القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

بداية الهداية - للإمام الغزالي

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2012, 08:11 AM   #1
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

Unhappy بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
فهذه رسالة للإمام الأوحد مجدد الأمة أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى تهم كل من أراد الهداية ونسأل الله تعالى أن ينفعنا بها وأياكم في الدارين آمين.

بداية الهداية

قال الشيخ الإمام العالم العلامة حجة الاسلام وبركة الأنام: أبو حامد محمد بن محمد بن الغزالي الطوسى قدس الله روحه ونور ضريحه - آمين:
الحمدلله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد رسوله وعبده وعلى آله
وصحبه من بعده.
أما بعد:

فاعلم أيها الحريص المقبل على اقتباس العلم المظهر من نفسه صدق الرغبة وفرط التعطش إليه.. أنك إن كنت تقصد بالعلم المنافسة والمباهاة والتقدم على الأقران واستمالة وجوه الناس إليك وجمع حطام الدنيا فأنت ساع في هدم دينك وإهلاك نفسك وبيع آخرتك بدنياك فصفقتك خاسرة وتجارتك بائرة ومعلمك معين لك على عصيانك وشريك لك في خسرانك وهو كبائع سيف لقاطع طريق كما قال صلى الله عليه وسلم: (من أعان على معصية ولو بشطر كلمة كان شريكا فيها).
وإن كانت نيتك وقصدك بينك وبين الله تعالى من طلب العلم: الهداية دون مجرد الرواية فأبشر فإن الملائكة تبسط لك أجنحتها إذا مشيت وحيتان البحر تستغفر لك إذا سعيت. ولكن ينبغي لك أن تعلم قبل كل شيء أن الهداية التي هي ثمرة العلم لها بداية ونهاية وظاهر وباطن ولا وصول إلى نهايتها إلا بعد إحكام بدايتها ولا عثور على باطنها إلا بعد الوقوف على ظاهرها.
وهأنا مشير عليك ببداية الهداية لتجرب بها نفسك وتمتحن بها قلبك فإن صادفت قلبك إليها مائلا ونفسك بها مطاوعة ولها قابلة فدونك التطلع إلى النهايات والتغلغل في بحار العلوم. وإن صادفت قلبك عند مواجهتك إياها بها مسوفا وبالعمل بمقتضاها مماطلا فاعلم أن نفسك المائلة إلى طلب العلم هي النفس الأمارة بالسوء وقد انتهضت مطيعة للشيطان اللعين ليدليك بحبل غروره فيستدرجك بمكيدته إلى غمرة الهلاك وقصده أن يروج عليك الشر في معرض الخير حتى يلحقك (بِالأخسَرينَ أَعمالاً الَّذين ضَلَ سَعيُهُم في الحَياةِ الدُنيا وَهُم يَحسَبونَ أَنَّهُم يُحسِنونَ صُنعا).
وعند ذلك يتلو عليك الشيطان فضل العلم ودرجة العلماء وما ورد فيه من الأخبار والآثار. ويلهيك عن قوله صل الله عليه وسلم: (من ازداد علما ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا).
وعن قوله صل الله عليه وسلم: (أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه)
وكان صل الله عليه وسلم يقول: (اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعمل لا يرفع ودعاء لا يسمع).
وعن قوله صل الله عليه وسلم: (مررت ليلة أسرى بي بأقوام تقرض شفاههم بمقارض من نار فقلت: من أنتم قالوا: كنا نأمر بالخير ولا نأتيه وننهى عن الشر ونأتيه).
فإياك يا مسكين أن تذعن لتزويره فيدليك بحبل غروره فويل للجاهل حيث لم يتعلم مرة واحدة وويل للعالم حيث لم يعمل بما عمل ألف مرة.
واعلم أن الناس في طلب العلم على ثلاثة أحوال: رجل طلب العلم ليتخذه زاده إلى المعاد ولم يقصد به إلا وجه الله والدار الآخرة فهذا من الفائزين.
ورجل طلبه ليستعين به على حياته العاجلة وينال به العز والجاه والمال وهو عالم بذلك مستشعر في قلب ركاكه حاله وخسة مقصده فهذا من المخاطرين. فإن عاجله أجله قبل التوبة خيف عليه من سوء الخاتمة وبقي أمره في خطر المشيئة وإن وفق للتوبة قبل حلول الأجل وأضاف إلى العلم العمل وتدارك ما فرط منه من الخلل - التحق بالفائزين فإن ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
ورجل ثالث استحوذ عليه الشيطان فاتخذ علمه ذريعة إلى التكاثر بالمال والتفاخر بالجاه والتعزز بكثرة الأتباع يدخل بعلمه كل مدخل رجاء أن يقضى من الدنيا وطره ن وهو مع ذلك يضمر في نفسه أنه عند الله بمكانة لاتسامه بسمة العلماء وترسمه برسومهم في الزى والمنطق مع تكالبه على الدنيا ظاهرا وباطنا.. فهذا من الهالكين ومن الحمقى المغرورين إذ الرجاء منقطع عن توبته لظنه أنه من المحسنين وهو غافل عن قوله تعالى:
(يَأيُها الَّذين آمنوا لِمَ تَقولونَ مالا تَفعَلون).
وهو ممن قال فيهم رسول الله: (أنا من غير الدجال أخوف عليكم من الدجال) فقيل: وما هو يارسول الله فقال: (علماء السوء).
وهذا لأن الدجال غايته الإضلال ومثل هذا العالم وإن صرف الناس عن الدنيا بلسانه ومقاله فهو دافع لهم إليها بأعماله وأحواله ولسان الحال أفصح من لسان المقال وطباع الناس إلى المساعدى في الأعمال أميل منها إلى المتابعة في الأقوال.
فما أفسده هذا المغرور بأعماله أكثر مما أصلحه بأقواله إذ لا يستجرىء الجاهل على الرغبة في الدنيا إلا باستجراء العلماء فقد صار علمه سببا لجرأة عباد الله على معاصيه ونفسه الجاهلة مذلة مع ذلك تمنيه وترجيه وتدعوه إلى أن يمن على الله بعلمه وتخيل إليه نفسه أنه خير من كثير من عباد الله.
فكن أيها الطالب من الفريق الأول واحذر أن تكون من الفريق الثاني فكم من مسوف عاجله الأجل قبل التوبة فخسر وإياك ثم إياك أن تكون من الفريق الثالث فتهلك هلاكا لا يرجى معه.
فإن قلت: فما بداية الهداية لأجرب بها نفسي فاعلم أن بدايتها ظاهرة التقوى ونهايتها باطنة التقوى فلا عاقبة إلا بالتقوى ولا هداية إلا للمتقين.
والتقوى عبارة عن امتثال أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه فهما قسمان وهأنا أشير عليك بجمل مختصرة من ظاهر علم التقوى في القسمين جميعا وألحق قسما ثالثا ليصير هذا الكتاب جامعا مغنيا والله المستعان.

يتبع إن شاء الله تعالى مع القسم الأول ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 10-08-2012, 11:13 AM   #2
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




القسم الأول في الطاعات
توطئة

اعلم أن أوامر الله تعالى فرائض ونوافل.
فالفرض: رأس المال، وهو أصل التجارة ، وبه تحصل النجاة.
والنفل هو الربح ، وبه الفوز بالدرجات.
قال صل الله عليه وسلم : يقول الله تبارك وتعالى: " ما تقرب إلي المتقربون بمثل أداء ما افترضت عليهم ولا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي عليها"
ولن تصل أيها الطالب إلى القيام بأوامر الله تعالى إلا بمراقبة قلبك وجوارحك في لحظاتك وأنفاسك حين تصبح إلى حين تمسى.
واعلم أن الله تعالى مطلع على ضميرك ومشرف على ظاهرك وباطنك ومحيط بجميع لحظاتك وخطراتك وخطواتك وسائر سكناتك وحركاتك وأنك في مخالطتك وخلواتك متردد بين يديه فلا يسكن في الملك والملكوت ساكن ولا يتحرك متحرك إلا وجبار السموات والأرض مطلع عليه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويعلم السر وأخفى.
فتأدب أيها المسكين ظاهرا وباطنا بين يدي الله تعالى تأدب العبد الذليل المذنب في حضرة الملك الجبار القهار واجتهد ألا يراك مولاك حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك. ولن تقدر على ذلك إلا بأن توزع أوقاتك وترتب أورادك من صباحك إلى مسائك فاصغ إلى ما يلقى إليك من أوامر الله تعالى عليك من حين تستيقظ من منامك إلى وقت رجوعك إلى مضجعك.

يتبع مع الفصل الأول إن شاء الله تعالى ......

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2012, 03:39 PM   #3
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




فصل في آداب الاستيقاظ من النوم

فإذا استيقظت من النوم فاجتهد أن تستيقظ قبل طلوع الفجر وليكن أول ما يجري على قلبك ولسانك ذكر الله تعالى فقل عند ذلك:
الحمدلله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور أصبحنا وأصبح الملك لله والعظمة والسلطان لله والعزة والقدرة لله رب العالمين.
أصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الاخلاص وعلى دين نبينا محمد صل الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين.
اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
اللهم إنا نسألك أن تبعثنا في هذا اليوم إلى كل خير ونعوذ بك أن نجترح فيه سوءا أو نجره إلى مسلم أو يجره أحد إلينا نسألك خير هذا اليوم وخير مافيه ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما فيه.
فإذا لبست ثيابك فانو به امتثال أمر الله تعالى في ستر عورتك واحذر أن يكون قصدك من لباسك مراءاة الخلق فتخسر.

يتبع إن شاء الله تعالى ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2012, 09:30 PM   #4
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




فاعلم أيها الحريص المقبل على اقتباس العلم المظهر من نفسه صدق الرغبة وفرط التعطش إليه.. أنك إن كنت تقصد بالعلم المنافسة والمباهاة والتقدم على الأقران واستمالة وجوه الناس إليك وجمع حطام الدنيا فأنت ساع في هدم دينك وإهلاك نفسك وبيع آخرتك بدنياك فصفقتك خاسرة وتجارتك بائرة ومعلمك معين لك على عصيانك وشريك لك في خسرانك وهو كبائع سيف لقاطع طريق كما قال صلى الله عليه وسلم: (من أعان على معصية ولو بشطر كلمة كان شريكا فيها).
وإن كانت نيتك وقصدك بينك وبين الله تعالى من طلب العلم: الهداية دون مجرد الرواية فأبشر فإن الملائكة تبسط لك أجنحتها إذا مشيت وحيتان البحر تستغفر لك إذا سعيت.
اللهم اجعل الأعمال بالاخلاص ***والصدق والاحسان ممزوجات
آمييييييييييين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2012, 09:46 PM   #5
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




ولكن ينبغي لك أن تعلم قبل كل شيء أن الهداية التي هي ثمرة العلم لها بداية ونهاية وظاهر وباطن ولا وصول إلى نهايتها إلا بعد إحكام بدايتها ولا عثور على باطنها إلا بعد الوقوف على ظاهرها.
وهأنا مشير عليك ببداية الهداية لتجرب بها نفسك وتمتحن بها قلبك فإن صادفت قلبك إليها مائلا ونفسك بها مطاوعة ولها قابلة فدونك التطلع إلى النهايات والتغلغل في بحار العلوم.

عليم فعلمنا علوم شريعة حقيقة علم جل ربي لصورتىِ
وياظاهر اظهر علىّ سناءكم وياباطن ابطن فى فؤادى الهداية
ويا هادي اهدى إلى الحق قلبنا.... بديع بكل اللمح ابدع لتوبة

آميييييييييييين


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-2012, 09:54 PM   #6
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




رجل طلب العلم ليتخذه زاده إلى المعاد ولم يقصد به إلا وجه الله والدار الآخرة فهذا من الفائزين.
اللهم انى نسالك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً
آمييييييين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-09-2012, 09:29 AM   #7
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




باب اَداب دخول الخلاء
فإذا قصدت بيت الماء لقضاء الحاجة ، فقدم في الدخول رجلك اليسرى ، وفي الخروج رجلك اليمنى ، ولا تستصحب شيئا عليه اسم الله تعالى ورسوله. ولا تدخل حاسر الرأس ولا حافي القدمين. وقل عند الدخول:
باسم الله أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان.
وعند الخروج: غفرانك الحمدلله الذي أذهب عني ما يؤذيني وأبقى في ما ينفعني.
وينبغي أن تعد النبل قبل قضاء الحاجة ، وأن لا تستنجي بالماء في موضع قضاء الحاجة ، وأن تستبرىء من البول بالتنحنح والنتر ثلاثا ، وبإمرار اليد اليسرى على أسفل القضيب ، وإن كنت في الصحراء فابعد عن عيون الناظرين ، واستتر بشيء إن وجدته ، ولا تكشف عورتك قبل الانتهاء إلى موضع الجلوس ، ولا تستقبل الشمس ولا القمر ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ، ولا تجلس في متحدث الناس ، أو في ظلهم ، ولا تبل في الماء الراكد ، وتحت الشجرة المثمرة ، ولا في الجحر ، واحذر الارض الصلبة ومهب الريح احترازا من الرشاش لقوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : (إن عامة الوسواس منه).
واتكىء في جلوسك على الرجل اليسرى ، ولا تبل قائما إلا عن ضرورة ، واجمع في الاستنجاء بين استعمال الحجر والماء ، فإذا أردت الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل ، وإذا اقتصرت على الحجر فعليك أن تستعمل ثلاثة أحجار طاهرة منشفه للعين تمسح به محل النجو ، بحيث لا تنتقل النجاسة عن موضعها ، وكذلك تمسح القضيب في ثلاثة مواضع من حجر ، فإن لم يحصل الإنقاء بثلاثة فتمم خمسة أو سبعة إلى أن ينقى بالإيتار! فالإيتار مستحب ،والانقاء واجب.
ولا تستنج إلا باليد اليسرى، وابدأ في الاستنجاء بالقبل.
وقل عند الفراغ من الاستنجاء: اللهم طهر قلبيى من النفاق وحصن فرجي من الفواحش.
وادلك يدك بعد تمام الاستنجاء بالأرض أو بحائط ، ثم اغسلها.

يتبع إن شاء الله تعالى ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2012, 09:36 AM   #8
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




باب آداب الوضوء

فإذا فرغت من الاستنجاء فلا تترك السواك فإنه: (( مطهرة للفم ومرضاة للرب ومسخطة للشيطان))
و: ((صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بلا سواك)).
وروي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك في كل صلاة))
وعنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ((أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي)).
ثم اجلس للوضوء مستقبل القبلة على موضع مرتفع كي لا يصيبك الرشاش وقل بسم الله الرحمن الرحيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب بأن يحضرون.
ثم اغسل يديك ثلاثا قبل أن تدخلهما الإناء وقل: اللهم إني أسألك اليمن والبركة وأعوذ بك من الشؤم والهلكة.
ثم انو رفع الحدث واستباحة الصلاة ولا ينبغي أن تعزب نيتك قبل غسل الوجه فلا يصح وضؤوك(1). ثم خذ غرفة لفمك وتمضمض بها ثلاثا وبالغ في رد الماء إلى الغلصمة إلا أن تكون صائما فترفق وقل: اللهم أعني على تلاوة كتابك وكثرة الذكر لك وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا.
ثم خذ غرفة لأنفك واستنشق بها ثلاثا واستنثر ما في الأنف من رطوبة وقل في الاستنشاق: اللهم أرحني رائحة الجنة وأنت عني راض
وفي الاستنثار: اللهم إني أعوذ بك من روائح النار وسوء الدار.
ثم خذ غرفة لوجهك فاغسل بها من مبتدأ تسطيح الجبهة إلى منتهى ما يقبل من الذقن في الطول ومن الأذن في العرض وأوصل الماء إلى موضع التجديف وهو ما يعتاد النساء تنحية الشعر عنه وهو ما بين رأس الأذن إلى زاوية الجبين أعني ما يقع منه في جبهة الوجه وأوصل الماء إلى منابت الشعور الأربعة: الحاجبين والشاربين والأهداب والعذران (وهما ما يوازيان الأذنين من مبتدأ اللحية) ويجب إيصال الماء إلى منابت الشعر من اللحية الخفيفة دون الكثيفة وقل عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي بنورك يوم تبيض وجوه أوليائك ولا تسود وجهي بكلماتك يوم تسود وجوه أعدائك.
ولا تترك تخليل اللحية الكثيفة. ثم اغسل يدك اليمنى ثم اليسرى مع المرفقين إلى أنصاف العضدين فإن الحلية في الجنة تبلغ مواضع الوضوء. وقل عند غسل اليد اليمنى: اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبني حسابا يسيرا
وعند غسل الشمال: اللهم إني أعوذ بك أن تعطيني كتابي بشمالي أو من وراء ظهري.
ثم استوعب رأسك بالمسح بأن تبل يديك وتلصق رؤوس أصابع يدك اليمنى باليسرى وتضعهما على مقدمة الرأس وتمررهما إلى القفا ثم ترددهما إلى المقدمة فهذه مرة تفعل ذلك ثلاث مرات وكذلك في سائر الأعضاء وقل: اللهم غشني برحمتك وأنزل على من بركاتك وأظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك اللهم حرم شعري وبشرى على النار.
ثم امسح أذنيك ظاهرهما وباطنهما بماء جديد وأدخل مسبحتك في صماخ أذنيك وأمسح أذنيك ببطن إبهاميك وقل: اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم أسمعني منادى الجنة في الجنة مع الأبرار.
ثم امسح رقبتك وقل: اللهم فك رقبتي من النار وأعوذ بك من السلاسل والأغلال.
ثم اغسل رجلك اليمنى ثم اليسرى مع الكعبين وخلل بخنصر اليسرى أصابع رجلك اليمنى مبتدئا بخنصرها حتى تختم بخنصر اليسرى وتدخل الأصابع من أسفل وقل: اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم مع أقدام عبادك الصالحين.
وكذلك تقول عند غسل اليسرى: اللهم إني أعوذ بك آن تزول قدمي على الصراط في النار يوم تزل أقدام المنافقين والمشركين.
وارفع الماء إلى أنصاف الساقين وراع التكرار ثلاثا في جميع أفعالك.
فإذا فرغت فارفع بصرك إلى السماء وقل: اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله تسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أنت التواب الرحيم اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الصالحين واجعلني صبورا شكورا واجعلني أذكرك ذكرا كثيرا وأسبحك بكرة وأصيلا.
فمن قرأ هذه الدعوات في وضوئه خرجت خطاياه من جميع أعضائه وختم على وضوئه بخاتم ورفع له تحت العرش فلم يزل يسبح الله تعالى ويقدسه ويكتب له ثواب ذلك إلى يوم القيامة.
واجتنب في وضوئك سبعا: لاتنفض يديك فترش الماء ، ولا تلطم وجهك ورأسك بالماء لطما ، ولا تتكلم في أثناء الوضوء ، ولا تزد في الغسل على ثلاث مرات ، ولا تثكر صب الماء من غير حاجة بمجرد الوسوسة فلموسوسين شيطان يضحك بهم يقال له (الولهان) ، ولا تتوضأ بالماء المشمس ، ولا من الأواني الصفرية .
فهذه السبعة مكروهه في الوضوء. وفي الخبر:
((أن من ذكر الله عند وضوئه ، طهر الله تعالى جسده كله ، ومن لم يذكر الله لم يطهر منه إلا ما أصابه الماء)).

يتبع إن شاء الله تعالى.....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 01:46 PM   #9
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الغسل

فإذا أصابتك جنابة، من احتلام أو وقاع، فاحمل الإناء إلى المغتسل، واغسل يديك أولا ثلاثا، وأزل ما على بدنك من قذر، وتوضأ كما سبق في وضوئك للصلاة مع جميع الدعوات، وأخر غسل قدم رجليك كيلا يضيع الماء ، فإذا فرغت من الوضوء ؛ فصب الماء على راسك ثلاثا وأنت ناو رفع الحدث من الجنابة ، ثم على شقك الأيمن ثلاثا، ثم على الأيسر ثلاثا، وادلك ما أقبل من بدنك وما أدبر ثلاثا، وخلل شعر رأسك ولحيتك، وأوصل الماء إلى معاطف البدن ومنابت الشعر ما خفف منه وما كثف ، واحذر أن تمس ذكرك بعد الوضوء فإن أصابته يدك فأعد الوضوء.

والفريضة من جملة ذلك كله: النية، وإزالة النجاسة، واستيعاب البدن بالغسل.(1)
وفرض الوضوء: غسل الوجه واليدين مع المرفقين، ومسح بعض الرأس، وغسل الرجلين إلى الكعبين مرة، مع النية والترتيب.(2)

وما عداها سنن مؤكدة فضلها كثير، وثوابها جزيل والمتهاون بها خاسر، بل هو بأصل فرائضه مخاطر، فإن النوافل جوابر للفرائض.

(1) هذا عند الإمام الشافعي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أما عند الإمام أبي حنيفة ففرائض الغسل عنده استيعاب البدن بالغسل والمضمضة والاستنشاق.
(2) وهذا أيضا عند الإمام الشافعي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أما عند الإمام أبي حنيفة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ففراض الوضوء أربعة:غسل الوجه ، واليدين مع المرفقين ، ومسح ربع الرأس ، وغسل الرجلين مع الكعبين

يتبع إن شاء الله تعالى...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 01:49 PM   #10
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب التيمم

فإن عجزت عن استعمال الماء لفقده بعد الطلب، أو لعذر من مرض، أو لمانع من الوصول إليه من سبع أو حبس، أو كان الماء الحاضر تحتاج إليه لعطشك أو لعطش رفيقك، أو ملكا لغيرك ولم يبع إلا بأكثر من ثمن المثل، أو كان بك جراحة أو مرض تخاف منه على نفسك ... فاصبر حتى يدخل وقت الفريضة، ثم اقصد صعيدا طيبا عليه تراب خالص طاهر لين، فاضرب عليه بكفيك ضاما بين أصابعك، وانو استباحة فرض الصلاة، وامسح بهما وجهك كله مرة، ولا تتكلف إيصال الغبار إلى منابت الشعر خف أو كثف، ثم انزع خاتمك، واضرب ضربة ثانية مفرجا ما بين أصابعك، وامسح بهما يديك مع مرفقيك، فإن لم تستوعبهما فاضرب ضربة أخرى إلى أن تستوعبهما، ثم امسح إحدى كفيك بالأخرى، وامسح نما بين أصابعك بالتخليل.
وصل به فرضا واحدا وما شئت من النوافل، فإن أردت فرضا ثانيا فاستأنف تيمما آخر (1)


(1) هذا عند الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أما عند الإمام أبي حنيفة فتصلي بالتيمم الواحد ما شئت من الفرائض والنوافل حتى ينتقض التيمم.

يتبع إن شاء الله تعالى ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 02:05 PM   #11
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : حسن الخليفه احمد




شكرا لك اختنا الفاضلة نرو الهدى على هذا المجهود الطيب ورضى الله عن شيخ الاسلام الامام الغزالى رضى الله عنه ونفعنا ببركاته فى الدارين

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 02:14 PM   #12
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




اللهم اميين، بارك الله فيك أخ حسن على مرورك الكريم .

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-2012, 06:14 PM   #13
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




ولكن ينبغي لك أن تعلم قبل كل شيء أن الهداية التي هي ثمرة العلم لها بداية ونهاية وظاهر وباطن ولا وصول إلى نهايتها إلا بعد إحكام بدايتها ولا عثور على باطنها إلا بعد الوقوف على ظاهرها.
وهأنا مشير عليك ببداية الهداية لتجرب بها نفسك وتمتحن بها قلبك فإن صادفت قلبك إليها مائلا ونفسك بها مطاوعة ولها قابلة فدونك التطلع إلى النهايات والتغلغل في بحار العلوم.
عليم فعلمنا علوم شريعة*** حقيقة علم جل ربي لصورتىِ
وياظاهر اظهر علىّ سناءكم ***
وياباطن ابطن فى فؤادى الهداية
ويا هادي اهدى إلى الحق قلبنا*** بديع بكل اللمح ابدع لتوبة

سالتك مولانا بالاسماء كلها*** واسرارها تُعطِ الجميع هدايةِ
آآآآآآآآمين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-13-2012, 08:45 AM   #14
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الخروج إلى المسجد
فإذا فرغت من طهارتك ، فصل في بيتك ركعتي الصبح ، إن كان الفجر قد طلع، كذلك كان يفعل رسول الله صل الله عليه وسلم ثم
توجه إلى المسجد ، ولا تدع الصلاة في الجماعة، لا سيما الصبح ، فصلاة الجماعة تفضل على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة ، فإن كنت تتساهل في مثل هذا لربح فأي فائدة لك في طلب العلم? وإنما ثمرة العلم العمل به.
فإذا سعيت إلى المسجد، فامش على هينة وتؤدة وسكينة، ولا تعجل وقل في طريقك:
اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق الراغبين إليك، وبحق ممشاى هذا إليك؛ فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا رياء، ولا سمعة، بل خرجت اتقاء سخطك، وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

يتبع إن شاء الله تعالى .....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي ; 10-13-2012 الساعة 08:47 AM.
رد مع اقتباس
قديم 10-15-2012, 11:40 AM   #15
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




اَداب دخول المسجد
فإذا أردت الدخول إلى المسجد، فقدم رجلك اليمنى، وقل:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وصحبه وسلم؛ اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك.

ومهما رأيت في المسجد من يبيع أو يبتاع ، فقل: لا أربح الله تجارتك. وإذا رأيت فيه من ينشد ضالة، فقل: لا ردّ الله عليك ضالتك- كذلك أمر رسول الله صل الله عليه وسلم.

فإذا دخلت المسجد، فلا تجلس حتى تصلي ركعتي التحية، فإن لم تكن على طهارة أو لم ترد فعلها كفتك الباقيات الصالحات ثلاثا، وقيل أربعا، وقيل ثلاثا للمحدث وواحدة للمتوضىء. فإن لم تكن صليت في بيتك ركعتي الفجر، فيجزئك أداؤهما عن التحية.
فإذا فرغت من الركعتين، فانو الاعتكاف وادع بما دعا به رسول الله صل الله عليه وسلم بعد ركعتي الفجر، فقل:
اللهم إني أسألك رحمة من عندك، تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي، وترد بها ألفتي ، وتصلح بها ديني ، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتقضي لي بها حاجتي، وتعصمني بها من كل سوء.
اللهم إني أسألك إيمانا دائما يباشر قلبي، وأسألك يقينا صادقا حتى أعلم أنه لن يصيبني إلا ما كتبته على، ورضني بما قسمته لي.
اللهم إني أسألك يقينا صادقا، وإيمانا ليس بعده كفر؛ وأسألك رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أسألك الفوز عند اللقاء ، والصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء ، وعيش السعداء ، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء.
اللهم إني أنزل بك حاجتي، وإن ضعف رأيي وقصر عملي ، وافتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ، وياشافي الصدور، كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير، ومن فتنة القبور ، ومن دعوة الثبور.
اللهم ما قصر عنه رأيي، وضعف عنه عملي، ولم تبلغه نيتي وأمنيتي، من خير وعدته أحدا من عبادك أو خير أنت معطيه أحدا من خلقك فإني أرغب إليك فيه، وأسألكه يارب العالمين.
اللهم اجعلنا هادين مهتدين، غير ضالين ولا مضلين؛ حربا لأعدائك ، وسلما لأوليائك نحب بحبك الناس، ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك.
اللهم هذا الدعاء ، ومنك الإجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود، والركع السجود، الموفين لك بالعهود؛ إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد ، سبحان من تعطف بالعز وقال به، سبحان من لبس المجد وتكرم به، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي الفضل والنعم، سبحان ذي القدرة والكرم، سبحان الذي أحصى كل شيء بعمله.
اللهم اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في قبري، ونورا في سمعي ونورا في بصري ونورا في شعري، ونورا في بشري، ونورا في لحمي، ونورا في دمي، ونورا في عظامي، ونورا من بين يدي، ونورا من خلفي ونورا عن يميني ونورا عن شمالي ونورا من فوقي ونورا من تحتي.
اللهم زدني نورا، وأعطني نورا أَعْظَمَ نور، واجعل لي نورا برحمتك يا أرحم الراحمين.

فإذا فرغت من الدعاء، فلا تشتغل إلى وقت الفرض إلا بفكر ، أوتسبيح ، أو قراءة قرآن ، فإذا سمعت الأذان في أثناء ذلك ، فاقطع ما أنت فيه ، واشتغل بجواب المؤذن ، فإذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر ، فقل مثل ذلك، وكذلك في كل كلمة إلا في الحيعلتين ، فقل فيهما: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، فإذا قال: الصلاة خير من النوم ، فقل في الجواب: صدقت وبررت ، وأنا على ذلك من الشاهدين ، فإذا سمعت الإقامة ، فقل مثل ما يقول ، إلا في قوله: قد قامت الصلاة ، فقل: أقامها الله وأدامها ما دامت السموات والأرض.

فإذا فرغت من جواب المؤذن ، فقل: اللهم إنس أسألك عند حضور صلاتك وأصوات دعاتك ، وإدبار ليلك ، وإقبال نهارك ، أن تؤتي محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد .... برحمتك يا أرحم الراحمين.


يتبع إن شاء الله تعالى....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-17-2012, 09:20 AM   #16
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب ما بعد طلوع الشمس إلى الزوال

فإذا طلعت الشمس وارتفعت قدر رمح ، فصل ركعتين، وذلك عند زوال وقت الكراهة للصلاة؛ فإنها مكروهة من بعد فريضة الصبح إلى ارتفاع الشمس.

فإذا أضحى النهار، ومضى منه قريب من ربعه ، فصل صلاة الضحى أربعا أو ستا أو ثمانية، مثنى ... مثنى ، فقد نقلت هذه الاعداد كلها عن رسول الله صل الله عليه وسلم ، والصلاة خير كلها ، فمن شاء فليستكثر، ومن شاء فليستقلل ، فليس بين طلوع الشمس والزوال راتبة إلا هذه الصلوات ؛ فما فضل منها من أوقاتك فلك فيه أربع حالات:

الحالة الأولى: وهي الافضل ، أن يصرفه في طلب العلم النافع في الدين، دون الفضول الذي أكب الناس عليه وسموه علما.
والعلم النافع هو ما يزيد في خوفك من الله تعالى، ويزيد في بصيرتك بعيوب نفسك، ويزيد في معرفتك بعبادة ربك ، ويقلل من رغبتك في الدنيا، ويزيد في رغبتك فني الآخرة، ويفتح بصيرتك بآفات أعمالك حتى تحترز منها، ويطلعك على مكائد الشيطان وغروره ، وكيفية تلبيسه على علماء السوء حتى عرضهم لمقت الله تعالى وسخطه ، حيث أكلوا الدنيا بالدين، واتخذوا العلم ذريعة ووسيلة الى أخذ اموال السلاطين، وأكل أموال الاوقاف واليتامى والمساكين، وصرفوا همتهم طول زمانهم إلى طلب الجاه والمنزلة في قلوب الخلق، واضطرهم ذلك إلى المراءاة والممراة، والمشاقة في الكالم والمباهاة.
وهذا الفن من العلم النافع، قد جمعناه في كتاب (إحياء علوم الدين) فإن كنت من أهله فحصِّله واعمل به ، ثم علِّمه وادع إليه ؛ فمن علم ذلك وعمل به، ثم علمه ودعا إليه فذلك يدعى عظيما في ملكوت السموات بشهادة عيسى عليه السلام.
فإذا أفرغت من ذلك كله، وفرغت من إصلاح نفسك ظاهرا وباطنا، وفضل شيء من أوقاتك، فلا بأس أن تشتغل بعلم المذهب في الفقه ؛ لتعرف به الفروع النادرة في العبادات، وطريق التوسط بين الخلق في الخصومات عند انكبابهم على الشهوات ، فذلك أيضا بعد الفراغ من هذه المهمات من جملة فروض الكفايات.
فإن دعتك نفسك إلى ترك ما ذكرناه من الأوراد والأذكار استثقالا لذلك ، فاعلم أن الشيطان اللعين قد دس في قلبك الداء الدفين، وهو حب المال والجاه فإياك أن تغتر به، فتكون ضحكة له، فيهلكك، ثم يسخر منك ، فإن جربت نفسك مدة في الاوراد والعبادات، فكانت لا تستثقلها كسلا عنها، لكن ظهرت رغبتك في تحصيل اعلم النافع، ولم ترد به إلا وجه الله تعالى والدار الآخرة، فذلك أفضل من نوافل العبادات مهما صحت النية ، ولكن الشأن في صحة النية فإن لم تصح النية فهو معدن غرور الجهال، ومزلة أقدام الرجال.

الحالة الثانية: أن لا تقدر على تحصيل العلم النافع في الدين ، ولكن تشتغل بوظائف العبادات من الذكر والتسبيح والقراءة والصلاة ، فذلك من درجات العابدين ، وسير الصالحين ، وتكون أيضا بذلك من الفائزين.

الحالة الثالثة: أن تشتغل بما يصل منه خير إلى المسلمين ، ويدخل به سرور على قلوب المؤمنين ، أو يتيسر به الأعمال الصالحة للصالحين: كخدمة الفقهاء والصوفية وأهل الدين ، والتردد في أشغالهم ، والسعي في إطعام الفقراء والمساكين ، والتردد مثلا على المرضى بالعيادة ، وعلى الجنائز بالتشييع ، فكان ذلك أفضل من النوافل ؛ فإن هذه عبادات ، وفيها رفق للمسلمين.

الحالة الرابعة: ألا تقوى على ذلك ، فاشتغل بحاجاتك اكتسابا على نفسك أو على عيالك ، وقد سلم المسلمون منك وأمِنُوا من لسانك ويدك ، وسلِم لك دينُك ، ولم ترتكب معصية ؛ فتنال بذلك درجة أصحاب اليمين ، إن لم تكن من أهل الترقي إلى مقامات السابقين ، فهذا أقل الدرجات في مقامات الدين ، وما بعد هذا فهو من مراتع الشياطين ؛ وذلك بأن تشتغل- والعياذ بالله- بما يهدم دينك ، أو تؤذي به عبدا من عباد الله تعالى؛ فهذه رتبة الهالكين؛ فإياك أن تكون في هذه الطبقة.

واعلم أن العبد في حق دينه على ثلاث درجات:
إما سالم.. وهو المقتصر على أداء الفرائض وترك المعاصي.
أو رابح.. وهو المتطوع بالقربات والنوافل.
أو خاسر.. وهو المصر عن اللوازم.

فإن لم تقدر أن تكون رابحا، فاجتهد أن تكون سالما، وإياك ثم إياك أن تكون خاسرا.

والعبد في حق سائر العباد له ثلاث درجات:
الأولى: أن ينزل في حقهم منزلة الكرام البررة من الملائكة، وهو أن يسعى في أغراضهم؛ رفقا بهم، وإدخالا للسرور على قلوبهم.

الثانية: أن ينزل في حقهم منزلة البهائم والجمادات؛ فلا ينالهم خيره، ولكن عنهم شره.

الثالثة: أن ينزل في حقهم منزلة العقارب والحيات والسباع الضاريات، لا يرجى خيره، ويتقى شره.

فإن لم تقدر على أن تلتحق بأُفُقِ الملائكة، فاحذر أن تنزل عن درجة البهائم والجمادات إلى درجة العقارب والحيات والسباع الضاريات ، فإن رضيت لنفسك النزول من أعلى عليين ، فلا ترض لها من الهوى إلى أسفل سافلين ، فلعلك تنجو كفافا لا لك ولا عليك.

فعليك في بياض نهارك أن لا تشتغل إلا بما ينفعك في معادك أو معاشك الذي لا تستغنى عن الاستعانة به على معادك ؛ فإن عجزت عن القيام بحق دينك مع مخالطة الناس، وكنت لا تسلم ، فالعزلة أولى ، فعليك بها ؛ ففيها النجاة والسلامة. فإن كانت الوساوس في العزلة تجاذبك إلى مالا يرضى الله تعالى ولم تقدر على قمعها بوظائف العبادات ، فعليك بالنوم فهو أحسن أحوالك وأحوالنا ، إذا عجزنا عن الغنيمة رضينا بالسلامة في الهزيمة ، فما أخس حال من سلامةُ دينِه في تعطيل حياته ، إذ النوم أخو الموت ، وهو تعطيل الحياة ، والتحاق بالجمادات.



يتبع إن شاء الله تعالى ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-20-2012, 08:40 AM   #17
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الاستعداد لسائر الصلوات

ينبغي أن تستعد لصلاة الظهر قبل الزوال ، فتقدم القيلولة إن كان بك قيام في الليل ، أو سهر في الخير ، فإن فيها معونة على قيام الليل ، كما أن في السحور معونة على صيام النهار، والقيلولة من غير قيام بالليل كالسحور من غير صيام بالنهار.

فإذا قِلْتَ ، فاجتهد أن تستيقظ قبل الزوال ، وتتوضأ وتحضر المسجد وتصلي تحية المسجد ، وتنتظر المؤذن فتجيبه ، ثم تقوم فتصلي أربع ركعات عقب الزوال ، كان رسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يطولهن ويقول: ((هذا وقت تفتح فيه أبواب السماء ، فأحب أن يرفع لي فيه عمل صالح ))

وهذه الأربع قبل الظهر سنة مؤكدة؛ ففي الخبر:
((من صلاهن فأحسن ركوعهن وسجودهن ، صلى معه سبعون ألف ملك يستغفرون له إلى الليل))
ثم صل الفرض مع الإمام ، ثم صل بعد الفرض ركعتين ، فهما من الرواتب الثابتة. ولا تشتغل إلى العصر إلا بتعلم علم أو إعانة مسلم ، أو قراءة قرآن أو سعي في معاش لتستعين به على دينك ، ثم صل أربع ركعات قبل العصر ، فهي سنة مؤكدة ؛ فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: (( رحم الله امرأ صلى أربعا قبل العصر))

فاجتهد أن ينالك دعاؤه صل الله عليه وسلم ، ولا تشتغل بعد العصر إلا بمثل ما سبق قبله.


ولا ينبغي أن تكون اوقاتك مهملة ، فتشتغل في كل وقت بما اتفق كيف اتفق ، بل ينبغي أن تحاسب نفسك ، وترتب أورادك ووظائفك في ليلك ونهارك ، وتعين لكل وقت شغلا لا تتعداه ، ولا تؤثر فيه سواه فبذلك تظهر بركة الأوقات ، فأما إذا تركت نفسك سدى مهملا إهمال البهائم ، لا تدري بماذا تشتغل في كل وقت ، فينقضي أكثر أوقاتك ضائعا ، وأوقاتك عمرك ! وعمرك رأس مالك وعليه تجارتك ، وبه وصولك إلى نعيم دار الأبد في جوار الله تعالى ، فكل نفس من أنفاسك جوهرة لا قيمة لها ، إذ لا بدل له ، فإذا فات فلا عود له ، فلا تكن كالحمقى المغرورين ، الذين يفرحون كل يوم بزيادة أموالهم مع نقصان أعمارهم ، فأي خير في مال يزيد ، وعمر ينقص؟!

ولا تفرح إلا بزيادة علم ، أو عمل صالح ؛ فإنهما رفيقاك يصحبانك في القبر ، حيث يتخلف عنك أهلك ومالك، وولدك، وأصدقاؤك.

ثم إذا اصفرت الشمس ، فاجتهد أن تعود إلى المسجد قبل الغروب ، وتشتغل بالتسبيح والاستغفار ، فإن فضل هذا الوقت كفضل ما قبل الطلوع ، قال الله تعالى: {وَسَبِّح بِحَمْدِ رَبِّك قَبلَ طُلوع الشَمس وَقَبلَ غُروبِها}.

واقرأ قبل غروب الشمس أربع سور من القرآن هي: {والشمس وضحاها} و{والليل إذا يغشى} ، و(المعوذتين).

ولتغرب عليك الشمس وأنت في الاستغفار ، فإذا سمعت الأذان فاجبه ، وقل بعده:
اللهم إني أسألك عند إقبال ليلك ، وإدبارك نهارك ، وحضور صلاتك وأصوات دعاتك ، أن تؤتي محمد الوسيلة والفضيلة والشرف والدرجة الرفيعة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، إنك لا تخلف الميعاد. والدعاء كما سبق.

ثم صل الفرض بعد جواب المؤذن والاقامة ، وصل بعده قبل أن تتكلم ركعتين ، فهما راتبة المغرب ، وإن صليت بعدهما أربعا تطيلهن ، فهن أيضا سنة. وإن أمكنك أن تنوي الاعتكاف إلى العشاء ، وتحيى ما بين العشاءين بالصلاة فافعل ، فقد ورد في فضل ذلك ما لا يحصى ، وهي ناشئة الليل ؛ لأنه أول نشأته ، وهي صلاة الأوابين.

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: (تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِع)
فقال: (هي الصلاة ما بين العشاءين ؛ فإنها تذهب بملاغات النهار ، وتهذب آخره
).

والملاغات جمع ملغاة ، فهي من اللغو.

فإذا دخل وقت العشاء فصل أربع ركعات قبل الفرض إحياء لما بني الأذانين ففضل ذلك كثير وفي الخبر: (أن الدعاء بين الأذان والاقامة لا يرد).

ثم صل الفرض وصل الراتبة ركعتين ، واقرأ فيهما سورة {آلم} السجدة ، و{تبارك} الملك ، أو سورة (يس) و(الدخان) ، فذلك مأثور عن رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .
وصل بعدهما أربع ركعات ، ففي الخبر ما يدل على عظم فضلهن ، ثم صل الوتر بعدها ثلاثا بتسليمتين أو بتسليمة واحدة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها سورة {سبح اسم ربك الأعلى} ، و{قل يأيها الكافرون} ، و(الاخلاص) و(المعوذتين).

فإن كنت عازما على قيام الليل ، فأخر الوتر، ليكون آخر صلاتك وترا ، ثم اشتغل بعد ذلك بمذاكرة علم أو مطالعة كتاب ، ولا تشتغل باللهو واللعب فيكبون ذلك خاتمة أعمالك قبل نومك فإنما الأعمال بخواتيمها.


يتبع إن شاء الله تعالى....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-20-2012, 11:20 AM   #18
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : حسن الخليفه احمد




رضى الله عن سيدى الامام الغزالى ونفعنا ببركاته شكرا اختنا نور الهدى

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2012, 05:48 PM   #19
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب النوم

فإذا أردت النوم ، فابسط فراشك مستقبل القبلة ، ونم على يمينك كما يضطجع الميت في لحده !

واعلم أن النوم مثل الموت ، واليقظة مثل البعث ! ولعل الله تعالى يقبض روحك في ليلتك ،، فكن مستعدا للقائه بأن تنام على طهارة ، وتكون وصيتك مكتوبة تحت رأسك ، وتنام تائبا من الذنوب مستغفرا ، عازما على ألا تعود إلى معصية ، واعزم على الخير لجميع المسلمين إن بعثك الله تعالى.

وتذكر أنك ستضجع في اللحد كذلك وحيدا فريدا ، ليس معك إلا عملك ، ولا تجزى إلا بسعيك.

ولا تستجلب النوم تكلفا بتمهيد الفرش الوطيئة ، فإن النوم تعطيل لحياة ، إلا إذا كانت وبالا عليك ، فنومك سلامة لدينك.

واعلم أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ، فلا يكون نومك بالليل والنهار أكثر من ثماني ساعات ، فيكفيك إن عشت مثلا ستين سنة أن تضيع منها عشرين سنة وهو ثلث عمرك.

وأعد عند النوم سواكك وطهورك ، واعزم على قيام الليل أو على القيام قبل الصبح.

فركعتان في جوف الليل كنز من كنوز البر ، فاستكثر من كنوزك ليوم فقرك ، فلن تغني عنك كنوز الدنيا إذا مت. وقل عند نومك:
باسمك ربي وضعت جنبي ، وباسمك أرفعه فاغفر لي ذنبي.
اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك.
اللهم باسمك أحيا وأموت ، وأعوذ بك اللهم من شر كل ذي شر ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.
اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر.
اللهم أنت خلقت نفسي ، وأنت تتوفاها ، لك مماتها ومحياها، إن أَمَتَّها فاغفر لها ، وإن أحييتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة ، اللهم أيقظني في أحب الساعات إليك ، واستعملني بأحب الاعمال إليك ، لتقربني إليك زلفى ، وتبعدني عن سخطك بعدا ، أسألك فتعطيني ، وأستغفرك فتغفر لي ، وأدعوك فتستجيب لي.


ثم اقرأ (آية الكرسي) ، و{آمن الرسول} إلى آخر السورة ، و(الاخلاص) ، و(المعوذتين) ، و{تبارك} ... الملك.
وليأخذك النوم وأنت على ذكر الله وعلى الطهارة ، فمن يفعل ذلك عرج بروحه إلى العرش ، وكتب مصليا إلى أن يستيقظ.

فإذا استيقظت فارجع إلى ما عرفتك أَوَّلا ، وداوم على هذا الترتيب بقية عمرك ، فإن شقَّت عليك المداومة ، فاصبر صبر المريض على مرارة الدواء انتظارا للشفاء ، وتفكر في قصر عمرك ، وإن عشت مثلا مائة سنة فهي قليلة بالاضافة إلى مقامك في الدار الآخرة وهي أبد الآباد.

وتأمل أنك كيف تتحمل المشقة والذل في طلب الدنيا شهرا أو سنة رجاء أن تستريح بها عشرين سنة مثلا ، فكيف لا تتحمل ذلك أيام قلائل رجاء الاستراحة أبد الآباد!

ولا تطول أملك فيثقل عليك عملك ، وقدر قرب الموت ، وقل في نفسك إني أتحمل المشقة اليوم ؛ فلعلي أموت الليلة ، وأصبر الليلة فلعلى أموت غدا ، فإن الموت لا يهجم في وقت مخصوص ، وحال مخصوص ، وسن مخصوص ! فلا بد من هجومه ، فالاستعداد له أولى من الاستعداد للدنيا ، وأنت تعلم أنك لا تبقى فيها إلا مدة يسيرة ، ولعله لم يبق من أجلك إلا يوم واحد ، أو نفس واحد ! فقدر هذا في قلبك كل يوم ، وكلف نفسك الصبر على طاعة الله يوما فيوما ، فإنك لو قدرت البقاء خمسين سنة ، وألزمتها الصبر على طاعة الله تعالى ، نفرت واستصعبت عليك ، فإن فعلت ذلك فرحت عند الموت فرحا لا آخر له ، وإن سوفت وتساهلت جاءك الموت في وقت لا تحتسبه ، وتحسرت تحسرا لا آخر له. وعند الصباح يحمد القوم السُّرَى ، وعند الموت يأتيك الخبر اليقين {ولتعلمن نبأه بعد حين}.

وإذ أرشدناك إلى ترتيب الأوراد ، فلنذكر لك كيفية الصلاة والصوم ، وآدابهما ، وآداب الإمامة ، والقدوة ، والجمعة.


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2012, 07:49 PM   #20
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : حسن الخليفه احمد




اللهم اهدنا فى من هديت وعافنا فى من عافيت وتولانا فى من توليت وبارلنا فيما اعطيت وقنا واصرف عنا شر ماقضيت انك تقضى باللحق ولايقضى عليك

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-29-2012, 09:39 AM   #21
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الصلاة

فإذا فرغت من طهارة الحدث ، وطهارة الخبث في البدن ، والثياب والمكان ، ومن سَتْرِ العورة من السرة إلى الركبة ؛ فاستقبل القبلة قائما مراوحا بين قدميك ، لا تضمهما ، واستو قائما واقرأ {قل أعوذ برب الناس} تحصنا بها من الشيطان الرجيم ، وأحضر قلبك ما أنت فيه ، وفرغه من الوساوس ، وانظر بين يدي من تقوم ومن تناجي ! ، واستح أن تناجى مولاك بقلب غافل وصدر مشحون بوساوس الدنيا وخبائث الشهوات.

واعلم أنه تعالى مطلع على سريرتك ، وناظر إلى قلبك ، فإنما يتقبل الله من صلاتك بقدر خشوعك وخضوعك وتواضعك وتضرعك.

واعبده في صلاتك كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، فإن لم يحضر قلبك ، ولم تسكن جوارحك ، لقصور معرفتك بجلال الله تعالى ، فقدر أن رجلا صالحا من وجوه أهل بيتك ينظر إليك ، ليعلم كيف صلاتك ، فعند ذلك يحضر قلبك ، وتسكن جوارحك ، ثم ارجع إلى نفسك وقل:
يا نفس السوء ألا تستحين من اطِّلاع خالقك ومولاك ؟! إذ قَدَّرْتِ اطلاع عبد ذليل من عباده عليك ، وليس بيده ضرك ولا نفعك ، خشعت جوارحك ، وحسنت صلاتك ، ثم إنك تعلمين أنه مطلع عليك ، ولا تخشعين لعظمته !! أهو- تعالى- عندك أقل من عباده ? فما أشد طغيانك وجهلك ! وما أعظم عداوتك لنفسك !

فعالج قلبك بهذه الحيل ، فعسى أن يحضر معك في صلاتك ، فإنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها ، وأما ما أتيت مع الغفلة والسهو ، فهو إلى الاستغفار والتكفير أحوج.

فإذا حضر قلبك ، فلا تترك الإقامة ، وإن كنت وحدك ؛ وإن انتظرت حضور جماعة فأذن ثم أقم ، فإذا أقمت فانو ، وقل في قلبك: أؤدي فرض الظهر لله تعالى ، وليكن ذلك حاضرا في قلبك عند تكبيرك ، ولا تعزب عنك النية قبل الفراغ من التكبير ، وارفع يديك عند التكبير- بعد إرسالهما أولا- إلى حذو منكبيك وهما مبسوطتان ، وأصابعهما منشورة ، ولا تتكلف ضمهما ولا تفريجهما وارفع يديك بحيث تحاذى بإبهاميك شحمتى أذنيك وبرؤوس أصابعك أعلى أذنيك ، وتحاذي بكفيك منكبيك ، فإذا استقرتا في مقرهما فكبر ، ثم أرسلهما برفق ولا تدفع يديك عند الرفع والإرسال إلى قُدَّام دفعا ، ولا إلى خلف رفعا ، ولا تنفضهما يمينا ولا شمالا ، فإذا أرسلتهما فاستأنف رفعهما إلى صدرك.

وأكرم اليمنى بوضعها على اليسرى ، وانشر أصابع اليمنى على طول ذراعك اليسرى ، واقبض بها على كوعها ، وقل بعد التكبير:
الله أكبر كبيرا ، والحمدلله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، ثم اقرأ:
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين ، إن صلاتي ونسكي ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.

ثم قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثم أقرأ الفاتحة بتشديداتها ، واجتهد في الفرق بين الضاد والظاء في قراءتك في الصلاة ، وقل آمين ، ولا تصله بقولك: ولا الضالين وصلا ، واجهر بالقراءة في الصبح والمغرب والعشاء - أعني في الركعتين الأوليين- إلا أن تكون مأموما ، واجهر بالتأمين.

واقرأ في الصبح بعد الفاتحة من السور الطوال المفصل ، وفي المغرب من قصاره ، وفي الظهر والعصر والعشاء من أوساطه ، نحو: {وَالسَماءِ ذَاتِ البُروج} وما قاربها من السور ، وفي الصبح في السفر: {قُل يَأَيُها الكَافِرون} ، و {قُل هُوَ الله أَحَد} ولا تصل آخر السورة بتكبيرة الركوع ، ولكن افصل بينهما بمقدار قولك: سبحان الله ، وكن في جميع قيامك مطرقا قاصرا نظرك على مصلاك ، فذلك أجمع لهمك، وأجدر لحضور قلبك.
وإياك أن تلتفت يمينا وشمالا في صلاتك ، ثم كبر للركوع ، وارفع يديك كما سبق ، ومد التكبير إلى انتهاء الركوع ، ثم ضع راحتيك على ركبتيك وأصابعك منشورة ، وانصب ركبتيك ومد ظهرك وعنقك ورأسك مستويا كالصحيفة الواحدة ، وجاف مرفقيك عن جنبيك ، والمرأة لا تفعل ذلك بل تضم بعضها إلى بعض ، وقل:
سبحان ربي العظيم - ثلاثا- .
وإن كنت منفردا فالزيادة إلى السبع والعشر حسن ، ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما، وارفع يديك قائلا:
سمع الله لمن حمده
فإذا استويت قائما فقل:
ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شي بعد
وإن كنت في فريضة الصبح فاقرأ القنوت في الركعة الثانية في اعتدالك من الركوع ، ثم اسجد مكبرا غير رافع اليدين ، وضع أولا على الأرض ركبتيك ثم يديك ثم جبهتك مكشوفة ، وضع أنفك مع الجبهة ، وجاف مرفقيك عن جنبيك ، وأَقِلَّ بطنك عن فخذيك ، والمرأة لا تفعل ذلك ، وضع يديك على الأرض ، وقل:
سبحان ربي الاعلى- ثلاثا أو سبعا أو عشرا- إن كنت منفردا.
ثم ارفع رأسك من السجود مكبرا حتى تعتدل جالسا ، واجلس على رجلك اليسرى ، وانصب قدمك اليمنى ، وضع يديك على فخذيك والأصابع منشورة وقل:
رب اغفر لي وارحمني وارزقني واهدني واجبرني وعافني واعف عني
ثم اسجد سجدة ثانية كذلك ، ثم اعتدل جالسا جلسة الاستراحة في كل ركعة لا تشهد عقبها ، ثم تقوم وتضع اليدين على الأرض ، ولا تقدم إحدى رجليك في حال الارتفاع ، وابتدىء بتكبيرة الارتفاع عند القرب من حد جلسة الاستراحة ، ومدها إلى انتصاف ارتفاعك إلى القيام ، ولتكن هذه الجلسة جلسة خفيفة مختطفة ، وصل الركعة الثانية كالأولى ، وأعد التعوذ في الابتداء ، ثم اجلس في الركعة الثانية للتشهد الأول ، وضع اليد اليمنى في جلة التشهد الاول على الفخذ اليمنى مقبوضة الأصابع ، إلا المسبحة والإبهام ، فترسلها ، وانشر مسبحة يمناك عند قولك: إلا الله ، لا عند قولك: لا إله ، وضع اليد اليسرى منشورة الاصابع على الفخذ اليسرى ، واجلس على رجلك اليسرى في هذا التشهد كما بين السجدتين ، وفي التشهد الاخير متوركا ، واستكمل الدعاء المعروف المأثور بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، واجلس فيه على وركك الأيسر ، وضع رجلك اليسرى خارجة من تحت قدمك اليمنى ، وانصب القدم اليمنى ، ثم قل بعد الفراغ: السلام عليكم ورحمة الله مرتين من الجانبين ، والتفت بحيث يرى بياض خديك من جانبيك ، وانو الخروج من الصلاة وانو السلام على من على جانبك من الملائكة والمسلمين ، وهذه هيئة صلاة المنفرد.

وعماد الصلاة: الخشوع ، وحضور القلب مع القراءة والذكر بالتفهم.

وقال الحسن البصري - رحمة الله تعالى- : كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع.

وقال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ((إن العبد ليصلي الصلاة فلا يكتب له منها سدسها ولا عشرها ، وإنما يكتب للعبد من صلاته بقدر ما عقل منها)).


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-30-2012, 08:02 PM   #22
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الإمامة والقدوة

ينبغي للإمام أن يخفف الصلاة، قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
((ما صليت خلف أحد صلاة أخف ولا أتم من صلاة رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة )).

ولا يكبر ما لم يفرغ المؤذن من الاقامة ، وما لم تستو الصفوف ، ويرفع الإمام صوته بالتكبيرات ، ولا يرفع المأموم صوته إلا بقدر ما يسمع نفسه.

وينوي الإمامُ الإمامةَ لينال الفضل ، فإذا لم ينو صحت صلة القوم إذا نووا الاقتداء به ، ونالوا فضل القدوة.

ويسر الإمام بدعاء الاستفتاح والتعوذ كالمنفرد ، ويجهر بالفاتحة والسورة في جميع الصبح ، وأوليى المغرب والعشاء ، وكذلك المنفرد ، ويجهر بقوله آمين في الجهرية ، وكذلك المأموم ، ويقرن المأموم تأمينه بتأمين الإمام معا ، لا تعقيبا له ، ويسكت الإمام سكتة عقب الفاتحة ليثوب إليه نفسه .. ويقرأ المأموم الفاتحة في الجهرية في هذه السكتة ، ليتمكن من الاستماع عند قراءة الإمام.

ولا يقرأ المأموم السورة في الجهرية إلا إذا لم يسمع صوت الإمام ، ولا يزيد الإمام على ثلاث في تسبيحات الركوع والسجود ، ولا يزيد في التشهد الأول بعد قوله: اللهم صل على محمد وآله.

ويقتصر في الركعتين الأخيرتين على الفاتحة ، ولا يُطَوِّل على القوم ، ولا يزيد دعاؤه في التشهد الأخير على قدر تشهده وصلاته على رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .

وينوي الإمام عند التسليم السلام على القوم ، وينوي القوم بتسليمهم جوابه ، ويلبث الإمام ساعة بعد ما يفرغ من السلام ، ويقبل على الناس بوجهه ، ولا يلتفت إن كان خلفه النساء لينصرفن أولا ، ولا يقوم أحد من القوم حتى يقوم الإمام ، وينصرف الإمام حيث شاء عن يمينه أو شماله ، واليمن أحب.

ولا يخص الإمام نفسه بالدعاء في قنوت الصبح ، بل يقول: اللهم اهدنا ، ويجهر به ، ويؤمن القوم ، ولا يرفعون أيديهم إذ لم يثبت ذلك في الاخبار ، ويقرأ المأموم بقية القنوت من قوله: ((فإنك تقضي ولا يقضى عليك)) ، ولا يقف المأموم وحده بل يدخل في الصف ، أو يجر إلى نفسه غيره.

ولا ينبغي للمأموم أن يتقدم على الإمام في أفعاله أو يساويه ، بل ينبغي أن يتأخر عنه ! ولا يهوي المأموم للركوع إلا إذا انتهى الإمام إلى حد الركوع ، ولا يهوى للسجود ما لم تصل جبهة الامام إلى الارض.

يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-31-2012, 07:17 PM   #23
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب الجمعة
اعلم أن الجمعة عيد من أعياد المؤمنين ، وهو يوم شريف خص الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة به هذه الامة ، وفيه ساعة مبهمة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى فيها حاجة إلا أعطاه إياها , فاستعد لها من يوم الخميس بتنظيف الثياب ، وبكثرة التسبيح والاستغفار عشية الخميس ، فإنها ساعة توازى في الفضل ساعة يوم الجمعة ، وانو صوم يوم الجمعة ، لكن مع الخميس أو السبت ؛ إذ جاء في افراده نهي.

فإذا طلع عليك الصبح فاغتسل ؛ فإن غسل الجمعة واجب على كل محتلم: أي ثابت مؤكد.

ثم تزين بالثياب البيض ، فإنها أحب الثياب إلى الله تعالى ، واستعمل من الطيب أطيب ما عندك ، وبالغ في تنظيف بدنك بالحلق والقص والتقليم والسواك وسائر أنواع النظافة ، وتطييب الرائحة ، ثم بكِّر إلى الجامع واسع إليه على الهينة والتؤدة والسكينة، فقد قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ((
من راح إلى الجمعة في الساعة الاولى فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة. فإذا خرج ا لإمام طوت الصحف، ورفعت الاقلام، واجتمعت الملائكة عند المنبر يستمعون الذكر)).

ويقال إن الناس في قربهم عند النظر إلى وجه الله تعالى على قدر بكورهم إلى الجمعة.

ثم إذا دخلت الجامع فاطلب الصف الاول ، فإذا اجتمع الناس فلا تتخط رقابهم ، ولا تمر بين أيديهم وهم يصلون. واجلس بقرب حائط أو اسطوانة حتى لا يمروا بين يديك ، ولا تقعد حتى تصلي التحية ، والأحسن أن تصلي أربع ركعات ، تقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة الاخلاص خمسين مرة ، ففي الخبر: (أن من فعل ذلك لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له).

ولا تترك ركعتي التحية وإن كان الإمام يخطب.

ومن السنة أن تقرأ أربع ركعات سورة الانعام ، والكهف ، وطه، ويس ، فإن لم تقدر فسورة يس والدخان ، و الم ... السجدة ، وسورة الملك. ولا تدع قراءة هذه السور في ليلة الجمعة ؛ ففيها فضل كثير ، ومن لم يحسن ذلك فليكثر من قراءة سورة الاخلاص. وأكثر من الصلاة على رسول الله صل الله عليه وسلم في هذا اليوم خاصة.

ومتى خرج الامام فاقطع الصلاة والكلام ، واشتغل بجواب المؤذن ثم باستماع الخطبة والاتعاظ بها ، ودع الكلام رأسا في الخطبة ، ففي الخبر:
((ان من قال لصاحبه- والإمام يخطب- أنصت أو صه فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له)).

أي لأن قوله أنصت كلام ! فينبغي أن ينهى غيره بالاشارة لا باللفظ.

ثم اقتد بالإمام كما سبق ، فإذا فرغت وسلمت، فاقرإ الفاتحة قبل أن تتكلم سبع مرات ، والاخلاص سبعا ، والمعوذتين سبعا ، فذلك يعصمك من الجمعة إلى الجمعة الاخرى ، ويكون حرزا لك من الشيطان، وقل بعد ذلك:

اللهم يا غني ، يا حميد ، يا مبدىء ، يا معيد ، يا رحيم ، يا ودود؛ أغنني بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك.

ثم صل بعد الجمعة ركعتين أو أربعا أو ستا ، مثنى ... مثنى ، فكل ذلك مروي عن رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في أحوال مختلفة.

ثم لازم المسجد إلى المغرب أو إلى العصر ، وكن حَسَنَ المراقبة للساعة الشريفة ؛ فإنها مبهمة في جميع اليوم ، فعساك أن تدركها وأنت خاشع لله تعالى متذلل متضرع.

ولا تحضر في الجامع مجالس الحلق ولا مجالس القصاص ، بل مجلس العلم النافع ، وهو الذي يزيد في خوفك من الله تعالى ، وينقص من رغبتك في الدنيا ، فكل علم لا يدعوك من الدنيا إلى الآخرة فالجهل أعود عليك منه ؛ فاستعذ بالله من علم لا ينفع.

وأكثر الدعاء عند طلوع الشمس ، وعند الزوال ، وعند الغروب ، وعند الإقامة ، وعند صعود الخطيب المنبر ، وعند قيام الناس إلى الصلاة ، فيوشك أن يكون الساعة الشريفة في بعض هذه الاوقات ، واجتهد أن تتصدق في هذا اليوم بما تقدر عليه وإن قل ، فتجمع بين الصلاة والصوم والصدقة والقراءة والذكر والاعتكاف والرباط.

واجعل هذا اليوم من الاسبوع خاصة لآخرتك ؛ فعساه أن يكون كفارة لبقية الاسبوع.



يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-2012, 08:10 AM   #24
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




اَداب الصيام


لا ينبغي أن تقتصر على صوم شهر رمضان ، فتترك التجارة بالنوافل وكسب الدرجات العالية في الفراديس ؛ فتتحسر إذ نظرت إلى منازل الصائمين كما تنظر إلى الكواكب الدرية وهم في أعلى عليين.

والأيام الفاضلة التي شهدت الأخبار بشرفها وفضلها ، وبجزالة الثواب في صيامها ، يوم عرفة لغير الحاج ، ويوم عاشوراء ، والعشر الاول من ذي الحجة ، والعشر الأول من المحرم ، ورجب ، وشعبان.

وصوم الأشهر الحرم من الفضائل ، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب ، واحد فرد وثلاثة سرد ، وهذه في السنة.

وأما في الشهر: فأول الشهر وأوسطه وآخره. والأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.

وأما في الاسبوع فيوم الاثنين والخميس والجمعة ؛ فتكفر ذنوب الاسبوع بصوم الاثنين والخميس والجمعة ، وتكفر ذنوب الشهر باليوم الأول واليوم الأوسط واليوم الآخر والأيام البيض ، وتكفر ذنوب السنة بصيام هذه الأيام والاشهر المذكورة.

ولا تظن إذا صمت أن الصوم هو ترك الطعام والشراب والوقاع فقط ، فقد قال صل الله عليه وسلم : ((كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)).

بل تمام الصوم بكف الجوارح كلها عما يكرهه الله تعالى ، بل ينبغي أن تحفظ العين عن النظر إلى المكاره ، واللسان عن النطق بما لا يعنيك ، والأذن عن الاستماع إلى ما حرمه الله تعالى ، فإن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين.

وكذلك تكف جميع الجوارح كما تكف البطن والفرج ، ففي الخبر: ((خمس يفطرن الصائم: الكذب ، والغيبة ، والنميمة ، واليمين الكاذبة ، والنظر بشهوة)) ، وقال صل الله عليه وسلم : ((إنما الصوم جنة ، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ، ولا يفسق ، ولا يجهل ، فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم)).

ثم اجتهد أن تفطر على طعام حلال ، ولا تستكثر فتزيد على ما تأكله كل ليلة من أجل صيامك ، فلا فرق إذا استوفيت ما تعتاد أن تأكله دفعتين بدفعة واحدة ، وإنما المقصود بالصيام كسر شهوتك ، وتضعيف قوتك لتقوى بها على التقوى ، فإذا أكلت عشية ما تداركت به ما فاتك ضحوة فلا فائدة في صومك وقد ثقلت عليك معدتك ، وما وعاء يملأ أبغض إلى الله تعالى من بطن ملئ من حلال ، فكيف إذا ملىء من حرام ?!

فإذا عرفت معنى الصوم فاستكثر منه ما استطعت ، فإنه أساس العبادات ، ومفتاح القربات ؛ قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ((قال الله تعالى: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزى به)).

وقال صل الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يقول الله تعالى عزوجل: إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلى ، فالصوم لي وأنا أجزى به)).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((للجنة باب يقال له الريان ، لا يدخله إلا الصائمون فإذا دخلوه أغلق)).

فهذا القدر من شرح الطاعات يكفيك من بداية الهداية ، فإذا احتجت إلى الزكاة والحج ، أو إلى مزيد لشرح الصلاة والصيام ، فاطلبه مما أوردناه في كتابنا (إحياء علوم الدين).


يتبع إن شاء الله تعالى مع القسم الثاني ....

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 10:03 AM   #25
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




القسم الثاني
القول في اجتناب المعاصي

توطئة

اعلم ان للدين شطرين: أحدهما ترك المناهي، والآخر فعل الطاعات، وترك المناهي هو الأشد فإن الطاعات يقدر عليها كل واحد، وترك الشهوات لا يقدر عليه إلا الصديقون، فلذلك قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((المهاجر من هجر السوء، والمجاهد من جاهد هواه)).

واعلم أنك إنما تعصي الله بجوارحك، وهي نعمة من الله عليك وأمانة لديك، فاستعانتك بنعمة الله على معصيته غاية الكفران، وخيانتك في أمانة استودعكها الله غاية الطغيان؛ فأعضاؤك رعاياك فانظر كيف ترعاها.
(( فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).

واعلم أن جميع أعضائك ستشهد عليك في عرصات القيامة بلسان طلق ذلق - أي فصيح - تفضحك به على رؤوس الخلائق ! قال الله تعالى: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، وقال الله تعالى: (اليوم نختم على افواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).

فاحفظ يا مسكين جميع بدنك من المعاصى، وخصوصا أعضاءك السبعة؛ فإن جهنم لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم، ولا يتعين لتلك الابواب إلا من عصا الله تعالى بهذه الاعضاء السبعة، وهي:العين، والأذن، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرجل.

(أما العين) : فإنما خلقت لك لتهتدي بها في الظلمات، وتستعين بها في الحاجات، وتنظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض والسموات، وتعتبر بما فيها من الآيات؛ فاحفظها عن أربع: أن تنظر بها إلى غير محرم، أو إلى صورة مليحة بشهوة نفس، أو تنظر بها إلى مسلم بعين الاحتقار، أو تطلع بها على عيب مسلم.

(وأما الأذن) : فاحفظها عن أن تصغي بها إلى البدعة أو الغيبة أو الفحش، أو الخوض في الباطل، أو ذكر مساوىء الناس؛ فإنما خلقت لك لتسمع بها كلام الله تعالى، وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وحكمة أوليائه، وتتوصل باستفادة العلم بها إلى الملك المقيم والنعيم الدائم في جوار رب العالمين؛ فإذا أصغيت بها إلى شيء من المكاره صار ما كان لك عليك، وانقلب ما كان سبب فوزك سبب هلاكك، وهذا غاية الخسران.

ولا تظن أن الإثم يختص به القائل دون المستمع؛ ففي الخبر:
((إن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين)).

يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 11:55 AM   #26
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




واعلم أن جميع أعضائك ستشهد عليك في عرصات القيامة بلسان طلق ذلق - أي فصيح - تفضحك به على رؤوس الخلائق ! قال الله تعالى: (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)، وقال الله تعالى: (اليوم نختم على افواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون).
فاحفظ يا مسكين جميع بدنك من المعاصى، وخصوصا أعضاءك السبعة؛ فإن جهنم لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم، ولا يتعين لتلك الابواب إلا من عصا الله تعالى بهذه الاعضاء السبعة، وهي:العين، والأذن، واللسان، والبطن، والفرج، واليد، والرجل.

وياخالق اجعل جميعي لخدمتك ويابارئ ابرئ من السقم جملتي
اجعل فى قلوبنا نوراوفى السنتنا نورا وفى اسماعنا نورا وفى ابصارنا نورا وعن ايميننا نورا وعن شمالنا نورا ومن امامنا نورا ومن خلفنا نورا ومن فوقنا نورا ومن تحتنا نورا واعظم لنا نورا
ياتواب من للعاصى سواك
آآآآمين آآآآآمين آآآآآمين


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة د. سلوى الدابي ; 11-05-2012 الساعة 12:42 PM. سبب آخر: اضافة
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 12:31 PM   #27
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




(وأما الأذن) : فاحفظها عن أن تصغي بها إلى البدعة أو الغيبة أو الفحش، أو الخوض في الباطل، أو ذكر مساوىء الناس؛ فإنما خلقت لك لتسمع بها كلام الله تعالى، وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم ، وحكمة أوليائه، وتتوصل باستفادة العلم بها إلى الملك المقيم والنعيم الدائم في جوار رب العالمين؛ فإذا أصغيت بها إلى شيء من المكاره صار ما كان لك عليك، وانقلب ما كان سبب فوزك سبب هلاكك، وهذا غاية الخسران.
سميع فاسمعنا لذيذ خطابكم بصير فاشهدنا تجلى النهاية
اللهم اجعل فى اسماعنا نورا

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
آآآآآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين





د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 12:35 PM   #28
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




(أما العين) : فإنما خلقت لك لتهتدي بها في الظلمات، وتستعين بها في الحاجات، وتنظر بها إلى عجائب ملكوت الأرض والسموات، وتعتبر بما فيها من الآيات؛ فاحفظها عن أربع: أن تنظر بها إلى غير محرم، أو إلى صورة مليحة بشهوة نفس، أو تنظر بها إلى مسلم بعين الاحتقار، أو تطلع بها على عيب مسلم.
سميع فاسمعنا لذيذ خطابكم بصير فاشهدنا تجلى النهاية

اللهم اجعل فى ابصارنا نورا

آآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآمين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 12:48 PM   #29
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




اعلم ان للدين شطرين: أحدهما ترك المناهي، والآخر فعل الطاعات، وترك المناهي هو الأشد فإن الطاعات يقدر عليها كل واحد، وترك الشهوات لا يقدر عليه إلا الصديقون، فلذلك قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ((المهاجر من هجر السوء، والمجاهد من جاهد هواه)).

اللهم اجعلنا من الذين يمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه
اللهم اجعل هواى تبعاً لما جئت به

آآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآمين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2012, 12:57 PM   #30
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




واعلم أنك إنما تعصي الله بجوارحك، وهي نعمة من الله عليك وأمانة لديك، فاستعانتك بنعمة الله على معصيته غاية الكفران، وخيانتك في أمانة استودعكها الله غاية الطغيان؛ فأعضاؤك رعاياك فانظر كيف ترعاها.
((
فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)).

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
غفور عن الاسواء فاستر عيوبنا شكور فهبنا الشكر في كل نعمة
ياتواب من للعاصى سواك
آآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآآمين


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-07-2012, 08:17 PM   #31
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آفات اللسان

(وأما اللسان): فإنما خلق لتكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، وترشد به خلق الله تعالى إلى طريقه، وتظهر به ما في ضميرك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته في غير ما خلق له، فقد كفرت نعمة الله تعالى فيه! وهو أغلب أعضائك عليك وعلى سائر الخلق.

ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

فاستظهر عليه بغاية قوتك حتى لا يكبك في قعر جهنم، ففي الخبر: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليضحك بها أصحابه فيهوي بها في قعر جهنم سبعين خريفا)) .

وروي أنه قتل شهيدٌ في المعركة على عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ، فقال قائل: هنيئا له الجنة، فقال: صل الله عليه وسلم: ((وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، أويبخل بما لا يغنيه)) .

فاحفظ لسانك من ثمانية:

الأول: الكذب
فاحفظ منه لسانك في الجد والهزل، ولا تعود لسانك الكذب هزلا، فيدعوك إلى الكذب في الجد، والكذب من أمهات الكبائر، ثم إنك إذا عرفت بذلك سقطت عدالتك، والثقة بقولك، وتزدريك الأعين وتحتقرك الأنفس! وإذا أردت أن تعرف قبح الكذب من نفسك، فانظر إلى كذب غيرك وإلى نفرة نفسك عنه، واستحقارك لصاحبه، واستقباحك لما جاء به، وكذلك فافعل في جميع عيوب نفسك؛ فإنك لا تدري قبح عيوبك من نفسك، بل من غيرك، فما استقبحته من غيرك يستقبحه غيرك منك لا محالة؛ فلا ترض لنفسك ذلك.

الثاني الخلف في الوعد
فإياك أن تعد بشيء ولا تفي به، بل ينبغي أن يكون إحسانك إلى الناس فعلا بلا قول، فإن اضطررت إلى الوعد، فإياك أن تخلف إلا لعجز أو ضرورة؛ فإن ذلك من امارات النفاثق وخبائث الاخلاق، قال النبي صل الله عليه وسلم : ((ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)) .

الثالث: الغيبة
فاحفظ لسانك عنها، والغيبة أشد من ثلاثين زنية في الاسلام! كذلك ورد في الخبر.

ومعنى الغيبة: أن تذكر إنسانا معينا بما يكرهه لو سمعه، فأنت مغتاب ظالم وإن كنت صادقا.

وإياك وغيبة القراء المرائين، وهو أن تفهم المقصود من غير تصريح .. فتقول: أصلحه الله فقد أساءني وغمني ما جرى عليه! فنسأل الله تعالى أن يصلحنا وإياه؛ فإن هذا جمع بين خبيثين، أحدهما: الغيبة، إذا حصل به التفهم، والآخر: تزكية النفس والثناء عليها بالتحرج والصلاح. ولكن إن كان مقصودك من قولك: أصلحه الله الدعاء؛ فادع له في السر، وإن اغتممت بسببه، فعلامته أنك لا تريد فضيحته واظهار عيبه، وفي إظهارك الغم بعيبه إظهار تعييبه، ويكفيك زاجرا عن الغيبة قوله تعالى: {وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضا، أَيُحِبُ أَحَدُكُم أَن يَأكلَ لَحمَ أخيهِ مَيتا فَكَرِهتُموه}.

فقد شبهك الله بآكل لحم الميتة! فما أجدرك أن تحترز منها.

ويمنعك عن غيبة المسلمين أمر لو تفكرت فيه, وهو أن تنظر في نفسك .. هل فيك عيب ظاهر أو باطن? وهل أنت مقارف معصية سرا أو جهرا? فإذا عرفت ذلك من نفسك فاعلم أن عجزه عن التنزه عما نسبته إليه كعجزك، وعذره كعذرك، وكما تكره أن تفتضح وتذكر عيوبك، فهو أيضا يكرهه. فإن سترته ستر الله عليك عيوبك، وإن فضحته سلط الله عليك ألسنة حدادا، يمزقون عِرْضَك في الدينا، ثم يفضك الله في الآخرة على رؤوس الخلائق يوم القيامة.

وإن نظرت إلى ظاهرك وباطنك، فلم تطلع فيهما على عيب ونقص في دين ولا دنيا، فاعلم أن جهلك بعيوب نفسك أقبح أنواع الحماقة، ولا عيب أعظم من الحمق، ولو أراد الله بك خيرا لبصرك بعيوب نفسك، فرؤيتك نفسك بعين الرضا غاية غباوتك وجهلك، ثم إن كنت صادقا في ظنك فاشكر الله تعالى ولا تفسده بثَلْبِ الناس والتمضمض بأعراضهم؛ فإن ذلك من أعظم العيوب.

يتبع مع بقية آفات اللسان...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 07:53 AM   #32
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




نتابع تكملة آفات اللسان :

الرابع : المراء والجدال ومناقشة الناس في الكلام
فذلك فيه إيذاء للمخاطب، وتجهيل له، وطعن فيه، وفيه ثناء على النفس وتزكية لها بمزيد الفطنة والعلم.

ثم هو مشوش للعيش، فإنك لا تمارى سفيها إلا ويؤذيك، ولا تماري حليما إلا ويقليك ويحقد عليك؛ فقد قال صل الله عليه وسلم : ((من ترك المراء وهو مبطل بنى الله له بيتا في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة)).

ولا ينبغي أن يخدعك الشيطان ويقول لك: أظهر الحق ولا تداهن فيه، فإن الشيطان أبدا يستجر الحمقى إلى الشر في معرض الخير، فلا تكن ضُحْكة للشيطان فيسخر بك، فإظهار الحق حسن مع من يقبله منك، وذلك بطريق النصيحة في الخفية لا بطريق المماراة.

وللنصيحة صفة وهيئة، ويحتاج فيها إلى تلطف، وإلا صارت فضيحة، وكان فسادها أكثر من صلاحها.

ومن خالط متفقهة العصر غلب على طبعه المراء والجدال، وعسر عليه الصمت، إذ ألقى إليه علماء السوء أن ذلك هو الفضل، وأن القدرة على المُحاجة والمناقشة هو الذي يمتدح به؛ ففر منهم فرارك من الأسد، واعلم أن المراء سبب المقت عندالله وعند الخلق.

الخامس: تزكية النفس
فقد قال الله تعالى: {فَلا تُزَكوا أَنفُسَكُم هَو أَعلَمُ بِمَن اِتقى}.

وقيل لبعض الحكماء: مالصدق القبيح? فقال: ثناء المرء على نفسه بما فيه ، فإياك أن تتعود ذلك.

واعلم أن ذلك ينقص من قدرك عند الناس، ويوجب مقتك عند الله تعالى ، فإذا أردت أن تعرف أن ثناءك على نفسك لا يزيد في قدرك عند غيرك، فانظر إلى أقرانك إذا أثنوا على أنفسهم بالفضل والجاه والمال، كيف يستنكره قلبك عليهم، ويستثقله طبعك، وكيف تذمهم عليه إذا فارقتهم؛ فاعلم أنهم أيضا في حال تزكيتك لنفسك يذمونك في قلوبهم ناجزا، وسيظهرونه بألسنتهم إذا فارقتهم.

السادس: اللعن
فإياك أن تلعن شيئا مما خلق الله تعالى من حيوان أو طعام أو إنسان بعينه، ولا تقطع بشهادتك على أحد من أهل القبلة بشرك أو كفر أو نفاق؛ فإن المطلع على السرائر هو الله تعالى، فلا تدخل بين العباد وبين الله تعالى.

واعلم أنك يوم القيامة لا يقال لك: لِم لمَ تلعن فلانا، ولم سكت عنه? بل لو لم تعلن ابليس طول عمرك، ولم تشغل لسانك بذكره لم تسأل عنه .. ولم تطالب به يوم القيامة ! وإذا لعنت أحدا من خلق الله تعالى طولبت به وسئلت عنه.

ولا تذمن شيئا مما خلق الله تعالى، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يذم الطعام الردىء قط، بل كان إذا اشتهى شيئا أكله وإلا تركه.

السابع: الدعاء على الخلق
فاحفظ لسانك عن الدعاء على أحد من خلق الله تعالى، وإن ظَلَمَك فَكِل أمره إلى الله تعالى؛ ففي الحديث: ((إن المظلوم ليدعو على ظالمه حتى يكافئه، ثم يبقى للظالم فضل عنده يطالب به يوم القيامة)).

وطَوَّل بعض الناس لسانه على الحجّاج فقال بعض السلف: إن الله لينتقم للحجاج ممن يتعرض له بلسانه، كما ينتقم من الحجاج لمن ظلمه.

الثامن: المزاح والسخرية والاستهزاء بالناس
فاحفظ لسانك منه في الجد والهزل؛ فإنه يريق ماء الوجه، ويسقط المهابة، ويستجر الوحشة، ويؤذي القلوب؛ وهو مبدأ اللجاج والغضب والتصارم، ويغرس الحقد في القلوب؛ فلا تمازح أحدا؛ وإن مازحوك أحد فلا تجبهم، وأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وكن من الذين إذا مروا باللغو مروا كراما.

فهذه مجامع آفات اللسان، ولا يعينك عليه إلا العزلة، أو ملازمة الصمت إلا بقدر الضرورة؛ فقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يضع حجرا في فيه ليمنعه ذلك من الكلام بغير ضرورة، ويشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.
فاحترز منه بجهدك؛ فإنه أقوى أسباب هلاكك في الدنيا والآخرة.

يتبع إن شاء الله تعالى ..

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 11:43 AM   #33
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




الثالث: الغيبة
فاحفظ لسانك عنها، والغيبة أشد من ثلاثين زنية في الاسلام! كذلك ورد في الخبر.

ومعنى الغيبة: أن تذكر إنسانا معينا بما يكرهه لو سمعه، فأنت مغتاب ظالم وإن كنت صادقا.

وإياك وغيبة القراء المرائين، وهو أن تفهم المقصود من غير تصريح .. فتقول: أصلحه الله فقد أساءني وغمني ما جرى عليه! فنسأل الله تعالى أن يصلحنا وإياه؛ فإن هذا جمع بين خبيثين، أحدهما: الغيبة، إذا حصل به التفهم، والآخر: تزكية النفس والثناء عليها بالتحرج والصلاح. ولكن إن كان مقصودك من قولك: أصلحه الله الدعاء؛ فادع له في السر، وإن اغتممت بسببه، فعلامته أنك لا تريد فضيحته واظهار عيبه، وفي إظهارك الغم بعيبه إظهار تعييبه، ويكفيك زاجرا عن الغيبة قوله تعالى: {وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضا، أَيُحِبُ أَحَدُكُم أَن يَأكلَ لَحمَ أخيهِ مَيتا فَكَرِهتُموه}.

فقد شبهك الله بآكل لحم الميتة! فما أجدرك أن تحترز منها.

ويمنعك عن غيبة المسلمين أمر لو تفكرت فيه, وهو أن تنظر في نفسك .. هل فيك عيب ظاهر أو باطن? وهل أنت مقارف معصية سرا أو جهرا? فإذا عرفت ذلك من نفسك فاعلم أن عجزه عن التنزه عما نسبته إليه كعجزك، وعذره كعذرك، وكما تكره أن تفتضح وتذكر عيوبك، فهو أيضا يكرهه. فإن سترته ستر الله عليك عيوبك، وإن فضحته سلط الله عليك ألسنة حدادا، يمزقون عِرْضَك في الدينا، ثم يفضك الله في الآخرة على رؤوس الخلائق يوم القيامة.

وإن نظرت إلى ظاهرك وباطنك، فلم تطلع فيهما على عيب ونقص في دين ولا دنيا، فاعلم أن جهلك بعيوب نفسك أقبح أنواع الحماقة، ولا عيب أعظم من الحمق، ولو أراد الله بك خيرا لبصرك بعيوب نفسك، فرؤيتك نفسك بعين الرضا غاية غباوتك وجهلك، ثم إن كنت صادقا في ظنك فاشكر الله تعالى ولا تفسده بثَلْبِ الناس والتمضمض بأعراضهم؛ فإن ذلك من أعظم العيوب.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى **** ودينك موفور وعِرْضُكَ صَيِنّ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ **** فكلك عورات وللناس ألسن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً **** فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى**** ودافع ولكن بالتي هي أحسن.
ومما ورد عنه رحمه الله تعالى في بيان خطورة اللسان أيضاً قوله:
احفظ لسانك أيها الإنسان**** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه**** كانت تهاب لقاءه الأقران
وأبلغ من ذلك قول الله تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النور:24}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
نسأل الله أن يعصمنا من الغيبة و فتنتها و أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسن ،، اللهم آمين

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 12:06 PM   #34
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




فهذه مجامع آفات اللسان، ولا يعينك عليه إلا العزلة، أو ملازمة الصمت إلا بقدر الضرورة؛ فقد كان أبوبكر الصديق رضي الله عنه يضع حجرا في فيه ليمنعه ذلك من الكلام بغير ضرورة، ويشير إلى لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد.
فاحترز منه بجهدك؛ فإنه أقوى أسباب هلاكك في الدنيا والآخرة.


جاء فى كتاب عنوان التوفيق في آداب الطريق

للإمام العارف بالله سيدي تاج الدين أحمد بن محمد عبد الكريم بن عطاء الله السكندري
قال رضي الله عنه : ( ولازم الصمت إلا إن سئلت فقل لا علم عندي وكن بالجهل مستترا )


الصَّمت عند أهل الطريقة من لازمه ارتفع بنيانه، وتمَّ غِراسه، وهو نوعان : صمت باللسان وصمت بالجَنان وكلاهما لا بدَّ منه في الطريق فمن صمت قلبه ونطق لسانه نطق بالحكمة، ومن صمت لسانه وصمت قلبه تجلى له سره، وكلمه ربه، وهذا غاية الصمت وكلام الشيخ قابل لذلك فالزم الصمت أيها السالك إلا إن سُئِلت فإن سُئِلتَ فارجع إلى أصلِك ووصلك وقل لا علم عندي واستتر بالجهل تشرق لك أنوار العلم اللدني، فإنك مهما اعترفت بجهلك ورجعت إلى أصلِك لاحت لك معرفة نفسك، فإذا عرفتها عرفت ربك، كما روي في الحديث { مَن عَرفَ نفسَهُ عَرفَ رَبَّهُ }، "تعليق:هذا ليس بحديث، وإنما هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي، وللإمام السيوطي فيه رسالة اسمها: القول الأشبه في من عرف نفسه فقد عرف ربه.اه موقع المسلم" وكل ذلك من فوائد الصمت ولزوم آدابه، فاصمت وتأدب ولازم الباب تكن من أحبابه، وما أحسن ما قيل :لا أبرح الباب حتى تصلحوا عوجي وتقبلوني على عيبي ونقصاني
فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي وإن أبيتم فمن أرجو لعصياني


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 12:21 PM   #35
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




الغيبة
فاحفظ لسانك عنها، والغيبة أشد من ثلاثين زنية في الاسلام! كذلك ورد في الخبر.

قال لشيخ عبدالرحيم البرعى رضى الله عنه محذراً من الغيبة والنميمة :

ولا تشاحن ولا تغتبْ أخاكَ ودعْ
نميمةً أفسدتْ إصلاح أهليكَ

اللهم انا اسالك فعل الخيرات وترك المنكرات
اللهم اجعلنا من الذين يمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه

آآآآآآآآآمين آآآآآآآآآمين آآآآآآآآآآآآآآمين


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 12:45 PM   #36
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




الخامس: تزكية النفس
فقد قال الله تعالى: {فَلا تُزَكوا أَنفُسَكُم هَو أَعلَمُ بِمَن اِتقى}.

وقيل لبعض الحكماء: مالصدق القبيح? فقال: ثناء المرء على نفسه بما فيه ، فإياك أن تتعود ذلك.

واعلم أن ذلك ينقص من قدرك عند الناس، ويوجب مقتك عند الله تعالى ، فإذا أردت أن تعرف أن ثناءك على نفسك لا يزيد في قدرك عند غيرك، فانظر إلى أقرانك إذا أثنوا على أنفسهم بالفضل والجاه والمال، كيف يستنكره قلبك عليهم، ويستثقله طبعك، وكيف تذمهم عليه إذا فارقتهم؛ فاعلم أنهم أيضا في حال تزكيتك لنفسك يذمونك في قلوبهم ناجزا، وسيظهرونه بألسنتهم إذا فارقتهم.


بل كن كما جاء فى كتاب عنوان التوفيق في آداب الطريق

للإمام العارف بالله سيدي تاج الدين أحمد بن محمد عبد الكريم بن عطاء الله السكندري
قال رضي الله عنه :
فانهض أيها الأخ إلى باب مولاك بهمَّة علية، وتحقق بعبوديتك تشرق عليك أنواره السنية، كما أشار إلى ذلك الشيخ رضي الله عنه بقوله : ( ولا تَرَ العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بيِّناً لكنه استترا )


أي تحقق بأوصافك من فقرك وضعفك وعجزك وذلتك، فإذا تحققت بأوصافك وشَهِدتْ لنفسك عيوباً لكنها مستترة، فعند ذلك تحظى بظهور أوصاف مولاك فيك، كما قيل ( سُبحانَ مَن سَترَ سِرَّ العُبُودية )، وأفهم من هنا سر معنى قوله تعالى { سُبْحَانَ الذِي أسْرَى بِعَبدِهِ } ولم يَقل برسوله ولا بنبيِّهِ، أشار إلى ذلك المعنى الرفيع الذي لا ينال إلا من العبودية لذلك قيل :لا تدعني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي


فانكسِر - أيها الأخ وانطرح بالطريق ولا تَرَ لك حالا، ولا مقالا يزل عنك كل تعويق، واستغفر من كل ما يخطر بقلبك في عبوديتك وقُمْ على قدمِ الاعتراف وأنصِفْ من نفسك تبلغ أعلى درجات المنازل وتغنى بشريتك كما قال رضي الله عنه : ( وحط رأسك واستغفر بلا سبب وقف على قدم الإنصاف معتذرا )


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 01:16 PM   #37
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




الثامن: المزاح والسخرية والاستهزاء بالناس
فاحفظ لسانك منه في الجد والهزل؛ فإنه يريق ماء الوجه، ويسقط المهابة، ويستجر الوحشة، ويؤذي القلوب؛ وهو مبدأ اللجاج والغضب والتصارم، ويغرس الحقد في القلوب؛ فلا تمازح أحدا؛ وإن مازحوك أحد فلا تجبهم، وأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وكن من الذين إذا مروا باللغو مروا كراما.

والمعروف أن الإسلام قد حرص الإسلام على احترام المسلم في غيابه و حضوره ،،فصدق المولى عز وجل بقوله: " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون.* الحجرات "

د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-08-2012, 01:34 PM   #38
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : د. سلوى الدابي




(وأما اللسان): فإنما خلق لتكثر به ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه، وترشد به خلق الله تعالى إلى طريقه، وتظهر به ما في ضميرك من حاجات دينك ودنياك،
اللهم انى نسالك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً
آمييييييين





د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2012, 10:27 AM   #39
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




آداب البطن

(وأما البطن) : فاحفظه من تناول الحرام والشبهة، واحرص على طلب الحلال، فإذا وجدته فاحرص على أن تقتصر منه على ما دون الشبع، فإن الشبع يقسِّي القلب، ويفسد الذهن، ويبطل الحفظ، ويثقِّل الأعضاء عن العبادة والعلم، ويقوي الشهوات، وينصر جنود الشيطان ، والشبع من الحلال مبدأ كل شر، فكيف من الحرام ؟

وطلب الحلال فريضة على كل مسلم، والعبادة مع أكل الحرام كالبناء على السرجين،
فإذا قنعت في السنة بقميص خشن، وفي اليوم والليلة برغيفين من الخُشكَار، وتركت التلذذ بأطيب الأُدُم، لم يعوزك من الحلال ما يكفيك، والحلال كثير.

وليس عليك أن تتيقن بواطن الأمور، بل عليك أن تحترز مما تعلم أنه حرام، أو تظن أنه حرام، ظنا حصل لك من علامة ناجزة، مقدرة بالمال.

أما المعلوم فظاهر، وأما المظنون بعلامة، فهو مال السلطان وعماله، ومال من لا كسب له إلا من النياحة، أو بيع الخمر، أو الربا، أو المزامير؛ وغير ذلك من آلات اللهو المحرمة، فإن من علمت أن أكثر ماله حرام قطعا فلا تأخذه من يده، وإن أمكن أن يكون حلالا نادرا فهو حرام؛ لأنه الغالب على الظن.

ومن الحرام المحض ما يؤكل من الأوقاف من غير شرط الواقف، فمن لم يشتغل بالتفقه فما يأخذه من المدارس حرام، ومن ارتكب معصية ترد بها شهادته، فما يأخذه باسم الصوفية من وقف أو غيره فهو حرام.

وقد ذكرنا مداخل الشبهات والحلال والحرام في كتاب مفرد من كتب (إحياء علوم الدين) ، فعليك بطلبه؛ فإن معرفة الحلال وطلبه فريضة على كل مسلم، كالصلوات الخمس.


اَداب الفرج
(وأما الفرج) : فاحفظه عن كل ما حرم الله تعالى، وكن كما قال الله تعالى : {وَالذَينَ هُم لِفُروجِهم حافِظون، إِلاّ عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم غَيرُ مَلومين}.

ولا تصل إلى حفظ الفرج إلا بحفظ العين عن النظر، وحفظ القلب عن التفكر، وحفظ البطن عن الشبهة وعن الشبع؛ فإن هذه محركات للشهوة ومغارسها.


اَداب اليدين
(وأما اليدان) : فاحفظهما عن أن تضرب بهما مسلما، أو تتناول بهما مالا حراما، أو تؤدي بهما أحدا من الخلق، أو تخون بهما في أمانة أو وديعة، أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به، فإن القلم أحد اللسانين، فاحفظ القلم عما يجب حفظ اللسان عنه.

اَداب الرجلين
(وأما الرجلان) : فاحفظهما عن أن تمشي بهما إلى حرام، أو تسعى بهما إلى باب سلطان ظالم؛ فإن المشي إلى السلاطين الظلمة من غير ضرورة وارهاق معصية كبيرة؛ فإنه تواضع وإكرام لهم على ظلمهم ، وقد أمر الله تعالى بالإعراض عنهم في قوله تعالى: {وَلا تَركَنوا إِلى الَّذينَ ظَلَموا فَتَمَسَكُم النار} الآية.

وهو تكثير لسوادهم، وإعانة لهم على ظلمهم ، وإن كان ذلك لسبب طلب مالهم فهو سعى إلى حرام، وقد قال صل الله عليه وسلم : ((من تواضع لغنى صالح لغناه ذهب ثلثا دينه)) وهذا في غنى صالح، فما ظنك بالغنى الظالم?!

يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2012, 08:16 AM   #40
نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي

الصورة الرمزية نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي



نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي is on a distinguished road

افتراضي رد: بداية الهداية - للإمام الغزالي


أنا : نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي




القول في معاصى القلب

اعلم أن الصفات المذمومة في القلب كثيرة، وطريق تطهير القلب من رذائلها طويلة، وسبيل العلاج فيها غامض، وقد اندرس بالكلية علمه وعمله؛ لغفلة الخلق عن أنفسهم واشتغالهم بزخارف الدنيا.
وقد استقصينا ذلك كله في كتاب (إحياء علوم الدين) في ربع المهلكات وربع المنجيات، ولكنا نحذرك؛ فإنها مهلكات في أنفسها، وهي أمهات لجملة من الخبائب سواها: وهي الحسد، والرياء، والعجب؛ فاجتهد في تطهير قلبك منها؛ فإن قدرت عليها فتعلم كيفية الحذر من بقيتها من ربع المهلكات. فإن عجزت عن هذا، فأنت عن غيره أعجز.

ولا تظن أنك تسلم بنية صالحة في تعلم العلم، وفي قلبك شيء من الجسد والرياء والعجب، وقد قال صل الله عليه وسلم : ((ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه)).

الحسد
أما الحسد: فهو متشعب من الشح، فإن البخيل هو الذي يبخل بما في يده على غيره، والشحيح: هوالذي يبخل بنعمة الله تعالى وهي في خزائن قدرته تعالى، لا في خزائنه على عباد الله ! فشحه أعظم.

والحسود : هو الذي يشق عليه إنعام الله تعالى من خزائن قدرته، على عبد من عباده بعلم أو مال أو محبة في قلوب الناس، أو حظ من الحظوظ، حتى أنه ليحب زوالها عنه، وإن لم يحصل له بذلك شيء من تلك النعمة؛ فهذا منتهى الخبث؛ فلذلك قال النبي صل الله عليه وسلم : ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارالحطب)).

والحسود : هو المعذب الذي لا يرحم، ولا يزال في عذاب دائم في الدنيا ، فإن الدنيا لا تخلو قط من خلق كثير من أقرانه ومعارفه ممن أنعم الله عليهم بعلم أو مال أو جاه ، فلا يزال في عذاب دائم في الدنيا إلى إلى موته، ولعذاب الآخرة أشد وأكبر.

بل لا يصل العبد إلى حقيقة الإيمان ما لم يحب لسائر المسلمين ما يحب لنفسه، بل ينبغي ان يساهم المسلمين في السراء والضراء. فالمسلمون كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو اشتكى سائر الجسد، فإن كنت لا تصادف هذا من قلبك، فاشتغالك بطلب التخلص من الهلاك أهم من اشتغالك بنوادر الفروع وعلم الخصومات.

الرياء
وأما الرياء: فهو الشرك الخفي، وهو أحد الشركين، وذلك طلب المنزلة في قلوب الخلق، لتنال بها الجاه والحشمة، وحب الجاه من الهوى المتبع المهلك.
وفيه هلك أكثر الناس، فما أهلك الناس إلا الناس، ولو أنصف الناس حقيقة لعلموا أن أكثر ما هم فيه من العلوم والعبادات فضلا عن أعمال العادات، ليس يحملهم يحملهم عليها إلا مراءاة الناس، وهي محبطة للأعمال، كما ورد الخبر: ((أن الشهيد يؤمر به يوم القيامة إلى النار، فيقول: يا رب استشهدت في سبيلك، فيقول الله تعالى: بل أردت أن يقال إنك شجاع، وقد قيل ذلك، وذلك أجرك))

وكذلك يقال للعالم والحاج والقارىء.

العجب والكبر والفخر
وأما العجب والكبر والفخر: فهو الداء العضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، وإلى غيره بعين الاحتقار والذل، ونتيجته على اللسان أن يقول: أنا وأنا كما قال إبليس اللعين: {أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين}.

وثمرته في المجالس الترفع والتقدم، وطلب التصدر فيها، وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد كلامه عليه.

والمتكبرهو الذي إن وُعِظ أَنِف، أو وَعَظ عَنَّف، فكل من رأى نفسه خيرا من أحد من خلق الله تعالى فهو متكبر، بل ينبغي لك أن تعلم أن الخير من هو خَيِّرُ عند الله في الدار الآخرة وذلك غيب، وهو موقوف على الخاتمة؛ فاعتقادك في نفسك أنك خير من غيرك جهل محض، بل ينبغي ألا تنظر إلى أحد إلا وترى أنه خير منك، وأن الفضل له عليك وتزدري نفسك.

فإن رأيت صغيرا قلت: هذا لم يعص الله وأنا عصيته، فلا شك أنه خير مني.
وإن رأيت كبيرا قلت: هذا قد عَبَد الله قبلى، فلا شك أنه خير مني.
وإن كان عالما قلت: هذا قد أُعْطِيَ ما لم أعط، وبَلَغ ما لم أبلغ، وعلم ما جهلت؛ فكيف أكون مثله؟!
وإن كان جاهلا قلت: هذا قد عصى الله بجهل، وأنا عصيته بعلم؛ فحجة الله عليَّ آكد، وما أدري بم يختم لي وبم يختم له?!
وإن كان كافرا قلت: لا أدري عسى أن يسلم ويختم له بخير العمل، ويَنْسَلَّ بإسلامه من الذنوب كما تنسل الشعرة من العجين، وأما أنا- والعياذ بالله- فأخاف أن يضلني الله فأكفر فيختم لي بشر العمل؛ فيكون غدا هو من المقربين، وأنا أكون من المبعدين.

فلا يخرج الكبر من قلبك إلا بأن تعرف أن الكبير من هو كبير عند الله تعالى، وذلك موقوف على الخاتمة، وهي مشكوك فيه؛ فيشغلك خوف الخاتمة عن أن تتكبر مع الشك فيها على عباد الله تعالى، فيقينك وإيمانك في الحال لا يناقض تجويزك التغير في الاستقبال؛ فإن الله مقلب القلوب يهدي من يشاء، ويضل من يشاء.


يتبع إن شاء الله تعالى ...

نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع نور الهدى - آلاء كامل حسن الزاكي مشاركات 47 المشاهدات 22054  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه