القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

قرأت لك

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-27-2011, 04:01 PM   #41
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (20)


أنا : العوضابي




(20)

أكبر الكبائر: روى الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين, وقول الزور. "
باب الحسنات : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن ربه تبارك وتعالى قال : " إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن همّ بحسنة ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة , وان هم بها وعملها كتب الله عنده عشر حسنات .. إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, وان هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة... وان هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة. "...... فالمسلم عليه أن يزكى بالحسنة عن أعضائه فكل عضو عليه صدقة: العدل بين اثنين صدقة, وأن تعين الرجل في دابته فتحمله عليها صدقة, أو ترفع له عليها متاعه صدقة,.. والكلمة الطيبة صدقة, وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة, وتبعد الأذى عن الطريق صدقة, وفى الإنفاق على الأهل صدقة, وما أكل من غراسه صدقة, وما سرق منه صدقة, وما يرزق فيه أحد إلا كان له صدقة.
مفهوم الإعلام الاسلامى : " الإعلام في الإسلام هو فن إيصال الحقيقة إلى الناس بالقول الصادق والعمل الصالح دون كذب أو خداع , ... ولا يراد بالإعلام الاسلامى أن يدعوا لتأييد سلطة أو جاه أو قوة أو نفوذ,.... ولكن يراد به كلمة حق تقال:..... (( كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ))...... كلمة تنير للناس طريق الحق وتهديهم إلى الأمانة والاستقامة والعدل. " ....... " والإعلام الاسلامى يستخدم في الوسائل الممكنة للوصول إلى جماهير الناس سواء الصحافة أو الإذاعة.......الخ. "
أدب المناقشة : السلوك الاسلامى في المناقشة : (1) الهدوء وخفض الصوت. (2) وليكن الهدف منها الوصول إلى الحق وحده ولا شيء سواه. (3) يجب التفريق بين الجدل وطلب الاستيضاح, فالأخير مطلوب لقوله صلى الله عليه وسلم: " الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها. " (4) أن يكون هدفه إظهار الحق والبعد عن الجدل بالباطل وطلب المغالبة به, ...... (( وجادلهم بالتي هي أحسن. )) (5) البعد عن ألمراء لحديثه صلى الله عليه وسلم: " من ترك ألمراء وهو مبطل بنى له بيت في ريض من رياض الجنة ومن تركه وهو محق بنى له بيت في وسطها ومن حسّن خلقه بنى له في أعلاها. "
كمال الإنسان : " ليس كمال الإنسان في أن يكون روحانيا ,... ولا هو بالطبع في أن يكون حيوانيا صرفا, .... وإنما كماله في أن يكون مزجا معتدلا ومستويا بين هذين " الطرفين ".. وبتعبير آخر: فان الله قد خلق خلقا هم عقول بلا شهوة وهولا هم: " الملائكة " ..... وخلق خلقا هم شهوة بلا عقول, هولاء هم: " الأبالسة " – إبليس وذريته - ثم جاءت النشأة البشرية : " شهوة ركب عليها عقل وامر بسياستها "........ والنفس العليا في هذه النشأة إنما هي النفس الخاضعة في شهواتها لمقتضيات العقل القوى المستحصد, ... وإنما جاءت الشرايع لتعين العقول على هذه القوة وعلى هذا الاستحصاد. "
عبد الناصر وفواد سراج الدين : الأخير هو العضو البارز في حزب الوفد ( المصري) ووزير الداخلية في الحكومة المنتخبة التي أطاح بها انقلاب عبد الناصر في رده على سوآ ل : " بصراحتك المعهودة هل تحمل حقد للرئيس الراحل عبد الناصر؟؟؟ .... جاء في رده: " ... أقسم لكم إن أي إساءة لشخصي أتساهل فيها وأنساها ولا أحمل غلا ولا حقدا بأي شخص مهما أساء لي, ... والإساءة لشخصي في عهد عبد الناصر حدثت فعلا والى أبعد مدى وعلى أسوأ صورة يمكن أن يتصورها إنسان إنما بالنسبة للإساءة لشخصي فليس في نفسي أي حقد لا على عبد الناصر ولا الرئيس السادات, ..... ولكن الإساءة التي تحز في نفسي ولا أنساها أبدا هي الإساءة التي تقع في حق بلدي, ... يعنى مثلا: المنظر الذى رايته في السجن الحربي عندما اعتقلت عام 1965 لن أنساها أبدا, .... لقد رائت على جدران السجن أثناء خروجي من الزنزانة أو العودة إليها: " رأئت رجالا يجلسون على قرافيصهم ووجوههم إلى الحائط وخلف كل ثلاثة أو أربعة يقف عسكري بالكرباج لضرب أي واحد يتحرك. " !!!!! هذا المنظر كان يبدأ من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء, ..... هذا المنظر لن أنساه, ..... منظر مرعب فيه إهدار للآدمية, ...كيف أنسى هذا المنظر؟؟؟ . ".. وأضاف: " ثم ترى في السجن المعتقلين ذاهبين أو عايدين من غرفة التحقيق لا يستطيع أن يسير واحدا منهم على قدميه فهو إما زاحف على الأرض أو محمولا وليس واحدا منهم سليما, وعندما يخيم الظلام ترتفع أصوات الاستغاثة في جميع أرجاء السجن من هول التعذيب وكانت عمليات فظيعة تستمر حتى الفجر.!!!!!!! أنا لا أتحدث عن نفسي فقد ضربت بالكرباج ولا أحد من اسرتى أو معارفي يعلم ذلك حتى الآن. " ... وأضاف: " كيف يستطيع أي إنسان أن ينسى أو يتجاهل هذا الذى رآه, أو عندما أقرأ حيثيات حكم محكمة أمن الدولة في قضية: " كمشيس " ؟؟؟؟؟.... كيف ينسى عندما يأتون بكلاب بوليسية مدربة يدفعونها إلى هتك أعراض الرجال ؟؟؟؟ ؟؟.... هذه كلها إساءات في حق الإنسان المصري وحق مصر كلها لا يمكن أن تنسى, ..... نعم أنسى ضربي بالكرباج من عسكري كان وظيفته ضرب كل واحد يمر من أمامه وبدون سبب, !!!1 نعم أنسى سبي وسب أبى وأمى, ولكن الإساءة لبلدي ولمواطني إلى هذا الحد, فأنا أحتاج إلى قوة من عند الله حتى أستطيع أنساها. " .... (ج. الوفد العدد(4) 12/4/1984 )

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-15-2011, 05:33 PM   #42
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (21)


أنا : العوضابي





(21)

أول من أشار إلى علم الاقتصاد: " إن أول من أشار إلى علم الاقتصاد هو : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال : " أمرني الله بتسع أوصيكم بها : (1) أمرني أن أصل من قطعني. (2) وأن أعطى من حرمني. (3) وأن أعفو عن من ظلمني (4) وأن يكون نطقي ذكرا. (5) ونطرى عبرا. (6) وصمتي فكر. (7) وأمرني بالعدل في الرضاء والغضب. (8) والإخلاص في السر والعلن. (9) " والقصد " في الفقر والغناء. "......
" القصد ": ( القصد هو حسن استقلال الموارد المتاحة ولو كانت بالقلة أو الكثرة. )
حديث شريف: " الطهور شطر الإيمان, والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض, والصلات نور, والصدقة برهان, والصبر ضياء, والقرآن حجة لك أو عليك, كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها. "..... تأملات في الحديث: (1) " الصلات نور والصبر ضياء: " لأن الصبر روح الصلاة, فصلات بلا صبر خالية من الخشوع وإذا خلت الصلاة من الخشوع أصبحت جسدا لا روح فيه. " ....... رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا لا يطمئن في صلاته فقال: " لو مات هذا على ما هو عليه لمات على غير ملة محمد. " (2) الصدقة برهان: " لأنها دليل وبرهان على صدق المؤمن مع الله , ..... فالمال شقيق الروح فمن جاد به فقد جاهد نفسه وأرضى ربه:
النفس تجزع أن تكون فقيرة * والفقر خير من غنى يطغيها
وغنى النفوس هو الكفاف وان أبت * فجميع ما في الأرض لا يكفيها
حديث: " عجب لأمر المؤمن, إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له, وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. "..... (3) الصبر ضياء: " فان في ضوئه تتكون " البصيرة "... ومع البصيرة تكون: " الحكمة ".... والحكمة: ( علم غزير وعمل موفق ورأى صائب.).... والبصيرة: هي القدرة على النفاذ إلى الأشياء ومعرفتها وحسن تقديرها والقدرة على التصرف فيها. قال تعالى: (( أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والمؤعظة الحسنة. )) كما قال: (( هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني. ))..... وهما بمعنى التمييز بين الحق والباطل والصواب والخطأ عن طريق الإحساس أو الوجدان من هبات الله سبحانه وتعالى: (( يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا . )).... ولأن الحكمة هي نفاذ البصيرة إلى سنن الحوادث ومجريات الأمور واتفاق العمل والتصريف دون صدام مع قوانين الظواهر في ظروف العصر الذى تواكبه: فهي لدى الفقيه: القدرة على استنباط التشريعات والأحكام اللازمة في ميادين الحياة المختلفة حسب الظروف والأحوال. وهى لدى المربى: فهم مبادىء التربية وأهدافها ومناهجها وأساليبها وإتقان التعامل بذلك . وهى لدى الإدارة: حسن تصريف الأمور. وهى لدى القيادة السياسية: حسن التخطيط والتنفيذ في الداخل والخارج. وهى لدى الأمة : إدراك معنى وجودها وإجادة تنظيم هذا الوجود ووضعه برمته ومقدراته في خدمة الأهداف السامية للوطن . وبالتالي فان الحكمة هي فهم كل فرد أو جماعة من الأمة لدوره وإتقان أداء هذا الدور طبقا لهذه المقاييس ومتطلباتها.
الخميني- والشيخ النخشبندى : " يقول الزعيم الديني الايرانى الشيخ النقشبندى عن الإمام " الخميني" : " ..... عندما استلم الخميني السلطة أرسل لي بعثة خاصة يطلب منى التأييد, وقد حاول عملاءه رشوتي وقالوا انه يعرض على الذهب والامتيازات وما شاكل ذلك, وكان علىّ مقابل ذلك أن ألتزم الصمت." ..... يقول في سبب إعلان المعارضة: " إن ما يحدث الآن –( أيام حكم الخميني )- هو تهديد مباشر لعقيدتنا الإسلامية إذ أنه عمل على وضع دين جديد : " الإرهاب والخوف والكراهية والانتقام والتوافه والقسوة والخداع. " ..... لذا فان من واجبي أن أتحدث وأن أعمل على إنهاء حكمه إذ لم يعد في وسعى السكوت وأنا أرى عملائه يقتلون الناس بغير سبب على الإطلاق وينفذون حكم الإعدام في النساء الحوامل, وعندما يسرقون ممتلكات الناس ويشوهون صورة الإسلام في العالم كله ." ..... ويضيف قائلا: " إذا تركت الأمور تسير على ما هو عليه الآن فقد يؤدى ذلك إلى: " ردة الحادية " ... فان البلاد سوف تتردى أكثر فأكثر في هذه الفوضى والدماء والدمار وكل هذا يتم باسم الإسلام, ..... لذا فان الذين ينشئون في هذا الجو سوف تكون لهم ردود فعل سلبية, ولذلك سوف يبدو الرجل: ( الخميني ) في صورة الذى مهد السبيل لنجاح العقائد الإلحادية في دار الإسلام. "...... يواصل: " ... لقد تحدثت مع الذين عرفوه خلال إقامته في منفاه في العراق فهو لم يقم بزيارة واحدة للأماكن المقدسة, ولم يتحدث إطلاقا مع المتدينين بل كان دائما يشارك في المؤامرات السياسية, وهو لم يساعد الفقراء إطلاقا ولم يكن يرد على تحيات الأشخاص العاديين ولم يحرك ساكن لحماية رجال الدين عندما كانوا في حاجة إلى حماية, ... ولقد عرفت كل ذلك من كلام الشخصيات الدينية الموثوقة في النجف التي عاش فيها سنوات كثيرة. !!!! ( المجلة 18-12-1982 )
حديث نبوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من ذنب أحرى أن يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. "

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-28-2011, 04:37 PM   #43
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (22)


أنا : العوضابي





(22)

الفكر الاقتصادي المعاصر: (ا) " غونار ميردال. " : " هو عالم سويدي يعد من أبرز علماء الاقتصاد في القرن العشرين , حاز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية كما يتميز بأنه واحد من أبرز من استطاع الغوص في أعماق مشكلة التخلف التي يغرق فيها العالم الثالث اليوم ."..... كتابه: ( عملية النمو. ) (ب) " محبوب الحق. " : " هو أحد علماء الاقتصاد في العالم الثالث: " باكستاني. ".... له دور كبير في الدعوة لتحرير دور الاقتصادي من مجرد مأمورا لأداء خدمة محددة وليس له رأى غير تنفيذ مآرب: " السياسي. " دون مناقشة وذلك حسب التصور التقليدي لعلماء الاقتصاد... إلى دورمغائر تماما يستند عل النظرة الجديدة لعلم الاقتصاد باعتباره: " علم أخلاقي " يقوم على مبادىء قيمية واضحة.

مقارنة بين الفكر الاقتصادي: ( التقليدي/ المعاصر. ): (أ) الفكر التقليدي: " الاقتصاد في الاتجاه التقليدي لا تثير اهتمامه إلا حركة الأشياء وكيفية تطويرها بغض النظر كليا عما يمكن أن تقود إليه هذه الحركة من انعكاسات على حيات الإنسان والمجتمع فهم لا يعنون إلا بمشكلة: " الندرة " والاختيار بين الاستعمالات البديلة لوسائل إشباع الرغبات المتعددة, المتنافسة فلا يعنى مثلا بم إذا كانت هذه الوسائل النادرة سلعا نافعة أو ضارة من الوجهة الصحية: ( المشروبات الروحية)... أو ما إذا كانت سلعا محرمة أو غير محرمة بمقتضى القانون: ( المواد المخدرة ) أو ما إذا كانت دوافع السلوك الاقتصادي للفرد والجماعة تتفق أو تتنافى مع المبادىء الأخلاقية القويمة : ( كالجشع – المخادعة – الانتهازية في عمليات المبادلة..... الخ )..... فهذا التمييز بين ما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي في أي سلوك اقتصادي لا يدخل في دائرة اختصاص: " العالمالاقتصادي ز " ..... فهو اخصائى في وسائل تحقيق الأهداف لا في اختيار هذه الأهداف.... فلنفترض مثلا عند إعلان الحرب بقرار سياسي فهنا ما على الاقتصادي إلا أن يلبى نداء السياسي ليسدى إليه النصح في كيفية تحقيق الهدف من الناحية الاقتصادية ولا غبار في أن يأخذ هذه الأهداف على علاتها ويسلط عليها: " أدواته التحليلية المعروفة " ليستخلص من ذلك الطريقة التي يمكن إتباعها في سبيل تحقيق هذه الأهداف. ..... وهذا الاتجاه يعبر عن الواقع القايم الآن في كثير من الدول... فهذه تمثل حقيقة العلاقة بين علم الاقتصاد والعلوم الأخرى... فلا مناص من تجريد الاقتصادي من أي صفة أخرى سوى أنه عالم اقتصادي لا يعنى إلا بمجال دراسته. (ب) الفكر المعاصر: (1) يقول ميردال: " أن من الضروري في كل بحث اقتصادي أن نعمل من البداية وحتى النهاية بمبادىء : " قيمية واضحة. " .... يقول أيضا: " أما فيما يتعلق بدراسة مشاكل البلدان المتخلفة فاننى أعتقد أننا قد أسأنا معالجة هذه القضايا وقد تجنبنا بوجه خاص الاهتمام بحاجة هذه البلدان في إصلاحات جذرية تدعو إلى المساواة: ( كشفت دراساتي عن أنها ضرورية من أجل تطوير سريع منتظم تصحبه زيادة في الإنتاجية. " )...... وبتابع قيلا : " إن هدف التنمية يجب أن ينظر إليه على أنه هجوم انتقائي على أكثر أشكال الفقر سوءا كما أن أغراض التنمية يجب تعريفها من زاوية الخفض المتصاعد والإلقاء الفعلي لسوء التغذية , والمرض , والأمية , والفقر المدقع, والبطالة , ومظاهر عدم المساواة ,....... فقد تعودنا أن نعتني بنا تجنا القومي الاجمالى باعتباره سيؤدى إلى العناية بالفقر فدعونا الآن نعتني ونهتم بمضمون الناتج القومي أكثر من اهتمامنا بمعدل زيادته. "...... (2) يقول محبوب الحق: " لقد علمنا التأريخ درسا واحدا على الأقل هو أن الفقراء والضعفاء يتعرضون للاستغلال ما لم يكونوا منظمين, ولا يستثنى من ذلك نظامنا العالمي الراهن فكثيرا ما رئتا فقرنا وضعفنا يستغلان باسم: ( مبادىء عظيمة طنانة. )....... وبتابع قايلا: " لقد كان ابن خلدون أول عالم يبحث في الاقتصاد من منظور: ( اجتماعي أخلاقي. ).... فقد كان أول من طرح نظرية القيمة في العمل أي نظرية الإنتاج والتوزيع العلمية التي تقول: إن جميع القيم هي من إنتاج العمل الانسانى حصرا ولذلك فقد رفع شأن المنتجين وخفض وأذل شأن الطفيليين الذين يقتصر دورهم على شفط المداخيل واستهلاك ما ينتجه الآخرون, وما أحوج أي نظرية في التنمية إلى: " علم العمران الخلد ونى " الذى يتزين بهذا الموقف الأخلاقي العلمي السامي, ..... وإذا كان الخروج من دائرة التخلف لا يمكن أن يتم بصورة عفوية ولا بمعونة من الخارج وإنما بجهود ذاتية إرادية واعية, ........ أفلا يدعوا ذلك إلى التفكير في الأسس والمبادىء التي تنطلق منها وتهتدي بها عملية التنمية الحقيقية. "....( عارف دليلة –م. العربي 8/1982 )

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2011, 01:28 PM   #44
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (23)


أنا : العوضابي





(23)

هتلر واليهود: هتلر هو خير من يحدثنا عن دور اليهود في ألمانيا بصورة خاصة وفى العالم بصورة عامة يقول: " في حداثتي كنت أعنبر يهود بلادي مواطنين لدرجة أنني وبخت صديقا لي لأنه أهان تلميذا يهوديا لسبب يهود يته وظلت هذه نظرتي في اليهود حتى انتقلت إلى فينا وبدت لي اليهودية على صورتها الحقيقية ولقد زاد اهتمامي بالمسألة اليهودية اثر ظهور الحركة الصهيونية وانقسام يهود فينا إلى فئتين: فئة تحبذ الحركة الجديدة وفئة تشجبها إلا أن انقسامهم هذا كان ظاهريا لم يؤثر في التضامن القائم بينهم مما حملني على الاعتقاد بأن انقسامهم هذا متفق عليه فيما بينهم وأن يلعبون لعبتهم وهى لعبة سدادها الكذب ولحمها الرياء مما يتنافى والطهارة الخلقية التي يزعمونها لأنفسهم تلك الطهارة التي تضطرني إلى أن أسد أنفى كلما التقيت بأحدهم : " لأن الرايحة المنبعثة من أدرانه تنم عن العداء المستحكم بينه وبين الماء والصابون ," .... إلا أن غزارتهم المادية ليست شيئا مذكورا إلى غزارة: " أخلاقهم ونفوسهم ," ... لقد تبين لي أن اليهود يتزعمون الحركة الاشتراكية الديمقراطية ويسيطرون على صحفها فهي ضد الأمة لأنها تزعم أن الأمة من صنع الطبقة البرجوازية فهي ضد الوطن لأنها تزعم أن الوطن ليس أداة لاستقلال الطبقات الكادحة وهى ضد المدرسة لأنها تزعم أن المدرسة إنما أنشئت لإعداد الأرقاء وضحايا الحروب التي يشنها المستغلون وهى ضد الدين لأنها تزعم أن الدين ليس إلا وسيلة لتخدير الشعب وإضعافه. " ( من كتاب: اليهود في المعسكر الغربي تأليف: داود عبد العفو سنقراط)
الصدق: سئل أكرم خلق الله على الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله: أيسرق المؤمن. ؟؟؟ ....... قال: " ربما..... أيزن المؤمن ؟؟؟ .... قال: ربما .... أيكذب المؤمن ؟؟؟؟...: قال : " لا " ....... أليس عجب أن نرى الكذب متشربا ومنتشرا بين أتباع أصدق القائلين بعد الله: " الحكام يكذبون على شعوبهم وتلك الشعوب تعامل حكامها بالمثل وتنافقهم, ... ثم هم كأفراد يكذب بعضهم على بعض - إلا ما رحم ربك - أهولاء أتباع محمد ( صلى الله عليه وسلم. ) أم هم حملة شهادات ميلاد تنسبهم زورا وبهتانا ل. " محمد ".. ودين " محمد "
الإرهاب : (هو الدائرة الجهنمية للصهيونية : ) "....... أود أن أقول إننا مستهدفين من أعداء الحق والدين: - ( طائفة اليهود. )- التي نذرت نفسها لتحطيمنا وتحطيم عقائدنا: ( مسيحيين ومسلمين ).... إن المسلم لا يجوز له بأي حال من الأحوال استعمال الأعمال الإرهابية لأن...... ذلك ليس من مخططات الإسلام ولا من مفهوم التعامل مع الناس كافة...... هولاء الإرهابيون من أي لون أو جنس ينبقى أن ينالوا أشد العقوبات لخروجهم عن الحق والعدل فهولاء ما هم إلا قطاع طرق " ويواصل: " ...... إن هذه الحوادث التي يقوم بها بعض الأفراد والتي تمثل صورا من الإرهاب والتخريب لا تمت ولا تعبر عن حكم الإسلام ولا ينبغي أن يؤخذ الإسلام بجريرة أفراد غرر بهم آخرون لعدم فهمهم لشريعة الإسلام "" ..... ويواصل: " .... الشريعة ليس فيها إرهاب..... فالإرهاب جاء نتيجة لضياع الإنسان عن منهج الله وبعده عن الهدف العظيم الذى يجب أن يلزمه وهو: عبادة الله وحده وتحكيم شرعه دون سواه..... إن الإرهابيين ينهجون نهجا منحرفا إذا أرادوا التعبير عن شيء يريدونه عن طريق البطش وهم بذلك يتسببون في نشر الذعر وسفك الدم ونهب الأموال فيكونون بهذا قد ضلوا وفعلوا ما لا تقبله الفطرة السليمة. ( بتصرف من الحلقة(3): مسلسل الإرهاب... جريدة المسلمون الدولية 28/2/1987 )
شيمة الطغاة فى الحكم: " ..... إن شيمتهم الاستبداد التام والسلطان المطلق وفى سبيل ذلك يرتكبون كل جريمة وموبقة, وديدنهم هو الغدر ولا يستعينون إلا ببطانة السوء من النهازين الغادرين ليعينوهم على الظلم, ولا مكان بينهم لإنسان محسن مستقيم طموح, وهم يجمعون حولهم أشباه الرجال من الأصول الخسيسة ويكونون حرب على أصحاب الشيم الحميدة والأصول الطيبة, .... وبذلك يستشرى الفساد ويكثر الظلم وتكسر عناصر وحدة الأمة وتوهن قوتها وتصبح لقمة سايقة للأعداء والمتربصين بها. "
الطرق المشروعة لكسب المال الحلال: المال هو عصب الحياة ووسيلة لتبادل المنافع بين الناس والحلال منه هو ما جمعه الإنسان نتيجة جهده في الحياة وسعيه وإتقانه لعمله ومراقبته لله وقد أدى وراعى حق الله وحق المجتمع فيه, أما المال الحرام هو ما يكسبه الإنسان بوسائل متعددة وطرق ملتوية مثل: " عمليات الاحتكار والسرقة والرشوة وإنقاص الكيل وهى حالة ينظر فيها للمال وكأنه: " غاية " في حد ذاته أو هو الغاية من الحياة وهو قوام البشرية وبقدر ما يملك الإنسان من مال يكون درجة احترام الناس وتقديرهم دون اعتبارالى كونه جمع بوسا يل غير مشروعة: ( الغاية تبرر الوسيلة. ) وأصبح هذا الوضع مرتعا للأمراض الاجتماعية وساعد على انتشر كافة الرزايل والموبقات مثل: خراب الذمم والقش والكذب..... الخ.

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-2011, 10:03 PM   #45
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (24)


أنا : العوضابي





(24)

أفضل الكلام : عن أبى المنذر الجهنى رضي الله عنه قال: " قلت يا رسول الله علمني أفضل الكلام , قال : " يا أبا المنذر قل: لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيدك الخير انك على كل شيء قدير مئة مرة كل يوم , فانك يومئذ أفضل الناس عملا إلاّ من قال مثل ما قلت , ... وأكثر من قول: سبحان الله والحمد لله ولا اله إلاّ الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله, فإنها سيدة الاستغفار, وإنها ممحاة للخطايا موجبة للجنة. "
أنواع الكفر: الكفر على أربعة أنواع هي:-



(1) كفر إنكار: فهو ألاّ يعرف الله بالقلب ولا يعترف باللسان. (2) كفر جحود: هو أن يعرف بقلبه ولكن لا يقر بلسانه ككفر " إبليس " وكفر اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم من هذا القبيل, قال تعالى: ((فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به. )) أي جحدوا. (3) كفر نفاق: هو أن يقر باللسان ولم يعتقد بالقلب. (4) كفرا لعناد: هو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه ولكن لا يدين به ولا يكون منقادا ومطبقا له ككفر أبى طالب فانّه قال:
ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة * لوجتنى سمحا بذاك مبينا
ودعوتني وعرفت أنك ناصحي * ولقد صدقت وكنت فيه أمينا
حديث شريف : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أزل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على نصره , أزله الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق. "........ وقال أيضا : "من ردّ عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يرد عن عرضه يوم القيامة . "
مفهوم القتال فى الاسلام : إذا كان مفهوم القتال عند غير المسلمين هو : " هو الحرب لا تعرف الرحمة . " ....... أي إنها تقوم على الثأر, والانتقام والابادة......الخ, ... فان الإسلام لا يقر ذلك, إذ أن أساليب القتال في الإسلام يجب أن تخضع للضوابط المضمنة في النصوص الشرعية, أى بم يتفق مع القرآن والسنة , ....... فالأخلاق العسكرية الإسلامية تترفع عن ذلك كله وتقوم على مبادئ الشريعة: (1) من القرآن : (( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . )) (( ولا تزر وازرة وزر أخرى. )) (( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله. ))
(2) من السنة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيوشه قال: " انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تقتلوا شيخا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا. " .... وفى رواية: " ....... لا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع. " ... (3) التطبيق العملي:
وصية سيدنا أبوبكر رضي الله عنه لقائده للشام: " أوصيك بعشر خلال: لا تقتل امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما, ولا تقطع شجرا مثمرا, ولا تخرّب عامرا, ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلاّ لمأكله, ولا تعقر ن نخلا ولا تحرقه, ولا تغلل ولا تخوننا. "..........فالإسلام لا يعرف بأي حال من الأحوال استعمال الأعمال الإرهابية, لأن ذلك ليس من مخططاته الحربية ولا من مفهوم التعامل مع الناس كافة, فالمسالمون لا يجوز شرعا ولا عقلا ولا إنسانية الاعتداء عليهم, .......... هولاء الإرهابيون من أي لون أو جنس الذي يستعملون وسائل شتى للأعمال الإرهابية مثل: وضع العبوات المتفجرة لنسف المباني والمنشآت المدنية الكثيفة السكان, أو في الأماكن العامة التي يغشاها كثير من الناس لقضاء مصالحهم كمطعم أو مقهى أو مكتب من مكاتب الحجز والسفر أو خطف الطائرات المدنية التي تنقل الركاب من أجناس مختلفة من الشيوخ والرجال والنساء والأطفال... الخ.... إن ذلك وغيره أمر لا يقره الإسلام لأنه يتنافى تماما مع ما جاء في النصوص الشرعية, ........ إذ يؤدى ذلك إلى تخريب العامر وقتل من لا يجوز قتلهم شرعا, وترويع الأمن الذى حرّمت من أجله الحرابة وقطع الطريق. "
السبع الموبقات : (1) الشرك (2) السحر (3)قتل النفس (4) الربا (5) أكل مال اليتيم (6) تولى يوم الزحف (7) رمى المحصنات .
من أقوال العرب : " إن الكريم إذا أوعد عفا, وإذا وعد وفى. ".......... وقال أحدهم هذا شعرا:
وأنى إذا أوعدته أو وعدته * لمخلف ايعادى ومنجز موعدي
الكاتب:
" ما من كاتب إلاّ سيفنى * ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء * يسرك فى القيامة أن تراه
معاني كلمات : (1) العلم : " قضية مجزوم بها وهى واقعة في الوجود وتستطيع أن تدلل عليها . " (2) التقليد: " قضية مجزوم بها وهى واقعة ولا يوجد عليها دليل. " (3) الجهل: " قضية غير مجزوم بها وغير واقعة وليس عليها دليل. (4) الوهم: قضية مجزوم بها وغير واقعة.
صلة الرحم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من ذنب أحرى أن يعجل الله تعالى عقوبته في الدنيا مع ما يدخّر لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. " .......... وقوله أيضا: " إن الرحم معلقة بالعرش وليس الواصل المكافىء , ولكن الواصل الذى إذا قطعت رحمه وصلها. "


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-21-2011, 11:56 PM   #46
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (25)


أنا : العوضابي





(25)

أفضل الفضائل : " لا كنز أنفع من العلم , ولا مال أربح من الحلم , ولا حسب أوضع من الغضب , ولا قرين أزين من العمل , ولا رفيق أشين من الجهل , ولا شرف أعز من التقوى , ولا كرم أوفى من ترك الهوى , ولا عمل أفضل من الفكر , ولا حسنة أعلى من الصبر , ولا سيئة أخزى من الكبر , ولا دواء ألين من الرفق , ولا داء أوجع من الخرق , ولا رسول أعدل من الحق , ولا دليل أنصح من الصدق , ولا فقر أزل من الطمع , ولا غنى أشقى من الجشع , ولا حياة أطيب من الصحة , ولا معيشة أهنأ من العفة , ولا عبادة أحسن من الخشوع , ولا زهد خير من القنوع , ولا حارس أحفظ من الصمت , ولا غائب أقرب من الموت . "
الحلم : " الحلم فضيلة سامية , وخلق رفيع , وخلة لازمة لصفوة الله من خلقه وخيرته من عباده من : أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. "
أسبابه : من أسبابه :

· الرحمة للجهال واعذارهم, قال أبو الدر داء رضي الله عنه لرجل أسمعه شتايم: " يا هذا لا تغرق في سبنا وأجعل للصلح موضعا فانا لا نكافىء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله عزّ وجل فيه. "
· القدرة على العفو وذلك من سعة الصدر وحسن الثقة, وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو شكرا للقدرة عليه. "
· الترفع عن السباب وذلك من شرف النفس وعلو الهمة, كما قال الحكماء: " شرف النفس أن تحمل المكارة كما تحمل المكارم. "
· الترفع عن المسيء, ومما يذكر أن رجلا شتم ابن " هبيرة " فأعرض عنه فقال له الرجل : إياك أعنى . !!! فردّ عليه: " وعنك أعرض. !!!!! "....... وأكثر رجل من سبّ " الأحنف " وهو لا يجيبه, فقال الرجل (في نفسه) : ما منعه من جوابي إلاّ هواني عليه واستحى . "
· الاستحياء من جزاء الجواب, وهذا يكون من صيانة النفس, وكمال المروءة, ....... يقال في ذلك: " احتمال السفيه خير من التحلي بصورته, والإغضاء عن الجاهل خير من مشا كلته. "
· الكرم وحسن التأفف, وقد قيل للاسكندر المقدوني إن فلانا وفلانا ينقصانك ويصيبانك فلو عاقبتهما, ..... فقال: " هما بعد العقوبة أعذر في تنقصي وثلبى, فكان هذا تفضلا منه وتأففا, .... وحكى أن على بن أبى طالب رضي الله عنه قال لعامر بن مروة الزهري: " من أحمق الناس ؟؟ .... قال من ظن أنه أعقل الناس, ... قال: صدقت,.. فمن أعقل الناس ؟؟ ... قال: " من لم يتجاوز الصمت في عقوبة الجاهل. "
· الأسباب الدينية الباعثة عليه:
· أن يذكر الله تعالى عند الغضب فيدعوه ذلك إلى الخوف منه ويبعثه على الطاعة له فيرجع إلى أدبه فعند ذلك يزول الغضب, قال تعالى: (( وأذكر ربك إذا نسيت. )).... قال عكرمة: " إذا عصيت. "
· أن يتذكر ما يؤول إليه الغضب من الندم ومذمة الانتقام, قال الحكماء: " الغضب على من لا تملك عجز, وعلى من تملك لؤم. "
· أن يتذكر ثواب الحلم فيقهر نفسه عن الغضب رغبة في الجزاء والثواب, وحذر استحقاق الذم والعقاب, .... جاء في الأثر: " الخير في ثلاثة خصال فمن كنّ فيه فقد استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل, وإذا غضب لم يخرجه غضبه من حق , وإذا قدر عفا . "

وقد رغب الإسلام في الحلم والاعتصام بحبله, والعيش في وارف ظلّه لأنه إرادة ايجابية لمكافحة الشر, وتفادى الأزمات. ........ حيث أن أدوا الداء وأنكي الأمراض: تسرع وتحفز إلى الانتقام, وتحجب منافذ الفكر, وتقتل الحكمة, ..........عندها تكون القوة الجسمية أو السلطان سلاحا بتارا في يدي مجنون, تزهق به النفوس, وتتطاير به الرؤؤس دون ما وعى أو إدراك."

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 04:13 PM   #47
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (26)


أنا : العوضابي





(26)


أعرف عدوك كي تتجنب مخازيه : عندما أصدر الدكتور/عبدا لله التل رائعته الشهيرة تحت عنوان : " جذور البلاء. " لقي صدا ورواجا عظيما عند القارىء العربي, فتناولته نخبة من قادة الفكر والعلم والسياسة بالإشادة والنقد الباني , ومن ضمن هولاء العالم العلامة الدكتور / إحسان حقي الذى أبدى رأيا سديدا يقطر كله أخلاصا وحرقة ووطنية صادقة , ... نورد هنا نصه كاملا يقول الكاتب:-

" وكأني بكم وأنتم تظهرون مساوئ اليهود واليهودية تريدون أن تستنتجوا أن بلاء المسلمين من اليهود ,..... وهذا ما لا أوافق عليه وإذا جاز لي التشبيه أقول: إن اليهود مثل: " إبليس, " أمة شريرة بعقيدتها, شريرة بأخلاقها, شريرة بمجتمعها,, شريرة بتفكيرها , شريرة بمكرها..........ولكن هل هذا السبب فيما نحن فيه ؟؟؟ هل كون اليهودي شريرا يستلزم أن يكون المسلم أو غير المسلم غارقا في البلاهة والسفاهة والحماقة والجهل ؟؟ هل كون اليهودي شريرا يقضى علينا نحن المسلمين أن نكون أغبياء ننقاد إلى حتفنا كما يقاد الثور إلى الذبح ؟؟ .... إننا لا نستطيع أن نطلب من اليهودي أن يكون غير يهودي, كما إننا لا نستطيع أن نطلب من الذئب أن يكون حملا ومن الضبع أن يكون غزالا ولا أن نلوم الحية لأنها تلدغ أو العقرب لأنها تلسع بل علينا أن نعرف طبيعة الأشياء من حولنا والمخلوقات ونتجنب الخبيث منها .
هل كون اليهود أشرارا يمنعنا من أن نتكتل لنحمي أنفسنا من شرورهم ؟ هل كون اليهود أشرارا يحول بيننا وبين أنفسنا أن نكون شعبا متماسكا أو آمة متراصة ؟ هل كون اليهود أشرارا يقضي علينا أن نكون عميا فلا نري الأمور علي وجهها ؟ هل كون اليهود أشرارا يحتم علينا أن نصم آذاننا عن قول الحق ؟ هل كون اليهود أشرارا يعيقنا عن أن نكون منظمين أو يمنعنا من النهوض؟ اني لا اعتقد هذا قط، ولا اسلم بان بضعة ملايين من الأشرار يستطيعون أن يؤثروا في توجيه مئات الملايين إذا كانوا صالحين ، اللهم إلا أن تكون هذه الملايين لا تصلح إلا للخضوع والخنوع وهذا ليس بشان المسلم .
لقد أحسنتم أيها الأخ في تبيان هذه الحقائق وجزاكم الله عن الأدب والعلم خيرا ولكن إظهار هذه الحقائق لا يعني المسلم أكثر من معرفته بان الذئب شرس والأسد يفترس والعقرب حشرة سامه وكما أن هذه المخلوقات لا تضر إلا من لم يحترس منها فان اليهودية لا تضرنا أيضا لو كنا مسلمين حقا، فجذور بلائنا في أنفسنا وفي أعمالنا وفي تفكيرنا .
إن جذور بلائنا كامنة في إهمالنا أمور ديننا، في جهلنا، في غباوتنا، في عدم تنظيمنا، في اتكاليتنا الكاذبة، في حماقتنا، في غرورنا، في جهلنا وجهل الذين نصبوا أنفسهم لقيادتنا.....
لقد وضع اليهود لأنفسهم برنامج عمل للنهوض يرجع تاريخه إلي مئات السنين إذا لم اقل آلاف السنين واخذوا يحققونه خطوه بعد خطوه حتى خلقوا من هذا الشعب الحقير الذليل المجرم ما يرهب العالم، فماذا فعلنا نحن ؟ قد يقول ألحمقي : إن اليهود يسيطرون علي صحافة العالم ووكالات أنباء العالم ودور نشر العالم ومصارف العالم ووسائل الدعاية العالمية ......الخ الخ ولذا فإنهم يستطيعون أن يقر روا وان ينفذوا.
وأنا أقول: قد يكون كل هذا صحيحا أو أكثره صحيحا، ولكن لماذا انتم، أيها المسلمون ، لا تكونون المسيطرون علي كل هذا وعلي أكثر منه ؟ هل ينقصكم المال وانتم اغني أهل الأرض ؟ هل ينقصكم العدد وانتم تملاون الكون ؟ هل تنقصكم الخبرة وفيكم كثير من العلماء المرموقين الذين تستعين بخبراتهم منظمات الأمم المتحدة ؟ هل ينقصكم الدليل وعندكم كتاب الله الذي رفع آباءكم الأولين بما يشبه الإعجاز ؟ فهل يلام اليهود علي تأخر المسلمين أم يلام المسلمون أنفسهم الذين لم يعودوا مسلمين إلا اسما ؟
ارني، يا أخي : " هرتزلا " فى المسلمين المتأخرين وإذا وجد ارني نجاح رسالته ؟ ارني وزيرا مثل موشي ديان يحرز هذا النصر العظيم ثم يظل جنديا يأتمر بأوامر حكومته ؟ ارني زعيما مثل بن غور يون يترك الوزارة لكي يذهب إلي الكيبوتز ليعيش مثل أي فرد من أفراد الشعب . هولاء الذين اقتدوا بأعمال مثل أعمال الصحابة - (في التجرد ) – هم الذين غلبونا وليسوا يهود التوراة والتلمود..
إن المسلمين لم يتأخروا لان اليهود أشرار ، فالسليم لا تضره معاشرة السقيم اذا احترز من المرض، بل تأخروا لانهم نبذوا تعاليم دينهم ، ارني زعيما صادقا في المسلمين يشبه السلف الصالح او جنديا يشبه بن الوليد او حاكما يشبه عمر بن عبد العزيز او قاضيا يشبه عليا . لقد تأخرنا حين انقلبنا علي أعقابنا فالزعيم عندنا يطلب الزعامة لينال بها جاها ، والجندي لا يكاد يبلغ رتبة ملازم حتي يفكر بالانقلاب والحاكم وان شئت فسمه وزيرا لا يترك كرسي الوزارة بعد شهور من جلوسه عليه الا ويكون قبر الفقر وبني القصر ثم اخذ يوزع ألقاب الوطنية والإخلاص علي الناس .
ان مفكرينا يموتون وهم أحياء وإذا لم يقتلهم العدو تبرعنا نحن وتطوعنا لقتلهم وإذا ساعد أحدهم الحظ ودون أفكاره في أوراق مات وماتت أوراقه معه إذ لا يطالعها أحد ، ونحن نسير وراء دجالين كذابين مرائين يعيشون علي أشلائنا ونحن نرفع لهم المنائر ونعقد علي طاعتهم الخناصر.
إننا ، ايها الأخ الكريم ، في حاله لاتسر صديقا ونحن أموات غير أحياء ، فإذا لم نبعث بعثا جديدا ونخلق خلقا قويما فلن تقوم لنا قائمه ولا يكون هذا ذنب اليهود بل هو ذنبنا . إننا لا نستطيع نطلب من عدونا ان يكون لنا صديقا بل علينا ان نطلب صداقة انفسنا قبل صداقة أعدائنا فنحن أعداء انفسنا .
إننا بحاجة الي النهوض في نطاق برنامج مدروس وبحاجة ان نتعلم معني الفداء الحقيقي : بالمال ، بالروح ، بالمسرات ، بالملذات ، بالكماليات ......... إننا بحاجة ان نتعلم الكرم في الإنفاق سواء ان كنا أغنياء أم فقراء ، ويجب علي أغنيائنا ان يتعلموا متي يجب أن ينفقوا ومتي يجب أن يمسكوا، ليس الكرم والسخاء بالإنفاق علي موائد القمار أو الخمر أو حفلات المجون والخلاعة والفحشاء, بل الكرم كما يفعل روتشلد حينما يعطي الملايين لبناء صرح أمته .
إننا اذا بلغنا هذه المرحلة من الوعي والأخلاق لا يقف في وجهنا اليهود ولا غير اليهود ، فكما ان وجود إبليس لم يمنع وجود الصلحاء من الناس فكذلك وجود اليهود لا ينافي نهضة المسلمين .
ان الذي أراه هو ان ينصرف المسلمون الي بيان عورات المسلمين انفسهم قبل ان يشتغلوا بذكر مثالب أعدائهم ، ويجب ان يتعلم المسلمون ان يتحملوا مسئولية أخطائهم وتقاعسهم وتقصيرهم ولا يحملونها علي غيرهم .
هذا خلاصة ما عّن لي ان أقوله بمناسبة مطالعة موضوعكم الذي أرجو ان ينتفع به المسلمون . انتهى نشر فى( 20/2/1971). "


ملحوظة: ( سبق نشرت هذه الرسالة بجريدة الصحافة عدد رقم 4410 بتاريخ 13/9/2005 )

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 08:00 PM   #48
KH.Digital

الصورة الرمزية KH.Digital



KH.Digital is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى KH.Digital
افتراضي رد: قرأت لك


أنا : KH.Digital




عمنا واخونا الكبير افتقدك كثيرا وليت كلماتك تصل الى الكل ولك كل الود والمحبة ولك منى الف الف تحية وسلام .

KH.Digital غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-2011, 10:54 PM   #49
KH.Digital

الصورة الرمزية KH.Digital



KH.Digital is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر MSN إلى KH.Digital
افتراضي رد: قرأت لك


أنا : KH.Digital




لقد ابدعت ياعم عوض فى التوقيت وفى الموضوع (يا حليلك ومشتهنك )نسال الله لك دوام الصحة والعافية

KH.Digital غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2011, 05:33 PM   #50
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك


أنا : العوضابي




( لقد ابدعت ياعم عوض فى التوقيت وفىالموضوع (يا حليلك ومشتهنك )نسال الله لك دوامالصحة والعافية )





حياك الله وابقاك المجاهد الكبير الخليفة / عبد الحميد , .... كيف حالك وأحوالك , ..... وكافة الاخوان بالحضرة , تحياتى وأشواقى لكم جميعا

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-26-2011, 12:12 PM   #51
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (27)


أنا : العوضابي





(27)

((ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مغتا عند الله أن تقولا ما لا تفعلون. ))
في صباح يوم من الأيام خرجت من منزلي فوجدت جمهرة كبيرة أمام البقالة الملحقة بالمنزل, وعندما سألت علمت أن موظفة تابعة لمحلية الخرطوم طالبت صاحب البقالة بدفع العوائد المستحقة عليه فاعتذر الأخير وطلب منها تأجيله يومين أو ثلاثة حتى يتمكن من تحصيل ماله من ديون على الزبائن كالعادة في أول كل شهر, ... فعندها رفضت الموظفة وأمرت أحد المرافقين لها بأخذ الميزان الوحيد الخاص بالبقالة,..... وبهذه الوسيلة في ممارسة السلطة جرد هذا المواطن من الأداة الوحيدة التي تمكنه من تسيير عمله ومن ممارسة نشاطه كتاجر ومن ثم تحويله الى إنسان مقهور ومقلوب على أمره, ..... وعندها لم أستغرب لنوع التعليقات الكثيرة والمتنوعة من أهل ألحى:
* تقول امرأة كبيرة في السن: " والله حضرنا زمن الإنجليز وما شفنا ذي دا أبدا,.... دا نهب عديل. !!!!! * ويقول آخر: " ما هذا الذى يحدث أمامنا, كيف ينقلب موظف تحصيل الى: " خصم وحكم في آن واحد ألا يوجد قضاء بالدولة . " ؟؟؟ ... * .وتوالت التعليقات نسمع آخر يقول " هل نحن فعلا أمام دولة نظامية وحكومة تحتكم لدستور وقوانين عادلة منبثقة منه أم أمام: " ما يسمى حكم المافية "... لا تحتكم الاّ للقوة ولا شيء غير القوة. ؟؟؟؟ ..... وهنا تصدى لهم آخر قائلا: " يا إخوانا لا تظلموا الموظفة إنها مأمورة إنها تطبق التعليمات وللوائح التي تصدرها المحليات في هذا الشأن, .... صحيح أنها مخالفة ومجافية تماما للدستور الموقت ولكن ماذا في يد الموظفة اذا كانت حكومة الإنقاذ لا تريد الرجوع للحق بالتخلص من قوانينها الجائرة. ؟؟؟؟؟؟؟
وهنا عادت بي الذاكرة الى حوار قديم سبق واجري في العام 1983 مع الأستاذ والمحامى والنائب بمجلس الشعب آنذاك / على عثمان محمد طه – ( نائب رئيس الجمهورية حاليا) – جاء فيه سؤال عن رأيه في: " قانون الطمأنينة. " الذى أصدره الرئيس نميرى حينها يقول معبرا عن رأيه في القانون المذكور: " إن هذا القانون يتنافى مع المبادىء الدستورية هذا من ناحية, ومن الناحية الأخرى فانه يوسع من نطاق صلاحيات القوات النظامية (الجيش والشرطة)في منع التجمعات والتظاهرات بإتباع مراحل معينة في البت في هذه التجمعات, إذ يخول للبوليس استخدام كل الوسائل المتاحة للحد منها سواء باستخدام الغاز المسيل للدموع أو الضرب بالعصا فإذا عجز البوليس فان القانون يخول للجيش التدخل واستخدام القوة النارية إن أدى الأمر الى ذلك, .....وبذا يكون القانون قد جعل: ( كل السلطات التي بيد القاضي في يد قائد القوة النظامية أو البوليس, وفى هذا مساس لصلاحيات القضاء, بمعنى أن يكون: " الخصم هو الحكم. " ........ وهذا تعسف في استخدام واستعمال القوة. ) .......... وتابع قائلا: " أما الذين يقبض عليهم في تجمعات محظورة أو مشبوهة فان اجرآءت محاكمتهم طبقا لقانون الطمأنينة العامة تنتهك ثلاثة مبادىء :-
أولها : مبدأ تقديم المتهم الى محاكمة عادلة ووجود قاضى مختص ولكن القانون أبعد القاضي من المحكمة وأعطى السلطة لقائد القوة النظامية أو الشرطة , فيمكن للجندي أو الشرطي في أي رتبة أن يقبض على المتظاهر ويحاكمه فورا , !!!! وفى هذا انتهاك لحرمة القضاء وفى ذلك خطآن: ( الأول): أنه خالف اجراءت المحاكمة التي نص عليها الدستور والقوانين. و ( الثاني ) : إبعاد صلاحيات القضاء .
ثانيها : القانون ينص على فورية المحاكمة إذ يمكن محاكمة الجاني في نفس مكان وقوع الجريمة أو في ميدان عام أو مركز بوليس أو مركز مطافي مثلا ولا حق له في الدفاع عن نفسه إذ يحول القانون دون استخدام محامى أو شهود, .... وفى هذا محالفة لدستور البلاد.
ثالثها : تتم المحاكمة طبقا لقانون الطمأنينة العامة بصورة إيجازية, ..... وفى رأيي إن هذا من أكبر العيوب إذ أنه يحرم المتهم من حق الاستئناف كما يستشف ذلك من نص المادة (3) والمادة (14) من القانون, فليس من حق المتهم أن يستأنف أي حكم صادر عليه. " ...........انتهى.
وبعد عرض نص هذا الراى القانوني السديد كاملا من مصدره المنوه عنه أدناه لا يسعني الاّ أن أختم هذا العرض بالآية الكريمة من كلام رب العالمين: (( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون . )) صدق الله العظيم

المصدر كتاب: " القول الصادق عن الفجر الكاذب. " ... تأليف الأستاذ/ محمد وقيع الله

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2012, 12:59 PM   #52
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي قرأت لك (28)


أنا : العوضابي





(28)


· عقيدة اليهود والأفعى الصهيونية : من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتي :
· إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار, وإنهم أبناؤه، وأحباؤه، - (أشار القرآن الى هذه العقيدة اليهودية الهمجية ورد عليها فيما تصه: (( وقالت اليهود نحن أبناء الله وأحباؤه , قل فلم يعذبكم بذنوبكم , بل أنتم بشر ممن خلق , يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء . )).......... ) - وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها:
· اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم ، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض ، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات : كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل ألخ .. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها، ولا يرض منهم إلا بها.
· واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون. ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها: " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
· ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " عام 1897 م " برئاسة هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها: " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى: " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة:
· يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
· يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. ألخ
· إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
· تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
· إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
· هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
· وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية: ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
· قال : " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية : ( كان ذلك في عام 1902م ) .
· قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية: ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين، وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها " انتهى.
· يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريا " ..
· نقطتف هنا بتصرف بعض الموجهات المبثوثة في ثنايا البروتوكولات أل (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون " من الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم:




· بروتوكول رقم (1) :



· " خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. "
· " يجب أن نقرر أن قانون الطبيعة هو: " الحق يكمن في القوة " .
· " أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ وأن الحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه " .
· " لابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة، من: " الإخلاص والأمانة.. تعتبر رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم ما يبلغه ألد الخصوم. "
· " علينا ونحن خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد أي ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) "
· " أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال " .
· " في السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة " .



· بروتوكول رقم (8) :



· " .. ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون ، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم ، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم " .



· بروتوكول رقم (9) :



· " .. نحن كما هو واقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش الراكبون رأسها ، ونحن نحكم بالقوة القاهرة .. وأن لنا طموحاً لا يحد ، وشرها لا يشبع ، ونغمة لا ترحم ، وبغضاء لا تحس ، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى ، إننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في السلطة ، واشتراكيين وشيوعيين ، وماليين بكل أنواع " الطوبيات " " utopia " ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج ، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة " .
· بروتوكول رقم (15) :



· " .. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر " الأمميين " إلى حالة " مضحكة " من السذاجة والغفلة " Naïveté " بإثارة غروره وإعجابه بنفسه,.... وكيف يسهل من ناحية أخرى أن تثبط شجاعته وعزيمته بأهون خيبة , ولو بالسكوت ببساطة عن تهليل الاستحسان له , ..... وبذلك تدفعه الى حالة خضوع ذليل كذل العبد إذ تصده عن الأمل في نجاح جديد " .
· " .. ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول إلى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل، وأن لا نعدد الضحايا التي يجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية.. إننا لم نعتمد قط بالضحايا من ذرية أولئك البهائم من الأمميين ( غير اليهود ) وقد نضحي بأفراد من شعبنا ذاته كي نبوئ لهم مقاما ما كنا لنحلم بالوصول إليه من قبل ( من بروتوكول 15 أيضا ) .



العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2012, 08:13 PM   #53
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك


أنا : العوضابي





(29)

أحاديث مروية عن الإمام على كرّم الله وجهه :

· روى عن الإمام على كرّم الله وجهه أنه قال: " ....... لا ظفر مع البغي, ولإثناء مع الكبر, ولا صحة مع النّهم, ولا شرف مع سوء الأدب, ولا راحة مع الحسد, ولا سؤدد مع الانتقام, ولا صواب مع ترك المشورة, ولا مروءة للكذاب, ولا كرم أعز من التقى, ولا شفيع أنجح من التوبة, ولا لباس أجمل من العافية , ولا داء أعيى من الجهل , المرء عدو ما جهله , رحم الله عبدا عرف قدره ولم يتعدّ طوره , النصح بين الملأ تقريع , نعمة الجاهل كروضة على مزبلة , أكبر الأعداء أخفاهم مكيدة , الحكمة ضالة المؤمن , البخل جامع لمساوي العيوب , اذا حلت المقادير ضلّت التدابير , عبد الشهوة أذل من عبد الرق , الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له , أكثر مصارع العقول تحت بروغ الأطماع , قصم ظهري اثنان : " عالم متهتك "" و " وجاهل متنسك " ..... هذا ينفّر الناس بتهتكه, وهذا يضل الناس بتنسكه,...جزاء المعصية الوهن في العبادة, والضيق في المعيشة, والنقص في اللّذة , .... قيل وما النقص في اللّذة ؟؟... قال: لا ينال شهوة حلالا الاّ جاءه ما ينقصه إياها, من وليته معروف وجازاك بضده فقد أشهدك على نفسه بنجاسة أصله, الغالب بالظلم مغلوب. "
· وفى حديث رواه الإمام أحمد عن عبد الله بن السبع قال: خطبنا على قال: " والذي خلق الجنة وبرأ النسمة لتخصبنّ هذه من هذه, ... قال: قال الناس: " فأعلمنا من هو ؟؟؟ ........ والله لنبيرنّ عتره, ... قال: " أنشدكم بالله أن لا يقتل غير قاتلي, " ..... إن كنت قد علمت ذلك, استخلف إذن, ... قال: " لا "........ ولكن أكلكم الى ما وكلكم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. "
· وروى عنه أيضا أنّه قال: " ... ألا وانّه يهلك فىّ اثنان: " محبّ يقرظني بما ليس فىّ " و " مبغض يحمله شنآني على أن يبهتنى " .......... ألا أنى لست بنبي ولا يوحى الىّ, ولكني أعمل بكتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت, فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببكم وكرهتم . "
· وروى عنه أيضا أنه لما ضربه ابن ملجم دخل عليه الحسن باكيا فقال: " ... يا بنىّ أحفظ عنى أربعا وأربعا: (1) أن أغنى الغنى العقل. (2) وأكبر الفقر الحمق. (3) وأوحش الوحشة العجب. (4) وأكرم الكرم حسن الخلق. والأربعة الأخر: (1) اياّك ومصاحبة الأحمق, فانه يريد أن ينفعك فيضرّك. (2) وايّاك ومصادقة الكذّاب فانّه يقرب عليك البعيد ويبعّد عليك القريب. (3) وايّاك ومصادقة البخيل فانّه يخذلك في أحوج ما تكون إليه. (4) وايّاك ومصادقة التاجر – (لعلّه يريد التاجر الفاجر منهم والله أعلم ) – فانه يبيعك بالتافه. "
· وروى عنه أيضا أنه قال لأحد الملحدين المنكر للمعاد: " إن كان الذى تظنّ أنت نجونا نحن وأنت, ...والاّ هلكت أنت وحدك. "
· البغي مصرع الباغي: قال الشاعر:
قضى الله أن البغي يصرع أهله * وأن على الباغي تدور الدوائر
· يشهد لهذا قوله تعالى: (( إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا. ))
· أحاديث نبوية: حديث: (1) " ما من ذنب أحرى أن يعجّل لصاحبه العقوبة في الدنيا من البغي, ..... وما حسنة أحرى أن يعجّل لصاحبها الثواب من صلة الرحم. ".... حديث: (2) " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما, ... قلت يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟؟؟؟ ....... قال: " تمنعه من الظلم فذلك نصرك ايّاه. " ....حديث: (3) " ..... يكون قوم من امتى يكفرون بالقرآن وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى, يقرّون ببعض القدر ويكفرون ببعضه , يقولون الخير من الله والشرّ من إبليس , فيقرؤون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الأيمان والمعرفة , ... فما تلقى امتى منهم الاّ العداوة والبغضاء والجدل, أوليك زنادقة هذه الأمة, في زمانهم يكون ظلم السلطان, فيا له من ظلم وحيف وآثرة, ثم يبعث الله طاعونا فيفنى عامتهم, ... ثم يكون الخسف فما أقل من ينجو منهم, .... المؤمن يومئذ قليل فرحه, شديد غمّه, ... ثم يكون المسخ فيمسخ الله عامة أوليك قردة وخنازير ,.. ثم يخرج الدجال على أثر ذلك قريبا, ... ثم بكى رسول الله حتى بكينا لبكائه وقلنا ما يبكيك ؟؟؟؟ قال: " رحمة لأولئك القوم, لأن فيهم المقتصد والمجتهد. "...حديث : (4) عن ابن داوود والترمذى وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ان الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو أدم عل قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك , .... والسهل والحزن, والخبيث والطيب وبين ذلك. " ... حديث: (4) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نبي بعثه الله في امة قبلي الاّ كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره, ثم أنها تخلف من بعدهم خلو ف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون, فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن, .... وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل. "

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2012, 06:06 PM   #54
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (30)


أنا : العوضابي





(30)

· الفرق الضالة : في جملة من أحاديث واردة عن النبي أخبر فيها عن افتراق أمته بعده إلى ثلاثا وسبعون فرقة كلها في النار عدا واحدة هي الناجية وعندما سئل عن الفرقة الناجية وعن وصفها ، قال : " الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي "..... أو كما قال .. وهذا يعتبر هو الميزان الصحيح الذي نعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها وهو أن كل من خالف ما كان عليه هو وأصحابه فهو رد على صاحبه غير مقبول منه " .. يقول الكاتب " لسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي الله عنهم غير : " أهل السنة والجماعة " من فقهاء الأمة وهم : ( .. الذين يجمعهم الإقرار بتوحيد الصانع وقدمه وقدم صفاته الأزلية .. مع الإقرار بكتبه ورسله وبتأييد شريعة الإسلام وإباحة ما أباحه القرآن الكريم وتحريم ما حرمه القرآن ، مع قبول ما صح من سنة رسول الله وأعتقاد الحشر والنشر ، وسؤال الملكين في القبر ، والإقرار بالحوض والميزان .. ) هؤلاء هم أهل السنة دون : الرافضة ، والقدرية ، والخوارج ، والجهمية ، والنجارية ، والمشبهة ، والغلاة ، والحلولية :


· القدرية : كيف يكونون موافقين للصحابة وقد طعن زعيمهم : " النظام " في أكثر الصحابة وأسقط عدالة ابن مسعود ونسبة إلى الضلال وطعن في فتاوي سيدنا عمر بن الخطاب وفتاوى الإمام على كرم الله وجهه ونسب أبا هريرة الى الكذب ونسب أيضاً خيار الصحابة إلى الجهل والنفاق ..والجاهل بأحكام الدين عنده كافر .. ألخ


1. الخوارج : " .. أكفروا علياً وابنيه وابن عباس ، وأبا أيوب الأنصاري وأكفروا أيضاً عثمان وعائشة ، وطلحة والزبير .. ، ثم اختلفت فيما بينهما فصارت مقدار عشرين فرقة كل واحدة تكفر سائرها وهذه شيمة كل الفرق الضالة : " تفرقت القدرية إلى المرجئة عشرون فرقة والروافد إلى عشرون أيضاً وكل فرق منهم تكفر سائرها، والخوارج هم الذين قتلوا عبد الله بن خباب عندما رأوه في طريقهم إلى النهر وان وكان هاربا منهم سألوه :

· من أنت ؟ قال عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا له : " حدثنا حديثاً سمعته عن أبيك عن رسول الله فقال : " سمعت أبي يقول قال رسول الله : " ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ، فمن استطاع أن يكون مقتولاً فلا يكون قاتلاً " .. فشد عليهم أحدهم بسيفه فقتله .. ثم أنهم دخلوا منزله وكان في القرية التي قتلوه على بابها فقتلوا ولده وجاريته أم ولده وعندما انتهى خبرهم إلى الإمام علي كرم الله وجهه جادلهم أولاً المجادلة المعروفة والشهيرة والتي تحول بموجبها أعداد كبيرة منهم إلى صفة ( حوالي ثمانية آلاف ) .وبقى أربع على موقفهم فطلب منهم أن يسلموه قتلة عبد الله بن خباب فقالوا " إننا كلنا قتله ولو ظفرنا بك قتلناك "........ ودارت المعركة كما هو معلوم وكانت النتيجة كما حددها الإمام سلفا وأخبر بها عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وجاء أيضاً أن أحدهم وهو : حرقوص بن زهير برز له وقال : " يا ابن أبي طالب لا نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة ، وقال له علي كرم الله وجهه : " بل مثلكم كما قال الله عز وجل ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) منهم أنت ورب الكعبة .. ثم حمل عليه وقتل في أصحابه . وكما تعلم يا أخي هؤلاء الخوارج الذين ورد فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " يحقر أحكم صلاته بجنب صلاتهم " بعد أن وصفهم بأنهم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، " .. وهم مع ذلك كانوا يصلون ويصومون ويقيمون الليل وقد سئل مولى أحدهم بعد أن ضرب عنقه . قال القائد للمولى : " صف لي أموره " فقال المولى : " أطنب أم أختصر " قال بل اختصر " فقال : " .. ما أتيته بطعام في نهار قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط " " يأتي هذا مصداقاٌ لقوله عليه الصلاة والسلام المثبت أعلاه "



· الروافض : " السبئية منهم ، ظهرت بدعتهم في زمن الإمام علي كرم الله وجهه قال بعضهم له : " أنت الإله فاحرق قوما منهم .. وقد تفرقوا إلى عشرون فرقة كل فرقة منها تكفر سائرها .. منهم الزيدية وهم الذين غدروا بزيد ابن علي بن الحسين في حربه ضد عامل هشام بن عبد الملك فقالوا له أثناء القتال : " إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك علي بن أبي طالب ، فقال زيد : " " إني لا أقول فيهما إلا خيراً ، وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيراً وإنما خرجت على بني أمية الذين قتلوا جدي ، وأغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار " ففارقوه عند ذلك فقال لهم " رفضتموني " فسارت عليهم كلمة " روافض " .
· نواصل : " كيف يكون هؤلاء موافقين للصحابة ؟ وهم بأجمعهم لا يقبلون شيئاً مما روي عنهم في أحكام الشريعة لامتناعهم عن قبول روايات الحديث والسير والمغازي من أجل تكفيرهم أو تفسيقهم أو .. الخ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخريجو مدرسته وهم نقلة الأخبار والآثار ورواة التاريخ والسير .. وأيضاً تكفيرهم أو تفسيقهم لفقهاء الأمة الذين ضبطوا آثار الصحابة وقاسوا فروعهم على فتاوى الصحابة " . . ولم يكن بحمد الله ومنّه في الخوارج ولا في الروافض ولا في الجهمية ولا في القدرية ولا في المجسمة ولا في سائر أهل الأهواء الضالة " إمام " في الفقه ولا إمام في رواية الحديث ولا إمام في اللغة والنحو ، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ ولا إمام في الوعظ والتذكير ولا في التأويل والتفسير ، وانما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من " أهل السنة والجماعة "




العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-30-2012, 09:54 PM   #55
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (31)


أنا : العوضابي





(31)


· السلف الصالح : ( مواصلة الموضوع السابق )
· أجمع أهل السنة على إيمان المهاجرين والأنصار من الصحابة ، وأجمعوا أيضا على أن من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً من أهل الجنة ، وكذلك من شهد أحداً " غير " " قزمان " الذي استثناه الخبر ( بسبب انتحاره ) وكذلك من سهد معه بيعة الرضوان بالحديبية .
· المهاجر : تطلق شرعاً على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة ( أما المرتدون بعد وفاة النبي صلى الله عليه ويلم من : كندة وحنيفة وفزاره وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة )
· قالوا أيضاً : " بما ورد في الخبر : " أن سبعين ألف من أمة الإسلام يدخلون الجنة بلا حساب ( منهم عكاشة بن محض ) وان كل واحد منهم يشفع في سبعين ألف .
· وقالوا بموالاة أقوام وردت الأخبار بأنهم من أهل الجنة وان لهم الشفاعة في جماعة الأمة منهم أويس القرني والخبر فيهم مشهور .
· وقالوا بتكفير من أكفر أحداً من العشرة الذين شهد لم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
· وقالوا :بموالاة جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم واكفروا من أكفرهن ، أو اكفر بعضهن .
· وقالوا : بموالاة الحسن والحسين والمشهورين من أسباط رسول الله عليه وسلم كالحسن بن الحسين وعبد الله بن الحسين وعلي بن الحسن زين العابدين ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر وهو الذي بلّغه جابر بن عبد الملك الأنصاري سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعفر الصادق .. وكذلك قولهم في سائر أولاد علي من صلبه وسائر من درج منهم على سنة آبائه الطاهرين .
· وقالوا : بموالاة أعلام التابعين للصحابة بإحسان وهم الذين قال الله فيهم كتاب الله ( يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) [1] سورة الحشر
· وقالوا ذلك : في كل من أظهر أصول أهل السنة ، وتبراؤوا من أهل الملل الخارجة عن الإسلام ومن أهل الأهواء الضالة مع انتسابها إلى الإسلام .



· بيعة الرضوان : قال الله تعالى فيهم : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ) [18] الفتح
· وقالوا : إن الأخبار التي يلزمنا العمل بها ثلاثة أنواع : (1) تواتر (2) آحاد (3) متوسط بينهما ( مستفيض ) .
· المتواتر : الذي يستحيل التواطؤ على وضعه وهذا يوجب العلم الضروري بصحة مخبرة .
· الآحاد : متى صح إسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في " الأحكام " كانت موجبة للعمل بها دون العلم وكانت بمنزلة: شهادة العدول عند الحاكم في أنه يلزم الحكم بها في الظاهر .
· الخبر المستفيض : المتوسط بين التواتر والآحاد : فانه يشارك التواتر في ايجابه كالعلم والعمل ويفارقه من حيث أن العلم الواقع عنه يكون علماً مكتسباً نظرياً والعلم الواقع من عند التواتر يكون ضرورياً غير مكتسب .
· وبهذا التنوع من " الخبر " اثبت الفقهاء أكثر فروع الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الحلال والحرام ، وضللوا من أسقط وجوب العمل بأخبار الآحاد في الجملة من الروافض والخوارج وسائر أهل الأهواء .
· واتفقوا على أن أصول أحكام الشريعة هى القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا من زعم من الروافض أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا الخوارج الذين ردوا جميع السنة التي رواها نقله الأخبار ، لقولهم بتكفير ناقلها ، واكفروا " النظام في إنكاره : حجة الإجماع وحجة التواتر وقوله بجواز اجتماع الأمة على الضلالة وجوازه تواطؤ أهل التواتر على وضع الكذب .

وقالوا : بأن الفروج لا تستباح إلا بنكاح صحيح ، واكفروا " الحزمية " الذين أباحوا الزنى .

· وقالوا : بوجوب إقامة حد الزنى والسرقة والخمر والقذف .. واكفروا من أسقط حد الخمر والرجم من الخوارج .
· وقالوا أصول أحكام الشريعة : الكتاب والسنة وإجماع السلف ، وأكفروا من لم ير إجماع الصحابة حجة مثل : الخوارج والروافض الذين قالوا لا حجة إلا حجة " إمامهم المنتظر . "
· وقالوا : لا يحل قتل أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : من رده أو زنى بعد إحصان أو قصاص بمقتول ، وهذا خلاف قول الخوارج بإباحة قتل : " كل من عصى الله تعالى . "
· يقول المؤلف : ( .. ولو كان المذنبون كلهم كفره لكانوا " مرتدين " عن الإسلام ، ولو كانوا كذلك لكان الواجب قتلهم دون إقامة الحدود عليهم ولم يكن لوجوب قطع يد السارق أو جلد القاذف أو رجم الزاني المحصن فائدة لأن المرتد ليس له حد إلا القتل ) .
· نختم هذا الجزء الأخير بإيراد بعض الأحاديث الواردة عن الفرق الضالة :
· أولاً : حديث الفرق (1) يقول صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي الذين يقيسون الأمور برائيهم ، يحرمون الحلال ويحللون الحرام "
· وقال أيضاً (2) " أيما داع دعا إلى الضلال فاتبع فعليه وزره وأوزار من اتبعه لا ينقص من أوزارهم شئ " .وأيما داع دعا الى الهدى فاتبع فله مثل اجر من اتبعه لا ينقص من أجورهم شئ "
· (3) " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : وما تلك الواحدة قال صلى الله عليه وسلم : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي "
· أما الفرقة الضالة فقد عدهم العلماء كما يلي : الخوارج ( المعتزلة .. المرجئة ) المشبهة الجهمية النجارية النوارية الكلابية .
· وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم : " بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، .. فهم الذين مرقوا من الدين والإسلام وفارقوا الملة وشردوا عنها وعن الجماعة وضلوا سواء السبيل ، وسلّوا السيف على الأئمة واستحلوا دماءهم ، وأموالهم ، وكفروا من خالفهم ، ويشتمون أصحاب رسول الله عليه وسلم ، وأنصاره .. ولا يؤمنون بعذاب القبر ولا الحوض ولا الشفاعة .
· يقول الأئمة من السلف الصالح : " على المؤمن أتباع السنة والجماعة ، فالسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والجماعة ما اتفق عليه أصحاب رسول الله عليه وسلم في خلافة الأئمة الأربعة ( الخلفاء الراشدين ) " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " رحمة الله عليهم أجمعين ، وأن لا يكاثر أهل البدع ولا يدائنهم ولا يسلم عليهم ، لأن أمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله قال : من سلم على صاحب بدعة فقد أحبه ، بقول النبي صلى الله عليه وسل : " أفشوا السلام بينكم تحابوا " . ولا يترحم عليهم إذا ذكروا ، ولا يجالسهم ، ولا يقترب منهم ، ولا يهنئهم في الأعياد وأوقات السرور ، ولا يصلي عليهم إذا ماتوا ، بل يباينهم ويعاديهم في الله عز وجل معتقداً بطلان مذهبهم محتسباً بذلك الثواب الجزيل والأجر الكثير .
· الحديث : " من نظر إلى صاحب بدعه بغضاْ له في الله ، ملأ الله قلبه أمناً وإيمانا ، ومن انتهر صاحب بدعه بغضاْ له في الله أمنه الله يوم القيامة ، ومن استحقر بصاحب بدعة رفعه الله تعالى في الجنة مائة درجة ، ومن لقيه بالبشر أو بما يسره فقد استخف بما انزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم
· قال : فضيل رضي الله عنه : " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله واخرج نور الإيمان من قلبه ، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله تعالى أن يغفر ذنوبه وان قل عمله ، وإذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ طريقً آخر .
· حديث : " من أحدث أو أوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه الصرف والعدل " أي الفريضة والنافلة " وجاء أيضاً من أقوال الأئمة : أنه لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في أشياء حددوها منها :
· " كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر "
· ملحوظة : هذه القاعدة الأصولية هي التي اعتمد عليها الدكتور محمود برات في تكفيره للدكتور الترابي عندما اعترف له الأخير أنه "لا يؤمن بيوم القيامة " وقد حاوره الدكتور برات في ذلك وانقل هنا يا أخي هذا الحوار لتعميم الفائدة : " .. يقول الدكتور الترابي في معرض كلامه عن الغيبيات : " .. أنا عقلاني محض ، وكثير من الغيبيات التي يؤمن بها المسلمون لا أعتقد فيها ،، فقلت له : "

*أتقصد معتقدات العلماء المغلوطة ؟ " قال : " لا حتى معتقدات الخاصة ،، فقلت له : " هل لك من مثال ؟؟فقال : " يوم القيامة مثلاً فأنا لا أعتقد في قيامه جامعة ، بل أرى أنها ممتنعة عقلاً ، وأعتقد أن قيامة كل إنسان يوم موته ،، .. قلت له : " وماذا تقول عن الآيات والأحاديث الصحيحة عن " القيامة " قال : " أنا لم أقل لك أني أعلم عدم وجود قيامة جامعة ، ولكني قلت لك لا أعتقد في قيامة جامعة ، والاعتقاد لا يعتمد على دليل من آيات وأحاديث لأن مكانه القلب . والذي يعتمد الدليل من الآيات والأحاديث وغيرها هو العلم ،، فقلت له : " هذا تمييز دقيق " " نحن أهل السنة والجماعة نتحرج جداً في تكفير مسلم إلا في حالتين : الأولى : الاعتراف بالكفر دون عذر شرعي من إكراه أو جنون .. الخ والثاني : " جحود ما يعلم من الدين بالضرورة .. "

( المصدر البيان الذي أصدره الدكتور محمود برات تحت عنوان : " هذا بيان للناس " بتاريخ 9/10/1982 )



العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2012, 05:46 PM   #56
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (32)


أنا : العوضابي





(32)


· أنواع الكفر : منها من كفر مسلماً إلا إذا لم يجد محملا يحمله على غير ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه ."
· ومنها .. وهذا أشد أنواع الكفر : الاستهزاء بالأنبياء وكلامهم والاستهزاء بالقرآن أو يدعي أنه مقتدر على التكلم بمثله وان كلامه لو يصقل بالتلاوة لكان مثله .
· ومنها تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله سبحانه وتعالى أي أن كل من حلل حراماً مجمعاً عليه أو حرم حلالاً كذلك فقد كفر ، ( وينسحب ذلك على كل من تبعه وتشيع له فيصير كافر مثله، بل وعابد له كما ورد ذكره فى سيرة الصحابى الجليل سيدنا عدى بن حاتم الطائى. ).
· هذه الإضافة بإيراد هذا النص في بيان عصمة أهل السنة في تكفير بعضهم بعضاً : يقول الإمام الإسفرائيينى " .. أهل السنة لا يكفر بعضهم بعضا ، وليس بينهم خلاف يوجب التبري والتكفير ، فهم إذن أهل الجماعة القائمون بالحق ، والله تعالى يحفظ الحق وأهله ، فلا يقعون في تنابذ وتناقض ، وليس فريق من فرق المخالفين لهم إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض ، وتبري بعضهم من بعض ، كالخوارج والروافض والقدرية .. حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضاً ، وكانوا بمنزلة اليهود والنصارى حين كفر بعضهم بعضاً حتى قالت اليهود : ( ليست النصارى على شئ ، وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) وقال الله سبحانه وتعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً ) .. وقد عصم الله أهل السنة من أن يقولوا في أسلاف هذه الأمة منكراً ، أو يطعنوا فيهم طعناً ، فلا يقولوا في المهاجرين والأنصار ، وأعلام الدين ، ولا في أهل بدر ، وأحد ، وأهل بيعة الرضوان ، إلا أحسن المقال ، ولا في جميع من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ولا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، وأولاده ، وأحفاده : مثل :الحسن ، والحسين ، والمشاهير من ذرياتهم مثل عبد الله ابن الحسن ، وعلي ابن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ومن جرى منهم على السداد من غير تبديل ولا تغيير ، ولا في الخلفاء الراشدين ، ولم يستجيزو أن يطعنوا في واحد منهم ، وكذلك في أعلام التابعين ، وأتباع التابعين الذين صانهم الله تعالى عن التلوث بالبدع ، وإظهار شئ من المنكرات ، ولا يحكمون في عوام المسلمين إلا بظاهر إيمانهم ولا يقولون بتكفير أحد منهم إلا أن يتبين منه ما يوجب تكفيره ، ويصدقون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " كما أخرجه البخاري ، وقد ورد أنه يشفع كل واحد منهم في عدد ربيعة ومضر ، ....... ويوجبون على أنفسهم الدعاء لمن سلف من هذه الأمة ، كما أمر الله تعالى في كتابه حيث قال : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم ) .
· مواصلة مع الامام الاسفرايينى : يقول الامام : " اعلم أنه لا خصلة من الخصال التي تعد في المفاخر لأهل الإسلام : من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات ، إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلّى ، والسهم الأوفر ، فدونك أئمة أصول الدين وعلماء الكلام من أهل السنة فأول متكلميهم من الصحابة : علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث ناظر الخوارج في مسائل الوعد والوعيد ، وناظر القدرية في المشيئة والاستطاعة والقدر ، ثم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث تبرأ من معبد الجهمي في نفيه القدر . وأول متكلمي أهل السنة من التابعين : عمر بن عبد العزيز ، وله رسالة بليغة في الرد على القدرية ، ثم زيد بن زين العابدين ، وله كتاب في الرد على القدرية ، ثم الحسن البصري ، ورسالته إلى عمر بن عبد العزيز في ذم القدرية معروفة ، ثم الشعبي ، ثم الزهري .

مواصلة مع الاسفريينى أيضا : يقول : " وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب : أبو حنيفة والشافعي ، فلهما رسائل في الرد عليهم أيضاً أما أئمة الفقة من عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملئوا العالم علماً وليس بينهم من لا يناصر السنة والجماعة وهم أشهر من نار على علم ففي سرد أسمائهم طول .. وأما أئمة الحديث والإسناد فهم سائرون على هذا المهيع الرشيد، ولا يوصم أحدهم ببدعة ، وفي طبقاتهم كتب خاصة تغني عن ذكر أسمائهم هنا ، وأثارهم الخالدة لم تزل بأيدي حملة العلم مدى الدهر ، وكذلك أئمة الإرشاد والتصوف وكانوا على توالي القرون على هذا النهج السديد في المعتقد ، وكذلك جمهرة أهل النحو واللغة والأدب كانوا على معتقد أهل السنة .. ،، وبعد أن عدهم جميعاً دلف إلى القول : " .. لم يكن بينهم أحد إلا وله أنكار على أهل البدعة شديد، وبعّد عن بدعهم بعيد ، ولم يكن في مشاهيرهم من تدنس بشيء من بدع الروافض والخوارج والقدرية .. وكذلك أئمة القراءة وحملة التفسير بالرواية من عهد الصحابة إلى عهد محمد بن جرير الطبري وأقرانه ومن بعدهم، كانوا كلهم من أهل السنة، وكذلك المفسرون بالدراية إلا بعض أفراد من أهل البدعة . وكذلك مشاهير علماء المغازي والسير والتواريخ ونقد الأخبار وحملة الرواية من أهل السنة والجماعة. فيظهر بذلك أن جماع الفضل في العلوم في أهل السنة والجماعة، حشرنا الله سبحانه في زمرتهم.. " انتهى نقل هذا الفصل عن أهل السنة.

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-2012, 06:46 PM   #57
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (33)


أنا : العوضابي





(33)

هل نحن نعمل فعلا فى دائرة إسلامية ؟؟

لهذا التساؤل قصة رواها لنا أحد الأخوان ونحن آنذاك خارج البلاد وكان هذا الأخ راجعا لتوه من الخرطوم - (كان ذلك في السنوات الأولى للإنقاذ )- حدثت هذه القصة لأحد ألأعضاء المنضوين تحت تنظيم: " الجبهة الإسلامية " وكان من الأعضاء النشطين والملتزمين التزاما كاملا بالدعوة وكان في غاية الجدية والإخلاص, وعندما قامت الإنقاذ فرح لها فرحا شديدا, .... وكيف لا يفرح فقد تحققت أحلامه وقامت دولة الإنقاذ والتوجه الحضاري لتنزيل الوحي الالهى والرسالة الخالدة على الأرض كما نزلت في عصرها الذهبي: " عصر الخلافة الراشدة " ....... فلماذا لا ؟؟؟ ...... فنحن أمام تلاميذ نجباء تم تدريبهم وإعدادهم على يد شيخ ملهم وتوّجو بالعلم والتحصيل فأصبحوا قمم في كسبهم المتنوع للمعارف اللازمة والضرورية لقيام دولة حديثة تستند على قيم الحق والعدل والمساواة كما أنزلها الله, لإنقاذ البشرية جمعاء مما هى غارقة فيه من جهالة وظلام وارجاعها الى فطرتها الأولى التي فطرها الله عليها, ......... وفى أحد الأيام قام بزيارة لأهله خارج العاصمة وكان ذلك بعد الانتهاء من عمل شاق ومضني مشتركا في عملية كبيرة وضخمة: " عملية إعداد وإنجاح أحد المواكب الهادرة في مناسبة من مناسبات الإنقاذ. "...... وعندما وصل بلده وجد أهلها في حالة وجوم وحزن شديدين, وعلم منهم قصة المرآة الوحيدة والتي لا تملك من حطام الدنيا الاّ ابنها اليتيم, وفى ذات يوم حملته الى المستشفى الحكومي وهو مريض مرضا شديدا, وعند وصولها المستشفى طالبوها بدفع رسوم مقابلة الدكتور فاعتذرت لهم وقالت أنها لا تملك من المال شيئا الآن ولكن مستعدة للدفع لاحقا بعد علاج ولدى وطالبت بالسماح لها بالدخول وألحت في الطلب ولكن دون جدوى وحينها تذكرت شيئا, إنها تملك ثوبا جديدا جاءها هدية من أحد الأقارب, فرجعت مسرعة للمنزل وأخذته لرهنه عند الدلالية وبعد أخذ المقابل أسرعت بطفلها الى المستشفى وعند مقابلة الدكتور كان كل شيء قد انتهى, .... قد أسلم الطفل روحه لبارئها,..... مات الطفل الوحيد, ............ وهنا دخل عضو التنظيم في دوامة كبيرة من التفكير: كيف يحدث هذا ؟؟؟؟؟ ....... وسرح بعقله في شريط طويل:
* تذكر الماضى: " ...... كنت صغيرا فى هذه البلدة أيام الإنجليز وكانت بها شفخانة بها مساعد حكيم مهمته أن يستقبل كل حالات المرضى وأي حالة تستعصي عليه يهرع لأقرب ( كول بوكس ) لطلب الإسعاف من ذات المستشفى الحكومي وبسرعة فايقة ينقل المريض ويتلقاه المستشفى ويظل تحت رعايته التامة حتى يتم شفائه ويرجع الى أهله سالما معافا,..... كل ذلك على حساب الدولة. ........" يواصل الشريط:
* ماذا يجرى الآن : " ........ والآن أنا راجع بعد اشتراكي في عملية الإعداد لموكب كل الهدف منه: " تحسين وجه السلطة في نظر الآخرين داخليا وخارجيا, ...... ولتحقيق هذا الهدف لدينا ميزانية مفتوحة, لا يهم كم أنفقنا منها ولكن المهم أن ننفق وننفق حتى ولو أنفقنا مال الدولة كله كي: ( يتحقق الهدف ) ويظهر الموكب المعنى بالصورة المرسومة والمخططة له سلفا من بدايته الى نهاياته في صناعة ماهرة ومتميزة يتم تخطيطها وانجازها وعرضها بحنكة وذكاء شديدين. " ....... يواصل الشريط:
* " ...... أعلم علم اليقين أن هذا لا يمثل الاّ نقطة في محيط من جملة ما ينفق من مال الأمة على الدعاية داخليا أولا,, .....وأعلم بالملايين من الدولارات التي تحول لدور نشر أجنبية لتحسين صورة السلطة أيضا !!!!!! ..... والأطفال يموتون لعجز أهليهم عن دفع ثمن العلاج,...... وأين ؟؟؟؟ ....... في المستشفيات الحكومية!!!!! ........ ما هذا الذى يحدث ؟؟؟ ... هل نحن في دائرة إسلامية فعلا, ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.... أم دائرة, .... سميها ما تسميها: " نفاقية – شيطانية.........الخ... ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون دائرة سودانية نابعة من أرض النيل,..... فضلا عن أنها إسلامية. !!!!!!!!.........انتهت الرواية كما سمعناها. بتصرف.
تعليق على الرواية: أن هذا الذى سمعناه هو مجرد خبر رواه أحد عن آخر, ألا يحتاج ذلك لوقفة للتثبت عن مدى صحته من عدمها وخاصة أن الوقت – ( آنذاك ) – ما زال مبكرا للحكم على: " الإنقاذ " ......ولم يطل الانتظار فتوالت الأخبار خبرا بعد خبر وكان وقعها كالصاعقة, ..... وكان أخطرها الدراسة القيمة والمتابعة الدقيقة للحالة المزرية والممعنة في السوء التي آلت إليها الدولة والأمة السودانية التي نشرها أحد كبار رموز الجبهة الإسلامية ونقلتها عنه جريدة الخليج الظبيانية وكانت من أبلغ وأخطر الشهادات على حكم: " الإنقاذ. " ..... نقتطف منها هذه الفقراة:


· الناس الذين أفقرهم التضخم يعتصرون آلامهم ويموتون من المرض داخل بيوتهم وفي الطرقات لأن المستشفيات الحكومية في عصر ( التحرير الاقتصادي والتوجه الحضاري ) لا تستقبل الفقراء الذين لا يملكون رسم تذكرة مقابلة الطبيب الحكومي ، وثمن الدواء الحكومي .
· صحيفة بالخرطوم نشرت خبراً صغيراً بصفحتها الأولى يقول الخبر: " إن الشرطة وجدت شيخاً في الخامسة والستين من العمر ميتاً في إحدى طرقات وسط العاصمة السودانية الخرطوم جيوبه خالية إلا من تذكرة طبية حديثة الصدور عليها اسم دواء لعلاج الملاريا . تقرير الطبيب الشرعي عزا أسباب الوفاة إلى مضاعفات حمى الملاريا التي لم تجد غذاءاْ أو دواء.
· صحيفة أخرى نقلت في بداية هذا الشهر أن ذوي مصاب في حادث مرور نقلوه من المستشفى إلى بيته مغمى عليه لعجزهم عن دفع تكلفة الصورة " الأشعة " التي طلب الطبيب إجراءها .. أخرجوه على نقالة إلى أهله فمات .. ( قيمة الأشعة التي كان عليهم دفعها 100 ألف جنية ) ، انتهى .
·

( نقلا عن صفحة: " شئون سودانية " : جريدة الخليج الجمعة 29/11/96 نقلا عن تصريح للدكتور الطيب زين العابدين لإحدى الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم .)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-2012, 12:54 PM   #58
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (34)


أنا : العوضابي





(34)
" اصطلاحات الطريق ٌ
(1) الوقت : قال الجنيد : " الوقت لفظة بين عدمين فيه شركاء متشاكسون "... ولهذا المعنى قيل : " الفقير لا يهمه ماضى وقته ومستقبله , بل يهمه الوقت الذى هو فيه , لأن الاشتقال بالماضى والآتى : اشتقال بمعدوم , ولهذا قيل : الفقير ابن وقته , وكل وقت خلا عن خدمة الله تعالى فهو باطل .
(2) السفر : هو سفر القلب فى طر يق الحقائق , ويطلق على " الترقى " فى المقامات وقطع المنازل : طلبا للوصول الى الله تعالى .
(3) المريد : هو الذى صح له الابتداء , أو جعل فى جملة المنقطعين الى الله تعالى .
(4) المقام : هو مقام العبد بين يدى الله سبحانه وتعالى فى العبادات : أى الآداب , والطاعات لازمها الصبر , قال تعالى : (( وأما من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى . )).....فمقام كل سالك هو موضع اقامته فى الآداب والطاعات , كالتوبة , والانابة , والورع , والزهد , والتوكل , والتسليم , والتفويض .
(5) الحال : هو معنى يرد على القلب من غير تعمد , ولا تكسب من صاحبه , وهى مواهب ربانية , ومنهج الاهى , من حكمها : " الطرب , أو الحزن , أو القبض , أو البسطة , أو الشوق , أو القلق , أو الهيبة , أو الابتهاج "
( والأحوال كالبروق فى الظهور , والأفول . )
والفرق بين المقام والحال : " ان المقام مكسوب , والحال موهوب " ..... قال الأيمة : " الأحوال تحصل عن المقامات : فالحزن والقبض يحصلان من مقام الخوف , والبسط يحصل من مقام الرجاء , والطرب يحصل عن : المحبة , والمحبة تحصل عن مشاهدة الجمال .
(6) الكشف : هو بيان ما يستتر عن الفهم , فيكشف للعبد عنه حتى كأنه يراه رأى العين , ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم : " انى رأيت الجنة والنار , فى عرض هذا الحائط . "
(7) الذهاب : هو بمعنى الغيبة , ويراد بذلك غيبة القلب عن المحسوسات , بمشاهدة ما شهد من الوعيد , أو الوعد , والجلال , أو الجمال , أو غير ذلك , ..... ورؤية القلوب ترجع الى الكشف .
(8) الصولة : هى : " أن يبادر الى الحق " لا يرى أحدا الاّ الله تعالى , فاذا شاهد منكرا , بادر الى انكاره , مستهزئا بفاعله : ( كائنا من كان ) " ملكا كان أو سوقيا , لا يكترث به , ولا يهابه , ولا يخشاه , وانّما يخشى الله تعالى ولا يخشى غيره " ..... والصولة تكون لأصحاب المقامات العالية , قال صلى الله عليه وسلم : " بك أصول , وبك أجول . "
(9) الالتجاء : هو : " توجه القلب الى الله تعالى بصدق الفاقة اليه "
(10) التجلى : هو اشراق النور على قلوب العارفين عند اقبال الحق عليهم .
(11) الاصطلام : هو نعت وله يرد على القلب , فيسكن تحت سلطانه .
(12) الجلال : هو نعت القهر من الحضرة الالاهية .
(13) الطوالع : هى أنوار التوحيد , تطلع على قلوب العارفين بشعاعها , فيطمس سلطان نورها الأنوار , كما أن نور الشمس يمحو أنوار الكواكب .
(14) المشاهدة : هى ثلاث أنواع :
(ا) مشاهدة بالحق , وهى رؤية الأشياء بدلائل التوحيد .
(ب) مشاهدة للحق , وهى رؤية الحق بالأشياء .
(ج) مشاهدة الحق , وهى حقيقة اليقين بلا ارتياب .
(15) الحرية : هى اقامة حقوق العبودية, فيكون عبدا لله , وفى غيره حرا .

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-23-2012, 02:29 PM   #59
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (35)


أنا : العوضابي





(35)
مع أهل القوم :

(1) أحرار : " جمع حر " وهوعند أهل الله من تخلص من رقّ الأغيار , وأنفرد بوجهته كلها للملك الغفار .
(2) صحبة الأغنياء : من آثر صحبة الأغنياء عن مجالسة الفقراء , ابتلاه الله بموت القلب .
(3) الفقير : " الفقر فقد الأشياء من القلب , وامتلاء مكانها بالحب لله عزّ وجل " ..... وهذا الفقر هو الذى افتخر به رسول الله صلى الله عفليه وسلم , والفقر من حيث كونه فقرا لله عز وجل بالقلب , فهو فقر محمود , ومفتخر به ,... أما الفقر المستعاذ منه , الذى قرنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفر ,فقال : " اللهم ان أعوذ بك من الكفر والفقر . " وقال : " كاد الفقر أن يكون كفرا " فهو فقد الحق من القلب وتعلقه باللأشياء التى تصده عن الله عز وجل .
(4) علامات الاستدراج : من علامات استدراج العبد : عماه عن عيبه , واطلاعه على عيوب الناس .
(5) أطلب العذر لأخيك : " اذا بلغك من أخيك ما تكره , فأطلب له من عذر واحد الى سبعين عذرا , فان لم تجد فقل : " لعل له عذرا لا أعرفه "
(6) الكبر : " ما دخل قلب أمرىء شىء من الكبر , الاّ نقص من عقله قدر ما دخل من ذلك الكبر , قلّ أو نقص .
(7) الجاهل : الجاهل من باع دينه بدنياه , وضيع دنياه فيما يهواه .
(8) افرح نبيك ووالديك : " ورد أن الأعمال تعرض على الأنبياء , وكذا الآباء والأمّهات , فيفرحون بالأعمال الصالحة , ويحزنون على أضدادها .
(9) العقل : " ما أنعم الله على عبد بنعمة أكبر من العقل , به يفرق بين الحق والباطل , والايمان والكفر , وبه يميز الحلال والحرام , وبه يعقل الأمور التى ترضى الله عزّ وجل , والأمور التى تقضبه . "
(10) الزهد : " ..... هو الاّ يتعلق القلب بشىء من الأشياء , بل يعرض عنها جملة واحدة , ويزهد فيها , ولا يأخذ منها الاّ ما يقربه من سيده ومولاه " ..... وقد ورد فى الحديث : " كنز المؤمن ربّه "..... هذا هو ( الجنّة ) المعجلة , فمن كان هذا وصفه فمطعمه أحسن المطاعم , وملبسه أحسن الملابس , والمشتقل بغير مولاه دائما فى عذاب ,..... وقد ورد فى الحديث القدسى : " يا دنيا أخدمى من خدمنى , واستخدمى من خدمك . "
(11) الحب : " حقيقة الحب الميل " فمن لم يمل بكليته , انتفى منه الحب , ..... وأفضله : " أن الله ورسوله أحب اليه مما سواهما " .... ألآية : (( قل ان كنتم تحبون الله , فاتبعونى يحببكم الله . )) كان من دعاء سينا داوود عليه السلام : " اللهمّ انى أسألك حبك , وحب من يحبك ,وأسألك العمل الذى يبغنى حبك , اللهم أجعل حبك أحب الى من نفسى , وأهلى , ومن الماء البارد . "
(12) الشوق : الذات الانسانية " مركب الروح " والشوق ريح ذلك المركب , فمادام التعلق حاصلا بالله عزّ وجل , فالمركب سائرة , ..... والشوق فوق الحب , والحب الميل الى الله عز وجل , والشوق الاسراع اليه بغير وقوف , فقد يوجد الميل , ولا يوجد الشوق , وانّما اذا وجد الشوق , فالميل موجود لا محالة .
(13) ذكر الله أنيس : ورد فى الحديث : " ما من نفس , يتنفسه الانسان , الاّ وقد خطا به خطوة الى الآخرة . " ... فالأنفاس هى السفر , فاذا كان ذكر الله هو الأنيس فى ذلك السفر , فنعم الصاحب فى السفر , ونعم ما استأنس به من ذكر الله فى سفره : " اللهم أنت الصاحب فى السفر , والخليفة فى الأهل . "
(14) الثقة كنزى : ورد فى الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون بما فى يد الله , أوثق منه بما فى يده . " وورد أيضا : " كنز المؤمن ربّه . " وجاء عنه أيضا : " اللهم لا مانع لما أعطيت , ولا معطى لما منعت . "....... فما بقى مع العبد الاّ الوثوق بالله عز ّ وجل , اذا لم يعطنا الله مما فى أيدينا , أو مما فى أيدى غيرنا , لم نقدر أن نأخذ شيئا .
(15) الحزن رفيقى : ورد فى الحديث : " من أسف على آخرة فاتته , تقرب من الجنة مسيرة ألف عام , ومن أسف على د نيا فاتته , تقرب من النار مسيرة ألف عام . " ..... فالحزن يعظم على قدر عظة المحزون عليه , والخزن والأسف على ما فات , فاذا كان الأسف على ما فات من التجليات الالاهية, فنعم الأسف .
(16) أهمية القلب : القلب لهذه الأعضاء " كالملك " المتصرف فى الجنود التى تصدر كلها عن أمره , ويستعملها فيما شاء , فكلها تحت عبوديته , وقهره , وتكتسب منه : " الاستقامة , والزيغ " وتتبعه فيما يعقده من العزم , أو يحلّه , جاء فى الحديث : " ألا وان فى الجسد مضغة ,اذا صلحت , صلح الجسد كله "
وفى حديث ابن اليمانى , قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " تعرض الفتن على القلوب كعرص الحصير ,عودا , عودا , فأى قلب أشربها , نكتت نكتة سوداء , وأى قلب أنكرها , نكتت نكتة بيضاء , حتى تصير على قلبين : على أبيض مثل الصفاء , فلا تضره فتنة , ما دامت السموات والأرض , والآخر أسود مربادا ,كالكوز , مجخيا , لا يعرف معروفا , ولا ينكر منكرا , الاّ ما أشرب من هواه . "
(17) حقيقة التوكل : التوكل هو : " اعتماد القلب على الله " فى حصول ما ينفع العبد فى دينه ودنياه , ..... ولابد مع هذا الاعتماد , من مباشرة للأسباب , والاّ كان معطلا للحكمة , والشرع , فلا يجعل العبد عجزه توكلا , ولا توكله عجزا .
حديث شريف : عن على كرم الله وجهه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا على : سيد البشر آدم , وسيد العرب محمد ولا فخر , وسيد الفرس سليمان , وسيد الروم صهيب , وسيد الحبشة بلال , وسيد الجبال الطور , وسيد الأيام يوم الجمعة , وسيد الكلام القرآن , وسيد القرآن البقرة , وسيد البقرة آية الكرسى . "....... وفى رواية : " يا على علمها ولدك , وأهلك , وجيرانك , فما نزلت آية أعظم منها . " ...... وعنه أيضا يقول سمعت نبيكم على أعواد المنبر يقول : " من قرأ آية الكرسى فى دبر كل صلاة مكتوبة , لم يمنعه من دخول الجنة الاّ الموت , ولا يواظب عليها الاّ صديق , أو عابد , ومن قرأها اذا أخذ مضجعه , أمنه الله على نفسه , وجاره , وجار جاره , والابيات حوله . "

...............يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-2012, 10:09 PM   #60
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (36)


أنا : العوضابي





(36)
" طبقات الأولياء "
الطبقة اللأولى : " طبقة القطبانية " هذه فى مقام القطب الغوث الفرد الجامع .
الطبقة الثانية : " طبقة الامامين " وهما وزيرا القطب الغوث , أحدهما عن يمينه , ونظره فى الملكوت , والآخر عن يساره , ونظره فى الملك , وصاحب اليسار مقدم على صاحب اليمين , وهو أعلى مقاما منه , لأنه هو الذى يخلفه بعد موته , ويدخل صاحب اليمين مكانه , ويبدل الأخير واحدا من خيار الأربعة العمد .
الطبقة الثالثة : " هولاء يسمون الأوتاد أو العمد " وهم موكلون بأركان الدنيا الأربعة , ..... يحفظ الله بهم الأرباع , فاذا مات أحدهم , أبدل الله مكانه بواحد من خيار السبعة الأفراد.
الطبقة الرابعة : " هم السبعة الأفراد " وهم موكلون بالأقاليم السبعة , حديث : قال أبو هريرة رضى الله عنه : " دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم قال : يا أبا هريرة يدخل من هذا الباب الساعة رجل من أحد " السبعة " الذين يدفع الله عن أهل الأرض بهم , فاذا حبشى قد طلع من ذلك الباب , أقرع , أجدع , على رأسه جرة من ماء , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة , هو هذا , وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث مرات ) مرحبا بيسار , مرحبا بيسار , وكان يرش المسجد , وكان غلاما للمغيرة بن شعبة "
واذا مات أحد السبعة , أبدله الله بواحد من خيار الأربعين الأبدال .
الطبقة الخامسة : " هم الرقباء أو الأبدال " وهم أربعون , مسكنهم بأرض الشام , الحديث : " ان الأبدال بالشام يكونون , وهم أربعون رجلا , بهم تسقون الغيث , وبهم تنصرون على أعدائكم , ويصرف الله عن أهل الأرض بهم , البلاء ,والغرق "
واذا مات أحدهم , أبدل الله مكانه آخر من خيار " السبعين " النجباء .
الطبقة السادسة : " هولاء هم النجباء "
الحديث : " النجباء سبعون والبدلاء أربعون " وفى رواية عن الحسن البصرى : " لن تخلو الأرض من سبعين صديقا , فاذا مات واحد منهم , أبدل الله مكانه من خيار الثلاثمائة . "
الطبقة السابعة : " هم النقباء " انهم المتحققون بالاسم الباطن , قد اشرفوا على بواطن الناس , فاستخرجوا خفايا الضمائر , لانكشاف السناء لهم عن وجوه السرائر , ونقيب النقباء " شيخ هذا المقام " يسمى : " السلمانى " وكل من ولى مقامه سمى به , ومسكنهم أرض المغرب ,وعددهم ثلاثمائة ,وفى رواية ثلاثمائة وستون , بعدد أيام السنة , واذا مات أحدهم أبدل الله مكانه من خيار الخمسمائة .
الطبقة الثامنة : " قيل هم الأمناء " وقيل هم " اللامتية " أو " القصائب " وهم الذين لا تظهر من بطونهم أثر على ظواهرهم , وهم خمسمائة , وتلامتتهم يتقلبون فى مقامات أهل : " الفتوة " وأصل الفتوة عندهم , أن يكون العبد أبدا فى أمر غيره , قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الله تعالى فى حاجة العبد مدام العبد فى حاجة أخيه . "
الطبقة التاسعة : " هم الواصلون " ويسمون بالحكماء , ويقال لهم " المفردون " ..... الحديث : " سبق المفردون , قيل ما المفردون يا رسول الله ؟ ... قال : هم الذين محا الذكر عنهم أوزارهم , يجيئون يوم القيامة خفافا . "
وهم لا يدخلون تحت نظر القطب , ولا يحصوهم عدد ,سياحون فى الأرض , يسيرون فى مقام يقال له : " المخدع " لا يعلمه الاّ القطب , ولا يطلع على مقامهم , وشيخ هذا المقام هو : " الخضر عليه السلام "
الطبقة العاشرة : " هم الرجبيون " وهولاء لهم تصرف خاص , لا يتصرفون الاّ فى " رجب "
من أقوال الامام على كرم الله وجهه :

· الزهد فى كلمتين من القرآن : (( لكى لا تأسوا على ما فاتكم , ولا تفرحوا بما آتاكم . ))
· وقال أيضا :
· العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض .
· العمر أقصر من تعلم فيه كلما يحسن بك علمه , فتعلم الأهم , فالأهم .
· أربعة القليل منها كثير :

(1) النار (2) العداوة (3) المرض (4)الفقر .

* أربعة من الشقاء :
(1) جار السوء (2) ولد السوء (3) امرأة السوء (4)
المنزل الضيق .

· أربعة تدعو للجنة :

(1) كتمان المصيبة (2) الصدق (3) بر الوالدين (4) الاكثار من لا اله الاّ الله .

* الفرق بين الظلم والخوف : الخوف هو مجاهدة لأمر الخوف بل وقوعه , والظلم ما يلحق الانسان من وقوعه .
* الرجال ثلاثة :
(1) رجل كالغذاء لا تستغنى عنه (2) رجل كالدواء , لا
يحتاج اليه , الاّ حينا , بعد حين . (3) رجل كالداء يضر ولا ينفع .

· " ضعيف الارادة مغلوب لنفسه وشهواته .
· " من أصلح سريرته , أصلح الله علانيته , ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه , ومن أحسن فيما بينه وبين الله , كفاه الله ما بينه وبين الناس . "
·أعلم الناس بالله , أشدّهم حبا وتعظيما لأهل : " لا اله الاّ الله . "
· .................. يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-2012, 11:15 AM   #61
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (37)


أنا : العوضابي





(37)
............... تابع ما قبله :

قرأت لك

متفرقات :
* كلام فى التصوف ورجاله : يقول الامام أبو الحسن الندوى فى كتابه : " رجال الفكر والدعوة فى الاسلام " مشيدا بالامام الكبير سيّدنا ومولانا الشيخ / عبد القادر الجيلانى شيخ الطريقة القادرية يقول عنه : " كان يحضر مجلسه نحو سبعين ألفا , وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى , وتاب على يديه من العيارين والمسالحة أكثر من مائة ألف , وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه فدخل فيه خلق لا يحصيهم الاّ الله , وصلحت أحوالهم , وحسن اسلامهم , وظل الشيخ يربيهم ويحاسبهم ويشرف عليهم وعلى تقدمهم , وأصبح هولاء التلاميذ الروحانيون يشعرون بالمسئولية بعد البيعة والتوبة وتجديد الايمان , ثم يجيز الشيخ كثيرا منهم ممن يرى فيهم النبوغ والاستقامة والمقدرة على التربية , فينتشرون فى الآفاق يدعون الخلق الى الله ويربون النفوس ويحاربون الشرك والبدع والجاهلية والنفاق فتنتشر الدعوة الدينية وتقوم ثكنات الايمان , ومدارس الاحسان , ومرابط الجهاد ومجامع الأخوة فى أنحاء العالم الاسلامى , وقد كان لخلفائه وتلاميذه ولمن سار سيرتهم فى الدعوة وتهذيب النفوس من أعلام الدعوة وأئّمة التربية فى القرون التى تلته , فضل فى المحافظة على روح الاسلام وشعلة الايمان وحماسة الدعوة والجهاد وقوّة التمرد على الشهوات , والسلطات , ....... ولولاهم لابتلعت المادية التى كانت تسير فى رحاب الحكومات المدنيات هذه الأمّة وانطفأة شرارة الحياة والحب فى صدور أفرادها , وقد كان لهولاء فضل كبيرلنشر الاسلام فى الأمصار البعيدة التى لم تغزها جيوش المسلمين , أو لم تستطع اخضاعها للحكم الاسلامى . ....... وانتشر بهم الاسلام فى أفريقيا السوداء , وفى اندونيسيا وجزر المحيط الهندى , وفى الصين , وفى الهند . "
* ملاحظة : عندما يأتى ذكر الطريقة القادرية يتبادر الى أذهاننا الحرف الثانى من كلمة : " نقشجم " المكونة لطريقتنا الختمية .
* لا زلنا مع الامام الندوى يقول فى كتابه : " روائع اقبال " بعد كلامه عن زيارته لهذا الشاعر الصوفى العظيم واصل كلامه عن رجال التصوف والتجديد الاسلامى فى بلده الهند وبعد ان اثنى على الشيخ أحمد السرهندى والشيخ و لىّ الله الدهلوى والسلطان محيى الدين أورتك رحمهم الله قال : " انّى أقول دايما لولا وجودهم وجهادهم لابتلعت الهند وحضارتها وفلسفتها الاسلام ."
* التصوف : ويقول أيضا تحت هذا العنوان فى كتابه : " مبادىء الاسلام " : " ان علاقة الفقه انّما هى بظاهر عمل الانسان فقط , ولا ينظر الاّ : هل قمت بما أمرت به على الوجه المطلوب أم لا ؟؟؟.......فان قمت فلا تهمة حال قلبك وكيفيته, ....... أما الشىء الذى يتعلق بالقلب ويبحث عن كيفيته فهو : ( التصوف ) ان الفقه لا ينظر فى صلاتك مثلا : الاّ هل أتممت وضوءك على الوجه الصحيح أم لا ؟؟؟..... وهل صليت موليا وجهك شطر المسجد الحرام أم لا ؟؟؟... وهل أديت أركان الصلاة كلّها أم لا ؟؟؟....... فان قمت بكل ذلك فقد صحّت صلاتك بحكم الفقه ,....... الاّ أن الذى يهم التصوف بالأضافة الى ذلك : هو ما يكون عليه قلبك حين أدائك هذه الصلاة من الحالة : " هل أنبت فيها الى ربّك أم لا ؟؟؟..... وهل تجرد قلبك فيها عن هموم الدنيا وشئونها أم لا ؟؟؟ ... وهل أنشأة فيك هذه الصلاة خشية الله واليقين بكونه خبيرا بصيرا , وعاطفة ابتغاء وجهه الأعلى وحده أم لا ؟؟؟..... والى أى حدّ أصلحت أخلاقك ؟؟؟ ..... والى أى حدّ جعلتك مؤمنا صادقا عاملا بمقتضيات ايمانه ؟؟؟ . فعلى قدر ما تحصل هذه الأمور وهى من غايات الصلاة وأغراضها الحقيقية فى صلاته , ... تكون صلاته كاملة فى نظر التصوف , ... وعلى قدر ما ينقصها الكمال من هذه الوجهة , تكون ناقصة فى نظر التصوف , ....... فهكذا لا يهم الفقه فى سائر الأحكام الشرعية الاّ هل أدى المرء الأعمال على الوجه الذى أمره به لأدائها أم لا ؟؟؟....... أمّا التصوف فيبحث عمّا كان فى قلبه من اخلاص وصفاء النية وصدق الطاعة عند قيامه بهذه الأعمال .
لا زلنا مع الامام الندوى يقول : " ويمكنك ان تدرك هذا الفرق بين : ( الفقه والتصوف ) بمثل أضربه لك : أنك اذا أتاك رجل نظرت فيه من وجهتين : احداهما : هل هو صحيح البدن كامل الأعضاء ؟... أم فى بدنه شىء من العرج أو العمى ؟ .... وهل هو جميل الوجه أم دميمه ؟ ... وهل هو لابس زيا فاخرا أو ثيابا بالية ؟ ....... أما الوجة الأخرى : انك تريد أن تعرف أخلاقه وعاداته وخصاله ومبلغه من العلم والعقل والصلاح , ........ فالوجهة الألى " وجهة الفقه " والوجهة الثانية وجهة " التصوف " ....... كذلك اذا تأملت صديقك فى شخصه من كلا الوجهتين , فانّك تحب ان يكون جميل المنظر وجميل الباطن معا .
* من أول من أسس الطريقة : يقول الامام الحافظ السيد محمد صديق الغمارى عندما سئل عن أول من أسس التصوف ؟ ... وهل هو بوحى سماوى ؟ ..... فاجاب : " أما أول من أسس الطريقة فالتعلم ان الطريقة أسسها الوحى السماوى فى جملة ما أسس من الدين المحمدى , اذ هى بلا شك : " مقام الاحسان " الذى هو أحد أركان الدين الثلاثة التى بيّنها النبى صلى الله عليه وسلم بقوله : " هذا جبريل عليه السلام اتاكم يعلمكم دينكم "...... وهو الاسلام , والايمان , والاحسان , فالاسلام : طاعة وعبادة , والايمان : نور وعقيدة , أما الاحسان : فمقام مراقبة ومشاهدة : أى " أن تعبد الله كأنّك تراه فان لم تكن تراه فانّه يراك "...... وكما فى الحديث فانّ ( الدين ) عبارة عن هذه الأركان الثلاثة, ... فمن أخل بهذا المقام " الاحسان " الذى هو الطريقة , فدينه ناقص بلا شك لتركه ركنا من أركانه , ..... فغاية ما تدعو اليه الطريقة , وتشير اليه : " هو مقام الاحسان بعد تصحيح مقامى : الاسلام والايمان . "
* وفى هذا المقام يحدثنا فضيلة الشيخ أحمد الشرباصى فى كتابه : " يسألونك عن الدين والحياة " قائلا : " التصوف الاسلامى القويم هو أن يبلغ المؤمن درجة الاحسان التى هى أعلى الدرجات فى التوجه الى الله عزّ وجلّ , والتى يشير اليها القرآن فى كتابه الكريم فى قوله تعالى : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وان الله لمع المحسنين . )) ......... ويواصل فضيلة الشيخ قائلا : " .... والاسلام يتمثل فى النطق بالشهادتين والعمل الظاهر , والايمان يتمثل فى اعتقاد القلب واطمئنان الفؤاد , والاحسان يتمثل فى اليقين والاخلاص , وهذا الاخلاص هو لبّ التصوف وعماد أمره . "
* ويواصل فضيلة الشيخ الشرباصى كلامه عن التصوف أيضا فى مقدمته لكتاب : " نور التحقيق " يقول : " ...... هذا هو التصوف الجليل النبيل , أضاعه أهله , وحاف عليه اعداؤه الصرحاء , وشوّه جماله أدعياؤه الخبثاء , وتطاول عليه الزمن , وهو مجهول منكور , أو مذموم محذور , على الرغم من جماله , وعظيم رجاله الماضين وأبطاله , واتّساع اختصاصه ومجاله , وخطورة أقواله وأعماله , فغدا كالدرة الثمينة حجبتها اللفائف السود , فظنّها الجاهلون سوداء بسواد لفائفها, ....... وهم لو وصلوا اليها , وجلوا عنها ما حاق بها أو حاطها من أستار , لانبهرت أعينهم من ساطع الضياء وفريد البهاء . "

( بتصرف من مجلة : " التصوف الاسلامى .)
............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-19-2012, 02:04 PM   #62
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (38)


أنا : العوضابي




(38)

من كتاب ذم الغضب والحقد والحسد وهو الكتاب الخامس من ربع المهلكات من كتاب إحياء علوم الدين :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا يتكل على عفوه ورحمته إلا الراجون، ولا يحذر سوء غضبه وسطوته إلا الخائفون، الذي استدرج عباده من حيث لا يعلمون، وسلط عليهم الشهوات وأمرهم بترك ما يشتهون، وابتلاهم بالغضب وكلفهم كظم الغيظ فيما يغضبون، ثم حفهم بالمكاره , واللذات , وأملى لهم لينظر كيف يعملون، وامتحن بهم حبهم ليعلم صدقهم فيما يدعون، وعرفهم أنه لا يخفى عليه شيء مما يسرون وما يعلنون، وحذرهم أن يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون فقال " ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون" .....والصلاة والسلام على محمد رسوله الذي يسير تحت لوائه النبيون، وعلى آله وأصحابه الأئمة المهديين، والسادة المرضيين، صلاة يوازي عددها عدد ما كان من خلق الله وما سيكون، ويحظى ببركتها الأولون والآخرون، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد فإن الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة، وإنها لمستكنة في طي الفؤاد. استكنان الجمر تحت الرماد، ويستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد، كاستخراج الحجر النار من الحديد، وقد انكشف للناظرين بنور اليقين، أن الإنسان ينزع منه عرق إلى الشيطان اللعين، فمن استفزته نار الغضب فقد قويت فيه قرابة الشيطان , حيث قال " خلقتني من نار وخلقته من طين" ......فإن شأن الطين السكون والوقار، وشأن النار التلظي والاستعار، والحركة والاضطراب، ومن نتائج الغضب الحقد والحسد، وبهما هلك من هلك وفسد من فسد، ومفيضهما مضغة , ..... إذا صلحت صلح معها سائر الجسد، وإذا كان الحقد والحسد والغضب، مما يسوق العبد إلى مواطن العطب، فما أحوجه إلى معرفة معاطبه ومساويه! ليحذر ذلك ويتقيه، ويمطيه عن القلب إن كان وينفيه، ويعالجه إن رسخ في قلبه ويداويه، فإن من لا يعرف الشر , يقع فيه، ومن عرفه فالمعرفة لا تكفيه، ما لم يعرف الطريق الذي به يدفعه ويقصيه.
ونحن نذكر ذم الغضب وآفات الحقد والحسد في هذا الكتاب، ويجمعهما بيان ذم الغضب، ثم بيان حقيقة الغضب ثم بيان أن الغضب : هل يمكن إزالة أصله بالرياضة أم لا؟ ثم بيان الأسباب المهيجة للغضب، ثم بيان علاج الغضب بعد هيجانه، ثم بيان فضيلة كظم الغيظ، ثم بيان فضيلة الحلم، ثم بيان القدر الذي يجوز الانتصار والتشفي به من الكلام، ثم القول في معنى الحقد ونتائجه وفضيلة العفو والرفق، ثم القول في ذم الحسد وفي حقيقته وأسبابه ومعالجته وغاية الواجب في إزالته، ثم بيان السبب في كثرة الحسد بين الأمثال والأقران والأخوة وبني العم والأقارب وتأكده وقلته في غيرهم وضعفه، ثم بيان الدواء الذي به ينفى مرض الحسد عن القلب، ثم بيان القدر الواجب في نفي الحسد عن القلب وبالله التوفيق.
بيان ذم الغضب :
قال الله تعالى "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين" الآية.
ذم الكفار بما تظاهروا به من الحمية الصادرة عن الغضب بالباطل، ومدح المؤمنين بما أنزل الله عليهم من السكينة وروى أبو هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله مرني بعمل وأقلل، قال "لا تغضب" ثم أعاد عليه فقال "لا تغضب" وقال ابن عمر: قلت لرسول الله : قل لي قولاً وأقلله لعلي أعقله، فقال "لا تغضب" فأعدت عليه مرتين كل ذلك يرجع إلى "لا تغضب" وعن عبد الله بن عمرو: أنه سأل رسول الله ﭬ: ماذا ينقذني من غضب الله؟ قال "لا تغضب" وقال ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما تعدون الصرعة فيكم قلنا: الذي لا تصرعه الرجال، قال " ليس ذلك ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب" وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" وقال ابن عمر: قال النبي ﭬ " من كف غضبه ستر الله عورته" وقال سليمان ابن داود عليهما السلام: " يا بني إياك وكثرة الغضب فإن كثرة الغضب تستخف فؤاد الرجل الحليم. " وعن عكرمة في قوله تعالى "وسيداً وحصوراً" قال: السيد الذي لا يغلبه الغضب. وقال أبو الدرداء: قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، قال: "لا تغضب" وقال يحيى لعيسى عليهما السلام: لا تغضب، قال: لا أستطيع أن لا أغضب إنما أنا بشر، قال: لا تقتن مالاً، قال: هذا عسى. وقال : " الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل" وقال : "ما غضب أحد إلا أشفى على جهنم" وقال له رجل: أي شيء أشد علي قال "غضب الله" قال: فما يبعدني عن غضب الله؟ قال "لا تغضب" .
الآثار :
قال الحسن: " يا ابن آدم كلما غضبت وثبت ويوشك أن تثب وثبة فتقع في النار."..... وعن ذي القرنين أنه لقي ملكاً من الملائكة فقال: علمني علماً أزداد به إيماناً ويقيناً، قال: " لا تغضب فإن الشيطان أقدر ما يكون على ابن آدم حين يغضب "..... فرد الغضب بالكظم، وسكنه بالتؤدة. وإياك والعجلة فإنك إذا عجلت أخطأت حظك، وكن سهلاً ليناً للقريب والبعيد ولا تكن جباراً عنيداً. "............وعن وهب بن منبه. أن راهباً كان في صومعته فأراد الشيطان أن يضله فلم يستطع، فجاءه حتى ناداه فقال له: افتح، فلم يجبه فقال: افتح فإني إن ذهبت ندمت، فلم يلتفت إليه فقال إني أنا المسيح، قال الراهب: وإن كنت المسيح فما أصنع بك! .....أليس قد أمرتنا بالعبادة والاجتهاد ووعدتنا القيامة فلو جئتنا اليوم بغيره لم نقبله منك؟ فقال: إني الشيطان وقد أردت أن أضلك فلم أستطع؟ فجئتك لتسألني عما شئت فأخبرك، فقال: ما أريد أن أسألك عن شيء، قال: فولى مدبراً، فقال الراهب: ألا تسمع، قال: بلى، أخبرني أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم؟ فقال: " الحدة "...إن الرجل إذا كان حديداً قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة. "....... وقال خيثمة: الشيطان يقول كيف يغلبني ابن آدم وإذا رضي جئت حتى أكون في قلبه؟ وإذا غضب طرت حتى أكون في رأسه؟ وقال جعفر بن محمد: " الغضب مفتاح كل شر. " .....وقال بعض الأنصار: رأس الحمق الحدة , وقائده الغضب، ومن رضي بالجهل استغنى عن الحلم، والحلم زين ومنفعهة، والجهل شين ومضرة، والسكوت عن جواب الأحمق جوابه. وقال مجاهد: قال إبليس : " ما أعجزني بنو آدم فلن يعجزوني في ثلاث: " إذا سكر أحدهم أخذنا بخزامته فقدناه حيث شئنا وعمل لنا بما أحببنا، وإذا غضب قال بما لا يعلم وعمل بما يندم، ونبخله بما في يديه ونمنيه بما لا يقدر عليه. " ....... وقيل لحكيم : ما أملك فلاناً لنفسه! قال: " إذاً لا تذله الشهوة ولا يصرعه الهوى ولا يغلبه الغضب." ... وقال بعضهم: إياك والغضب فإنه يصيرك إلى ذلة الاعتذار. وقيل: اتقوا الغضب فإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل. وقال عبد الله بن مسعود: انظروا إلى حلم الرجل عند غضبه، وأمانته عند طمعه وما علمك بحلمه إذا لم يغضب، وما علمك بأمانته إذا لم يطمع؟ وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عامله : " أن لا تعاقب عند غضبك وإذا غضبت على رجل فاحبسه، فإن سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطاً. "..... وقال علي بن يزيد: " أغلظ رجل من قريش لعمر بن عبد العزيز القول فأطرق عمر زماناً طويلاً ثم قال: أردت أن يستفزني الشيطان بعز السلطان فأنال منك اليوم ما تناله مني غداً؟ "...... وقال بعضهم لابنه: يا بني لا يثبت العقل عند الغضب كما لا تثبت روح الحي في التنانير المسجورة، فأقل الناس غضباً أعقلهم، فإن كان للدنيا كان دعاء ومكراً، وإن كان للآخرة كان حلماً وعلماً، فقد قيل: الغضب عدو العقل والغضب غول العقل. وكان عمر رضي الله عنه إذا خطب قال في خطبته: " أفلح منكم من حفظ من الطمع والهوى والغضب. " وقال بعضهم: من أطاع شهوته وغضبه قاداه إلى النار. وقال الحسن: من علامات المسلم : " قوة في دين وحزم في لين وإيمان في يقين وعلم في حلم وكيس في رفق وإعطاء في حق وقصد في غنى وتجمل في فاقة وإحسان في قدرة وتحمل في رفاقة وصبر في شدة، لا يغلبه الغضب ولا تجمح به الحمية ولا تغلبه شهوة ولا تفضحه بطنه ولا يستخفه حرصه ولا تقصر به نيته، فينصر المظلوم ويرحم الضعيف ولا يبخل ولا يبذر ولا يسرف ولا يقتر، يغفر إذا ظلم ويعفو عن الجاهل. نفسه منه في عناء والناس منه في رخاء. " .........وقيل لعبد الله بن المبارك أجمل لنا حسن الخلق في كلمة. فقال : " اترك الغضب. "....... وقال نبي من الأنبياء لمن تبعه : " من يتكفل لي أن لا يغضب فيكون معي في درجتي ويكون بعدي خليفتي؟ فقال شاب من القوم: أنا، ثم أعاد عليه فقال الشاب: أنا أوفي به، فلما مات كان في منزلته بعده وهو ذو الكفل، سمي به لأنه تكفل بالغضب ووفى به. " ..... وقال وهب بن منبه: للكفر أربعة أركان: " الغضب، والشهوة، والخرق، والطمع. "

...............يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2012, 11:33 AM   #63
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (29)


أنا : العوضابي





(39)

بيان حقيقة الغضب :
اعلم أن الله تعالى لما خلق الحيوان معرضاً للفساد والموتان، بأسباب في داخل بدنه وأسباب خارجة عنه؛ أنعم عليه بما يحميه عن الفساد ويدفع عنه الهلاك إلى أجل معلوم سماه في كتابه.أما السبب الداخلي: فهو أنه ركبه من الحرارة والرطوبة، وجعل بين الحرارة والرطوبة عداوة ومضادة، فلا تزال الحرارة تحلل الرطوبة وتجففها وتبخرها حتى تصير أجزاؤها بخاراً يتصاعد منها، فلو لم يصل بالرطوبة مدد من الغذاء بجبر ما انحل وتبخر من أجزائها لفسد الحيوان، فخلق الله الغذاء الموافق لبدن الحيوان وخلق في الحيوان شهوة تبعثه على تناول الغذاء؛ كالموكل به في جبر ما انكسر وسد ما انثلم ليكون ذلك حافظاً له من الهلاك بهذا السبب.
وأما الأسباب الخارجة التي يتعرض لها الإنسان: فكالسيف والسنان وسائر المهلكات التي يقصد بها، فافتقر إلى قوة وحمية تثور من باطنه فتدفع المهلكات عنه، فخلق الله طبيعة الغضب من النار وغرزها في الإنسان وعجنها بطينته. فمهما صد عن غرض من أغراضه ومقصود من مقاصده اشتعلت نار الغضب وثارت ثوراناً يغلي به دم القلب وينتشر في العروق ويرتفع إلى أعالي البدن، كما ترتفع النار وكما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر، فلذلك ينصب إلى الوجه فيحمر الوجه والعين، والبشر لصفائها تحكي لون ما وراءها من حمرة الدم كما تحكي الزجاجة لون ما فيها. وإنما ينبسط الدم إذا غضب على من دونه واستشعر القدرة عليه، فإن صدر الغضب على من فوقه وكان معه يأس من الانتقام تولد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب وصار حزناً، ولذلك يصفر اللون، وإن كان الغضب على نظير يشك فيه تردد الدم بين انقباض وانبساط فيحمر ويصفر ويضطرب.وبالجملة فقوة الغضب محلها القلب ومعناها غليان دم القلب بطلب الانتقام وإنما تتوجه هذه القوة عند ثورانها إلى دفع المؤذيات قبل وقوعها وإلى التشفي والانتقام بعد وقوعها. والانتقام قوت هذه القوة وشهوتها وفيه لذتها، ولا تسكن إلا به. ثم إن الناس في هذه القوة على درجات ثلاثة في أول الفطرة من التفريط والإفراط والاعتدال.أما التفريط: فبفقد هذه القوة أو ضعفها وذلك مذموم، وهو الذي يقال فيه إنه لا حمية له. ولذلك قال الشافعي رحمه الله من استغضب فلم يغضب فهو حمار. فمن فقد قوة الغضب والحمية أصلاً فهو ناقص جداً، وقد وصف الله سبحانه أصحاب النبي بالشدة والحمية فقال "أشداء على الكفار رحماء بينهم" وقال لنبيه ﭬ "جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم" الآية وإنما الغلظة والشدة من آثار قوة الحمية وهو الغضب.وأما الإفراط: فهو أن تغلب هذه الصفة حتى تخرج عن سياسة العقل والدين وطاعته، ولا يبقى للمرء معها بصيرة ونظر وفكرة ولا اختيار، بل يصير في صورة المضطر. وسبب غلبته أمور غريزية وأمور اعتيادية: فرب إنسان هو بالفطرة مستعد لسرعة الغضب حتى كأن صورته في الفطرة صورة غضبان، ويعين على ذلك حرارة مزاج القلب لأن الغضب من النار كما قال ﭬ. وإنما برودة المزاج تطفئه وتكسر سورته. وأما الأسباب الاعتيادية: فهو أن يخالط قوماً يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب ويسمون ذلك شجاعة ورجولية، فيقول الواحد منهم: أنا الذي لا أصبر على المكر والمحال ولا أحتمل من أحد مراً! ومعناه لا عقل في ولا حلم. ثم يذكره في معرض الفخر بجهله. فمن سمعه رسخ في نفسه حسن الغضب وحب التشبه بالقوم فيقوى به الغضب. ومهما اشتدت نار الغضب وقوى اضطرامها أعمت صاحبها وأصمته عن كل موعظة، فإذا وعظ لم يسمع بل زاده ذلك غضباً، وإذا استضاء بنور عقله وراجع نفسه لم يقدر إذ ينطفئ نور العقل وينمحي في الحال بدخان الغضب، فإن معدن الفكر الدماغ، ويتصاعد عند شدة الغضب من غليان دم القلب دخان مظلم إلى الدماغ يستولي على معادن الفكر، وربما يتعدى إلى معادن الحس فتظلم عينه حتى لا يرى بعينه، وتسود عليه الدنيا بأسرها، ويكون دماغه على مثال كهف اضطرمت فيه نار. فاسود جوه وحمى مستقره وامتلأ بالدخان جوانيه وكان فيه سراج ضعيف فانمحى أو انطفأ نوره فلا تثبت فيه قدم ولا يسمع فيه كلام ولا ترى فيه صورة، ولا يقدر على إطفائه لا من داخل ولا من خارج، بل ينبغي أن يصبر إلى أن يحترق جميع ما يقبل الاحتراق: فكذلك يفعل الغضب بالقلب والدماغ. وربما تقوى نار الغضب فتفني الرطوبة التي بها حياة القلب، فيموت صاحبه غيظاً كما تقوى النار في الكهف فينشق وتنهد أعاليه على أسفله، وذلك لإبطال النار ما في جوانبه من القوة الممسكة الجامعة لأجزائه، فهكذا حال القلب عند الغضب. وبالحقيقة فالسفينة في ملتطم الأمواج عند اضطراب الرياح في لجة البحر أحسن حالاً وأرجى سلامة من النفس المضطربة غيظاً؛ إذ في السفينة من يحتال لتسكينها وتدبيرها وينظر لها ويسوسها، وأما القلب فهو صاحب السفينة وقد سقطت حيلته إذ أعماه الغضب وأصمه. ومن آثار هذا الغضب في الظاهر تغير اللون وشدة الرعدة في الأطراف وخروج الأفعال عن الترتيب والنظام واضطراب الحركة والكلام، حتى يظهر الزبد على الأشداق وتحمر الأحداق وتنقلب المناخر وتستحيل الخلقة، ولو رأى الغضبان في حالة غضبه قبح صورته لسكن غضبه حياء من قبح صورته واستحالة خلقته، وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره فإن الظاهر عنوان الباطن، وإنما قبحت صورة الباطن أولاً ثم انتشر قبحها إلى الظاهر ثانياً، فتغير الظاهر ثمرة تغير الباطن فقس الثمرة بالمثمرة فهذا أثره في الجسد.وأما أثره في اللسان فانطلاقه بالشتم والفحش من الكلام الذي يستحي منه ذو العقل ويستحي منه قائله عند فتور الغضب، وذلك مع تخبط النظم واضطراب اللفظ.أما أثره على الأعضاء فالضرب والتهجم والتمزيق والقتل والجرح عند التمكن من غير مبالاة، فإن هرب منه المغضوب عليه أو فاته بسبب وعجز عن التشفي رجع الغضب على صاحبه فمزق ثوب نفسه ويطلم نفسه، وقد يضرب بيده على الأرض ويعدو عدو الواله السكران والمدهوش المتحير، وربما يسقط سريعاً لا يطيق العدو والنهوض بسبب شدة الغضب ويعتريه مثل الغشية، وربما يضرب الجمادات والحيوانات فيضرب القصعة مثلاً على الأرض وقد يكسر المائدة إذا غضب عليها. ويتعاطى أفعال المجانين فيشتم البهيمة والجمادات ويخاطبها ويقول: إلى متى منك هذا يا كيت وكيت؟ كأنه يخاطب عاقلاً، حتى ربما رفسته فيرفس الدابة ويقابلها بذلك.وأما أثرة في القلب مع المغضوب عليه فالحقد والحسد وإضمار السوء والشماتة بالمساءات والحزن بالسرور والعزم على إفشاء السر وهتك الستر والاستهزاء وغير ذلك من القبائح، فهذه ثمرة الغضب المفرط.وأما ثمرة الحمية الضعيفة فقلة الأنفة مما يؤنف منه من التعرض للحرم والزوجة والأمة واحتمال الذل من الأخساء وصغر النفس والقماءة وهو أيضاً مذموم، إذ من ثمراته عدم الغيرة على الحرام وهو خنوثة قال صلى الله عليه وسلم : " إن سعداً لغيور وأنا أغير من سعد وأن الله أغير مني" وإنما خلقت الغيرة لحفظ الأنساب. ولو تسامح الناس بذلك لاختلطت الأنساب. ولذلك قيل : " كل أمة وضعت الغيرة في رجالها وضعت الصيانة في نسائها." ومن ضعف الغضب الخور والسكوت عند مشاهدة المنكرات وقد قال صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي أحداؤها " يعني في الدين وقال تعالى : " ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله " بل من فقد الغضب عجز عن رياضة نفسه، إذ لا تتم الرياضة إلا بتسليط الغضب على الشهوة، حتى يغضب على نفسه عند الميل إلى الشهوات الخسيسة. ففقد الغضب مذموم، وإنما المحمود : " غضب ينتظر إشارة العقل والدين " فينبعث حيث تجب الحمية وينطفئ حيث يحسن الحلم ، وحفظه على حد الاعتدال هو الاستقامة التي كلف الله بها عباده وهو الوسط الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " خير الأمور أوساطها " فمن مال غضبه إلى الفتور حتى أحس من نفسه بضعف الغيرة ,وخسة النفس , في احتمال الذل والضيم في غير محله , فينبغي أن يعالج نفسه حتى يقوى غضبه. ومن مال غضبه إلى الإفراط حتى جره إلى التهور واقتحام الفواحش فينبغي أن يعالج نفسه لينقص من سورة الغضب ويقف على الوسط الحق بين الطرفين؛ فهو : " الصراط المستقيم " وهو أرق من الشعرة وأحد من السيف؛ فأن عجز عنه فليطلب القرب منه قال تعالى : " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة " فليس كل من عجز عن الإتيان بالخير كله ينبغي أن يأتي بالشر كله ؛ ولكن بعض الشر أهون من بعض , وبعض الخير أرفع من بعض. فهذه حقيقة الغضب ودرجاته نسأله الله حسن التوفيق لما يرضيه إنه على ما يشاء قدير.
بيان الغضب هل يمكن إزالة أصله بالرياضة أم لا ؟؟؟
اعلم أنه ظن ظانون أنه يتصور محو الغضب بالكلية، وزعموا أن الرياضة إليه تتوجه وإياه تقصد، وظن آخرون أنه أصل لا يقبل العلاج. وهذا رأي من يظن أن الخلق كالخلق وكلاهما لا يقبل التغيير، وكلا الرأيين ضعيف. بل الحق فيه ما نذكره وهو أنه ما بقي الإنسان يحب شيئاً ويكره شيئاً فلا يخلو من الغيظ والغضب، وما دام يوافقه شيء ويخالفه آخر فلا بد من أن يحب ما يوافقه ويكره ما يخالفه، والغضب يتبع ذلك فإنه مهما أخذ منه محبوبه غضب لا محالة، وإذا قصد بمكروه غضب لا محالة.إلا أن ما يحبه الإنسان ينقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول : ما هو ضرورة في حق الكافة كالقوت والمسكن والملبس وصحة البدن، فمن قصد بدنه بالضرب والجرح فلا بد وأن يغضب، وكذلك إذا أخذ منه ثوبه الذي يستر عورته، وكذلك إذا أخرج من داره التي هي مسكنه أو أريق ماؤه الذي لعطشه، فهذه ضرورات لا يخلو الإنسان من كراهة زوالها ومن غيظ على من يتعرض لها.القسم الثاني : ما ليس ضرورياً لأحد من الخلق كالجاه والمال الكثير والغلمان والدواب، فإن هذه الأمور صارت محبوبة بالعادة والجهل بمقاصد الأمور، حتى صار الذهب والفضة محبوبين في أنفسهما فيكنزان، ويغضب على من يسرقهما وإن كان مستغنياً عنهما في القوت، فهذا الجنس مما يتصور أن ينفك الإنسان عن أصل الغيظ عليه، فإذا كانت له دار زائدة على مسكنه فهدمه ظالم فيجوز أن لا يغضب، إذ يجوز أن يكون بصيراً بأمر الدنيا فيزهد في الزيادة على الحاجة فلا يغضب بأخذها، فإنه لا يحب وجودها ولو أحب وجودها لغضب على الضرورة بأخذها وأكثر غضب الناس على ما هو غير ضروري كالجاه , والصيت , والتصدر في المجالس , والمباهاة في العلم ، فمن غلب هذا الحب عليه فلا محالة يغضب إذا زاحمه مزاحم على التصدر في المحافل، ومن لا يحب ذلك فلا يبالي ولو جلس في صف النعال، فلا يغضب إذا جلس غيره فوقه. وهذه العادات الرديئة هي التي أكثرت محاب الإنسان ومكارهه فأكثرت غضبه، وكلما كانت الإرادات والشهوات أكثر كان صاحبها أحط رتبة وأنقص، لأن الحاجة صفة نقص فمهما كثرت كثر النقص، والجاهل أبدا جهده في أن يزيد في حاجاته وفي شهواته، وهو لا يدري أنه مستكثر من أسباب الغم والحزن، حتى ينتهى بعض الجهال بالعادات الرديئة ومخالطة قرناء السوء إلى أن يغضب لو قيل له : إنك لا تحسن اللعب بالطيور واللعب بالشطرنج ولا تقدر على شرب الخمر الكثير وتناول الطعام الكثير، وما يجري مجراه من الرذائل، فالغضب على هذا الجنس ليس بضروري لأن حبه ليس بضروري.القسم الثالث : ما يكون ضرورياً في حق بعض الناس دون البعض، كالكتاب مثلاً في حق العالم لأنه مضطر إليه فيحبه فيغضب على من يحرقه ويغرقه، وكذلك أدوات الصناعات في حق المكتسب الذي لا يمكنه التوصل إلى القوت إلا بها، فإنما هو وسيلة إلى الضروري، والمحبوب يصير ضرورياً ومحبوباً، وهذا يختلف بالأشخاص وإنما الحب الضروري ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله
: " من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه وله قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " ومن كان بصيراً بحقائق الأمور وسلم له هذه الثلاثة يتصور أن لا يغضب في غيرها فهذه ثلاثة أقسام فلنذكر غاية الرياضة في كل واحد منها.

...............يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-2012, 02:09 PM   #64
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (40)


أنا : العوضابي





(40)

أما القسم الأول: فليست الرياضة فيه لينعدم غيظ القلب ولكن لكي يقدر على أن لا يطيع الغضب ولا يستعمله في الظالم إلا على حد يستحبه الشرع , ويستحسنه العقل، وذلك ممكن بالمجاهدة وتكلف الحلم والاحتمال مدة، حتى يصير الحلم والاحتمال خلقاً راسخاً فأما قمع أصل الغيظ من القلب فذلك ليس مقتضى الطبع وهو غير ممكن نعم يمكن كسر سورته وتضعيفه حتى لا يشتد هيجان الغيظ في الباطن، وينتهي ضعفه إلى أن لا يظهر أثره في الوجه، ولكن ذلك شديد جداً وهذا حكم القسم الثالث أيضاً لأن ما صار ضرورياً في حق شخص فلا يمنعه من الغيظ , استغناء غيره عنه. فالرياضة فيه تمنع العمل به وتضعف هجيانه في الباطن حتى لا يشتد التألم بالصبر عليه.وأما القسم الثاني : فيمكن التوصل بالرياضة إلى الانفكاك عن الغضب عليه إذ يمكن إخراج حبه من القلب، وذلك بأن يعلم الإنسان أن وطنه القبر , ومستقره الآخرة , وأن الدنيا معبر يعبر عليها , ويتزود منها قدر الضرورة ، وما وراء ذلك عليه وبال في وطنه ومستقره فيزهد في الدنيا , ويمحو حبها عن قلبه ، ولو كان للإنسان كلب لا يحبه , لا يغضب إذا ضربه غيره ، فالغضب تبع للحب , فالرياضة في هذا تنتهي إلى قمع أصل الغضب , وهو نادر جداً ، وقد تنتهي إلى المنع من استعمال الغضب والعمل بموجبه وهو أهون , فإن قلت : الضروري من القسم الأول التألم بفوات المحتاج إليه دون الغضب، فمن له شاة مثلاً وهي قوته فماتت لا يغضب على أحد وإن كان يحصل فيه كراهة، وليس من ضرورة كل كراهة غضب، فإن الإنسان يتألم بالفصد والحجامة ولا يغضب على الفصاد والحجام , فمن غلب عليه التوحيد حتى يرى الأشياء كلها بيد الله ومنه , فلا يغضب على أحد من خلقه ؛ إذ يراهم مسخرين في قبضة قدرته , كالقلم في يد الكاتب ، ومن وقع ملك بضرب رقبته لم يغضب على القلم، فلا يغضب على من يذبح شاته التي هي قوته كما لا يغضب على موتها، إذ يرى الذبح والموت من الله عز وجل لا يقدر له إلا ما فيه الخيرة ، وربما تكون الخيرة في مرضه وجوعه وجرحه وقتله ، فلا يغضب كما لا يغضب على الفصاد والحجام لأنه يرى أن الخيرة فيه ، فيقول هذا على هذا الوجه غير محال، ولكن غلبة التوحيد إلى هذا الحد إنما تكون كالبرق الخاطف، تغلب في أحوال مختلفة ولا تدوم، ويرجع القلب إلى الالتفات إلى الوسائط رجوعاً طبيعياً لا يندفع عنه، ولو تصور ذلك على الدوام لبشر لتصور لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فإنه كان يغضب حتى تحمر وجنتاه حتى قال : " اللهم أنا بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مسلم سببته أو لعنته أو ضربته فاجعلها مني صلاة عليه وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة " وقال عبد اله بن عمرو بن العاص: يا رسول الله أكتب عنك كل ما قلت في الغضب والرضا فقال : " اكتب فوالذي بعثني بالحق نبياً ما يخرج منه إلا حق " وأشار إلى لسانه فلم يقل إني لا أغضب، ولكن قال إن الغضب لا يخرجني عن الحق، أي لا أعمل بموجب الغضب. وغضبت عائشة رضي الله تعالى عنها مرة فقال لها رسول الله صلى الله عليها وسلم : " مالك؟ جاءك شيطانك" فقالت : وما لك شيطان؟ قال : " بلى ولكني دعوت الله فأعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير" ولم يقل: لا شيطان لي، وأراد شيطان الغضب لكن قال: لا يحملني على الشر. وقال علي رضي الله تعالى عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغضب للدنيا فإذا أغضبه الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له " فكان يغضب على الحق، وإن كان غضبه لله فهو التفات إلى الوسائط على الجملة، بل كل من يغضب على من يأخذ ضرورة قوته , وحاجته التي لا بد له في دينه منها , فإنما غضب لله ، فلا يمكن الانفكاك عنه , نعم قد يفقد أصل الغضب فيما هو ضروري إذا كان القلب مشغولاً بضروري أهم منه، فلا يكون في القلب متسع للغضب لاشتغاله بغيره ، فإن استغراق القلب ببعض المهمات يمنع الإحساس بما عداه , وهذا كما أن سلمان لما شتم قال : " إن خفت موازيني فأنا شر مما تقول وإن ثقلت موازيني لم يضرني ما تقول. " فقد كان همه مصروفاً إلى الآخرة فلم يتأثر قلبه بالشتم. وكذلك شتم الربيع بن خثيم فقال : " يا هذا قد سمع الله كلامك وإن دون الجنة عقبة إن قطعتها لم يضرني ما تقول ، وإن لم أقطعها فأنا شر مما تقول . " وسب رجل أبا بكر رضي الله عنه فقال : " ما ستر الله عنك أكثر " فكأنه كان مشغولاً بالنظر في تقصير نفسه عن أن يتقي الله حق تقاته ويعرفه حق معرفته، فلم يغضبه نسبة غيره إياه إلى نقصان، إذ كان ينظر إلى نفسه بعين النقصان، وذلك لجلالة قدره. وقالت امرأة لمالك بن دينار: " يا مرائي " فقال : " ما عرفني غيرك! " فكأنه كان مشغولاً بأن ينفي عن نفسه آفة الرياء ، ومنكراً على نفسه ما يلقيه الشيطان إليه فلم يغضب لما نسب إليه. وسب رجل الشعبي فقال : " إن كنت صادقاً فغفر الله لي ، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك. " فهذه الأقاويل دالة في الظاهر على أنهم لم يغضبوا لاشتغال قلوبهم بمهمات دينهم، ويحتمل أن يكون ذلك قد أثر في قلوبهم ولكنهم لم يشتغلوا به واشتغلوا بما كان هو الأغلب على قلوبهم، فإذاً اشتغال القلب ببعض المهمات لا يبعد أن يمنع هيجان الغضب عند فوات بعض المحاب؛ فإذاً يتصور فقد الغيظ إما باشتعال القلب بمهم، أو بغلبة نظر التوحيد، أو بسبب ثالث : وهو أن يعلم أن الله يحب منه أن لا يغتاط فيطفئ شدة حبه لله غيظه، وذلك غير محال في أحوال نادرة. وقد عرفت بهذا أن الطريق للخلاص من نار الغضب محو حب الدنيا عن القلب وذلك بمعرفة آفات الدنيا وغوائلها -كما سيأتي في كتاب ذم الدنيا- ومن أخرج حب المزايا عن القلب تخلص من أكثر أسباب الغضب، وما لا يمكن محوه , يمكن كسره , وتضعيفه , فيضعف الغضب بسببه ويهون دفعه. نسأل الله حسن التوفيق بلطفه وكرمه إنه على كل شيء قدير والحمد لله وحده.بيان الأسباب المهيجة للغضب قد عرفت أن علاج كل علة حسم مادتها وإزالة أسبابها فلا بد من معرفة أسباب الغضب. وقد قال يحيى لعيسى عليهما السلام: " أي شيء أشد؟ " قال: "غضب الله " قال : " فما يقرب من غضب الله " قال : " أن تغضب " قال: " فما يبدي الغضب وما ينبته؟ " قال عيسى : " الكبر والفخر والتعزز والحمية. "والأسباب المهيجة للغضب هي : " الزهو والعجب والمزاح والهزل والهزء والتعيير والمماراة , والمضادة , والغدر , وشدة الحرص على فضول المال , والجاه " ... وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعاً ولا خلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب فلا بد من إزالة هذه الأسباب بأضدادها.فينبغي أن تميت الزهو بالتواضع , وتميت العجب بمعرفتك بنفسك , -كما سيأتي بيانه في كتاب الكبر والعجب- وتزيل الفخر بأنك من جنس عبدك , إذ الناس يجمعهم في الانتساب أب واحد؛ وإنما اختلفوا في الفضل أشتاتاً فبنو آدم جنس واحد وإنما الفخر بالفضائل؛ والفخر والعجب والكبر أكبر الرذائل , وهي أصلها ورأسها، فإذا لم تخل عنها , فلا فضل لك على غيرك ، فلم تفتخر وأنت من جنس عبدك , من حيث البنية والنسب والأعضاء الظاهرة والباطنة؟ وأما المزاح فتزيله بالتشاغل بالمهمات الدينية التي تستوعب العمر وتفضل عنه إذا عرفت ذلك. وأما الهزء فتزيله بالتكرم عن إيذاء الناس وبصيانة النفس عن أن يستهزأ بك. وأما التعيير فالحذر عن القول القبيح وصيانة النفس عن مر الجواب. وأما شدة الحرص على مزايا العيش فتزال بالقناعة بقدر الضرورة طلباً لعز الاستغناء وترفعاً عن ذل الحاجة .

............... يتبع :



العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-22-2012, 12:10 PM   #65
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (41)


أنا : العوضابي





" مع مقدمة كتاب : " الظلال "
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يقول كاتب الظلال :
الحياة في ظلال القرآن نعمة . نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها . نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
والحمد لله . . لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي . ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه .
لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن . . أنا العبد القليل الصغير . . أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة . . أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال . . كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولثغة الأطفال . . وأعجب . . ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل . النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟
عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكا مل الشامل الرفيع النظيف للوجود . . لغاية الوجود كله ، وغاية الوجود الإنساني . . وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية ، في شرق وغرب ، وفي شمال وجنوب . . وأسأل . . كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن ، وفي الدرك الهابط ، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي ، وذلك المرتقى العالي ، وذلك النور الوضيء ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله ، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله . . ثم أنظر . . فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية ، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها . وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟ يا حسرة على العباد !!!
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود . . أكبر في حقيقته ، وأكبر في تعدد جوانبه . . إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده . وإنه الدنيا والآخرة ، لا هذه الدنيا وحدها . . والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول كله إنما هو قسط من ذلك النصيب . وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك . فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع . على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس ، وعالم صديق ودود . كون ذي روح تتلقى وتستجيب ، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: (( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال . . تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده )). ........ أي راحة ، وأي سعة وأي أنس ، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد . . إنه إنسان بنفخة من روح الله: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين . . وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: (( وإذ قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض خليفة )) . . ومسخر له كل ما في الأرض: (( وسخر لكم ما في الأرض جميعا )). . ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة . جعلها آصرة العقيدة في الله . . فعقيدة المؤمن هي وطنه ، وهي قومه ، وهي أهله . . ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها ، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج ! . .
والمؤمن ذو نسب عريق ، ضارب في شعاب الزمان . إنه واحد من ذلك الموكب الكريم ، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم: نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، ويعقوب ويوسف ، وموسى وعيسى ، ومحمد . . عليهم الصلاة والسلام . . (( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )) . .
هذا الموكب الكريم ، الممتد في شعاب الزمان من قديم ، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن - مواقف متشابهة ، وأزمات متشابهة ، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور ، وتغير المكان ، وتعدد الأقوام . يواجه : الضلال والعمى والطغيان والهوى ، والاضطهاد والبغي ، والتهديد والتشريد . ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو ، مطمئن الضمير ، واثقا من نصر الله ، متعلقا بالرجاء فيه ، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: (( وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا . فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ، ولنسكننكم الأرض من بعدهم . ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد )) . . موقف واحد وتجربة واحدة . وتهديد واحد . ويقين واحد . ووعد واحد للموكب الكريم . . وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف . وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد . .

الحياة فى الظلال :
وفي ظلال القرآن تعلمت أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء ، ولا للفلتة العارضة: (( إنا كل شيء خلقناه بقدر )) . . (( وخلق كل شيء فقدره تقديرا )) . . وكل أمر لحكمة . ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة: ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )). . (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم . والله يعلم وأنتم لا تعلمون )). . والأسباب التي تعارف عليها الناس قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها ، والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها . ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي تنشئ الآثار والنتائج ، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء: (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )). . ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله )) . . والمؤمن يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها . والله هو الذي يقدر آثارها ونتائجها . . والاطمئنان إلى رحمة الله وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وحده الملاذ الأمين ، والنجوة من الهواجس والوساوس: (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ، والله يعدكم مغفرة منه وفضلا ، والله واسع عليم )). .
ومن ثم عشت - في ظلال القرآن - هادئ النفس ، مطمئن السريرة ، قرير الضمير . . عشت أرى يد الله في كل حادث وفي كل أمر . عشت في كنف الله وفي رعايته . عشت أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها . . (( أم من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؟ )) . . (( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير )) . . (( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) . . (( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه )) . . (( فعال لما يريد )) . . (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) .......(( ومن يتوكل على الله فهو حسبه . إن الله بالغ أمره )). . ...... (( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها . . أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه . . ومن يهن الله فما له من مكرم . . ومن يضلل الله فما له من هاد )). . إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء . فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة ، والمشيئة المطلقة . . (( والله يخلق ما يشاء ويختار )).

............... يتبع :


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-2012, 09:46 AM   #66
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (42)


أنا : العوضابي





(42)

كذلك تعلمت أن يد الله تعمل . ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة ؛ وأنه ليس لنا أن نستعجلها ؛ ولا أن نقترح على الله شيئا . فالمنهج الإلهي - كما يبدو في ظلال القرآن - موضوع ليعمل في كل بيئة ، وفي كل مرحلة من مراحل النشأة الإنسانية ، وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة . . وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض ، آخذ في الاعتبار فطرة هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته ، وقوته وضعفه ، وحالاته المتغيرة التي تعتريه . . إن ظنه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض ، أو يهدر قيمته في صورة من صور حياته ، سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة . كذلك هو لا يهيم مع الخيال فيرفع هذا الكائن فوق قدره وفوق طاقته وفوق مهمته التي أنشأه الله لها يوم أنشأه . . ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرة قلم ! . . الإنسان هو هذا الكائن بعينه . بفطرته وميوله واستعداداته يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى أقصى درجات الكمال المقدر له بحسب تكوينه ووظيفته ، ويحترم ذاته وفطرته ومقوماته ، وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى الله . . ومن ثم فإن المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل - الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل هذا القرآن - ومن ثم لم يكن معتسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من هذا المنهج . إن المدى أمامه ممتد فسيح ، لا يحده عمر فرد ، ولا تستحثه رغبة فان ، يخشى أن يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة ؛ كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين يعتسفون الأمر كله في جيل واحد ، ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا يصبرون على الخطو المتزن ! وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر ، وتسيل الدماء ، وتتحطم القيم ، وتضطرب الأمور . ثم يتحطمون هم في النهاية وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب المعتسفة ! فأما الإسلام فيسير هينا لينا مع الفطرة ، يدفعها من هنا ، ويردعها من هناك ، ويقومها حين تميل ، ولكنه لا يكسرها ولا يحطمها . إنه يصبر عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة . . والذي لا يتم في هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو الألف . . فالزمن ممتد ، والغاية واضحة ، والطريق إلى الهدف الكبير طويل ، وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة ، وتتطاول فروعها وتتشابك . . كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هينة وفي طمأنينة . ثم يكون دائما ما يريده الله أن يكون . . والزرعة قد تسقى عليها الرمال ، وقد يأكل بعضها الدود ، وقد يحرقها الظمأ . وقد يغرقها الري . ولكن الزارع البصير يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء ، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى الطويل ؛ فلا يعتسف ولا يقلق ، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة المتزنة ، السمحة الودود . . إنه المنهج الإلهي في الوجود كله . . (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )). .
والحق في منهج الله أصيل في بناء هذا الوجود . ليس فلتة عابرة ، ولا مصادفة غبر مقصودة . . إن الله سبحانه هو الحق . ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده: (( ذلك بأن الله هو الحق ، وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، وأن الله هو العلي الكبير )) . . وقد خلق الله هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل: (( ما خلق الله ذلك إلا بالحق )). . (( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ! )) والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك: (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن )) . . ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر ، ولا بد للباطل أن يزهق . . ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح: (( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق )) . .
والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق ، باقية بقاءه في الأرض: (( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها ، فاحتمل السيل زبدا رابيا ، ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع ، زبد مثله . كذلك يضرب الله الحق والباطل . فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض . كذلك يضرب الله الأمثال )). . . (( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )). ((ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار . يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة . ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )). .
أي طمأنينة ينشئها هذا التصور ؟ وأي سكينة يفيضها على القلب ؟ وأي ثقة في الحق والخير والصلاح ؟ وأي قوة واستعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير ؟

أثر الحياة فى الظلال :
من فترة الحياة - في ظلال القرآن - إلى يقين جازم حاسم . . إنه لا صلاح لهذه الأرض ، ولا راحة لهذه البشرية ، ولا طمأنينة لهذا الإنسان ، ولا رفعة ولا بركة ولا طهارة ، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة . . إلا بالرجوع إلى الله . .
والرجوع إلى الله - كما يتجلى في ظلال القرآن - له صورة واحدة وطريق واحد . . واحد لا سواه . . إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم . . إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها . والتحاكم إليه وحده في شؤونها . وإلا فهو الفساد في الأرض ، والشقاوة للناس ، والارتكاس في الحمأة ، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله: (( فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم . ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ؟ إن الله لا يهدي القوم الظالمين )). .
إن الاحتكام إلى منهج الله في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار ، إنما هو الإيمان . . أو . . فلا إيمان . . (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) . . (( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون )). .......(( إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ، وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض ، والله ولي المتقين )) . .
والأمر إذن جد . . إنه أمر العقيدة من أساسها . . ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها . .
إن هذه البشرية - وهي من صنع الله - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من صنع الله ؛ ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده - سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق ، وشفاء كل داء: (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين )) . . ..... ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )). . ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه ، ولا أن تذهب بالمريض إلى مبدعه ، ولا تسلك في أمر نفسها ، وفي أمر إنسانيتها ، وفي أمر سعادتها أو شقوتها . . ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة . . وهي تعلم أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز . ولكنها لا تطبق هذه القاعدة على الإنسان نفسه ، فترده إلى المصنع الذي منه خرج ، ولا أن تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب ، الجهاز الإنساني العظيم الكريم الدقيق اللطيف ، الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه: (( إنه عليم بذات الصدور )) . (( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ؟ )). .

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-13-2012, 02:08 PM   #67
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (43)


أنا : العوضابي





(43)
ومن هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة . البشرية المسكينة الحائرة ، البشرية التي لن تجد الرشد ، ولن تجد الهدى ، ولن تجد الراحة ، ولن تجد السعادة ، إلا حين ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير ، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه الصغير !
ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها ، ونكبة قاصمة في حياتها ، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها من نكبات . .
لقد كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض ، وأسنت الحياة ، وتعفنت القيادات ، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة ؛ و ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس . .
تسلم الإسلام القيادة بهذا القرآن ، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن ، وبالشريعة المستمدة من هذا التصور . . فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته . لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم ؛ كما حقق لها واقعا اجتماعيا فريدا ، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور ، قبل أن ينشئه لها القرآن إنشاء . . نعم ! لقد كان هذا الواقع : من النظافة والجمال ، والعظمة والارتفاع ، والبساطة واليسر ، والواقعية والإيجابية ، والتوازن والتناسق . . . بحيث لا يخطر للبشرية على بال ، لولا أن الله أراده لها ، وحققه في حياتها . . في ظلال القرآن ، ومنهج القرآن ، وشريعة القرآن .
ثم وقعت تلك النكبة القاصمة . ونحي الإسلام عن القيادة . نحي عنها لتتولاها الجاهلية مرة أخرى ، في صورة من صورها الكثيرة . صورة التفكير المادي الذي تتعاجب به البشرية اليوم ، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان !
إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية . يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها: اختاري !!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!! وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا . . إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني. إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة . . ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض . هذا المقام الذي منحه الله له ، وأقدره عليه ، ووهبه من الطاقات المكنونة ما يكافئ الواجب المفروض عليه فيه ؛ وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه على تحقيقه ؛ ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل والإبداع . . على أن يكون الإبداع نفسه عبادة لله ، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام ، والتقيد بشرطه في عقد الخلافة ؛ وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي الله . فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة ، والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى . . فهم سيئو النية ، شريرون ، يطاردون البشرية المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال ، وهمت أن تسمع لصوت الحادي الناصح ، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة وأن تطمئن إلى كنف الله . . .
وهنالك آخرون لا ينقصهم حسن النية ؛ ولكن ينقصهم الوعي الشامل ، والإدراك العميق . . هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية ، وتروعهم انتصارات الإنسان في عالم المادة . فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية ، وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي واقع الحياة ؛ ويجعلون للقوانين الطبيعية مجالا ، وللقيم الإيمانية مجالا آخر ؛ ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الإيمانية ، وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا . اتبعوا منهج الله أم خالفوا عنه . حكموا بشريعة الله أم بأهواء الناس ! هذا وهم . . إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين . فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء . ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ؛ ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي تصوره . . وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في ظلال القرآن . ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر هذا الانحراف في نهاية المطاف: (( ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )).
وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه: (( فقلت:استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))
وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله الله بهم (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )). .
إن الإيمان بالله ، وعبادته على استقامة ، وإقرار شريعته في الأرض . . . كلها إنفاذ لسنن الله . وهي سنن ذات فاعلية إيجابية ، نابعة من ذات المنبع الذي تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار .
ولقد تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية ، حين نرى أن اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية . . هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ؛ ولكنها تظهر حتما في نهايته . . وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه . لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية . وبدأ خط هبوطه من نقطة افتراقهما . وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا . .
وفي الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم . تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد جبار ، بينما جناحه الآخر مهيض ، فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في المعنى الإنساني . ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما يصرخ منه العقلاء هناك . . لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج الله وهو وحده العلاج والدواء .
إن شريعة الله للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون . فإنفاذ هذه الشريعة لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون . . والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير . فهي موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم ، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع المسلم . وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود الإنساني ، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير ، ونظافة في الشعور ، وضخامة في الاهتمامات ، ورفعة في الخلق ، واستقامة في السلوك . . . وهكذا يبدو التكامل والتناسق بين سنن الله كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما نسميه القيم الإيمانية . . فكلها أطراف من سنة الله الشاملة لهذا الوجود .
والإنسان كذلك قوة من قوى الوجود . وعمله وإرادته ، وإيمانه وصلاحه ، وعبادته ونشاطه . . . . هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود وهي مرتبطة بسنة الله الشاملة للوجود . . وكلها تعمل متناسقة ، وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع وتتناسق ، بينما تفسد آثارها وتضطرب وتفسد الحياة معها ، وتنتشر الشقوة بين الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم: (( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) . . فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين ماجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع . ولا يوحي بتمزيق هذا الارتباط ، ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق ، ولا يحول بين الناس وسنة الله الجارية ، إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى ؛ وينبغي لها أن تطارده ، وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم
هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن . لعل الله ينفع بها ويهدي . وما تشاءون إلا أن يشاء الله .

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2012, 03:55 PM   #68
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (44)


أنا : العوضابي





(44)

" الدراسة الجادة ونقد الأناجيل من قبل النصارى أدت الى اعتناقهم الاسلام "
أولا : فى كتابه : " محمد الرسالة والرسول" يقول الدكتور " نظمى لوقا " ( قبطى مصرى اعتنق الاسلام ) : ان القول بالوهية المسيح , وانه ابن الله , وأن الاله الواحد , جوهر واحد له أقانيم ثلاثة هى : (1) الله الأب . (2) الله الابن وهو المسيح (3) روح القدس , لم يرد على لسان المسيح فى أقواله الواردة فى بشارات حواريه أى اشارة الى شىء من ذلك , بل كان يدعو نفسه على الدوام : " بابن الانسان "
ثانيا : يرى العالم والفيلسوف الفرنسى : " ايتين دينييه " اعتنق الاسلام أيضا :
" ....... أما أن الله سبحانه وتعالى أوحى الانجيل الى عيسى عليه السلام بلغته ولغة قومه , فالذى لا شك فيه ان هذا الانجيل قد : " ضاع واندثر " ولم يبق منه أثر , أو أنه أبيد , ولهذا قد جعلوا مكانه تأليفات : " أربع " مشكوكا فى صحتها وفى نسبتها التأريخية , كما أنها مكتوبة باللغة اليونانية , وهى لا تتفق طبيعتها مع لغة عيسى الأصلية , التى هى لغة سامية , لذلك كانت صلة السماء بهذه الأناجيل اليونانية , أضعف بكثير من صلتها بتوراة اليهود , وقرآن العرب .
ثالتا : انجيل برنابا :
كان من بين الحواريين , ورجال الدين المسيحى , رجل يدعى برنابا , وكان معروفا بالسخاء والطهارة والفضل , وهو قديس ومجاهد , وفى الانجيل الذى ينسب اليه : " انجيل برنابا " حقائق حاربتها الكنيسة , وسعت الى طمسها ,لأنها تؤكد على بشرية عيسى عليه السلام , ولا تنسب اليه , ولا الى أمه , الاّ مكارم الأعمال , وينكر هذا الانجيل , وينفى نفيا باتا , أن يكون عيسى ابنا لله , أو أن اليهود صلبوه , أو قتلوه , وهو فوق ذلك يبشر بصريح اللفظ , بمجىء نبى بعد عيسى عليه السلام اسمه : " أحمد " ويدعو النصارى للايمان به , وجاء فيه : " ان الآيات التى يفعلها الله على يدى , تظهر أنى أتكلم بما يريد الله , ولست أحسب نفسى نظير الذين تقولون عنه , لأنى لست أهلا لأن أحل رباطات , أو سيور حذاء رسول الله الذى تسمونه : " مسيا " الذى خلق قبلى , وسيأتى بعدى بكلام الحق , ولا يكون لديه نهاية . "
ملاحظة : كلمة : " مسبيا " تعنى " محمد " كما يقول الدكتور سعادة بك , ويقول ان برنابا ذكر : " محمد " باللفظ الصريح فى عدة فصول , ووصفه بأنه : " رسول الله " وذكر أن آدم لما طرد من الجنة رأى سطور كتبت فوق بابها بأحرف من النور : " لااله الا الله محمد رسول الله "
ثالتا : انجيل برنابا وعقيدة التثليث :
هدد الامبراطور : " تيودو سيوس " فى عام 383م بمعاقبة كل من لا يؤمن بالثالوث , ولا يعبده , وصدر عام 496 م مرسوم من : جيلاسيوس " بادانة انجيل برنابا الذى يدعوا الى التوحيد الخالص , ويتنبأ بمجىء " محمد " عليه الصلاة والسلام .
( لا شك انه لو عاصر بذوع الدعوة المحمدية , لكان أول من ناصرها )

رابعا : العالم الفرنسى الكبير يعلن اسلامه :
فى يوم مشهود بالجامع الجديد بالجزائر اذاع العالم والفيلسوف الفرنسى الكبير الاستاذ : " ايتيين رينيه " أو الشيخ ( عبد الواحد يحيى ) الى الغربيين جميعا أنه علم خطأ تصورهم نحو المسيح , وأنه أقتنع برسالة الاسلام , ... جاء فيها :
"....... أنه ليشهد الناس جميعا , على أنه يدين بالاسلام من عشرات السنين , وأنه لم يجهر به الا اليوم , ويريد منهم أن يدفنوه فى قبره , مسلما حنيفا , وأعلن أنه لم يكن له مأرب وراء اسلامه , ولا مطمع , ولا مغنم , اللهم الاّ ارضاء يقينه , واثبات صحة دينه , وأنه لم يتخذه الاّ بعد بحث دقيق , وأنه ناقش المناصرين , والطاعنين , حتى علم علم اليقين : (( أن الدين عند الله الاسلام . )) "
خامسا : العالم الفرنسى الدكتور موريس بوكاى :
كان من اشهر علماء الطب , يأتوة المرضى وقاصدى الاستشارة , من أقاصى الدنيا , ويحكى أنه كان أحد زواره , المرحوم الملك فيصل رحمه الله , وكان من عادة هذا الطبيب , أن يردد أمام زواره من المسلمين , ما سبق اعتنقه فى مسيرة حياته عن نبى الاسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كغيره من الغربيين من معلومات خاطئة ومضللة , وعندما سمعه الأمير , رحمه الله , رد عليه فى الحال قائلا فيما معناه :

· " هذا الكلام الذى تردده دائما أمام زوارك من المسلمين , هل علمته من مصادر موثقة وتحققت من صحته , أم يجرى على لسانك كما تلقنته فى الصغر مثل عامةالناس عندكم هنا وترددونه طبقا لذلك ؟؟؟ "
· قال : " نعم , نردده ,كما لقن لنا فى مدارسنا "
· قال : " أليس من المؤسف , والمحزن , أن يردد عالم كبير , وصاحب شهرة طاغية مثلك , هذه الكلمات التى يرددها عامة الناس , دون أن يجهد نفسه , ويتأكد , عن مدى صحتها من عدمه ؟؟؟
· كان هذا الحوار الهادف , القليل فى كلماته , الكبير الجليل فى معناه , هو الدافع والباعث والمحرك الرئيسى لهذا العالم الجليل كى يجند نفسه وينقطع تماما لرسم خطة عظيمة , ومبهرة للاضطلاع بعملية بحث جليل وعظيم , فى مجال جديد لم يسبقه فيه أحد , وأصبح اليوم من أهم , وأشهر , وأوفى مبحث فى علوم : " القرآن الكريم " الا وهومجال : " الاعجاز العلمى فى القرآن " وضع أساسه فى الدراسة القيمة المقدمة فى كتابه الشهير : " دراسة الكتب السماوية فى ضوء ما توصل اليه الانسان من العلم الحديث . " والذى صدر فى أوائل ستينات القرن المنصرم .
· يعد هذا الكتاب فتحا عظيما , كان له الفضل فى دخول أشهرعلماء الغرب المتخصصون فى مجالات المعارف المختلفة الاسلام , نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر , عالم البحار الفرنسى الشهير : " جاك كوستو " فالنستمع الى ما وصلنا من الأخبار عن سبب اسلامه :
· " ..... جاء فى الأخبار أن عالم البحار الشهير : " جاك كوستو " أعلن اسلامه بعد أن قضى مدة طويلة يدرس القرآن والعلوم الاسلامية , وقد أشار فى هذا الصدد الى أن صديقه الدكتور : " موريس بوكاى " هو الذى أكد له أن ما توصل اليه من حقائق علمية فيما يتعق بابحاثه , وما اكتشفه من خبايا علوم البحار , من الأمور الواردة فى : " القرآن الكريم " وهو الوحى المنزل على رسول البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , ويقول فى ذلك : " بعد أن عرفت هذا من صديقى د. موريس , عكفت على دراسة القرآن وعلوم الاسلام , حيث تبين لى أن هذا الكتاب : " القرآن " يحمل بين طياته النور , والحق , وكان قرارى الدخول فى الاسلام دين الله , الجامع لكل الأمور . "


............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-2012, 08:57 PM   #69
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك


أنا : العوضابي




(45)

" مع الشيخ الامام محمد متولى الشعراوى "
(1) البر :
تحت عنوان : " الفضيلة والرزيلة " يحدثنا فضيلة الشيخ الامام محمد متولى الشعراوى فالنستمع اليه : " أن في دينالإسلام ما يغنينا جميعا من هؤلاء !! يقول الحق سبحانه و تعالى : ((وَتَعَاوَنُواْعَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِوَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) فما هو البر؟ البر: مااطمأنت إليه نفسك, و الإثم هو ما حاك في صدرك و خشيت أن يطلع عليه أحد, بمعنى : أنالأمر الذي تفعله و تخاف أن يطلع عليه الناس , هو الإثم , لأنه لو لم يكن إثمالأحببت أن يراك الناس و أنت تفعله. إذن...فقول الحق سبحانه و تعالى ((وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِوَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) هو أن كلجماعة من الناس تأتي لتتعاون على مشروع خيري فنقول لها: فليبارك الله لك و نشد علىيديك و لكن نحذرك من شيء واحد هو ألا تجعلي لجمعياتك نشاطا ينسب إلى غير دينك, مثالذلك تلك الجمعيات المسماة ب : ( الروتاري) أو ما شابه ذلك من الأسماء المشبوهة والوافدة إلينا من الغرب و يقال إن نشاطها خيري, لماذا لا تقدمون الخير مادام منكم ولإخوانكم باسم الإسلام إن الخير كل الخير ألا ننخرط في هذه الجمعيات فإن بدا فيهاخير ظاهر فما تبطنه من شر أضعاف مضاعفة, و إن كان لواحد منا الطاقة على العملالخيري فليعمل ذلك من خلال دينه , و عقيدته, و ليعلم كل إنسان أن الإسلام طلب منا أنتكون كل حياتنا للخير و ذلك ما يجب أن يستقر في الأذهان حتى لا يأخذ الظن الخطأ كلما يصيبه الخير من هذه الجمعيات أن الخير قادم من غير دين الإسلام أن من أميز مايميز المؤمن.. ((ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَاءوَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ)) و ليعلم كل مسلم أنه ليس فقيرا للقيم حتى يتسولهاإلى الخارج, بل أن في دين الإسلام ما يغنينا جميعا من هؤلاء فإذا كنا نفعل الخير, ونقدم الخدمة الاجتماعية للناس, فلماذا لا نسميها بمسمياتنا نحن, و نأخذ أهدافها منديننا نحن, لماذا نجري وراء كل ما هو غربي؟ .. و لنقرأ جميعا قول الحق سبحانه وتعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًاوَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) ...... انتهى
الهرج والمرج وعلاجه :
يحدثنا فى ذلك فضيلة مولانا الشيخ الدكتور / محمد البوطى فالنسمع اليه : " ان الانسان فى كينونيته الأصلية غندما يكون متحررا من المبادىء , والقيم , ..... هذا الانسان يكون أضرى وحش فى العالم كله , لا من حيث قوته التى يسخرها لمآربه , بل من حيث قواه الفكرية , التى يسخرها لابتداع الوسائل , ولاختراع السبل لأفكاره التى يحاول أن تتم له الهيمنة الكاملة , ومعلوم أن وحوش الغابات تتمتع بقوتها الذاتية , ولكن ليس لها مدارك تسخرها لاختراع مزيد من القوى , ومزيد من وسائل الهيمنة على الآخرين .
لذا فان الانسان أيا كان , لا يصلحه الاّ لجام محكم , من : " الدين الحق " عندئذ تستيقظ الانسانية بين جوانحه , ومن ثم يتحول هذا المخلوق , من وحش شرس , الى انسان يتمتع بكل ما نعرفه من معانى الانسانية ,
الدين الحق هو اللجام الوحيد الذى يصلح حال الانسان , ويخضعه للعدالة الحقيقية , فالدين الحق انما يعنى أولا , أن يتعرف الانسان على هويته , يقف أمام مرآت ذاته , فيبصره الدين بهويته : " عبدا مملوكا ضعيفا لله عزّ وجلّ "..... ويبصره بالوهية الله عز وجل , ورقابته الدائمة له , ويبصره , أن مآله على الله , وبأن وقوفه لا يمكن , الاّ أن يكون بين يدى الله , ومن ثم يتطامن لقرار الله عز وجل , ويرمق بطرفه الى السماء , ليتلقى موازين العدل من الله : (( والسماء رفعها ووضع الميزان ألاّ تطقوا فى الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان . ))
( الميزان انما هو : " العدل " . )
الفرق بين العدالة التى تهبط من علياء الربوبية , أمانة مستودعة بين يدى الانسان , والعدالة الزائفة التى يدعيها الانسان , ويخترعها انطلاقا من رعوناته , ورغائبه , وقوته التى يتمتع بها , ....... فعدالة السماء لا تفرق بين الناس لأى موجب من الموجبات , انها عدالة الله , لا تفرق بين الأديان والمذاهب , ولا يمكن أن تفرق بين قوى وضعيف , ولا بين عربى وعجمى , فهى ميزان يتسامى فوق هذه الاعتبارات كلها : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا , أعدلوا , هو أقرب للتقوى . ))..... أى لا يحملنكم بغضكم لأعدائكم على ألا تعدلوا , أعدلوا , وأنصفوهم , هو أقرب للتقوى .
ويواصل فضيلته يحدثنا عن قصة اليهودى الذى أتهم بالسرقة ظلما , وجورا , فنزل فيه قرآنا يتلى ويتعبد به , وفحوى القصة التى حدثت فى عهد النبوة , وهى أن أسرة مسلمة ضعيفة الايمان , قامت بسرقة أمتعة باهظة الثمن من أخ لهم فى الاسلام , وطاب لهم أن يلصقوا هذه الجريمة بجاره اليهودى , واتهم المجنى عليه فيما اتهم كلا من السارق , وجاره اليهودى , وعندما سؤءل السارق الحقيقى , استنكر , وأظهر قضبه , واتهم اليهودى بالسرقة , وتركزت الأنظار عليه , وكادت التهمة أن تحيط به , واذا بقرآن ينزل دفاعا عن اليهودى : (( انا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما , واستغفر الله , ان الله كان غفورا رحيما , ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم , ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما , يستخفون من الناس , ولا يستخفون من الله , وهو معهم , اذ يبيتون ما لا يرضى من القول , وكان الله بما يعملون محيطا , فها أنتم هولاء جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة , أم من يكون عليهم وكيلا . )) ..... الى قوله : (( ومن يكسب خطيئة , أو اثما , ثم يرم به بريئا , فقد احتمل بهتانا , واثما مبينا . ))
(2) الصبر :
الحق سبحانه و تعالى يريد منا أن نصبر ابتغاء وجهه الكريم , الصبر هو حبس النفس بحيث ترضى بمكروه نزل بها , و المكروه له مصدران :
الأول : أمر لا غريم لك فيه فإن أصابك مثلا مرض أو عجز, أو فقدت أحد أولادك بموت, فهذا ليس لك غريم فيه, و لا تستطيع أن تفعل معه شيئا.
الثاني : أمر لك غريم فيه كأن يعتدي عليك أحد, أو يسرق مالك أو غير ذلك , الأمر الذي لا غريم لك فيه : ليس أمامك إلا الصبر, و الأمر الذي لك غريم فيه تكون نفسك مشتعلة برغبة الانتقام , و لذلك يحتاج إلى صبر أكبر, و إلى صبر أطول, لأن غريمك أمامك, فنفسك تطالبك بالانتقام منه, و لذلك يفرق الله سبحانه و تعالى بين الصابرين , فيقول سبحانه و تعالى: (( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِالْأُمُورِ)) و يقول سبحانه و تعالى في آية أخرى: (( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)) ووجود اللام هنا يدلنا على أننا نحتاج إلى صبر على غريم لنا, و إلى قوة إرادة , وعزيمة حتى نمنع أنفسنا من الانتقام . والصبر له دوافع, فمن الناس من تأتيه أحداث شديدة فيظهر أمام الناس أنه أقوى من الأحداث التي لا تستطيع أن تنال منه , و أنه جلد, و أنه صبور فهذا صبر ليس لابتغاء وجه الله , و لكنه صبر ليبين نفسه أنه فوق الأحداث, أو صبر أمام أعدائه حتى لا يشتموا فيه, فقد قال الشاعر:
و تجلدي للشامتين أريهم *** أني لريب الدهر لا أتضعضع
و لكن الحق سبحانه و تعالى يريد منا أن نصبر ابتغاء وجهه الكريم , فعندما ترى أمرا يحدث لك فاعرف أن فيه خيرا كثيرا, و اعلم أن لله فيه حكمة , ولو أنك خيرت بين ما كان يجب أن يقع و بين ما وقع لاخترت ما وقع , إذن.. فالذي صبر ابتغاء وجه الله ينظر إلى مناط الحكمة في مورد القضاء عليه , و لذلك يقول: أحمدك يا ربي على كل قضائك , و جميع قدرك حمد الرضا بحكمك , لليقين بحكمتك , ...... هذا تيقن بالحكمة فلا تأخذ الأمور بسطحية
............... يتبع :.

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-22-2012, 05:09 PM   #70
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (64)


أنا : العوضابي




(46)
(1) الصدق :
الصدق هو أن تطابق النسبة الكلامية الواقع , يقول الحق سبحانه و تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) أي يا من آمنتم بالله اتقوا الله أي اجعلوا بينكم و بين الله وقاية.. و لكن المفروض أن المؤمن يكون في معية الله فكيف يطلب الحق سبحانه و تعالى منا أن يكون بيننا و بينه وقاية ؟ نقول.. أي اجعلوا بينكم و بين صفات الجلال لله تعالى وقاية , و هنا يأتي من يتساءل بأن الله سبحانه و تعالى يقول: ((اتَّقُواْ اللّهَ)) و يقول سبحانه : (( فاتَّقُواْالنار )) فكيف ينسجم المعنى؟ نقول: إن المعنى ينسج لأن النار جند من جنود الله تعالى , فكأن الحق سبحانه و تعالى يقول: اجعلوا بينكم و بين النار التي هي من جنودي صفات الجلال وقاية , وقول الحق سبحانه و تعالى ((وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)) أي التحموا بهم فتكونوا في معية الله, فإذا جاء من بعدكم وجدوكم من الصادقين , إذن.. ف ((مَعَ الصَّادِقِينَ)) سابقة (( لَمِنَ الصَّادِقِينَ )) و لكن من هم الصادقون؟ مادة الكلمة ( الصاد و الدال و الواو) تدل على أن هناك نسبا يجب أن تتوافق مع بعضها البعض فما معنى هذه النسب؟ إن الإنسان حين يتكلم فإنه قبل أن ينطق بالكلمة تمر على ذهنه نسبة ذهنية قبل أن تكون نسبة كلامية مثل إذا أردت أن أقول: ( محمد زارني) قبل أن تسمع لساني ينطق بهذه العبارة فإنها تمر على ذهني أولا, و المستمع لا يدري شيئا عنها, فإذا قلت لي كلاما أعلم أن النسبة الذهنية جاءت إلى عقلك فترجمها لسانك إلى نسبة كلامية فنطق بها فلما سمعها السامع عرف أولا النسبتين, و قد تكون هذه النسبة صحيحة وواقعة... حينئذ يكون الصدق , و قد تكون غير صحيحة , و يكون الكذب , إذن.. فالصدق هو أن تطابق النسبة الكلامية الواقع , و إذا لم تتطابق فذلك هو الكذب, فكل كلام يقالمحتمل الصدق أو الكذب , و الصدق هو الذي يجمع كل خصال الإيمان , و جاء في الأثر حديث عن بدوي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له : ( في ثلاث خصال لا أقدر عليها: ( الأولى : النساء , و الثانية : الخمر , و الثالثة : الكذب , و قد جئتك في خصلة من الخصال الثلاث أتوب منها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " كن صادقا و لا عليك " ....... فلما ألحت عليه خصلة الخمر قال: وإن سألني رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أشربت الخمر؟) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول الصدق , فامتنع عن شرب الخمر, و عندما نظر إلى امرأة و اشتهاها قال: إن سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ماذا فعلت مع النساء؟ ) فماذا أقول له؟ لابد أن أقول له الصدق فامتنع عن النساء, و هكذا منعه الصدق من المعاصي و لذلك عندما سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيسرق المؤمن؟قال نعم. أيزني المؤمن؟ قال نعم, أيكذب المؤمن؟ قال لا........ و الله سبحانه و تعالى ينبه إلى أنه لابد أن يكون كلامكمطابقا لواقع فعلك.. و إياك أن تقول كلاما و فعلكغيره,و لذلك يقول الحق سبحانه و تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَتَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ, كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ))


(4) فعل الخير :

هناك معايير مختلفة لحب الخير عندما ننظر في معنى كلمة ( خير) نجد أن المقابل لها كلمة ( شر) لكن كلمة خير هي الكلمة الوحيدة في اللغة التي يكون فيها الاسم مساويا لأفعل التفضيل إذا أضيفت لها (من) لتصبح ( خير من). و الخير هو ما يأتي بالنفع , و لكن مقياس النفع يختلف باختلاف الناس فواحد ينظر إلى النفع العاجل ,وواحد ينظر إلى نفع آجل , و لنضرب على ذلك مثلا – و لله المثل الأعلى- بأخوين الأول يستيقظ مبكرا و يذهب إلى مدرسته , و يستمع إلى أساتذته, و يواظب على قراءة دروسه , و استيعابها, و الآخر يوقظونه من النوم بمنتهى الصعوبة , فإذا استيقظ قهر, و يخرج من المنزل لا إلى المدرسة , و لكن يتسكع في الشارع , و يلعب مع هذا و ذاك , إن كلاهما يحب الخير لنفسه و لكن الخلاف بينهما يكون في تقييم الخير, واحد يفضل الخير الآجل, و آخر يفضل الخير العاجل , و لو كان فيه ضياع لحياته , واحد يفضل أن يتعب عشراً أو خمس عشرة سنة ليكون إنسانا ذا مكانة في المجتمع , و آخر يفضل أن يلعب الآن ولو كان ذلك فيه دمار لمستقبله , مثال آخر فلاح يفلح الأرض , و يحسن رعايتها, و يعتبرها فضلا من الله تعالى فيرعى حق الخالق فيما وهب, و يروي الأرض و يسمدها, و يرجو الحق أن يبارك له في الرزق فيمر الوقت و ينضج الزرع فيحصده و يملأ الرجل مخازنه برزق الله الوفير, و يزكي ماله , وزرعه, و يظل طوال العام يأكل هو أبناؤه مما رزقه الله نتيجة لتعبه و كده, و آخر لا يرعى حق الله فيما وهبه من أرض و يتركها و يمهلها, و لا يرهق نفسه, و يستسلم للكسل, ويأخذ رزقه من السرقة أو التسول. إذن.. فهناك معايير مختلفة لحب الخير, فلماذا نرهق أنفسنا في وضع مقاييس للخير؟ إن الحق هو الذي أنزل الشريعة الغراء و بها كل معايير الخير, ....إن معايير الخير التي وضعا الخلق قد تختل , لكن معايير الخير التي وضعها الحق لا تختل أبداً.

الأمانة التي أعطاها اللهلخلقه :
الأمانة هي حق في ذمة إنسان لإنسان آخر عليه أن يكون مستعداُ لأداء الحق ساعة الطلب، و حين يعطي إنسان إنساناً شيئا يصير الآخذ مؤتمنا فإن شاء أدى، و إن شاء لم يؤد , لكن هناك أمانات أخرى لم يعطها إنسان لإنسان أنما أعطاها رب الناس لكل الناس ، من هذه الأمانة التي هي عطاء من الله ..العلم الذي أعطاء الله للناس فهو أمانة فلا تقل إن ما تعلمه للآخرين هو دين عليهم أنما هو أمانه من الله عليك أن تؤديها لخلقه الذين لا يعلمون، كذلك الحلم أمانة، و الشجاعة أمانة، و كل صفات الخير التي فيك هي أمانة , وعليك أن تؤدي ضريبتها لخلق الله تعالى , والأمانة في المال قد تكون واضحة، أما في بقية الأشياء فعلى الإنسان أن يعرف أنه مؤتمن عليها؛ لأن صاحبها هو الله وهو خالقها فيك..لقد أمن الله الإنسان على المواهب المختلفة حتى يؤديها للغير، فينتفع المجتمع الإنساني كله , إذن ..فليس من الضروري أن تكون الأمانة هي من صاحب مساوٍ لك لتردها، و لكن الأمانة هي ما تصير مؤتمنا عليه من خالق , أم من مخلوق , إذن..بهذا المعنى الأمانة أمرها واضح , فالألوهية حق لله و حده ، فعليك أن توحده , و لا تشرك به أحداً , وهذه أمانة عندك ، والتزامك أمر النبي صلى الله عليه و سلم أمانة ، وغيرتك على دينك و مجتمعك أمانة , و فيما حباك الله به من مواهب أمانة ، فكل انسان أمين على موهبته فليؤدها إلى غيره ، و ليعط أثرها لمن لا توجد عنده هذه الموهب، لقد أعطى الله لهذا قوة في العضل، و لثان قوة في الفكر، و لثالث قوة في الحلم , ولرابع قوة في العلم , وغير ذلك من المواهب ، كل هذه أمانات وأودعها الله في خلقه ليكون أداؤها محققا للتكامل بين الخلق، فحين يؤدي كل إنسان أمانته لغيره من البشر يصبح عند كل إنسان مواهب غيره من البشر. و قمة الأمانة أن يعبد الإنسان خالقه , ولا يشرك به أحداً، و الأمانة في التكاليف التي كلفك الله بها فيجب على كل إنسان أن يؤدي ما كلفه الله تعالى به.. و ليعلم الإنسان أن هذه التكاليف أمانة للغير عنده ، فحين يكلفك الله بألا تسرق فهو سبحانه كلف الغير كله ألا يسرقوك , إذن فكل أمانة عند الغير هي أمانة عندك فإن أديت مطلوبات الأمانة عندك أدى المجتمع الذي يحيط بك الأمانة التي عنده لك , والإمانة إذا ضاعت كان ولابد من العدل، لأن الإنسان إذا ما عاش في مجتمع يؤدي كل واحد فيه ما للغيرعنده لما احتجنا إلى التقاضي، لأن التقاضي إنما ينشأ من خصومة , وخلافات، فالتقاضي سببه أن واحدا أنكر حق غيره ، فيذهب الاثنان إلى المحكمة لتحكم بينهما بالعدل , إذن..فإذا أدى كل واحد منا ما في ذمته من حق للغير لما وجد تقاضٍ، و لما وجدت خصومة؛ و لذلك لا توجد في مثل تلك الحالة ضرورة للذهاب إلى المحاكم للعدل بين الناس .
( انتهى النقل )
............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-31-2012, 02:11 PM   #71
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (47)


أنا : العوضابي




(47)
أعد الأعداء :
اعلم ان أعدى عدوك نفسك التى بين جنبيك , وقد خلقت أمارة بالسوء , ميالة الى الشر , فرارة من الخير , ... وأمرت بتزكيتها , وتقويمها , وقودها بسلاسل القهر , الى عبادة ربها وخالقها , ومنعها من شهواتها , وفطامها عن لزاتها , فان أهملتها جمحت , وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك , وان لازمتها بالتوبيخ , والمعاتبة , والعذل , والملامة , كانت نفسك هى النفس : " اللوامة "التى أقسم الله بها , ورجوت أن تصير النفس : " المطمئنة " المدعوة الى أن تدخل فى زمرة عباد الله راضية مرضية , فلا تغفلن ساعة عن تذكيرها , ومعاتبتها , ولا تشغلن بوعظ غيرك ما لم تشتقل بوعظ نفسك ,..... أوحى الله الى عيسى عليه السلام : " يا ابن مريم عظ نفسك , فان اتعظت فعظ الناس , والاّ فاستحى منى . "
الحلم :
الحلم فضيلة سامية , وخلق رفيع , وخلة لازمة لصفوة الله من خلقه , وخيرته من عباده , من أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
أسبابه : من أسبابه :
(1) الرحمة للجهال , واعذارهم , قال أبو الدرداء رضى الله عنه لرجل أسمعه شتائم : " يا هذا لا تغرق فى سبنا , وأجعل للصلح موضعا , فانا لا نكافىء من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله عزّ وجلّ , فيه . "
(2) القدرة على الانتصار , وذلك من سعة الصدر , وحسن الثقة , وقد روى عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال : " اذا قدرت على عدوك , فأجعل العفو شكرا للقدرة عليه . "
(3) الترفع عن السباب , وذلك من شرف النفس , وعلو الهمة , كما قال الحكماء : " شرف النفس أن تحمل المكارة , كما تحمل المكارم "
(4) الترفع عن المسىء , ومما يذكر أن رجلا شتم ابن هبيرة , فأعرض ابن هبيرة عنه , فقال له الرجل : " اياك أعنى " فقال ابن هبيرة : " وعنك أعرض " , وأكثر رجل من سب الأحنف , وهو لا يجيبه , فقال الرجل : " ما منعه من جوابى الاّ هوانى عليه " وسكت عنه .
(5) الاستحياء من جزاء الجواب , وهذا يكون من صيانة النفس , وكمال المروءة , ويقال فى الحكمة : " احتمال السفيه خير من التحلى بصورته , والاغضاء عن الجاهل خير من مشاكلته " .
(6) الكرم وحسن التأفف , وقد قيل للاسكندر المقدونى , ان فلانا , وفلانا ينقصانك , ويصيبانك , فلو عاقبتهما , فقال : " هم بعد العقوبة أعذر فى تنقصى , وثلبى " فكان هذا تفضلا منه , وتأففا , ..... وحكى أن على بن أبى طالب رضى الله عنه , قال لعامر بن مروة الزهرى : " من أخمق الناس ؟؟؟ " قال : " من ظن أنه أعقل الناس " قال : " صدقت " ثم سأله : " فمن أعقل الناس " ؟؟؟ " قال : " من لم يتجاوز الصمت فى عقوبة الجاهل
(7) عدم تعدى الحدود , عند دواعى المكر , والدهاء , والغضب , فغضب الجاهل فى قوله , وغضب العاقل فى فعله , وشأن المؤمن دائما أن يكون حريصا على معالى الأمور , ومترفعا عن سفاسفها , متعلقا بأهداب الكمال , ساعيا الى احرازها , والاتصاف بها .
الأسباب الدينية الداعية عليه :
(1) أن يذكر الله تعالى عند القضب , فيدعوه ذلك الى الخوف منه ويبعثه على الطاعة له , فيرجع الى أدبه , فعند ذلك يزول الغضب , قال تعالى : (( واذكر ربك اذا نسيت . )) قال عكرمة : " اذا غضبت " .
(2) أن يتذكر ما يوؤل اليه الغضب من الندم , ومذمة الانتقام , قال الحكماء : " الغضب على من لا تملك عجز , وعلى من تملك لؤم " .
(3) أن يذكر ثواب الحلم , فيقهر نفسه على الغضب رغبة فى الجزاء , والثواب , وحذر استحقاق الذم والعقاب , جاء فى الأثر : " الخير فى ثلاث خصال فمن كن فيه , فقد استكمل الايمان : (1) من اذا رضى لم يدخله رضاه فى باطل . (2) واذا غضب لم يخرجه غضبه من حق , (3) واذا قدر عفا "
(4) يذكر انعطاف القلوب عليه , ومحبة الناس له بالحلم , والصفح , فيكف عن متابعة الغضب , رغبة فى التأليف , وجميل الثناء .
وقد رغّب الاسلام فى الحلم والاعتصام بحبله , والعيش فى وارف ظله , لأنه ارادة , ايجابية , لمكافحة الشر , وتفادى الأزمات , لأن الاستجابة لهذا الداء يحفز الى الانتقام , وتحجب منافذ الفكر , وتقتل الحكمة , عندها تكون القوة الجسمية , أو السلطان , سلاحا بتارا فى يد مجنون , تزهق به النفوس , وتتطاير به الرؤس , دون ما وعى , أو ادراك .
أحاديث مروية عن الامام على كرم الله وجهه :
(1) حديث رواه الامام أحمد رحمه الله باسناد صحيح عن عبدالله بن السبع قال خطبنا على قال : " والذى خلق الجنة , وبرأ النسمة , لتخصبن هذه , من هذه " ... قال الناس : " فاعلمنا من هو , ... والله لنبترنّ عتره ؟؟؟ " قال : " أنشدكم بالله , ألاّ يقتل غير قاتلى " قالوا : " ان كنت قد علمت ذلك استخلف اذن " قال : " لا , ..... ولكن أكلكم الى ما وكلكم اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم . "
(2) روى عنه أنه قال :
" ألا وأنه يهلك فيّ اثنان : محب يقرظنى بما ليس فيّ , ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى , ..... ألا انى لست بنبى , ولا يوحى الىّ , ولكنى أعمل بكتاب الله , وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت , فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتى فيما أحببتم , وكرهتم " .
(3) روى عنه أيضا أنه قال : " دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ان فيك مثلا من عيسى : أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه , وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذى ليس به , ألا , وانه يهلك فيّ اثنان : محبّ مفرط يقرظنى بما ليس فيّ , ومبغض يحمله شنآنى على أن يبهتنى . "
(4) وروى أيضا من طرق صحيحة , وحسن , ان النبى صلى الله عليه وسلم قال لعلى : " أشقى الناس رجلان : الذى عقر الناقة , والذى يضربك على هذه ( وأشار الى فوخه ) حتى تبتل هذه (وأشار الى لحيته ) . "
( فكان الامام على يقول لأهل العراق اذا اتضجر منهم : " وددت أنه قد انبعث أشقاكم , فخضب هذه : (يعنى لحيته ) من هذه , ( ويضع يده على مقدم رأسه . "
من أقواله كرم الله وجهه :
(1) لا ظفر مع البغى , ولا ثناء مع الكبر , لا صحة مع النهم والتخم , ولا شرف مع سوء الأدب , ولا راحة مع الحسد , ولا سؤدد مع الانتقام , لا صواب مع ترك المشورة , لا مروءة للكذب , لا كرم أعزّ من التقى , لا شفيع أنجح من التوبة , لا لباس أجمل من العافية , ولا داء أعيى من الجهل , المرء عدو ما جهله , رحم الله عبدا عرف قدر نفسه , ولم يتعد طوره , النصح بين الملأ تقريع , نعمة الجاهل كروضة على مزبلة , أكبر الأعداء , أخفاهم مكيدة , الحكمة ضالة المؤمن , البخل جامع لمساوى العيوب , اذا حلت المقادير ضلت التدابير , عبد الشهوة أذلّ من عبد الرق , الحاسد مقتاظ على من لا ذنب له , أكثر مصارع العقول تحت برق الأطماع , قصم ظهرى اثنان : عالم متهتك , وجاهل متنسك , هذا ينفر الناس بتهتكه , وهذا يضل الناس بتنسكه , جزاء المعصية الوهن فى العبادة , والضيق فى المعيشة , والنقص فى اللذة , قيل وما النقص فى اللذة ؟؟؟ قال : لا ينال شهوة حلالا, الاّ جاءه ما ينقصه ايّاها , من واليته معروفا , وجازاك بضده , فقد أشهدك على نفسه بنجاسة أصله , الغالب بالظلم مغلوب .
وروى أنه لما ضربه ابن ملجم دخل عليه الحسن باكيا فقال : " يا بنى أحفظ عنى أربعا , وأربعا : ان أغنى الغنى العقل , وأكبر الفقر الحمق , وأوحش الوحشة العجب , وأكرم الكرم حسن الخلق , والأربعة الأخر : اياك ومصاحبة الأحمق : فانه يريد أن ينفعك فيضرك , واياك ومصادقة الكذاب فانه يقرب عليك البعيد , ويبعد عليك القريب , واياك ومصادقة البخيل فانه يخزلك فى أحوج ما تكون اليه , واياك ومصادقة التاجر فانه يبيعك بالتافه .
( لعله يريد هنا بالتاجر الفاجر منهم , والله أعلم )
ورى عنه أنه قال لبعض الملحدين المنكر للمعاد :
" ان كان الذى تظن أنت , نجونا نحن وأنت , والاّ هلكت أنت وحدك . "

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-15-2012, 11:54 AM   #72
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (48)


أنا : العوضابي




نتابع أقوال الامام على كرم الله وجهه :
(2) من كلامه رضى الله عنه لأبنه محمد بن الحنفية : " يا بنى انى أخاف عليك من الفقر , فاستعذ بالله منه, فان الفقر منقصة للدين , مدهشة للعقل , داعية للمغت , اذا اشتدّ! الفقر , ربما يحمل على الخيانة , أو الكذب , أو احتمال الذل , أو القعود عن نصرة الحق , وكلها : " نقص فى الدين "
(3) الشر : وقال له أيضا :
" الغالب بالشر مغلوب . "
(4) ومن أقواله أيضا :
" كن فى الفتنة كابن اللبون : لا ظهر فيركب , ولا ضرع فيحلب . "
(5) ومن أقواله أيضا :
" البخل عار , والجبن منقصة , والفقر يخرص الفطن عن حجته , والمقل غريب فى بلدته , والعجز آفة , والصبر شجاعة , والزهد ثروة , والورع جنّة ( أى وقاية ) .
(6) ومن أحاديثه أيضا :
اذا أقبلت الدنيا على أحد , أعارته محاسن غيره , واذا أدبرت عنه , سلبته محاسن نفسه . "
(7) يقول أيضا :
" الزهد كله فى كلمتين من القرآن : (( لكى لا تأسو ا على ما فاتكم , ولا تفرحوا بما آتاكم . )) صدق الله العظيم .
وفيه يقول : " من لم يتأسى على الماضى , ولم يفرح بالآتى , فقد أخذ الزهد بطرفيه . "
(8) قال أيضا :
* " العشق مرض ليس فيه أجر , ولا عوض "
* " العمر أقصر من أن تعلم فيه كل ما يحسن بك علمه , فتعلم الأهم , فالأهم . "
* أربعة القليل منها كثير :
(1) النار (2) العداوة (3) المرض (4) الفقر .
أربعة من الشقاء : *
(1) جار السوء (2) ولد السوء (3) امرأة السوء (4) المنزل الضيق .
* أربعة تدعو للجنة :
(1) كتمان المصيبة (2) الصدق (3) بر الوالدين (4) الاكثار من : لا الاه الاّ الله .
* الفرق بين الظلم والخوف :
" الخوف مجاهدة الأمر المخوف قبل وقوعه , والظلم ما يلحق الانسان من وقوعه . "
* الرجال ثلاثة : " رجل كالغذاء لا تستغنى عنه , ورجل كالدواء لا يحتاج اليه الاّ حين بعد حين , ورجل كالداء , يضر ولا ينفع . "
(9) من أقواله أيضا :
" من أصلح سريرته أصلح الله علانيته , ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه , ومن أحسن فيما بينه وبين الله , كفاه الله ما بينه وبين الناس . "
(10) يقول ايضا :
" أعلم الناس بالله تعالى , أشدّهم حبا , وتعظيما , لأهل لا الاه الاّ الله . "
(11) من أقواله كرم الله وجهه :
ما للفتى حسب الاّ اذا كملت * أخلاقه وحوى الآداب والحسب
فأطلب فديتك علما واكتسب أدبا * تظفر يداك به واستعجل الطلبا
( انتهى النقل )
البغى مصرع الباغى :
قضى الله أن البغى يصرع أهله * وأن على الباغى تدور الدوائر
الحديث :
(1) " ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة فى الدنيا من البغى , وما حسنة أحرى أن يعجل لصاحبها الثواب من صلة الرحم . "
( صدق رسول الله . )
(2) " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , قلت يا رسول الله : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟؟؟ قال " تمنعه من الظلم , فذاك نصرك ايّاه . "
حديث شريف :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبى بعثه الله فى أمة قبلى , الاّ كان له من أمته حواريون , وأصحاب , يأخذون بسنته , ويقتدون بأمره , ثم أنها تخلف من بعدهم , خلوف , يقولون ما لا يفعلون , ويفعلون ما لا يؤمرون , فن جاهدهم بيده , فهو مؤمن , ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن , ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن , وليس وراء ذلك من الايمان , حبّة خردلة . "
حديث جحر الضب :
" لتتبعن سنن الذين من قبلكم , شبرا , شبرا , وذراعا بذراع , حتى لو دخلوا فى جحر ضب , لاتبعتموهم , قالوا يا رسول الله , اليهود , والنصارى ؟؟؟ قال : فمن ؟؟؟؟؟ "
وفى رواية : " لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم , وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته فى الطريق لفعلتموه . "
الآية :
(( يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين . )) صدق الله العظيم
حول هذه الآية نقرأ فى : " الظلال " :
" ان طاعة أهل الكتاب والتلقى عنهم , واقتباس مناهجهم , وأوضاعهم , تحمل ابتداءا , معنى الهذيمة الداخلية , والتخلى عن دور القيادة الذى من أجله أنشأت الأمة الاسلامية , كما تحمل معنى الشك فى كفاية منهج الله لقيادة الحياة , وهذا بداية : " دبيب الكفر فى النفس " هذا من جانب المسلمين ,
فأما من الجانب الآخر , فأهل الكتاب , لا يحرصون على شىء , حرصهم على ضلال هذه الأمة عن عقيدتها , فهذه العقيدة هى صخرة النجاة , وخط الدفاع , وأهل الكتاب يعرفون هذا قديما , ويعرفونه حديثا , ويبذلون فى سبيل تحويل هذه الأمة عن عقيدتها كل ما فى وسعهم , من مكر , وحيلة , ومن قوة كذلك , وحين يعييهم أن يحاربوها بأنفسهم , يجدون من المنافقين المتظاهرين بالاسلام , أو ممن ينتسبون الى الاسلام جنودا , مجتّدة , لتنخر لهم فى جسم هذه العقيدة , من داخل الدار , لصدّ الناس عنها , ولتزين لهم مناهج غير منهجها , فحين يجد أهل الكتاب من بعض المسلمين , طواعين , وأشياعا لهم , فهم لا شك سيستخدمون هذا كله فى سبيل الغاية التى تؤرقهم , وسيقودهم , ويقودون الجماعة كلها من ورائهم الى الكفر والضلال , والمسلم يفزع أن يرى نفسه منتسبا الى الكفر بعد الايمان . "
وعن الاستخلاف فى الأرض يقول :
" ان المسلم يزاول هذه الحياة , وهو يشعر أنه أكبر منها وأعلى , فهو يستمتع بطيباتها , أو يزهو فيها , ويجاهد لترقية هذه الحياة , أو تسخير طاقاتها , وقواها , وهو يعرف أن هذا واجب الخلافة عن الله فيها , وأنه يعلم من دينه , أن الدنيا مزرعة الآخرة , وأنه ليس هناك طريق للآخرة لا يمر بالدنيا , وأن الحياة صغيرة , زهيدة , ولكنّها من نعمة الله التى نجتاز منها الى نعمة الله الكبرى , لذلك فهم يعيشون فى عالم الايمان , الذى لا نفاق فيه , عالم يعرف الرجولة الحقيقية , والحق عنده له وجه واحد , واستخلاف الله لهم فى الأرض , يحمل معانى نبيلة , لأن حقيقة الاستخلاف فى الأرض ليست لمجرد : " الملك , والقهر , الغلبة , والحكم " ..... انّما الاستخلاف فى الأرض : " قدرة على العمارة , والاصلاح , لا على الهدم , والفساد , وقدرة على تحقيق : العدل , والطمأنينة , لا على الظلم والقهر , وقدرة على الارتفاع بالنفس البشرية , والنظام البشرى , لا على الانحدار بالفرد , والجماعة , الى مدارج الحيوان . "

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2012, 10:53 AM   #73
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك (49)


أنا : العوضابي




"مع فضيلة الحلم مرة أخرى"
(1) الأحنف بن قيس ممن تعلم الحلم :
* الأحنف بن قيس يعد من أشهر من يضرب به المثل فى : " الحلم " وهو الذى كان قد حرّم على نفسه الخمر فى الجاهلية , ووفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن وفود القبائل , وأسلم فى السنة التاسعة من الهجرة , ولما رآه النبى صلى الله عليه وسلم , قال : " هذا سيد أهل الوبر . "
وقد قيل له ممن تعلمت الحلم , قال : من قيس بن عاصم المنقرى , رأيته قاعدا بفناء داره , محتبيا بحمائل سيفه , يحدث قومه , حتى اوتى , برجل مكتوف , ورجل مقتول , فقيل له : " هذا ابن أخيك قتل ابنك " فوالله ما حل حبوته , ولا قطع كلامه , ثم التفت الى ابن أخيه فقال له : " بئس ما فعلت : أغضبت ربك , وقطعت رحمك , وقتلت ابن عمك , فرميت نفسك بسهمك , وأقللت عددك , فتب الى ربك . " ثم قال لابن له آخر كان حاضرا : " قم يا بنى حل قيد ابن عمك , ووار أخاك , وسق الى أمّك مأئة من الابل دية ابنها , فانها غريبة , حتى لا تطلب ثأرا , ولا دية . " - ( وقيل ان القاتل أخيه كما يظهر من انشاده ) - ثم أنشأ يقول :
أقول للنفس تصبيرا وتعزية * احدى يدىّ أصابتنى ولم ترد
كلاهما خلف من فقد صاحبه * هذا أخى حين أدعوه وذا ولدى انى امرؤ لا يطى حسبى * دنس بهجته ولا أبن
من منقر فى بيت مكرمة * والغصن ينبت حوله القصن
خطباء حين يقول قائلهم * بيض الوجوه أعفه لسن
لا يفطنون لعيب جارهم * وهم لحفظ جواره فطن
* مما يروى عنه , أن رجلا خلا به وسبه سبا قبيحا , فقام الأحنف , واتجه نحو داره دون أن يرد عليه , فتبعه الرجل , فعندما وصل الى قومه وقف , وخاطب الرجل قائلا : " يا أخى ان كان قد بقى من قولك فضلة , فقل الآن , كى لا يسمعك قومى فتوذى . "
* ويحكى أن رجلا قال له : " دلنى على المروءة " فقال : " عليك بالخلق الفسيح , والكف عن القبيح . "
* ومن أقواله : " ما خان شريف , ولا كذب عاقل , ولا اغتاب مؤمن . "
* فالأحنف بن قيس كان سيد قومه بالبصرة , وكان ذا شجاعة , وعقل , وأخلاق نبيلة , وكان مضرب الأمثال فى الحلم , حتى قال أحد الشعراء , فى مدح أمير من الأمراء :
اقدام عمرو , فى سماحة حاتم * فى حلم أحنف فى ذكاء ايّاس
( وهولاء هم مشاهير العرب فى الاقدام , والسماحة , والكرم , الحلم , والذكاء . )

" خالد محمد خالد والديمقراطية "

فى رده على سؤال : " من يتحمل أخطاء الحكام "قال الكاتب الكبير المرحوم / خالد محمد خالد :
" ان الكوارس التى حاقت , وستظل للأسف , تحيق بالشعوب العربية , وراءها سبب واحد هو : " غياب الديمقراطية " وعندما أقول الدمقراطية , أعنى فورا تلك المؤسسة , التاريخية , التى قامت بتضحيات هائلة للبشرية , حتى استقرت الآن فى أركانها السبعة وهى " :
(1) الأمة مصدر السلطات بما فيها السلطة التشريعية نفسها , فيما لا يناهض نصا شرعيا , قطعى الدلالة .
(2) الفصل بين السلطات , فصلا حقيقيا , لا زائفا , حتى لا تطغى احداها , على الأخرى .
(3) حق الشعب فى اختيار حكامه , لا , الاستفتاء , !!!!
(4) حق الشعب فى اختيار ممثلين له , فى برلمان حر , رشيد , شجاع , يراقب الحكومة ويقوم اعوجاجها .
(5) حق الشعب فى تعدد الاحزاب التى لا تقتصر وظيفتها فقط فى تنمية الآراء القومية داخل الأمة , بل هى الوسيلة الوحيدة لخلق الكوادر السياسية الناضجة , التى اذا وليت الأمر , أو تولى بعضها , أن تكون على وعى ورشد ,
(6) قيام معارضة برلمانية لها وضعها الدستورى , والقانونى , تستطيع اسقاط الحكومة اذا هى انحرفت , أو ضلت سواء السبيل .
(7) حرية الصحافة حرية كاملة , وحرية الفكر , والرأى , العقيدة .
هذه هى الديمقراطية لمن يريد أن يحكم أمته , وشعبه , فقياب هذه , يرجع اليه معظم الكوارث السياسية , والاقتصادية , والاجتماعية , التى منيت بها الأمة العربية والاسلامية .

( حوار قديم أجرى معه العام 1990 )
نبذة عن المذكور :
كاتب ومفكر وداعية اسلامي مصرى , تخرج فى كلية الشريعة بالأزهر الشريف عام 1945 , له العديد من المؤلفات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
(1) رجال حول الرسول (2) خلفاء الرسول (3) الديمقراطية أبدا (4) محمد المسيح (5) من هنا نبدأ ...... الخ
ردة فعل مؤلفاته :
أصدركتب عديدة فى بداية نشاطه الثقافى , وبالرغم أنها كانت محل نقد شديد من زملائه العلماء , الاّ أنها وجدت رواجا , واقبالا , لامثيل له , من الشباب , مما أكسبته شهرة عالية , ككاتب ومفكر مصرى , الأمرالذى لفت اليه نظر الحكام , وبزلوا له عروض كثيرة لنيل وظائف قيادية فى الدولة , سواء ابان حكم جمال عبدالنصر, أو أنور السادات , فكان يعتذر عنها , ورفض عروضا أخرى لأسفار خارج مصر، وآثر أن يبقى في حياته المتواضعة التي يغلب عليها الزهد والقنوع , وحقيقة ان مؤلفاته الأولى , بدأت ثائرة , متدفقة , وانتهت إلى الرسوخ , واليقين , وفي كلها كان مخلصاً ، لا يبتغي بأي منها عرضاً من أعراض الدنيا , لذلك نجده ضرب مثلا عاليا , بالأقتداء بسلفنا الصالح عندما تبين له وجه الحق , فاعترف بكل شجاعة بكافة اخطائه , وأعلن توبته عنها .
موقفه من السلطة :
عنما قامت ثورة عبد الناصر , كانت فرصته عظية كى يستفيد منها , ولكنه بدلاً من ذلك , ورغم العروض المغرية والسخية التى قدمت له , وقف ناقداً لها , موجهاً لها ، مطالباً حكومتها بتطبيق الديمقراطية، فكان صدور كتابه "الديمقراطية أبدا" بعد ستة أشهر فقط من قيام الثورة فى عام 1952 , وظلت هذه مواقفه من الثورة ورجالها حتى توجت بموقفه المشهور في " اللجنة التحضيرية التى دعى اليها مع آخرين "سنة 1961، وفيها أنتقد مواقف الثورة من قضايا الحرية والديمقراطية، وعارض ما أراد عبد الناصر القيام به من إجراءات تعسفية ضد من أسموهمحينئذ – ببقايا الإقطاع، وأعداء الشعب.. بعد أن نزعوا أموالهم غصباً وظلماً، ونكّلوا بهم بغير جريرة ارتكبوها، فصاروا بعد عز , في ذل ، وبعد غنى , في فاقة وعوز، وبعد أمن , في خوف، ولا يجدون من يدافع عنهم.. فكان هو الصوت الوحيد الذي أرتفع في وجه الصمت والخوف، مدافعا عن الحق، طالبا لهم – بدلا من العزل السياسى : " العدل " السياسي، ولما أخذ التصويت في المجلس على من يعترض على إجراءات العزل السياسي، كانت يده هي الوحيدة التي ارتفعت في سماء القاعة التي ضمت – يومئذ ثلاثمائة وستين عضواً.
موقف السلفيين منه : حرم علماء السعودية دخول كتبه المملكة متهمين اياه , زورا , وبهتانا فى عقيدته , دون تثبت , أو اعطاء دليل شرعى كعادتهم , وهذا فى الحقيقة أمر يؤسف له .

............... يتبع :

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-19-2012, 08:20 PM   #74
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: قرأت لك


أنا : حسن الخليفه احمد




اللهم ثبتنا على قدم الحق وثبت اخواننا حيث ماكانوا وحلوا انهل الله علينا امداداتك ونفحاتك وبركاتك واجعلنا من خواص احباب نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شكرا لك اخى العوضابى بارك الله فيك

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 10-23-2012, 07:38 PM   #75
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي رد: قرأت لك


أنا : العوضابي




الأخ العزيز / حسن الخليفة احمد ,
شكرا على المرور , ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الحق , والصدوع بكلمة الحق , ونسأله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2012, 01:56 PM   #76
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: (50) قرأت لك


أنا : العوضابي




(50)
نظرة الاسلام الى جمع المال :

· المال : هو عصب الحياة , ووسيلة لتبادل المنافع بين الناس
· حب المال : فطر الانسان على حب المال يقول تعالى : (( ويحبون المال حبا جما . ))
· نظرة الاسلام للمال : تقوم نظرة الاسلام للمال على أن المالك الحقيقى له هو الله : (( ولله ملك السكوات والأرض . )) وان ملكية الانس للمال ملكية مجازية , تتيح له التصرف فى حدود معينة , وأن المال الذى يملكه انّما هو مستخلف فيه , وأمين عليه , وأمانة لديه , ومنحة من الخالق للمخلوق , لا بد من المحافظة عليه وانفاقه منه : (( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه . )).... والاستخلاف معناه أن صاحب المال وكيل عن الله فيه, ولا بد للوكيل أن يتصرف فى الحدود التى رسمها له موكله , وقد حرم الاسلام استقلال المال فى الشهوات , أو فيما يؤدى الى ضرر المجتمع , مثل : الغش , والربا , والاعتداء على حقوق الآخرين .
· الطرق المشروعة للكسب الحلال :

المال الحلال هو ما جمعه الانسان نتيجة جهده فى الحياة , وسعيه واتقانه لعمله , ومراقبته لله , وقد أدى منه ذكاته , وراعى حق المجتمع فيه .

· المال الحرام :

هو ما يكسبه الانسان بوسائل متعددة , وطرق ملتوية , مثل : الربا – الرشوة –انقاص الكيل – الاحتكار – السرقة .

· الوالى والمال الحرام :

أباح الاسلام لولى الأمر أن يصادر كل مال جمع بطرق غير مشروعة حرصا على أمن المجتمع وسلامته , يقول صلى الله عليه وسلم : " بئس العبد المحتكر ,ان سمع برخص ساء , وان سمع بغلاء فرح . "
ملاحظة : ( يتم ذلك فى اطار العدالة الحقة , أى اثبات الجريمة عن طريق محاكمة عادلة , بعيدا عن عمليات التسلط , والقهر , والالتجاء للتلفيق , والاتهامات الباطلة بقرض الانتقام وغيره , وهذه كلها من أعمال الجاهلية المناهضة والمخالفة لحقيقة الاسلام )

· الرأسمالية والمال :

المال هنا ينظر اليه على أنه : " غاية " أو هو الغاية من الحياة , وهو قوام البشرية , وبقدر ما يملك الانسان من مال يكون درجة احترام الناس وتقديرهم له , دون اعتبار الى كونه جمع بوسائل غير مشروعة : " الغاية تبرر الوسيلة . " وأصبح هذا الوضع مرتعا للأمراض الاجتماعية , وساعد , ودفع دفعا عل انتشارها مثل : " الرشوة – السرقة – القمار – الربا , ... الى غير ذلك من الرزائل التى تمارس بدافع جمع المال لتحقيق " الغاية "

· علم النفس الفرويدى :

كشف الدكتور صبرى جرجس الذى عاش أكثر من خمسين عاما داعيا لعلم النفس الفرويدى , أنه وجد أن نصوص هذا العلم مأخوذة تماما من " التلمود " ومن فكر يهود , لتهديم البشرية , ولقد كان هذا المنهج مقدمة لتقنين الاباحية فى الفكر الغربى , باعتبار أن الجنس عملية بيلوجية , لا علاقة لها " بالأخلاق " وأن الدين مسألة شخصية لا علاقة له بواقع " الحب "

( من مقال للاستاذ / أنور الجندى 11/7/1986 )
يواصل الكاتب أعلاه :
لا ريب أن طرح مفاهيم المذاهب الاجتماعية الغربية واستمرار بثها عن طريق الصحافة , والكتاب , والاذاعة , والقصص والمسرحيات والأفلام السينمائية , من أخطر المحاولات التى ترمى الى جعلها مسلمات فى نظر الشباب المسلم , وعلى الأخص هولاء الذين لم يحصلوا بعد على ثقافة اسلامية كاملة وأصيلة ,
والهدف من ذلك هو : " نفى القداسة عن الدين " ونفى الثبات عن الأخلاق , والتشكيك فى قيمها , ولهذا أثره الواضح فى المجتمع , ذلك الأثر الهدام للمسئولية الفردية , والالتزام الأخلاقى , وهو ما قدمته فلسفات :

( داروين , ونيتشة , وماركس , وسارتر , وفرويد , ودوركائم .)

· الأفكار القاتلة :

يقول مالك بن نبى : " ان هناك حركة تأريخية ينبقى ألا تغيب عن نواظرنا , والاّ غابت جواهر الأشياء فلم تر فيها غير الظواهر , هذه الحركة لا تبدأ بالاستعمار , بل " بالقابلية له " لأنها هى التى تدعوه . "........... يواصل :
ان مجتمعنا الاسلامى بدلا من أن يرقب مسيرة الحضارة المعاصرة التى بدأت منعطفا جديدا يوشك أن يوقع بها – (اذا هى استمرت عبره غير ممسكة بقيمها الروحية ) – بدلا من أن يرقب مسيرتها بروح " المنهج " كى يدرك الاسباب والمسببات , اذا به وهو فى عالم ثقافى مشحون بلأفكار الميتة التى فقدت فعاليتها , يستعين بأفكار بدأت تقتل مجتمعها الذى ولدت فيه , وتهدد بسقوطه كما تنبأ : " سبنجلر " لأن الرأسمالية , والماركسية , والفكر التقدمى , انما هو تعبير عن اختلال فى وحدة العلاقة الاجتماعية بين سائر أفراد المجتمع , تلك الوحدة التى تكفلت بها بواكير الحضارة المسيحية , بنت العصر " الكارولنجى " فأورثت روح التعاون , وكانت مسئولة عن انبثاق عصر النهضة والعصر الصناعى وما تبعهما من اضطراد رأسمالى وتطور شيوعى .
يرى هذا المفكر الاسلامى الكبير :
ان هذه الأفكار القاتلة فى موطنها , ستصبح أشد قدرة على القتل فى مجتمعنا حينما نستوردها دون الجزور التى لا تستطيع حملها , والتى احتوت على مضادات السميات التى كانت تخفف من شدّت ضررها فى موطنها الأصلى .
ومن هنا فان بناء ثقافتنا وفق النموزج الذى يأتلف مع تأريخنا , وأصالتنا , فى اطار نظرة تحليلية تسبر المشكلات بعقل المؤمن الكيس الفطن , هو الطريق للخروج من أزمتنا الراهنة .
ان دورنا فى الثلث الأخير من هذا القرن ( أى القرن العشرون ) أن ندرك ادراكا بعيدا أزمت عصرنا الحديث هذا الذى أصبحت الانسانية رهينة آلته , وأصبح الفكر والثقافة انعكاسا لأزمته القاتلة , وأضحى المسلم فى عالم اقتصاد ه طاقة استهلاكية , وغدت ثروته نهبا لتقلبات النقد العالمى , وان دورنا من هذا الجانب لا يتعلق باللحاق به فى اطار التكنولوجيا , فان اتساع خطاها قد جعل سبقه فيها من المحال , فالانسانية تتطلب اطارا ثقافيا يتجاوز حدود الرقعة الحضارية الغربية الى الانسانية جمعاء , وان هذه مهمة : " الاسلام " الذى نظر الى الانسانية والحياة نظرة فيها القداسة والتكريم , ذلك التكريم الذى يستمد أساسه من الاتقان " المطلق " لكل ما خلق الله , وصنع : (( صنع الله الذى أتقن كل شىء . ))... والاتفاق الذى لا يبخس الناس اشياءهم : (( ولا تبخسوا الناس أشياءهم . )) فاذا كان الأوروبى اليوم بدأ يشعر بأزمته , وأزمة ثقافته , فان المسلم لا يستطيع أن يمارس دوره الأساسى فى تبليغ الاسلام , الاّ اذا مارس دوره الأساسى فى الارتفاع الى مستوى الحضارة , فالاسلام كحقيقة صادقة , وصحيحة , لا يمكن تبليغها عبر كتاب نكتبه , بل عبر نموزج حى يبصره أولئك الذين نخاطبهم بلغة الاسلام , فالعالم اليوم يتفاعل بالحدث , أكثر مما يستجيب لمنطق الأفكار .
ولما كان لا يمكن لمجتمع أن يبنى ثقافة من غير مثل أعلى يكون هو المسوغ لكل تحرك , فانه حينما يفقد المجتمع مسوغاته سيقع فى وهدة العبث , والضياع , والهيبية , والمخدرات , مما ىيعانيه المجتمع الصناعى اليوم , ..... والاسلام فى هذا الاطار يشكل قاعدة من القواعد النفسية , والتأريخية التى تؤهل مجتمعنا كيما يدخل التأريخ , وبالتالى فان الفكر الاسلامى يلزم باجراء تصفية تحدد مسار خطته , ووسائل فى دفع المجتمع حتى يستعيد مصيره , وحينئذ ستنسحب من قاموسنا السياسى كلمة : " استعمار "..... فالاستعمار ما جاءنا الاّ نتيجة لمرض أصابنا انه :

( القابلية للاستعمار . )
................ ونواصل :


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-22-2012, 05:14 PM   #77
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: (51)قرأت لك


أنا : العوضابي




" مواجهة حملات التشكيك فى السنة النبوية "
" حوار مع الدكتور /أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الشريف "

· يقول الدكتور :

" ان التشكيك فى السنة النبوية يعد تشكيك فى القرآن الكريم , لأن القرآن الكريم لا يمكن أن يفهم بدون السنة النبوية , قال تعالى : (( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم . ))... والبيان يكون : بقوله صلى الله عليه وسلم , وفعله , وتقريره , وما يلزم ذلك , اذن كل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم , وورد عنه من أحاديث , يلزم العمل بها ما دامت صحيحة , يقول الله تعالى : (( وما آتاكم الرسول فخذوه , وما نهاكم عنه فانتهوا . ))

· القرآن فيه أوامر مجملة مثل : (( أقيموا الصلاة . )) أو (( آتو الزكاة . )) أو (( كتب عليكم الصيام . )) فجاءنا بيان هذه , وأداء كل الشعائر الدينية الخاصة , وكيفية أداءها على الوجه الصحيح من السنة النبوية مثل : " صلوا كما رأئتمونى أصلى " " خذوا عنى مناسككم "..... فالسنة مفصلة لما جاء مجملا فى القرآن الكريم . "
· يقول أيضا :

" وكما تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن , صان الحديث الشريف أيضا ليكون بيانا للقرآن , لأن حفظ " المبين " وهو القرآن يستلزم حفظ " البيان " وهو السنة النبوية , لذا يقول رب العزة : (( انا علينا جمعه وقرآنه فاذا قرأناه فاتبع قرآنه , ثم ان علينا بيانه . ))... وهذا البيان يكمن فى السنة النبوية التى تكفل بحفظها الله سبحانه وتعالى بأن قيض لها رجالا أمناء حفظوها فى صدورهم , وفى سطورهم , حتى جاءتنا فى جوامعها , ومسانيدها , المعتمدة .

· وعن قول بعض المشككين : " أن السنة لم تدون الاّ فى القرن الثالث الهجرى حيث نهى النبى صلى الله عليه وسلم "... يقول الدكتور عن هذا الزعم :

" ان من يقولون ذلك غير ملمين بتأريخ تدوين السنة النبوية , فهى لم تبق مهملة طيلة القرن الأول الهجرى , ولا الثانى , بل كتبت بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وكان من من كتاب السنة من لهم كتابات , وصحف , ومنهم عبدالله بن عمرو بن العاص , وكانت صحيفته تسمى : " الصادقة " وكان يقول : " هذه الصادقة , ما يرغّبنى فى الحياة الاّ هى , كتبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة , ليس بينى وبينه فيها أحد " ..... وكان فى هذه الصحيفة وحدها ألف حديث , وكان لسمرة بن جندب , صحيفة آخرى , ولسعد بن عبد الله صحيفة ثالثة , لأنس بن مالك صحيفة رابعة , ولجابر بن عبد الله صحيفة خامسة , فضلا عن صحيفة محمد بن هشام بن منبه عن أبى هريرة .

· يؤكد الدكتور : " ان الآحاديث الموجودة فى هذه الصحف , والمجاميع , لو قورنت بما دون بعد ذلك فى القرن الثانى , والثالث الهجرى , لوجدنا أعداد الأحاديث فيها متقاربة بعد حذف المكرر منها , ....... معنى هذا أن السنة النبوية لم تبق مهملة , كما تخيل من لا دراية له بتاريخ السنة .
· ومع تأكيد الدكتور لصحة الحديث الذى يقول : " لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن , ومن كتب شيئا فليمحه . " ...... يشرح ذلك قائلا : " ان هذا الحديث ورد فى بداية الدعوة عنما خشى صلى الله عليه وسلم على بعضهم أن يخلط بين القرآن والحديث , فيلتبس على بعضهم , لذا كان النهى فى بداية الأمر عن كتابة السنة . "
· ويؤكد الدكتور : " ان هذا النهى لم يكن للجميع , وانما لمن خاف عليه أن يخلط بين القرآن والحديث , أما غيرهم فقد أذن لهم صلى الله عليه وسلم أن يكتبوها فى عهده , وبين يديه مثل : " عبدالله بن عمر بن العاص , وأنس , وجابر , وهمام , وغيرهم , وكان صلى الله عليه وسلم يأذن بالكتابة لمن يخشى عليه من النسيان , أو أن تضيع منه الفائدة , وكمثال لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " أكتبوا لأبى شاه . " وابى شاه هذا هو رجل من اليمن سمع خطبة للنبى صلى الله عليه وسلم , واستأذنه فى كتابتها فأذن له , وأمر بكتابتها له , وكان يشير لبعضهم أن يكتب الأحاديث النبوية , ... كل هذا يدل على أن السنة النبوية الشريفة لم تبق مهملة طيلة القرنين الأول والثانى الهجرى , بل انها كتبت فى عهده صلى الله عليه وسلم .
· كتب الصحاح : نفى الدكتور ما يردده البعض من أن كتب الصحاح تتضمن أحاديث " ضعيفة " مؤكدا أن كل ما جاء فى : صحيح البخارى , وصحيح الامام مسلم , ومؤطا مالك , ورياض الصالحين , أحاديث صحيحة .
· ضوابط الأحاديث : يقول الدكتور :

" ان الضوابط التى وضعها علماء الحديث لضمان سلامتها , لا يوجد مثيل لها , فقد دونوا الأحاديث بقواعد غاية فى الدقة , والأمانة , هذه القواعد اشترطوا فيها توفر مواصفات معينة فى : " الرواة والرواية " مثل أن يكون الراوى له , عدلا , ضابطا , ولا شذوذ , ولا علة فى سند الحديث , والامام البخارى اشترط أن يكون الراوى قد التقى بمن روى عنه , وثبت وتحرى الدقة فى نقل كل حديث .

· فى رده على من يطالبون بالاكتفاء بالقرآن الكريم : يقول :

" ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد حذر من هولاء بقوله : " يوشك رجل شبعان متكى على أريكته يقول ما أتاكم عنى أعرضوه على القرآن فان وافقه فأنا قلته , ..... ألا , وان ما حرم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) مثل ما حرم الله . " فهنا ينبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم الى خطأ بعض المترفين الذين لم يرحلوا فى سبيل طلب الحديث , ويكتفون بالقول بأن ما جاء من السنة النبوية موافقا للقرآن الكريم نأخذ به , ومالم يوافق القرآن نتركه , ويحذرنا صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله : " ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله . " تطبيقا لقوله تعالى : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله . )) ... ويقول تعالى : (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا . ))..... وفى هذا أبلغ رد من القرآن على هولاء المنكرين لحجية السنة .

· فى رده على من ينكرون شفاعته يوم القيامة : يقول :
· " ان شفاعته صلى لله عليه وسلم لأمته فى الآخرة ثابتة من الكتاب والسنة , يقول صلى الله عليه وسلم : " لكل نبى دعوة مستجابة , وقد اختبأت دعوتى شفاعة لأمتى يوم القيامة , فهى نائلة ان شاء الله لكل من مات من أمتى لا يشرك بالله شيئا . " والشفاعة ثابتة بالقرآن الكريم , يقول تعالى : (( من ذا الذى يشفع عنده الاّ باذنه . )) أما القول بأنها تعنى الاتكالية وعدم العمل , فمردود عليه لأن المقصود بالشفاعة , أن يكون أمام الانسان أمل فى جانب الله تعالى ورحمته , فهى تكريم للذى يشفع لمنزلته عند الله تعالى , وهى أيضا رحمة لمن يشفع له , وهى كما توضخ الآية لا تكون الاّ لمن يأذن له تعالى , والله لا يأذن الاّ لمن يستحقها , ..... ويواصل الدكتور قائلا :
· " الشفاعة لا تلقى العمل والقيام بالتكاليف الشرعية ولنها على درجات تتفاوت بقدر أعمال الناس فمنهم المجد , ومنهم من يبقى عند أول سلم , وكل من شهد لأن : " لا اله الاّ الله وأن محمدا رسول الله " دخل فى حوزة المؤمنين الذين لهم شفاعة عنده , فمنهم من ارتكب ذنبا ويشفع له فلا يدخل النار , ومنهم من يدخل النار ثم يخرج منها بشفاعته صلى الله عليه وسلم . "

...............ونواصل باذن الله :



العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-2013, 05:11 PM   #78
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(53)
" مقابلة مع الدكتور / مراد هوفمان "
" السفير والمفكر الألمانى المسلم "
" مع جريدة الخليج 14/5/1999 "
يقول الدكتور :
" يجب ألاّ ينخدع العالم الاسلامى ببعض مواقف الغرب , وأن يكون واقعيا فى التعامل مع الآخرين , فالغرب لا يخشى أى عقيدة , كما يخشى الاسلام , لا بد أن نعرف أن الخوف من الاسلام شعور متأصل فى الثقافة الغربية , يرجع ذلك الى التأريخ المظلم للعلاقة بين المسيحيين والمسلمين , ومحاولات كثير من كتاب ومثقفى الغرب احياء روح العصبية فى المسيحيين ضد المسلمين من جديد , وخاصة بعد انهيار العدوء التقليدى له والذى جند كل وسائله وثرواته خلال قرن لمواجهته واضعافه : ( الاتحاد السوفيتى ) .
ورغم أن كثيرا من كتاب الغرب , ومثقفيه الموضوعيين , يدركون تماما أن الاسلام دين محبة , وسلام , الاّ أن هذا المفهوم الموضوعى للاسلام لا يحقق مصالح الغرب العليا , فتوجه الجميع من ساسة , وخبراء اقتصاد , ومثقفين الى اعلان الحرب على الاسلام , كل بطريقته , وبأدواته , ..... فالغرب ليس مهتم أو مخلص لدينه , انما يبحث عن مصالحه الاقتصادية , والسياسية , ولو على حساب قيمه ومبادئه الدينية .
تحذير من الصهيونية : يقول الدكتور :
" لكى يمكن للمسلمين تصحيح الصورة المشوة العالقة بأذهان الغربيين عن الاسلام , لا بدّ أن ندرك أن هذه المفاهيم الخاطئة , والعالقة بأذهانهم , ترجع الى ثقافة مستقرة فى العقول , تنمى روح العداء , والمواجهة للاسلام , فهم يعتقدون أن الاسلام , قتال , وعدوان , ويرجعون انتشاره الهائل فى العالم الى اعتماد : " السلاح والارهاب " وسيلة أساسية لدعوته , ....... نعم هناك الكثير من كتاب الغرب , من بينهم أسماء كبيرة , لا معة , تؤكد خطأ التعامل مع الاسلام بهذا المفهوم التقليدى المتوارث دون دراسة لحقايق التأريخ الاّ أن : " الدعاية الصهيونية " والتى تعمل دائما على التشكيك فى أى محاولة لتصحيح هذا المفهوم لتنتهى بنا الى مزيد من الفشل , وخاصة فى ظل سيطرتها العالمية , الكاملة على وسائل الاعلام , ومصادر الثقافة الغربية , ( فليس من السهل فى ظل هذا الوضع أن تقنع الغرب المسيحى بأن الاسلام انتشر لأنه حرر الشعوب التى كابدت الحكم القيصرى , والبابوى , والكسروى , وان كثيرا من المسحيين هجروا الكنائس أفواجا ودخلوا فى الاسلام . ) ....... وتابع قائلا :
" لذا يجب على المسلمين أن يبحثوا عن مداخل أخرى للعقلية الأوروبية الحديثة , التى تجهل كثيرا من حقايق التأريخ , ولا تؤمن بالمسلمات , وتحتاج الى من يقنعها أولا بمصداقية الدين البديل , وتميزه عن غيره من العقائد , والأديان , لا بالكلام , ولا بالشعارات , ولا بالدعايات المذهبية, والسياسية , ولكن من خلال : " منظومة القيم الأخلاقية , والنظم الحياتية , والتعامل مع الانسان كانسان , كما كان عليه الاسلام الحقيقى "..... أى ترجمة الاسلام الى قيم وسلوكيات , وبهذا فقط يمكن توصيله للآخرين .

· فى رده عن التقارير الواردة عن تعاظم روح العداء للأقليات الاسلامية بالغرب : يقول :

" روح المواجهة والعداء ضد الاسلام , والوجود الاسلامى فى الغرب , تتنامى والشواهد عليه كثيرة , سواء فى المستوى الرسمى , أو الشعبى :

· الغرب الذى يتحدث عن حقوق الاسلام , يغمض عينيه عندما يتعلق الأمر بالمسلمين .
· هذه فلسفة متوارثة , وكما هو معلوم فان تأريخ أوروبا ملىء بالاضطهاد والعنصرية , والتطهير العرقى والدينى للأقليات العرقية والدينية , هناك شعور متنامى بالخوف من زيادة عدد المسلمين فى بلادهم بما يمكن أن يجعلهم أغلبية مسيطرة , يصحبه تسلسل عناصر الى مواقع اتخاذ القرار وهى مناصب سيادية , كل مع مصاحبة الترويج الشديد , والحملة الاعلامية , والثقافية , ان مثل هذه السيطرة تعنى انطلاقا من اعتقادهم الخاطىء : " اللجوء الى العنف, والى التغيير واستلام السلطة بالقوة , وما يتبع ذلك من ازلالهم , وسومهم سوء العذاب , وكيف لا يحدث ذلك , وهم يرونه مشاهد أمام أعينهم , ويستندون عليه بما هو حادث من تنامى تيار : " التطرف الدينى " وعلو صوت العنف , وسفك الدماء الريئة فى بعض البلدان الاسلامية مع التركيز الشديد والتأكيد على انتساب ذلك وسحبه على الاسلام .
· أخطاء فادحة ترتكبها المراكز الاسلامية بأوروبا : يقول الدكتور :

" فى بلد أوروبى واحد هالنى أن أجد عدد المراكز الاسلامية : (2578) مركزا وجمعية اسلامية , وعند تقييمها نجد :

· كثيرا منها لا يقوم بنشاط اسلامى ودعوى , أو علمى أو فكرى ملحوظ .
· بعض هذه الجمعيات توظف لبث روح الفرقة والانقسام بين المسلمين , مستفيدة من تنوع الثقافات والمذاهب , والفرق الضالة بين هذه الجاليات .
· وجود هيئات ومؤسسات اسلامية متنازعة , متناحرة , وتعكس صورة سيئة عن عن الاسلام والمسلمين .
· فى ظل هذا التنازع والخلاف , فهى بعيدة كل البعد عن تقديم الصورة المثالية للاسلام , وانشطتها بعيدة عن العقلية الأوروبية المتطلعة للمعرفة عن الاسلام .
· أخطاء الدعاة : يقول الدكتور :
· عدم اعداد هولاء الدعاة اعدادا صحيحا , وعدم معرفتهم ووقوفهم على تأريح هذه المجتمعات الأوروبية , وما بها من صراعات فكرية , وتيارات معادية للاسلام , الى جانب ضعف اعدادهم لغويا , أدى الى سلبيات خطيرة , أتاحت لأعدائه والمتربصين به , أن يتخذوا منها قرينة لتثبيت بعض المفاهيم الخاطئة , والتى ظلوا يروجونها ضد الاسلام , مثال ذلك :
· التعالى باسم الاسلام على الأديان الأخرى دون ايراد المعنى الحقيقى , وذلك بالتركيز على ظواهر بعض النصوص دون غيرها , مثل قوله تعالى : (( ومن يرد غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين . )) أو قوله تعالى : (( ان الدين عند الله الاسلام . )) مثل هذه النصوص التى ترد فى مثل هذه المواقف بلا وعى , تعطى فرصة للمتربصين , يبرهنون بها على ادعائهم , أن الاسلام دين يدعو الى التعصب , ولا يعرف التسامح , وهو لا يقبل أى دين آخر بجواره .
· التركيز على مساوىء وسلبيات الحضارة الغربية فيما يوحى , أو يمكن للمدعين أن الاسلام جاء لمواجهة هذه الحضارة التى جعلتهم يتفوقون علي المسلمين وغيرهم علميا وحضاريا , بمعنى أن الاسلام يمثل ثورة ضد تقدمهم , وانجازاتهم الحضارية , مما يؤدى الى تعاظم الرأى العام ضد الاسلام .
· والخطأ الأخير , وليس آخرا , عدم الاعداد العلمى السليم , والوقوف على تأريخ هذه المجتمعات وما بها من صراعات فكرية , وتيارات معادية للاسلام , ..... هذا الى ضعف اعدادهم لغويا , فنادرا ما تجد داعيا ملما بلغة البلد الذى يعمل به الماما كاملا , ولذلك تجد معظمهم عاجزين عن الحوار , الى جانب ضعفهم الواضح ثقافيا وعدم قدرتهم على التعائش مع هذه المجتمعات .
· الأقليات المسيحية فى بلاد الاسلام : يقول الدكتور :
· فى الواقع لا وجه للمقارنة بين الأقليات هنا وهناك , فالأقليات المسيحية هنا تأخذ حقوقها كاملة , رأيت ذلك فى مصر والمغرب والجزائر وتونس وتركيا وغيرها من البلدان الاسلامية , بينما الأقليات المسلمة هناك تواجه الوانا متعددة من الاضطهاد فى مختلف البلدان الأوروبية والأمريكية , حتى فى البلدان الأمريكية ذات الأقلية المسيحية , والدلائل على ذلك كثيرة , ويكفى ما يجرى ويحدث فى كوسوفو , والشىء الملاحظ انه بالرغم من ردح العداء والكراهية التى بدأت تتحرك , والمتمثل فى الاضطهاد , والواقع المتردى الذى تعيشه الآن هذه الأقليات والاهدار الكامل لحقوقها , وبالرغم من ذلك لا نجد من يناصرها من البلدان الاسلامية , بينما نجد أن الأقليات المسيحية فى بلاد الاسلام تجد من يناصرها حتى ولو كانت ظالمة , وهذه المفارقة الكبيرة الخاصة بتمتع الاقليات المسيحية فى بلاد الاسلام بحقوقها كاملة الأمر الذى أكده الغربيون فى العديد من كتاباتهم , هذه تعتبر شهادة تقدير للاسلام باعتباره الدين الوحيد الذى حافظ على الأقليات فى بلاده واعطى الجميع الحريه الدينيه وقدم وثيقه رائده تنظم حياة المجتمع المتعدد الجنسيات والاديات ..... ومما يدعو للتأمل والتدبر هو ان هذه التعدديه الدينيه المتسامحه لم تأتى نتيجة لتطور الممارسه الدمقراطيه كما حدث فى الغرب ولم يكن الدافع اليها الخوف من هيمنة الغرب وصواريخه وطائراته التى يؤدب بها من يشاء بل ان الباعث اليها أيات القرآن الكريم التى جاءت كثيره وبديعه تؤكد تسامح الاسلام والمسلمين , واعتبار التعدديه الدينيه داخل المجتمع الواحد ليس امرا مضادا بل هو آية من آيات الله وهى فى صالح الوجود الانسانى كله .



· ...........ونواصل حوار د. هوفمان :


العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-25-2013, 04:34 PM   #79
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(54)


· اسس الحوار الدينى : يقول المفكر الالمانى المسلم :



· " شاركت فى الكثير من المؤتمرات الاسلاميه وتابعت فعاليات البعض منها عن بعد ولاحظت عناية المسلمين بمناقشة موضوعات جدليه وجهودهم لقيام حوار عقلانى هادئ بينهم وبين اتباع الديانات السماويه يقوم على قراءة جاده لتاريخ هذه العلاقه بهدف تنظيمها على أسس جديدة , كما لاحظت نشكيك البعض منهم فى مصداقية مثل هذه الجهود , ... وبالرغم من وجاهة المبررات التى يستندون اليها الا انى اعتقد ان الاسلام الذى تعرفت عليه دون اكراه وعرفته من مصادره الطبيعيه يتسامى فى تسامحه مع تسامحه مع اتباع الاديان السماويه , ويتسامى فى اعترافه وتقديره لهذه الاديان , ويغرس فى نفوس اتباعه فضيلة احترام تلك الاديان , ويعتبر الايمان بها وبرسلها مقدمه حقيقيه للايمان به بأعتباره الدين الخاتم , ...., ومن ثم فأنى أؤمن بضرورة فتح صفحه جديدة فى علاقاتنا بهم , ولا يعنى ذلك نسيان ماحدث فى الماضى من صراعات ومواجهات , ولا يعنى ايضا تجاهل ما يحدث الان من روح عدائيه يعانى منها المسلمون هنا وهناك , ..... بل يكون الهدف من فتح هذه الصفحة الجديده من جانبنا هو تقديم خسن النوايا , واثبات اننا دعاة حق , ومحبه , ولسنا كما يعتقد بعضهم او كثير منهم اننا دعاة عنف وارهاب .

(بتصرف من مقابلة اجرتها جريدة الخليج مع السفير والمفكر الالمانى المسلم الدكتور/ هوفمان تاريخ الجمعه 14.5.1999 )


ما ينتفع به من الأقوال والأفعال :
ان ما ينفع السالك من الأقوال والأفعال ينقسم الى قسمين :
الأول : ما يتجلى به فى نفسه من الأقوال السنية والأفعال الزكية المكتسبة من اخلاق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم .
ألثانى : ما كان منها من الأسرار والحكم الجالبة للخير , والدافعة للضير , المروية عن العلماء الهادين والمغتفين لأثر سيدنا وحبيبنا خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ,
أما ما كان من الأول , ... فأول ما ينظر المرء فيه أدبه صلى الله عليه وسلم , ثم أدبه لأمته , ثم الحكماء والعلماء , وقد أدب الله نبيه بأحسن الآداب كلها كما قال : " أدبنى ربى فأحسن تأديبى " فمن أدبه له قوله تعالى : (( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك , ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا . )) فنهاه عن التقتير , كما نهاه عن التبذير , وأمره بتوسط الحالتين , وكما جاء فى قوله تعالى : (( والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا , ولم يقتروا , وكانوا بين ذلك قواما . )) وقد جمع الله تعالى لنبيه جوامع الكلم , ونظم له مكارم الأخلاق كلها فى تلاث كلمات فقال : (( خذ العفو وأمر بالمعروف , وأعرض عن الجاهلين . )) ... ففى أخذه العفو , صلة من قطعه , والصفح عنمن ظلمه , وفى الأمر بالمعروف , تقوى الله وغض الطرف عن المحارم , وصون اللسان عن الكذب , وفى الاعراض عن الجاهلين , تنزيه النفس عن ممارات السفيه , ومنازعة اللجوج ( كثير الخصومة ) ومن آدابه تعالى , أمره له : " باللين " فى عريكته , والرفق بأمته , فقال تعالى : (( وأخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين . )) وقال : (( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك . )) وقال أيضا : (( ولا تستوى الحسنة ولا السيئة , أدفع بالتى هى أحسن , فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الاّ الذين صبروا وما يلقاها الاّ ذوحظ عظيم ))
ومن آدابه لأمته فيما أدبها به صلى الله عليه وسلم وحضها عليه من مكارم الأخلاق , وجميل المعاشرة , واصلاح ذات البين , وصلة الأرحام فقال : " أوصانى ربى بتسع أوصيكم بها : أوصانى بالاخلاص فى السر والعلانية , والعدل فى الرضى والغضب , والقصد فى الغنى والفقر , وأن أعفو عن من ظلمنى , وأعطى من حرمنى , وأصل من قطعنى , وأن يكون صمتى فكرا , ونطقى ذكرا , ونظرى عبرا . "..... وقال صلى الله عليه وسلم : " ألا أنبئكم بشر الناس ؟ قالوا بلى يا رسول الله , قال : " من أكل وحده , ومنع رفده , وجلد عبده . " ثم قال : " آلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا بلى يا رسول الله , قال : من يبغض الناس ويبغضوه . "
ومن أقواله صلى الله عليه وسلم : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . " وقال : " المرء كثير بأخيه . " وقال : " أفضل الأصحاب من اذا ذكرت أعانك , واذا نسيت ذكرك . " وقال : " ستحرصون على الامارة , : فنعمت المرضعة , وبئست الفاطمة . "
من آداب الحكماء والعلماء : أو صى بعض الجكماء بنيه فقال : " الأدب أكرم الجواهر طبيعة , وأنفسها قيمة , يرفع الأحساب الوضيعة , ويفيد الرغائب الجليلة , ويعز بلا عشيرة ,ويكسر الأنصار لغير رزيه , فألبسوه حلّة , وتزينوه خلة , يؤنسكم فى الوحشة , ويجمع لكم القلوب المختلفة ,. ومن كلام الامام على كرم الله وجهه : " من أبصر عيب نفسه عمى عن عيب غيره . "... وقال : " من سل سيف البغى قتل به , ومن احتفر لأخيه بئرا وقع فيها , ومن نسى زلته استعظم زلة غيره , ومن هتك حجاب غيره انتهكت عورات بيته , ومن كابر فى الأمور عطب , ومن اقتحم اللجج غرق , ومن اعجب برأيه ضل , ومن استغنى بعقله زل ,ومن تجبر على الناس ذل , ومن تعمق فى العمل ىمل , ومن صاحب الأنزال حقر , ومن جالس العلماء وقر , ومن دخل مداخل السوء أتهم , ومن حسن خلقه سهلت له طرقه , ومن حسن كلامه كانت الهيبة أمامه , ومن خشى الله فاز , ومن عرف أجله قصر أمله .

................نواصل :

(55)







العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-07-2013, 02:33 PM   #80
العوضابي

الصورة الرمزية العوضابي



العوضابي is on a distinguished road

افتراضي Re: قرأت لك


أنا : العوضابي




(55)

بسم الله الرحمن الرحيم
صلة ُ الرَحِم

معنى الرحم: الرحم هو رحم المرأة ، ومنه أستعير الرحم للقرابة لكونهم خارجين من رحم واحدة.
والرحم له وجهين: عامة وخاصة ، فالعامة رحم الدين ويجب مواصلتها بملازمة الايمان والمحبة لاهله ونصرتهم والنصيحة وترك مضارتهم والعدل بينهم والنصفة فى معاملتهم ، أما الرحم الخاصة وهى القرابة من طرق الرجل ابيه وامه فتجب لهم الخاصة وزيادة كالنفقة وتفقد احوالهم .
الدليل من القرآن :
قال تعالى:
الآية: { فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الأرض وتقطعوا ارحامكم } أى تعودوا الى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء تسفكون الدماء وتقطعوا الارحام ، ولهذا قال تعالى {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} ، وهذا نهى عن الفساد فى الأرض عموما وعن قطع الأرحام خصوصا ، بل أمر الله تعالى بلإصلاح فى الأرض وصلة الأرحام وهو الإحسان الى الأقارب فى المقال والأفعال وبذل الأموال.
الآية: { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون فى الأرض أولئك لهم اللعنه ولهم سوء الدار} الرعد "25" ومعنى يقطعون ما أمر به ان يوصل "اى من الأرحام والإيمان بجميع الأنبياء (تفسير الأمام القرطبى)
الآية: {وإتاء ذا القربى حقه } المعنى " خص ذا القربى لأن حقوقهم أوكد وصلتهم أوجب لتأكيد حق الرحم التى اشتق الله اسمها من اسمه وجعل صلتها من صلته فقال فى الصحيح : "اماترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ولا سيما اذا كانوا فقراء " (القرطبى).
الدليل من السنة:

1. ورد ان الرحم – من الرحمن فقال الله "من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته "
2. (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى اذا قطعت رحمه وصلها )
3. فى حديث آخر يقول (ص) ( إن آل أبى ليسوا بأوليائى انما ولى الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلالها يعنى اصلها بصلتها )

صحيح البخارى ج 4 ص

4. فى صحيح بن حبان : قال : (ان الله خلق الرحم حتى اذا فرغ من خلقه قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذين من القطيعة قال نعم الا ترضين ان اصل من وصلك واقطع من قطعك قالت : بلى قال : فهو لك . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأقرؤوا ان شئتم {فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا فى الأرض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم }

إبن حبان ج 2 ص 184

5. ( الرحم شجنه من الرحمن معلقه بالعرش تقول " يا رب إنى قُطعت انى اسىء الى فيجيبها ربها :اما ترضين ان اقطع من قطعك واصل من وصلك)

إبن حبان ج 2 ص 185

6. وعنه صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى " انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمى فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته "

المصدر السابق ص 187

7. وقال ايضا ( من كان له ثلاث بنات او ثلاث اخوات او ابنتان او اختان فاحسن صحبتهم واتقى الله فيهم دخل الجنه )

المصدر السابق ص 190

8. قال ابو ذر رضى الله عنه ( اوصانى خليلى صلى الله عليه وسلم بخصال من الخير :اوصانى بان لا انظر الى ما هو فوقى وان انظر الى من هو دونى ، واوصانى بحب المساكين والدنو منهم ، واوصانى ان اصل رحمى وان ادبرت ، واوصانى ان لا اخاف فى الله لومه لائم واوصانى ان اقول الحق وان كان مرا ، واوصانى ان اكثر من قول " لاحول ولا قوة الا بالله " فانها كنز من كنوز الجنه)

المصدر السابق ص 194

9. وعن ابى هريرة رضى الله عنه ( ان رجلا قال : يارسول الله ان لى قرابه اصلهم ويقطعونى واحسن اليهم ويسيئون الى واحلم عنهم ويجهلون على ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم : لئن كان كما تقول لكأنما تسفهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك )

المصدر السابق

10. وقال ايضا ( ان من اربى الربا الاستطالة فى عرض المسلم بغير حق وان هذه الرحم شجنه* من الرحمن عز وجل فمن قطعها حرم الله عليه الجنه )

الترغيب والترهيب ج 3 ص 230

11. وقال ايضا ( لا تكونوا امعه تقولون ان احسن الناس احسنا وان ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا وان اساؤوا ان لا تظلموا)

المصدر السابق ص 11

12. قال ايضا ( افضل الصدق الصدقه على ذى الرحم الكاشح) الكاشح = الذى يضمر عداوته

المصدر السابق

13. قال ايضا ( ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وادخله الجنه برحمته قالوا وما هى يا رسول الله بابى انت وامى قال : تعطى من حرمك وتصل من قطعك وتصفح عمن ظلمك فاذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنه) المصدر السابق . وفى روايه( الا ادلك على اكرم اخلاق الدنيا والاخرة ان تصل ....الخ )
14. قال ايضا (اسرع الخير ثوابا البر وصله الرحم واسرع الشر عقوبه البغى وقطيعه الرحم) المصدر السابق
15. وقال ايضا ( ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبه فى الدنيا مع ما يدخر له فى الاخرة من البغى وقطيعة الرحم ) المصدر السابق
16. وفى رواية اخرى تكمله له (...والخيانة والكذب وان اعجل البر ثوابا لصلة الرحم حتى ان اهل البيت ليكونون فجرة فتنموا اموالهم ويكثر عددهم اذا تواصلوا )



17. وقال ايضا ( ان اعمال بنى آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم)







( المصدر السابق ج 3 ص 233)

جمع واعداد / عوض سيد

............... نواصل :

(56)

العوضابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع العوضابي مشاركات 96 المشاهدات 20680  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه