01-02-2013, 02:06 PM
|
#19
|
المُشرف العام
|
رد: بالصورة أحتفالات الحزب الأتحادي الديمقراطي الأصل بالاستقلال في سوح ابوالوطنية
خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال السودان
قال تعالى
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
جماهير الشعب السوداني .
جماهير حزب الحركة الوطنية الأوفياء .
ضيوفنا الأماجد .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
نحييكم أطيب تحية في هذا اليوم الأغر المبارك ، ونتقدم لكم بالتهنئة بذكرى استقلال السودان المجيد . وننتهز هذه السانحة لنتوجه بالتهنئة للإخوة المسيحيين بأعياد ميلاد السيد المسيح عليه السلام . سائلين المولى القدير أن يعيد هاتين المناسبتين العزيزتين على الوطن والمواطنين بالرفعة والخير والنماء.
الحضور الكريم :
تحل علينا اليوم الذكرى السابعة والخمسون لاستقلال السودان ، ونحن أحوج ما نكون لاستلهام روح ذلك الحدث الفريد ، الذى صنعه حزبكم العملاق حزب الحركة الوطنية ، عندما حملَ الوطن أمانةً ، وعَلا به الى سماء المجد الذى تتقاصر دونه الأمجاد ، فجاء الاستقلالُ ناصعاً نقياً لا تفاوتَ فيه ولا اختلاف . وما كان ذلك التوافق والتماسك الوطني ليتحقق لولا رجالٌ وضعوا السودان في حدقات العيون ، رجالٌ تماسكوا كفاً بكف ، وتراصُّوا كتفاً بكتف ، والتفوا حلقةً محكمةً حول أبي الوطنية مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه ، الذي نحتفل اليوم في سوح مسجده ، والذى لولاه لما نال السودان استقلاله .
فالتحية والتجلة لصناع الاستقلال المجيد ، وفي مقدمتهم راعي الحركة الوطنية مولانا السيد علي الميرغني ، ورافع العلم الرئيس اسماعيل الأزهري ورفاقهما الأبرار ، من كل الأحزاب والتنظيمات السياسية في وطننا الحبيب ، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل وطنهم ومواطنيهم ، واستطاعوا بتضحياتهم وكفاحهم أن يحققوا للسودان حريته واستقلاله ، فجزاهم الله الخير كله عن أوطانهم ومواطنيهم . ورزقنا الثبات المكين على مبادئهم السامية الهادفة لتحقيق مصلحة الوطن ، ورفعة المواطن وكرامته .
والتحية لجماهير الحركة الوطنية السودانية التي استطاعت بوعيها وإدراكها بوحدة مصيرها ، والتفافها حول قيادتها وتماسك صفوفها ، أن تكسر أصفاد الاستعمار وتنال حريتها ، وتقود مسيرة التحرر الوطني في العالم الذى حولها ، وتضئ بالحرية شعلةً تستهدي بها الشعوب ، ومعلماً يستدلُّ به المستضعفون في الأرض .
المواطنون الكرام :
إن احتفالنا اليوم بذكرى الاستقلال المجيد ، ليس هو من باب التقوقع في ناصية التاريخ ، ولا بكاءً على أطلالِ مجدٍ غابر ، وإنما هو قبسٌ واقتباسٌ من نورٍ ونار ، لا شك عندنا أنها تضطرم في ضمير هذه الأمة العظيمة ، التواقة الى المجد والحرية والكرامة دوماً . وادراكاً عميقاً لجوهر معاني الاستقلال التي لم تنتهى بتاريخ الواحد من يناير ١٩٥٦م ، فالاستقلال عملية مستمرة بدأها الآباء ، ويحمل مشعلها الأبناء جيلاً بعد جيل ، حتى تتحقق للسودان نهضته ورفعته ، ولأبنائه حريتهم وكرامتهم .
فلن يكتمل الاستقلال إلا بتفجير طاقات هذا البلد ، وتنمية موارده وامكاناته الزراعية والحيوانية والصناعية والمعدنية التي حباها له الله دون تفضلٍ أو منةٍ من أحد . ولن يكتمل الاستقلال إلا بعودة السودان إلى موقعه الطليعي اقليمياً وعالمياً دون وصايةً من أحد ، ودون تدخلٍ في شؤونه وانتهاك حُرمة أرضه وسمائه وماءه . ولن يهدأ لنا بالٌ إلا بعد أن يتفق السودانيون ويتواضعوا جميعاً على النهج الذي يحكمون به أنفسهم وأهليهم ، والدستور الذى يحتكمون اليه ، دون حجرٍ او إقصاءٍ أو إملاء من فئةٍ أغلبيةً كانت أم اقلية . ولن يتحرر الوطن من كبوته إلا بعد أن نسمُوا جميعاً على ذواتنا ، ونتخلَّص من استعلائنا ورعوناتنا ، ونعيد السودان كما كان واحداً موحداً آمناً مستقراً .
أبناء الوطن الأماجد :
إننا ندعو للوفاق الوطني الشامل ، ورتق الفتق الآخذ في الاتساع ، والذى لو لم نتداركه سيضيع الوطن ، ونفقدُ جوهرة الاستقلال ، ونهدمُ بمعاول التفرُّق مجدنا ونحرق بنيران العداوة زرعنا وضرعنا . الوفاق الوطني الشامل الذى ظللنا ننادي به في كل محفل ، وندعو له في كل منبر ، ولن نملَّ الدعوة له ، والعمل على تحقيقه بكل ما أوتينا من قوة ، لا يضرنا من خالفنا أو خاننا أو خذلنا ، ولن نركُن الى الاستسلام والضعف ، بينما نرى الدماء تسيلُ كلَّ يوم ، والجراحُ تزدادُ عمقاً ، والسودانيون يقتلُ بعضهم بعضا ، والضائقة الاقتصادية التي تمر بها البلاد جعلت الغالبية العظمى من أبناء شعبنا ، يعيشون تحت خط الفقر ، وضاق عليهم الوطن بما رحب ، وبلادنا تزخر بالموارد التي تكفيهم ، لو تم استعمالها بالتدبير اللازم ، وقطعت يد الفساد التي تنهب قوت الفقراء ، وتسرق اللقمة من أفواه الجياع ، وردَّ لكل صاحب حقٍ حقه ، فالمواطن السوداني صاحبُ حقٍ أصيلٍ فى موارد بلده ، وفى توزيعها العادل على بنيه كافة ، دون جورٍ واحتكار ، اهتداءً بقوله تعالى
( وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) صدق الله العظيم
الإخوة الكرام :
لا يخالجنا شكٌ بأن حزب الحركة الوطنية هو حزب السودان ، بل هو السودان يتجلى فيكم بتنوعه وثرائه وقوته وتاريخه ، وقطعاً هو مستقبل السودان القادم ، والوعاء الجامع الذي يلبى طموحات أبناء الوطن ، وآمالهم لغدٍ مشرق . ولن ينصلح حالُ هذه البلاد إلا بصلاحِ حالِ حزبكم ، ولن يتحقق الاصلاحُ إلا عبر العمل المؤسسي ، والبناءُ الحزبي من القاعدة الى القمة . ومن هنا نتوجه بالتحية والإشادة لجماهير حزب الحركة الوطنية في كل ربوع السودان ، الذين يواصِلون الليل بالنهار لعقد مؤتمراتهم القاعدية ، التي نتابعها يوماً بيوم ، في سعادةٍ وفخرٍ بهم ، وهم يضربون المثل الأعلى في التضحية ونكران الذات ، رغم ضيق ذات اليد وعُسر الحال . والتحية لطلابنا وشبابنا ، وهم يتقدمون الصفوف ويتحلُون بالانضباط والمسؤولية ، والوعى بطبيعة المرحلة ، ومتطلبات العمل الوطني . والتحية للمرأة الاتحادية وهي تستنهض الهمم لإكمال ما بدأه الأولون . والتحية للمعلمين والعمال والزراع والمهنيين في تصديهم للعمل الوطني .
وننتهز مناسبة هذه الذكرى المجيدة ، لنوجِّه الذين لم يعقدوا مؤتمراتهم من قواعدنا الحزبية في العاصمة والولايات والخارج ، بالإسراع في استكمال بنائهم التنظيمي وصولاً إلى مؤتمر عام يرفع رايات حزبنا ، ويعبِّر عن قواعده بكل صدق وشفافية ، ويمكِّن حزب الحركة الوطنية ليقوم بدوره في قيادة البلاد وتصحيح مسار هذه الأمة .
إن حزبكم حزب الحركة الوطنية باقٍ على العهد والمبادئ ، ولن نحيد عنها أبداً ، وستظل الثوابت الوطنية هي الأساس الذي نرتكز عليه لتحقيق تطلعات جماهير شعبنا في الحرية والكرامة والعيش الكريم ، ولن تشوش علينا الأصوات الداعية إلى الفتنة . وإننا نؤكد للجميع من واقع المسئولية القيادية ، أن أساس عهدنا لجيل الآباء صناع الاستقلال ورافعي راية الحرية ، ولجماهير أمتنا عامة ، ولجماهير حزبنا خاصة ، (أن الوطن فوق الجميع ، وأن الوطنية تعلو ولا يُعلى عليها ) . وأننا على هذا المبدأ سائرين بوعي وإدراك ، ونعمل جاهدين لتحقيقه على أرض الواقع المعاش بالحكمة والحزم معاً . وإننا نجدد دعوتنا للم الشمل الاتحادي ، والحزب به متسع ٌ للجميع . فالمسيرة ماضية والطريق طويل ، والاتحاديون بعون الله قادمون .
الإخوة والأخوات :
في الختام ندعو الله العلي القدير ، أن يقي بلادنا ويلات التمزق والتبعثر والشقاق ، وأن يوفقنا جميعاً لما فيه خيرها وصلاح أمرها ، وأن ينعم علينا بالأمن والأمان والمودة والوئام ، وأن يلهمنا التوفيق والسداد في معالجة قضايا حزبنا ووطننا بكل تجرد ومسئولية ، وأن يعيننا على خدمة شعبنا الكريم بما يحقق آماله وتطلعاته إنه نعم المولى ونعم النصير .
والله الموفق وهو المستعان ،،، |
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة علي الشريف احمد ; 01-03-2013 الساعة 12:17 AM.
|