القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > قسم التصوُّف

قسم التصوُّف مُنتدى خاص بعلوم وكُتُب السادة الصوفية...

الشريفة مريم الميرغنية...

قسم التصوُّف

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-23-2019, 08:31 AM   #1
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Welcome1 الشريفة مريم الميرغنية...


أنا : أبو الحُسين




ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ..
ﺃﻡ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﺕ : ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ .. “ ﺳﺘﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺠﺪﻱ ”
ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻟﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺧﺒﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺤﻜﻲ ﻭﻓﺎﺓ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺟﺮﺡ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﺮﻭﺭﻱ ﻭﻗﻊ ﺑﺴﻨﻜﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ .. ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻋﺮﺑﺔ ‏« ﻟﻮﺭﻱ ‏» ﻋﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻮﻟﻴﺔ ‏« ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ‏» .. ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﻧﻔﺴﻲ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﻭﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﺎ ﻟﻜﻦ ﻋﺪﻟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺳﺮﺍﻋﺎ ﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﺎﻷﺳﻮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩﺓ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﻤﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎﺗﻒ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﻱ ﻣﺮﻣﻮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻳﺴﺘﻔﺴﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺳﻴﺮﺗﻬﺎ .. ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ .. ﻭﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ .. ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺘﺎﺟﻬﺎ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻟﺘﻘﻴﺘﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻤﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﻓﺮﺩ ﻣﺮﺍﻓﻘﻪ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺻﻮﺭ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﺍً ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﻔﻴﺔ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻋﺎﻭﻧﻨﻲ ﻟﻼﺗﺼﺎﻝ ﺑﺤﻔﻴﺪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺧﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺒﺨﻞ ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ..
ﻣﺤﺒﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻳﻜﻨﻬﺎ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﺪﻱ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺟﺪﺍ ﻟﻜﻦ ﺳﻮﺍﻫﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻥ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﻤﺎﺋﻠﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ .. ﺗﺤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻓﻴﺤﺞ ﺇﻟﻰ ﺿﺮﻳﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﺇﺣﻴﺎﺀً ﻟﺴﻴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﺨﻠﻴﻘﺔ .. ﻓﻤﻦ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻐﻠﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ ..
ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻫﺎﺷﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺨﺘﻢ؛ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺔ . ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺎﻭﻟﻲ؛ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺮﻕ ﺑﻴﻮﺗﺎﺕ ﺍﻻﺭﺗﻴﻘﺎ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻫﻲ ﻋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻨﺎً ﻓﻲ ﺟﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1287 ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻬﺠﺮﻳﺔ ، ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺨﺘﻢ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﻫﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﻦ ، ﻭﺍﻗﺘﺮﻧﺖ ﺑﺎﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1266 ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﺛﻢ ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1321 ﻫﺠﺮﻳﺔ، ﻭﺩﻓﻦ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﻬﻀﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺄﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻﺣﻤﺮ ﺑﺸﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﻮﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ : ﺇﻥ ﺑﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﻀﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺘﻬﺎ ‏( ﺑﺤﻲ ﺍﻟﻤﺸﻴﻞ ‏) ﻓﻲ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮﻓﺎﺗﻪ، ﻭﻣﻜﺜﺎ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ‏« ﺍﻟﻮﺻﺎﻳﺎ ‏» ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ، ﻭﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺍﻟﻤﻬﻴﺐ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ : ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻔﻀﺎﺽ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺧﻠﻌﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻠﻞ ﻭﺣﻠﻲ ، ﻟﺘﺘﻬﻴﺄ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺠﺴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ....
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﻭ ﺗﺸﺮﺏ ﺃﻭ ﺗﺴﻜﻦ ﺃﻭ ﺗﻠﺒﺲ ﺍﻻ ﺑﻤﺎ ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺹ ، ﻭﻫﻮ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻴﺮﺍﺙ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﻏﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺸﺮﺏ ﻟﺒﻨﺎ ﺃﻭ ﺗﺄﻛﻞ ﻟﺤﻤﺎ ﺍﻻ ﻣﻦ ﻏﻨﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺒﺴﻬﺎ ﻭﺗﺠﻌﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻃﻬﻮﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﺑﺌﺮ ﺣﻔﺮﺗﻬﺎ ﺑﺤُﺮ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ‏( ﺣﻲ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ‏) ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﺟﻌﻠﺘﻪ ﻭﻗﻔﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻴﻢ ﺷﺘﺎﺀً ﺑﺴﻮﺍﻛﻦ، ﻭﺗﺮﺣﻞ ﺻﻴﻔﺎً ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﻜﺎﺕ ، ﻓﻔﻲ ﺷﻬﻮﺭ ﺍﻟﺼﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﻔﺮﻏﻮﻧﻪ ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﻥ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺭﺟﻞ ﺧﺼﺼﺘﻪ ﻟﺬﻟﻚ ، ﻃﺤﻨﺎ ﻭﻋﺠﻨﺎ ﻭﻋﻮﺍﺳﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺎﺷﻰ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺣﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﻦ ﻗﺪ ﻳﻜﻦّ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﺴﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏( ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﻉ ﻣﺎ ﻻﺑﺄﺱ ﺑﻪ ، ﺣﺬﺭﺍ ﻣﻤﺎ ﺑﻪ ﺑﺄﺱ ‏) .
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻧﺎﺩﺭ ﺟﺪﺍً ﺧﺼﺼﻪ ﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻬﻮﻑ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻠﺠﺄ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺷﺎﻛﻴﺎ ﻫﻤﺎ ﺃﻭ ﻏﻤﺎ ﺃﻭ ﺃﻳﻤﺎ ﻣﻦ ﺻﺮﻭﻑ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻓﺘﺮﻓﻊ ﻛﻔﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻣﺘﺸﻔﻌﺔ ﺍﻻ ﻭﻳﻜﺮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﺪﻋﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻨﻘﻀﻲ ﺣﻮﺍﺋﺞ ﻗﺎﺻﺪﻳﻬﺎ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻻﺗﺤﺼﻰ ﻓﻜﻢ ﻧﻄﻖ ﺍﻻﺧﺮﺱ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺗﻬﺎ ﻭﺷﻔﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻫﺘﻪ ﺃﻭ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻤﺸﻠﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﻋﺎﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ‏( ﻗﺪ ﻳﺘﻠﺠﻠﺞ ﻣﺎ ﺣﻜﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻪ ﻓﻴﻨﻔﻮﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﻫﺬﺍ ‏) ﻭﻧﻘﻮﻝ ﻟﻬﻢ ‏( ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﻣﻊ ﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﺞ ﻫﻮ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺰﺓ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻻ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺩﺍ ﻭﺇﻋﺪﺍﻣﺎ ، ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻪ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻣﺮ ﻣﺎ ﻓﻴﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻪ ﻭﻳﻜﺮﻣﻪ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻞ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ؟ ‏) .
ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺸﻒ
ﻛﺎﻥ ﺯﻫﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻣﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﺒﺪﻯ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ، ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺛﻮﺑﺎ ﺃﺑﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺵ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺛﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻻ ﺗﻠﺒﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﻘﺘﺺ ﻣﻨﻪ ﻗﻄﻌﺘﻴﻦ ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺣﻴﺎﻛﺘﻬﻤﺎ ﻓﻴﺼﺒﺢ ‏( ﻣﺮﻗﻮﻋﺎ ‏) ﻭﻫﻮ ﺟﺪﻳﺪ، ﺃﻣﺎ ﺣﻠﻴﻬﺎ ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺇﻻ ﺩﺑﻮﺳﺎ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺗﻀﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﻬﺎ ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻮﺹ ﻛﻌﺎﻣﺔ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﻘﺸﻔﻴﺔ ﺍﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍ ﺫﺍﺗﻴﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺎﻧﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ، ﺯﻫﺪﺍ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻭﺣﻘﺎﺭﺗﻬﺎ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﻓﺎﺭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻘﺸﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺰﻣﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺄﻓﺨﺮ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻔﺤﺔ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺍﻥ ﺫﻫﺒﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺴﺒﻎ ﻋﻠﻰ ﺣﺸﻤﻬﺎ ﻭﺧﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﺠﻤﺮ ﻭﺣﺠﻮﻝ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺍﻟﻤﻄﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ ﻣﻨﺰﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻟﻮﺹ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻄﻮﺏ ﺍﻻﺣﻤﺮ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺪﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻓﻖ ﺑﺎﻻﺧﺮﻳﻦ ، ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻌﻞ ﺟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻮﻱ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺄﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺪﻭﺍ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﻨﻌﻬﻢ ، ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ‏( ﺍﻧﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ‏) ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ‏( ﻟﺴﺖ ﻛﺄﺣﺪﻛﻢ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺑﻴﺖ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻲ ﻳﻄﻌﻤﻨﻲ ﻭﻳﺴﻘﻴﻨﻲ ‏) ﻭﻫﻲ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻳﻤﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ
ﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻕ
ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻕ ﻭﺇﻛﺮﺍﻡ ﺍﻻﺿﻴﺎﻑ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﺮﻣﻬﺎ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪﻭﺍ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺼﺪ ﻣﺼﻴﻒ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ ﻟﻼﺳﺘﺮﻭﺍﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻻﺧﺮ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﻤﻘﺪﻣﻪ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻴﺎﻑ، ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺣﻀﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﻏﺮﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺷﻤﻠﺖ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻴﻒ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ : ‏( ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺃﺭﻛﻮﻳﺖ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻟﻮﺭﻱ ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﺨﺮﺍﻑ ﻭﻣﺄﻛﻮﻻﺕ ﻭﺻﻔﺎﺋﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺤﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻦ ﻭﺭﻏﻴﻒ ﻭﻛﺮﺍﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺍﺳﺘﻔﺴﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻴﺎﻓﺘﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ‏) .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺗﻜﺮﻡ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻭﺑﻌﺪ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﺗﺘﻜﻔﻞ ﺑﻨﻔﻘﺎﺕ ﻋﻮﺩﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﺬﺍﻛﺮ ﻭﻃﻌﺎﻡ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ . ﻭﺗﺤﻜﻰ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻗﺼﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺍﻥ ﻧﺎﻇﺮ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﺼﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﺗﺮﺳﻞ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﻛﺬﺍ ﺗﺬﻛﺮﺓ ﻟﻜﺬﺍ ﺃﺷﺨﺎﺹ ، ﻭﺗﺤﺎﺳﺒﻪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ، ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺎﻇﺮ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ‏( ﺣﻀﺮ ﺇﻟﻲّ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺒﺠﺎﻭﻳﺔ ﻭﻧﺎﻭﻟﻨﻲ ﻛﻴﺴﺎ ﺑﻪ ﻧﻘﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺿﻌﻬﺎ ﻋﻨﺪﻙ ﺃﻣﺎﻧﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺨﺼﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻲ ﺑﻪ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻌﺮﻓﺔ ، ﻓﻮﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﻭﻣﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻝ ﺳﺒﻴﻠﻪ ‏) . ﻳﻘﻮﻝ ﻧﺎﻇﺮ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ‏( ﻓﺠﺄﺓ ﻳﻬﺒﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻣﻨﺰﻋﺠﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺠﺰ ﺑﺎﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﻳﺘﺴﺎﻭﻯ ﻭﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻠﻔﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻓﺄﻟﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺍﻻﻋﺮﺍﺑﻲ ﻭﺃﻋﺪﻫﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ، ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻻ ﻳﻨﻘﺺ ﻓﺘﺮﻙ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺧﺰﻳﻨﺘﻲ ﻭﺳﺎﻓﺮ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻻﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ‏) .
ﻟﻢ ﺗﺨﺺ ﺑﻌﻄﺎﺋﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻞ ﺗﺠﺎﻭﺯﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ، ﻭﺣﻜﻰ ﺭﺟﻞ ﺷﻬﻴﺮ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻹﻧﻜﺎﺭ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻭﻟﻠﺴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻭﺿﻌﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﺣﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻣﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺳﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻤﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺒﻴﻬﺔ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻰ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ، ﻓﺠﺌﺖ ﻟﻴﻼ ﻭﻃﺮﻗﺖ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻔﻲ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻗﻞ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﺏ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻘﺎﺑﻠﺘﻜﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺍﺩﻋﻰ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪﻱ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻠﻤﺮﺍﻏﻨﺔ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺍﻥ ﺍﻻﺑﻮﺍﺏ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﻢ ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ‏( ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻭﻧﺎﻭﻟﻨﻲ ﻣﺒﻠﻎ 5 ﺟﻨﻴﻬﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺘﺎﺟﻪ ﻟﻔﻚ ﻋﺴﺮﺗﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ‏( ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻋﻄﻮﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭﺍﺑﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻭﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻪ : ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ ‏) .
ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺤﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺒﺎﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﺍﺭﺉ ﺍﻻﺳﺮ ﻭﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﺳﺘﺪﻋﺖ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺷﻴﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻟﻬﺎ ﻟﻠﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻳﺪﻋﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ، ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﻃﺮﻕ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻣﺎﻧﺘﻬﻢ ﻋﻴﻨﺎ ﺃﻭ ﻧﻘﺪﺍً .
ﻭﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﺤﻤﺪﻳﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻛﺎﻇﻢ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺘﻪ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻟﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻛﺐ ‏« ﺣﻨﻄﻮﺭﺍ ‏» ﻳﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺣﺴﻦ ﺣﺴﻴﻦ ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺗﻨﺎﻭﻟﻨﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻷﺳﻠﻤﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﻃﺮﻕ ﺍﻻﺑﻮﺍﺏ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻇﻢ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺮﺩﺩ ‏( ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﻗﻤﺖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺧﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯﻫﺎ ‏) .
ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﻴﺎﻥ ﺗﻤﺮ ﺑﺄُﺳﺮ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺿﻴﻖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻴﺪ ﺃﻭ ﺩﻳﻮﻥ ﺗﺮﺍﻛﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ، ﻟﺘﻔﻚ ﻋﺴﺮﺗﻬﺎ ﻓﺘﺮﺳﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﻨﺪﻭﺑﺎ ﻳﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﻳﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻣﺮﺗﻪ ﺑﺮﺩ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ .
ﻭﻣﻦ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺧﻄﻴﺐ ﻣﺴﺠﺪ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ﻭﻳﻘﻮﻝ ‏« ﺍﺳﺘﺪﻋﺘﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺆﺗﻤﻦ ﻟﻪ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺞ ﻟﺘﺮﺳﻞ ﻣﻌﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ ﻣﻨﺰﻻ ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻗﻔﺎ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺰﻭﺍﺭ ﻭﻣﺠﺎﻭﺭﻱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺼﻔﻪ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﺼﻠﻰ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﻮﺭ ﺍﻧﻪ ﺣﻤﻞ ﺍﻻﻣﺎﻧﺔ ﻟﻠﺤﺎﺝ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﻦ ﻣﻘﺪﻣﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﺄﻧﺠﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﻭﺣﻀﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻓﺬﻫﺒﻨﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﺇﻳﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﻭﻭﺿﻌﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻭﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻃﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻃﻤﺄﻧﺖ ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ‏( ﻫﻞ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﺃﻭ ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ ؟ ‏) ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ‏« ﻻ ‏» ﻓﻤﺰﻗﺖ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ﻭﺃﺿﺮﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺛﺎﻟﺖ ‏« ﻻﺗﺤﻜﻴﺎ ﺫﻟﻚ ﻷﺣﺪ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ‏) .
ﻭﻣﻦ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺑﺘﻐﺎﺀ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ﺗﺸﻴﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﺼﻮﻉ ﻭﺟﺒﻴﺖ ﻭﺳﻨﻜﺎﺕ ﻭﺳﻠﻮﻡ ﻭﺗﻬﺎﻣﻴﺎﻡ ﻭﺗﻠﺠﺮﻳﺐ ، ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﺳﻨﻜﺎﺕ ﻭﺇﻧﺸﺎﺀ ﺧﻼﻭﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﺎ ، ﺗﻌﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺣﻔﻈﺔ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺮﺣﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﻦ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﻣﺸﺎﺋﺨﺎ ﻳﺼﺤﺒﻮﻧﻬﻢ ﺍﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﻮﺍ ﻳﻌﻠﻮﻧﻬﻢ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﻭﻳﻔﺘﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻬﻬﻢ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺗﺒﺎﺭﺡ ﺇﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﺪﻥ ﺳﻮﺍﻛﻦ ، ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻭﺟﺒﻴﺖ ، ﺇﻻ ﻧﺎﺩﺭﺍ ﺍﺫ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻮﻉ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪﺍ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﺎﺣﺘﻔﻰ ﺑﻤﻘﺪﻣﻬﺎ ﻭﺃﻛﺮﻡ ﻭﻓﺎﺩﺗﻬﺎ ، ﻭﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻧﻮّﻩ ﺑﻌﻈﻴﻢ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﻭﺭﻓﻌﺔ ﻣﻘﺎﻣﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻻﻫﺎ ، ﺛﻢ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﺘﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻳﺤﻪ ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻛﻤﺎﻝ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺧﺒﺮ ﻣﺮﺽ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺑﺴﻮﺍﻛﻦ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ ﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﻣﺼﻮﻉ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺃﻭﺻﺖ ﺑﺈﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﺔ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻟﺘﻌﺘﻨﻲ ﺑﺰﻭﺟﻬﺎ .
ﻭﺳﻔﺮﻫﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻛﺎﻥ – ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ - ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘﺸﻔﺎﺀ ﺑﻤﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﺒﺎﺧﺮﺓ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ‏( ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻌﺜﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺷﻜﻮﺍﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﺔ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﻬﺎ . ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﻩ ﻟﺒﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﻞ ﺟﺜﻤﺎﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺪﻓﻨﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ .
ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻟﻠﻜﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻕ ﺑﺬﺭﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻗﺎﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻗﺮﺓ ﻋﻴﻦ ﻭﻳﺨﻠﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﻡ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﻭﺧﻼﻓﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻻﻣﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻮﻝ ﺑﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺼﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻓﺸﺎﻃﺮﺗﻪ ﻋﻤﺘﻪ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ ﺗﻘﺪﻳﺮﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻼﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﺘﺎﻓﻪ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﺑﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺟﻤﻴﻌﻪ ، ﻓﺒﺬﻟﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻣﺴﺎﻋﻴﻬﺎ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﺍﻗﺘﺮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ، ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻟﻴﺒﻌﺚ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺣﻔﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺯﻳﻨﺐ ، ﺛﻢ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﺼﻤﺘﻪ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺏ ﺗﺴﺘﺄﺫﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ‏( ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺮﺟﻮ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻚ ﻭﺭﺿﺎﺋﻚ ﻛﻲ ﻧﻌﻘﺪ ﻗﺮﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ‏) ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎ ﺍﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺿﺮﺓ ، ﻓﻘﺪ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺎﻃﻤﺔ ، ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﺑﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺘﺒﺠﻴﻞ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ، ﺛﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ ﺍﻥ ﺗﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻹﺗﻤﺎﻡ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ، ﻭﺟﺮﺕ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻛﻤﺎ ﻫﻴﺄﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻭﺍﻛﺘﻤﻞ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻟﻴﺜﻤﺮ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ .
ﻋﺎﻡ ﺍﻷﻓﺮﺍﺡ .. ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1936 ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﻣﻮﻟﻮﺩﺍً ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﻭﻭﺍﺭﺙ ﺳﺠﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﻭﻣﺤﺒﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﺠﺔ ﺍﻻﻓﺮﺍﺡ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻓﻘﻂ ﺯﻑ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻧﺒﺄ ﻣﻴﻼﺩ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ، ﻓﺎﺑﺘﻬﺠﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺇﻳﻤﺎ ﺑﻬﺠﺔ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﺃﻣﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﺃﻗﺎﻣﺖ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺴﻨﻜﺎﺕ ﺗﻘﺒﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﻭﻧﺤﺮﺕ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭﻭﺯﻋﺖ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﺰﺕ ﻭﻓﺪﺍ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺍﻷﻋﻴﺎﻥ ﻭﺑﻌﺜﺖ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻟﻴﻨﻮﺏ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻣﻬﻨﺌﻴﻦ ﻭﻣﺒﺎﺭﻛﻴﻦ .
ﻭﻻﺣﻘﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﺻﻴﺔ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺪﺓ ﻣﺮﻳﻢ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ، ﻭﻳﺤﻜﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺣﻀﺮ ﺣﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺣﻤﺪ ﻫﺎﺷﻢ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﺭﺟﺐ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1422 ﻫﺠﺮﻳﺔ ﻓﺎﻣﺴﻚ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻓﻮﻥ ﻭﺣﻜﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﻟﻮﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻓﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ‏( ﺧﻄﺒﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﺮﻳﻢ ، ﻫﻲ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ‏) ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻭﻓﻖ ﻭﺻﻴﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻻﺧﺮﺓ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻴﻢ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺿﺮﻳﺤﻬﺎ ﺗﻴﻤﻨﺎً ﻭﻋﺮﻓﺎﻧﺎً .
ﻋﻼﺝ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﻳﻮﻡ
ﺣﻴﻦ ﻧﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﺑﺎﺧﺮﺗﻪ ‏« ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺳﺔ ‏» ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻊ ﻃﺎﻗﻢ ﻃﺒﻲ ﻣﻘﺘﺪﺭ ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﻣﻜﺜﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻛﺘﻮﺑﺮ 1951 ﺣﺘﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻳﻨﺎﻳﺮ 1052 ﺗﻮﺍﻓﺪﺕ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻭﻭﻓﻮﺩ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻣﺼﺮ ، ﻭﺣﻴﻦ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺄﻧﺒﺎﺀ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ﻟﻼﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﺒﺚ ﻧﺒﺄ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻋﻘﺐ ﻛﻞ ﻧﺸﺮﺓ ..
ﻭﻣﻜﺜﺖ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻳﻮﻡ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻮﺩﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻓﻤﻦ ﻭﺍﺩﻱ ﺣﻠﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﺎﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻭﺣﺸﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﻳﺪﻳﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺑﻬﻴﻦ ﻟﺰﻣﻬﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺭﺱ ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﻌﺪﻭﻥ ﺑﻄﻠﺘﻬﺎ ﻭﺗﺤﻴﺘﻬﺎ ﻟﻬﻢ ، ﻭﻓﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻛﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﻨﻔﺼﻞ ‏( ﺻﺎﻟﻮﻥ ‏) ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻦ ‏( ﺍﻛﺴﺒﺮﻳﺲ ﺣﻠﻔﺎ ‏) ﺍﻟﻤﺘﺠﻪ ﻟﻠﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﻟﻴﻠﺤﻖ ﺭﻛﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻄﺒﺮﺓ ﺗﺼﻄﻒ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﻬﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺗﻠﻚ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﻤﺪﺓ ﺳﺮﻭﺭ ﺍﻟﺴﺎﻓﻼﻭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﻟﻤﺪ ﻣﺴﺎﺭ ﻓﺮﻋﻲ ﻟﺨﻂ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺣﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﻲ ‏( ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ‏) ﺍﻟﻌﻄﺒﺮﺍﻭﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻟﻴﺤﻈﻲ ﺑﺸﺮﻑ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ،ﻭﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻑ ﺃﺟﺮﻯ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﻨﺎﻭﺭﺗﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﻓﺼﻞ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻴﺤﻒ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ، ﻭﺑﺎﺕ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺴﺎﻓﻼﻭﻱ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺘﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﻓﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺤﺎﺱ ﺑﺪﻗﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺯﻏﺎﺭﻳﺪ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﺄﻫﺎﺯﻳﺞ ﻭﻣﺪﺍﺋﺢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﻳﺪﺍ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﺪﻝ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺻﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﺘﻪ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻼﻃﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺻﻌﺪﺕ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻮﻕ ‏( ﻣﺼﻄﺒﺔ ‏) ﺗﻠﻮﺡ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﻟﻤﺤﺒﻴﻬﺎ ﻭﻣﺮﻳﺪﻳﻬﺎ
ﻣﻌﺎﻭﺩﺓ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ .. ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻣﻦ ﺭﺟﻮﻋﻬﺎ ﻋﺎﻭﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻻﻣﺮ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺖ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﺒﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺑﺈﺭﺳﺎﻝ ﻃﺎﻗﻢ ﻃﺒﻲ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺑﺬﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻹﻧﻘﺎﺫﻫﺎ .. ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺟﻞ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ .. ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻤﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﻳﻀﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻫﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ .. ﻭﻓﺎﺭﻗﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺟﺴﺪﻫﺎ .. ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1952 ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ﻟﻠﻴﻮﻡ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ 1371 ﻫﺠﺮﻳﺔ .
ﺍﻟﺘﺴﻠﻞ ﺑﺎﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ..
ﺗﻜﺘﻢ ﻣﺮﺍﻓﻘﻮ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﺄ ﻭﺷﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻟﻠﺘﺴﻠﻞ ﺑﻠﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺟﺜﻤﺎﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﺃﻭﺻﺖ ﺑﺪﻓﻨﻬﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺨﺸﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻫﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻴﺴﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺭﺍﻓﻀﻴﻦ ﺍﻥ ﺗﺒﺎﺭﺣﻬﻢ ﻭﺭﺍﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺨﻄﻰ ﺍﻻﻣﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺎﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻗﻀﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻭﺑﻬﺎ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﺎ ﻭﻣﺤﺒﻮﻫﺎ ﻭﺃﻫﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﻣﺮﻗﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺘﻜﺘﻢ ﻧﺎﺗﺠﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﻍ ﻓﺴﺒﻖ ﻷﻫﻞ ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﺍﻥ ﺣﺎﻟﻮﺍ ﺩﻭﻥ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﺟﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺑﻜﺮﻱ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺟﻌﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ‏« ﻛﺮﻥ ‏» ﺇﻟﻰ ﻛﺴﻼ ﻭﺳﺪﻭﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺣﺘﻲ ﺗﻢ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ‏« ﻛﺮﻥ ‏» ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺴﺘﺮ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻟﺘﻜﺘﻤﻞ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﺟﻮﺍﺭ ﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺑﻘﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺘﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﻜﺎﺕ ﻟﻴﻼ ﻭﺳﺠﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺘﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺷﺎﻉ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻓﺎﺭﺗﺠﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﻔﺠﻮﻉ ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﺏ ﻭﺍﻷﺭﺟﻞ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﺍﺋﺮﺗﻬﺎ ﻭﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺃﺣﺪ ﻣﺘﺠﺮﻩ ﻭﺑﺎﺭﺡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻮﺻﺪﻭﺍ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﺤﺐ ﺍﻟﻜﻞ ﻭﻃﻐﻰ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﺊ .
ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻳﺘﻼﻃﻢ ﺣﺰﻧﺎ ﻭﺻﻞ ﺣﻔﻴﺪﻫﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ﻭﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺶ ﻭﻭﺩﻋﻪ ﺑﺎﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﻣﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻭﻫﺎﺝ ﺣﺴﺐ ﻭﺻﻴﺘﻬﺎ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻌﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﻥ ﻭﺻﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ ﻣﺰﺍﺭﺍ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﺗﻘﺎﻡ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺤﻮﻟﻴﺔ ﻛﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻻﻻﻑ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻓﺎﺿﻠﺔ .
ﻭﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﺧﻠﻔﺖ ﻋﻠﻲ ﺳﺠﺎﺩﺗﻬﺎ ﺣﻔﻴﺪﻫﺎ ﻣﻮﻻﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﺳﺮ ﺍﻟﺨﺘﻢ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﻣﺮﺷﺪﺍ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﻭﻻﻳﺰﺍﻝ ﺑﻬﺬﺓ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ﻭﺣﺘﻲ ﺍﻻﻥ ﻣﻜﺮﻣﺎ ﻟﻀﻴﻮﻓﻬﺎ ﻭﻣﺤﻴﻴﺎ ﻟﺬﻛﺮﺍﻫﺎ , ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻴﺔ ﻭﻭﻓﻮﺩ ﻣﺤﺒﻴﻬﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻰ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻤﺮ ﺣﺴﻦ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﻧﺎﺋﺒﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﻪ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﺭﺣﻴﻠﻬﺎ .
ﻭﻣﻨﺬ ﻣﻔﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺳﺘﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺫﻛﺮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻴﺔ ﻭﻳﺘﻮﺍﺭﺙ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ﻭﺍﻣﺘﺪ ﺻﻴﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺨﺘﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺩﻳﺎﺭ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻛﺴﻼ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ، ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺷﻌﺮﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ﻟﻠﺸﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﻳﻢ ﻭﻳﺪﻋﻮﻧﻬﺎ ﻟﺘﺤﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ‏« ﺳﺘﻲ ﻣﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﻣﻨﺠﺪﻱ .. ﺷﻮﻓﻲ ﺣﺪﻧﺎ ﻭﻳﻦ ﺣﺪﺩﻱ ‏» .

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أبو الحُسين مشاركات 1 المشاهدات 5587  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه