القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-2012, 07:30 PM   #1
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)


أنا : العوضابي




بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ )



· أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
· أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
· أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
· أما شافوا القمح ينمو في الحقول , وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
· أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
· أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
· أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟


(للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح . )

للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,....... سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ..... كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ..... والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ....... ..... بل هناك سؤالا أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,... المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ..... جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , .......يأتون بشىء مغائر ومجافى تماما لحقيقتها , ....... بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ..... ليكيدوالديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! ........ فهل هناك فتنة أكبر وأعتنى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟

.......... وفيما يلى نبدأ بالرسالة (1) :

الرسالة (1) : هذه الرسالة تم اعدادها عام 1999وكنت وقتها خارج البلاد أرسلتها لأحد أقربائى من منتسبى الجبهة الترابية كرسالة خاصة , ولكن رفعت عنها خصوصيتها لتعميم الفائدة :


وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
التاريخ 21/1/1999م
الموافق 4/10/1419ه
إلى حضرة الأخ العزيز الدكتور /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،

أخي العزيز كنت قد انتويت الكتابة إليك منذ فترة بعيدة في هذا الموضوع الذي أصبح اليوم الهم الأول والشغل الشاغل لكل أهل السودان ولكن " حُذِّرتُ " من ذلك والآن أرى أن الأمر قد استفحل وأصبح في نظري يتعلق " بالمصائر " ولم تعد مسألة شخصية، لذا أعتقد أن الوقت قد حان لأعرض عليك هذه التجربة ……… إنها تجربة شخصية ودراسة متواضعة، لكي نتبصر معاً ولنتفا كر في نتائجها بعيون مبصرة وقلوب مفتوحة وآذان صاغية ، وإني إذ أقدم على ذلك الآن لا أريد إلا وجه الحق ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذلك : " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " ..... تمر هذه التجربة من خلال ثلاث مراحل هي :
· الأولى : من أول الثمانينات إلى تاريخ الانتفاضة.
· الثانية : من تاريخ الانتفاضة إلى قيام الإنقاذ.
· الثالثة : ما بعد الإنقاذ.

وقبل أن أدخل في الموضوع أرجو أن أبدأ بالمقدمة

" الإخوان والشيوعيين "

· عندما خرجت من القرية وأنا في مستوى الأولية كنت قد حفظت ربع القرآن على المرحوم الوالد ودرست كلاً من العشماوية والعزية والجزء الأول من رسالة ابن أبي زيد القيرواني على شيخنا عثمان الحاج رحمهما الله ... وفي ذلك الحين لم تكن الأحزاب قد تبلورت بشكلها النهائي إلا أن الصراع كان على أشده بين طرفي الإخوان / الشيوعيون، وطبعاً لم يكن لي فكرة سابقة عن ذلك عندما بدأت كالعادة عملية " الاستقطاب " وصلتني الدعوة أولاً من الطرف الثاني جمعت زمرة من الأخوة أولاد البلد وبعد السلام والتحية انحرف الحديث وأصبح كله عن أشخاص من الطرف الأول وتعرضوا لهم بصورة قد تكون عادية في عرفهم آنذاك ، إلاّ إني كرهتها في نفسي ولم أبدي شيئاً ... وقد لاحظت أن هذا الشيْ نفسه تكرر وبصورة أفظع عندما التقيت بالطرف الأول، ... وهنا أدركت بحاثتي حقيقة الأمر: ( أنهما تياران متصارعان والأمر بالنسبة لي هو عملية استقطاب ) ... وهنا أخذت قراراً ونفذته في الحال دون أن أخبر أحداً هو: " عدم الانضمام ألبته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " واستمرت الأيام وكنت كلما جمعتنا مناسبة يصير فيها جدل بين الطرفين، تحدث من الغرائب ما يزيدني اقتناعا بما اتخذته من قرار، ولم أكن سلبياً في هذا الأمر بل استطعت وفي فترة وجيزة جداً أن اطلع ( عن طريق الإعارة منهما في غالب الأحيان ) على الكثير من أديباتهم وبالاختصار:
· بالنسبة للطرف الأول أكاد أكون اطلعت في ذلك الحين على رسائل الشهيد حسن ألبنا كلها بجانب كتب أخرى كثيرة.
· أما بالنسبة للطرف الآخر فقد تناولت بعض الكتيبات والنشرات عن المذهب الشيوعي وكتب في الفلسفة بصفة عامة... واستمر بي الحال حتى اطلعت على رأي المرحوم العقاد في تحديده الدقيق لأصل أبو الشيوعية " ماركس " وعن الشيوعية بصفة خاصة وكل المذاهب الحديثة بصفة عامة... أما بالنسبة للطرف الأول فقد واصلت بصفة مستمرة، إصدارات هذا الاتجاه أو المتعاطفون معه بالقدر المستطاع ولم انقطع... وفي تلك الأثناء لاحظت أشياء غريبة أو كنت أراها غريبة، لاحظت:
· أن الطرف الأول كان يجاري الآخر في سلوكه عندما يحتدم النقاش بينهما ولا يلتزم بالسلوك الإسلامي في المناقشة: لا من حيث الصفة: ( الهدوء وخفض الصوت ) ولامن حيث الهدف: ( الوصول للحق ) بل تجد أن أيما طرف منهما طرح موضوع أو عرض رأيه في موضوع لابد أن يقابله الآخر بالرفض ولو كان مقتنعاً بصحته في قرارة نفسه.. وهو إنكار من لا يريد " الحق " وتقويمه بل بدافع الجدل، مجرد الجدل والمغالبة لا غير.. وكنت أعجب لهذا الحاصل وأحياناً أتدخل وأفك النزاع بالحسنى، وتوضيح وجه الحق بصورة ترضي الطرفين.
· بعد فترة وجيزة اكتشفت أن معلوماتي التي حصلت عليها من أدبيات الطرفين وخاصة الأول تفوق معلومات كثيراً من الأعضاء الملتزمين.
· ظاهرة التعصب الأعمى والمراء هي الغالبة على الطرفين.. لذ1 يندر أن ينتهي نقاش بدون مشادة أو عراك وكان شيئاً مؤسفاً بالنسبة لي.
· ولكن الحمد لله فقد ظللت صديق للطرفين حتى فرقت بنا الأيام ومع مرور الزمن حمدت الله كثيراً عندما علمت أن الله سبحانه وتعالى قد أكرم هؤلاء الذين عصفت بهم الأهواء بالتوبة والرجوع إلى طريق الحق وإلى سواء السبيل.

· الفترة الأولى: بداية الثمانينات وما قبل الانتفاضة:

· حتى بداية الثمانينات كانت معلوماتي الخاصة عن د/ الترابي لا تزيد عن معلومات أي متابع عادي لما يدور في الساحة وكل ما أعرفه عنه أنه من بيت ديني معروف، عرفناه منذ الصغر ونحن في الخلوة من أناشيد جدهم الكبير التي كانت تنشد في المناسبات وسيرتهم العطرة التي كانت دائما على لسان أهلنا الكبار عليهم رحمة الله جميعاً، هذا بجانب أنه استطاع بذكائه وحنكته أن يستولي على تنظيم " الأخوان " الطاعن في القدم والذي " أنشأ " في حياة الشهيد حسن ألبنا.. وبعد فترة وجيزة انسلخ منه كبار رموزه السابقون له في التنظيم.
· كان له دور ظاهر في ثورة أكتوبر 64 مما كان له بالغ الأثر في اكتساحه لانتخابات الخريجين التي أعقبت الثورة مما أظهر أن هذا الاكتساح كان لشخصه فقط من جمهور الناخبين ولا يمثل قاعدته بدليل إن القائمة التالية له شملت بضع يساريين. أما كل معلوماتي الأخرى أو ما أعرفه هو ما استشفيته من " الميديا المحلية " ولم أقرأ له أو لمعارضيه أي كتاب حتى ذلك التاريخ ومع ذلك كنت أحس أن في النفس شيء من قبله لا أدري سببه إلا أنه كان لي من الهموم ما يصرفني عن مجرد التفكير في ذلك.
· في هذه الأثناء قدم لي أخ صديق وكنت وقتها في سنار ( مهندس من أبناء دار فور ) لا أذكر اسمه قدم لي كتابه " الإيمان " وطلب مني قراءته. وقد سبق لي الإطلاع على كافة المواضيع المشتملة عليه لأئمة كبار مثل الإمام أبي حامد الغزالي والإمام ابن تيميه وتلميذه الإمام ابن القيم الجوزية وغيرهم.
· وأقرُّ هنا أن هذا الكتاب ترك أثرا طيبا في نفسي لذا عندما سألني الأخ ما رأيك فيه ؟ " أجبت: انه يضع مؤلفه في مصاف الأئمة الكبار " .. وتصورت حينها أن هذا الكتاب القيم يمثل الأساس المعتمد والجاري تطبيقه لتربية قواعد التنظيم تربية إسلامية صحيحة بهدف خلق جيل يقوم على فهم صحيح وواعي لحقيقة ديننا الحنيف وعقيدتنا السمحة للارتكاز عليها في قيام نظام إسلامي معافى أو تمكين النظام القائم آنذاك من تحقيق ما تصبوا إليه الأمة من سعادة في الدارين، .. كان هذا ما تصورته حتى تاريخ مغادرتي البلاد في 15/4/1985 ( أي بعد الانتفاضة بأسبوعين تقريباً ) .
·

· الفترة الثانية :من بعد الانتفاضة حتى قيام الإنقاذ :

· في أثناء وجودي بالخارج وعلى مدار سنة ونصف من وصولي هناك كنت على إطلاع دائم ومتابعة لما يجري من خلال الجرائد اليومية والأسبوعية التي لم تكن ممنوعة من الدخول آنذاك ( منعت بعد حرب الخليج الأخيرة ) ووقفت على معظم الأحداث التي أعقبت الانتفاضة.
· في هذه الأثناء تصادفوجودي في مناسبة في منزل أحد الأخوان وكالعادة أثيرت مواضيع كثيرة تناولت فيما تناولت " الدكتور " وفوجئت بأحدهم يقول: " إن الدكتور عندما كان هنا في فبراير 1985، سئل عن مدى جدِّية نميري في تطبيق الشريعة الإسلامية من عدمه وكان رد الدكتور: أنه كان أكثر من جاد بل شبهه بسيدنا عمر بن الخطاب، .. وهنا لم أتمالك نفسي وانبريت له مقاطعاً:
· هذا مستحيل ‍‍‍ لا يعقل أن يقول الدكتور مثل هذا الكلام أبداً.. وهنا اتجهت كل الأعين نحوي في حالة اندهاش واستغراب شديدين.
· ردَّ عليَّ: " لكن يا أخي كيف تنكر ذلك وكل هؤلاء الحضور يشهدون على ذلك فما رأيك فيما لو أسمعناك ذلك مسجلاً بصوته فماذا تقول ؟
· قلت: " إذا تأكد لي أنه قال ذلك، أقول إنه: منافق ‍ "
· فازداد الجميع دهشة وقالوا: " كيف ولماذا ؟؟؟
· قلت : الأمر واضح جداً : أولاً .. خذ مثلاً أنا شخصياً كمسلم أولاً ومواطنا سودانياً ثانياً قد عاصرت تطبيق الشريعة في السودان ( ومع معرفتي التامة والعميقة لشخص نميرى ) ولكن لم أكن أهتم كثيراً عن مدى صدقه من عدمه، بل كان يكفيني أن الشريعة تنزلت وتم تطبيقها بالفعل وبموجب قوانين وتشريعات ملزمة، أما ما عدا ذلك فأمره موكول لله سبحانه وتعالى.
· ولكن وكما تعلمون أنه بعد الانتفاضة تكشفت لنا حقائق دامغة وموثقة عن طريق المحاكم تثبت أن الجرائم التي ارتكبها نميرى بعد تطبيقه الشريعة تفوق كل جرائمه قبلها، وهذا فيه إثبات واضح للجميع أنه كان أبعد الناس عن الجدَّية وأنه لم يرد بها إلاّ السلطة. ثم واصلت:
· هذه الحقائق التي تكشفت لنا بعد الانتفاضة كانت بالنسبة لنا جميعاً " غيباً " ولكنها بالتأكيد لم تكن " غيباً " بالنسبة " للدكتور" الذي كان أقرب الناس إليه وبالتالي محيط وعلى علم تام " بكل شيء " : مما تكشف وأصبح معلوماً للجميع ، وما لم يتكشف حتى الآن ، كل ذلك هو عالم ومحيط به فكيف يأتي هنا قبل شهرين فقط من الانتفاضة ويقول قولته هذه ؟؟؟
· هنا تنفس الجميع الصعداء وقالوا إن ما قلته حق وهو أمر يستدعي التفكير فيه.. ( ووعدني الأخ بإحضار الشريط لي لاحقاً ) .
· بعد أيام جاءني الأخ المذكور بالمكتب وأعتذر لعدم عثوره على الشريط وقدم لي الكتاب الدوري لجامعة الإمارات عن الموسم الثقافي لعام 84/1985 . قال لي أنه يتضمن فيما يتضمن محاضرة: " الدكتور " كاملة ومثبت فيها أسئلة الحضور وإجاباته عليها بالتفصيل، وشكرته على ذلك وأخذت الكتاب معي للمنزل.
· بمجرد وصولي المنزل قرأت أولا المحاضرة ثم عرجت على الأسئلة.. وكان نفس السؤال من ضمنها والذي قيل انه تكرر في كل لقاءا ته التي تمت داخل دولة الإمارات
· السؤال : كان عن مدى صدق نميرى من عدمه في إعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية ؟؟
· الإجابة: في صفحة 94،95 من الكتاب المذكور استغرقت حوالي صفحتين جاء فيها : " .. صدقوني لو رأيتم حاكماً في السودان طبق الشريعة الإسلامية فاعلموا أنه لا أقول جاداً وحسب ولكن شخص " متوكل " توكلاً لا يعهد ه في حاكم مسلم آخر.. ،، ثم تابع قائلاً : " .. أما عن ماضيه وتوبته.. أكبر مثال للحاكم المسلم الصالح عمر بن الخطاب كيف كان قبل أن يكون الإسلام.. وهل ضرَّه ذلك الماضي قبل الإسلام من أن يكون أشهر العادلين في حساب المسلمين وغيرهم.. ،، وختم حديثه قائلاً : " .. مهما يكن من شئ فإن الذي حدث وأنا على ذلك شاهد: " جد توكل بالغ "
· " متوكل " أخي هذه الكلمة استوقفتني حقيقة ودخلت حينها في إطراقه طويلة من شدة المفاجأة.. هذه الكلمة لو قالها أي رمز آخر من القادة السياسيين الأُخر لما أعرتها أي اهتمام إذ ربما لا يدرك معناها الحقيقي حيث يفسرها العامة بمعنى " التواكل " أما أن تصدر من صاحب كتاب " الإيمان " والذي يدرك ماذا تعني هذه الكلمة المقدسة وقد أفرد لها أكثر من صفحة على ما أذكر في كتابه هذا، شارحاً وموضحاً المفهوم الحقيقي لمعنى التوكل في الإسلام.. أما أن تصدر منه بالذات فكانت بالنسبة لي صدمه وأي صدمة.. كانت صدمة شديدة وربما كانت هي: " قاصمة الظهر "
· ملحوظة : " بعد أربع أو خمسة سنوات من هذا التاريخ قرأت رأيه في نميرى " .. بعد الانتفاضة يقول فيه: " .. لقد كان نميرى فرعوناً لأنه لم يرد بالدين شيئاً "
· وهنا عزمت أمراً : " هذا الموضوع خطير ويحتاج إلى متابعة دقيقة .. وأنَّى لي أن أقوم بذلك وأنا أعيش في ظروف لا يحسد عليها: أعمل (13) ساعة في اليوم والشركة على عتبة الإفلاس.
· المهم: بدأت أتابع بقدر المستطاع إصدارات تلك الفترة ( الصحافة السودانية ) وكانت مليئة بالمقالات التي تعرضت لفكره ولسيرته من كتاب مختلفين أعرف بعضهم والكثير منهم لا أعرفه، وقد شمل ذلك أشياء كثيرة ومثيرة، بل مخيفة وغريبة بالنسبة لي. قالوا عنه:
· قالوا: ما هو إلا منافق " يتدثر بالدين لتحقيق أهداف سياسية بهدف الوصول للسلطة فقط لا غير.
· قالوا: إنه مكيافيلى ، وعدَّه آخرون بأنه صنيعة ماسو نية يعمل لصالح الماسونية العالمية .
· قالوا: (وهذه لأحد الكتاب كان من رموز الإتجاة الإسلامي سابقاً قال هذا: أو ادعى إنه دسيسة لتدمير دعوة الإخوان المسلمين وأتهمه بأنه لعب دوراً كبيراً في المؤامرة التي أدت إلى توصيل الشهيد سيد قطب إلى حبل المشنقة . " قصة الأسلحة على ما أذكر "
· وتعرضوا يا أخي لسيرته الشخصية بصورة لا تليق بمواطن عادي فضلاً عن زعيم ديني وصاحب ألقاب كبيرة وقائد لتيار يعد محط آمال لطائفة كبيرة من خيرة شباب الأمة.
· لهذا كان الأمر بالنسبة لي يا أخي: مخيف وغريب في آن واحد: لأنه حسب متابعتي المتواصلة لسيرة قادة هذا التيار بدءاً من المرحوم الشهيد حسن ألبنا وخلفه حسن الهضيبي مروراً بالشهيد سيد قطب وتواصلا حتى المرحوم التلمساني ، فلم نسمع عنهم إلا كل خير ، كانوا متميزين ومن خيرة الدعاة إلى الله ، شهد لهم مخالفيهم قبل أتباعهم لسيرتهم العطرة وجهادهم العظيم في سبيل الدعوة لله وإحياء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولاقوا ما لاقوا في سبيل ذلك ، فلم يهنوا ولم يتخاذلوا وتركوا آثاراً نافعة شاهدة لهم بهذا الفضل العظيم . .. وانشغلت بهذا الأمر وتملكتني الحيرة لفترة.. وأخيراً توصلت إلى نتيجة مفادها: أن ما جرى في الساحة من اتهامات وما يشاع من خلال الصحافة اليومية، أمراً لا ينبغي أن يُعتدَّ به أو الركون إليه، إذ قد لا يخلو أبداً من الغرض، ومهما قيل فإن احتمال الكذب والافتراء في هذه الأمور وارد، لذا قررت أمرين:

· الأمر الأول : هو ألا أصغى أبداً أو ألقي السمع في هذا الأمر إلا لرجلين :
أو لهما : أحد رموز التنظيم ( الأخوان ) شريطة أن يكون كفأ أو ندّ له . ثانيهما : أن يكون عالم من علماء الدين .

· الأمر الثاني : الهدف : هو البحث عن الحقيقة بتجرد كامل بعيداً عن أي مؤثرات خارجية ومهتديا بهدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين حين قالوا :

· " أن كلاً يؤخذ من قوله ويترك مهما كانت منزلته ومهما بلغ علمه، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ " لا معصوم إلا المعصوم " .
· " .. وعلى المسلم أن يدور مع الحق حيث دار، فإن ذلك من أعظم النعم بعد نعمة الإيمان، وشر الأمور هو التعصب للرجال، لقول الإمام علي كرم الله وجهه:
· " لا تعرف " الحق " بالرجال اعرف الحق تعرف أهله " .
· ويقول أيضاً " يا ابن آدم لك قول ولك عمل فعملك أجدى بك من قولك " .

· في هذه الأثناء وقع في يدي ثلاثة كتب بصورة متتالية كلها داخلة في شرطي اثنتان منها صادرتا في الخرطوم والآخر من بلد عربي إلا أنها كلها صدرت قبل سفري إلا أني لم أسمع بها قط إلا هنا وهي:



· الكتاب الأول : العنوان : " الأدب المصقول للرد على الترابي شاتم الرسول " .

المؤلف: " الشيخ علي زين العابدين

· قصة الكتاب : أنقل هنا من الذاكرة ، يقول الشيخ فيما معناه : " كنت ألقي درساً على طلبتي يوما ومعي بعض أصحاب الفضيلة العلماء وفي هذه الأثناء حضر شاب وجلس مع الطلبة وعند انتهاء الدرس تقدم مني وبعد السلام عرفني بنفسه ثم اخرج من جيبه شريط كاسيت وأخبرني أن هذا الشريط عبارة عن ندوة أقامها دكتور الترابي لمجموعة من أتباعه في مكان " حدَّده " قال الشاب : وقد داخلني الشك فيما جاء فيها من آراء ، وطلب منِّي السماع إليه وتوضيح رأي الشرع فيه ، وفعلاً تم ذلك وسمعنا أمراً غريباً تهتز له الجبال .. فالتفت نحو الشاب وسألته: " هل أنت متأكد أن هذا الصوت هو صوت الدكتور الترابي ؟؟ قال: نعم. قلت: هل عندك ما يثبت ذلك ؟ .. وهنا دلاهم الشاب إلى كتاب أصدره أحد رموز التنظيم " المنشقين عن الدكتور " أثبت فيه كل محتويات هذا الشريط وأشرطة أخرى سمعها وقام بالرد عليها. ووعد بإحضاره، وهنا أوضح الشيخ للشاب قائلاً:
· والله والله يأبني إن ما سمعناه في هذا الشريط وتفوه به رجلكم هذا هو بعينة ما سمعته يردده أعداء الإسلام من يهود وصليبيين .
· والله والله إن كل كلمة فيه تعد في نظر الإسلام كفراً صريحاً، وان مثل هذا الكلام الذي سمعناه لا يصدر إلا من " زنديق " لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. ثم أستأذنه في أخذ نسخة منه، وبعد أن تأكدوا من انتسابه للمذكور طُلب منه الرد عليه بما يكشف حقيقته للشباب المفتون به بصفة خاصة وللأمة بصفة عامة، وصدر فعلاً عام 1985
· قام الشيخ بتفريق فقرات الشريط فقرة فقرة وتولى الرد عليها كل على حده مبينا رأي الشرع فيها من الكتاب والسنة.



· الكتاب الثاني : العنوان : " الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول "

المؤلف: الأستاذ / أبو عبد الله أحمد بن مالك ( جامعة أم درمان الإسلامية )

· قدم لهذا الكتاب أحد رموز الإخوان المسلمون وهو الدكتور / محمود عبد الله برات، يقول الدكتور في المقدمة: " ظهرت فرقة العصرية الضالة في بلاد السودان بقيادة محمود محمد طه، وثانيهما حسن الترابي، وقد صنف فيها الداعية الإسلامي المجاهد الجلد: يوسف كمال بمقالاته الممتازة في مجلة " الدعوة " القاهرية ووضعهم بين أمثالهم من أهل الردة، والعمالة، والفساد في الأرض، ومن بعض ما أصيب به أهل السودان من الترابي: سبه وشتمه وتجريحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولإخوانه الرسل الكرام، كما مارس سب أصحاب رسول الله ، كما سب التابعين ، والأئمة الأعلام وجميع نظار أهل السنة والجماعة ، وأفسد بالمال والبنوك المشبوهة وشركات التأمين المرابية ، والدراسة في أمريكا ، وبالتوظيف في وزارات خارجيته المسماة بمراكز " منظمة الدعوة الإسلامية " وبالتوظيف في وظائف الدولة وبالتوظيف فيما يسمى في حزبه " المتفرغين " وحق لهم أن يسموا بالفارغين لا المتفرغين ، انتهى بتصرف واختصار شديد .



· موضوع الكتاب : يقول المؤلف :



· هذه السطور تبرئة للذمة ومنا صحة لمن هم أخوة لنا في العقيدة، يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أسطرها ردا على مفتريات حسن الترابي التي أخرها والسبب المباشر لها محاضرة له في إحدى شعب الخرطوم لطالبات جامعة الخرطوم.
· يقول المؤلف: " والذي حفزني لذلك هو أن مثل هذه الأفكار الهدامة تنشر في أوساط من طلاب لا يملكون السلاح الذي يدافعون به عن دينهم، فلا يملكون سوى العاطفة الفياضة والجهد المتدفق مناصرة لما يظنون أنه الحق. "
· قولي للإخوان ألا يضيقوا بالنقد.. فإذا أباح مدعي التجديد لنفسه الحرية في الحديث عن الإسلام باسم الاجتهاد وأصبح عرض رسول الله نهباً مباحاً والأنبياء والصحابة والتابعون والفقهاء وأحكام الإسلام كلها يداس عليها بالأرجل ، فهل يقول عاقل بإباحة كل ذلك ، ثم يمنع الحديث والتعرض للمجدد الأوحد ورجل التجديد الوحيد ؟؟ .. فهل إحقاق الحق مفصول عن إبطال الباطل ؟؟ .. وأي شئ هو أهم من العقيدة وعرض الأنبياء والرسل والصحابة ؟؟ .. وأي دولة هذه التي تقام ؟؟ .. أهي دولة الشيطان " ؟؟ .. وأي جماعة هذه التي تدعو الناس إلى الاعتصام بها، وتسمح أو تقبل لسب الأنبياء والصحابة، وهدم الإسلام ولا تسمح بتجريم القائلين والقائمين بهذا الهدم ؟؟ .. ثم حدد مواضيع الندوة المذكورة والتي جند نفسه وجرد قلمه للرد عليها وهي:
1. سب الأنبياء والرسل والافتراء عليهم.
2. سب الصحابة والافتراء عليهم.
3. إنكار الحدود.
4. تحليل الرقص والموسيقى والاختلاط والخلوة بين الجنسين.
5. تحليل الكذب والتجسس .
6. إيراده سيل من الفتاوى يتحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص محللاً بذلك الحرام ومحرماً الحلال مثل: إنكاره لحد المرتد وحد الزاني المحصن وحد الخمر.
7. أفتى بزواج المرأة المسلمة من الكتابي.
8. وقال عن الإجماع: " هو إجماع الجماعة القائمة أنكر إجماع الصحابة وقال إنه غير ملزم.
9. أباح أكل لحم الخنزير.
10. قال إن التنظيم الذي يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة.



· ثم جاء في خاتمة الكتاب المذكور تحت عنوان: " المستهدف هو كتاب الله " .
· يقول المؤلف: " هذه الحملة الشرسة على الأنبياء والتابعين والفقهاء من الأئمة الأعلام وعلى أصول الفقه المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع والقياس الهدف من ورائها هو: استبعاد السنة، ومصادر التشريع الأخرى والمتفق عليها ليحكموا الرأي باسم المصلحة. وهنا يكون القرآن الكريم مجرد شعارات يسمونها: " المبادئ العامة " يضيفون تحتها ما يشاءون من: اشتراكية، وربا، وسفور، واختلاط، ورقص وغناء، ومعاونة الظلمة، والتجسس والكذب، وأكل أموال الناس بالباطل، والدس والخداع والنميمة، والمبادئ المستوردة من الشرق والغرب، والأخذ بأسلوب اليهود في محاولة قتل الشخصية بالإشاعة والكذب والاتهام بالباطل.



· الأهداف: يحدد المؤلف الأهداف في:

1. التشكيك في حملة الدعوة: ( الأنبياء الرسل الصحابة.. ) .
2. تحريف كتاب الله .
3. هدم أصول الدين: ( سنة إجماع.. الخ ) .
4. الدعوة للحاق بالغرب وتبني مناهج العقلية الغربية.

· الوسائل:

1. الشعارات البراقة والدعاية مثل: تحرير المرأة التجديد التحديث الثورة المرونة

المرحلية التقدمية التيسير التقليدية.

2. تحطيم الفرد المسلم والأسرة المسلمة بإشاعة الاختلاط والموسيقى والمسرح والتجسس.. الخ .
3. إقامة المنابر لأعداء الإسلام بدعوى الحرية.
4. إعداد لوبي تجديدي من المفرغين ومدهم بكافة الاحتياجات وإرسالهم بعثات إلى أمريكا وتهيئتهم للقيادة والريادة في المستقبل وهو آخر ما وصل إليه المخطط الغربي لضرب الإسلام.
5. عزل العناصر المخلصة وقتل الشخصية بالإشاعة .
6. السيطرة التامة على المال والمؤسسات والحكم بكل الوسائل .
7. التسلط والإرهاب ، وخلق عصبية تنظيمية إقليمية .
8. تحويل الحركة الإسلامية إلى جهاز للأمن متسلط على المسلمين له نفس أهداف ومرامي المخابرات الأمريكية في الاهتمام بالحركات الإسلامية والشيوعية فقط …>., وبتمجيد الغرب.
· ثم عرج المؤلف للقول في مكان آخر من الكتاب يصف هذه " الفرقة " من العصرانيين قال : " .. هؤلاء ما هم إلا امتداد لشذاذ الآفاق من الزنادقة والملحدين والمعتزلة والخوارج والمنهزمين إزاء العصر. جمعت ونشرت بأسماء برَّاقة وشعارات الاستحداث والتجديد والمعاصرة، وهي في حقيقتها حركة عالمية أعدها ونمقها أعداء الإسلام.. فاعتلت المنابر وفتح لها صفحات المجلات فلا واحد منهم إلا ويريد أن يشعرك بأنه: " مجدد " وأنه " مجتهد " وأنه يستعلي على الفقهاء وأنهم صغار وهو كبير بنيا شينه .. ، ثم أورد أسماء ثمانية منهم. وزيل كتابه مشيراً إلى المحاضرات محل المناقشة وهي:
· محاضرة لطالبات جامعة الخرطوم بالديوم الشرقية 12/8/82 .
· محاضرة عن قضايا فكرية وأصولية " بشمبات دار حفظ القرآن " في رمضان 1389 ه .
· محاضرة عن تحكيم الشريعة بجامعة الخرطوم.



· الكتاب الثالث : العنوان : " مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين " .

المؤلف: الدكتور الشيخ محمود الطحان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت

· يقول المؤلف في المقدمة:
· " هذا البحث في بيان المراد بالتجديد الوارد في بعض الأحاديث قصدت به التحذير مما يبثه بعض المنحرفين من أفكار غريبة عن الإسلام وأحكامه ولم يقل بها أحد من أئمة المسلمين من سلف الأمة وخلفها زاعمين أنها من الإسلام، وما أفكارهم هذه بتجديد ,إنما هي تهديهم لأحكام الإسلام ، وتخريب لقواعده وأصوله ، وتشويش لأفكار المسلمين وتطويع الإسلام ونظمه كي تقبل الأنظمة الدخيلة باسم الإسلام الجديد ، والدعوة إلى مثل هذا التجديد في أحكام الإسلام وأصوله دعوة خطيرة لأنها دعوة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب .إذ أنها دعوة لهدم الإسلام ولتفلت من أحكامه ونظمه والثورة على تراثه الفقهي ، ولكن بدون مواجهة التيار الإسلامي ومعاداته ، وإنما بالمشي معه ولكن بلبوس إسلامي جديد . والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريقة غير ناجحة، فسلكوا لهدمه طريقا أخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره والاستخفاف بثوابته وبكل شئ قديم فيه وهي طريقة خادعة تجذب بعض الخاويين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية ، وتضلل بعض الشباب الذين لديهم عاطفة دينية وليس لديهم إطلاع على العلوم الإسلامية لا سيما إذا كانت الدعوة مليئة بالمغالطات وعلى أيدي من لهم سابقة عمل في الحقل الإسلامي .


" تلخيص لمقدمة الكتاب أعلاه والذي جاء رداً على كتاب
" تجديد أصول الفقه الإسلامي " للدكتور حسن الترابي "


· في هذا الكتاب الأخير استعرض الشيخ الطحان فقراته والأفكار الواردة به ووزنها بميزان الشرع وبين وجه الحق في كل فقرة منها وخلف في النهاية إلى إعلان رائه وما توصل إليه من حقائق دامغة عن المؤلف وعن التيار الذي ينتمي إليه,أجمل كل ذلك في مقدمته المذكورة أعلاه وفي نهاية الكتاب أورد الشيخ بعضاً من فتاوى د. الترابي الشاذة والتي سبق عرضها في الكتاب الثاني.
· ولا أريد هنا أن أزيد عن ذلك ولكن هناك فقرة " في كتاب الأخير وقف عندها الشيخ الطحان طويلاً.. ربما لأنها مثيرة للاهتمام حقاً وهي في الفقرة المتعلقة: " بضعف الثقافة الإسلامية بين شباب الأمة " : وأنا هنا أنقل تعليق الشيخ الطحان من الذاكرة .
· يقول فيما معناه: " .. هناك حقيقة معلومة أن قادة الصحوة الإسلامية ( يبدو أنه يشير هنا لأمثال الشهيد حسن ألبنا والمودودي وغيرهم من دعاة الفترة ما بعد الهجمة الاستعمارية للمنطقة بأسرها، قال إن هؤلاء القادة كانوا يشكون شكوة مرة من أن يجدوا الصفوة من أتباعهم الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية في كافة المعارف يجهلون جهلاً تاماً " الثقافة الإسلامية " وأنهم كانوا يعدون ذلك " نغمة " ، بينما نجد أن د. الترابي في إشارته لهذه الظاهرة في كتابه المذكور والمتعلقة بالنخبة السودانية بالذات اعتبرها " نعمة " إذ يستطيع كما قال أن يملي عليهم دون أن يلاقي أي مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية " .
· أخي لا أريد أن اعلق على ما جاء في الكتب الثلاثة أعلاه.. فهي تفصح عن نفسها بما فيه الكفاية ولا أخفي عليك يا أخي أنني كنت دائماً وخلال هذه التجربة منذ وقع في يدي الكتاب الأول كنت أشعر بحيرة كبيرة وكنت أتساءل " عنك " وأقول: ما موقف ذلك الشاب التقي الورع والذي نذر نفسه منذ الصغر للدعوة وما هو موقفه من هذا.. الذي يجري أمام أعيننا.. هل هذه هي الدولة الإيمانية التي يحلم بها هذا الشاب وظل يدعو لها ويترقبها منذ أن كان يافعاً ؟؟؟ ..
· أخي قبل أن ننتقل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه التجربة أرجو أن تسمح لي أن نرجع معاً إلى الوراء قليلاً ونعيد معاّ ما علمنا وتحقق لنا فعلاً من مخططات وأهداف ومرامي الأمة " الغضبية " على مر الدهور والسنين وذلك من خلال ما تم تحقيقه وتدقيقه وتوثيقه حتى تاريخه :



· الأفعى الصهيونية : من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتي :
· إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار,إنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم ، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم ، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها :
· اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم ، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم ، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم ، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض ، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات : كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل ألخ .. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها ، ولا يرض منهم إلا بها .
· واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم ، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون . ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها : " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
· ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " عام 1897 م " برئاسة هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها : " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية ، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي ، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى : " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة :
· يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
· يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. ألخ
· إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
· تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
· إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
· هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
· وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية: ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
· قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية: ( كان ذلك في عام 1902م ) .
· قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية: ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين، وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها " انتهى.
· يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريه " ..
· نذكر هنا بعض الموجهات المبثوثة في ثنايا البروتوكولات أل (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون " من الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم:



· بروتوكول رقم (1) :



· " خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. "
· " يجب أن نقرر أن قانون الطبيعة هو: " الحق يكمن في القوة " .
· " أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ وأن الحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه " .
· " لابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة، من: " الإخلاص والأمانة.. تعتبر رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم ما يبلغه ألد الخصوم. "
· " علينا ونحن خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد أي ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) "
· " أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال " .
· " في السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة " .



· بروتوكول رقم (8) :



· " .. ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة : إلى القوم الذين ساءت صحائفهم، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم " .



· بروتوكول رقم (9) :



· " .. نحن كما هو واقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش الراكبون رأسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة.. وأن لنا طموحاً لا يحد، وشرها لا يشبع ، ونغمة لا ترحم ، وبغضاء لا تحس ، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى ، إننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في السلطة ، واشتراكيين وشيوعيين ، وماليين بكل أنواع " الطوبيات " " utopia " ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج ، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة " .
· بروتوكول رقم (10) :



· " .. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر " الأمميين " إلى حالة " مضحكة " من السذاجة والغفلة " Naïveté " بإثارة غروره وإعجابه بنفسه " .
· " .. ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول إلى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل ، وأن لا نعدد الضحايا التي يجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية .. ( من بروتوكول 10 أيضا ) .
· أكتفي بهذا القدر وأرجو أن تعود مرة أخرى إلى هذا الكتاب إذا كان لا يزال بمكتبتك وإلا يمكنك التماسه من: " الدار السودانية " شارع البلدية: كما أذكر ترجمة " الأستاذ محمد خليفة التونسي " مقدمة من الأستاذ / عباس محمود العقاد. ( أقول ذلك لأنه ظهرت ترجمات لاحقه له لا ترقى بمستوى هذه الترجمة الأولى والأحسن والأفضل ) .



· الفترة الثالثة ما بعد الأنقاذ :



· في صبيحة يوم الانقلاب كنت في الشقة ومعي ضيف قادم لتوه من الخرطوم في زيارة ، وفي هذه الأثناء حضر أحد زملاء السكن من الخارج وأخبرنا قائلاً : " علمت أن قائد الانقلاب يدعي " فلان الفلاني " وهنا سأله الضيف : هل أنت متأكد من ذلك ؟؟ قال: نعم أذيع الخبر الآن. وهنا توجهت بالسؤال للأخ الضيف ( وهو موظف كبير بأحد البنوك آنذاك ) : " هل تعرف هذا الضابط ؟ قال: " أعرفه.. ده قريبي..
· هل تعرف ما هو اتجاهه السياسي ؟؟ ردَّ : يا أخي عوض أنت تعرف أنا ما ليش في الأمور السياسية دي .. ولكن كل ما أعرفه وبحكم صلتي بالأسرة أن له صلة وطيدة بالشيخ الترابي..
· كانت هذه الإجابة كافية بالنسبة لي لمعرفة هوية الانقلاب منذ اليوم الأول.
· بعد الانقلاب بفترة حضر إلينا قادماً من الخرطوم أحد الأخوان من الأهل ومنه علمت تفاصيل عملية اعتقال أخونا " منصور " والطريقة التي تمت بها هذه العملية وحكى لي أيضاً الإحراج الذي وقع لأخينا والي الخرطوم آنذاك عندما حاصروه الناس: ( وكان ذلك في مأتم المرحوم ودَّ الشتيلة بمدني ) : قالوا له نحن لم نطلب منك غير معرفة : ( هل هو حي أم ميت ؟؟ .. وإن كان حياً أين مكان حبسه ؟؟ ) ، وهنا أضطر للاعتراف حسب رواية الأخ . بأنه فعلاً سأل عنه في جهات الأمن الرسمية وكلهم أنكروا معرفتهم به وقد علم منهم أن مثل هذه الاعتقالات تتم بواسطة جهات لا علاقة لها بالوزير.. ويودعون في أماكن غير السجون الرسمية.
· وهنا أيضاً تأكد لنا ما أشيع وتدا ولته الأخبار عن ما يسمى: " بيوت الأشباح " والتي صدرت بشأنها كتب موثقه تحكي عن أشياء يند لها جبين الكافر قبل المسلم ومرت الأيام وانكشفت حقائق مرعبة ممعنة في السوء والقبح وشاهدنا هنا وشاهد الجميع.. أثر هذا التعذيب على من بقى حياً منهم بعضهم جاء إلى هنا والبعض الآخر هاجر إلى أقاصي الدنيا.. وبالرغم من أن النظام ظل ينكر لفترة إلا أنه في النهاية أضطر للاعتراف بما حدث داخل هذه البيوت سئية السمعة.
· حرصت في أول أجازه تالية لي أن أقف على الحقيقة منه شخصياً وفعلاً انفردت به وطلبت منه أن يحكي لي بكل أمانة تفاصيل ما حدث له فحكى لي كل شئ وأعطاني صورة متكاملة عن ما يجري داخل هذه الأقبية.. قال إنه لم يمارس ضده أي نوع من أنواع التعذيب الجسدي.. مثل الآخرين.. وذكر لي بالتفصيل أنواع التعذيب بأنواعه المختلفة وتكلم أيضاً عن المستوى الأخلاقي للقائمين بهذا العمل المشين وقال: " والله والله لو أننا لم نراهم بأم أعيننا وهم أمامنا لا يمكن لأي فرد معنا أن يصدق أن ما يصدر من " أفواه " هؤلاء النفر.. أنه صادر من أفواه أشخاص سودانيون تربوا وترعرعوا في أرض السودان.. "
· أن هذا الذي حدث يا أخي لم يكن غريباً بالنسبة لي فهو أمر عادي تمارسه كل الأنظمة الشمولية فهذه كما تعلم يا أخي هي شيمة " الطغاة " فالحكم بالنسبة لهم هو الاستبداد والسلطان المطلق وفي سبيل ذلك يرتكبون كل جريمة وموبقة ود يدنهم دائماً: " الغدر " لا يستعينون إلا ببطانة السوء من النهازين والغادرين ليعينوهم على ظلم العباد.. هكذا رأئناه مطبقاً في كل هذه الأنظمة بدءا من أتاتورك وعبد الناصر سلفاً ومروراً بالقذافي وصدام حالياً.. ولكن الغريب والأكثر تساؤلاً أن يحدث مثل هذا في بلد يرفع راية الإسلام..
· في الأيام الأولى للانقلاب ونحن في الشقة كان يدور نقاش كالعادة بين مؤدين ومعارضين وكنت كعادتي أتجنب مثل هذه المناقشات ولا اشترك فيها ولكن حدث مرة أن احتدم النقاش وتعرض أحد المعارضين بالنقد لسلبيات النظام وقام بتعدادها وهنا تصدى له الطرف الآخر ليس مفنداً لها ولكن بالكلمة المعهودة عادة " ما كل اللي قبلهم كانوا كده "
· وهنا انبريت له قائلاً:
· يجب أن تعلم يا أخي أن الأمر هنا يختلف اختلافاً بائناً ، فلا وجه شبه البتة بين الأنظمة السابقة منذ الاستقلال وبين هذا النظام ، وبالتالي لا يجوز مثل هذه المقارنة . قال: لماذا ؟؟
· قلت كلنا يعلم أن النظام الحالي قد أخذ السلطة قهراً ثم تعهد أمام الله وأمام الشعب أنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا لقيام حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بهدي الكتاب والسنة. فهنا يا أخي يصبح واجب أي مسلم سوداني بصفة خاصة وأي مسلم أخر بصفة عامة أن ينظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام ويزن ذلك كله بميزان الشرع، فإن تطابق معه فهو مطالب شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه وأن تكشف له عكس ذلك أو تأكد لك أنهم ليسوا على الحق فهنا يلزم أن تحدد موقفك بما يقتضيه حكم الشرع في مثل هذا المقام، ولا مكان هنا للمقارنة مع أي وضع آخر لم يدخل في التزام من أصله. هذا من جانب ومن جانب آخر.
· إن الأوضاع السابقة التي تشير إليها وصلت السلطة عن طريق آلية التفويض الجماهيري ومقدور على إزاحتها بذات الآلية، أما النظام الحالي فقد عطل هذه الآلية وفرض سلطته بقوة السلاح فأين وجهه المقارنة هنا وخاصة إذا نكس العهد ولم يراع الله في الرعية..

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2012, 07:36 PM   #2
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)


أنا : العوضابي




· وظيفة الحكومة الإسلامية: هذا ما قلته يا أخي في هذه المناقشة العابرة وبهذه المناسبة أرجو أن تسمح لي أن نستعرض معاً وبصورة سريعة بعض المبادئ فيما يجب أن تكون عليه الحكومة الإسلامية: يقول أئمتنا الأفاضل:
· الإسلام كتاب وسنة وضع الأساس لقيام دولة حرة، عادلة، مستقيمة.
· إن إشاعة الأمن في دولة الإسلام ليس أمراً ثانوياً أو نافلة إنما هو أمر واجباً وجوباً ضرورياً.
· إن الوظيفة الأساسية للدولة الإسلامية هي حراسة الدين وسياسة الدنيا وهذا يعني الدفاع عن القيم والتقاليد الإسلامية التي هي المرجع للسلوك العام هذا من جانب، ومن جانب آخر يعني النهوض بعمارة الأرض وإقامة العدل، إذن مفهوم السياسة في الإسلام هو: تدبير الأمر بما يوافق الشرع والعمل على إصلاح الخلق، والنأي بهم عن كل ما يفضي أو يقود إلى الفساد، وإرشادهم إلى الطريق المنجي في الدنيا والآخرة.. وأن شرط الحاكم هو: " العدالة المطلقة " يقول الخليفة الأول رضي الله عنه وأرضاه:
· " وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتم فيَّ خيراً فأعينوني أو رأيتم شراً فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فان عصيته فلا طاعة لي عليكم، الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه "
· أخي أنه من المؤلم والمؤسف حقاً أننا لو تتبعنا لمسيرة " الإنقاذ " بموضوعية كاملة نجد أن كل ما طرحته للأمة في البداية من مبادئ براقة، وما أعطته من وعود جذابة، اتضح أنه لم يكن إلا مجرد شعارات زائفة وخادعه، كان الهدف منها هو: تثبيت الأقدام وإحكام القبضة، وعندما تحقق لها ذلك، انقلبت كالوحش الضاري تدمر كل شئ ، وتقضي على كل شئ ، ولم يمضي إلا أيام من عمرها حتى فوجئ الناس أنهم أمام حالة أو ظاهرة هي الأشد والأعتى من حالات الاستبداد و " الظلم " و " الجور " جثمت على صدر الأمة بصورة لم بعهدها السودان في تاريخه القديم أو الحديث ومن ثم لم تمضي بضع سنين إلا وتبدل حال المواطن السوداني وانقلبت حياته إلى " جحيم مقيم " .. والأمر يبدو كأن هناك يد خبيثة شرعت تنهش وتعبث في النسيج الاجتماعي للأمة لتعمل على تقطيعه وتفتيته عروة عروة .. الغلاء الطاحن صار فوق الاحتمال تحولت الرعية بموجبه إلى شعب " بائس " ذليل مهان تعيش أكثريته ( 95% ) تحت خط الفقر.. وأنني في متابعتي هنا سوف أتغاضى كلية عن كل ما تم توثيقه ونشره على الناس في هذا المجال من حقائق دامغة.. قاسية ممعنة في السوء عن ما وصلت إليه حال الرعية هناك.. سوف أصرف النظر عن ذلك كله واكتفي هنا فقط بما طالعنا به شهود عيان من داخل النظام ومن رموزه الكبار أو المتعاطفين معه:
· سياسة تحرير الاقتصاد : في إجابته لمندوب جريدة المسلمون الدولية أبدى البروفسير : محمد هاشم عوض رائه في : " سياسات تحرير الاقتصاد التي انتهجتها بما يسمى " ثورة الإنقاذ الوطني "
· يقول البر وفسر : " .. إن الاقتصاد الحر هو هدف الفكر الاقتصادي الإسلامي.. ولكن تعريف الاقتصاد الحر لا يعني فقط تحرير الإنتاج والتوزيع من تحكم الدولة، ولكن يعني أيضاً تحريره من تحكم الأفراد، أو ما يمكن أن يسمى " الاحتكار " .. بهذا المفهوم أجد نفسي مختلفاً مع دعاة التحرير الاقتصادي في السودان، لأنه يمحو وجود الدولة في أسواق يسودها الاحتكار أو " الكارتيلات " " وقد دعوت عام 1977 في خطاب موجه للجنة مراجع القوانين الإسلامية على ضوء الشريعة الإسلامية لإصدار تشريع ضد: " الاحتكار " وظللت أدعو إلى يومنا هذا دون أي استجابة، هذا كله يدعوني للاعتقاد بأن دعوة تحرير الاقتصاد السوداني مستمدة من توجيهات صندوق النقد الدولي.. وهناك أشياء أخرى تقوي اعتقادي هذا مثل عدم الاهتمام الواضح لسياسات التحرير بتوزيع الدخل في البلاد ، ولا يمكن أن يكون تحرير الاقتصاد في نظام إسلامي هو: وسيلة لتركيز الثروة في أيد قليلة كما هو حادث الآن في السودان .. ، وتابع قائلاً: " .. لدي اعتراضات أخرى على تطبيقه سياسات التحرير: مثل طريقة: " تعويم " الجنية السوداني دون وجود وسادة من النقد الأجنبي تحميه من التردي كما هو حادث الآن.. أي" إغراق " الجنية السوداني وليس " تعويمه " ، كما أن تحويل مؤسسات الحكومة الناجحة والإستراتيجية إلى أفراد وشركات أجنبية ،يعني وضع المستهلكين تحت احتكار أفراد سودانيين وشركات أجنبية : وهذا لا يخالف الشرع فقط وإنما يهدد السياسة الوطنية التي سعينا لتحقيقها بخطوات أخرى مثل سعينا الدءوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والحبوب .. "ثم أورد الإحصائية الآتية قائلاً:
· " .. تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم أن :
· 59% من الدخل القومي صار بادي " العُشر " أي 10/1 من السودانيين.
· وأن 40% يتقاسمون فقط 8% من الدخل القومي.
· وأن 88% إلى 92% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر، أي حوالي أربعة ونصف مليون من (5) ملايين أسرة سودانية ( أي حوالي 25 مليون ) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع " العُشر " الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبهه المصنعة، وهذا ما نسميه (بجيوب الشمال في الجنوب ) ، هذا وضع لا يستقيم بتاتا مع أي نظام اقتصادي إسلامي .


المصدر:" جريدة المسلمون الدولية 4/12/1992 "

· وشهد شاهد من أهلها :" أوردت جريدة الخليج عدد الجمعة 6/9/96 " شئون سودانية " نبذة من مقال الدكتور حسن مكي في مجلة ( الملتقى ) الحكومية التي تصدر عن دار الإنقاذ للطباعة والنشر قال فيه :
· " .. إن السودان يواجه مشكلات عديدة ومعقدة، وإن حكومة الإنقاذ تمتطئ حماراً منهكاً متعباً الأمر الذي يتطلب منها الاتجاه إلى الداخل وترك المقامرات الخارجية سواء ذلك في العلاقات مع إثيوبيا أو اريتريا أو أوغندا أو مصر.. وعلى السودان أن يتجه إلى التركيز على قضايا المواطن الحيوية والمتمثلة في: الأمن الغذائي والتعليم والتخطيط السياسي والتوجة الفكري والثقافي.. " ونبة إلى خطورة الأوضاع المعيشية قائلاً " .. أنه في ظل هيكل الأجور الراهن فإن المواطنين يشعرون بأن مصالحهم مهدده، وكذلك معاشهم.. " وقال: " .. إن البطون الجائعة لا تعرف المعاني العالية.. وإن الذين يخرجون من منازلهم وليس فيها ماء ولا كهرباء، والذين لا يستطيعون توفير الغذاء والدواء لأبنائهم يكون المشروع الإنقاذي الذي تطرحه الحكومة مشروعاً محطما للمشروع الحياتي لهم.. وهذا سيؤدي بالمواطن إلى مراجعة نفسه وفكره حول جدوى هذا المشروع.. وأن الاتجاه العام للحياة في السودان تمضي في انكماش وانقباض وتأزم وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر من قيمة الجنية ونتيجة للتضخم ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية، ونتيجة لعدم وجود الأولويات .. ، وواصل حديثه عن غياب السياسات وانهيار المؤسسات وغياب التفاهم بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وضرب المثال لذلك بالمؤسسة " القضائية " والتي وصفها بأنه " لا يوجد صاحب حق يتجرأ الآن ويذهب لهذه المؤسسة، فالمحاكم بسبب التعقيدات والتأجيلات لم تصبح مكانا لرد الحقوق.. ، تم تابع قائلاً: " ما جدوى الحديث عن الإسلام وعن الشريعة، والمواطن الجائع يضطر لبيع جسمه وعرضه، وشرفه لكي يعيش.. ، وتابع قائلاً: " .. إن الإسلام يقوم على النموذج: ( أين الآن الحاكم الذي يتفاعل مع الناس ويتكلم معهم ) .. ، وتناول الدكتور أيضاً الفئة الجديدة من الإنقاذيين التي أصبحت تتميز بالثراء الفاحش والاهتمام باقتناء فاخر البيوت والسيارات والملابس فقال: " .. إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها، وملبسها،ومأكلها، ومركبها .. ، ونتساءل: " هل يتجاهل الإنقاذ معالجة كل تلك الأوضاع أم أنها ستتجه نحو الإصلاح.. ،

بتصرف من رسالة الخرطوم " شئون السودان " الخليج 6/9/1996

· وقفة تأمل وتساؤل:
· من قبل أن نستأنف عرض هذه المشاهد من الداخل أرجو أن نقف وقفة تأمل أمام هذه الحقائق الدامغة التي طالعتنا ونتساءل عن أمرين:
· الأول: الإحصائية التي أوردها البر وفسر حيث يطرأ تساؤل ملح : ما معنى هذ1 وما هو الهدف الكامن وراء تحويل الشعب بكاملة إلى شعب يعيش تحت خط الفقر ؟؟
· الثاني: قضية: الفئة الجديدة التي أشار إليها الدكتور أو " مبدأ التمكين " :
· ما هي حقيقة الفقر ؟؟ (1) يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية: " يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين .
· يقول البروتوكول (3) " .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا."
· يقول أيضاً: " إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها " الضيق " و " الفقر " وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا."
· عن مبدأ التمكين: يقول ب (6) " .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة هي صهاريج للثروة الضخمة لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء " الأرستقراطية " كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية.. بمثل هذه الطرق سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! "

· أخي قد يختلف الناس في أمور كثيرة وقد تتباين الآراء ووجهات النظر ولكن هناك حقيقة ثابتة أظنها من الوضوح لدرجة أنه لا يمكن أن يختلف فيها اثنان وهي:
· إن العقل الشيطاني القابع هناك في أركان " الصهيونية العالمية " في سعيه الدءوب لإخضاع المنطقة العربية بأسرها لاحتلاله يدرك تماماً أنه لا يزال يوجد بها شعب حر أبي قوي الشكيمة لم يتم ترويضه بعد ، وكيف يهدأ لهم بال وفي وادي النيل مثل هذا الشعب الذي لا يزال رغم كل شئ ( دون شعوب المنطقة ) متماسك أسرياً واجتماعيا وخلقياً بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ، بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية والطبيعية وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه فهذا كله هو مكمن قوته ومحل عزته ومحط آماله .. فكان لابد من أعمال معول الهدم والتدمير.. فهل يا ترى ما يجري الآن ونراه بأم أعيننا من تدمير وخراب وفتن وحروب جاء من أعمال الصدفة المحضة أم ماذا ؟؟ ..

· الدكتور الطيب زين العابدين :
· يقول هذا الاقتصادي الكبير المعروف في تصريح لإحدى الصحف بالداخل أوردت نبذة عنه جريدة الخليج " شئون سودانية " عدد الجمعة 29/ 11/ 1996 .
· يقول الدكتور: " .. إذا تجاوز التضخم 9% فإنه يتحول إلى مشكلة اقتصادية ومن المعلوم ويعد من البديهيان الأولية لطالب الاقتصاد أنه : " عندما يتجاوز التضخم بمعدله نسبة 50% يصبح " مزمناً " أما إذا وصل إلى 100% فهو : " جامح " .
· .. أما على أرض الواقع ووفقاً لما أقرت به الحكومة ونشرته الصحف فقد وصل معدل التضخم هذا الشهر إلى: ( 166%) مسجلاً بذلك 157 نقطة فوق حد " المشكلة " و ( 117 ) نقطة فوق حد " التأزم " و 66 نقطة فوق حد " الجموح " بهذا فإن الاقتصاد السوداني قد استشرف بالفعل مرحلة : " التضخم الراكض " الذي من أهم سماته تصاعد الأسعار ركضاً كل صباح ، وهذا ما يشهده السودان اليوم ، تقطعت أنفاس العملة الوطنية وهي تحاول ملاحقة الأسعار ، اضمحلت قدرتها ، تآكلت قيمتها ، تزايدت كميتها ، فقدت هيبتها ، تحولت مجرد ورق ملون لا قيمة له ولا لون ، أطنان من ورق النقد تطرحها الحكومة للتداول ( ضاربة بعرض الحائط كل الضوابط الموضوعية في هذا الخصوص من قوانين ولوائح مالية ملزمة ) تمويلاً لآحيتاجاتها المتزايدة يوماً بعد يوم . فما الذي يمنع ؟؟ .. فقد صار لها " مطبعة " أنفقت على إنشائها : ( 25 مليون دولار ) وصار كل الذي تفعله أن تصدر إلى البنك المركزي أمراً بوضع ما تشاء من أوراق النقد فيصدر الأخير تعليماته إلى إدارة المطبعة لإنجاز ما تطلبه الحكومة ، ومن ثم تتدفق الملايين إلى الأسواق في شكل أجور مرتبات ، حوافز وهبات وتبرعات وتمويل مشتريات الحكومة من الأثاث والسيارات المستوردة وسداد نفقات المسيرات الهادرة ، والمؤتمرات الجامعة ، وفواتير الفنادق ، وتذاكر الطائرات ، إضافة إلى توفير السيولة اللازمة لتوفير احتياجات الحكومة ، من الدولارات من ( السوق السوداء ) . فيما يلي الأرقام الرسمية والمثبتة بوثائق بنك السودان عن حجم العملة المتداولة خلال السبع سنوات الأخيرة : ( ابتداء من ديسمبر 1988 ) وهي :
· ( 5,8 ، 9,6 ، 13.8 ، 23.1 ، 47 ، 100.1 ، 160 ، 271 ) القيمة بالمليار دولار ويتوقع أن يتجاوز 500 مليار دولار في ديسمبر القادم 1996 أي أن قيمة التضخم في العملة المتداولة بأيدي الجمهور قد تصاعد خلال هذه السنوات عما يزيد عن ( 4827 % ) .
· هذا التصاعد الحاد والشاذ في حجم العملة المتداولة كان لابد أن يؤدي إلى تآكل حاد في القدرة الشرائية للجنية الذي انخفضت قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال السبع سنوات الأخيرة بنسبة تزيد عن 15.000 % .
· كانت نسبته في الأسواق المحلية في عام 1989 ( 12 جنية ) أصبح اليوم وفي الشهر الجاري ( 1900 جنية ) .



· ملاحظة : كان هذا في نوفمبر 1996 واليوم وفي هذا الشهر ارتفع إلى 2400 جنية )



· يواصل الكاتب : " وفي بلد مثل السودان يعتمد على الخارج بصورة كلية من البترول وكل مشتقاته والأسمدة والآليات وقطع الغيار والأسلحة وكيماويات ومدخلات الصناعة من قلم الرصاص إلى الإبرة . فلابد أن يؤدي هذا التضخم والانخفاض في سعر صرف العملة إلى زيادات فلكية في مستوى الأسعار ومن الأمثلة على ذلك :
· المشتقات البترولية تصاعدت أسعارها خلال السنوات السبع المذكورة بنسبة 29.333% .
· مثال : البنزين كان سعره في يوليو 98 ( 9.5 ) جنية اليوم أصبح ( 2800 ) جنية .
· الخبز زاد بنسبة 53471 % . الذرة الرفيع بنسبة ( 46958 % ) .

· الألبان ومشتقاتها بنسبة 20.000 % .
· اللحوم 9900 % .
· وبالمثل تصاعدت أسعار الخضر والفواكه وتعريفة المواصلات والماء والكهرباء والنقل وأسعار الأراضي السكنية والملابس والأحذية والأدوات المدرسية وحليب الأطفال وثمن كوب الشاي وسندوتش الطعمية وجرعة علاج الملا ريا ..
· أما الناس فقد أرهقهم التضخم وقتلهم الفقر الذي تحول إلى ظاهرة اجتماعية لا تخفى على أحد .
· ديوان الزكاة حدد عدد الأسر الفقيرة المستحقة لدعم عاجل ودائم. قال : " ارتفعت من 500.000 أسرة إلى مليون أسرة " .
· يرى البروفيسور محمد هاشم عوض 95 % من السودانيين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر .
· حدد صندوق التكافل نسبة الفقر في العاصمة الخرطوم عام 1993 ب 75 % ، هذه النسبة تضم كل موظفي وعمال القطاعين العام والخاص .
· دخل التضخم متبوعاً بالفقر إلى رجال الأعمال ومصانعهم ومتاجرهم وبيوت العمال والمزارعين وأساتذة الجامعات والقضاة وضباط الجيش وجنوده ورجال الشرطة وضباط المرور وموظفي الجمارك ، وجباة الضرائب ، وأرباب المعاشات ..
· باع الناس بيوتهم وسياراتهم وتخلصوا من ملابسهم وأثاث منازلهم توفيراً للطعام وشئ من الدواء .
· غيرت معظم الأسر عاداتها الغذائية : تخلت عن اللحوم والألبان والبيض . هجرت الفواكه اكتفاءاً بما زاد وزنه وقل سعره .
· امتلأت المستشفيات بصغار نهش عظامهم فقر الدم وأطفأ الجوع بريق أعينهم .
· طلاب الجامعات يمزق صدورهم الدرن .
· مدير الجامعة : يقول في حديث أمام لجنة برلمانية تبحث في أمر التعليم العالي : " إن الأوضاع الصحية للطلاب أمر يدعو للقلق فالطلاب الذين حرموا من السكن والإعاشة بأمر الحكومة يعيشون في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وضعاً قاسياً لا يمكنهم من أخذ كفايتهم من الطعام وحسب الدراسات فإن كثيراً منهم يعيشون على وجبة واحدة فقيرة وآخرين لا يجدون حتى ثمن هذه الوجبة .. ظواهر جديدة وشاذة انتشرت في الوسط الجامعي حسب دراسة نشرت مؤخراً في جريدة الرأي العام تقول :
· 27 % من السرقات تحدث بقاعة المحاضرات .
· 32 % أثناء التواجد بالمكتبات . 15 % بالمساكن .
· تقول الباحثة خالدة حسن عبد الله والدكتور عبد السميع محمد علي أن :
· 29 % من الحوادث تتم في نهاية العام الدراسي .
· 27 % منها تحدث في نهاية كل شهر . إضافة إلى نسبة كبيرة من السرقات تقع في موسم دفع الأقساط السنوية للدراسة .
· يقول الباحثان إن هذه الظاهرة الجديدة والشاذة لا يمكن تفسيرها بمعزل عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الطالب والذي كان يتمتع في السابق بالسكن والإعاشة والترحيل .
· الصحة : يواصل الدكتور : " مدير مستشفى أم درمان ( الصدرية ) حذر ( في صحيفة الرأي الآخر 17/1/96 ) حذر أن مستشفاه يستقبل شهرياً أكثر من 21 ألف مصاب بالدرن .
· تقول التقارير المؤكدة أن الوضع في الشرق هو الأسوأ حيث تحول الدرن إلى وباء .
· الناس الذين أفقرهم التضخم يعتصرون آلامهم ويموتون من المرض داخل بيوتهم وفي الطرقات لأن المستشفيات الحكومية في عصر ( التحرير الاقتصادي والتوجه الحضاري ) لا تستقبل الفقراء الذين لا يملكون رسم تذكرة مقابلة الطبيب الحكومي ، وثمن الدواء الحكومي .
· صحيفة بالخرطوم نشرت خبراً صغيراً بصفحتها الأولى يقول الخبر : " إن الشرطة وجدت شيخاً في الخامسة والستين من العمر ميتاً في إحدى طرقات وسط العاصمة السودانية الخرطوم جيوبه خالية إلا من تذكرة طبية حديثة الصدور عليها اسم دواء لعلاج الملاريا . تقرير الطبيب الشرعي عزا أسباب الوفاة إلى مضاعفات حمى الملاريا التي لم تجد غذاءاْ أو دواء.
· صحيفة أخرى نقلت في بداية هذا الشهر أن ذوي مصاب في حادث مرور نقلوه من المستشفى إلى بيته مغمى عليه لعجزهم عن دفع تكلفة الصورة " الأشعة " التي طلب الطبيب إجراءها .. أخرجوه على نقالة إلى أهله فمات .. ( قيمة الأشعة التي كان عليهم دفعها 100 ألف جنية ) ، انتهى .
·

( نقلا عن صفحة : " شئون سودانية " : جريدة الخليج الجمعة 29/11/96 نقلا عن تصريح للدكتور الطبيب زين العابدين لإحدى الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم .)

· أخي ما رأيناه هنا وشاهدناه بأم أعيننا يغني عن أي تعليق .. ولكن قل لي بربك : هل هذا هو " الإنقاذ " ؟؟ .. هل هذا هو التوجه الحضاري ؟؟ .. هل يمكن أن يسمى هذا إسلام ؟؟ فضلاً عن أن يكون نموذج لدولة إسلامية ؟؟ .. اترك الإجابة لك يا أخي ..
· من خلال متابعتي لمسيرة " الإنقاذ " سمعت تعليقات وملاحظات من أخوة أفاضل كانوا في البداية يدافعون عن النظام دفاع المستميت .. سمعت تعليقاتهم وملاحظاتهم في مناسبات متفرقة انقل هنا بعضاً منها :



· " أبان حرب الخليج الأخير " " يقول أحدهم : " .. ما سمعناه ونقله لنا القادمون من هناك " أيام الحرب " يمثل سقوطا أخلاقيا وسياسيا لدولة ما يسمى " التوجه الحضاري " .. هذا السقوط الذي سخرت له الآلة الإعلامية، فنجد نواح الصباح الباكر من المخبول " يونس محمود " والندابات وضاربات الدف في الصحف السيارة، بل كان الناس يلمحون ذلك في سيل الشتائم والسباب وكانوا يتساءلون: من أين جاء هؤلاء ؟؟ .. انهم ليسوا بسودانيين فالسوداني عرف عنه أنه من أكثر الشعوب العربية متميزاً بأدبه الجم وأخلاقه العالية وفي غاية التواضع وحب الآخرين.. وبعيداً عن الصغائر وسفا سف الأمور وأن أخلاقه تعصمه تماماً عن ذلك.. فضلاً عن دينه. وان ما جرى كان يمثل بحق سقوطاً في الأخلاق وبعدا عن عقيدتنا السمحة وديننا الحنيف .



· " بعد تحقيق مبدأ التمكين " " يقول أحدهم : " هم في خطابهم العام ( أي ناس الإنقاذ ) يقولون نحن مستهدفين بسبب : " استقلال قرارنا السياسي " و " مشروعنا الحضاري " إذن فلنسلم بهذا الزعم ونعتبر أن ذلك هو السبب المباشر لما وقع على الرعية من أزمات طاحنة وأن نعتبر أن هناك ظلماً كبيراً وقع على الأمة من الآخرين القريبين منهم والبعيدين ..
· هنا يطرأ تساؤل مهم للغاية:
· لماذا لا يكون هناك مساواة لتحمل هذا الظلم بين رموز "الإنقاذ " وبقية الرعية ؟؟ فالمساواة في الظلم عدالة .. ولماذا لا يكون هم " قدوة " يتأسى بهم الناس بدلاً أن يستأثروا بكل شئ ، وينهبوا كل شئ .. ويتركون الباقين ( كل الرعية ) . على هامش الحياة.. بل يحيلوا الشعب كله إلى شعب فقير يعيش في أقل من حد " الفقر " ؟؟؟؟؟؟؟.
· هل تقاليدنا التي ورثناها على مدى القرون كسودانيين تقر بذلك ؟؟؟
· هل ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة تقر بذلك ؟؟؟



· " بيوت الأشباح " " يقول أحدهم : " .. المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. " هذا المبدأ الذي طبق أول ما طبق في دولة الإسلام الأولى ووفقاً للشريعة الغراء .. والآن وبعد قرون أخذت به كل القوانين الوضعية وأصبح الآن يمثل حق أساسي من حقوق الإنسان المتفق عليها في المواثيق الدولية، فإذا كان الأمر كذلك أفلا يحق للمرء أن يصاب بالدهشة والذهول عندما يسمع أو يجد أن دولة ما يسمى " التوجه الحضاري " وفي نهاية القرن العشرون.. نفتح أقبية ما يسمى " بيوت الأشباح "يمارس فيها أبشع أنواع العنف ضد مواطنيها والذي يتضمن كافة وسائل التعذيب والقتل والتشريد وتخريب البيوت.. وكل ذلك باسم الإسلام وتحت راية الإسلام..



· " الفساد " يقول أحدهم .. أما ما يتعلق بالفساد المالي والخلقي فيكفي ما نشرته دوريات السلطة وما يقال عنه داخل المجلس الوطني.!!!!



· الشعارات : " يقول أحدهم : " .. الغريب أن المتتبع لهذه التجربة يجد أنها تعتبر بحق: نقل حرفي لتجارب سابقة.. لزعامات رفعت شعارات خدعت بها الناس لأنهم كانوا يظنون بها خيراً.. وكانت النتيجة أن أوصلوهم لذات المصير القاتم الذي نحن فيه الآن.. " وكمثال لذلك أورد أسماءهم وكان منهم : " أتاتورك عبد الناصر " ثم أردف قائلاً : " .. ولكن الفرق بين هؤلاء وزعيم النظام الحالي ( الترابي ) أن راياتهم كانت غير إسلامية.. فهل يا ترى لماذا رفع هذا الأخير راية إسلامية لتؤدي لذات النتيجة المرسومة والمحتومة ؟؟



· حرب الجنوب : سئل أحد زعماء الأخوان المسلمون بالسودان وقد قدم بلقب : المرشد العام ولا أذكر اسمه الآن . سئل عن رأيه في الحرب القائمة في جنوب البلاد هل ينطبق عليها حكم الجهاد في الإسلام ؟ كانت إجابته بالنفي. وأنا هنا أنقل من الذاكرة بعض لما ورد فيها قال:
· " نحن بحكم معرفتنا الوطيدة بزعيم النظام " الترابي " نعلم أنه لا يمثل الإسلام الصحيح وهو بعيد كل البعد بفكره وآرائه وفتا ويه بعيد كل البعد عن الإسلام وأئمة الإسلام وكافة أهل السنة " وقال:
· لو رجعنا إلى الشروط الشرعية الواجب توفرها عند إعلان الجهاد من دولة تحكم بالإسلام.. لا نجدها مطبقه هنا. وكمثال لذلك: أنه عندما احتل الجيش منطقة ( ؟؟ ) لا أذكرها قام النظام بتعيين والي لها غير مسلم ( هذا الكلام كان قبل توقيع الاتفاقية الأخيرة في المنشقين ) " قال أيضاً:
· " في مؤتمره الصحفي بالخرطوم رد رئيس الجمهورية على سؤال فيما إذا كانت هذه الحرب دينية أم سياسية، أجاب : بأنها حرب سياسية وليست دينية !!!!



· الجنوب أيضاً : كان أحد كتاب " العمود " في جريدة الخليج وهو من الرموز الإسلامية أظنه " أردني " كان من أبرز المجردين أقلامهم للدفاع عن دولة " التوجه الحضاري والإشادة "بأنفكاكها المتفرد عن ما يسمى " الأخطبوط الأمريكي " . وفي نوفمبر 97 الماضي طالعتنا زاويته بالمقال بعده: " أعرض هنا بعض النقاط : مبادىء التفاوض المقررة هي : " مبادئ الإيقاد " والتي قبلت بها الحكومة وأهمها : (1) قضية فصل الدين عن الدولة (2) قضية حق تقرير المصير .
· " .. بالنسبة للقضية الأولى " فإن قبول الحكومة يعني بعلمانية الدولة.. ويعني أيضاً فقدان النظام مصداقيته من خلال شعاراته التي سببت له وللشعب السوداني كل هذه المآسي التي يعاني منها منذ أن استولي على سدة الحكم قهراً.
· " و بالنسبة للقضية الثانية " ( حق تقرير المصير ) فإنها لا تعني سوى انفصال الجنوب وتقسيم السودان، الأمر الذي لو أراده السودانيون وكان في مصلحتهم القومية لفعلوه من زمان وأنهوا بذلك أطول حرب في القارة الإفريقية.
· " وهذا يثبت أن النظام يتراجع عن ثوابته التي حسب ادعائه تسببت في كل ما لحق بالأمة السودانية خلال فترة حكمه، بل تراجع عن ثوابت الدولة والأمة السودانية أجمعها فيما يتعلق بالجنوب الذي حصدت معاركه الألوف من أبناء الشعب السوداني وبددت ثرواته، وهو يعد تحولاً كبيراً طرأ على موقف النظام وخاصة إذا علمنا أن الولايات المتحدة هي التي دفعت تكاليف هذا اللقاء. يواصل الكاتب:
· " لا أحد أكثر حرصاً على السودان من السودانيين، ولكن ألم يكن من الأجدر أن يجري النظام مفاوضاته هذه مع المعارضة الشمالية قبل أن يبدأ مع المعارضة الجنوبية، فربما جنبها ذلك أن يسجل التاريخ أنه في عهدها تم انقسام السودان " انتهى كلام الرمز الإسلامي الأردني..



· أحد رموز النظام : ومالنا نذهب بعيداً يا أخي فقد قابلت أحد رموز النظام المعروفين وكان راجعاً لتوه من الخرطوم وكان هذا العضو ساخطاً سألته أرجو أن تعطيني فكرة مبسطة عن الأوضاع هناك قال
· " أقول لك بكل أمانة أن الوضع هناك وصل حالة من السوء لم بعهدها السودان أبداً في تاريخه الطويل ، وأقول بكل صدق أنه خلال الفترة من حكم النظام الحالي لو كان يحكمونا يهوداً لما أوصلونا إلى الحالة التي نحن عليها الآن .. ، وشرع في ضرب الأمثلة الحية عن وضع الشارع هناك والتردي في الأخلاق وفي السلوكيات وفي كل مناحي الحياة.. ذكر كل ذلك بالتفصيل كشاهد عيان.. واقسم لي أن كل ما قاله إذا لم يكن صحيحاً وموثقاً تماماً من قبله لما قاله.
· قلت: " .. ولكن يا أخي كيف يحدث هذا في دولة تدعي أنها تحكم بالإسلام ؟؟ رد قائلاً:
· يا أخي أين هذا الإسلام ؟؟ ألم تسمع أنت بندوة البروفسير جعفر الشيخ إدريس ؟؟
· نعم سمعت بها ولكن لا أملك التفاصيل .. هل أنت حضرت هذه الندوة ؟؟
· حضرتها .. ده إنها تابعتها منذ أن كانت فكرة، .. وحكى لي موضوع الندوة بالتفصيل وكيف تم نقلها إلى ندوة علنية بقاعة الشارقة وحكى لي عن النتيجة النهائية لما توصل إليه البروفسير بعد أن أخضع كل أفكار " الترابي " لميزان الشرع حيث لخص رائه في كلمتين فيما معناه: قال :
· إن رجلكم هذا ( يعني الترابي ) يعد خارج عن ملة الإسلام.
· " إن رجلكم هذا ما هو إلا علماني في ثوب إسلامي.
· قلت له: " أسألك بالذي خلقك وخاصة أنت خريج دراسات إسلامية وتحمل شهادات عليا ولك مساهماتك في هذا الميدان، فما هو رائيك الشخصي في هذه الفتوى ؟؟ قال:
· " والله والله إني أؤيدها مائة في المائة " قلت:
· " إذا كان الأمر كذلك، فأين تضعه ( أي الترابي ) في تصنيف العلماء للفرق الضالة ؟؟ .. ثم افترقنا بعد أن أوضح لي أنه وبعض زملائه درسوا أفكاره وصنفوه فعلاً ضمن ( المرجئة ) .. ولكني شخصياً وبمعلوماتي المتواضعة أجد أن فكرة خليط لا يمثل فرقة بعينها من هذه الفرق كما ورد ذكره سابقاً من المرشد العام للإخوان ( معتزلة ) أو من الأخ الرمز الأخير ) .( مرجئة ) أو ما شابه ذلك إذا لم تخني الذاكرة.



· حديث بن حاتم الطائي: صادف مرة كنت في زيارة أحد الأصدقاء من رموز النظام أو قل من المعجبين الشيخ الترابي وكان يقرأ في كتاب للشيخ محمد قطب سبق لي الإطلاع عليه، فتناولته منه مستأذناً وفي المقدمة وقعت عيني على شرح للآية الكريمة ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) روى فيه المؤلف قصة إسلام سيدنا عدي وقصة دخوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاء يسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية فقال عدي مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم " أنهم لم يعبدوهم " قال صلى الله عليه وسلم " بلى أنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم " .. وهنا التفت إلى صاحبي قائلاً:
· طبعاً أنت تعلم أن هذه الآية نزلت في اليهود فسؤالي لك هو: هل ينطبق هذا الحكم على أي عالم أو داعية مسلم يفتي بتحريم الحلال وتحليل الحرام أم لا ؟؟ .. قال بعد تردد: هذه تحتاج لسؤال.. قلت هذا كلام طيب ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم.. وواصلت قائلاً: " خذ هذا تليفون مكتب أصحاب الفضيلة أهل الذكر " بالوزارة " فاتصل بهم، وفعلاً تم الاتصال في الحال وكان الرد أن هذا الحكم ينطبق تمام الانطباق وينسحب على أي داعية أو مسلم يفعل ذلك لأن ما حرم الله فهو الحرام وما حلله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ فمن أفتى بغير ذلك يعد خارجاً عن ملة الإسلام وينسحب هذا الحكم على أتباعه والموالين له بل يصيرون بذلك عبده له لأنهم استنصحوا به ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم،.
· قلت له : " .. آها يا أخي شيل شيلتك .. بعد كده أنت " ، وحسب معرفتي بك تملك سيلاً من فتاوى شيخك التي حرم فيها الحلال وحلل الحرام وقد سمعت رأي الشرع فيها وهي حجة عليك .. ولا بأس أن تجدّ وتستشهد لتستوثق أكثر وخاصة أنك معروف ( وهذا ما يعجبني فيك ) - بكثرة ترددك على العلماء وأصحاب الفضيلة وما عليك إلا عرض هذه الفتاوى عليهم ومن ثم تحدد موقفك في ضوء ما تقف عليه من حقيقة.
· في أحد الأيام ذهبنا صديق لي وأنا إلى أحد الأخوان نبارك له مسكنه الجديد وبعد التحية والسلام قدم لنا الأخ صحيفة سودانية قديمة قائلاً هذه الصحيفة وجدتها بالصدفة وسط أوراق قديمة ولولا رحيلي لما عثرت عليها.. انظروا ماذا فيها. وإذا بنا أمام البيان الذي أصدره المرحوم الدكتور محمود برات في أكتوبر عام 1982 تحت عنوان " بيان للناس " الذي بين فيه كل الظروف والملابسات والإثباتات التي دفعته إلى الإفتاء : " بعدم جواز الصلاة خلف الشيخ الترابي " وأوضح أنه أي الشيخ الترابي لا يؤمن بالبعث والعياذ بالله .. هذه الفتوى بالرغم أنها قديمة فإنني لم اسمع بها إلا بعد مغادرتي السودان بفترة طويلة وكان ذلك ضمن سلسلة مقالات لأحد القضاة ( سوداني ) تابع فيها متابعة دقيقة ومفصلة سيرة الشيخ الترابي منذ أن كان طالبا وحتى اعتلاه سدة الحكم وكانت هذه الفتوى من ضمن الأشياء الكثيرة التي تعرض لها. وفي تلك الأثناء جمعتني الصدفة بمجلس فيه أحد أصحاب الفضيلة ( سوداني ) وكان الحديث يدور عن هذه السلسلة من المقالات.. وهنا سألت هذا العالم عن رائه فيما جاء فيها فرد على أنه كان غائباً ولم يطلع إلا على الأخير منها. ولما كانت هذه الفتوى وردت في الجزء الأخير هذا أعدت السؤال: " طيب ما رائك في الفتوى المنسوبة للدكتور برات قال: " أنا من ناحيتي وحسب متابعتي الدقيقة لا أشك في هذا أبداً بل أضف إلى ذلك أننا في متابعتنا لكل الفتاوى الشاذة التي صدرت في الماضي من زعامات الفرق الضالة لم يجرؤ أحدهم بمثل ما تجرأ " الترابي " وأفتى بجواز زواج المسلمة من الكتابي.. ، ثم حكى لنا عن رأي صديقه وزميله العالم الجليل المرحوم الشيخ عبد الله الترابي في ابنه.. وكان أول من وقف على آرائه وأفكاره الشاذة بعد رجوعه من السر بون وأول من جادله مجادلة العلماء وفي النهاية أعلن " تبرأته منه " .
· أكتفي بهذا القدر أخي على أن يكون هذا هو نهاية الجزء الأخير من الفترة الثالثة.



· الختام :
· أخي من خلال المتابعة أعلاه وردت بعض الإشارات والتلميحات لأهل السنة وما يقابلهم من " الفرق الضالة " .. فأرجو أن نلقي إطلالة سريعة ونراجع معاً مقالات أهل السنة في هذا المقام مما سبق إطلاعنا عليه وما هو مبثوث في كتب الأئمة الأفاضل بدأ من الإمام الاسفرايينى مروراً بكافة أئمة السلف الصالح ومن نحى نحوهم حتى الشهيد سيد قطب .. وأن نكتفي في هذه الإطلالة السريعة بالإمام الاسفرائني المتوفى 429 ه يقول الإمام :



· الفرق الضالة : في جملة من أحاديث واردة عن النبي أخبر فيها عن افتراق أمته بعده إلى ثلاثا وسبعون فرقة كلها في النار عدا واحدة هي الناجية وعندما سئل عن الفرقة الناجية وعن وصفها ، قال : " الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي " أو كما قال .. وهذا يعتبر هو الميزان الصحيح الذي نعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فأسدها وهو أن كل من خالف ما كان عليه هو وأصحابه فهو رد على صاحبه غير مقبول منه " .. يقول الكاتب " لسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي الله عنهم غير: " أهل السنة والجماعة " من فقهاء الأمة وهم: ( .. الذين يجمعهم الإقرار بتوحيد الصانع وقدمه وقدم صفاته الأزلية .. مع الإقرار بكتبه ورسله وبتأييد شريعة الإسلام وإباحة ما أباحه القرآن الكريم وتحريم ما حرمه القرآن ، مع قبول ما صح من سنة رسول الله وأعتقاد الحشر والنشر ، وسؤال الملكين في القبر ، والإقرار بالحوض والميزان .. ) هؤلاء هم أهل السنة دون: الرافضة، والقدرية، والخوارج ، والجهمية ، والنجارية ، والمشبهة ، والغلاة ، والحلولية :


· القدرية: كيف يكونون موافقين للصحابة وقد طعن زعيمهم: " النظام " في أكثر الصحابة وأسقط عدالة ابن مسعود ونسبة إلى الضلال وطعن في فتأوي سيدنا عمر بن الخطاب وفتاوى الإمام على كرم الله وجهه ونسب أبا هريرة إلى الكذب ونسب أيضاً خيار الصحابة إلى الجهل والنفاق..والجاهل بأحكام الدين عنده كافر.. ألخ


1. الخوارج: " .. أكفروا علياً وابنيه وابن عباس، وأبا أيوب الأنصاري واكفروا أيضاً عثمان وعائشة ،وطلحة والزبير .. ، ثم اختلفت فيما بينهما فصارت مقدار عشرين فرقة كل واحدة تكفر سائر ها وهذه شيمة كل الفرق الضالة : " تفرقت القدرية إلى المرجئة عشرون فرقة والروافد إلى عشرون أيضاً وكل فرق منهم تكفر سائر ها، والخوارج هم الذين قتلوا عبد الله بن خباب عندما رأوه في طريقهم إلى النهر وان وكان هاربا منهم سألوه :

· من أنت ؟ قال عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا له: " حدثنا حديثاً سمعته عن أبيك عن رسول الله فقال: " سمعت أبي يقول قال رسول الله : " ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ، فمن استطاع أن يكون مقتولاً فلا يكون قاتلاً " .. فشد عليهم أحدهم بسيفه فقتله.. ثم أنهم دخلوا منزله وكان في القرية التي قتلوه على بابها فقتلوا ولده وجاريته أم ولده وعندما انتهى خبرهم إلى الإمام علي كرم الله وجهه جادلهم أولاً المجادلة المعروفة والشهيرة والتي تحول بموجبها أعداد كبيرة منهم إلى صفة ( حوالي ثمانية آلاف ) .وبقى أربع على موقفهم فطلب منهم أن يسلموه قتلة عبد الله بن خباب فقالوا " إننا كلنا قتله ولو ظفرنا بك قتلناك .. ودارت المعركة كما هو معلوم وكانت النتيجة كما حددها الإمام سلفا وأخبر بها عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وجاء أيضاً أن أحدهم وهو: حرقوص بن زهير برز له وقال: " يا ابن أبي طالب لا نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة ، وقال له علي كرم الله وجهه : " بل مثلكم كما قال الله عز وجل ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) منهم أنت ورب الكعبة .. ثم حمل عليه وقتل في أصحابه. وكما تعلم يا أخي هؤلاء الخوارج الذين ورد فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " يحقر أحكم صلاته بجنب صلاتهم " بعد أن وصفهم بأنهم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، " .. وهم مع ذلك كانوا يصلون ويصومون ويقيمون الليل وقد سئل مولى أحدهم بعد أن ضرب عنقه. قال القائد للمولى: " صف لي أموره " فقال المولى: " أطنب أم أختصر " قال بل اختصر " فقال: " .. ما أتيته بطعام في نهار قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط " " يأتي هذا مصداقاٌ لقوله عليه الصلاة والسلام المثبت أعلاه "



· الروافض : " السبئية منهم ، ظهرت بدعتهم في زمن الإمام علي كرم الله وجهه قال بعضهم له : " أنت الإله فاحرق قوما منهم .. وقد تفرقوا إلى عشرون فرقة كل فرقة منها تكفر سائرها .. منهم الزيدية وهم الذين غدروا بزيد ابن علي بن الحسين في حربه ضد عامل هشام بن عبد الملك فقالوا له أثناء القتال: " إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك علي بن أبي طالب، فقال زيد : " " إني لا أقول فيهما إلا خيراً ، وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيراً وإنما خرجت على بني أمية الذين قتلوا جدي ، وأغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار " ففارقوه عند ذلك فقال لهم " رفضتموني " فسارت عليهم كلمة " روا فض " .
· ثم يقول الكاتب: " كيف يكون هؤلاء موافقين للصحابة ؟ وهم بأجمعهم لا يقبلون شيئاً مما روي عنهم في أحكام الشريعة لامتناعهم عن قبول روايات الحديث والسير والمغازي من أجل تكفيرهم أو تفسيقهم أو .. الخ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخريجو مدرسته وهم نقلة الأخبار والآثار ورواة التاريخ والسير.. وأيضاً تكفيرهم أو تفسيقهم لفقهاء الأمة الذين ضبطوا آثار الصحابة وقاسوا فروعهم على فتاوى الصحابة " . . ولم يكن بحمد الله ومنّه في الخوارج ولا في الروافض ولا في الجهمية ولا في القدرية ولا في المجسمة ولا في سائر أهل الأهواء الضالة " إمام " في الفقه ولا إمام في رواية الحديث ولا إمام في اللغة والنحو ، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ ولا إمام في الوعظ والتذكير ولا في التأويل والتفسير ، وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من " أهل السنة والجماعة "
· السلف الصالح :
· أجمع أهل السنة على إيمان المهاجرين والأنصار من الصحابة، وأجمعوا أيضا على أن من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً من أهل الجنة، وكذلك من شهد أحداً " غير " " قزمان " الذي استثناه الخبر ( بسبب انتحاره ) وكذلك من سهد معه بيعة الرضوان بالحديبية .
· المهاجر: تطلق شرعاً على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة ( أما المرتدون بعد وفاة النبي صلى الله عليه ويلم من : كندة وحنيفة وفزاره وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة )
· قالوا أيضاً : " بما ورد في الخبر : " أن سبعين ألف من أمة الإسلام يدخلون الجنة بلا حساب ( منهم عكاشة بن محض ) وان كل واحد منهم يشفع في سبعين ألف .
· وقالوا بموالاة أقوام وردت الأخبار بأنهم من أهل الجنة وان لهم الشفاعة في جماعة الأمة منهم أويس القرني والخبر فيهم مشهور .
· وقالوا بتكفير من أكفر أحداً من العشرة الذين شهد لم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
· وقالوا:بموالاة جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم واكفروا من أكفرهن، أو اكفر بعضهن.
· وقالوا : بموالاة الحسن والحسين والمشهورين من أسباط رسول الله عليه وسلم كالحسن بن الحسين وعبد الله بن الحسين وعلي بن الحسن زين العابدين ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر وهو الذي بلّغه جابر بن عبد الملك الأنصاري سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعفر الصادق .. وكذلك قولهم في سائر أولاد علي من صلبه وسائر من درج منهم على سنة آبائه الطاهرين .
· وقالوا : بموالاة أعلام التابعين للصحابة بإحسان وهم الذين قال الله فيهم ك ( يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) [1] سورة الحشر
· وقالوا ذلك : في كل من أظهر أصول أهل السنة ، وتبراؤوا من أهل الملل الخارجة عن الإسلام ومن أهل الأهواء الضالة مع انتسابها إلى الإسلام .



· بيعة الرضوان : قال الله تعالى فيهم : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ) [18] الفتح
· وقالوا : إن الأخبار التي يلزمنا العمل بها ثلاثة أنواع : (1) تواتر (2) آحاد (3) متوسط بينهما ( مستفيض ) .
· المتواتر : الذي يستحيل التواطؤ على وضعه وهذا يوجب العلم الضروري بصحة مخبرة .
· الآحاد : متى صح إسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في " الأحكام " كانت موجبة للعمل بها دون العلم وكانت بمنزلة: شهادة العدول عند الحاكم في أنه يلزم الحكم بها في الظاهر .
· الخبر المستفيض : المتوسط بين التواتر والآحاد : فانه يشارك التواتر في ايجابه كالعلم والعمل ويفارقه من حيث أن العلم الواقع عنه يكون علماً مكتسباً نظرياً والعلم الواقع من عند التواتر يكون ضرورياً غير مكتسب .
· وبهذا التنوع من " الخبر " اثبت الفقهاء أكثر فروع الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الحلال والحرام ، وضللوا من أسقط وجوب العمل بأخبار الآحاد في الجملة من الروافض والخوارج وسائر أهل الأهواء .
· واتفقوا على أن أصول أحكام الشريعة هى القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا من زعم من الروافض أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا الخوارج الذين ردوا جميع السنة التي رواها نقله الأخبار ، لقولهم بتكفير ناقلها ، واكفروا " النظام في إنكاره : حجة الإجماع وحجة التواتر وقوله بجواز اجتماع الأمة على الضلالة وجوازه تواطؤ أهل التواتر على وضع الكذب .
· وقالوا : بأن الفروج لا تستباح إلا بنكاح صحيح ، واكفروا " الحزمية " الذين أباحوا الزنى .
· وقالوا : بوجوب إقامة حد الزنى والسرقة والخمر والقذف .. واكفروا من أسقط حد الخمر والرجم من الخوارج .
· وقالوا أصول أحكام الشريعة : الكتاب والسنة وإجماع السلف ، وأكفروا من لم ير إجماع الصحابة حجة مثل : الخوارج والروافض الذين قالوا لا حجة إلا حجة " إمامهم المنتظر . "
· وقالوا : لا يحل قتل أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : من رده أو زنى بعد إحصان أو قصاص بمقتول ، وهذا خلاف قول الخوارج بإباحة قتل كل من عصى الله تعالى .
· يقول المؤلف : ( .. ولو كان المذنبون كلهم كفره لكانوا " مرتدين " عن الإسلام، ولو كانوا كذلك لكان الواجب قتلهم دون إقامة الحدود عليهم ولم يكن لوجوب قطع يد السارق أو جلد القاذف أو رجم الزاني المحصن فائدة لأن المرتد ليس له حد إلا القتل ) .
· أخي نختم هذا الجزء الأخير بإيراد بعض الأحاديث الواردة عن الفرق الضالة:
· أولاً : حديث الفرق (1) يقول صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي الذين يقيسون الأمور برائيهم ، يحرمون الحلال ويحللون الحرام "
· وقال أيضاً (2) " أيما داع دعا إلى الضلال فاتبع فعليه وزره وأوزار من اتبعه لا ينقص من أوزارهم شئ " .وأيما داع دعا الى الهدى فاتبع فله مثل اجر من اتبعه لا ينقص من أجورهم شئ
· (3) " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : وما تلك الواحدة قال صلى الله عليه وسلم : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي "
· أما الفرقة الضالة فقد عدهم العلماء كما يلي : الخوارج ( المعتزلة .. المرجئة ) المشبهة الجهمية النجارية النوارية الكلابية .
· وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم : " بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، .. فهم الذين مرقوا من الدين والإسلام وفارقوا الملة وشردوا عنها وعن الجماعة وضلوا سواء السبيل ، وسلّوا السيف على الأئمة واستحلوا دماءهم ، وأموالهم ، وكفروا من خالفهم ، ويشتمون أصحاب رسول الله عليه وسلم ، وأنصاره .. ولا يؤمنون بعذاب القبر ولا الحوض ولا الشفاعة .
· يقول الأئمة من السلف الصالح : " على المؤمن أتباع السنة والجماعة ، فالسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والجماعة ما اتفق عليه أصحاب رسول الله عليه وسلم في خلافة الأئمة الأربعة ( الخلفاء الراشدين ) " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " رحمة الله عليهم أجمعين ، وأن لا يكاثر أهل البدع ولا يدائنهم ولا يسلم عليهم ، لأن أمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله قال : من سلم على صاحب بدعة فقد أحبه ، بقول النبي صلى الله عليه وسل : " أفشوا السلام بينكم تحابوا " . ولا يترحم عليهم إذا ذكروا ، ولا يجالسهم ، ولا يقترب منهم ، ولا يهنئهم في الأعياد وأوقات السرور ، ولا يصلي عليهم إذا ماتوا ، بل يباينهم ويعاديهم في الله عز وجل معتقداً بطلان مذهبهم محتسباً بذلك الثواب الجزيل والأجر الكثير .
· الحديث : " من نظر إلى صاحب بدعه بغضاْ له في الله ، ملأ الله قلبه أمناً وإيمانا ، ومن انتهر صاحب بدعه بغضاْ له في الله أمنه الله يوم القيامة ، ومن استحقر بصاحب بدعة رفعه الله تعالى في الجنة مائة درجة ، ومن لقيه بالبشر أو بما يسره فقد استخف بما انزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم
· قال : فضيل رضي الله عنه : " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله واخرج نور الإيمان من قلبه ، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله تعالى أن يغفر ذنوبه وان قل عمله ، وإذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ طريقً آخر .
· حديث : " من أحدث أو أوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه الصرف والعدل " أي الفريضة والنافلة " وجاء أيضاً من أقوال الأئمة : أنه لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في أشياء حددوها منها :
· " كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر "
· ملحوظة : هذه القاعدة الأصولية هي التي اعتمد عليها الدكتور محمود برات في تكفيره للدكتور الترابي عندما اعترف له الأخير أنه "لا يؤمن بيوم القيامة " وقد حاوره الدكتور برات في ذلك وانقل هنا يا أخي هذا الحوار : " .. يقول الدكتور الترابي في معرض كلامه عن الغيبيات : " .. أنا عقلاني محض ، وكثير من الغيبيات التي يؤمن بها المسلمون لا أعتقد فيها ،، فقلت له : " أتقصد معتقدات العلماء المغلوطة ؟ " قال : " لا حتى معتقدات الخاصة ،، فقلت له : " هل لك من مثال ؟؟فقال : " يوم القيامة مثلاً فأنا لا أعتقد في قيامه جامعة ، بل أرى أنها ممتنعة عقلاً ، وأعتقد أن قيامة كل إنسان يوم موته ،، .. قلت له : " وماذا تقول عن الآيات والأحاديث الصحيحة عن " القيامة " قال : " أنا لم أقل لك أني أعلم عدم وجود قيامة جامعة ، ولكني قلت لك لا أعتقد في قيامة جامعة ، والاعتقاد لا يعتمد على دليل من آيات وأحاديث لأن مكانه القلب . والذي يعتمد الدليل من الآيات والأحاديث وغيرها هو العلم ،، فقلت له : " هذا تمييز دقيق " " نحن أهل السنة والجماعة نتحرج جداً في تكفير مسلم إلا في حالتين : الأولى : الاعتراف بالكفر دون عذر شرعي من إكراه أو جنون .. الخ والثاني : " جحود ما يعلم من الدين بالضرورة .. "

( المصدر البيان الذي أصدره الدكتور محمود برات تحت عنوان: " هذا بيان للناس " بتاريخ 9/10/1982 )

· ومنها من كفر مسلماً إلا إذا لم يجد محملا يحمله على غير ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه ."
· ومنها .. وهذا أشد أنواع الكفر : الاستهزاء بالأنبياء وكلامهم والاستهزاء بالقرآن أو يدعي أنه مقتدر على التكلم بمثله وان كلامه لو يصقل بالتلاوة لكان مثله .
· ومنها تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله سبحانه وتعالى أي أن كل من حلل حراماً مجمعاً عليه أو حرم حلالاً كذلك فقد كفر ، ( وينسحب ذلك على كل من تبعه وتشيع له فيصير كافر مثله، بل وعابد له كما ورد ذكره آنفاْ في حديث سيدنا لواى. ).
· أخي أختم هذه الإضافة بإيراد هذا النص في بيان عصمة أهل السنة في تكفير بعضهم بعضاً : يقول الإمام الإسفرائيينى " .. أهل السنة لا يكفر بعضهم بعضا ، وليس بينهم خلاف يوجب التبري والتكفير ، فهم إذن أهل الجماعة القائمون بالحق ، والله تعالى يحفظ الحق وأهله ، فلا يقعون في تنابذ وتناقض ، وليس فريق من فرق المخالفين لهم إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض ، وتبري بعضهم من بعض ، كالخوارج والروافض والقدرية .. حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضاً ، وكانوا بمنزلة اليهود والنصارى حين كفر بعضهم بعضاً حتى قالت اليهود : ( ليست النصارى على شئ ، وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) وقال الله سبحانه وتعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً ) .. وقد عصم الله أهل السنة من أن يقولوا في أسلاف هذه الأمة منكراً ، أو يطعنوا فيهم طعناً ، فلا يقولوا في المهاجرين والأنصار ، وأعلام الدين ، ولا في أهل بدر ، وأحد ، وأهل بيعة الرضوان ، إلا أحسن المقال ، ولا في جميع من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ولا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، وأولاده ، وأحفاده : مثل :الحسن ، والحسين ، والمشاهير من ذرياتهم مثل عبد الله ابن الحسن ، وعلي ابن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ومن جرى منهم على السداد من غير تبديل ولا تغيير ، ولا في الخلفاء الراشدين ، ولم يستجيزو أن يطعنوا في واحد منهم ، وكذلك في أعلام التابعين ، وأتباع التابعين الذين صانهم الله تعالى عن التلوث بالبدع ، وإظهار شئ من المنكرات ، ولا يحكمون في عوام المسلمين إلا بظاهر إيمانهم ولا يقولون بتكفير أحد منهم إلا أن يتبين منه ما يوجب تكفيره ، ويصدقون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " كما أخرجه البخاري ، وقد ورد أنه يشفع كل واحد منهم في عدد ربيعة ومضر ، ويوجبون على أنفسهم الدعاء لمن سلف من هذه الأمة ، كما أمر الله تعالى في كتابه حيث قال : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم ) .
· ويتابع الإمام قائلاً : " اعلم أنه لا خصلة من الخصال التي تعد في المفاخر لأهل الإسلام : من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات ، إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلّى ، والسهم الأوفر ، فدونك أئمة أصول الدين وعلماء الكلام من أهل السنة فأول متكلميهم من الصحابة : علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث ناظر الخوارج في مسائل الوعد والوعيد ، وناظر القدرية في المشيئة والاستطاعة والقدر ، ثم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث تبرأ من معبد الجهمي في نفيه القدر . وأول متكلمي أهل السنة من التابعين : عمر بن عبد العزيز ، وله رسالة بليغة في الرد على القدرية ، ثم زيد بن زين العابدين ، وله كتاب في الرد على القدرية ، ثم الحسن البصري ، ورسالته إلى عمر بن عبد العزيز في ذم القدرية معروفة ، ثم الشعبي ، ثم الزهري .
· وتابع أيضاً : " وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب : أبو حنيفة والشافعي ، فلهما رسائل في الرد عليهم أيضاً أما أئمة الفقة من عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملئوا العالم علماً وليس بينهم من لا يناصر السنة والجماعة وهم أشهر من نار على علم ففي سرد أسمائهم طول .. وأما أئمة الحديث والإسناد فهم سائرون على هذا المهيع الرشيد ، ولا يوصم أحدهم ببدعة ، وفي طبقاتهم كتب خاصة تغني عن ذكر أسمائهم هنا ، وأثارهم الخالدة لم تزل بأيدي حملة العلم مدى الدهر ، وكذلك أئمة الإرشاد والتصوف وكانوا على توالي القرون على هذا النهج السديد في المعتقد ، وكذلك جمهرة أهل النحو واللغة والأدب كانوا على معتقد أهل السنة .. ،، وبعد أن عدهم جميعاً دلف إلى القول : " .. لم يكن بينهم أحد إلا وله أنكار على أهل البدعة شديد ، وبعّد عن بدعهم بعيد ، ولم يكن في مشاهيرهم من تدنس بشيء من بدع الروافض والخوارج والقدرية .. وكذلك أئمة القراءة وحملة التفسير بالرواية من عهد الصحابة إلى عهد محمد بن جرير الطبري وأقرانه ومن بعدهم ، كانوا كلهم من أهل السنة ، وكذلك المفسرون بالدراية إلا بعض أفراد من أهل البدعة . وكذلك مشاهير علماء المغازي والسير والتواريخ ونقد الأخبار وحملة الرواية من أهل السنة والجماعة . فيظهر بذلك أن جماع الفضل في العلوم في أهل السنة والجماعة ، حشرنا الله سبحانه في زمرتهم .. " انتهى نقل هذا الفصل عن أهل السنة .
· أخي هؤلاء هم أهل السنة والجماعة الذين تبرأ منهم دكتور الترابي ولم يكن ذلك بالنسبة لى قول قائل ، فقد سمعته بأذني فى مقابلة له بأحد برامج القناة السودانية وقرأته في مقابلة أجراها معه مؤخراْ مندوب جريدة الخليج الظبيانية ، أما فيما يتعلق بسبه للأنبياء ولخاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسبه لأصحابه وخريجي مدرسته " الصحابة الكرام " والتابعين لهم .. ولم يكتفي بذلك ، بل قال : " .. إن التنظيم الذي يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة " !!! أما هذا كله فدونك يا أخي كتاب الله ، ودونك ما سطره أئمة السلف الصالح من أمة الإسلام بأحرف من نور وما تركوه من مجلدات ودونوه من أبواب وفصول في : " فضائل الصحابة " رضوان الله عليهم أجمعين .. دونك هذا كله يا أخي فالتمسه في مظانه .. وإلى هنا أختم بما بدأت به : " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " ..
· وفي الختام أسأل الله لي ولك وللأهل والإخوان جميعاً العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخوك
عوض سيدا حمد





العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2012, 09:24 AM   #3
ود محجوب
المدير العام
الصورة الرمزية ود محجوب



ود محجوب is on a distinguished road

افتراضي رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)


أنا : ود محجوب




لك الشكر والتقدير استاذنا العوضابى وانت
تقوم بهذا العمل الكبير لتعرية الادعياء
وتنوير القراء وتوعيتهم بحقيقة ما ابتلانا الله بهم من بنى جلدتنا
والى الله المشتكى ونسال الله ان يرفع عنا البلاء بجاه سيد الانبياء صلى الله عليه
واله وصحبه وسلم

ود محجوب غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2012, 11:19 AM   #4
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)


أنا : العوضابي




الأخ العزيز / ود محجوب ,
أولا : شكرا على المرور .
ثانيا : كما ترى يا أخى نحن أمام فتنة كبيرة , فتنة عارمة , أصابتنا فى الصميم , من أناس هم من بنى جلدتنا , قاموا بأعمال لا تمت لنا كسودانيين بصلة ’ وكأنهم أتو الينا من كوكب أخر , وبهذه المناسبة فقد صادفت قبل أيام فى صفحة الفيس بوك , أحدهم يشيد بالزعيم الأزهرى وما جبل علية من وطنية خالصة , وطهارة يد , وفى الحال قمت بانزال التعليق بعد :
" نعم يا ابنائى , هذا ليس بالأمر الغريب , بل الغريب الاّ يحدث , ... هذه قبل كل شىء , وبعد كل شىء , هى : " الأصالة " السودانية العريقة الممتدّة جزورها , وطاعنة فى القدم الى آلاف القرون , فالسودانى مهما كان لونه , أو عقيدته , أو تفكيره , هو السودانى الذى عرف بمكارم الأخلاق , وكل الصفات الحميدة : من الكرم , والجود , والأمانة , والتواضع , وحب الخير للناس , كلكم تعلمون أن كثيرا من مثقفينا وغيرهم من المواطنين , تأثروا كغيرهم بالمذاهب الحديثة من : ( شيوعية – قومية – بعثية .... الخ ) هل رأيتم منهم من خرج عن ثوبه السودانى : فى سلوكه وأدبه ومعاملاته مع الغير , كلا , وألف كلا , ..... أما ما هو حادث الآن ونراه بأمّ أعيننا , من أناس هم من بنى جلدتنا , هو ليس أمر شاذ فقط , بل هو ممعن فى شذوذه , وغرابته , هو أمر لا يمت بأى صلة من قريب أو بعيد لهذا الشعب , وهذه الأمة العريقة , فكأنّهم جاووا الينا من عالم آخر لا نعرفه , وهو بعينه ما عبر عنه تعبيرا صادقا , الأديب الكبير الاستاذ / الطيب صالح عندما تساءل قائلا : " من أين جاء هولاء . ؟؟؟؟؟

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-14-2012, 09:54 PM   #5
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ رسالة (2)


أنا : العوضابي




............... والى الرسالة (2)



الرسالة (2) :


مقتطف : "...... كثر الحديث هذه الأيام عن قضية دارفور ومأءالاتها الأخيرة (محكمة لاهاى).. ....ارجو السماح لى بالتعليق الآتى:-
...... حيث أن السودان بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة محل استهداف من الأمة " الغضبية " وتوابعها فهذا أمر معلوم بالضرورة وحادث وواقع معاش وليس بالغريب بل الغريب ألاّ يحدث,..... أما فيما يتعلق بقضية المحاكمة- ( محكمة لاهاي ) – فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف تعاملنا نحن كأمة مسلمة ودولة ترفع رأية الإسلام مع التمرد محل القضية, .... هل تعاملنا معه وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ومقتضيات الرسالة الخالدة أم ماذا ؟؟؟؟ ............. فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا أمر كما قيل لا يجب أن يشغلنا كثيرا,.... أما إذا كانت الإجابة على غير ذلك فهذه هي المصيبة الكبرى والبلية العظمى, .... فماذا يعنى محاكمة في لاهاي أو أي مكان آخر فىالعالم مع المحاكمة الكبرى هناك حين الوقوف أمام رب العزة ؟؟؟؟ ..... إذن هذه هي القضية ومن هنا يجب أن يكون محل بحثنا ومدار تفكيرنا راع ورعية.

( أنظر الإضافة الأخيرة المكملة لهذه الرسالة . )
.......... والى الرسالة :


بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المحترم الأستاذ الكبير/ محجوب محمد صالح
رئيس تحرير جريدة الأيام ورئيس مجلس الإدارة
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,

سيدي,
اننى كقاري أتابع باهتمام شديد ما تقومون به من جهد كبير ومقدر وعمل جاد ومخلص وبموضوعية ونظرة ثاقبة خلال متابعتكم لقضايا الوطن الشائكة وبالأخص قضية الساعة: " – (كتب في نهاية عام 2004 )- قضية أهلنا في دار فور " والتي يمكن تلخيصها في الآتي:-
" انه قد وقعت عملية اعتداء وحشية على القرى الآهلة بالسكان تخللتها حالات: (قتل ونهب واغتصاب وحرق البيوت) !!!.... مما أسفر عن نزوح أكثر من مليون مواطن داخل الإقليم وأكثر من مأئة ألف فروا إلى تشاد وهم جميعا يعيشون الآن مشردين في العراء داخل مخيمات تشرف عليها منظمات العون الانسانى. " ...... هذا باختصار شديد يمثل الصورة المعاشة حاليا والتي لإخلاف عليها مع الحكومة, !!... إذن الخلاف ناشىء في التفاصيل: ( كم عدد حالات: الاغتصاب – القتلى – هل هذه العملية تدخل تحت قانون التطهير العرقي أم لا ؟؟.........الخ )..... ومن ثم يمكن القول أن هذا هو البعد الذى تدور حوله القضية في معظم ما كتب عنها داخليا ناسين أو متجاهلين البعد الحقيقي والأكثر أهمية وهو: " البعد الديني " ..... وأخص بذلك قضيتين هما:-
1- قضية المساءلة: نعلم أن أمريكا سيدة العالم اليوم وصاحبة الكلمة فيه ساعية –( لحاجة في نفس يعقوب ) – وعن طريق مجلس الأمن إلى توصيل موضوع المساءلة إلى نهايته القصوى: ( عملية تحقيق شاملة ثم محاكمة )... إن مثل هذا التحرك حتى لو اقترضنا وصل مداه كما يريدون له فما هو في النهاية إلا عمل دنيوي تحكمه قوانين وضعية صاغها البشر لتجرى على هذا الإنسان الفاني !!!!! .... فماذا يعنى كل هذا أمام المساءلة الكبرى عند الوقوف هناك: " أمام رب العزة " : (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم. )) صدق الله العظيم. !!! .... إذن هذه هي القضية إنها قضيتنا نحن في المقام الأول, يجب أن تكون محل همنا ومدار تفكيرنا واتجاهنا كلنا جميعا: " راعى ورعية. " .... لأننا لسنا محسوبين على العالم الاسلامى فقط , ......بل ينظر إلينا كدولة ترفع راية الإسلام ومن هذا البعد يجب أن ننظر إلى القضية:
2- قضية ديننا الاسلامى: إننا كمسلمين نعلم أن الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا أن ديننا هذا هو خاتم الرسالات وأنه جاء لخير البشرية جمعاء لأجل تحقيق السعادة الكاملة لها دنيا وأخرى, .... كما أخبرنا أن لهذا الدين أعداء متربصون به ولن يهدأ لهم بال حتى يجتثوه من على الأرض, - (حسب تصورهم)-..... نلمس هذا في ثنايا كتابنا المنزل: في سوره, وآياته بدءا من: " أم الكتاب "... وقد أشار أليهم أيمتنا الأجلاء بال: ( الأمة القضبية )... كما اخبرنا أيضا أنهم لن يقدروا علينا أبدا إلا إذا انحرفنا عن: " الصراط المستقيم. "...... ولو أننا دققنا في تاريخ صراعنا الطويل معهم, نجد أنه لن يجد معهم ما عرف عنهم من مكر وخداع وتدليس وقلب الحقائق في دفع الحكام الحاليين لتجييش الجيوش لضربنا في عقر دارنا كما فعلوه سابقا: ( الحروب الصليبية. ) وذلك لأسباب هم أقدر للتكيف معها, نورد منها:-

· في تلك الحقبة كما هو معلوم كانت سلطة الملك مقدسة فيكفى الامة الغضبية أن تستخدم مكرها وحيلها لتوغر صدره وإقناعه وحاشيته, ومن ثم تتحرك الجيوش.
· أما الآن فان هذه السلطة آلت إلى الشعوب, فهي وحدها لها سلطة تحريك الجيوش لا الحاكم.
· إذن ما هي الحيلة أو ما هو السلاح الأقوى والأكثر فعالية, تستطيع الامة الغضبية استخدامه بفعالية لتحريك الجيوش الغربية ؟؟؟؟؟؟.......... انه سلوكنا نحن المسلمين: إن قضية سلوكنا وممارساتنا داخل وخارج ديارنا تمثل أعتي وأمضى سلاح للأمة الغضبية: - ( أعداء الحق والدين. ) – ليظهروا الإسلام في أبشع صورة قياسا إلى سلوكنا نحن المحسوبين عليه, ... فيكفينا هنا مثال واحد من العديد من الأمثلة: فلننظر إلى حادث 11/9 وإعلان ابن لا دن – ( الذى يتحرك من كهف إلى كهف في جبال أفغانستان )- للعالم كله: " أنه هو المخطط والمنفذ له !!!!!!!....... مرورا بالسكاكين التي نشاهدها تقطع رؤوس الأبرياء أمام العالم كله - (في العراق) - , ..... وكل ذلك: " باسم الإسلام. " .... وأخيرا وليس آخرا منظر أهلنا وإخواننا في دار فور العظيمة, يعرض على شاشات العالم, ويراه الناس كل الناس من أقصى الدنيا إلى أقصاها !!!!!!!!! ......... وغيره وغيره كثير....... الخ..... هل نريد أكثر من هذا لتحريك الجيوش لضربنا في عقر دارنا. ؟؟؟؟؟؟؟
· هناك كلام يردد عن مخالفة أمريكا لحقوق الإنسان هنا وهناك, ففي حالتنا هذه يجب أن نفرق بين مخالفة ومخالفة: مخالفة أمريكا أو توابعها لحقوق الإنسان لا يتعدى كونها خالفت قانون وضعه البشر, أما مخالفتنا نحن لهذه الحقوق, معناه مخالفتنا للوحي الالهى المنزل على سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,... فهو يعرضنا لأمرين خطيرين هما:
· (1) يعرضنا للمساءلة العظمى أمام رب العزة
· (2) إعطاء فرصة لأعداء الحق والدين ليكيدوا للإسلام من جراء عملنا هذا باعتباره منسوب لدولة ترفع راية الإسلام, .......... ونتيجة لذلك كله فقد سبق وحررت رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا البر وف/أحمد على الإمام محمّلا إياه أمانة استعراض هذه القضية من كل جوانبها والطريقة التي عولجت بها من قبل الدولة وأدت إلى هذه الحالة التي نحن يصددها, ثم يعلن للعالم أجمع القول الفصل فيها من وجهة نظر: " البعد الديني ",..... لعل ذلك يبعث أو يعيد الثقة لقوم كان المتعين والمفروض علينا أن نكون لهم محل قدوة وجذب لا محل نفورة وكراهية لديننا الحنيف. !!!!!!!!!! آمل أن تجد مكانا لنشرها في زاويتكم المفضلة أو أي مكان بجريدتكم الموقرة.


ملاحظة:فيما يلي نص الرسالة المفتوحة والموجهة إلى مولانا الشيخ أحمد على الإمام.


بسم الله الرحمن الرحيم
" الحمد لله رب العالمي والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه: الذين يهدون وله يعدلون وعلى من اتبعهم واهتدى يهديهم إلى يوم يبعثون. "
رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ أحمد على الإمام مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,

الموضوع: كارثة مواطني إقليم دار فور

بصفتي مواطن أولا وأحد رعايا دولة ترفع راية الإسلام ثانيا, فقد تابعت كغيري إخبار هذه الكارثة الأليمة وفيما يلي مجمل متابعتي لها داخليا فقط:-
أولا: تقرير بعثة الجامعة العربية عن الأوضاع في دار فور : أرجع التقرير تفاقم الأزمة إلى عدد من العوامل : السياسية والقبلية والبيئية المتداخلة , ثم أشارالى انضمام القبائل العربية – دون غيرها – إلى الجيش السوداني في إعقاب الاستنفار الذى دعت له الحكومة لمواجهة عمليات عسكرية قامت بها حركتا التمرد : ( حركة تحرير السودان وحركت العدل والمساواة )........ وهو الأمر الذى أدى إلى استفادة هذه القبائل من تسليحها في القيام بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إطار الصراع القبلي المحتدم في هذه المنطقة من السودان. , ...... ثم عرض التقرير لما جاء في إفادات النازحين وللاجئين من قبائل: ( الزغاوة- الفور- المسا ليت – التأما – ذات الأصول الأفريقية. ) من جرائم: ( القتل والنهب والاغتصاب.) التي ارتكبت في حقهم من قبلالمليشيات المسلحة من قبل الحكومة, ...... ثم أورد التقرير هذه الإحصائية: (عدد الذين نزحوا من قراهم من جرا هذا العمل يتراوح بين مليون شخص نزح إلى الداخل وحوالي مائة ألف نزح إلى تشاد.)
المرجع: (جريدة أخبار اليوم 20/5/2004
ثانيا: الحقيقة التائهة: تحت هذا العنوان تناول الدكتور / الطيب زين العابدين هذا الموضوع بالبحث والتقصي والتعريف بجذور المشكلة, .... وبعد أن أشارالى نفى الحكومة لتهمة انتهاكات حقوق الإنسان, ثم خلص إلى القول: " تكاد تجمع كل المصادر الأخرى: الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبى وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت الماسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,....... ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, ... وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " ........ وبتابع الكاتب قائلا: " إن من بتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " .......... وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".
المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004
ثالثا: شهادة مرافقي السيد وزير الإعلام للمنطقة:

1- جاء فى عمود الاستاذ زهير السراج ما يلى :


"... الجنجويد هم مواطنون منتشرون فى جميع انحاء الاقليم تم استنفارهم في الأساس لمواجهة التمرد الذى تمثلة حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة فخرج عدد كبير منهم من السيطرة وهاجموا عددا كبيرا من القرى واحرقوها واخرجوا اهلها منها وارتكبو من جرائم وفظايع وفظاعات خلقت الوضع تامأساوى الموجود هناك الان ...."
2- اما الاستاذ نور الدين مدنى فقد جاء فى عموده ما يلى :-
"...لقد ظظلنا ندعو للحل السلمى ولكن استباحة الفاشر وما حدث فيها من قتل واختطاف ونهب لم يترك لنا مجالا للحديث عن الحل السياسى ولكن ايضا رد الفعل الحكومى كان عنيفا اضطرت فيه للاستعانة ببعض المواطنين الذين اصبحوا فيما بعد قوة مسلحة قائمة بذاتها تعمل لصالح اجندتها ومصالحها الخاصة..."
المصدر : ( جريدة الصحافة 26/7/2004)


رابعاَ :المستر قالوشى :
دعنى احيل فضيلتكم إلى الحديث الصحفي الذى أجراه الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير جريدة الصحافة مع القائم بالأعمال الامريكى المستر قالوشى لما له من علاقة بهذا الموضوع وننظر معا في ثلاثة أسئلة منها هي:

· سؤال " هل الحكومة تقصف هذه المواقع بدون سبب أم أن هناك دوافع فهي تقول أن المتمردين يندسون وسط المدنيين ؟
· الإجابة " نعم هم كذلك الحكومة تقول أنها تقوم بضرب أهداف عسكرية للمتمردين ربما يرى هم ذلك..... أنها ليست وجهة نظرنا.. المجتمع الدولي يرى انه حتى إذا كنت تستهدف مواقع عسكرية فيجب الا تقتل وتعتدي على المدنيين
· سؤال " الحكومة تقول أن المتمردين يختبئوا ويهاجمونا ؟
· الإجابة " أنا افهم ذلك تماما....ولكن كونهم يتحركون من داخل هذه المدن لا يعنى أن ندمر المدينة بكاملها !!!.. هذا هو السلوك الذى يرفضه المجتمع الدولي مهما كانت الحجة العسكرية.
· سؤال " لكن الحكومة تقول أن المتمردين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية ؟
· الإجابة " ما تقوله مثل أن يكون لدى فئران في المنزل الذى أعيش فيه أنا واسرتى وان يقوم احدهم بضرب هذا المنزل كاملا بحجة القضاء على الفئران هذا سلوك غير مقبول لا يمكن أن تحطم مدينه كاملة للقضاء على المتمردين !! يجب أن تفعل شيئا آخر. "... وواصل قائلا: إن الجهود التي بذلتها الحكومة للقضاء على المتمردين هي التي فاقمت الأزمة وخلقت هذا الوضع.
إلى هنا يمكن القول إن القضية التي أمامنا أصبحت واضحة وجلية: ( الحكومة تعرضت لهجوم عنيف شن عليها بتدبير من اقرب الناس إليها وهو الجناح المنشق من الإنقاذ: ( جناح المنشية) وبدلا من أن تصد هذا الهجوم الغاشم عن طريق القوات النظامية استعانت بآخرين من خارج القوات النظامية وقد وضح جليا إن هذه الفئة: لا تتقيد بأحكام شريعة أو عرف أو أخلاق والظاهر للعيان أنها تعيش بعقلية الجاهلية الأولى ومع ذلك استعانت بها الحكومة فكانت هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي هزت العالم بأثره.

سيدي:

أصدقك القول انه من بداية هذه الكارثة وما نتج عنها من ضجة عارمة داخليا وخارجيا لم يكن يشغلني ويؤرق مضجعي كمسلم غير أمر واحد هو: " البعد الديني " واعتقد أن ذلك هو شان كل مسلم لذا فاني أتوجه إلى فضيلتكم بصفتكم المرجع الديني الأول لدولة الإنقاذ بهذه الأسئلة وهى:-
1- ما هو التصرف الصحيح والسليم والقائم على تعاليم ديننا الحنيف الذى يستوجب الشرع تطبيقة عند حدوث هذه الحالة التي بين أيدينا ؟
2- من المسئول عن هذه الكارثة أمام الله سبحانه وتعالى:
· هل الراعي الأول مسئول أم لا ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فمن المسئول ؟؟
· قائد الطائرة الذى صدر إليه الأمر بتوجيه سلاحه على القرى المأهولة بالسكان من المسئول إمام الله في مثل هذه الحالة التي نحن يصددها ؟؟ هل تقع المسئولية على من أصدر إليه الأمر فقط –(الدولة )-أم تشمله باعتبار انه يجب عليه كمسلم العلم انه: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) قياسا على: "قاتل الزبير في النار "

حقوق الإنسان والتدخل الاجنبى: فيما يتعلق بكلام المستر قالوشى يعلم فضيلتكم إن حقوق الإنسان التي جاء بها الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبقت أول ما طبقت في دولة الإسلام الأولى ووفقا للشريعة الإسلامية والآن بعد قرون أخذت بها القوانين الوضعية وأصبحت تمثل اليوم حق اساسى من الحقوق المتفق عليها والمضمنة في المواثيق الدولية فكيف تأتى بعد ذلك دولة ترفع راية الإسلام وتكون محل محاسبة من الآخرين في هذا الشأن؟ . وهذا يقودنا إلى لب المشكلة: وكما يعلم فضيلتكم انه بالنسبة لبرتوكولات " نيفاشا " الكل يعلم انه لولا ضغوط أجنبية لما تم التوصل إلى بنودها الستة وقد صحبتها مبشرات كثيرة وعظيمة أهمها: (تقرر أن يعيش الناس في ظل دستور جامع شامل فيه ضمان كامل شامل لحقوق الإنسان: "قضاء مستقل وبالمثل خدمة مدنية _عدالة _ مساواة كل ذلك في ظل ديموقراطية حقيقية ) هذه المبشرات التي جعلت آمال الشعب كله معلقة بلحظة التوقيع النهائي لها كي تصبح حقيقة معاشة مع علمهم أنها جاءت عن طريق ضغوط أجنبية (الغريق والقشة)........ والسؤال الذى يفرض نفسه على فضيلتكم لماذا غيبت هذه المبادئ الأساسية التي تمثل حقيقة ديننا الحنيف ويقوم عليها الحكم الاسلامى الراشد وذلك طيلة عقد ونصف من الزمن هي فترة الحكم الحالي...

· لماذا لم نستطع _ ونحن امة القران _ أن نحل مشاكلنا الداخلية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وبعيدا عن التدخل الاجنبى من أين جاءنا هذا العجز ونحن امة يقول علماؤنا الأجلاء الباحثين والمدققين في تاريخها ((إن السودان هو مهد الأمة البشرية جمعاء وهو مهد الحضارة والسودان هو احد بلاد قلائل أشاد القرآن "بعابديه" وأشاد الحديث النبوي الشريف بساكنيه "رعاة ورعية" .

"كتاب دارالهجرتين للدكتورحسن الشيخ الفاتح قريب الله" ؟؟؟
· وأخيرا وليس آخرا يمكن القول انه لا يختلف اثنان في أن هذه القضية هي من اكبر واخطر القضايا في هذا العصر الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة واهم واجل مافى هذه القضية هو ما يتصل: (بالبعد الديني) اى أن يحدث هذا في دولة ترفع راية الإسلام،.!!!!!!!.... يا صاحب الفضيلة ديننا في هذه القضية: "محل اتهام"ويحتاج لمن يدافع عنه ويعلن الحقيقة كاملة لكل الناس وقد رفعنا لفضيلتكم ما وصل إلى علمنا منها مع علمنا أنكم الاكثرعلما ودراية واحاطة كاملة بها وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم: ((خائنة الأعين وما تخفى الصدور..)) صدق الله العظيم. وإننا إذ نحملك المسئولية كاملة نطلب من فضيلتكم الرد على كافة الأسئلة بصورة واضحة وجلية وان تبين للناس كل الناس هل لهذا الذى يحدث أمام أعيننا علاقة بالوحي الذى انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ... وخاصة الطريقة التي عولجت بها هذه الفتنه من قبل الدولة وأدت إلى هذه الكارثة التي نحن يصددها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القارئ: عوض سيد أحمد عوض


ملاحظة : الى هنا تم نشرة بجريدة الايام الغراء صفحة (9) بتاريخ الاحد 9/1/2005 الموافق 27 ذو القعدة 1425 للهجرة
اضافه بعد النشر:



· عندما اطلعت على مقال البر وف./ الطيب زين العابدين تحت عنوان: الحقيقة التائهة- ( مشار اليه في ثانيا أعلاه.)- اتصلت به تلفونيا سائلا: " حيث أننا نعيش في ظل دولة ترفع راية الإسلام ألم يكن من الواجب شرعا الرجوع أولا للمرجعية الدينية كي تتم عملية مواجهة التمرد وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ؟؟ فأجابني قائلا فيما معناه: " في مثل هذه الأحوال لا يرجع هؤلاء الناس – أي ( ناس الانقاذ)- لمرجعية دينية ولا يراعون خلق ولا دين ولا كرامة إنسان ولا حتى رعاية الحقوق المضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان...... " !!!!
· بعد إرسال هذه الرسالة للنشر أوردت الصحافة المحلية فقرات من تقرير لجنة رئس القضاء السابق الدكتور / دفع الله الحاج يوسف المكلفة من قبل رئس الجمهورية للتحقيق في هذه القضية جاء فيه: "..... ان ما قامت به قوات الحكومة والمليشيات المسلحة يعد انتهاكات جسيمه لحقوق الإنسان تتمثل في: عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...." وأضاف في تقريره مؤكدا: أنه تم الاستيلاء على قرية –(حددها بالاسم)- والاستقرار فيها بعد إجبار أهلها للنزوح القهري وهم من مجموعات ذات أصول غير عربية غالبيتهم من الفور وقد أدت كل هذه الانتهاكات الجسيمة الى هذه الكارثة.
· وأخيرا وليس أخرا ربما اطلعتم على المقابلة التى أجراها مندوب وكالة رويتر العالمية مع مدير الأمن السوداني حيث أوردت جريدة الصحافة مقتطفات منها سجل فيها الأخير اعترافا صريحا انهم فعلا: " اضطروا للاستنجاد بالجنجويد لان المتمردين كانوا يجعلون من سكان هذه القرى التى دمرت دروعا بشرية " ..... وعندما سأله المندوب عن مدى صحة الأنباء التى تقول ان مثل هذا العمل جارى التخطيط له من قبلكم لتطبيقه مرة أخرى على متمردي شرق السودان؟ !!!! .. رد عليه قائلا: " لا.. لن نقع في هذا الخطأ مرة أخري. !!!! "
· ما هى الدوافع: (1) خطاب الحكومة: ترى الحكومة ان هولاء ما هم الا فئة متمردة وخارجة عن القانون وان هناك جهة أجنبية وراء هذا التحرك بجانب اتهامها الصريح لحزب الدكتور الترابي بتبعية أحد هذه الفصائل له وتحريضه لزعزعة السلطة. (2) خطاب الحركات المسلحة: تدعى هذه الحركات –(حركة تحرير السودان/ حركة العدل والمساواة )- ان هذا الجزء من الوطن مهمش تماما وواقع عليه ظلما عظيما من المركز لذا فهم في مجموعتيهما يطالبان بالإنصاف والحرية وبسط العدالة والمساواة بين جميع أفراد الأمة. هذا باختصار شديد هو جوهر القضية علما بان الحكومة اضطرت في النهاية للجلوس والتفاوض معهما بضغوط أجنبية كما سبق حدوثه مع حركة قر نق.
· كيف تمت المعالجة: كما ترون ان المرجعية التى تم بموجبها مواجهة هذا التمرد ليست جديدة ولا مستحدثة فهي متناسقة ومتطابقة تماما مع ما كان يجرى في ظل جميع الأنظمة الشمولية: بدءا من لينين مرورا بأتاتورك وعبد الناصر وصدام حسين......الخ القائمة, فهي تطبيق حرفي لمبدأ: ( ميكافيلى ) " الغاية تبرر الوسيلة " وكما هو معلوم فان حقيقة هذا المبدأ ترجع الى تعاليم: " التلمود " والتي تهدف فيما تهدف الى إعادة البشرية كلها الى عهود الظلام أى: " الجاهلية الجهلاء ".
· والسؤال الكبير الذى يفرض نفسه ويضاف الى كافة الأسئلة السابقة هو: ( كيف يتأتى لدولة ترفع راية الإسلام وفى هذا الزمن الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة وبدلا من عرضه كرسالة خاتمة جاءت لإنقاذ البشرية جمعاء, تعيد تطبيق تجارب ميتة ممعنة في قبحها وسوءها وشرورها – ( فظا يع الحكم الشمولي أي حكم الحزب الواحد) - بحيث أصبحت منبوذة ومدانة من كافة الأمم وبمواثيق دولية وتكون النتيجة ان نعطى: (القابلية ) والمبرر الكافي لأعداء الحق والدين لتسهيل مهمتهم فى عملهم الجاد و المضنى لضرب وتشويه صورة الرسالة الخاتمة بحكم انتساب مثل هذه الأعمال لدولة ترفع رأيت الإسلام ؟؟؟؟
· وفى الختام أرجو ان تعتبروا هذه القضية كأنها موجهة الى فضيلتكم ومن ثم تولى الإجابة على كافة الأسئلة وفقا لأحكام ديننا الحنيف وذلك بهدف رعاية الشريعة وبيان مقاصدها بشكل قاطع في معالجة مثل هذه الفتن التى ألمت بالامة في شكل: (حرابة/ بغى...الخ ) , هذا من جانب ومن جانب آخر إزالة أي التباس أو فهم خاطئ أو تضليل يعطى أو يلبس مثل هذه المعالجات لبوسا دينية باعتبارها تمثل الشرع وذلك استنادا على المبدأ الذى ابتدعه الأب الروحي للإنقاذ تحت اسم : ( فقه الضرورة ) والذى قيل ان بعض الفتاوى الشاذة والتي مررتم على نذر منها في : ( الكتابين المختارين ) وربما العديد من الممارسات الوارد ذكرها عند الكلام عن: الأساس الذى قامت عليه دولة الانقاذ كانت تستند على هذا المبدأ الأمر الذى يستدعى وضعه في الاعتبار عند اضطلاع فضيلتكم في عملية البحث والتقصي في قضية الرسالة الأولى والتي يرجى التعامل معها كأنها موجهة الى فضيلتكم أيضا.


ودمتم في حفظ الله ورعايته.
القارىء/ عوض سيداحمد عوض

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2012, 04:33 PM   #6
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ 3


أنا : العوضابي




الرسالة (3) :


* مقتطف (1) : فى اشارة واضحة وصريحة , يحدثنا البروف . / الطيب زين العابدين عن المنطلقات الحقيقية لهولاء الناس , ... ناس ( الانقاذ ) يقول : " .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , .... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . )

· مقتطف (2) : " .....عندما اطلعت على هذه الفتاوى لأول مرة في كتاب الدكتور الشيخ/ الطحان المشار إليه أنفا – (صدر في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانيات من القرن المنصرم تقريبا. ) – قمت بعرضها على أحد كبار المرجعيات الدينية وكنت وقتها خارج البلاد لإبداء الرأي الشرعي في قائلها وكانت الإجابة تتلخص في الآتي:-

· لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في حالات محددة ومتفق عليها من أئمة الإسلام منها:
· كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر,....مثل: ( الصلاة والصيام والبعث وعذاب القبر......... الخ. )
· كل من حلل حراما ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر
· وبالمثل كل من حرم حلالا ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر, .... ثم أضفت سؤالا مكملا للأول وهو:
· إذا كانت هذه الفتاوى الشاذة صدرت عن زعيم اسلامى له أتباع مفتونون به وهو بمثابة الأب الروحي لهم ينصاعون له ويأتمرون بأمره, فما حكم الشرع فيهم ؟؟.... فكانت الإجابة:
· هولاى الأتباع المفتونون المنصاعون له والمؤتمرون بأمره ينسحب عليهم حكمة, بالإضافة إلى أنهم يدخلون في حكم: " العابد له " ...... واستدلوا على ذلك بالآية القرآنية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, )). والحديث النبوي المتعلق بشرح هذه الآية والوارد ذكره أعلاه. "
·
(منقول من الإضافة الأخيرة المكملة للرسالة بعد : )
ملاحظة : ( بعد اعداد هذه الرسالة تم ارسالها على التوالي لعدد من صحافتنا المحلية التى سبق لى النشر بها وغيرها , ... ولكن كلها اعتذرت بالرغم من الاشادة العظية بها من جملة هولاء الذين أرسلت لهم واطلعوا عليها . )


التاريخ : 20/8/ 2005
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خطاب مفتوح إلى كل من:
فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الإسلامي.
فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ الأمين العام لهيئة علماء السودان.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
الموضوع: الماسونية العالمية
في لقاء جماهيري عام فجّر السيد/ رئيس الجمهورية قضية من أخطر القضايا في تاريخ هذه الأمة , ......لأنها تمس فيما تمس أغلى ما تملك وهو عقيدتها ومستقبل وجودها وقد مر على تفجيرها ما يقرب من سنة كاملة والامة منتظرة من علمائها الإجلاء وكافة مرجعياتها الدينية صدور بيان يوضح الحقيقة كاملة للناس مما يكشف أبعاد هذه القضية إلا أننا لم نسمع شئ من ذلك حتى تاريخه والقضية هي:

كما تعلمون أنه في لقاء جماهيري حاشد-( السبت 25/9/2004 بمنطقة قرى )- وجه السيد/ الرئيس عمر البشير هجوما عنيفا اتهم فيه زعيمه وشيخه الدكتور حسن الترابي بأنه:
" ماسوني " . قيل هذا بمناسبة المحاولة التخريبية التى تم إحباطها بواسطة الأجهزة الأمنية والتي اتهم فيها الرئيس البشير جماعة الترابي بالتخطيط لها إذ نعتهم بأنهم وزعيمهم الترابي ماهم إلا: " عصابات ماسونية صهيونية "
لا شك أنكم تدركون خطورة هذا الاتهام وكما هو واضح فان هذه الخطورة تكمن في أمرين:
1/ أن الشخص المعنى ليس شخصا عاديا بل رمز من الرموز الكبيرة الذين اضطلعوا بالقيام بدور كبير وخطير في حياة الآمة السودانية طوال الأربعة عقود المنصرمة .
2/ إن هذا الاتهام – لو صح – يعنى دخول الماسونية العالمية السودان من أوسع أبوابه وهذه كما ترون كارثة ما بعدها كارثة ومصيبة من أكبر وأعظم المصائب، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه القضية الخطيرة أخضعت لدراسة منهجية وتقييم شامل وعادل وصولا لحيثيات وأدلة قاطعة استند عليها في إصدار هذا الحكم ؟؟؟.
إذا كان الأمر كذلك فلا بد من كشف الحقيقة كاملة للناس كل الناس وآلا يبقى مجرد اتهام لا سند له. !!!!!
وكما تعلمون أن هذا الاتهام ليس بجديد فقد ظل يتردد منذ دخول المعنى المعترك السياسي في مستهل الستينات من القرن المنصرم الأمر الذي لا يمكن أن يعتد به أو الركون إليه إذ قد لا يخلو أبدا من الغرض ومهما قيل فان احتمال الافتراء أو المكايدة السياسية في مثل هذه الأمور وارد, وديننا الحنيف يطالبنا برفض مثل هذه الأشياء جملة وتفصيلا لان: " المتهم برئ حتى تثبت إدانته " ...... هذا كما تعلمون مبدأ إسلامي، طبق أول ما طبق في الدولة الإسلامية الأولى قبل أن تعرفه الأمم بعد عهود من الظلام وقننته ليصبح حق من حقوق الإنسان. لذا فان إصدار حكم عادل في هذه القضية يستوجب إخضاعه لمعايير الشرع ولا شيء غير الشرع و يكون الهدف الأساسي أولا وأخيرا هو: " إحقاق الحق وابطال الباطل"........ وربما طبيعة هذا العمل تمر على مسارات لا بد من إلقاء الضوء عليها ولو بصورة موجزة بغرض المتابعة من القراء وكافة المهتمين من أفراد الأمة للوقوف على الحقيقة كاملة مجردة وهذه المسارات هي:
أ/ التعريف بالماسونية العالمية : " أهدافها – من وراءها- وما هو رأى الدين فيها. ؟؟.
ب/متابعة مسيرة المعّنى خلال فترتين هما:
(1) منذ رجوعه من السربون واستيلاءه على زمام الأمر في تنظيم الحركة الإسلامية حتى قيام الإنقاذ.
(2) الفترة ما بعد قيام الإنقاذ.



وقبل أن نشرع في الكلام عن حقيقة الماسونية لابد من التعرف أولا على جذور البلاء وأصل الداء:-
* الآمة الغضبية:
جاء في المجلد (1) موسوعة مقارنة الأديان للعالم الجليل الدكتور احمد شلبى الباب الرابع أن أهم مصادر الفكر اليهودي هى:
1/العهد القديم.
2/التلمود.
3/ بروتوكولات حكماء صهيون. وفيما يلي نورد نبذة عن كل منهما:

تنبيه : (يمكنكنكم منابعة هدا الموضوع بالتفصيل فى الرسالة الجديدة رقم (5) تحت عنوان : " أعرف عدوك " )


1

ثانيا: الفترة الأولى قبل الإنقاذ: " تبدأ هذه الفترة من التاريخ الذى اضطلع فيه المعنى بالمسئولية لقيادة جماعة الأخوان المسلمين تحت مسمى: " جبهة الميثاق الإسلامي " وذلك في ديسمبر 1964 ومنذ ذلك التاريخ ظهرت بوادر الاختلاف مع طرحه الجديد من سابقيه وبعضا من لاحقيه وهناك العديد من المؤلفات التى تصدت لفكره نختار منها كتابين وفيما يلى عرض موجز لكل منهما:
الكتاب الأول :- (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول. )
الكتاب الثانى : (مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين )



( سبق تقديم عرض لهما فى الرسالة (1) )



* تنبيه هام :
لربما هذه الفقرات القليلة التى تم اختيارها - من جملة الكم الهائل من المقالات والكتب التى تعرضت لنشاط المعنى كانت شديدة الوضوح بحيث لا تحتاج منى إلى تعليق غير أن هناك حقائق هامة ذكرت فيها لابد من إلقاء الضو عليها وهى:
* أن هناك مدرسة جديدة لها خط فكرى مخالف لنهج سابقيه في التنظيم قد أقيمت , وأن هناك تلاميذ قد تم إعدادهم وصياغة عقولهم لاستيعاب ما أريد لهم استيعابه بغرض الاستعانة والاستناد عليهم في قيام وإدارة دولة الإنقاذ المنشودة.
* وضح أن الأب الروحي لهم قد اضطلع بعمل صامت ودءوب بحيث تمكن خلال أقل من ثلاثة عقود من تحقيق ما ينشده بصورة جيدة للدرجة التي جعلته يتباهى قائلا: " أن التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة. "
*علمنا أيضا أن هؤلاء التلاميذ الذين تم اختيارهم من داخل صفوف جماعة الإخوان كانوا يتميزون بأنهم يملكون عاطفة فياضة وجهدا متدفقا لما يظنون أنه الحق غير أنهم- كما قيل- يفتقرون إلى الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية وهو الأمر الذى يعد " نغمة " عند العلماء إذ أن القاعدة المتفق عليها فيما ينبغي أن يكون عليه المسلم هي: إن طلب العلم الشرعي أي التخصص فيه فرض كفاية ولكن هناك أمرين لا بد لكل مسلم ومسلمة التفقه فيهما:
1/التفقه في التكاليف الشرعية واجبة الأداء لأدائها على الوجه الأكمل.
2/التفقه فيما يتعلق بحركة حياته وكسب عيشه كي يكون مأكله وملبسة ومسكنه........الخ من حلال, بجانب ذلك أن يكون على وعى فقهي يعرف به ماذا يأتي وماذا يدع ومتى يسمع ويطيع ومتى يفضى به السمع والطاعة الى الهلاك, .......... هذا كما تعلمون واجب على كل فرد من أفراد المسلمين فضلا عن ذلك الذى يجرى إعداده وصقله ليكون أحد عناصر القيادة, ولكن كما علمنا أن الأب ا لروحى أبى إلا أن يعتبر هذه الظاهرة بالنسبة له " نعمة " وليست " نغمة " : " إذ يستطيع أن يملى عليهم دون أن يلاقى أى مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية. "
والسؤال الذى يفرض نفسه:
هل هذا العمل الصامت الدءوب والجهد المضني والذي استغرق ما يقرب من ثلاثة عقود في عملية الإعداد والصياغة – هل وجه أو استجاب لأحلام وأشواق أمة الإسلام في تقديم نموذج حي: " للحكم الراشد"....... أم ماذا ؟؟؟. !!!!!!! هذا ما يتعين إخضاعه للبحث والدراسة مقروءا مع الأساس الذى قامت عليه الإنقاذ.
ثالثا:فترة ما بعد الانقاذ: ( تمتد هذه الفترة منذ قيام الإنقاذ حتى تاريخه. )
أ/الأساس الذى قامت عليه الإنقاذ: كما تعلمون قامت الإنقاذ على ثلاثة مبادئ هي:-
1/مبدأ التمكين.
2/مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة.
3/مبدأ الإرهاب.
هذه المبادئ الثلاثة لم تكن جديدة فقد طبقتها كل الأنظمة الشمولية بدءاً من لينين, مرورا بأتاتورك حتى صدام حسين, فمبدأ التمكين يعنى : " تحويل مقدرة الأمة لصالح الحزب الحاكم وكوادره بحيث تصبح الدولة بكاملها كأنها ضيعة تابعة للحزب يتصرف في أموالها وممتلكاتها دون حسيب أو رقيب, " ........وتكمن أهمية المبدأ الثاني في أنه بدون تحقيقه –( خاصة في السودان)- لن يتم أو يكتمل تحقيق الأول: ( عمليات الطرد والإحلال ) أما المبدأ الأخير فهو تطبيق عمليه الإرهاب لأجل الإرهاب. كما تعلمون فقد مورست عملية الإرهاب هذه في مرحلتها الأولى في داخل بيوت بعيدة عن السجون وأماكن الاعتقال الرسمية الأخرى وهى ما أطلق عليها: (بيوت الأشباح) وبعد أن اطمأنت الإنقاذ على تنفيذ المبدأ الثاني تحولت الممارسة إلى السجون وأماكن الاعتقال الرسمية. ففي هذه العجالة أرجو أن نأخذ مثلا واحدا عن كل مرحلة (1) بيوت الأشباح: فلنستمع إلى واحد من الأوائل الذين زجوا فيها-(من أقربائي)- وهو يقول: " في يوم 20/3/1990 – ( في ذلك الحين كان الناس يدخلون بيوتهم من السادسة مساء بسبب ألطوارى) – وفى مساء الحادية عشر منه كان هناك طرق شديد وغير عادى بالباب, فتحت لاجد أمامي ستة مدججين بالسلاح توزعوا بسرعة البرق داخل البيت, لم يتركوا شيئا الا نكشوه في قسوة وبشاعة وكان أبشع منها حالة الرعب والهلع والخوف التى تملكت الآسرة المكونة من (الحاجة وابنتيها فقط) * أخذوني من الثورة الى غرب أمد رمان فظلوا يتجولون بى غرب حارات امبدة الى وقت متأخر من الليل ولما دلفنا نحو الخرطوم وصلنا قاعة الصداقة حوالي الثالثة والنصف صباحا وهنا طلب منى ربط عيني بالعمامة والاستلقاء على بطني وصلنا " البيت "- (تعرفنا على مكانه لاحقا).- أدخلوني إحدى الغرف مع سيل من السب والشتم وصور من الاستفزاز ممعنة في السوء كل ذلك يصدر من أناس لولا أننا نراهم بآم أعيننا لم نكن لنصدق أنهم سودانيون فضلا عن أنهم منتسبون لصف إسلامي... * الناس موزعون في مجموعات كل مجموعة في غرفة لا يسمح لهم بالخروج الا لقضاء الحاجة وهذه مرتين فقط في اليوم(ستة صباحا وستة مساء) فمن لم يستطع فعليه بالجردل داخل الغرفة * الأكل موية فول أو موية بصل مع عيش مرتين في اليوم. * أيّ مقابلة لمسئول داخل البيت تكون مقمض العينين وتحت سيل من السب والشتيمة. * حالة التعذيب تجعلنا كأننا داخل غرف وحولنا عدد من الوحوش الضارية. * في هذه الفترة استشهد الدكتور على فضل في أحد البيوت المجاورة لنا. * في الأسبوع الأخير من مايو1990 شعرنا أن القبضة الحديدية تراخت قليلا وحولنا الى سجن كوبر( علمنا أن ما يجري في بيوت الأشباح لم يعد سرا وأن منظمات حقوق الإنسان تحركت ) وهناك في كوبر استخدمنا وسائل ضغط ( رفع عرائض-إضراب عن الطعام....الخ) لذا تم إطلاق سراحي في( 30/1/1991) . * طيلة الفترة التى قضيتها في بيوت الأشباح لا تعلم اسرتى ما اذا كنت حيا أو ميتا. * طيلة فترة اعتقالي لم أتعرض لأي مساءلة قانونية. !!!!!!!! (2)أما الثاني فهو أحد أقطاب حزب الآمة القومي الأمير نقد الله فلنستمع إليه يقول: * اعتقلت في 27/6/1998 وأمضيت في السجن 108 يوما لم يسمح لي فيها بمشاهدة أل, t.v أو الاستماع لراديو أو قراءة جريدة ولا حتى السماح لي باستبدال ملابسي الا قبل أسبوعين فقط من إطلاق سراحي * خلال هذه الفترة لم يجر معي أى تحقيق ولا سؤال !! حتى لم يسألوني من أنا وما هو اسمي ولا ماذا جنيت ؟؟؟... وبعد أربعة أو خمسة أيام انضم إلينا السيد/ أبو ومنه علمت إننا متهمون (حسب أل t.v ) بالاشتراك في: " تفجيرات " .... والغريب لم يحقق معه أيضا. * الشباب الذين أحضروهم وجعلوهم يعترفوا أمام الكمرات التقينا بهم واعترفوا لنا بأنهم أصلا من رجال الأمن وكانوا مسجونين في تهم عادية وقد وعدوهم بإطلاق سراحهم بعد قيامهم بهذا الدور ولكن أعيدوا للسجن مرة أخرى دون تنفيذ ما وعدوهم وهم الآن في السجن ونفسياتهم سيئة للغاية * " في الفترة الاولى سجنت مع خمسة آخرين في زنزانة بالغة الضيق مساحتها 80سم فى180سم وكانت تخلو من أى نافذة أو تبريد مما حولها الى فرن حقيقي.( مقابلة أجراها مندوب جريدة الخليج ونشرت بتاريخ 15/10/1998)
يتضح من هذين المثالين أن عمليات التعذيب التى تمت في بيوت الأشباح وغيرها من عمليات الاعتقال بدون تهم محددة تندرج تحت الموجهات التى سبق ذكرها: " العنف وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة. " !!!! وفيما يلى نورد بعض الملاحظات:
* في كل الشموليات السابقة للإنقاذ طبقت هذه المبادئ الثلاثة تحت رايات غير إسلامية, وبالرغم أنه علم سلفا أن تطبيق هذه المبادئ الثلاثة في امة أقل ما يقال عنه هو: " وأد كامل لفضيلتي العدل والمساواة وبعث جديد لعهود الظلم والجور وتقويض كامل لكرامة الإنسان. " , ومع ذلك لم يطبقها رجل الانقاذ فحسب بل ألبسها ثوبا إسلاميا !!!! !!.. لماذا ؟؟؟
* لو نظرنا إلى المضطلعين بتنفيذ هذه المبادئ من منتسبى هذه الأحزاب نجد أنه لا يخرج عن رجلين: (1) اما ان يكون غير موحد أو موحد ( مسلم بالاسم ) ولكنه غير مشغول بالغيبيات: بعث/حساب-عقاب. (2) مسلم موحد ويعرف أنه بعمله هذا يرتكب ما يتعارض مع دينه ( ومثال هذا الأخير يعرفه من تتبعوا سيرة مهندس التعذيب الشهير: " صلاح نصر " وجريه في أواخر عمره من مسجد الى مسجد بحثا عن الشيوخ الذين كانوا من ضحاياه ليتمسح على أيديهم وأرجلهم طالبا العفو والمغفرة. ) وكما تعلمون فان المسلم الحقيقي لا يقترب من مثل هذه الأفعال, وأمامنا مثل حي في الواقعة التى حكاها لنا الفيلسوف المسلم " جارودى " وكانت كما قال نقطة البداية في مسيرته نحو الخلود الى دين حقيقي وخالد وهى واقعة رفض جندي جزائري أمر قائدة بقتل أخيه المسلم الذى صدر عليه حكم بالإعدام حيث أنه: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. " .. هذه هى التربية الأصيلة والفهم الحقيقي لديننا الحنيف, فإذا كان الأمر كذلك فماذا عن خريجي مدرسة التنظيم الجديد الذى تباهى قائدة بأنه أفضل من تنظيم الصحابة. هل باضطلاعهم بهذه الأعمال فيه عبادة وتقرب الى الله أم ماذا. ؟؟؟ وخاصة أن هناك إشارات من قادة بعض رموز الحركة الإسلامية تشير لهذا المعنى.
* في زاويته بجريدة الصحافة(27-3-205) وفى معرض تعليقه على الورقة المقدمة من الدكتور (غازي) بندوته (16-3-205) أورد الدكتور الطيب زين العابدين العبارة الآتية: " ....... وكان أن سمعنا العجب العجاب بأن هناك: من يتعبد الله سبحانه وتعالى بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وبتزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم. " انتهت العبارة. !!!!!!!! ما هذا يا أصحاب الفضيلة كيف يحدث هذا وأنتم المرجعية الأولى للإنقاذ. ؟؟؟؟ هل نحن أمام بعث جديد " للخوارج" – ( الكتاب الأول) ؟؟ - الذين قال عنهم سيد البشرية بأنهم: " يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم".. بعد أن وصفهم صلى عليه وسلم بأنهم: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "... هولاء الذين حاربهم الأمام على كرم الله وجهه وأثناء المعركة برز إليه أحدهم وهو: حرقوص بن زهير قائلا: " يا ابن أبى طالب لا نريد بقتالك الا وجه الله والدار الآخرة" فرد عليه كرم الله وجهه: " بل مثلكم كما قال الله عز وجل: (( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. )) منهم أنت ورب الكعبة ثم حمل عليه وقتل في أصحابه. " ومع ذلك كانوا يصلون ويصومون ويقيمون الليل وقد سئل مولى أحدهم بعد أن ضرب عنقه قال القائد للمولى : " صف لي أموره ؟ فقال أطنب أم أختصر" قال: " بل اختصر. " فقال: "... ما آتيته بطعام في نهار قط ولا فرشت له فراشا بليل قط. " !!!! ألا ترون أن هذه هى القضية وهنا لب المشكلة....... هنا يكمن الداء.. وأن هذه هى مسئوليتكم الكبرى أمام رب العزة لتبيان الحقيقة كاملة مجردة ولا شيء غير الحقيقة للناس جميعا. كل الناس ؟؟؟؟ أى: " إحقاق الحق وابطال الباطل. "
* صدرت فتاوى من بعض أصحاب الفضيلة في هذا الخصوص – ( تطبيق المبدأ الأول والثاني ) - فلنستمع لأحدهم وهو يقول: " إن الدولة التى تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها وتميز جهة معينة بسبب الانتماء أو أى سبب آخر وذلك بإعطائهم الأفضلية في الدخول للخدمة العامة من مدنية وعسكرية وتميز محسوبيها عن غيرهم في مجال العطاءات والمقاولات هذه الدولة قبل أن تكون ظالمة ومخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهي مخالفة لشرع الله ومبدأ العدالة في الإسلام وتقع تحت طائلة الحساب أمام رب العزة قبل منظمات المجتمع الدولى. "
* بينما كل الشموليات السابقة حرصت تمام الحرص على دعم وكفالة الخدمات الضرورية لشعبها من تعليم وصحة ونقل......الخ قامت الإنقاذ بحرمان رعاياها من هذا الحق الشرعي والمكفول منذ الحكم الثنائي, بل أضافت عليه عبأ آخر أكثر ضراوة وأشد فتنة ألا وهو: " الجبايات " هل هذا له علاقة بالرسالة الخاتمة التي جاءت لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟
* هناك العديد من الممارسات باسم الإسلام التي ينبغي وضعها في الحسبان من التقصي والدراسة واجلاء رأى الدين فيها نورد أمثلة منها:
* عمليات المصادرة: تعلمون أن الإنقاذ قامت بمصادرة أموال وممتلكات العديد من القادة السودانيين دون أى سبب غير أنهم معارضون لمنهجها في الحكم وكانت كل مطالبهم تتركز في رد حقوق الشعب المغتصبة الشي الذى رضخت له الإنقاذ مؤخرا وبضغوط خارجية وجرى تضمينه بالدستور الموقت الحالي.
* الفساد المالي والإداري: إن ما كتب ونشر في هذا الشأن داخليا وخارجيا من حقائق دامغة لا يخفى عليكم.., ولكن هناك واقعة محددة لابد من الإشارة إليها هنا وهى قضية: طريق الغرب والدكتور على الحاج: (1) المتهم يرد على السلطة وهى ترفع رأيت الإسلام:" خلوها مستورة ". (2) يرد عليه الراعي الأول بقوله: " شكيناك لي الله. " !!! والسؤال الذى يفرض نفسه: هل من حق الراعي أن يتنازل بهذه الصورة عن حقوق رعيته ؟؟؟
* البعد الديني لقضية دار فور: تجدون طيه كتابا مفتوحا موجه لفضيلة مولانا الشيخ البر وف. / أحمد على الإمام نشر بصحيفة " الأيام " (9-1-2005) ولم تتلق رد عليه حتى تاريخه, يرجى الإطلاع وضمه للقضية.
* الفتاوى الشاذة: علمنا من الكتاب الأول والثاني أعلاه أن هناك جمله من الفتاوى منسوبة للأب الروحي للجبهة حلل فيها الحرام وحرم الحلال والسؤال الذى يفرض نفسه: ما هو حكم الشرع في موالاة وإتباع من يفعل ذلك واتخاذه شيخا وأبا روحيا ؟ ...... ذلك مقروءا مع شرح الآية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. )) وقصة إسلام سيدنا عدى بن حاتم الطائي. تقول الرواية انه عندما جاء يسلم وكان على دين النصرانية سمع أثناء دخوله المسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية فقال مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: " انهم لم يعبدوهم." فجاء الرد سريعا وحاسما من سيد البشرية: " بلى انهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم." صدق رسول الله. ..... ملاحظة : ( انظر الاضافة فى نهاية هذه الرسالة. )
*بروتوكولات نيفاشا: بعد توقيعه بالأحرف الأولى على هذه الاتفاقية جاء الأستاذ (الشيخ )/على عثمان محمد طه يبشر الأمة أنه جاء بكتاب السلام ووصفه بأنه: " حبل الله المتين وقاعدة البناء الوطني الشامل فيه العدل والمساواة بين الجميع وإيتاء كل ذي حق حقه......الخ وتوالت هذه المبشرات بعد التوقيع النهائي وحتى مرحلة صدور الدستور الموقت من الراعي الأول وأعوانه من الإنقاذ وكلهم أجمعوا على أن ما تم يعنى فيما يعنى قيام: " دولة الحكم الراشد. " صحيح أن هذه الاتفاقية وجدت القبول والاستحسان من كل طبقات الشعب السوداني , والسؤال الذى يفرض نفسه: هل ما تم إنجازه كان بقناعة ورضا تامين من سلطة الإنقاذ ؟؟.... يقول الدكتور قطبي المهدي المستشار السياسي للسيد / رئيس الجمهورية في حوار أجرته معه جريدة "الصحافة (26-2-205) نقتطف منه هذه الفقرة: " .. إن الحكومة تعرف جيدا إن كثيرا مما اتفق عليه في نيفاشا تم الإعداد له في مراكز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن وأن هناك أشخاص من هذه المراكز تم تعيينهم من قبل هذه الدوائر كخبراء في الإيقاد قاموا بكل هذا العمل الذى تم , وأن الحكومة قبلت بذلك بناءا على سياسة الأمر الواقع لأن هناك ضغوطا لاقبل لها بها ولاقدرة لها على مواجهة هذه القوى الدولية المتربصة بها ." .......... انتهى" !!!!! ....( كنا نتمنى أن يأتي كل ذلك بمبادرة من الإنقاذ إذ الرجوع للحق فضيلة وخاصة بعد إبعاد الأب الروحي لها ونعته بأبشع الصفات...والسؤال الذى يفرض نفسه ولماذا لم تأت هذه المبادرة رغبة, دون تدخل أجنبي يصل بنا " حد الوصاية الدولية " ؟؟؟؟ .. بل لماذا ابعد أصلا طالما لم يكن هناك رجوع للحق ؟؟؟!!! .......كل هذا الذى ذكر وغيره كثير أنتم أدرى وأعلم به: هو الذى ينبغي بحثه والتحقق منه. وأخيرا وليس أخرا هناك ملاحظة أخرى في هذا الصدد هي أنه لو حاولنا أن نجمل نصوص هذه الاتفاقية في قضيتين:
(1) قضية الحكم: نجد أن الإطار الذى ضمنته الاتفاقية: ( حرية-ديمقراطية تداول سلمى للسلطة-قضاء مستقل- شفافية - تكافؤ فرص......الخ ).... كل ذلك كان موجودا ومكفولا قبل الإنقاذ فجاءت الإنقاذ فوأدته........لماذا ؟؟؟؟؟ (2) قضية الجنوب وإيقاف الحرب: كما تعلمون إن الأمة السودانية بكاملها بعد ثلاثة عقود من الحروب والمعاناة وصلت إلى قناعة كاملة وجازمة أن لا جدوى من الحرب وأن الحل الوحيد للمشكلة يكمن في طاولة المفاوضات " أي الحل السلمي " وكانت أخر محاولة جادة لاقت الموافقة والاستحسان من كافة طبقات ألامه هي ما يطلق عليها مبادرة " الميرغني / قر نق " التي وصفها الأب الروحي للجبهة آنذاك بأنها مبادرة الركوع والاستسلام ووصف السيد الميرغني بالخروج عن الملة وفي هذا الخصوص وعن هذه المبادرة نرجع لصفحة 207 كتاب " طبيعة الدولة في الإسلام " لمؤلفه د/ حمد عمر حاوي. يقول فيها: " بالنسبة لاتفاقية الميرغني/ قر نق فإنها لم تنتهك أصلا قطعيا في الدين إذ أنها نصت علي تجميد ( لا إلغاء ) القانون الجنائي (ولا الشريعة ) إلى حين قيام المؤتمر القومي الدستوري الذي تحدد له يوم 18/9/1989م ( وليس تجميدا نهائيا ) كما أن حزب الأمة والاتحادي والنقابات وهي توقع علي البرنامج المرحلي لم تر فيه خرقا لثوابت الدين, كذلك كان هناك إجماع علي قيام المؤتمر الدستوري لحسم كل القضايا المصيرية مثل الحرب والسلام وعلاقة الدين بالدولة وغيرها، فكان يمكن للجبهة انتظار ما سيسفر عنه المؤتمر الذي لم يتبق له إلاّ شهران ونصف الشهر فقط من تاريخ قيامها بالانقلاب حتى تقوي حجتها وتثبت إن إلغاءا أو تجاوزا للدين قد حدث فعلا أما استباقها لذلك بحجة انه كان يمكن أن يحدث كذا وكذا فلا تعترف به نظريات القانون " . انتهى!!!

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
" الهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
القارئ / عوض سيد احمد عوض


إضافة :


· عندما أصدر مجمع الفقه الاسلامى بيانهالأخير بشأن فتاوى الشيخ / حسن الترابي الشاذة وأوضح رأى الشرع فيها, تعرض له البر وف / الطيب زين العابدين في زاويته بجريدة الصحافة مثيرا ثلاث قضايا هي: (1)وجه خطابه لأصحاب الفضيلة العلماء متسائلا: بما أن هذه الفتاوى قديمة تم نشرها في وقت سابق والجميع يعلم ذلك, فلماذا لم يتصد لها في حينها ؟؟؟ . (2) خاطب الدكتور/ الترابي قائلا فيما معناه: ألم يكن من الأجدر والأفضل أن تثار مثل هذه الفتاوى الخطيرة أمام مجمع من العلماء أصحاب الاختصاص بدلا عن بثها بهذه الطريقة التي بثت بها ؟؟؟؟..... (3) أبدى البر وف. نوع من التعاطف مع جماعة ما يسمى الدفاع عن الحرية الشخصية باعتبار أن مثل هذه الفتوى تمس أو تتعارض مع الحرية الشخصية في إبداء ما يراه من اجتهاد في الدين.
· حينها اتصلت به تلفونيا مشيدا برأيه في القضيتين (1) و (2) ولكن فيما يتعلق بالقضية (3) فان الأمر يختلف تماما, ...... إن قيام هذه الجماعة بالدفاع عن المذكور عندما تم اعتقاله وظل محبوسا لمدة ّطويلة دون توجيه أي تهمة له يقدم بمقتضاها للقضاء ليقضى له أو عليه, أمر مطلوب ويقتضيه شرع الله قبل صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان,.... أما هذه القضية الأخيرة فهذا أمر يتعلق بثوابت الدين وليس له علاقة بالحرية الشخصية كما يقولون.
· عندما اطلعت على هذه الفتاوى لأول مرة في كتاب الدكتور الشيخ/ الطحان المشار إليه أنفا – (صدر في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانيات من القرن المنصرم تقريبا. ) – قمت بعرضها على أحد كبار المرجعيات الدينية وكنت وقتها خارج البلاد لإبداء الرأي الشرعي في قائلها وكانت الإجابة تتلخص في الآتي:-
· لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في حالات محددة ومتفق عليها من أئمة الإسلام منها:
· كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر,....مثل: ( الصلاة والصيام والبعث وعذاب القبر......... الخ. )
· كل من حلل حراما ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر
· وبالمثل كل من حرم حلالا ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر, .... ثم أضفت سؤالا مكملا للأول وهو:
· إذا كانت هذه الفتاوى الشاذة صدرت عن زعيم اسلامى له أتباع مفتونون به وهو بمثابة الأب الروحي لهم ينصاعون له ويأتمرون بأمره, فما حكم الشرع فيهم ؟؟.... فكانت الإجابة:
· هولاى الأتباع المفتونون المنصاعون له والمؤتمرون بأمره ينسحب عليهم حكمة, بالإضافة إلى أنهم يدخلون في حكم: " العابد له " واستدلوا على ذلك بالآية القرآنية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, )). والحديث النبوي المتعلق بشرح هذه الآية والوارد ذكره أعلاه.
· تعلمنا من أيمتنا كمسلمين أن الحرام ما حرمه الله سبحانه وتعالى وأن الحلال ما أحله الله كذلك, .... فكيف يتأتى لمسلم أن يأتمر أو ينصاع لمن لا يأتمر بأمر الله, فيحلل ما حرمه الله ويحرم ما حلله الله, إلا أن يكون ممن ضل الطريق ووقع في المحظور وهو: " التعصب للرجال." ....... وكما هو معلوم فان هذه مصيبة كبرى بل من أجلّ وأعظم البلوى التي ألمت بالإسلام والمسلمين, فما رائنا زعيما لفرقة من الفرق الضالة إلاّ وجدنا تحت إمرته نفر ينخدعون له ويقعون تحت ضلالاته, فيأتمرون به وينصاعون لأوامره, وتكفير غيره من المسلمين ومن ثم يدفعهم دفعا للفساد في الأرض, وهم بأدائهم ذلك: " يحسبون أنهم يحسنون صنعا, "........ ثم يخرج عليه أحد أتباعه وتحت إمرته جمع منهم فيكفرون زعيمهم هذا, .... وهكذا دواليك كلما خرجت من جعبتهم فرقة كفّرت أختها, .. علمنا ذلك في: " الخوارج. " فقد انقسموا إلى عشرين فرقة وكل تكفر أختها,... ومثلها: " الروافض. " .... وغيرهم وغيرهم كثير.
· نعلم أن أول من واجه هذه المصيبة والبلية الكبرى رابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب كرّم الله وجهه, كما سبق الإشارة إلى ذلك أعلاه, ..... ووضع لنا مبدءا خالدا وهو قوله: " لا تعرف الحق بالرجال أعرف الحق تعرف أهله. ".......... فلا معصوم إلا المعصوم, ... فالرجل مهما علا وكبر في نظر الناس فما على المسلم الحقيقي الاّ أن ينظر في: " أقواله وأفعاله وتصرفاته وكافة ما يليه " ...... ثم يزنه بميزان الشرع فان وافق ذلك فلها والاّ فلا. فهذا كما يقول أيمتنا الأجلاء هو الإسلام الحقيقي وما عداه هو " الضلال والإضلال. "

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع العوضابي مشاركات 29 المشاهدات 12664  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه