يقول الدكتور في المقدمة: " ظهرت فرقة العصرية الضالة في بلاد السودان بقيادة محمود محمد طه، وثانيهما حسن الترابي، وقد صنف فيها الداعية الإسلامي المجاهد الجلد: يوسف كمال بمقالاته الممتازة في مجلة " الدعوة " القاهرية ووضعهم بين أمثالهم من أهل الردة، والعمالة، والفساد في الأرض، ومن بعض ما أصيب به أهل السودان من الترابي: سبه وشتمه وتجريحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولإخوانه الرسل الكرام، كما مارس سب أصحاب رسول الله ، كما سب التابعين ، والأئمة الأعلام وجميع نظار أهل السنة والجماعة ، وأفسد بالمال والبنوك المشبوهة وشركات التأمين المرابية ، والدراسة في أمريكا ، وبالتوظيف في وزارات خارجيته المسماة بمراكز " منظمة الدعوة الإسلامية " وبالتوظيف في وظائف الدولة وبالتوظيف فيما يسمى في حزبه " المتفرغين " وحق لهم أن يسموا بالفارغين لا المتفرغين ، انتهى بتصرف واختصار شديد .



· موضوع الكتاب : يقول المؤلف :



· هذه السطور تبرئة للذمة ومنا صحة لمن هم أخوة لنا في العقيدة، يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أسطرها ردا على مفتريات حسن الترابي التي أخرها والسبب المباشر لها محاضرة له في إحدى شعب الخرطوم لطالبات جامعة الخرطوم.
· يقول المؤلف: " والذي حفزني لذلك هو أن مثل هذه الأفكار الهدامة تنشر في أوساط من طلاب لا يملكون السلاح الذي يدافعون به عن دينهم، فلا يملكون سوى العاطفة الفياضة والجهد المتدفق مناصرة لما يظنون أنه الحق. "
· قولي للإخوان ألا يضيقوا بالنقد.. فإذا أباح مدعي التجديد لنفسه الحرية في الحديث عن الإسلام باسم الاجتهاد وأصبح عرض رسول الله نهباً مباحاً والأنبياء والصحابة والتابعون والفقهاء وأحكام الإسلام كلها يداس عليها بالأرجل ، فهل يقول عاقل بإباحة كل ذلك ، ثم يمنع الحديث والتعرض للمجدد الأوحد ورجل التجديد الوحيد ؟؟ .. فهل إحقاق الحق مفصول عن إبطال الباطل ؟؟ .. وأي شئ هو أهم من العقيدة وعرض الأنبياء والرسل والصحابة ؟؟ .. وأي دولة هذه التي تقام ؟؟ .. أهي دولة الشيطان " ؟؟ .. وأي جماعة هذه التي تدعو الناس إلى الاعتصام بها، وتسمح أو تقبل لسب الأنبياء والصحابة، وهدم الإسلام ولا تسمح بتجريم القائلين والقائمين بهذا الهدم ؟؟ .. ثم حدد مواضيع الندوة المذكورة والتي جند نفسه وجرد قلمه للرد عليها وهي:
1. سب الأنبياء والرسل والافتراء عليهم.
2. سب الصحابة والافتراء عليهم.
3. إنكار الحدود.
4. تحليل الرقص والموسيقى والاختلاط والخلوة بين الجنسين.
5. تحليل الكذب والتجسس .
6. إيراده سيل من الفتاوى يتحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص محللاً بذلك الحرام ومحرماً الحلال مثل: إنكاره لحد المرتد وحد الزاني المحصن وحد الخمر.
7. أفتى بزواج المرأة المسلمة من الكتابي.
8. وقال عن الإجماع: " هو إجماع الجماعة القائمة أنكر إجماع الصحابة وقال إنه غير ملزم.
9. أباح أكل لحم الخنزير.
10. قال إن التنظيم الذي يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة.



· ثم جاء في خاتمة الكتاب المذكور تحت عنوان: " المستهدف هو كتاب الله " .
· يقول المؤلف: " هذه الحملة الشرسة على الأنبياء والتابعين والفقهاء من الأئمة الأعلام وعلى أصول الفقه المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع والقياس الهدف من ورائها هو: استبعاد السنة، ومصادر التشريع الأخرى والمتفق عليها ليحكموا الرأي باسم المصلحة. وهنا يكون القرآن الكريم مجرد شعارات يسمونها: " المبادئ العامة " يضيفون تحتها ما يشاءون من: اشتراكية، وربا، وسفور، واختلاط، ورقص وغناء، ومعاونة الظلمة، والتجسس والكذب، وأكل أموال الناس بالباطل، والدس والخداع والنميمة، والمبادئ المستوردة من الشرق والغرب، والأخذ بأسلوب اليهود في محاولة قتل الشخصية بالإشاعة والكذب والاتهام بالباطل.



· الأهداف: يحدد المؤلف الأهداف في:

1. التشكيك في حملة الدعوة: ( الأنبياء الرسل الصحابة.. ) .
2. تحريف كتاب الله .
3. هدم أصول الدين: ( سنة إجماع.. الخ ) .
4. الدعوة للحاق بالغرب وتبني مناهج العقلية الغربية.

· الوسائل:

1. الشعارات البراقة والدعاية مثل: تحرير المرأة التجديد التحديث الثورة المرونة

المرحلية التقدمية التيسير التقليدية.

2. تحطيم الفرد المسلم والأسرة المسلمة بإشاعة الاختلاط والموسيقى والمسرح والتجسس.. الخ .
3. إقامة المنابر لأعداء الإسلام بدعوى الحرية.
4. إعداد لوبي تجديدي من المفرغين ومدهم بكافة الاحتياجات وإرسالهم بعثات إلى أمريكا وتهيئتهم للقيادة والريادة في المستقبل وهو آخر ما وصل إليه المخطط الغربي لضرب الإسلام.
5. عزل العناصر المخلصة وقتل الشخصية بالإشاعة .
6. السيطرة التامة على المال والمؤسسات والحكم بكل الوسائل .
7. التسلط والإرهاب ، وخلق عصبية تنظيمية إقليمية .
8. تحويل الحركة الإسلامية إلى جهاز للأمن متسلط على المسلمين له نفس أهداف ومرامي المخابرات الأمريكية في الاهتمام بالحركات الإسلامية والشيوعية فقط …>., وبتمجيد الغرب.
· ثم عرج المؤلف للقول في مكان آخر من الكتاب يصف هذه " الفرقة " من العصرانيين قال : " .. هؤلاء ما هم إلا امتداد لشذاذ الآفاق من الزنادقة والملحدين والمعتزلة والخوارج والمنهزمين إزاء العصر. جمعت ونشرت بأسماء برَّاقة وشعارات الاستحداث والتجديد والمعاصرة، وهي في حقيقتها حركة عالمية أعدها ونمقها أعداء الإسلام.. فاعتلت المنابر وفتح لها صفحات المجلات فلا واحد منهم إلا ويريد أن يشعرك بأنه: " مجدد " وأنه " مجتهد " وأنه يستعلي على الفقهاء وأنهم صغار وهو كبير بنيا شينه .. ، ثم أورد أسماء ثمانية منهم. وزيل كتابه مشيراً إلى المحاضرات محل المناقشة وهي:
· محاضرة لطالبات جامعة الخرطوم بالديوم الشرقية 12/8/82 .
· محاضرة عن قضايا فكرية وأصولية " بشمبات دار حفظ القرآن " في رمضان 1389 ه .
· محاضرة عن تحكيم الشريعة بجامعة الخرطوم.



· الكتاب الثالث : العنوان : " مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين " .

المؤلف: الدكتور الشيخ محمود الطحان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت

· يقول المؤلف في المقدمة:
· " هذا البحث في بيان المراد بالتجديد الوارد في بعض الأحاديث قصدت به التحذير مما يبثه بعض المنحرفين من أفكار غريبة عن الإسلام وأحكامه ولم يقل بها أحد من أئمة المسلمين من سلف الأمة وخلفها زاعمين أنها من الإسلام، وما أفكارهم هذه بتجديد ,إنما هي تهديهم لأحكام الإسلام ، وتخريب لقواعده وأصوله ، وتشويش لأفكار المسلمين وتطويع الإسلام ونظمه كي تقبل الأنظمة الدخيلة باسم الإسلام الجديد ، والدعوة إلى مثل هذا التجديد في أحكام الإسلام وأصوله دعوة خطيرة لأنها دعوة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب .إذ أنها دعوة لهدم الإسلام ولتفلت من أحكامه ونظمه والثورة على تراثه الفقهي ، ولكن بدون مواجهة التيار الإسلامي ومعاداته ، وإنما بالمشي معه ولكن بلبوس إسلامي جديد . والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريقة غير ناجحة، فسلكوا لهدمه طريقا أخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره والاستخفاف بثوابته وبكل شئ قديم فيه وهي طريقة خادعة تجذب بعض الخاويين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية ، وتضلل بعض الشباب الذين لديهم عاطفة دينية وليس لديهم إطلاع على العلوم الإسلامية لا سيما إذا كانت الدعوة مليئة بالمغالطات وعلى أيدي من لهم سابقة عمل في الحقل الإسلامي .


" تلخيص لمقدمة الكتاب أعلاه والذي جاء رداً على كتاب
" تجديد أصول الفقه الإسلامي " للدكتور حسن الترابي "


· في هذا الكتاب الأخير استعرض الشيخ الطحان فقراته والأفكار الواردة به ووزنها بميزان الشرع وبين وجه الحق في كل فقرة منها وخلف في النهاية إلى إعلان رائه وما توصل إليه من حقائق دامغة عن المؤلف وعن التيار الذي ينتمي إليه,أجمل كل ذلك في مقدمته المذكورة أعلاه وفي نهاية الكتاب أورد الشيخ بعضاً من فتاوى د. الترابي الشاذة والتي سبق عرضها في الكتاب الثاني.
· ولا أريد هنا أن أزيد عن ذلك ولكن هناك فقرة " في كتاب الأخير وقف عندها الشيخ الطحان طويلاً.. ربما لأنها مثيرة للاهتمام حقاً وهي في الفقرة المتعلقة: " بضعف الثقافة الإسلامية بين شباب الأمة " : وأنا هنا أنقل تعليق الشيخ الطحان من الذاكرة .
· يقول فيما معناه: " .. هناك حقيقة معلومة أن قادة الصحوة الإسلامية ( يبدو أنه يشير هنا لأمثال الشهيد حسن ألبنا والمودودي وغيرهم من دعاة الفترة ما بعد الهجمة الاستعمارية للمنطقة بأسرها، قال إن هؤلاء القادة كانوا يشكون شكوة مرة من أن يجدوا الصفوة من أتباعهم الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية في كافة المعارف يجهلون جهلاً تاماً " الثقافة الإسلامية " وأنهم كانوا يعدون ذلك " نغمة " ، بينما نجد أن د. الترابي في إشارته لهذه الظاهرة في كتابه المذكور والمتعلقة بالنخبة السودانية بالذات اعتبرها " نعمة " إذ يستطيع كما قال أن يملي عليهم دون أن يلاقي أي مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية " .
· أخي لا أريد أن اعلق على ما جاء في الكتب الثلاثة أعلاه.. فهي تفصح عن نفسها بما فيه الكفاية ولا أخفي عليك يا أخي أنني كنت دائماً وخلال هذه التجربة منذ وقع في يدي الكتاب الأول كنت أشعر بحيرة كبيرة وكنت أتساءل " عنك " وأقول: ما موقف ذلك الشاب التقي الورع والذي نذر نفسه منذ الصغر للدعوة وما هو موقفه من هذا.. الذي يجري أمام أعيننا.. هل هذه هي الدولة الإيمانية التي يحلم بها هذا الشاب وظل يدعو لها ويترقبها منذ أن كان يافعاً ؟؟؟ ..
· أخي قبل أن ننتقل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه التجربة أرجو أن تسمح لي أن نرجع معاً إلى الوراء قليلاً ونعيد معاّ ما علمنا وتحقق لنا فعلاً من مخططات وأهداف ومرامي الأمة " الغضبية " على مر الدهور والسنين وذلك من خلال ما تم تحقيقه وتدقيقه وتوثيقه حتى تاريخه :



· الأفعى الصهيونية : من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتي :
· إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار,إنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم ، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم ، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها :
· اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم ، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم ، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم ، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض ، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات : كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل ألخ .. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها ، ولا يرض منهم إلا بها .
· واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم ، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون . ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها : " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
· ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " عام 1897 م " برئاسة هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها : " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية ، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي ، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى : " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة :
· يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
· يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. ألخ
· إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
· تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
· إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
· هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
· وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية: ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
· قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية: ( كان ذلك في عام 1902م ) .
· قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية: ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين، وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها " انتهى.
· يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريه " ..
· نذكر هنا بعض الموجهات المبثوثة في ثنايا البروتوكولات أل (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون " من الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم:



· بروتوكول رقم (1) :



· " خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. "
· " يجب أن نقرر أن قانون الطبيعة هو: " الحق يكمن في القوة " .
· " أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ وأن الحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه " .
· " لابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة، من: " الإخلاص والأمانة.. تعتبر رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم ما يبلغه ألد الخصوم. "
· " علينا ونحن خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد أي ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) "
· " أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال " .
· " في السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة " .



· بروتوكول رقم (8) :



· " .. ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة : إلى القوم الذين ساءت صحائفهم، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم " .



· بروتوكول رقم (9) :



· " .. نحن كما هو واقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش الراكبون رأسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة.. وأن لنا طموحاً لا يحد، وشرها لا يشبع ، ونغمة لا ترحم ، وبغضاء لا تحس ، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى ، إننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في السلطة ، واشتراكيين وشيوعيين ، وماليين بكل أنواع " الطوبيات " " utopia " ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج ، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة " .
· بروتوكول رقم (10) :



· " .. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر " الأمميين " إلى حالة " مضحكة " من السذاجة والغفلة " Naïveté " بإثارة غروره وإعجابه بنفسه " .
· " .. ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول إلى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل ، وأن لا نعدد الضحايا التي يجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية .. ( من بروتوكول 10 أيضا ) .
· أكتفي بهذا القدر وأرجو أن تعود مرة أخرى إلى هذا الكتاب إذا كان لا يزال بمكتبتك وإلا يمكنك التماسه من: " الدار السودانية " شارع البلدية: كما أذكر ترجمة " الأستاذ محمد خليفة التونسي " مقدمة من الأستاذ / عباس محمود العقاد. ( أقول ذلك لأنه ظهرت ترجمات لاحقه له لا ترقى بمستوى هذه الترجمة الأولى والأحسن والأفضل ) .



· الفترة الثالثة ما بعد الأنقاذ :



· في صبيحة يوم الانقلاب كنت في الشقة ومعي ضيف قادم لتوه من الخرطوم في زيارة ، وفي هذه الأثناء حضر أحد زملاء السكن من الخارج وأخبرنا قائلاً : " علمت أن قائد الانقلاب يدعي " فلان الفلاني " وهنا سأله الضيف : هل أنت متأكد من ذلك ؟؟ قال: نعم أذيع الخبر الآن. وهنا توجهت بالسؤال للأخ الضيف ( وهو موظف كبير بأحد البنوك آنذاك ) : " هل تعرف هذا الضابط ؟ قال: " أعرفه.. ده قريبي..
· هل تعرف ما هو اتجاهه السياسي ؟؟ ردَّ : يا أخي عوض أنت تعرف أنا ما ليش في الأمور السياسية دي .. ولكن كل ما أعرفه وبحكم صلتي بالأسرة أن له صلة وطيدة بالشيخ الترابي..
· كانت هذه الإجابة كافية بالنسبة لي لمعرفة هوية الانقلاب منذ اليوم الأول.
· بعد الانقلاب بفترة حضر إلينا قادماً من الخرطوم أحد الأخوان من الأهل ومنه علمت تفاصيل عملية اعتقال أخونا " منصور " والطريقة التي تمت بها هذه العملية وحكى لي أيضاً الإحراج الذي وقع لأخينا والي الخرطوم آنذاك عندما حاصروه الناس: ( وكان ذلك في مأتم المرحوم ودَّ الشتيلة بمدني ) : قالوا له نحن لم نطلب منك غير معرفة : ( هل هو حي أم ميت ؟؟ .. وإن كان حياً أين مكان حبسه ؟؟ ) ، وهنا أضطر للاعتراف حسب رواية الأخ . بأنه فعلاً سأل عنه في جهات الأمن الرسمية وكلهم أنكروا معرفتهم به وقد علم منهم أن مثل هذه الاعتقالات تتم بواسطة جهات لا علاقة لها بالوزير.. ويودعون في أماكن غير السجون الرسمية.
· وهنا أيضاً تأكد لنا ما أشيع وتدا ولته الأخبار عن ما يسمى: " بيوت الأشباح " والتي صدرت بشأنها كتب موثقه تحكي عن أشياء يند لها جبين الكافر قبل المسلم ومرت الأيام وانكشفت حقائق مرعبة ممعنة في السوء والقبح وشاهدنا هنا وشاهد الجميع.. أثر هذا التعذيب على من بقى حياً منهم بعضهم جاء إلى هنا والبعض الآخر هاجر إلى أقاصي الدنيا.. وبالرغم من أن النظام ظل ينكر لفترة إلا أنه في النهاية أضطر للاعتراف بما حدث داخل هذه البيوت سئية السمعة.
· حرصت في أول أجازه تالية لي أن أقف على الحقيقة منه شخصياً وفعلاً انفردت به وطلبت منه أن يحكي لي بكل أمانة تفاصيل ما حدث له فحكى لي كل شئ وأعطاني صورة متكاملة عن ما يجري داخل هذه الأقبية.. قال إنه لم يمارس ضده أي نوع من أنواع التعذيب الجسدي.. مثل الآخرين.. وذكر لي بالتفصيل أنواع التعذيب بأنواعه المختلفة وتكلم أيضاً عن المستوى الأخلاقي للقائمين بهذا العمل المشين وقال: " والله والله لو أننا لم نراهم بأم أعيننا وهم أمامنا لا يمكن لأي فرد معنا أن يصدق أن ما يصدر من " أفواه " هؤلاء النفر.. أنه صادر من أفواه أشخاص سودانيون تربوا وترعرعوا في أرض السودان.. "
· أن هذا الذي حدث يا أخي لم يكن غريباً بالنسبة لي فهو أمر عادي تمارسه كل الأنظمة الشمولية فهذه كما تعلم يا أخي هي شيمة " الطغاة " فالحكم بالنسبة لهم هو الاستبداد والسلطان المطلق وفي سبيل ذلك يرتكبون كل جريمة وموبقة ود يدنهم دائماً: " الغدر " لا يستعينون إلا ببطانة السوء من النهازين والغادرين ليعينوهم على ظلم العباد.. هكذا رأئناه مطبقاً في كل هذه الأنظمة بدءا من أتاتورك وعبد الناصر سلفاً ومروراً بالقذافي وصدام حالياً.. ولكن الغريب والأكثر تساؤلاً أن يحدث مثل هذا في بلد يرفع راية الإسلام..
· في الأيام الأولى للانقلاب ونحن في الشقة كان يدور نقاش كالعادة بين مؤدين ومعارضين وكنت كعادتي أتجنب مثل هذه المناقشات ولا اشترك فيها ولكن حدث مرة أن احتدم النقاش وتعرض أحد المعارضين بالنقد لسلبيات النظام وقام بتعدادها وهنا تصدى له الطرف الآخر ليس مفنداً لها ولكن بالكلمة المعهودة عادة " ما كل اللي قبلهم كانوا كده "
· وهنا انبريت له قائلاً:
· يجب أن تعلم يا أخي أن الأمر هنا يختلف اختلافاً بائناً ، فلا وجه شبه البتة بين الأنظمة السابقة منذ الاستقلال وبين هذا النظام ، وبالتالي لا يجوز مثل هذه المقارنة . قال: لماذا ؟؟
· قلت كلنا يعلم أن النظام الحالي قد أخذ السلطة قهراً ثم تعهد أمام الله وأمام الشعب أنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا لقيام حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بهدي الكتاب والسنة. فهنا يا أخي يصبح واجب أي مسلم سوداني بصفة خاصة وأي مسلم أخر بصفة عامة أن ينظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام ويزن ذلك كله بميزان الشرع، فإن تطابق معه فهو مطالب شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه وأن تكشف له عكس ذلك أو تأكد لك أنهم ليسوا على الحق فهنا يلزم أن تحدد موقفك بما يقتضيه حكم الشرع في مثل هذا المقام، ولا مكان هنا للمقارنة مع أي وضع آخر لم يدخل في التزام من أصله. هذا من جانب ومن جانب آخر.
· إن الأوضاع السابقة التي تشير إليها وصلت السلطة عن طريق آلية التفويض الجماهيري ومقدور على إزاحتها بذات الآلية، أما النظام الحالي فقد عطل هذه الآلية وفرض سلطته بقوة السلاح فأين وجهه المقارنة هنا وخاصة إذا نكس العهد ولم يراع الله في الرعية..

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع العوضابي مشاركات 29 المشاهدات 12656  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه