القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > مكتبة الميرغني الإليكترونية
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة

كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه

مكتبة الميرغني الإليكترونية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-30-2012, 07:35 PM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
Gadid كتاب المختار من الانوار للامام الشعرانى رضى الله عنه


أنا : حسن الخليفه احمد




بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب
المختار من الأنوار
في صحبة الأخيار


لسيدي الإمام
عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه






باب الآداب
آداب الزيارة
آدابهم على المائدة وتقديرهم للنعمة
حقوق الوالدين
توبتهم من الصغيرة وسوء الظن
من فضل الصحبة في الله
آثار السلف الصالح في المتحابين
باب حقوق الصحبة






باب الآداب

من آداب القوم ان يفروا في جميع الشدائد إلى الله تعالى قبل جميع الخلق لعلمهم ان بيده تبارك تعالى ملكوت كل شيء بخلاف غيرهم فإنهم لا يرجعون إلى الله إلا بعد الوقوف على خلقه. ومن آدابهم جمع الحواس والقلب حال العمل وقد ورد في بعض الكتب الإلهية يقول الله تعالى للملائكة الكرام الكاتبين (اكتبوا عمل عبدي فلان واكتبوا أين كان قلبه حال العمل ليأخذ ثوابه ممن كان قلبه حاضرا عنده). ومن كلام سيدي على الخواص رضي الله عنه (كل عمل لم يحضر العبد فيه مع ربه تعالى فهو كالميتة وهو بالنفاق أشبه وذلك انه يوهم الناس انه مع الله حال مناجاته وهو مع الخلق وقد طالت الطريق على الناس لغفلتهم عن ذلك فحجبوا بالإعمال عن المعمول له ولو أنهم لاحظوا المعمول له لاشتغلوا به). ومن آدابهم لا يطلبون بعبادتهم مقاما أو حالا أو تقريبا من الحضرة الإلهية فقد قالوا: من خدم الله تعالى لطلب مقام فقد طلب قطيعة ومن خدمه لطلب الثواب أو خوف من عقاب فقد أبدى طمعه وأظهر خسته. وقالوا: ابغض الخلق إلى الله من تملق إليه في الأسحار يطلب قربه تعالى بذلك.وقالوا افعلوا ما أمركم به الشرع ان استطعتم ولكن من حيث مشروعيته والنص به لا من حيث علة أخرى واتركوا العلل كلها في جميع أعمالكم وأحوالكم ولا تنظروا إلى ثواب فمن نظر إلى ثواب في أعماله عاجلا أو آجلا فقد خرج عن أوصاف العبودية الكاملة التي لا ثواب لها إلا وجه الحق عز وجل. ومن آدابهم تفتيش أعضائهم الظاهرة والباطنة صباحا ومساء: هل حفظت حدود الله التي حدها الله لها أو تعدت..؟ وهل قامت بما أمرت به من غض البصر وحفظ اللسان والآذان والقلب وغير ذلك على وجه الإخلاص أو لم تقم؟فان رأوا جارحة من جوارحهم أطاعت شكروا الله تعالى ولم يروا نفوسهم أهلا لذلك وان رأوها تلطخت بشيء من المعاصي أخذوا في الاستغفار والندم ثم يشكرون الله تعالى إذ لم يقدر عليهم أكثر من تلك المعصية ولم يبتل جوارحهم التي مرضت حال عصيانها فان كل عضو مستحق نزول البلاء.

ومن آدابهم لا يغفلون عن تفتيش باطنهم فان الأخلاق الردية كامنة في العبد ومعلوم أن الفقراء إذا ترقوا في المقامات كان وقوعهم في المعاصي الظاهرة معدوما غالبا فيقنع احدهم بذلك وينسى تفتيش باطنه وهو قصور عن درجة أهل العرفان ومن ظن أن الأخلاق الردية زالت عنه فقد وهم.
قال تعالى:
(
ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
آية 9 من سورة الحشر.
فلم يقل: ومن يزل شح نفسه بل أبقى الشح فيها الا انه يوق العمل بذلك بعبادته لله تعالى.
ومن كلام الشيخ أفضل الدين: الله قد جعل في طينة الآدميين سائر الأضداد فجميع الأخلاق الحميدة والذميمة تشرق وتغرب في دواتهم ولكن ما دامت العناية الربانية تحف العبد فجميع الأخلاق الذميمة خامدة متعطلة فإذا تخلفت عنه العناية تحركت للاستعمال وخمدت أخلاقه الحسنة.
ثم لا يخفى أن طينة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد طهرها الله من سائر الرذائل بسابق العناية فافهم وإياك والغلط.
ومن آدابهم عدم موافقتهم للوعد فلا يعدون أحدا بوعد الا في النادر لعلمهم ان صدق الوعد لا يكون الا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام لعصمتهم وأما غيرهم فربما وعد وأخلف فيصير فيه خصلة من النفاق.
ومن آدابهم: إذا ذكر احد من أصحابهم في غيبته بحضرتهم لا يقولون: هو من أصحابنا أو من اكبر أصحابنا الا ان كان دونهم بدرجات فان كان مساويا لهم أو فوقهم فيقولون: نحن من اتباعه أو خدامه.
ومن آدابهم: لا يقولون ذهب الأكابر والصادقون فإنهم ما ذهبوا حقيقة وإنما ككنز صاحب الجدار.
وقد يعطى الله من جاء في آخر الزمان ما حجبه عن أهل العصر الأول فان الله قد أعطى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما لم يعطه الأنبياء ثم قدمه عليهم في المدح.
ومن كلام صاحب الحكم: بدلا من ان تقول:أين الأولياء أين الصالحون..؟ قل: أين البصيرة..؟
ومثل هذا اللفظ لا يقع الا ممن لم يكن عنده اعتقاد في أولياء عصره وعلمائه ولا يخفى ما في ذلك..
ومن آدابهم: لا يطلبون الا يكون لهم حاسد فان الحكم الوجودي اقتضى مقابلة النعم بالحسد فمن طلب الا يكون له حاسد فقد طلب الا تكون له نعمة.
ومن آدابهم إذا ذكروا ذنوبهم لا يقولون لا حول ولا قوة الا بالله لما في ذلك من رائحة الحجة على الله تعالى.
بل يقولون: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) آية 23 من سورة الأعراف. ومع الأفراد: (رب إني ظلمت نفسي فاغفر).

ومن آدابهم: لا يقولون نأنس بالله تعالى فان الإنسان لا يأنس الا بجنسه والحق تعالى ليس بينه وبين عباده مجانسة بوجه من الوجوه.
فإذا رأيت في كلام احد من القوم انه يأنس بالله تعالى فاعلم انه غير محقق ولو حقق لوجد انسه بما منَ الله تعالى لا بالله تعالى لانتفاء المجانسة.
ومن آدابهم: لا يقولون نطلب الله إذ الطلب لا يكون الا لمفقود والله تعالى موجود وواجب الوجود ولا يطلب دركه لأنه لا غاية له وإنما يقولون نطلب الطريق إلى معرفة الله.
ومن آدابهم: عدم زخرفتهم الكتب التي يرسلونها إلى إخوانهم خوفا من الكذب.
ومن وصية أبى نصر بشر الحافي: (إذا كتب أحدكم كتابا إلى احد فلا يزخرفه بحسن الألفاظ فاني كتبت مرة كتابا فعرض لي كلام ان كتبته حسن الكتاب وكان كذبا وان تركته سمج الكتاب وكان صدقا فعزمت على ذكر الكلام السمج الصدق فنادى هاتف من جانب البيت (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة) آية 27 من سورة إبراهيم.
ومن آدابهم: كثرة الاستغفار إذا اعتقد فيهم الخلق وهم في السر خلاف ذلك وفى الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفار كثير)رواه بن ماجة عن عبد الله بن بسر وأبو نعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها.
وقد حثوا على الاعتناء بالاستغفار ليلا ونهارا سواء تذكر العبد ذنوبا أو لم يتذكر.
ومن آدابهم: إذا مدحوا أن يكثروا من الشكر والاستغفار وأن يقولوا: اللهم أنت اعلم بنا منهم اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون ولا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا مالا يعلمون.
ومن آدابهم: لا يعتمدون على كسبهم فان الاعتماد على الكسب شرك بالله عز وجل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد ينجيه عمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا الا ان يتغمدني الله منه برحمة وفضل)رواه سفيان عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة رضي الله عنهم.
ومن آدابهم: عدم نسبة شيء من الأعمال الصالحة إلى نفوسهم إلا بقدر نسبة التكليف فقط.
قال القوم: كل عمل اتصل بالعبد شهوده فهو غير متقبل فمن شهد له عملا فعمله عند نفسه لا عند ربه.
ومن حقق النظر علم أنه لا أثر لمخلوق في فعل شيء من حيث التكوين وإنما له الحكم فقط وغالب الناس لا يفرق بين الحكم والأثر.
ومن كلام سيدي على الخواص: ما دام العبد ينسب الأمور إلى نفسه ذوقا وإلى الله علما فهو محجوب فإذا رفع الحجاب رأى أفعاله كلها خلقا لله تعالى وذوقا.
وأما علمه أنها خلق الله تعالى فلا يكفيه إذ ليس العلم كالذوق.
قال: وأكثر المريدين لم يثبت لهم قدم في نسبة أفعالهم لله تعالى ولذلك يطلبون الجزاء من الله تعالى على ما أجرى على أيديهم من الأعمال الصالحة.
وكذلك يطلبون الجزاء من الخلق إن أجرى على أيديهم إحسانا لهم فلولا نسبتهم ذلك إلى أنفسهم ما طلبوا الجزاء من الله تعالى ولا من الخلق.


ومن آدابهم التجرد عن العزة والغنى والتحقق بالذلة والفقر إذا توجهوا إلى الله في أمر دنيوي أو أخروي لئلا يمنعوا الإجابة.
ومن كلامهم:
إذا توجهت إلى الله فتوجه إليه وأنت فقير ذليل فإن غناك وعزتك وان كانا بالله يمنعانك الإجابة لان الغنى والعزة صفتان لا يصح لعبد الدخول بهما على الله أبدا لان حضرة الله تعالى لها العزة فلا تقبل عزيزا ولا غنيا.
قال الله تعالى (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد)
اية15 من سورة فاطر
ومن آدابهم: لا يسألون الله شيئا من أمور الدنيا إلا مع التفويض ورد العلم إليه سبحانه عملا بقوله تعالى(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) آية 216 من سورة البقرة
فيقول احدهم في سؤاله اللهم أعطني (كذا) (وكذا) ان كان فيه خيرا لي واصرف عنى (كذا) و(كذا) إن كان فيه شر لي.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي: احذر أن تسأل الله شيئا إلا مع التفويض وأما إذا أعطاك الله تعالى شيئا من غير سؤال فذلك مبارك وعاقبته حميدة وليس عليك فيه حساب إن شاء الله تعالى لكونه جاء من غير استشراف نفسي.
ومن آدابهم: عدم الاشتغال بالنعم عن المنعم إذ قبيح بالعبد أن يألف النعمة دون المنعم أو يميل إليها فان الميل إلى كل شيء دون الله مذموم إلا في حقوق الله ومأموراته.
وفى وصية سيدي عبد القادر الجيلي:
إياك أن تشتغل بما أعطاك الحق سبحانه وتعالى من المال فيحجبك بذلك عنه دنيا وأخرى وربما سلبك ذلك المال عقوبة لك وإذا اشتغلت بطاعته عن ذلك المال كان من المال المحمود لا المذموم.
ومن آدابهم:
لزوم الرحمة للمسلمين وفى الحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى) رواه الإمام أحمد في مسنده بزيادة ورواه أبو داود والترمذي والحاكم في مستدركه عن ابن عمر.
ومن كلام سيدي على الخواص: عليك بالرحمة بالمسلمين إن أردت أن ترحم ومن الرحمة لهم أن تحمل همومهم.
قال واعلم: ان حملنا لهموم إخواننا المسلمين لا ينافى التسليم كما توهمه بعضهم فالعبد يحمل هم إخوانه من كسبهم للذنوب التي استحقوا بها البلاء النازل عليهم ويسلم من حيث التقدير الإلهي الذي سبق به العلم إذ لا يمكن رد مثل ذلك فافهم فانه قد غلط في ذلك جماعة من مشايخ الجهل زاعمين أنهم مسلمون لله تعالى ويخرجون على من يرونه يحمل هم إخوانه ويقولون: ما لفلان ومعارضة الأقدار؟ ويتوهمون ما هم عليه أكمل وهو جهل وقد كان الإمام عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إذا نزل بالمسلمين بلاء لا يضحك قط وكذلك عمر بن عبد العزيز وسفيان الثوري وعطاء السلمي حتى يرتفع البلاء.
قالوا: الرحمة خاصة والبلاء عام وذلك من جملة رحمة الله تعالى.
ومن آدابهم: عدم شكواهم إلى الخلق ما يصيبهم من بلاء ومحن وغير ذلك.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي: احذر ان تشكو ربك وأنت معافى في بدنك أو لك قدرة على تحمل هذا البلاء بالقدرة التي قواك بها فتقول: ليس عندي قوة ولا قدرة أو تشكو إلى خلقه وعندك نعم مما انعم بها عليك وتقصد بتلك الشكوى الزيادة من خلقه وأنت متعام عما له عندك من العافية والنعم.
فاحذر من الشكوى لمخلوق جهدك ولو تقطع لحمك فان أكثر ما ينزل بابن أدم من البلاء من جهة شكواه.
وكيف يشكو العبد من هو أرحم به من والدته الشفيقة.
ومن آدابهم: كثرة شكرهم للنعم امتثالا للأمر لا طلبا لزيادة.
ومن كلامهم: عليك بشكر النعم فان من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها واحذر أن يكون شكرك لأجلها بل اجعل شكرك امتثالا لأمر ربك بالشكر.
ولهذا:
قال تعالى: (أن اشكر لي)آية 14 من سورة لقمان.
ومن آدابهم:
شدة سترهم لمقامهم فقد قالوا: الكامل من يهضم نفسه حتى يزكيه ربه.
وقالوا أحسن بذور الحرث ما بذره ثم ستره بعد ما بذره حتى نبت في بطن الأرض وأقبحه ما نبت فوقها لأنه لا ثبات له.
ومن آدابهم: ترك التدبير وهو على قسمين: تدبير محمود وتدبير مذموم.
فالمحمود: ما كان فيما يقربك إلى الله تعالى كالتدبير في براءة الذمم من حقوق العباد إما وفاء وإما استحلالا وفى تصحيح التوبة وفيما يؤدى إلى قمع الهوى والشيطان.
والتدبير المذموم: تدبير الدنيا للدنيا وهو أن يدبر في أسباب جمعها افتخارا بها واستكثارا وكلما ازداد منها شيئا ازداد منها غفلة واغترارا.

وأمارة ذلك أن تشغله عن الموافقة وتؤديه إلى المخالفة.
أما تدبير الدنيا للآخرة فلا بأس به كمن يدبر المتاجر ليأكل حلالا وينعم منها على ذوى الفاقة اتصالا ويصون بها وجهه عن السؤال إجمالا وأمارة ذلك عدم الاستكثار والادخار والأسعار منها والإيثار.
ومن آدابهم: ترك الاختيار مع الله تعالى: فقد ذكروا أن بنى إسرائيل لما جعلوا لهم مع الله اختيارا ضربت عليهم الذلة والمسكنة.
وقالوا: إياك والفرار من حالة أقامك الله فيها فإن من الخير ما اختاره الله لك.
وتأمل عيسى علي نبينا وعليه الصلاة والسلام. لما فر من بنى إسرائيل حين عظموه كيف عبد من دون الله تعالى..؟ فوقع في حال أشد مما فر منه.
وقالوا: أصل اختيار العبد إنما هو ظن العبد: انه مخلوق لنفسه والحق تعالى ما خلق العبد إلا له سبحانه:
قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الاية56 من سورة الذاريات.

وقالوا:
لا تركن إلى شيء ولا تأمن مكر شيء ولا لغير شيء ولا تختر شيئا فانك لا تدرى أتصل إلى ما اخترته أم لا.
ثم ان وصلت إليه فلا تدرى ألك فيه خير أم لا..؟
ولا تقف مع شيء ولا تحزن على شيء خرج منك فإنه لو كان لك ما خرج منك.
ولا تفرح بما يحصل لك من أمور الدارين سوى الله تعالى فان ما سوى الله تعالى عدم.
ومن آدابهم: أن يرضوا بالدون في كل شيء تحبه النفس من شهوات الدنيا وأن يثبتوا إذا ضيق الله عليهم في المعيشة.
ثم لا يخفى أن من رضي بالدون من كل شيء تحبه النفس من شهوات الدنيا لم يقع بينه وبين احد منازعة ولا خصومة واستراح قلبه وبدنه من التعب في تحصيل الزائد عن الحاجة.
فان رزق كسرة من الشعير قنع بها وشكر الله عليها وان رزق حبة قنع بها وشكر الله عليها.
ثم بعد ذلك إن جاءه أمر زائد أكثر من الشكر عليه باللسان والبدن.
ومن آدابهم: لا يقولون لمن قصدهم في حاجة: ارجع وتعال ألينا في وقت أخر.
ولا يمنعون سائلا إلا لحكمة لا شحا وبخلا.
ومن آدابهم: كل موضع عظمهم الناس فيه خافوا منه الفتنة لا يألفونه.
ومن آدابهم: قلة التحدث على الأكل لأنهم جالسون حقيقة على مائدة الله تعالى والله ناظر إليهم والى آدابهم وأثارهم وشكرهم له عز وجل وكذلك من آدابهم لا يأكلون من وسط الإناء عملا بالحديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن البركة لتنزل في وسط الإناء فكلوا من حافاته ولا تأكلوا من وسطه) عن عبدالله بن بسر.
ومن آدابهم إجابة أخيهم التقى إذا دعاهم إلى طعامه.
ومن كلام سيدي على الخواص: إذا دعاك أخوك المؤمن التقى إلى طعامه فأجبه تسره.
ولا تجب ظالما ولا فاجرا ولا من يعامل بالربا ولا من يخص الأغنياء بدعوته دون الفقراء.
وإذا أكلت فلا تتحرك حتى ترتفع المائدة فإن ذلك من سنة السلف الصالح.
وإذا غسلت يدك فادع بالبركة واستأذن في الخروج)
ومن وصية سيدي على الخواص: لا تأكل وحدك ولا في ظلمة ولا تضيع من الطعام شيئا فأن ما تقدم إليك لتأكله لا لترميه في الأرض.)
وليس من آدابهم: صرف وجوههم عن الحاضرين عند الشرب فال الشيخ نجم الدين البكرينقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةإذا شرب أحدكم فليشرب ووجهه إلى القوم ولا يصرف وجهه عنهم كما يفعله العوام بقصد الاحترام).
وإذا فرغ أحدكم من غسل يده فليدع لمن يصب بنحو (طهرك الله من الذنوب).
ومن آدابهم: إذا استبرؤوا يجعلون يدهم من داخل الثوب ويخافون من وقوع يدهم اليمنى على فرجهم إكراما للقرآن العظيم وكتب العلم والمسبحة التي يسبحون عليها.
ومن كلام الشيخ أفضل الدين (إني لاستحى أن ادخل الخلاء) بثوب وقعت فيه الصلاة أو قرىء القران.
وربما أترك القراءة إذا تكلمت كلمة قبيحة زمانا طويلا حتى أنسى تلك الكلمة.
وكذلك أستحي أن أمسك فرجي بيدي اليمنى وقد بلغنا عن بعض الصحابة أنه لم يمس فرجه بيده اليمنى مذ بايع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن آدابهم: تقصير ثيابهم.قال الحسن البصري في قوله تعالى: (وثيابك فطهر) آية 4 من سورة المدثر.أي فقصر.
وكذلك من آدابهم إذا لبسوا ثوبا جديدا لا يغفلون عن قول(الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة) لما روى أبو داود عن معاذ بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه, ومن لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) رواه أبو داود والحاكم ولم يقل: وما تأخر وقال: صحيح الإسناد' وروى الترمذي وابن ماجة شطره الأول وقال الترمذي حديث حسن غريب.
ومن آدابهم: إكرام أهل الحرف المشروعة وتعظيمهم بطريق الشرع لأنهم متخلقون بالأدب مع الله تعالى ومع الكون وان كانوا لا يشعرون بذلك.
ومن آدابهم: تعظيم العلماء وحملة القرآن الكريم محبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم حملة شريعته المطهرة.
ومن آدابهم: لا يمرون راكبين على من علمهم من علمهم شيئا من القرآن العظيم.ولو صاروا من مشايخ العصر ولا يمشون أمامه ولا ينسونه من الهدية والشكر والدعاء ولا يتزوجون له مطلقة أو امرأة مات عنها ولا يتولون له وظيفة عزل عنها ولو سئلوا فيها لأنه أبو الروح.
وقد كان الشيخ شمس الدين الديروطى صاحب(البرج) بدمياط إذا مر على فقيه ينزل عن دابته ويسوقها أمامه ويقبل يده ثم لا يركب حتى يبعد عنه جدا ويتوارى عنه بجدار أو نحوه مع أنه بلغ من العلم الغاية وشرح (المنهاج) وغيره.
ومن آدابهم: لا يزهدون في الدنيا إلا لكونها مبغوضة لله تعالى: قال تعالى(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام) آية 24 من سورة يونس.
لا لعلة أخرى من راحة البدن أو تخفيف حساب وكذلك لا يزهدون فيما بأيدي الناس إلا امتثالا للأمر وليحبهم الناس فيشفعوا فيهم عند ربهم إذا وقعت المؤاخذة على الذنوب لا لعلة أخرى من إقامة جاه أو انتشار صيت عندهم.
ومن آدابهم التباعد عن كل من يرونه من العلماء لا يعمل بعلمه مع إحسان الظن به.
ومن كلام سيدي على وفا: (علماء السوء أضر على الناس من إبليس لان إبليس إذا وسوس للمؤمن عرف انه مضل مبين فان أطاع وساوسه عرف أنه قد عصى فيأخذ في التوبة من ذنبه والاستغفار لربه.وعلماء السوء يلبسون الحق بالباطل ويردون الأحكام على وفق غرضهم وأهويتهم فمن أطاعهم ضل سعيه وهو يحسب انه يحسن صنعا فاجتنبهم وكن مع الصادقين فانك لا تستفيد منهم إلا دعوى العلم والتكبر به على المسلمين.
ومن آدابهم: كثرة انقباضهم في نفوسهم إذا رأوا أمرا مخالفا للشرع إيثارا للجانب الالهى وشفقة على الفاعل.
وليس من أدبهم أن يقولوا: هذا فعل الله فلا ينقبض منه لأنه جهل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل.
قال الفضيل بن عياض حدثنا منصور بن المعتمر عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت(ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم تنتهك محارم الله فإذا انتهك محارم الله بشيء كان أشدهم في ذلك غضبا. وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما)
وقد قالوا: ينبغي للمؤمن أن يكون له عينان:
عين ينظر بها إلى الفعل الإلهي من الحكم البالغة ليسلم من الوقوع في الاعتراض على أفعال حكيم عليم.
وعين ينظر بها إلى مخالفة العبيد لأوامر ربهم فيغار لله تعالى.فعلم أن إنكار المنكر لا يقدح في مقام التسليم لان كلا منهم مأمور به شرعا فافهم.
ومن آدابهم غض البصر عن فضول النظر والإسراع في المشي مع السكينة وإصلاح ذات البين والتعامي عن عيوب الناس وسترها ونشر محاسنهم إلا المبتدعة فان في عدم ستر مساويهم والتحذير منهم رحمة لهم وللمسلمين فلا يزيد المبتدع باتباع الناس له في بدعته ولا يأثم احد بسببه.
ومن آدابهم: عدم سب الولاة وإن جاروا لأنهم مسلطون غالبا على الرعية بحسب أعمالهم ونياتهم.
ومن آدابهم: عدم الانتصار لنفوسهم فإن الانتصار للنفس من الأمور التي كلها تعب ومن سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل.
ومن كلامهم: إذا انتصر الصوفي لنفسه وأجاب عنها فهو والتراب سواء.
ومن آدابهم: لا يدخلون المساجد بنية النوم والاستراحة ولا يتحدثون فيها بشيء من أمر الدنيا ولا يمدون فيها أرجلهم ولا يرفعون فيها أصواتهم.
ومن آدابهم:
لا يقولون: ليد النبي صلى الله عليه وسلم يسارا وإنما يقولون: اليمن الأول واليمن الثاني أو يمين وجهه أو يمين خلفه.
ولا يذكرون اسمه الشريف إلا مع مصاحبة لفظ السيادة في جميع المواطن.
ومعلوم أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم مفروض على الأمة. وذكر اسمه الشريف بغير لفظ السيادة مناف للتعظيم وفيه من إساءة الأدب ما لا يخفى على كل ذي نور.
ومن آدابهم: محبة إخوانهم المسلمين محبة إخوان وإيمان لا محبة طمع وإحسان.
ومن وصية سيدي عبد القادر الجيلي(إذا وجدت في قلبك بغض شخص أو حبه فاعرض أعماله على الكتاب والسنة فان كانت مكروهة فيهما فاكره وإن كانت محبوبة فيهما فأحببه كيلا تحبه بهواك قال تعالى(ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)آية 26 من سورة ص.
فحقيقة الحب في الله إلا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفا.
ومن آدابهم: حفظ الود لمن أكلوا عنده خبزا أو ذاقوا عنده ملحا.
ومن آدابهم: هجر السوق والخائن وإخراجهما من بينهم والفرق بين السارق والخائن: أن الخائن هو من يسرق ما أؤتمن عليه والسارق هو من يسرق ما لم يؤتمن عليه.
وقد قالوا: إن الخيانة تذهب البركة من مال الإنسان وعمره وكذلك القول في السرقة فما وجدنا قط سارقا إلا والبركة ممحوقة من ماله وعمره.
وكذلك من آدابهم: هجر الكذاب قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ل"م يكن شيء أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب.كان يهجر الرجل على الكلمة من الكذب". ومن آدابهم تقديم من مروءته من حيث إيمانه على مروءته من حيث نفسه.
وميزان ذلك: النظر في أمر العبد:فمن كان إقدامه على الأهوال في دين الله وفى غير دين الله على حد سواء فذلك من المروءة النفسانية.
ومن كان إقدامه على الأهوال في دين الله فقط فذلك من المروءة الإيمانية.
وكذلك من آدابهم: تقديم الفقيه الصرف على الفقيه المتفعل في الطريق لان الفقيه الصرف سالم من النفاق الذي يقع فيه المتفعل مع زيادته عليه بالعلوم الشرعية.
بل العامي الذي يعبد الله تعالى ويسأل العلماء عما يشكل عليه في دينه أحسن حالا من المتفعل في طريق القوم.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 8 المشاهدات 8447  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه