القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

نهاية العام

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-25-2011, 01:17 PM   #1
سلوى عبد السلام سرور

الصورة الرمزية سلوى عبد السلام سرور



سلوى عبد السلام سرور is on a distinguished road

افتراضي نهاية العام


أنا : سلوى عبد السلام سرور




التخطيط الحقيقي

مع إطلالة عام جديد تبدأ العديد من الفعاليات والجهات والأفراد بإعادة حساباتها وترتيب أوراقها ومراجعة أهدافها أو ما ترغب بتحقيقه من شئونها واهتماماتها بالحذف أو التعديل أو الإضافة وهذا لا غبار عليه وهو المطلوب ولكن هل وضعنا في اعتبارنا ونحن نخطط لهذا العام مسألة قربنا من الله؟
إن من يتمتع بقدر من المعرفة والفهم بأن الأولى هو قضاء الأوقات وانجاز الأعمال بحسب أهميتها ودرجة إلحاحها فشريعتنا الغراء كما أنها تدعو للعمل وإعمار الأرض هي ذاتها من تدعو لإدراك أن الغاية من الخلق
والإيجاد هي العبادة قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) لذلك علينا أن نخطط لذلك تحقيقاً حقيقياً ومعرفة الدور المطلوب منّا إذ لا بد من النقاط التالية:-
لابد من وقفة مع النفس نتعرف فيها على مواطن الخلل التي قل أن يسلم منها أحد وأن نحاول تداركها في القادم من الأيام فاليوم عمل ولا حساب ولكن غدا حساب ولا عمل.
لا بد من تجديد التوبة مع الله والإنابة والاستغفار من كل أوجه التقصير وفي الحديث ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
الدعاء ..الدعاء .. الدعاء بدلا من أن ندعو الله فقط لتحقيق حاجاتنا لم لا ندعوه سبحانه التوفيق والإعانة على أداء الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن فهماً وتدبراً والعمل بما فيه والإعانة على العبادات.
كتابة الأهداف ولو للعام الجديد ففيها التزام بالعمل على تحقيقها وهي وسيلة فعالة في برمجة العقل الباطن على حثه في التفكير دائماً في إتمامها.
مكافأة أنفسنا عند إتمامنا لأهدافنا ولا مانع أن نتدرج بها بحسب درجة الهدف الذي حققناه فليس من السهل عند الكثيرين الالتزام بما كتبوه ولكنها سمة الناجحين والشخصيات الفاعلة.
إن حياة وصفت بأنها متاع الغرور وعرض زائل لا تستحق منا سموا في الاهتمامات والأولويات على حياة باقية ونعيم أبدي لا يزول.

في نهاية العام من يحاسب نفسه
إن صحة الأبدان وأمن الأوطان ورغد العيش هي مقومات الحياة ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". وبفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصاً هذه النعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام وانقضاء الأعوام فالأيام تمر عليه سريعاً.
كان هذا العام بالأمس مبتدئاً، وها هو الآن ينتهي، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره؛ لكن من قاسوا فيه وعانوا قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره من شدة ما يجدون ويحسون!!
ضرورة المحاسبة :
في آخر أيام هذا العام لا بد من المحاسبة والمراجعة فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ويدرك أنه لم يخلق هملاً وهو على يقين أنه لن يترك سدى وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها لكنه يوم القيامة سيوفاها كما قال تعالى "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد"
إن النعم التي يتقلب الناس فيها والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ويغفلون عن ذكر يوم المعاد "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ"
كيفية المحاسبة :
لا بد أن ينظر الإنسان في عمله، ويتأمل حاله كيف قضى عامه؟ وفيم صرف أوقاته؟ في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه؟ هل حافظ على فرائضه واجتنب زواجره؟ هل اتقى الله في بيته؟ هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه؟ فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه، ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً، كما قال تعالى "فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً" قال ابن عباس رضي الله عنه "الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً".
إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة والداعي لها كثير وسبل الطاعة ضيقة والداعي لها قليل فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم وتملأ عليهم بيوتهم وتفسد أولادهم ونساءهم ولا يزال أهل الباطل يجرون عباد الله إلى باطلهم، فماذا علمنا لدرء الشر عن أنفسنا وبيوتنا ؟!
إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون إلا من رحم الله وقليل ما هم، نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ونواجهه بالكبائر والموبقات، فهل ندرك أننا لا نزال غافلين ؟!
جاء قوم إلى إبراهيم بن أدهم رحمه الله في سنة أمسكت فيها السماء وأجدبت فيها الأرض فقالوا له: استبطأنا المطر فادع الله لنا، فقال: تستبطئون المطر وأنا استبطئ الحجارة"
ومحاسبة النفس تنقسم إلى قسمان، قسم قبل العمل، وقسم بعده.
أما الأول: فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له أيمضي أم يترك.
أما القسم الثاني: وهو محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع:
أحدهما: محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى فلم تؤدها على الوجه المطلوب، وحق الله في الطاعة ستة أمور وهي:
1- الإخلاص. 2- متابعة النبي 3- النصيحة لله. 4- شهود مشهد الإحسان في هذه الطاعة.
5- شهود منة الله عليك في توفيقك لهذه الطاعة. 6- شهود تقصيرك فيها.
فيحاسب العبد نفسه: هل وفىّ هذه المقامات كلها في كل طاعة يقوم بها؟ أم لا؟.
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون ذلك رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح، ويفوته الظفر به.

عشر همسات مع بداية العام الجديد
قال الحسنُ البصريُّ- رحمه الله- " ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود إلى يوم القيامة "..
الهمسةُ الأولى: هاهيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَت وانقضَت.. وساعاتٌ ودقائقٌ تصرَّمت وانتهت.. فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات؟ أم لطَّخناها بالمعاصي واقترافِ السيِّئات؟ (وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سعى وأن سعيهُ سوف يُرى ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى) .
الهمسةُ الثانية: إنَّ ما مضى لن يعود فلنغتنم حياتنا من الآن فإنَّ لكلٍ منَّا خُططاً وأهدافاً وأفكاراً ومشاريع .. سواءً على المستوى الفرديِّ أو على المستوى العام .. فهل يا تُرى قد قُمنا بالتخطيطِ اللازمِ لميلادها وإنشائها ؟
الهمسةُ الثالثة: إلى كلِّ داعيةٍ وطالبِ علم في نهايةِ هذا العام لنسأل أنفسنا أينَ نحن؟ وماذا قدَّمنا؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم ؟
الهمسةُ الرابعة: جعلَ الإعلامُ من هذا العالمِ بيتاً واحداً .. وهوَ سلاحٌ ذو حدَّينِ فإما أن يُستخدمَ في الخيرِ وإما أن يُستخدم لنشرِ الشرِّ وقدحِ الشَّرر فهذِه هيَ الخسارةُ والخيانةُ لعُقولِ الأمة .. فالذي ينبغي أن يتعاونَ الجميعُ
من أجلِ تصحيحِ مجالاتِ الإعلام ودخولها بكلِّ قوة - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا - .
الهمسة ُ الخامسة: إلى كلِّ من له ولاَّية على أمورِ المسلمين إنَّ هذه الأمانةِ إما أن تكونَ ممراً إلى الجنة وإما أن تُبعِدَ عنها فلنتَّق الله فيما تولَّينا ولنسأل ربَّنا الإعانة والتوفيق .. فإنه خيرُ معين .
الهمسةُ السادسة: إلى كل من يجاهد لإعلاء كلمة الله قولاً وعملاً ونيةً حُيِّيتم وسُدِّدتم ووُفِّقتم وأعانكمُ الله وَنصرَكم .. فلقد رفعتم هامة الإسلامِ عالياً.
الهمسةُ السابعة: هذا الظلامُ الفجَورُ سينجلي .. ويُسفرُ صُبحٌ بديعُ المُحيَّى .. هذا الليلُ الحالكُ سينقشِع .. وتشرقُ شمسٌ هادئةٌ رقراقة .. وموعدَ الفرجِ قريب.. أسألُ الله النصرَ .. وكُفَّ البأسَ.
الهمسةُ الثامنة: أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة أَّماً أو أختاً أو بنتاً أيتُها الصالحةُ الوفيَّةُ لدينها أمامكِ تحدِّياتٌ عصيبة في ظلِّ تردٍ أخلاقيّ وطغيانِ رزيلة آنَ لكِ أن تتقدَّمي الصفوف لرعايةِ الفضيلة وتحصينِ الأسرةِ بدينِ الفطرة ..
الهمسةُ التاسعة: إلى من أطلقَ قلمه ولِسانه في النيلِ من أعراض المسلمين... (ستُكتبُ شهادتُهم ويُسألون)
الهمسةُ العاشرة: أنَّ أمة الإسلامِ تواجِهُ أزماتٍ قاسية موجهةٌّ من أعدائها وممن جعلوا الإسلام شِعاراً فلا تغرَّنا فِعالهم ولا تهولنَّا دعواتهم .. بل علينا مواجهتهم بسلاحِ العلمِ الشرعيِّ ولْنكن قريبين من العلماءِ والأكابِر فبالبركةُ معهم ولنسلُك طريقهم حيثُ تيمَّموا ..

في نهاية المطاف
وفي نهاية العام.. وقبل نهاية آجالنا علينا جميعاً بالتوبة والعودة..... علينا بالتوبة من تقصيرنا وتفريطنا في أوقاتنا.. علينا بالتوبة من ذنوبنا ومعاصينا والعودة إلى الله سبحانه وتعالى العودة والإنابة إلى العزيز الغفور الرحيم.. العودة إلى غافر الذنب وقابل التوب.. ولنذرف الدموع حسرةً وندامة على ما فرطنا في جنب الله.. وعلى وقت لم نذكر فيه الله..ولنبدأ بفتح صفحة جديدة في حياتنا مع أول ورقة من تقويم العام الجديد.. ولتكن صفحة بيضاء نقية.. وليسجل في صحيفتك من الحسنات ما يضاعفها الله لك...صفحة بدايتها التوبة إلى الله، وشعارها الدعوة إلى الله، ومضمونها حب الخير للناس.. وأن يكون ختامها مسك.. وأن يُختم لنا ولكم بُحسن خاتمة.. إنما
الأعمال بالخواتيم ..

سلوى عبد السلام سرور غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سلوى عبد السلام سرور ; 11-25-2011 الساعة 01:35 PM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-06-2012, 02:15 PM   #2
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نهاية العام


أنا : سراج الدين احمد الحاج




إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون إلا من رحم الله وقليل ما هم، نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ونواجهه بالكبائر والموبقات، فهل ندرك أننا لا نزال غافلين

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة سراج الدين احمد الحاج ; 11-13-2012 الساعة 09:30 AM.
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 11-06-2012, 02:16 PM   #3
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نهاية العام


أنا : سراج الدين احمد الحاج




في نهاية المطاف
وفي نهاية العام.. وقبل نهاية آجالنا علينا جميعاً بالتوبة والعودة..... علينا بالتوبة من تقصيرنا وتفريطنا في أوقاتنا.. علينا بالتوبة من ذنوبنا ومعاصينا والعودة إلى الله سبحانه وتعالى العودة والإنابة إلى العزيز الغفور الرحيم.. العودة إلى غافر الذنب وقابل التوب.. ولنذرف الدموع حسرةً وندامة على ما فرطنا في جنب الله.. وعلى وقت لم نذكر فيه الله..ولنبدأ بفتح صفحة جديدة في حياتنا مع أول ورقة من تقويم العام الجديد.. ولتكن صفحة بيضاء نقية.. وليسجل في صحيفتك من الحسنات ما يضاعفها الله لك...صفحة بدايتها التوبة إلى الله، وشعارها الدعوة إلى الله، ومضمونها حب الخير للناس.. وأن يكون ختامها مسك.. وأن يُختم لنا ولكم بُحسن خاتمة.. إنما
الأعمال بالخواتيم ..

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-13-2012, 09:33 AM   #4
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: نهاية العام


أنا : سراج الدين احمد الحاج




التخطيط الحقيقي

مع إطلالة عام جديد تبدأ العديد من الفعاليات والجهات والأفراد بإعادة حساباتها وترتيب أوراقها ومراجعة أهدافها أو ما ترغب بتحقيقه من شئونها واهتماماتها بالحذف أو التعديل أو الإضافة وهذا لا غبار عليه وهو المطلوب ولكن هل وضعنا في اعتبارنا ونحن نخطط لهذا العام مسألة قربنا من الله؟
إن من يتمتع بقدر من المعرفة والفهم بأن الأولى هو قضاء الأوقات وانجاز الأعمال بحسب أهميتها ودرجة إلحاحها فشريعتنا الغراء كما أنها تدعو للعمل وإعمار الأرض هي ذاتها من تدعو لإدراك أن الغاية من الخلق
والإيجاد هي العبادة قال تعالى ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) لذلك علينا أن نخطط لذلك تحقيقاً حقيقياً ومعرفة الدور المطلوب منّا إذ لا بد من النقاط التالية:-
لابد من وقفة مع النفس نتعرف فيها على مواطن الخلل التي قل أن يسلم منها أحد وأن نحاول تداركها في القادم من الأيام فاليوم عمل ولا حساب ولكن غدا حساب ولا عمل.
لا بد من تجديد التوبة مع الله والإنابة والاستغفار من كل أوجه التقصير وفي الحديث ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)
الدعاء ..الدعاء .. الدعاء بدلا من أن ندعو الله فقط لتحقيق حاجاتنا لم لا ندعوه سبحانه التوفيق والإعانة على أداء الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن فهماً وتدبراً والعمل بما فيه والإعانة على العبادات.
كتابة الأهداف ولو للعام الجديد ففيها التزام بالعمل على تحقيقها وهي وسيلة فعالة في برمجة العقل الباطن على حثه في التفكير دائماً في إتمامها.
مكافأة أنفسنا عند إتمامنا لأهدافنا ولا مانع أن نتدرج بها بحسب درجة الهدف الذي حققناه فليس من السهل عند الكثيرين الالتزام بما كتبوه ولكنها سمة الناجحين والشخصيات الفاعلة.
إن حياة وصفت بأنها متاع الغرور وعرض زائل لا تستحق منا سموا في الاهتمامات والأولويات على حياة باقية ونعيم أبدي لا يزول.

في نهاية العام من يحاسب نفسه
إن صحة الأبدان وأمن الأوطان ورغد العيش هي مقومات الحياة ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها". وبفقدان واحدة من هذه الثلاث يكون عيش الإنسان منغصاً هذه النعم الثلاث عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام وانقضاء الأعوام فالأيام تمر عليه سريعاً.
كان هذا العام بالأمس مبتدئاً، وها هو الآن ينتهي، وكأننا لم نعش أيامه وشهوره؛ لكن من قاسوا فيه وعانوا قد طالت عليهم أيامه وأبطأت شهوره من شدة ما يجدون ويحسون!!
ضرورة المحاسبة :
في آخر أيام هذا العام لا بد من المحاسبة والمراجعة فالمؤمن يعلم أن حياته ليست عبثاً ويدرك أنه لم يخلق هملاً وهو على يقين أنه لن يترك سدى وقد يعمل الإنسان في حياته أعمالاً ثم ينساها لكنه يوم القيامة سيوفاها كما قال تعالى "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد"
إن النعم التي يتقلب الناس فيها والصوارف التي تحيط بهم تجعلهم ينسون الحساب ويغفلون عن ذكر يوم المعاد "اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ"
كيفية المحاسبة :
لا بد أن ينظر الإنسان في عمله، ويتأمل حاله كيف قضى عامه؟ وفيم صرف أوقاته؟ في عامه الراحل كيف كانت علاقته بربه؟ هل حافظ على فرائضه واجتنب زواجره؟ هل اتقى الله في بيته؟ هل راقب الله في عمله وكسبه وفي كل شؤونه وأحيانه؟ فإنه إن فعل ذلك صار يعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإن الله تعالى يراه، ومن حاسب نفسه في العاجلة أمن في الآخرة، ومن ضحك في الدنيا كثيراً ولم يبك إلا قليلاً يخشى عليه أن يبكي في القيامة كثيراً، كما قال تعالى "فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً" قال ابن عباس رضي الله عنه "الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤا فإذا انقطعت وصاروا إلى الله تعالى استأنفوا في بكاء لا ينقطع عنهم أبداً".
إن مجالات الذنوب والمعاصي في هذا الزمن واسعة والداعي لها كثير وسبل الطاعة ضيقة والداعي لها قليل فالفتن تلاحق الناس في أسواقهم وأعمالهم وتملأ عليهم بيوتهم وتفسد أولادهم ونساءهم ولا يزال أهل الباطل يجرون عباد الله إلى باطلهم، فماذا علمنا لدرء الشر عن أنفسنا وبيوتنا ؟!
إن عامنا يمضي وذنوبنا تزداد وإن آخرتنا تقترب ونحن عنها غافلون إلا من رحم الله وقليل ما هم، نمنّ على الله بالقليل من الطاعات ونواجهه بالكبائر والموبقات، فهل ندرك أننا لا نزال غافلين ؟!
جاء قوم إلى إبراهيم بن أدهم رحمه الله في سنة أمسكت فيها السماء وأجدبت فيها الأرض فقالوا له: استبطأنا المطر فادع الله لنا، فقال: تستبطئون المطر وأنا استبطئ الحجارة"
ومحاسبة النفس تنقسم إلى قسمان، قسم قبل العمل، وقسم بعده.
أما الأول: فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له أيمضي أم يترك.
أما القسم الثاني: وهو محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع:
أحدهما: محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى فلم تؤدها على الوجه المطلوب، وحق الله في الطاعة ستة أمور وهي:
1- الإخلاص. 2- متابعة النبي 3- النصيحة لله. 4- شهود مشهد الإحسان في هذه الطاعة.
5- شهود منة الله عليك في توفيقك لهذه الطاعة. 6- شهود تقصيرك فيها.
فيحاسب العبد نفسه: هل وفىّ هذه المقامات كلها في كل طاعة يقوم بها؟ أم لا؟.
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون ذلك رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح، ويفوته الظفر به.

عشر همسات مع بداية العام الجديد
قال الحسنُ البصريُّ- رحمه الله- " ما من يوم ينشقُّ فجره إلا ويُنادي: يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منِّي فإني إذا مضيتُ لا أعود إلى يوم القيامة "..
الهمسةُ الأولى: هاهيَ أيامٌ من أيامِ الله خلَت وانقضَت.. وساعاتٌ ودقائقٌ تصرَّمت وانتهت.. فهل يا تُرى عمَرناها بالطاعاتِ وتحصيلِ الحسنات؟ أم لطَّخناها بالمعاصي واقترافِ السيِّئات؟ (وأنْ ليسَ للإنسانِ إلاَّ ما سعى وأن سعيهُ سوف يُرى ثم يُجزاهُ الجزاء الأوفى) .
الهمسةُ الثانية: إنَّ ما مضى لن يعود فلنغتنم حياتنا من الآن فإنَّ لكلٍ منَّا خُططاً وأهدافاً وأفكاراً ومشاريع .. سواءً على المستوى الفرديِّ أو على المستوى العام .. فهل يا تُرى قد قُمنا بالتخطيطِ اللازمِ لميلادها وإنشائها ؟
الهمسةُ الثالثة: إلى كلِّ داعيةٍ وطالبِ علم في نهايةِ هذا العام لنسأل أنفسنا أينَ نحن؟ وماذا قدَّمنا؟ ألا يكفي الانشغالُ بالمهمِّ عن الأهم ؟
الهمسةُ الرابعة: جعلَ الإعلامُ من هذا العالمِ بيتاً واحداً .. وهوَ سلاحٌ ذو حدَّينِ فإما أن يُستخدمَ في الخيرِ وإما أن يُستخدم لنشرِ الشرِّ وقدحِ الشَّرر فهذِه هيَ الخسارةُ والخيانةُ لعُقولِ الأمة .. فالذي ينبغي أن يتعاونَ الجميعُ
من أجلِ تصحيحِ مجالاتِ الإعلام ودخولها بكلِّ قوة - ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا - .
الهمسة ُ الخامسة: إلى كلِّ من له ولاَّية على أمورِ المسلمين إنَّ هذه الأمانةِ إما أن تكونَ ممراً إلى الجنة وإما أن تُبعِدَ عنها فلنتَّق الله فيما تولَّينا ولنسأل ربَّنا الإعانة والتوفيق .. فإنه خيرُ معين .
الهمسةُ السادسة: إلى كل من يجاهد لإعلاء كلمة الله قولاً وعملاً ونيةً حُيِّيتم وسُدِّدتم ووُفِّقتم وأعانكمُ الله وَنصرَكم .. فلقد رفعتم هامة الإسلامِ عالياً.
الهمسةُ السابعة: هذا الظلامُ الفجَورُ سينجلي .. ويُسفرُ صُبحٌ بديعُ المُحيَّى .. هذا الليلُ الحالكُ سينقشِع .. وتشرقُ شمسٌ هادئةٌ رقراقة .. وموعدَ الفرجِ قريب.. أسألُ الله النصرَ .. وكُفَّ البأسَ.
الهمسةُ الثامنة: أيتُها المرأةُ الفاضلة الطاهرةُ الشريفةُ العفيفة أَّماً أو أختاً أو بنتاً أيتُها الصالحةُ الوفيَّةُ لدينها أمامكِ تحدِّياتٌ عصيبة في ظلِّ تردٍ أخلاقيّ وطغيانِ رزيلة آنَ لكِ أن تتقدَّمي الصفوف لرعايةِ الفضيلة وتحصينِ الأسرةِ بدينِ الفطرة ..
الهمسةُ التاسعة: إلى من أطلقَ قلمه ولِسانه في النيلِ من أعراض المسلمين... (ستُكتبُ شهادتُهم ويُسألون)
الهمسةُ العاشرة: أنَّ أمة الإسلامِ تواجِهُ أزماتٍ قاسية موجهةٌّ من أعدائها وممن جعلوا الإسلام شِعاراً فلا تغرَّنا فِعالهم ولا تهولنَّا دعواتهم .. بل علينا مواجهتهم بسلاحِ العلمِ الشرعيِّ ولْنكن قريبين من العلماءِ والأكابِر فبالبركةُ معهم ولنسلُك طريقهم حيثُ تيمَّموا ..

في نهاية المطاف
وفي نهاية العام.. وقبل نهاية آجالنا علينا جميعاً بالتوبة والعودة..... علينا بالتوبة من تقصيرنا وتفريطنا في أوقاتنا.. علينا بالتوبة من ذنوبنا ومعاصينا والعودة إلى الله سبحانه وتعالى العودة والإنابة إلى العزيز الغفور الرحيم.. العودة إلى غافر الذنب وقابل التوب.. ولنذرف الدموع حسرةً وندامة على ما فرطنا في جنب الله.. وعلى وقت لم نذكر فيه الله..ولنبدأ بفتح صفحة جديدة في حياتنا مع أول ورقة من تقويم العام الجديد.. ولتكن صفحة بيضاء نقية.. وليسجل في صحيفتك من الحسنات ما يضاعفها الله لك...صفحة بدايتها التوبة إلى الله، وشعارها الدعوة إلى الله، ومضمونها حب الخير للناس.. وأن يكون ختامها مسك.. وأن يُختم لنا ولكم بُحسن خاتمة.. إنما
الأعمال بالخواتيم ..

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع سلوى عبد السلام سرور مشاركات 3 المشاهدات 3835  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه