القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-18-2011, 03:43 PM   #1
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

Lightbulb 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة





نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن باسم شعب السودان أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فورا.
بهذا العبارات القليلة الحاسمة تم إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م وكان ذلك نتاجا لمجهودات جبارة بذلها خلص أبناء السودان كل بحسب ما تهيأ له من إمكانية التأثير في الأحداث. كانت الساحة حينها مرتعا خالصا للحزبين الكبيرين: الوطني الاتحادي والأمة وعلى حاشية طاولة اللعبة السياسية أحزاب صغيرة ولكنها أصيلة يحق لها الفخر بأنها من صناع جمهورية السودان الديمقراطية, ويظل على الشعب اليوم معرفة الفضل لأهله.
تمر الذكرى تلو الأخرى وأمتنا كل مرة تتمنى لو أنها تعود للوراء!! ولم تصدق يوما في التمني كما تفعل الآن بعد 55 عاما من هذه الذكرى العزيزة على أصحاب النفوس الأبية التي تعرف للاستقلال معناه, وكيف لا يكون الأمر كذلك وغصة العجز قد سدت حلق الأمة وهي ترى بأم عينها وحدة البلاد التي بذل فيها غالي الدم ومضني الجهد وثاقب الفكر ووافر المال, تراها تتبخر كالماء على النار. كل ولايات جنوب البلاد أصبحت الآن عمليا دولة لها علمها وجيشها وحدودها ورئيسها وسفراءها ونشيدها الوطني!! وليت نزيفك يجف يا بلادي. . . وليت المليون ميل تنقص هذه المساحة فحسب.. لم يجمع قادة ذلك الزمان الذي نتنسم عبقه اليوم على شيء كما أجمعوا على وحدة البلاد التي لم يجرؤ حتى المستعمر على النيل منها! ولكنه عمد إلى قانون المناطق المقفولة الذي حاول مؤتمر الخريجين جاهدا منذ العام 1938م اختراقه وإبطال مفعوله ثم رفع مذكرة في العام 1942م طالب فيها بإلغاءه وتوحيد النظام التعليمي بين شطري البلاد وكفالة حرية حركة المواطنين السودانيين في جميع انحاء البلاد. أيضا قاطعت القوى السياسية الحية المؤسسات التي اصطنعتها الإدارة البريطانية لترسيخ الفصل بين الشمال والجنوب كالمجلس الاستشاري لشمال السودان والجمعية التشريعية, قاطعتها لما في ذلك من اعتراف ضمني بتقسيم البلاد, ولما فشلت كل مساعي التقسيم انعقد مؤتمر جوبا سنة 1947م والذي خرج بضرورة الوحدة بين الشمال والجنوب. وفي العام 1953م وقعت دولتا الحكم الثنائي اتفاقية الحكم الذاتي والتي اعترفت بحق السودان في تقرير مصيره عبر النواب بالاتحاد مع مصر أو الاستقلال التام, فأجريت أول انتخابات برلمانية في البلاد في نفس السنة فحاز الحزب الوطني الاتحادي على أغلبية 51 من أصل 97 مقعداً. من المعلوم أن الحزب الاتحادي يتكون من عدة أحزاب توحدت في مصر سنة 1952م وتبنت الوحدة معها وعلى هذا الأساس فاز الحزب بالأغلبية في هذه الانتخابات ولكنه لاحقا تخلى عن ذلك وتبنى الاستقلال التام!! ذلك الاستقلال الذي تغني به الشعب السوداني وعظم الأعلام الأفذاذ الذي ساهموا فيه, وكانت أولى مظاهر وجود السودان كدولة مستقلة كاملة السيادة قيادة الزعيم الأزهري لوفد السوادن للمشاركة في مؤتمر باندونق الذي انعقد في أبريل من عام 1955م, ولا يعرف للبلاد علم بعد فما كان من الرئيس الازهري رحمه الله إلا أن كتب بقلمه على منديل أبيض اسم السودان وجلس خلفه حتى استفز ذلك الرئيس الراحل عبد الناصر الذي كان يتوقع أن يجلس وفد السودان ضمن الوفد المصري! ولم ينفع احتجاجه على ذلك للمنظمين. ولما عاد الزعيم استقبل استقبال الابطال بل وأصبحت هذه الواقعة من الوقائع التاريخية التي يتغنى بها الشعب السوداني. ويمكننا التساؤل من أين للزعيم الأزهري بهذه الجسارة وبلاده لاتزال يرفرف في سماءها علما دولتي الحكم الثنائي وهو الذي اختارته الاحزاب الاتحادية ليكون رئيسا لها يناط به إنجاز الاتحاد مع مصر؟؟؟ فهو السياسي الذكي الحصيف الذي يعرف تماما متى ينحني للعاصفة ومتى يركب أمواجها.
كتب الشيخ طيفور محمد شريف في مذكراته – مخطوطة - : ( بدأنا ثلاثة محمد جبارة العوض نائب كسلا والمرضي محمد رحمة نائب بربر وطيفور محمد شريف نائب الدامر ثم انضم إلينا محمد الصديق طلحة نائب أبو دليق والشيخ المجذوب إبراهيم فرح نائب شندي والوسيلة الشيخ السماني نائب الدويم وحسن محمد زكي نائب الرصيرص وكنا نجتمع في منزل أحدنا كدعوة عشاء ثم أصبحنا نفكر في تغيير اتجاه الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام وقد كان عندنا قَسَمَين أحدهما عندما ندعو أحد الأعضاء الجدد إلى اجتماعاتنا أن يقول: ( والله العظيم وكتابه الكريم لا أبوح بما يدور في هذا الاجتماع حتى ولو لم أنضم إلى هذه المجموعة ) والقَسَم الثاني لأولئك الذين يوافقون على الانضمام إلينا وهو: ( والله العظيم وكتابه الكريم أن أستمر عضواً في الحزب الوطني الاتحادي حتى يحول مبادئه من الوحدة مع مصر إلى الاستقلال التام ) وقد أدينا كلنا ذلك القسم واصبحت مجموعتنا تزيد على السبعة وعشرين عضواً كلهم من النواب إلا المرحوم بشير عبد الرحيم فإنه كان من الشيوخ ..... واصلنا اجتماعاتنا وناقشنا مذكرة من أثنى عشرة بنداً لنقدمها للرئيس المرحوم اسماعيل الأزهري كان من بنودها تحويل مباديء الحزب إلى الاستقلال وقد أوكل إلي الحديث عن الاستقلال وأذكر أننا سلمنا الرئيس أزهري رؤوس المواضيع التي نريد أن نناقشها معه وطلبنا منه تحديد موعد لذلك إلا أنه رحمة الله عليه كان يوعدنا ويسافر قبل الموعد بيوم واستمرت هذه المماطلة شهور طويلة كنا نعتقد أنه كان يريد أن يستمع إلى رأي الجماهير في هذه الرحلات التي يقوم بها, وقد بدأ الشك يدور حولنا عند قيادة الحزب وخاصة المرحوم السيد محمد نور الدين الذي سمع بأننا نسعى للاستقلال وقد انزعج كثيرا .... ولاحقنا المرحومان نور الدين والمحلاوي ليعرفا اتجاهنا ولكنهما لم يحصلا منا على أي معلومات كما أن يحي الفضلي أيضا لاحقنا كثيرا ليعرف شيئاً منا ولكنه لم يفلح, وعندما عاد مولانا السيد علي الميرغني من مصر في بورسودان قررنا أن نرسل وفدا لمقابلته هناك لنريه وجهة نظرنا والا نجعل الآخرين يتقولون علينا ووقع الاختيار على السادة المرحوم المرضي محمد رحمة والوسيلة الشيخ السماني والمرحوم الشيخ المجذوب إبراهيم وشخصي ولربما يكون يكون معنا خامس لم أتذكره ...) إلى أن يقول: (ثم ذهبنا لمقابلة مولانا السيد علي الميرغني في منزله ببورسودان وبعد أن حمدنا له سلامة العودة تحدثنا عن تكتلنا وأننا سعينا لنحول الحزب الوطني الاتحادي من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام واننا أدينا القسم بإلا نستقيل من هذا الحزب إلا بعد أن تتحول مبادئه للاستقلال, فكان رد مولانا السيد علي الميرغني وهل يستبدل الاستقلال بأي نوع من الاتحاد؟؟ هذه خطوة مباركة وسيروا فيها وفقكم الله. وقد ذكرنا لمولانا السيد علي بصراحة بأننا إذا استقلنا من هذا الحزب فسوف يتمسك بالاتحاد وسيدعمه المصريون, لهذا السبب إننا سنبقى فيه لنحوله إلى الاستقلال التام. )
ومن الملاحظ أن كل نواب هذه المجموعة من أصحاب الولاء للسيد علي الميرغني وقد أصبحوا فيما بعد من قادة حزب الشعب الديمقراطي جراء إنقسام الحزب كنتيجة منطقية لهذا التحول الكبير. ولم يكن هذا التكتل نشازا فقد كان السيد علي في مصر قد نصح المصريين بالرضى من السودان بالصداقة والجوار والإخاء لا التبعية! يقول الدرديري محمد عثمان رحمه الله في مذكراته: ( قد شهدت لهذا الرجل مواقف وطنية وسياسية قد لا يريد سردها ولكنها كانت مصدر فخر واعتزاز عظيمين . ولقد سمعته يقول للمصريين لاتطلبوا من السودان غير الصداقة وتبادل المنافع أيام كانت علاقة السودان بمصر موضع كلام ) انتهى.
وظهر هذا أيضا بوضوح في ما نقله الأستاذ محمد علي صالح في الوثائق الامريكية علي لسان ميرغني حمزة: بأنه يتذكر ان الميرغني حكى لصلاح سالم قصة عن اعتماد الابن على الاب. ثم يكبر الابن، ويريد الاستقلال. وقال لى ميرغني حمزة ان هذا يدل على ان الميرغني يريد الاستقلال ... "وفي الحلقة 13 من هذه الوثائق المنشورة على الصحف والشبكة الدولية وتحت موضوع حمزة يريد الاستقلال كتب السفير الأمريكي لخارجية بلاده في 30/10/1954م: (بعد عودته من زيارة الى مصر، قال لي ميرغني حمزة، وزير المعارف والزراعة والري، ان اغلبية السودانيين صارت ترفض الاتحاد مع مصر، وتؤيد الاستقلال. وان الختمية، وهو واحد من قادتهم، وبرعاية السيد على الميرغني، سيطالبون بالاستقلال. لكنه قال لى ان ان هذا سر يجب الا اكشفه لاحد. وذلك لأنه وبقية الختمية في الحزب الوطني الاتحادي يريدون، اولا، اقناع جناح الاشقاء. حتى لا ينقسم الحزب. وقال ميرغني حمزة ان الختمية لا يزالوا يريدون علاقة خاصة مع مصر، مثل تأسيس اتحاد، او ارتباط، بين دولتين مستقلتين. وقال لي ميرغني حمزة سرا آخرا، طلب منى الا اكشفه لاحد. وهو ان السيد على الميرغني، بالرغم من انه لم يعلن انه يريد الاستقلال، بل ولم يقل له ذلك، لكنه، في اعماقه، يريده. وحكي لي قصة عندما كان الميرغني يتعالج في مصر. زاره الصاغ صلاح سالم، عضو مجلس قيادة الثورة في مصر، ووزير شئون السودان. اشتكى صلاح سالم للميرغني من الدرديري محمد عثمان، مستشار الميرغني، وقال انه لم يستقبله استقبالا طيبا عندما كان صلاح سالم في الخرطوم. غضب الميرغني، واستدعى الدرديري محمد عثمان في الحال من الخرطوم. ثم جمعه مع صلاح سالم. وطلب منهما ان يتصالحا اذا كانت المشكة شخصية. اما اذا كانت مشكلة سياسية، فان الميرغني لن يتدخل. لكن، بعد ساعة كاملة، لم يتفق الرجلان. وصار واضحا انهما يختلفان حول مستقبل السودان، وأن الدرديري محمد عثمان لا يتحمس، أو لم يعد يتحمس، لاتحاد مع مصر.
وبعد اسبوع قابل السفير حمزة مرة أخرى فكتب لخارجيته قائلا: (وهذه المرة قال لي، في قوة، وبدون لف ودوران، أن الختمية حسموا موقفهم، وأنهم يريدون الاستقلال. وكرر ما قاله لي في المقابلة الماضية بأن الموضوع لا يزال سرا، حتى يقنع الختمية جناح الاشقاء في الحزب الوطني الاتحادي، خوفا من انقسام الحزب. ) انتهى
وهنا نجد أن هذا الخوف على انقسام الحزب يقع على كلام النواب أصحاب القسم المبرور ذاك كالحافر على الحافر!!! ويمكننا أيضا القول بأن سبب القوة في حديث حمزة بعد أسبوع واحد هو مقابلة مناديب هؤلاء النواب للسيد علي في بورتسودان حيث أصبحت أغلبية نواب الحزب المتمعة بدعم الميرغني القوي مع الاستقلال , فقرأ هذا السفير الواقع قراءة مهنية صحيحة فقال: صار مستقبل السودان يعتمد على قرار من الميرغني!!
وبالعودة إلى مذكرات الشيخ طيفور محمد شريف تظهر هذه الحقيقة بوضوح . . يقول رحمه الله: ( وبعد شهور من تسليمنا رؤوس المواضيع التي نريد مناقشتها مع السيد إسماعيل الأزهري حدد لنا موعدا للقاءه وكان ذلك في منزله وتحدث كل منا في الموضوع الذي أوكل إليه ووعدنا بأن يعرض هذه المذكرة على الهيئة البرلمانية التي كونت لجنة من عشرة أشخاص كنت من بينهم وسميت هذه اللجنة لجنة العشرة أذكر منهم: المرحوم مبارك زروق والمرحوم أمين السيد والمرحوم أحمد يوسف علقم والمرحوم حماد توفيق وآخرين وكانت اجتماعاتنا كلها في منزل المرحوم حماد توفيق واتفقنا أن يغير الحزب مبدأه إلى الاستقلال وكتبنا توصياتنا بذلك ثم اجتمعت الهيئة البرلمانية لمناقشة هذه التوصيات وكان النقاش حاداً بين الاستقلاليين والاتحاديين وأذكر في تلك الليلة أن قال الشاذلي الشيخ الريح: إن رأي مولانا السيد علي غامض لا نعرفه إذا كان مع الاستقلال أو مع الاتحاد فقام البعض بإثارة شغب بسبب هذا الكلام وأخرجت المسدسات فيه وكان ذلك الاجتماع الصاخب على سطوح نادي الخريجين فرفع الرئيس الأزهري الاجتماع وكان يوم خميس على أن نواصل الاجتماع الساعة 8 صباحاً يوم الجمعة وقد رفعت تلك الجلسة بعد الساعة الواحدة صباحاً فطلب مني المرحوم أحمد يوسف علقم أن نذهب للسيد علي ونحكي له بما حدث ونطالب بتدخله فذهبنا ووجدنا مولانا السيد علي يجلس على كرسيه ويقف بجواره أحد الخلفاء فحكينا له ما حدث وقلنا إن الكلام الذي يصدر من أخواننا المحتجين سيفسر بأنه هو رأيكم أنتم فطلب من الخليفة أن يذهب في نفس الليلة ويتحدث معهم ويطلب منهم أن يكونوا مع أغلبية الأعضاء. إن هذه الهيئة البرلمانية تتكون من مجلس النواب المنتمين للحزب ومن لجنة الحزب الستينية, وفعلاً عندما اجتمعنا في نادي الخريجين في الصباح طلب منا الرئيس أن نصوت على الاستقلال أو الاتحاد فكانت الأغلبية الساحقة مع الاستقلال إلا الدكاترة كما كنا نسميهم وهم أحمد السيد وعبد الوهاب زين العابدين ومحمد أمين حسين وعقيل ومنهم محمد نور الدين ونواب شرق السودان, فصدرت جرائد السبت تعلن بأن الحزب الوطني الاتحادي قد اتخذ من الاستقلال التام مبدأ له. بمجرد إعلان الاستقلال قدم الدكاترة ونور الدين ونواب الشرق استقالاتهم من الحزب الوطني الاتحادي ونادوا بالاتحاد مع مصر إلا أنهم لم يستطيعوا أن يجذبوا إليهم الجماهير, وكانوا يعتمدون إعتمادا كليا على الختمية إلا أن الختمية كلهم وقفوا مع الحزب الوطني الاتحادي وبدأوا يفكرون في قيام حزب جديد بالاتفاق مع المرحوم ميرغني حمزة ورفاقه الذين استقالوا من الحزب وكونوا الحزب الوطني الاتحادي الاستقلالي الجمهوري. ) انتهى
كان هذا الاجتماع التاريخي يوم 30/3/1955م وبهذا يتضح بجلاء سر جسارة الرئيس الأزهري رحمه الله عندما اعتد بسيادة بلاده في مؤتمر باندونق في أبريل بعد أيام قلائل من هذا التاريخ فهو إنما يعتمد على قرار هيئة الحزب البرلمانية وإن كان هذا خلافا لما يريد ولكن هذه الواقعة تشهد له بالإيمان الكامل بالديمقراطية.
الأستاذ محجوب محمد عثمان في مقاله بصحيفة الأحداث بعدد 19 ديسمبر 2010م كتب تحت عنوان الاثنين 19 ديسمبر 1955م: كيف تحول الأزهري من الاتحاد مع مصر إلى الاستقلال التام؟ البعض يقول إنه لم يكن وحدويا وكان يستتر خلف ذلك ليكسب دعم مصر للتخلص من الانجليز ولكن قرائن الأحوال تظهر أن الرجل كان وحدويا حتى النخاع إلا أن تأثيرات هائلة أبعدته من موقعه تجاه النغيض. رأى الكاتب أن هناك عاملان أكثر أهمية كان لهما تأثيرهما المباشر على الرئيس إسماعيل الأزهري ليتجه نحو الاستقلال بدلا من الوحدة مع مصر أولهما مشاركة السودان في مؤتمر باندونق والثاني لقاء السيدين واتفاقهما برغم عمق الشقاق بينهما على تشكيل الحكومة القومية كترياق مضاد يبعد الازهري عن الواجهة. ثم يحكي الكاتب أن الرئيس في جلسة عادية وهادئة يوم الخميس 15 ديسمبر قال: إن مهمة حكومتي تقتصر على السودنة والجلاء والاستقلال وقد حققنا الأول والثاني وسنعلن الثالث وهو الاستقلال من هذا البرلمان ومن داخل هذه القاعة يوم الاثنين القادم 19 ديسمبر إن شاء الله. ويصف الكاتب رد الفعل بأن كلام الرئيس كان كالقنبلة التي انفجرت وكانت الجملة الأخيرة هي إنذار للقوى السياسية ثم تسارعت الأحداث أحزاب المعارضة وافقت على المقترح دون تحفظ ثم تلتها باقي الأحزاب. مصر بادرت في نفس اليوم وأعلنت موافقتها المطلقة.
مجريات الأحداث كما أوردنا تقول بأن قرار الاستقلال قد اتخذه حزب الأغلبية في اجتماع هيئته البرلمانية منذ 30/3/1955م وعلى هذا ظهر وفد السودان في باندونق معتدا بسيادة البلاد الكاملة, وغير هذا فمن المعلوم أن كل تفاصيل إعلان الاستقلال قد تم إعدادها بعناية فائقة وبتناغم شديد حتى من يقترح ومن يثني من يتحدث ومن يحضر هذه الجلسة التاريخية من الشخصيات غير النواب. كما أن مسألة الاستقلال هي مبدأ معلن للسيد عبد الرحمن المهدي لذلك فهذا أغلى ما يطلب حتى أجهش بالبكاء حين تحقق الأمر في هذا الإثنين السعيد فليس إذا ثمة مفاجأة.
أما السيد علي فقد عمل منذ أمد بعيد على تحقيق استقلال البلاد فتضامن مع حركة ثورة اللواء الأبيض برغم تعرضه لمضايقة الحكومة ليقوم بإفشال المظاهرات يقول الدرديري محمد عثمان: (وفي عام 1924م عند نشوب الاضطرابات في السودان بسبب اللواء الأبيض سافر السيد علي الي دنقلا وبعثت اليه الحكومة بعدة برقيات لكي ينشر علي الناس ما يهدئهم ويضمن ولاءهم للحكومة ولكنه لم يرد علي تلك البرقيات . ثم أضاف المستر بني : والآن ومسالة السودان تاخذ طابعا حادا والمظاهرات تنطلق في كل مكان والشعور العام في غاية الهياج لا يحتاج الأمر إلى أكثر من كلمة ينطق بها السيد علي ولكن السيد علي حتي الآن لم يقل هذه الكلمة) وقد دللنا على أصالة مبدأ الاستقلال عنده وكيف نصح المصريين بالياس من تبعية السودان لهم وكيف أن النواب المحسوبون عليه هم من ساقوا الحزب بقوة الصوت لاختيار الاستقلال مبدءاً وعلى العكس منه كان الرئيس الأزهري وحدويا حتى النخاع ولكنه بحسب ما نرى عدل عن ذلك لذكاءه كما اسلفنا وحسه السياسي المرهف حيث أصبح الاستقلال أمرا واقعا لا يمكن مدافعته, كما أن الحال في مصر التي يراد الاتحاد معها قد تغير فالرئيس نجيب الذي تربطه بالسودان علاقة عميقة تجري في دمه - الذي للسودان فيه شركة بالميلاد- وعقله حيث درس بكليه غردون وعمل بجبل أولياء فهو على معرفة قوية بمزاج شعب السودان فلما أصبح رئيسا عمل على توحيد الأحزاب الاتحادية وأصبح الأزهري رئيسا للحزب الاتحادي الوليد ومن ثم أنجز نجيب اتفاقية الحكم الذاتي التي نصت على حق تقرير المصير لشعب السودان ولكن الرئيس عبد الناصر أقاله في نهاية سنة 1954م ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله! فبلد هذا واقع صناع الثورة فيها, من أين لها بجاذبية تجعل الرئيس الأزهري يعمل للاتحاد معها مكلفا نفسه عنت مصارعة تيار الاستقلال التام الجارف الذي سد المخارج على المخالفين حتى بلوغ الاستقلال وبعد ذلك فليكن ما يريدون؟؟؟
بالعودة إلى الوثائق الامريكية وتحديدا لتلك المرسلة في 27/11/1954م نجد: أن الازهري ربما يريد الآن، بدلا عن الاتحاد الكامل لمصر والسودان، اتحادا كونفدراليا بين مصر والسودان، يسمى "جمهورية وادي النيل". و يتبادل فيه مصرى وسوداني رئاسة الاتحاد لكن، اذا عزل المصريون رئيسهم محمد نجيب، ما هو الضمان انهم لن يعزلوا رئيسا سودانيا؟ انتهى. لذلك عند تمام الأمر بإنجاز السودنة والجلاء وإعلان الاستقلال وإنزال علمي دولتي الحكم الثنائي في 1/1/1956م وبدلا عن أن تستقر أوضاع الحزب الاتحادي بسبب هذه الإنجازات التأريخية, إلا أنها تفاقمت وبدأت في السوء في نفس اليوم في أولى محاولات تكوين الحكومة القومية, حيث عقد نواب الحزب اجتماعا في إحدى قاعات البرلمان برئاسة الأزهري الذي اقترح تسمية الشيخ علي عبد الرحمن وحماد توفيق وأمين السيد ليفاوضوا أحزاب المعارضة في تشكيل الحكومة ومن الملاحظ أن ثلاثتهم قد أصبح لاحقا في حزب الشعب الديمقراطي وكان مفاوضيهم من المعارضة عبد الله خليل وميرغني حمزة ومحمد نور الدين والأخيرين كلاهما لاحقا أصبح أيضا في حزب الشعب!! وكفى بهذا دليلا على علاقة هؤلاء الخمسة بمولانا السيد علي الميرغني وهم خمسة من ستة قادة يناط بهم تسمية حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها!!! وقد اتفقوا على الحكومة برئاسة الزعيم الأزهري ولكنه قرر إبعاد الثلاثة المفاوضين من قبله من الوزارة ليستبدلهم بآخرين ولكنه لم يستطع تنفيذ ذلك تحت ضغط استقالات من المبعدين ونواب الكتلة الموالية للسيد علي فتراجع الرئيس وأمضى الحكومة بما اتفق عليه المفاوفضون ولكن في نهاية المطاف حصل انقسام الحزب الشهير بميلاد حزب الشعب الديمقراطي بعد ستة أشهر فقط في يونيو 1956م وعاجلا في بداية يوليو أسقط الحزب وزارة الأزهري ليتحالف مع حزب الأمة والأحرار الجنوبي مشكلا وزارة جديدة بقيادة عبد الله خليل. برغم كل هذا فقد أثر عن الزعيم الأزهري قولته المشهورة: ( لولا الأسد الرابض في حلة خوجلي لما نال السودان استقلاله ) وحق له أن يقول ذلك فهي شهادة حق صدع فيها بالحقيقة المجردة التي يبين ما قلنا هنا صدقه الشديد فيها, رحمة الله وبركاته على هؤلاء الكرام بما قدموا لهذه البلاد.

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2011, 04:03 PM   #2
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة





الاثنين 19 ديسمبر 1955م
الاثنين 19 ديسمبر 2011م

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 12:57 PM   #3
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة





كتب الأستاذ هلال زاهر الساداتي:
وجاء اقتراح اعلان الاستقلال في جلسة مجلس النواب رقم 43 في دورته الثالثة في يوم الاثنين 19 ديسمبر 1955 , وقدم الاقتراح السيد عبدالرحمن محمد ابراهيم دبكه (دائرة بقارة نيالا غرب) , وكانت صيغة الاقتراح كالتالي : قال : سيدي الرئيس ارجو ان اقترح الان ان يقدم خطاب الي معالي الحاكم العام بالنص الاتي ( نحن اعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعا نعلن بأسم شعب السودان ان السودان قد اصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من معاليكم ان تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الاعلان فورا)
وثني الاقتراح السيد مشاور جمعه سهل (دائرة دار حامي غرب) قائلا : سيدي الرئيس
انني اثني هذا الاقتراح التاريخي الخطير واقدر مدي الشرف الذي يناله مقترحه ومثنيه في جلسة كهذه سوف يسجلها في سجل الشرف تاريخ هذه البلاد المجيدة وسوف تكون فاصلا بين عهد الاستعمار الذي رزحنا تحته سبعة وخمسين عاما وعهد الحرية الكاملة والسيادة التامة والانعتاق الذي يجعل السودان امة بكل مقوماتها لا تستوحي شؤونها الداخلية والخارجية الا مصلحة الشعب وارادة الامة وتقيم علاقاتنا مع الدول جميعا علي قدم المساواة بين ند وند لا سيد وعبد.
واجيز الاقتراح بالاجماع .


محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 01:09 PM   #4
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 02:57 PM   #5
يوسف البشير محمد البشير


الصورة الرمزية يوسف البشير محمد البشير



يوسف البشير محمد البشير is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : يوسف البشير محمد البشير




انها ذكرى الانعتاق والتحرر والله اكبر والعزة لله ولرسوله ولسائر المسلمين وعاش الشعب السودانى حرا ابيا والرحمة لشهدانا وعاش الحزب الاتحادى صانعا للتاريخ والامجاد

يوسف البشير محمد البشير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 03:10 PM   #6
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة




اقتباس :
انها ذكرى الانعتاق والتحرر والله اكبر والعزة لله ولرسوله ولسائر المسلمين وعاش الشعب السودانى حرا ابيا والرحمة لشهدانا وعاش الحزب الاتحادى صانعا للتاريخ والامجاد

لك الشكر أيها العزيز
وكل عام وأنت بخير

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 03:23 PM   #7
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة





الوطن فوق الجميع .. كيف نحتفل بعيد السودان الوطني 1/1/2012م؟
محمد سعيد محمد الحسن

في الطائرة، كنت اطالع الكتاب الجديد »الانتخابات العامة في السودان »1953- 2010« أي من أول انتخابات عامة تمت باشراف دولي وبرئاسة القاضي الهندي سوكومارسن في نوفمبر 1953م وذلك بموجب اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان والتي وقعت في فبراير 1953م بالقاهرة، إلى آخر انتخابات عامة اجريت في ابريل 2010م بإشراف القانوني المحترم ابيل ألير ونائبه الاكاديمي البروفيسور عبد الله أحمد عبد الله تطبيقاً لاتفاقية السلام الشامل التي ابرمت في 9 يناير 2005م، بنيروبي، وبعد اكمال مراجعته أستاذننى جاري الشاب في مقعد الطائرة لتصفح الكتاب، ولاحظت أنه ظل مشدوداً للقطات وصور لعملية أول انتخابات عامة في نوفمبر 1953م في السودان، وركز بصره صوب صورة لشيخ يضع بطاقته في صندوق الاقتراع، ثم صفوف الناخبين يقفون في صفوف في قرى نائية للإدلاء بأصواتهم لمرشحيهم ثم اخذ يمعن النظر في رموز المرشحين للانتخابات العامة آنذاك أي في نوفمبر 1953 (مصباح) (شجرة)(قطية)»حربة« »فانوس« وتساءل في دهشة حقيقية، معقول انتخابات عامة في السودان العام 1953م أي قبل اكثر من خمسين سنة؟ وسألته بدوري عن عمله فعرفت أنه اكاديمي ومتخصص في الكمبيوتر ومشرف فني في مرفق اقتصادي ثم سألته ألم تدرس أو تطالع في الكتب أو تسمع حتى من الكبار من اهلك عن أول انتخابات عامة في السودان، و لا عن أول حكومة وطنية ، و لا عن جلاء الاستعمار ولا.. ولا..، ورد أنه ظل مشغولاً في دراساته وتخصصه، وكتمت الحزن والغضب معاً في صدري، ولكن نموذجه وتأهيله وعمره يعني ان غالبية من هم في الجامعات والمعاهد والمدارس العليا، وبالضرورة مدارس الثانوي العا م و الاساس تغيب عنهم المعلومات والحقائق التاريخية الاساسية والحيوية الخاصة بوطنهم، ليس قبل مائة ولا ألف سنة وانما قبل »50« سنة حيث يفترض وجود أب أو جد عاصر احداث وتحولات وتعبيرات قابلة للنقل والتزويد بها كضرورة ومعرفة للصغار.
ماذا يمكن ان يقال في حال متعلم وأكاديمي ومتخصص تغيب عنه معلومة أساسية عن وطنه وأول انتخابات عامة، وأول حكومة وطنية، وقبلها حكم الادارة البريطانية للسودان من عام 1889م إلى 1955م ، وبالتالي يجهل تماماً اجواء ديسمبر 1955م، في أول برلمان وطني منتخب »1954م-1956م«، حيث اقترح رئيس الوزراء ووزير الداخلية الزعيم اسماعيل الازهري في يوم الخميس 15 ديسمبر 1955م على البرلمان تحديد يوم الاثنين 19/12/1955م لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان واختيار مجلس قومي »مجلس السيادة« كرأس للدولة السودانية وبذلك ينتهي الحكم الثنائي »البريطاني المصري« ويصبح السودان دولة ذات سيادة تامة تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها وسيادتها بما فيها السماح أو عدم السماح للطائرات الحربية ان تحلق فوق اجواء السودان، لانه حتى ذلك اليوم أي الخميس 15 ديسمبر 1955م فقد كان الحاكم العام البريطاني سيسر روبرت هاو في »السرايا« هو وحده الذي يقرر في امور السيادة الخاصة بالسودان«.
وفي تلك الاجواء ديسمبر 1955م كانت الجماهير السودانية المعبأة بالمشاعر الوطنية في العاصمة وجميع مدن السودان تتابع كل تطور ساعة بساعة خاصة لدى انعقاد البرلمان في 19 ديسمبر 1955م، ولقد كانت بحق جلسة تاريخية، وطبقاً للاتفاق الذي تم بين الاحزاب السياسية آنذاك »الوطني الإتحادي، و حزب الأمة، و الجمهوري الاشتراكي »حزب النظار والعمد« و الجبهة المعادية للاستعمار »الحزب الشيوعي« وحزب الاحرار الجنوبي الذين اتفقوا تماماً على الترتيبات التي تجعل الاقتراحات تأتي من نواب الصف الثاني في الحكومة والمعارضة وكأنما ارادوا بذلك سحب المبادرة تماماً من رئيس أول حكومة وطنية ورئيس الحزب الوطني الإتحادي صاحب الاغلبية البرلمانية اسماعيل الازهري أي أنه صاحب وصانع قرار اعلان الاستقلال من د اخل البرلمان ومع ذلك فإن الزعيم اسماعيل الازهري والحزب الاتحادي وافقوا دون تردد على الاجماع الوطني لأنه حسبما قال زعيم الاغلبية البرلمانيةم مبارك زروق »وانم المهم بالنسبة لنا تحقيق الاجماع الوطني حول اعلان الاستقلال والسيادة التامة للسودان من داخل البرلمان«، وفي هذه الجلسة التاريخية الاثنين 19 ديسمبر 1955م سجلت مضابط البرلمان قراءة النائب عبد الرحمن دبكة نص القرار »نحن اعضاء مجلس ال نواب مجتمعاً نعلن باسم شعب السودان، ان السودان قد اصبح دولة مستقلة كاملة السيادة ونرجو من الحاكم العام ان يطلب من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الاعلان فوراً« وقال زعيم الأغلبية البرلمانية »ان السودان قد عزم عزماً أكيداً على نيل حريته واستقلاله ولن تثنيه قوة عن ذلك« وبعدها رفع القرار لدولتي الحكم الثنائي »بريطانيا ومصر« وخلال اسبوع واحد تم اعداد الدستور المؤقت، وكون مجلس السيادة »رأس الدولة« وتم انزال علمي الحكم الثنائي ورفع علم السودان ذو الثلاثة ألوان في أول يناير 1956م واصبح الاستقلال حقيقة ماثلة« وفي مطلع 1/1/2012م أى بعد خمس وخمسين سنة نحتاج إلى »هزة هائلة« لاستيعاب وقائع الاستقلال والسيادة الوطنية، ونقل هذه الملامح التي تشكل ملحمة وطنية لتأخذ طريقها إلى عقول الاطفال في الأساس والابتدائي وللتلاميذ في الثانوي العام والعالي وللطلاب في المعاهد والجامعات وفي مرافق الخدمة العامة وكافة المراكز والمؤسسات وإلى كل بيت وأسرة لتعزيز الارتباط والانتماء للوطن، لا نريد خطباً ولا ندوات ولا محاضرات وانما مشاركة واسعة في كل موقع وفي كل بيت بان العيد الوطني له مغزى ومضمون في العقل والوجدان، وان نجعل اطفالنا وتلاميذنا وطلابنا في كافة المستويات يحملون بين ايديهم »علم السودان« وان يرفع العلم فوق كافة المرافق الخاصة والعامة وآلاف الاعلام في الميادين والحدائق والجسور وفي واجهات الجامعات والمعاهد والمدارس وفي المواصلات العامة وفي السيارات العامة والخاصة وفوق الاشجار، لقد شهدت احتفالات العيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة في نوفمبر 2011م كانت البهجة عارمة بالمناسبة الوطنية، والعلم الاماراتي في الايدي وفي المحلات التجارية وفي الشوارع وفي الميادين وفي واجهات الابراج وفوقها وعلى طول الطرق، ما من موقع ومكان إلا ورفرف فيه »العلم«، وكتب عليه »نحبك يا وطني« »نفديك يا وطنى«، وان تذاع الاناشيد الوطنية الخالدة التي تلهب الوجدان وتثير الحماس »وطن الجدود« »أنا سوداني أنا« »أنا امدرمان« »وطني السودان« وان يبث التلفزيون والفضائيات وقائع الجلسة التاريخية في البرلمان 19 ديسمبر 1955م، و انزال علمي الحكم الثنائي ورفع علم السودان في أول يناير 1956م وان تعد الحدائق والميادين لاستقبال الاسر والاطفال وكافة ابناء الشعب وان تعيش كافة المدن وبوجه خاص العاصمة في اضواء و موسيقى دعونا هذه المرة نشارك جميعاً بالاحتفاء بالعيد الوطني وبفهم ويحب واحترام وانتماء حقيقي.


http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=1187&id=97976

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-19-2011, 07:37 PM   #8
محمدمصطفى عيسى
مُراسل منتديات الختمية
الصورة الرمزية محمدمصطفى عيسى



محمدمصطفى عيسى is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمدمصطفى عيسى




كل عام والسودان بألف خير وامن وامان واجمع اللهم ابنائه على كلمة سواء.

محمدمصطفى عيسى غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 12-20-2011, 02:43 PM   #9
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة





نجد أن فكرة استقلال السودان بدأت منذ أن دخلت القوات الإنجليزية السودان، فظهرت المقاومة والثورات في صور متفرقة

وعقب انتهاء الحرب العالمية اتجه قادة العمل الوطني للعمل السري ضد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري فتكونت الجمعيات السرية، وكانت جمعية الاتحاد السوداني أول جمعية سرية وقد نظمت تنظيماً دقيقًا على طريقة الخلايا بحيث لا تزيد كل خلية عن خمسة أشخاص، وقد كانت ثورة سعد زغلول في مصر لها تأثير كبير على الوطن العربي وبالتالي أمتد أثرها في السودان، فقامت ثورة اللواء الأبيض عندما خرج طلاب الكلية الحربية بأول مظاهرة مسلحة ضد الإنجليز وتم إعدام بعض الضباط. ثم جاءت ثورة ود حبوبة في الجزيرة. ثم الكفاح عبر الجمعيات الأدبية والأندية الرياضية. ثم جاء مؤتمر الخريجين بأهدافه المعروفة الذي انبعثت فكرته من الجمعية الأدبية بودمدني عام 1937م، ومن أبرز أعمال المؤتمر المذكرة السياسية الشهيرة التي قدمها للحكومة عام 1942وضمنها مطالب وطنية مهمة إلا إن الإنجليز ردوا عليها في عنف مما زاد من قوة الحركة الوطنية واشتعالها.
وعن تلك الفترة يقول الدكتور إبراهيم الأمين في مؤتمر إذاعي في يوم 19 ديسمبر 2008م: قال: "بعد كل عمل ثورة مسلحة وعمل مسلح قطعاً بتكون في إجراءات أمنية مشددة وبدأ إضراب سنة31 بدأت بعد ذلك تتكون الجمعيات جمعية أشهرها جمعية أبوروف والهاشماب وبدأت جمعيات ثقافية فيها عمل سياسي المجلات والصحف وأهمها مجلة الفجر وكان بكتبوا فيها عدد من الناس المميزين محمد أحمد محجوب ويوسف التني ومحمد خير بعد ذلك مؤتمر الخريجين ومحمد خير لعب دوراً كبيراً لأنو كان صاحب الفكرة هو صاحب فكرة المؤتمر وهو صاحب فكرة التعليم وربط التجربة الهندية بالتجربة السودانية وعمل مؤتمر عام 38 شعار المؤتمر هذه هي سماء المجد أرفعها رمزاً يشير إلى المستقبل والمؤتمر كان عنده المذكرة الشهيرة من المؤتمر برزت الأحزاب الاتحادية وحزب الأحرار الاتحاديين حزب وحدة وادي النيل حزب الأمة الحركة الإسلامية كان لها لأفتات كثيرة جداً".
بعد سجل من المناهضات التي قام بها الوطنيون داخل المجالس التشريعية قدم اقتراحاً بأن يمنح السودان الحكم الذاتي، وكان ذلك في اليوم الخامس من ديسمبر عام 1950م ، وافق الحاكم العام على مناقشة هذا الاقتراح في الجمعية التشريعية وأجيز الاقتراح في اليوم الثالث عشر من ديسمبر عام 1950م، وبعد أربعة أيام من إجازة الاقتراح، تقدم أعضاء الجمعية بمذكرة للحاكم العام مطالبين بتعيين لجنة نصفها من السودانيين والنصف الآخر من البريطانيين لتعيد النظر في الجمعية التشريعية والمجلس التنفيذي. بدأ نقاش تقرير الحكم الذاتي من اليوم السابع من أبريل عام 1952م حتى اليوم الثالث والعشرين من أبريل عام 1952م وفي مايو قدمت مذكرة الحكم الذاتي لحكومتي الحكم الثنائي.
وأحس الإنجليز أن ألجمعية التشريعية قد استنفدت أغراضها فطلبوا من الأحزاب القائمة آنذاك أن توفد مندوبين عنها لوضع دستور جديد للسودان ليعطي السودانيين فرصاً أوسع في إدارة شؤون بلدهم فقبلت الأحزاب الدعوة إلا حزباً واحداً. وقطع مندوبو الأحزاب والحكومة شوطاً بعيداً في وضع الدستور الذي عرف بدستور (استانلي بيكر) وأوشكت البلاد أن تدخل معركة انتخابية على أساس هذا الدستور لاختيار حكومة سودانية في ظل الحكم الذاتي.
وشاءت الظروف وحسن حظ البلاد أن يقوم ذلك الانقلاب التاريخي في مصر وجاءت عقول جديدة غير تلك التي كانت في الحكومات المصرية السابقة، وإنما أعلنت في جرأة احترامها وتأييدها لحق السودانيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم. وقدم اللواء محمد نجيب الذي كان على رأس الثورة المصرية آنذاك الدعوة للسيد عبدالرحمن المهدي لزيارة مصر .. وعقد أول اجتماع بين الرجلين في أكتوبر عام 1952م. وفي 29 أكتوبر أبرمت الاتفاقية بين الجبهة الاستقلالية وحكومة الثورة في مصر، وأصدر كل من اللواء نجيب والسيد عبدالرحمن المهدي كلمة تهنئة للشعبين المصري والسوداني. وفي نفس الوقت كان زعماء الأحزاب الاتحادية قد تجمعوا في القاهرة وقد أيدوا اتفاقية مصر مع الجبهة الاستقلالية، ثم كونوا حزباً واحداً ضم تلك الأحزاب المتفرقة تحت اسم (الحزب الوطني الاتحادي).
ويقول الدكتور إبراهيم الأمين: "إن أهم نقطة كانت في السودان أن يوم 10 يناير 1953 بعدما الاتفاقيات التي تمت مع الأحزاب السياسية وكان اتفقت عليه كل الأحزاب السياسية واتفقوا على سحب القوات العسكرية وإجراء الانتخابات القوات السودانية تكون أوامرها العليا وقيادتها من برلمان السودان والحكومة السودانية حتى لا يكون للحاكم أي سلطات في خلال تلك الفترة ووقع عليها عبدالله الفاضل وعبدالرحمن على طه ووقع عليها السيد إسماعيل الأزهري ومحمد عثمان ومحمد نورالدين الحزب الوطني الاتحادي والدرديري محمد أحمد والحزب الجمهوري الاشتراكي يحيى عبدالقادر الحزب الوطني في 12 فبراير وزياة صلاح سالم".
رأى الزعيم إسماعيل الأزهرى أن يكون الاتفاق لتأليف وزارة ائتلافية شرطاً لإعلان الاستقلال، وقد التقى السيد على الميرغني والسيد عبدالرحمن المهدي على هذا الرأي، قامت حكومة السيدين ولكن الخلافات بين الحزب الوطني الاتحادي والختمية كانت قوية، وأثناء رحلة السيد إسماعيل الأزهري إلى بريطانيا في نهاية يونيو عام 1956م نشرت صحيفة التايمز اللندنية في يوم 2 يوليو عام 1956م أن حكومة الأزهري الائتلافية تعاني أزمة سياسية. وبعد عودته تقدم البعض باستقالات. وكان هناك اجتماع بين الزعيم إسماعيل الأزهري وقادة المعارضة وكان معه ممثلون من الحزب الاتحادي الوطني في غرفة من غرف البرلمان، وافق المجتمعون جميعاً على أن هدف الحكومة الإئتلافية هو الوصول إلى الاستقلال، وأعد إسماعيل الأزهري نفسه ليفاجئ البرلمان السوداني برغبة الحزب بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، ويقول محجوب باشري : "الأزهري كعادته منذ أن كان معلماً لا يستعجل الأشياء بل يربطها بالمسببات". وخاطب الأزهري أعضاء البرلمان وقال" "أن مهمة حكومتي محددة في إتمام السودنة وقد تمت ، واتمام الجلاء وقد تم، ثم جمع كلمة السودانيين حول الاستقلال التام وقد تم هذا أيضاً، ولم يبقى إلا إعلانه من داخل هذا المجلس يوم الاثنين القادم إن شاء الله. وأرجو ألا يفوت حضرات نواب هذا المجلس الموقر حكومة ومعارضة قطاف هذا الثمار الدانية، وأرجو أن يقدموا عليه، ويقروه بكل قوة وشجاعة، وأوكد أن حكومتي لم توقع اتفاقاً أو معاهدة مع أي شخص كان أو حكومة، ولم تتقدم حكومتي بشيء مثل هذا إلى هذا البرلمان، ولن تتقدم به في المستقبل إن شاء الله". وفي 17 ديسمبر حدث اجتماع لكل الأحزاب السودانية الحكومة والمعارضة واتفقت على تقديم أربعة مقترحات على أن تجاز من كل فرد من أعضاء البرلمان بالإجماع وثانياً أن يشترك نواب من سائر الأحزاب في تقديمها. الأقتراح الأول خاص بالجنود أن تعطي الجنود الانتخابات تكون على مرحلتين المرحلة الأولى البرلمان والمرحلة الثانية الجمعية التأسيسة الأقتراح الخاص بالجنود أن تعطي الجمعية التأسيسية التي تنتخب وتجيز الدستور السوداني الدائم اعتباراً كافياً خاصاً بقيام اتحاد فيدرالي وشمال السودان في إطار وحدة القطر الاقتراح الثاني خاص باستقلال السودان الاقتراح الثالث خاص بقيام رأس الدولة هو مجلس سيادة الاقتراح الرابع خاص بإقامة جمعية تأسيسه منتخبة بأغراض الدستور الدائم وقانون انتخابات البرلمان المقبل اليوم المشهود 16- ديسمبر أولاً كل الاقتراحات مرت بإجماع رأي الأقتراح الأول تقدم به السيد ميرغني السيد نائب دائرة البديرية من كردفان.
وفي الساعة الثامنة من صباح التاسع عشر من ديسمبر عام 1955م كانت الشوارع المحيطة بالبرلمان مزدحمة بالجماهير والصمت القابع الرزين يسيطر عليهم وقلوبهم تخفق. وفي تمام الساعة العاشرة من ذلك الصباح دخل السيد بابكر عوض الله رئيس مجلس النواب القاعة. وبعد الاجراءات الشكلية والمداولات وبمشاركة كل الأحزاب في تقديم اقتراح الاستقلال واللجنة القومية والدستور والجمعية التأسيسية من داخل البرلمان. تقدم إلى المنصة العضو عبدالرحمن محمد إبراهيم دبكة نائب بقارة نيالا غرب –الدائرة 53- قائلاً: (نحن أعضاء مجلس النواب في البرلمان مجتمعون لنعلن باسم الشعب أن السودان قد أصبح دولة مستقلة كاملة السيادة، ونرجو من سيادتكم أن تطلبوا من دولتي الحكم الثنائي الاعتراف بهذا الإعلان فوراً). ثم ثنى العضو السيد مشاور جمعة سهل الاقتراح، وبعد ذلك تحدث ممثلو جميع الأحزاب مؤيدين الاقتراح في حماس شديد ورغبة أكيدة نحو سودان جديد. ثم وقف النائب البرلماني السيد حسن جبريل سليمان (الحزب الوطني الاتحادي) دائرة دارفور – زالنجى شمال غرب الدائرة 56، وتقدم بالاقتراح التالي: "بما أنه يترتب على الاعتراف باستقلال السودان قيام رأس دولة سوداني فإنه من رأي هذا المجلس أن ينتخب البرلمان نخبة من خمسة سودانيين، لتمارس سلطات رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور مؤقت يقره البرلمان الحالي حتى يتم انتخاب رأس الدولة بمقتضى أحكام دستور السودان النهائي، كما أنه من رأي هذا المجلس أن تكون الرياسة في اللجنة دورية في كل شهر وأن تضع اللجنة لائحة لتنظيم أعمالها". ثم وقف السيد جوشوا أملوال (غرب النوير) وثنى الاقتراح أبدى سروره لأن أحد أبناء المديريات الجنوبية التي يمثلها هو مع زملائه سيكون عضواً في هذا المجلس. وأخيراً تقدم السيد محي الدين الحاج محمد (وطني اتحادي) واقترح الآتي: "أنه من رأي هذا المجلس أن تقوم جمعية تأسيسية منتخبة لوضع وإقرار الدستور النهائي للسودان، وقانون الانتخابات للبرلمان المقبل". ثنى الاقتراح السيد حماد أبوسدر (نائب الجبال الشمالية – شرق).
جاء دور اختيار مجلس السيادة في يوم الخميس 22 ديسمبر 1955م، قام الحزب الوطني الاتحادي بترشيح السيد أحمد محمود يس، وقام حزب الأمة بالموافقة وتزكية ترشيحه، وأيضاً تم ترشيح السيد الدرديرى محمد عثمان، وقد كان عضواً في مجلس الحاكم العام، ووافق حزب الأمة على ترشيحه، وقام حزب الأمة بدوره باختيار السيد أحمد محمد صالح، والسيد عبدالفتاح المغربي واتفق الحزبان مع النواب الجنوبيين والأحزاب الجنوبية على ترشيح السيد سرسيوايرو.


http://www.alraed-sd.com/portal/permalink/51018.html


محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-20-2011, 02:53 PM   #10
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة




http://youtu.be/oCafEU361ZU

محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-2012, 03:36 PM   #11
محمد جمرة
مُشرف المنتدى العام

الصورة الرمزية محمد جمرة



محمد جمرة is on a distinguished road

افتراضي رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : محمد جمرة




[COLOR=seagreen]

كيف طوقت الصحافة أزمة حزب الأمة مع الأزهري؟
محمد سعيد محمد الحسن

]قادت الصحافة السودانية معركة تعبئة الجماهير وتوعيتها بالاستقلال والسيادة ووجوب اظهار وعيه ونضجه وتحضره بالنظام والانضباط في الاحتفاء بجلاء الاستعمار وإنزال علمي الحكم الثنائي «البريطاني - المصري» وترديد شعارات «عاش السودان» «عاش الوطن» و«احرار احرار في بلادنا»، وفي نفس الوقت تصدت للازمة التي فجّرها حزب الأمة برفضه وتشكيكه لاقتراح رئيس أول حكومة وطنية اسماعيل الازهري في 91 ديسمبر 5591م بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان، إذ اعتبره مخالفاً لنصوص اتفاقية الحكم الذاتي وتقرير المصير للسودان، وخسره - أي حزب الأمة - ايضاً بمحاولة سحب البساط من تحت أقدام حزب الأمة في مناداته بالاستقلال، ودفع حزب الأمة بصحيفتيه «الامة» و«النيل»، لاصدار ملاحق نهارية تندد ب «الازهري» وباقتراحه وبأنه يعرض السودان للخطر، وتصدت الصحف الوطنية المستقلة جريدة «الرأي العام» و«السودان الجديد»، و«الأيام» بالرد المباشر عليها «بأن اعلان استقلال من داخل البرلمان قرار صحيح وصائب وان القانون الدولي يعترف بالاستقلال إذا ما أجمع عليه البرلمان المنتخب، واشادت الصحف السودانية بالسيد عبد الرحمن المهدي راعي الانصار لاستدعائه لقيادات حزب الأمة صديق المهدي وعبد الله خليل وميرغني حمزة وعاتبهم على موقفهم وسألهم: «ألستم دعاة الاستقلال؟ فإذا جاء من غيركم رفضتموه. اذهبوا وضعوا ايديكم مع اسماعيل الازهري، واشادوا ايضاً بمبادرة الزعيم الازهري الثانية بأن يطرح نواب الصف الثاني اعلان الاستقلال من داخل البرلمان كدلالة على الاتفاق عليه بالإجماع من القوى السياسية، فجاء اقتراح مساندة مطلب الجنوبيين بحكم فيدرالي من النائب ميرغني حسين زاكي الدين وإعلان استقلال وسيادة السودان من النائب عبد الرحمن دبكة، وجاء التصويت بالاجماع وبوقوف النواب جميعاً وليس برفع الصوت أو الأيدي كما جرت العادة، وكانت ملاحق الصحف تصدر تباعاً ناقلة هذه التطورات التي كان المواطنون يتلقونها وهم يصطفون امام المطابع وامام الاكشاك للحصول والاطلاع عليها ومتابعة مقالات كل كُتّابها، وكانت افتتاحيات الصحف الرئيسية «الرأي العام» و«الأيام» و«السودان الجديد» تشدد على الاجماع الوطني وتوحيد الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية لأن الاستقلال والسيادة يتحققان ويصانان ويستمران بوحدة الأمة وتماسكها وتعاضدها وليس بانشقاقها، أو خلافها أو تفككها، كان صوت الصحافة السودانية يشدد وبقوة على هذه المبادئ والشعارات هي الأعلى والأقوى والتي تجاوب معها السودانيون والتفوا حولها بثقة وصلابة، والذين يتاح لهم مشاهدة الافلام الوثائقية لحشود الجماهير في الميادين وفي الشوارع في العاصمة أو المدن أو القرى تظهر تحليها بالوعي والنظام وبالزي الوطني الأنيق النظيف، رجالاً ونساءً وأطفالاً، لم يكن يحتاجون لبوليس أو عسكر لحفظ النظام، كانوا هم أنفسهم الأحرص على النظام والمظهر المشرف الذي أثار إعجاب وتقدير الوفود التي جاءت للمشاركة في احتفالات الاستقلال والسيادة في اول يناير 6591م.
كانت الصحافة السودانية تدرك مسؤولياتها وواجباتها الوطنية والمهنية نحو الوطن وهو ينتقل من الحكم تحت نير الاستعمار على مدى خمسة وخمسين سنة إلى الحكم الوطني الذي يحقق للوطن وللشعب تطلعاته في الحياة الكريمة وفي نظام ديمقراطي عادل ومستقر وعلاقات صداقة ومصالح مع كل شعوب ودول العالم، وبعد «65» سنة «2102م» هل تحقق ذلك؟

http://www.rayaam.info/Raay_view.aspx?pid=1201&id=99218


محمد جمرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-18-2012, 12:32 PM   #12
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Icon15 رد: 19 ديسمبر: عبق الذكرى .. الحقيقة المجردة وخلفياتها


أنا : أبو الحُسين




كل عام والوطن وأهله الطيبين بألف خير وعافية...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع محمد جمرة مشاركات 11 المشاهدات 5929  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه