القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2015, 09:02 AM   #1
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
Welcome1 الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...


أنا : أبو الحُسين




بسم الله الرحمن الرحيم

به الاعانة بدءا وختما وصلى الله على سيدنا محمد ذاتا ووصفا وأسما

القارئ الكريم كم يسرنا البدء فى الشروع للرد على سلسلة (رسائل تحت شعار أحذروا التصوف لكشف مخالفات الطرق الصوفية للشريعة الاسلامية من خلال كتبهم). وقد وجدنا فى كثير من المواقع نشر موضوعات محددة ومتكررة ضد طريقتنا (الطريقة الختمية) وقد صدرت من خلال المرصد السلفى السودانى، والملتقى العلمى للعقيدة والمذاهب المعاصرة، والندوة العالمية للشباب الاسلامى، وموقع صيد الفوائد وغيرهم ممن يتداولون هذه الرسائل.
الفكرة العامة:
وقد تقرر أصدار سلسلة للرد على المشككين أعتمدت فى الرد عليهم:
1- الكتاب والسنة.
2- كتب العقيدة المعتبرة.
3- أراء العلماء من أهل السنة.
4- المرجعية لكتب الفقه المعتبرة.
5- الرجوع للتفاسير والشروحات.
6- معاجم اللغة.
7- أراء مشايخ الطريقة الختمية.
تعقيب على رسالة المشككين:
أن معظم ما تم التعليق عليه من مخالفات الطريقة الختمية للشريعة الاسلامية كما جاء عن الندوة العالمية للشباب الاسلامى وفى الملتقى العلمى للعقيدة والمذاهب المعاصرة يلاحظ عليها الاتى:
1- التدليس فى النقل من الكتب المنسوبة للطريقة الختمية.
2- التدليس فى الاستشهاد بالحذف فى الاحاديث النبوية لخدمة غرضهم فى التضليل.
3- التلبيس على القارئ بأدخال بعض الكلمات وسط الكلام لكى يوحى للقارئ أنهم هم أهل الحق.
4- أنكار الولاية والكرامات رغم إيمان أهل السنة بذلك.
5- عدم الدراية بالعلوم الفقية.
6- رغم كثرة المراجع التى ذكرت فى أخر البحث إلا وأن القائمين عليه إرتضوا أن يجعلوا عقيدة مشايخ الطريقة الختمية خارجة عن أهل السنة.
7- محاولتهم ربط الطريقة الختمية بالفكر والمعتقد الشيعى.
8- تعمد الاشارة إلى أوراد و أذكار الطريقة على أنها ليست من الكتاب والسنة رغم الاطلاع على مؤلفات الطريقة (مجموع الاوراد الكبير، والاساس والراتب، وتاج التفاسير وغيرها..). ونكتفى بما أوردناه سالفاً عن بعض الملاحظات التى تؤخذ على المشككين والتى يشوبها التدليس وقول الزور وهذه ليست من سمات أهل السنة.
منهجية الرد:
1) ذكر النص المذكور بمعرفة المشككين مع بيان النص الصحيح و أظهار مواضع التدليس.
2) ذكر أراء المشككين و الرد عليها.
3) ذكر الادلة على أن الصوفية هم أهل السنة.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 03-09-2015, 09:04 AM   #2
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...


أنا : أبو الحُسين




جاء عن المشككين المخالفة الاولى:
نص المشككين:
(يزعم الشيخ الميرغني السيد محمد عثمان شيخ الطريقة الختمية " أن الله كلمه وقال له أنت تذكرة لعبادي ومن أراد الوصول إلىَّ فليتخذك سبيلا وأن من أحبك وتعلق بك هو الذي خلد في رحمتي ومن أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العذاب الأليم، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان (الهبات المقتبسة – تأليف الشريف السيد محمد عثمان ) ص 76).
الرد على المشككين:
أولا: التدليس فى النقل و هنا يظهر النص الاصلى كما جاء بالكتاب المذكور:
.... قوله تعالى (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا 29 وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 30 يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 31) الاية سورة الإنسان.
لما قرأ هذه الاية فى صلاة التراويح ونحن جماعة كثيرة خلفه فى بلاد التاكة ألتفت إلينا وقال لنا: لما قرأت هذه الاية خاطبنى الحق جل جلاله وقال أنت تذكرة لعبادى يا محمد عثمان فمن اراد طريقا يوصله إلىً فليتخذك سبيلا وما يفعلون ذلك إلا أن أريد. أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى وكل من أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العزاب الاليم).
1- يظهر النص الاصلى مدى تعمد التدليس فى النقل من المشككين حيث أنهم أوردوا فى النص (أن الله كلمه) وهذا تدليس واضح حيث أن ما جاء فى النص الصحيح (خاطبنى الحق جل جلاله) وقد كان سعيهم التلاعب بالقارئ بحيث يقول كيف كلمه الله ولكن إذا قالوا خاطبه لها معانى عدة صحيح منها التكليم ولكن فى حال الاولياء والصالحين هو الالهام وإيقاع المخاطبة فى قلوبهم والرد مفصل أن شاء الله من كلام العلماء ويكفى فى ذلك قول الامام أبن تيمية ما نصه (المحدث: الملهم المخاطب).
2- حذف جملة (وما يفعلون ذلك إلا أن أريد) وهى دالة على مشيئة الله تعالى. وقد تعمد المشككين فى حذفها من النص حتى يقولون أن شيطانه الذى أوحى له.
3- التدليس فى النص حيث ذكر (ومن اراد الوصول إليَّ فيتخذك سبيلا). وفى النص الاصلي (فمن اراد طريقاً يوصله إليَّ فليتخذك سبيلا) وهذا يعنى أن الطرق الدالة على الله كثيرة وأن اتباع السيد محمد عثمان طريق ضمن الطرق الموصلة إلى الله تعالى. أما ما أراده أنه هو الطريق الوحيد فهذا ليس صحيح. علماً بأن جميع أهل التصوف بابهم الحبيب صلى الله عليه وسلم فى الوصول ويكفيك أسم كتاب السيد محمد عثمان الميرغنى فى الحديث (رحمة الاحد فى إقتفاء أثر الرسول الصمد) وأين أنت من أسم كتابه (فتح الرسول ومفتاح بابه للدخول لمن أراد إليه الوصول) وغيرها من أسماء كتب وناهيك بما تحوى تلك الكتب فكلها مبنيه على الكتاب والسنة.
ثانيا: جاء عن المشككين:
ما نصه: (وأما الرد على ذلك الإفتراء على الله والتضليل بعباده من وجوه : أولاً : كيف يدعي الميرغني أن الله كلمه وخاطبه هل هو نبي أم رسول ؟ يقول الله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) سورة الشورى "51".
الرد على هذا التعليق:
جاء فى كتاب روح المعانى الامام الالوسى مفتى العراق السلفى المتوفى 1258ه والذى يرتضى كل معادى للصوفية تفسيره.ما نصه:عند تفسير سورة الشورى الاية 51 عند قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء) ظاهره حصر التكليم فى ثلاثة أقسام:
الاول: الوحى وهو المراد بقوله تعالى (إلا وحيا) وفسره بعضهم بالإلقاء فى القلب سواء كان فى اليقظة او المنام، والإلقاء أعم من الإلهام فإن إيحاء أم موسى إلهام، وإيحاء إبراهيم عليه السلام إلقاء فى المنام وليس إلهاما و إيحاء الزبور إلقاء فى اليقظة كما روى عن مجاهد وليس بإلهام، والفرق ان الإلهام لا يستدعى صورة كلام نفسانى فقد وقد واما اللفظى فلا، واما نحو إيحاء الزبور فيستدعيه، وقد جاء إطلاق الوحى على الإلقاء فى القلب فى قول عبيد بن البرص:
وأوحى إلى الله أن قد تأمروا *** بابل أبى أوفى فقمت على رجلى
فإنه أراد قذف فى قلبى.
الثانى: إسماع الكلام من غير أن يبصر السامع من يكلمه كما كان لموسى، وكذا الملائكة الذين كلمهم الله تعالى فى قضية خلق آدم عليه السلام ونحوهم وهو المراد بقوله سبحانه: (أو من وراء حجاب) فإنه تمثيل له سبحانه بحال الملك المتحجب الذى يكلم بعض خواصه من وراء حجاب يسمع صوته ولا يرى شخصه.
الثالث: إرسال الملك كالغالب من حال نبينا صلى الله عليه وسلم ، وزعم أنه من خصوصيات أولى العزم من المرسلين غير صحيح وهو المراد بقوله عز وجل (أو يرسل رسولا) أى ملكا...ألخ.
وأما نحن فنقول والله تعالى أعلم، إن قوله تعالى (وما كان لبشر) على التعميم يقتض الحصر بوجه لا يخص التكلم بالانبياء عليهم السلام ويدخل فيه خطاب مريم، وما كان لأم موسى وما يقع للمحدثين من هذه الأمة وغيرهم، فحمل الوحى على ما ذهب إليه الزمخشرى أولى...ألخ.
وبالجملة الذى يترجح عندى ما قاله صاحب الكشف قدس سره أن الاية لا تنفع منكر الرؤية ولا مثبتها، وما ذكر من السبب النزول ليس بمتيقن الثبوت، ويفهم من كلام بعضهم أن الوحى كما يكون بالإلقاء فى الروع يكون بالخط فقد قال النخعى: كان فى الانبياء عليهم السلام من يخط له فى الارض، ومعناه اللغوى يشمل ذلك، فقد قال الامام أبوعبد الله التيمي الأصبهانى: الوحى أصله التفهيم، وكل فهم به شىء من الإلهام والاشارة والكتب فهو وحى ، وقال الراغب أصل الوحى الاشارة السريعة ولتضمن السرعة قيل أمر وحى وذلك يكون بالكلام على الرمز والتعريض وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب وبإشارة ببعض الجوارح وبالكتابة. أنتهى كلام الامام الالوسي من تفسيره.
قال الامام أبن تيمية فى مجموع فتاوى أبن تيمية (سورة الناس) فصل في {قل أعوذ برب الناس} إلى آخرها. جزء 17 ص 506:
وقد قال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ} [الشورى : 51] فأخبر أنه يوحي إلى البشر تارة وحياً منه، وتارة يرسل رسولاً فيوحي إلى الرسول بإذنه ما يشاء....ألخ. وقال علي رضي الله عنه : الربانيون هم الذين يغذون الناس بالحكمة، ويربونهم عليها، وقد قال صلى الله عليه وسلّم : «إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني» وقد أخبر الله تعالى أن القرآن شفاء لما في الصدور، والناس إلى الغذاء أحوج منهم إلى الشفاء في القلوب والأبدان، وفي الصحيحين : عنه صلى الله عليه وسلّم قال : «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة أمسكت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس، وسقوا وزرعوا، وكانت منها طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».
فأخبر أن ما بعث به للقلوب كالماء للأرض، تارة تشربه فتنبت، وتارة تحفظه، وتارة لا هذا ولا هذا، والأرض تشرب الماء وتغتذي به حتى يحصل الخير، وقد أخبر الله تعالى أنه روح تحيا به القلوب فقال : {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِى مَا الْكِتَبُ وَلاَ الإِيمَنُ وَلَكِن جَعَلْنَهُ نُوراً نَّهْدِى بِهِ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلَى صِرَطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى : 52].
وإذا كان ما يوحيه إلى عباده تارة يكون بوساطة ملك، وتارة بغير وساطة، فهذا للمؤمنين كلهم مطلقاً لا يختص به الأنبياء. قال تعالى : {وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِى اليَمِّ وَلاَ تَخَافِى وَلاَ تَحْزَنِى إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص : 7] وقال تعالى : {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ ءَامِنُواْ بِى وَبِرَسُولِى قَالُواْ ءَامَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة : 111] وإذا كان قد قال : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} [النحل : 68]. فذكر أنه يوحى إليهم، فإلى الإنسان أولى، وقال تعالى : {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَتٍ فِى يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِى كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَآءَ الدُّنْيَا بِمَصَبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت : 12] وقد قال تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 7، 8] فهو سبحانه يلهم الفجور والتقوى للنفس، فيكون الفرق بين الإلهام المحمود وبين الوسوسة المذمومة هو الكتاب والسنة، فإن كان مما ألقي في النفس مما دل الكتاب والسنة على أنه تقوى لله فهو من الإلهام المحمود، وإن كان مما دل على أنه فجور فهو من الوسواس المذموم، وهذا الفرق مطرد لا ينتقض، وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان فقال : ما كرهته نفسك لنفسك فهو من الشيطان، فاستعذ بالله منه، وما أحبته نفسك لنفسك فهو من نفسك فانهها عنه.
وحقيقته أن الله وكل بالإنس ملائكة وشياطين، يلقون في قلوبهم الخير والشر، فالعلم الصادق من الخير، والعقائد الباطلة من الشر، كما قال ابن مسعود : لمة الملك تصديق بالحق، ولمة الشيطان تكذيب بالحق، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلّم في القاضي : «أنزل الله عليه ملكاً يسدده» وكما أخبر الله أن الملائكة توحي إلى البشر ما توحيه، وإن كان البشر لا يشعر بأنه من الملك، كما لا يشعر بالشيطان الموسوس لكن الله أخبر أنه يكلم البشر وحياً، ويكلمه بملك يوحي بإذنه ما يشاء والثالث التكليم من وراء حجاب، وقد قال بعض المفسرين : المراد بالوحي هنا الوحي في المنام، ولم يذكر أبو الفرج غيره، وليس الأمر كذلك. فإن المنام تارة يكون من الله، وتارة يكون من النفس، وتارة يكون من الشيطان، وهكذا ما يلقى في اليقظة. والأنبياء معصومون في اليقظة والمنام. ولهذا كانت رؤيا الأنبياء وحياً، كما قال ذلك ابن عباس، وعبيد بن عمير، وقرأ قوله : {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ قَالَ يبُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ اللَّهُ مِنَ الصَّبِرِينَ} [الصافات : 102]
وليس كل من رأى رؤيا كانت وحياً، فكذلك ليس كل من ألقى في قلبه شيء يكون وحياً، والإنسان قد تكون نفسه في يقظته أكمل منها في نومه كالمصلي الذي يناجي ربه، فإذا جاز أن يوحى إليه في حال النوم فلماذا لا يوحى إليه في حال اليقظة، كما أوحى إلى أم موسى، والحواريين، وإلى النحل؟! لكن ليس لأحد أن يطلق القول على ما يقع في نفسه أنه وحي لا في يقظة ولا في المنام إلا بدليل يدل على ذلك فإن الوسواس غالب على الناس. والله أعلم. أنتهى
وقال أيضا الامام أبن تيمية فى مجموع فتاوى أبن تيمية (سئل عمن يقول : الطرق إلى الله عدد أنفاس الخلائق. هل قوله صحيح؟). جزء 10 ص 454:
والإلهام في القلب تارة يكون من جنس القول والعلم والظن والاعتقاد، وتارة يكون من جنس العمل والحب والإرادة والطلب، فقد يقع في قلبه أن هذا القول أرجح وأظهر وأصوب، وقد يميل قلبه إلى أحد الأمرين دون اخر، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : «قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فعمر» والمحدث: الملهم المخاطب، وفي مثل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلّم في حديث وابصة «البر ما اطمأنت إليه النفس وسكن إليه القلب والإثم ما حاك في نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك» وهو في السنن.....ألخ.
وفي الترمذي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال : «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ قوله تعالى : {إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر : 57]». وقال عمر بن الخطاب : اقتربوا من أفواه المطيعين؛ واسمعوا منهم ما يقولون، فإنه تتجلى لهم أمور صادقة.
وقد ثبت في الصحيح قول الله تعالى : «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش وبي يمشي».أنتهى.
أيضا قال الامام الالوسى فى تفسيره لسورة آل عمران الاية 42:
(يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ)... ولا يخفى أن تفسير القول بالإلهام وإسناده للملائكة خلاف الظاهر وإن كان لا منع من أن يكون بواسطتهم أيضا على أنه قول لا يعضده خبر أصلا. وعلى القول الاول يكون التكليم من باب الكرامة التى يمن بها الله سبحانه على خواص عباده ومن أنكرها زعم أن ذلك إرهاص وتأسيس لنبوة عيسى عليه السلام أو معجزة لزكريا عليه السلام، وأورد على القول أن الإرهاص فى المشهور أن يتقدم على دعوى النبوة ما يشبه المعجزة كإظلال الغمام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلم الحجر معه. وهذا بظاهره يقتضى وقوع الخارق على يد النبى، لكن قبل أن ينبأ لا على يد غيره كما فيما نحن فيه.
واستدل بهذه الاية من ذهب إلى نبوة مريم لأن تكليم الملائكة يقتضيها، ومنعه اللقانى بأن الملائكة قد كلموا من ليس بنبى إجماعاً فقد روى أنهم كلموا رجلا خرج لزيارة أخ له فى الله تعالى وأخبروه أن الله سبحانه يحبه كحبه لأخيه فيه ولم يقل أحد بنبوته وأدعى أن من توهم أن النبوة مجرد الوحى ومكالمة الملك فقد حاد الصواب. أنتهى
وقد جاء فى كتاب الدر المنثور للامام السيوطى عند تفسير قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ):
قال أبن عباس: ألهمناها الذى صنعت بموسى. وعن قتادة قال قذف فى نفسها وعنه أيضا قال وحى جاءها عن الله قذف فى قلبها وليس وحى النبوة. أنتهى.
وعن الامام ابن كثير فى تفسيره:
(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) هو وحى إلهام بلا خلاف وكما قال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) وهكذا قال بعض السلف فى هذه الاية (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ 111) أى ألهموا ذلك فامتثلوا ما ألهموا قال الحسن البصرى ألهمهم الله عز وجل ذلك وقال السدى قذف فى قلوبهم ذلك. أنتهى.
جاء عن الامام أبن حجر العسقلانى فى كتابه فتح الباري ج12/ص366:
(وقال القاضي عياض ويحتمل أن تكون هذه التجزئة في طرق الوحي إذ منه ما سمع من الله بلا واسطة ومنه ما جاء بواسطة الملك ومنه ما ألقي في القلب من الإلهام ومنه ما جاء به الملك وهو على صورته أو على صورة آدمي معروف أو غير معروف ومنه ما أتاه به في النوم ومنه ما أتاه به في صلصلة الجرس ومنه ما يلقيه روح القدس في روعه إلى غير ذلك مما وقفنا عليه ومما لم نقف عليه فتكون تلك الحالات إذا عددت انتهت إلى العدد المذكور قال القرطبي في المفهم ولا يخفى ما فيه من التكلف والتساهل فان تلك الاعداد انما هي أجزاء النبوة وأكثر الذي ذكره انما هي أحوال لغير النبوة لكونه يعرف الملك أو لا يعرفه أو يأتيه على صورته أو على صورة آدمي ثم مع هذا التكلف لم يبلغ عدد ما ذكر عشرين فضلا عن سبعين قلت والذي نحاه القاضي سبقه إليه الحليمي .... ألخ.
وقد ذكر أيضا الامام أبن حجر العسقلانى ما نصه:
...... رابعها نفث الملك في روعه وهو الوحي الذي يخص به القلب دون السمع قال وقد ينفث الملك في روع بعض أهل الصلاح لكن بنحو الأطماع في الظفر بالعدو والترغيب في الشيء والترهيب من الشيء فيزول عنه بذلك وسوسة الشيطان بحضور الملك لا بنحو نفي علم الأحكام والوعد والوعيد فإنه من خصائص النبوة. أنتهى
وقال الامام الالوسى فى المجلد 4 الصفحة 94 نقل ما فسره العالم الجليل الشيخ عبد الوهاب الشعرانى ما نصه:
(............واعلم أن حديث الحق سبحانه للخلق لا يزال أبداً غير أن من الناس من يفهم أنه حديث كعمر بن الخطاب رضى الله عنه ومن ورثه من الأولياء، ومنهم من لا يعرف ذلك ويقول: ظهر لى كذا وكذا ولا يعرف أن ذلك من حديث الحق سبحانه معه، وكان شيخنا يقول: كان عمر من أهل السماع المطلق الذى يحدثهم الله تعالى فى كل شىء ولكن له ألقاب، وهو أنه إن أجابوه به تعالى فهو حديث، وإن أجابوه بهم فهى محادثة، وإن سمعوا حديثه سبحانه فليس بحديث فى حقهم وإنما هو خطاب أو كلام، وقد رد فى المتهجدين انهم أهل المسامرة، فقد علمت أن الوحى ما يلقيه الله تعالى فى قلوب خواص عباده على جهة الحديث فيحصل لهم من ذلك علم بأمرما، فإن لم يكن كذلك فليس بوحى ولا خطاب فإن بعض الناس يجدون فى قلوبهم علماً بأمر ما مثل العلوم الضرورية عند الناس فهو علم صحيح، لكن ليس صادراً عن خطاب، وكلامنا إنما هو فى الخطاب الإلهى المسمى وحيا، فإن الله تعالى جعل هذا الصنف من الوحى كلاما يستفيد به العلم من جاء له).أنتهى
وفى لسان العرب فى مدة وحى:
قال وحى الوحى: الاشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفى وكل ما ألقته إلى غيرك يقال وحيت إليه الكلام وأوحيت ووحى وأوحى......... وقال بعضهم فى قوله (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ) أتيتهم من الوحى إليك بالبراهيين (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) قال الوحى ههنا إلقاء الله فى قلبها. وقال أبو أسحاق وأصل الوحى فى اللغة كلها إعلام.
ومما يثير الدهشة السؤال الاستفسارى الذى جاء عن المشككين (هل هو نبى أم رسول؟):
أريد أن أوضح أن المتشككين ضلوا طريق الصواب فى محاولة أقناع القارئ بأن السيد محمد عثمان الميرغنى يدعى النبوة وهو يوحى إليه ويكلم الله تعالى ولكن سعيهم لم ينجح وإلا لكان كل عاطل قال ما يشاء فى أهل الله. وكل ما نريد هو كما قالوا أهل الحق (عليكم حسن الظن بالناس) ولك أيها المشكك ما جاء عن الامام أبن حجر رحمه الله.
جاء فى كتاب الإصابة في تمييز الصحابة للامام أبن حجر ج2/ص323 ما نصه:
قال سفيان بن عيينة بينما أنا أطوف بالبيت إذ أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيبة فقلنا بعضنا لبعض ما أشبه هذا الرجل أن يكون من أهل العلم قال فاتبعناه حتى قضى طوافه فسار إلى المقام فصلى ركعتين فلما سلم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا وما قال ربنا قال قال ربكم أنا الملك أدعوكم إلى أن تكونوا ملوكا ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا له وماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال قال ربكم أنا الحي الذي لا يموت أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ثم التفت إلينا فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قلنا ماذا قال ربنا حدثنا يرحمك الله قال قال ربكم أنا الذي إذا أردت شيئا كان أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم قال بن عيينة ثم ذهب فلم نره قال فلقيت سفيان الثوري فأخبرته بذلك فقال ما أشبه أن يكون هذا الخضر أو بعض هؤلاء الأبدال.
هذا حال ابن عيينة وسفيان الثورى رضى الله عنهم فى مثل ما أورده المشككين من أنه مخالفة يريدون ان يقدحوا بها فى ولاية السيد محمد عثمان الميرغنى الختم. ونكتفى بهذا الرد حتى لا يكون به طول يمل منه القارئ الكريم.
دليل المشككين الثانى:
ثانياً :- كيف يدعي الميرغني أنه هو السبيل إلى الله وقد بين الله في كتابه الكريم أن سبيل التقرب إليه عن طريق كتابه وسنة نبيه وليس الطريقة الختمية حيث يقول الله تعالى (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأنعام (155) ويقول الله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) سورة الحشر (7) وقد جاء في حديث ، أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله تعالى وسنة رسوله) رواه الترمذي وقد بين الله تعالى أن كل طريق غير هذا فهو من طرق الشيطان صوفياً كان أو غيره وذلك في قوله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة الأنعام (153) وقد بين النبي صلى الله عيه وسلم في حديث ابن مسعود في تفسيرها أنه خط خطاً مستقيماً على الأرض وقال هذا صراط الله وهذه هي السبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه فنعوذ بالله من طرق الشيطان .
الرد على تعليق المشككين:
جاء النص الصحيح من الكتاب:
(.....وقال أنت تذكرة لعبادى يا محمد عثمان فمن اراد طريقا يوصله إليَّ فليتخذك سبيلا وما يفعلون ذلك إلا أن أريد).
ظنوا المشككين أنهم أتوا بالحق وقد تعجبوا من بشارة الله تعالى للامام السيد محمدعثمان بأنه سبيل إلى الله تعالى ولم أعلم ما هو المخالف فى ذلك إلا أنهم أخذتهم الجهالة بالدين وأنساهم شيطانهم ومنزعهم فى تكفير المسلمين إلى تضليل الناس بصنم أهوائهم ولنشرع فى الرد.
جاء فى لسان العرب ج11/ص319:
سبل السبيل الطريق وما وضح منه يذكر ويؤنث سبيل الله طريق الهدى الذي دعا إليه وفي التنزيل العزيز (وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً).
تفسير ابن كثير ج4/ص459:
قال تعالى(إن هذه تذكرة) يعني هذه السورة تذكرة (فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) أي طريقا ومسلكا أي من شاء اهتدى بالقرآن كقوله تعالى (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) الآية ثم قال تعالى (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ) أي لا يقدر أحد أن يهدي نفسه ولايدخل في الإيمان ولايجر لنفسه نفعا (إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) أي عليم بمن يستحق الهداية فييسرها له ويقيض له أسبابها ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ولهذا قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) ثم قال تعالى (يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) أي يهدي من يشاء ويضل من يشاء فمن يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. أنتهى
جاء عن تفسير ابن كثير ج3/ص324:
(إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) أي طريقا ومسلكا ومنهجا يقتدى فيها بما جئت به. أنتهى
تفسير ابن كثير ج4/ص439:
(فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) أي ممن شاء الله تعالى هدايته كما قيده في السورة الأخرى (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا). أنتهى
وفى صحيح البخاري ج3/ص1357:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (...فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم).
وقال الامام النووى فى كتابه رياض الصالحين ج1/ص5 ما نصه:
قال تعالى(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ 56 مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ 57) الذاريات وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة فإنها دار نفاد لا محل إخلاد ومركب عبور لا منزل حبور ومشرع انفصام لا موطن دوام فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد وأعقل الناس فيها هم الزهاد قال الله تعالى(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 24) يونس والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ولقد أحسن القائل إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا فإذا كان حالها ما وصفته وحالنا وما خلقنا له ما قدمته فحق على المكلف أن يذهب بنفسه مذهب الأخيار ويسلك مسلك أولى النهى والأبصار ويتأهب لما أشرت إليه ويهتم بما نبهت عليه وأصوب طريق له في ذلك وأرشد ما يسلكه من المسالك التأدب بما صح عن نبينا سيد الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وقد قال الله تعالى(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى)المائدة وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه قال والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) وأنه قال (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) وأنه قال (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) وأنه قال لعلى رضي الله عنه (فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم). أنتهى
ذكر الامام النووى أيضا فى كتابه رياض الصالحين ج1/ص313:
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء وتنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به). متفق عليه وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (قال لعلي رضي الله عنه فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) متفق عليه.أنتهى
فأن كل مسلم حق هو دال على الله سبحانه فهو سبيل أى طريق وسبب للدعوة إلى الحق ما دام قائم على الحق بالكتاب والسنة ولعل المشككين ونحن نلتمس لهم العزر قد أسائوا فهم هذه البشارة حيث بادئ أمرهم ظنوا أنه يدعى النبوة فأخذتهم الحمية على دينهم فعمية الابصار كما هو واضح فى نقلهم وسوء فهمهم مع قلة بضاعتهم من الكتاب والسنة والعلوم الدينية الاخرى والفهم بغير سند مصيبة (عن ابن المبارك يقول لولا الاسناد لقال كل من شاء ما شاء ).
دليل المشككين الثالث:
ثالثاً :- كيف يتجرأ الميرغني ويزعم أن الله قال له من أحبك يخلد في رحمتي ومن أبغضك فله العذاب الأليم ؟ إن المعلوم في الشريعة أن الحب في الله والبغض في الله عبادة يتقرب بها إلى الله وقد جاء في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" ان أوثق عرى الايمان الحب في لله والبغض في الله " رواه البيهقي ولكن هذا لايبنى على الهوى وإنما يرجع فيه لاحكام الشرع فمن التزم باحكام الشرع تلزم محبته في الله ومن أختلف مع أحكام الشرع يلزم بغضه في الله وهنا يرد السؤال هل وافق الميرغني في قوله هذا وهل اتفقت طريقته مع الكتاب والسنة ؟ الجواب إنها قد إختلفت تماماً مع الكتاب والسنة وهنا يلزم بغضه في الله وبغض طريقته والكشف عن زيفه وهذا من أعلى مقامات التقرب إلى الله .
الرد على تعليق المشككين:
جاء ما نصه من كلام المتشككين: (يلزم بغضه في الله وبغض طريقته) وذلك لانه جاء ما نصه: (أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى وكل من أبغضك وتباعد عنك فهو الظالم المعدود له العزاب الاليم).
لعل المشككين ضحالة علمهم بالدين أضرت بفكرهم وهذا يلخص فيما يلى:
1) (أن كل من أحبك وأخذ عنك وتعلق بك هو الذى خلد فى رحمتى) حب المسلم لاخيه المسلم:
المرء مع من أحب: صحيح البخاري ج5/ص2283: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب).
حب الانصار: الدر المنثور ج4/ص270: وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي عن معاوية بن أبي سفيان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أحب الأنصار أحبه الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله). وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار.أنتهى. هذا فى حب الانصار من أحبهم أحبه الله أوليس حب الله للعبد يعنى خلوده فى رحمته.
محبة أهل بيته: المعجم الكبير ج23/ص380 : عن أم سلمة تقول أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله).أنتهى. هذا فى حب أهل البيت وحب الله للعبد هم الرحمة بعينها وبغض الله لعبده يعنى طرده من رحمته.
حب أصحاب النبى: اعتقاد أهل السنة ج7/ص1243: قال أيوب السختياني من أحب أبا بكر الصديق فقد أقام الدين ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الدين ومن أحب علي بن أبي طالب فقد استمسك بالعروة الوثقى ومن قال الحسنى في أصحاب محمد فقد برىء من النفاق. أنتهى. فضائل الصحابة لابن حنبل ج1/ص338: عن بن مسعود أنه مر على رجلين في المسجد قد اختلفا في آية من القرآن فقال أحدهما أقرأنيها عمر وقال الآخر أقرأنيها أبي فقال بن مسعود أقرأها كما أقرأكها عمر ثم هملت عيناه حتى بل الحصى وهو قائم قال إن عمر كان حائطا كنيفا يدخله المسلمون ولا يخرجون منه فانثلم الحائط فهم يخرجون منه ولا يدخلون ولو أن كلبا أحب عمر لأحببته ولا أحببت أحدا حبي لأبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح. أنتهى.
الحب فى الله: مسند أبي يعلى ج5/ص440: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان من أحب المرء لا يحبه إلا لله).أنتهى. الترغيب والترهيب ج4/ص9: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي). رواه مسلم. وعن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه). رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أحب رجلا لله فقال إني أحبك لله فدخلا جميعا الجنة فكان الذي أحب أرفع منزلة من الآخر وأحق بالذي أحب لله). رواه البزار بإسناد حسن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال أين تريد قال أريد أخا لي في هذه القرية قال هل لك عليه من نعمة تربها قال لا غير أني أحبه في الله قال فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته فيه). رواه مسلم المدرجة بفتح الميم والراء هي الطريق قوله تربها أي تقوم بها وتسعى في صلاحها. وعن أبي إدريس الخولاني قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت له والله إني لأحبك لله فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت الله فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى (وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين في وللمتباذلين في) رواه مالك بإسناد صحيح وابن حبان في صحيحه. ولعل المشككين لم يريدوا إلا تضليل القارئ الكريم وقد ضربنا مثلا من الاحاديث وكلها دالة على رضا الله سبحانه عن هذه المحبة وثمرتها هى الخلود فى رحمة الله تعالى.
2) (ومن أبغضك فله العذاب الأليم) بغض أولياء الله:
معاداة أولياء الله: تفسير ابن كثير ج1/ص134:أن من عادى وليا لله فقد عادى الله ومن عادى الله فإن الله عدو له ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة كما تقدم الحديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالمحاربة وفي الحديث الآخر إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب وفي الحديث الصحيح من كنت خصمه خصمته.
فتح الباري ج11/ص342:
قوله من عادى لي وليا المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته وقد استشكل وجود أحد يعاديه لأن المعاداة انما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه وأجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلا بل قد تقع عن بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر والمبتدع في بغضه للسني فتقع المعاداة من الجانبين أما من جانب الولي فلله تعالى وفي الله وأما من جانب الآخر فلما تقدم وكذا الفاسق المتجاهر ببغضه الولي في الله وببغضه الاخر لانكاره عليه وملازمته لنهيه عن شهواته وقد تطلق المعاداة ويراد بها الوقوع من أحد الجانبين بالفعل ومن الاخر بالقوة قال الكرماني قوله لي هو في الأصل صفة لقوله وليا لكنه لما تقدم صار حالا وقال بن هبيرة في الإفصاح قوله عادى لي وليا أي اتخذه عدوا ولا أرى المعنى الا انه عاداه من أجل ولايته وهو وان تضمن التحذير من ايذاء قلوب أولياء الله ليس على الإطلاق بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعا بين وليين في مخاصمة أو محاكمة ترجع إلى استخراج حق أو كشف غامض فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع انتهى ملخصا موضحا.
وتعقبه الفاكهاني بأن معاداة الولي لكونه وليا لا يفهم الا ان كان على طريق الحسد الذي هو تمنى زوال ولايته وهو بعيد جدا في حق الولي فتأمله قلت والذي قدمته أولى أن يعتمد قال أبن هبيرة ويستفاد من هذا الحديث تقديم الاعذار على الإنذار وهو واضح قوله فقد آذنته بالمد وفتح المعجمة بعدها نون أي اعلمته والايذان الاعلام ومنه أخذ الأذان قوله بالحرب في رواية الكشميهني بحرب ووقع في حديث عائشة من عادى لي وليا وفي رواية لأحمد من آذى لي وليا وفي أخرى له من آذى وفي حديث ميمونة مثله فقد استحل محاربتي وفي رواية وهب بن منبه موقوفا قال الله من أهان ولي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة وفي حديث معاذ فقد بارز الله بالمحاربة وفي حديث أبي امامة وأنس فقد بارزني وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب فكأن المعنى فقد تعرض لاهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي اعمل به ما يعمله العدو المحارب.
قال الفاكهاني في هذا تهديد شديد لان من حاربه الله أهلكه وهو من المجاز البليغ لان من كره من أحب الله خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله أكرمه الله وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله. أنتهى
بغض المسلم: المستدرك على الصحيحين ج3/ص441: قال صلى الله عليه وسلم: (من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله قال خالد فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضى
عمار فلقيته فرضي). رياض الصالحين ج1/ص117:
التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا 58) الأحزاب وقال تعالى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) صلى الله عليه وسلم (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) الضحى وأما الأحاديث فكثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هذا من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق في باب ملاطفة اليتيم وقوله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم رواه مسلم. فقولنا للمشككين أهل يعنى عندكم من عادى وأبغض عبدا يدل على الله وقد أكرمه الله بأن بلاد وليست أفراد دخلت الاسلام على يديه لا يحارب الله أعداءه وهل ظهر لكم بعد هذه الادلة معنى من أحبه (خلد فى رحمتى) وأيضا معنى من أبغضك (فله العذاب الأليم).
ونكتفى بهذا الرد فقط للاختصار ونسأل الله تعالى أن يوفقنا فى أكمال سلسلة الرد على المشككين وسوف ننوه للسادة الزائرين أن شاء الله على أننا بصدد الانتهاء من تحميل بعض كتب الطريقة التى توضح معانى هامة لغير المتصوفين وتصحيح بعض المفاهيم مع التنويه فى مقدمة كل كتاب على أن مبناه على الكتاب والسنة وأظهار غريبه الذى يدق على افهام غير المتصوفين وتوضيح حالها حتى لا يحاول من هو ليس من هذا الشأن ان يقحم نفسه فيما ليس له به علم ومحاولة تكفير المسلمين والحمد لله رب العالمين. وعلى الله فليتوكل المؤمنون والحمد لله رب العالمين،،،،،

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2015, 09:05 AM   #3
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...


أنا : أبو الحُسين




المخالفة الثانية :
يزعم الميرغني "أن رسول الله قال له من صحبك ثلاثة أيام لايموت إلا ولياً وأن من قبل جبهتك كأنما قبل جبهتي ومن قبل جبهتي دخل الجنة ومن رآني أو رأى من رآني إلى خمس لم تمسه النار، وهذا في كتاب الطريقة الختمية بعنوان مناقب صاحب الراتب تأليف السيد محمد عثمان الميرغني ص 102
لقد أشار المشككين للنص الذى ورد فى الرسالة التاسعة بأسم (مناقب صاحب الراتب) والتى ألفها الخليفة حسن تاج المدنى الكمخلى وهى مذكورة أيضا بعد ثمان صفحات فى نفس الكتاب تحت عنوان (رسالة الختم فى بعض المبشرات) وهذا يعنى أنها من المبشرات.
هذه هي النصوص الصحيحة من كتب الطريقة التي أشار إليها المشككين وإليك بعض ما نريد توضيحه للقارئ الكريم:
ورد ما نصه ص 102: (قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صحبك ثلاثة أيام لا يموت إلا ولياً، فيا لها من مزية، وكان يقول: قال لى جدى: من قبل جبهتك فكأنما قبل جبهتى، ومن قبل جبهتى كانت الجنة مأواه. ومن رآنى أو رأى من رآنى إلى خمس لم تمسه النار قال لى به جدى عليه أفضل الصلاة والتسليمات الزكية) انتهى.
وفى الرسالة العاشرة من نفس الكتاب بأسم (رسالة الختم فى بعض المبشرات) تأليف السيد جعفر الصادق الميرغنى أبن الامام الختم جاء ما نصه ص 110 : (قيل لى إن من صحبك يموت على الولاية) ثم جاء بعد أربعة أسطر ما نصه: (قال الختم: ....سلم فوق جبهتي أعنى قبلها، وقيل لى: من سلم عليك فى هذا الموضع دخل الجنة) ثم جاء قبل هذه الفقرة ما نصه: (قيل لى من رآك أو رأى من رآك أو رأى من رآك إلى خمس لم تمسسه النار).
قال المشككين ما نصه: (أما الرد على ذلك الإفك والدجل من وجوه).
هذه الصيغة تدل على عدم فهم المشككين لما ورد بهذه الرسائل على أنها مبشرات وهى أمر جائز شرعا فكان على المشككين التفهم لما يقرأون دون الغشاوة التى على أعينهم بسبب التعصب الهدام وكان عليهم فهم المقصد وتعلم علوم غيرهم قبل الخوض فيه بالنقض.
هذا ليس أفك ولا دجل بل مبشرات:
أورد الإمام السيوطى فى تفسيره الدر المنثور عند قوله تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 64) الاية : أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما(لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا) قال هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لبعض إخوانه.
وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نبوة بعدي إلا بالمبشرات قيل يا رسول الله وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة.
وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا ثلاثفالرؤيا الصالحة بشرى من الله والرؤيا مما تحزن الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس وأحب القيد في النوم وأكره الغل القيد ثبات في الدين ولفظ ابن ماجة فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي.
وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبد الله رضي الله عنه
أن رجلا سأل عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن قوله (
لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا) فقال عبادة رضي الله عنه سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى له وهو كلام يكلم به ربك عبده في المنام.
وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه كان يقول إذا أصبح من رأى رؤيا صالحة فليحدثنا بها لأن يرى لي رجل مسلم أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إلي من كذا وكذا وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة عن أبي رزين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها فإذا حدث بها وقعت.
السنة لابن أبي عاصم ج1/ص213: 103 باب (ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يكلم عبده المؤمن في منامه):486 ثنا عمرو بن عثمان ثنا أبي ثنا محمد بن مهاجر الأنصاري عن جنيد بن ميمون أبي عبد الحميد عن حمزة بن الزبير يرفع الحديث إلى عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "رؤيا المؤمن من كلام يكلم به العبد ربه تبارك وتعالى في المنام".
487 حدثنا الحوطي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا صفوان بن عمرو عن حميد بن عبد الرحمن أن رجلا سأل عبادة عن قوله تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا) فقال عبادة سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو يرى له وهو من كلام يكلم به ربك عبده في المنام".
وجاء عن الامام أبن حجر فى كتابه فتح الباري (باب المبشرات) ج12/ص375:6589 قوله لم يبق من النبوة إلا المبشرات كذا ذكره باللفظ الدال على المضي تحقيقا لوقوعه والمراد الاستقبال أي لا يبقى، وقيل هو على ظاهره لأنه قال ذلك في زمانه واللام في النبوة للعهد والمراد نبوته والمعنى لم يبق بعد النبوة المختصة بي إلا المبشرات ثم فسرها بالرؤيا.
وصرح به في حديث عائشة عند أحمد بلفظ لم يبق بعدي وقد جاء في حديث بن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك في مرض موته أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال يا أيها الناس أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له الحديث وللنسائي من رواية زفر بن صعصعة عن أبي هريرة رفعه أنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة.
وهذا يؤيد التأويل الأول وظاهر الاستثناء مع ما تقدم من أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة أن الرؤيا نبوة وليس كذلك لما تقدم أن المراد تشبيه أمر الرؤيا بالنبوة أو لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال أشهد أن لا إله إلا الله رافعا صوته لا يسمى مؤذنا ولا يقال أنه أذن وإن كانت جزءا من الأذان وكذا لو قرأ شيئا من القرآن وهو قائم لا يسمى مصليا وإن كانت القراءة جزءا من الصلاة.
ويؤيده حديث أم كرز بضم الكاف وسكون الراء بعدها زاي الكعبية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذهبت النبوة وبقيت المبشرات أخرجه أحمد وبن ماجة وصححه بن خزيمة وبن حبان ولأحمد عن عائشة مرفوعا لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا وله وللطبراني من حديث حذيفة بن أسيد مرفوعا ذهبت النبوة وبقيت المبشرات ولأبي يعلى من حديث أنس رفعه أن الرسالة والنبوة قد انقطعت ولا نبي ولا رسول بعدي ولكن بقيت المبشرات قالوا وما المبشرات قال رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة.
قال المهلب ما حاصله التعبير بالمبشرات خرج للأغلب فان من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ليستعد لما يقع قبل وقوعه وقال بن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فان فيه إخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في الحديث الماضي في مناقب عمر قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بالفتح أيضا.
وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فإنه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فإنه نادر فانما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم فان يكن وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه صلى الله عليه وسلم في اليقظة وإرادة إظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي إنكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره.
ونكتفى بذلك وحيث أن الرد على باقى تعليقات المشككين سوف يحوى ما فيه الكفاية من الادلة.
جاء عن المشككين :أولاً:
(أين ومتى التقى بالنبي صلى الله عيه وسلم حتى قال له ذلك ؟ لاشك أن ذلك كذب جلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويكفي ما جاء في مقام الوعيد لأمثال هؤلاء ما أخرجه البخاري عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال:" بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
الرد على هذا التعليق:
أن المبشرات قد أقرها الشرع بما تقدم ولا يسع الانسان إلا عرضها على كتاب الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا ما نحن نقوم به من توضيح ورد الشبوهات. ونكتفى بما جاء فى المقدمة لتعريف المبشرات.
جاء عن المشككين : ثانياً :
من هو الميرغني حتى يكون من صحبه ثلاثة أيام لا يموت إلا ولياً ؟ وهل ضمن لنفسه أنه من أولياء الله ناهيك عن من يصحبه ؟ قال تعالى (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة 111 ويقول تعالى في تكذيبه وإدعائه (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى) " سورة النجم 32.
الرد على هذا التعليق:
ألم يعلم المشككين أن فضل الله ليس منحصر فى توهمات العقل الفاتر. سواء كان من صحبه ثلاثة أيام أو عمره كله لابد أن يتأسا برفيقه. قال الله تعالى: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا 66) الاية سورة الكهف فهى دليل الانتفاع بالصحبة. ولعلهم إذا رجعوا إلى كلام العلامة النووى رحمه الله فى كتابه رياض الصالحين وشرحه دليل الفالحين على الكلام فى الباب 45 – زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم.
جاء فى كتاب المستدرك على الصحيحين ج4/ص188: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
آداب الصحبة ج1/ص41: باب (كل إنسان على دين أصحابه): فإذا أراد الله بعبد من عبيده خيرا وفقه لمعاشرة أهل السنة وأهل الستر والصلاح والدين ويرده عن صحبة أهل الهوى والبدع والمخالفين فإنه روى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم "قال المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
تحفة الأحوذي ج7/ص42: قال الغزالي مجالسة الحريص ومخالطته تحرك الحرص ومجالسة الزاهد ومخاللته تزهد في الدنيا لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء بل الطبع من حيث لا يدري.
جاء عن الامام بدر الدين العينى فى كتابه عمدة القاري (باب فضل ذكر الله عز وجل) ج23/ص27: عن أبي هريرة قال قال رسول الله "إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي قالوا يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني قال فيقولون لا والله ما رأوك قال فيقول وكيف لو رأوني قال يقولون لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا قال فيقول فما يسألوني قالوا يسألونك الجنة قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله يا رب ما رأوها قال فيقول فكيف لو أنهم رأوها قال يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا وأشد لها طلبا وأعظم فيها رغبة قال فمم يتعوذون قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها قال يقولون لا والله ما رأوها قال يقول فكيف لو رأوها قال يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فرارا وأشد لها مخافة قال فيقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم قال يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة قال هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".
وفي مسلم يقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم وزاد قال فيقول وله قد غفرت قوله هم الجلساء جمع جليس وفي رواية مسلم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وفيه أن الصحبة لها تأثير عظيم وإن جلساء السعداء سعداء والتحريض على صحبة أهل الخير والصلاح. أنتهى
وقفة مع المشككين حول هذا الحديث:
إذا كان الشقي بمجرد جلوسه معهم وهو أتى لحاجته دخل فى رحمة الله تعالى لهم ومغفرته وذلك فى بضع ساعات فما رأى المشككين فى من أستغفر الله وحرص على التوبة وأستقام ونوى السير للترقى فهل فضل الله تعالى لا يخصه بأنه إذا صحب أحد الاولياء لا يرقيه فى مراتبه قال الله تعالى : (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا 20) الآية.
صفة الصفوة ج4/ص78 (ذكر المصطفين من أهل الدينور): 659 ممشاد الدينوري رضي الله عنه. أبو بكر الرازي: قال صحبة أهل الصلاح تورث في القلب الصلاح وصحبة أهل الفساد تورث فيه الفساد.
وما أكثر كتب العلم فى حض المسلم على الصحبة الصالحة والانتفاع بها وكما ورد من قبل أن هذه المبشرة تتماشة مع الكتاب والسنة وليست مخالفة ومدارها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر الامام الختم بهذه البشارة وهى صحيحة إذا وضعنها فى ميزان الشرع ولعل المشككين إذا أطلعوا على الاوراد والصلوات على النبى ومؤلفات الطريقة لعلم أنه على منوال أهل الصلاح فكان له سرعة التحقق بالولاية ما دام صادق النية والمقصد (ننصح بأطلاع المشككين على كتاب المناهج العلية لشيخ عموم الطريقة الحالى رضى الله عنه).
ونكتفى بهذا الرد ونقول لمن يريد أن يفند أراء أحد يجب أن يكون ملم بعلم غيره و أدواته وايضا الصدق والحكمة والحيادية وليس فقط التعصب الذى يخفى الحقائق عن المتعصب فضلا عن أنتهاك حرمات المؤمنين.
جاء عن المشككين: ثالثاً :
(كيف يزعم ويفتري الميرغني أن من رآه أو رأى من رآه إلى خمس يدخل الجنة وهل هو ضمن الجنة لنفسه ومعلوم أن النبي صلى الله عيه وسلم قد رآه كثير من اليهود والنصارى والمشركين وماتوا على الكفر فهل ياترى هو أفضل من رسول الله صلى الله عيه وسلم ؟ وكيف يحكم المفتري هذا على خاتمة أناس بمجرد رؤيته فقط وقد علَّمنا النبي صلى الله عيه وسلم أن لا تحكم على خاتمة المرء مع عمله وذلك في حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عيه وسلم قال:" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعاً فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" . رواه مسلم ).
الرد على هذا التعليق:
جاء فى كتاب مجمع الزوائد للامام الهيثمي ج7/ص181: (باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في النوم) عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رآني فقد رآني الحق) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
وعن ابي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني) رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي قتادة: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى بي) قلت هو في الصحيح باختصار رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة) رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه محمد بن أبي السري وثقه ابن معين وغيره وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي) رواه الطبراني في الأوسط والكبير ولفظه (من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي) ورجاله ثقات.
وعن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة) فذكر الحديث رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظهير وهو ضعيف .
وعن مالك بن عبدالله الخثعمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل حديث أبي قتادة إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي) رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
وعن خزيمة بن ثابت قال (رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الروح ليلقى الروح فأقنع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم). رواه أحمد بأسانيد أحدها هذا وهو متصل رواه الطبراني وقال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اجلس واسجد واصنع كما رأيت ورجالهما ثقات.
وعن ابن شهاب عن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري وخزيمة الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين قال ابن شهاب فأخبرني عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن خزيمة بن ثابت رأى في النوم أنه سجد على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد على جبهته رواه أحمد عن شيخه عامر بن صالح الزبيري وثقه أحمد وأبو حاتم وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.
وعن خزيمة بن ثابت أنه رأى في منامه أنه يقبل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فنام له النبي صلى الله عليه وسلم فقبل جبهته رواه أحمد وفيه عمارة بن عثمان ولم يرو عنه غير أبي جعفر الخطمي وبقية رجاله رجال الصحيح.
وعن المثنى يعني ابن سعيد قال سمعت أنسا يقول: (قل ليلة تأتي علي إلا وأنا أرى فيها خليلي صلى الله عليه وسلم وأنس يقول ذلك وتدمع عيناه) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. أنتهى.
فتح الباري ج12/ص384
ومن المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به وتقع تلك الرؤيا حقا كما لو رؤى ملأ دارا بجسمه مثلا فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله فان الشيطان لا يتمثل بي فالأولى أن تنزه رؤياه وكذا رؤيا شيء منه أو مما ينسب إليه عن ذلك فهو ابلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في يقظته.
قال والصحيح في تأويل هذا الحديث ان مقصوده ان رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثا بل هي حق في نفسها ولو رؤي على غير صورته فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله وقال وهذا قول القاضي أبي بكر بن الطيب وغيره ويؤيده قوله فقد رأى الحق أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به فان كانت على ظاهرها والاسعى في تأويلها ولا يهمل أمرها لأنها إما بشرى بخير أو انذار من شر إما ليخيف الرائي وإما لينزجر عنه وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه.
وقال بن بطال قوله فسيراني في اليقظة يريد تصديق تلك الرؤياه في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم.
وقال بن التين المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه فيكون بهذا مبشرا لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته قاله القزاز وقال المازري ان كان المحفوظ فكأنما رآني في اليقظة فمعناه ظاهر وإن كان المحفوظ فسيراني في اليقظة احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحي الله بذلك إليه صلى الله عليه وسلم.
وقال القاضي وقيل معناه سيرى تأويل تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وقيل معنى الرؤيا في اليقظة أنه سيراه في الآخرة وتعقب بأنه في الآخرة يراه جميع أمته من رآه في المنام ومن لم يره يعني فلا يبقى لخصوص رؤيته في المنام مزية.
وأجاب القاضي عياض باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عرف بها ووصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة وأن يراه رؤية خاصة من القرب منه والشفاعة له بعلو الدرجة ونحو ذلك من الخصوصيات قال ولا يبعد أن يعاقب الله بعض المذنبين في القيامة بمنع رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم مدة.
وحمله بن أبي جمرة على محمل آخر فذكر عن بن عباس أو غيره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فبقي بعد أن استيقظ متفكرا في هذا الحديث فدخل على بعض أمهات المؤمنين ولعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيها فرأى صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير صورة نفسه.
ونقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك.
قلت وهذا مشكل جدا ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة ويعكر عليه أن جمعا جما رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف وقد اشتد إنكار القرطبي على من قال من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة كما تقدم قريبا وقد تفطن بن أبي جمرة لهذا فأحال بما قال على كرامات الأولياء فان يكن كذلك تعين العدول عن العموم في كل راء ثم ذكر أنه عام في أهل التوفيق وأما غيرهم فعلى الاحتمال فان خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء والإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة والاكرام وانما تحصل التفرقة بينهما باتباع الكتاب والسنة انتهى.
والحاصل من الأجوبة ستة أحدها أنه على التشبيه والتمثيل ودل عليه قوله في الرواية الأخرى فكأنما رأني في اليقظة ثانيها أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير ثالثها أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه رابعها أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكنه ذلك وهذا من أبعد المحامل خامسها أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه حينئذ ممن لم يره في المنام سادسها أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه وفيه ما تقدم من الاشكال.
وقال القرطبي قد تقرر أن الذي يرى في المنام أمثلة للمرئيات لا أنفسها غير أن تلك الامثلة تارة تقع مطابقة وتارة يقع معناها فمن الأول رؤياه صلى الله عليه وسلم عائشة وفيه فإذا هي أنت فأخبر أنه رأى في اليقظة ما رآه في نومه بعينه ومن الثاني رؤيا البقر التي تنحر والمقصود بالثاني التنبيه على معاني تلك الأمور ومن فوائد رؤيته صلى الله عليه وسلم تسكين شوق الرائي لكونه صادقا في محبته ليعمل على مشاهدته وإلى ذلك الإشارة بقوله فسيراني في اليقظة أي من رآني رؤية معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه.
ونحا الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة إلى ما أختاره النووي فقال: بعد ان حكى الخلاف ومنهم من قال إن الشيطان لا يتصور على صورته أصلا فمن رآه في صورة حسنة فذاك حسن في دين الرائي وان كان في جارحة من جوارحه شين أو نقص فذاك خلل في الرائي من جهة الدين قال وهذا هو الحق وقد جرب ذلك فوجد على هذا الأسلوب وبه تحصل الفائدة الكبرى في رؤياه حتى يتبين للرائي هل عنده خلل أو لا لأنه صلى الله عليه وسلم نوراني مثل المرآة الصقيلة ما كان في الناظر إليها من حسن أو غيره تصور فيها وهي في ذاتها على أحسن حال لا نقص فيها ولا شين وكذلك يقال في كلامه صلى الله عليه وسلم في النوم أنه يعرض على سنته فما وافقها فهو حق وما خالفها فالخلل في سمع الرائي فرؤيا الذات الكريمة حق والخلل انما هو في سمع الرائي أو بصره قال وهذا خير ما سمعته في ذلك.
ثم حكى القاضي عياض عن بعضهم قال خص الله نبيه بعموم رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتصور في صورته لئلا يتذرع بالكذب على لسانه في النوم ولما خرق الله العادة للأنبياء للدلالة على صحة حالهم في اليقظة واستحال تصور الشيطان على صورته في اليقظة ولا على صفة مضادة لحاله إذ لو كان ذلك لدخل اللبس بين الحق والباطل ولم يوثق بما جاء من جهة النبوة حمى الله حماها لذلك من الشيطان وتصوره وإلقائه وكيده وكذلك حمى رؤياهم أنفسهم ورؤيا غير النبي للنبي عن تمثيل بذلك لتصح رؤياه في الوجهين ويكون طريقا إلى علم صحيح لا ريب فيه ولم يختلف العلماء في جواز رؤية الله تعالى في المنام وساق الكلام على ذلك.
قلت ويظهر لي في التوفيق بين جميع ما ذكروه أن من رآه على صفة أو أكثر مما يختص به فقد رآه ولو كانت سائر الصفات مخالفة وعلى ذلك فتتفاوت رؤيا من رآه فمن رآه على هيئته الكاملة فرؤياه الحق الذي لا يحتاج إلى تعبير وعليها يتنزل قوله فقد رأى الحق ومهما نقص من صفاته فيدخل التأويل بحسب ذلك ويصح إطلاق أن كل من رآه في أي حالة كانت من ذلك فقد رآه حقيقة تنبيه جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقا ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها فتارة يعبر بالسلطان وتارة بالوالد وتارة بالسيد وتارة بالرئيس في أي فن كان فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعا وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب كانت رؤياه تحتاج إلى تعبير دائما بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رؤى على صفته المتفق عليها وهو لا يجوز عليه الكذب كانت في هذه الحالة حقا محضا لا يحتاج إلى تعبير.
وقال الغزالي ليس معنى قوله رآني أنه رأى جسمي وبدني وانما المراد أنه رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه وكذلك قوله فسيراني في اليقظة ليس المراد أنه يرى جسمي وبدني قال والآلة تارة تكون حقيقية وتارة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق قال ومثل ذلك من يرى الله سبحانه وتعالى في المنام فان ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقا في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله تعالى كما يقول في حق غيره.
وقال أبو القاسم القشيري: ما حاصله أن رؤياه على غير صفته لا تستلزم إلا أن يكون هو فإنه لو رأى الله على وصف يتعالى عنه وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك لا يقدح في رؤيته بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل كما قال الواسطي من رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي وغير ذلك.
وقال الطيبي المعنى من رآني في المنام بأي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله وهي مبشرة لا الباطل الذي هو الحلم المنسوب للشيطان فإن الشيطان لا يتمثل بي وكذا قوله فقد رأى الحق أي رؤية الحق لا الباطل وكذا قوله فقد رآني فان الشرط والجزاء إذا اتحدا دل على الغاية في الكمال أي فقد رآني رؤيا ليس بعدها شيء.
وذكر الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ما ملخصه أنه يؤخذ من قوله فان الشيطان لا يتمثل بي أن من تمثلت صورته صلى الله عليه وسلم في خاطره من أرباب القلوب وتصورت له في عالم سره أنه يكلمه أن ذلك يكون حقا بل ذلك أصدق من مراي غيرهم لما من الله به عليهم من تنوير قلوبهم انتهى.
وهذا المقام الذي أشار إليه هو الإلهام وهو من جملة أصناف الوحي إلى الأنبياء ولكن لم أر في شيء من الأحاديث وصفه بما وصفت به الرؤيا أنه جزء من النبوة وقد قيل في الفرق بينهما إن المنام يرجع إلى قواعد مقررة وله تأويلات مختلفة ويقع لكل أحد بخلاف الإلهام فإنه لا يقع إلا للخواص ولا يرجع إلى قاعدة يميز بها بينه وبين لمة الشيطان وتعقب بأن أهل المعرفة بذلك ذكروا أن الخاطر الذي يكون من الحق يستقر ولا يضطرب والذي يكون من الشيطان يضطرب ولا يستقر فهذا إن ثبت كان فارقا واضحا ومع ذلك فقد صرح الأئمة بأن الاحكام الشرعية لا تثبت بذلك.
قال أبو المظفر بن السمعاني في القواطع بعد أن حكى عن أبي زيد الدبوسي من أئمة الحنفية أن الإلهام ما حرك القلب لعلم يدعو إلى العمل به من غير استدلال والذي عليه الجمهور أنه لا يجوز العمل به إلا عند فقد الحجج كلها في باب المباح وعن بعض المبتدعة أنه حجة واحتج بقوله تعالى (فألهمها فجورها وتقواها) وبقوله (وأوحى ربك إلى النحل) أي ألهمها حتى عرفت مصالحها فيؤخذ منه مثل ذلك للآدمي بطريق الأولى وذكر فيه ظواهر أخرى ومنه الحديث قوله: صلى الله عليه وسلم (اتقوا فراسة المؤمن) وقوله لوابصة (ما حاك في صدرك فدعه وإن أفتوك) فجعل شهادة قلبه حجة مقدمة على الفتوى وقوله (قد كان في الأمم محدثون) فثبت بهذا أن الإلهام حق وأنه وحي باطن وانما حرمه العاصي لاستيلاء وحي الشيطان عليه قال وحجة أهل السنة الآيات الدالة على اعتبار الحجة والحث على التفكر في الآيات والاعتبار والنظر في الأدلة وذم الأماني والهواجس والظنون وهي كثيرة مشهورة وبأن الخاطر قد يكون من الله وقد يكون من الشيطان وقد يكون من النفس وكل شيء أحتمل أن لا يكون حقا لم يوصف بأنه حق.
قال والجواب عن قوله (فألهمها فجورها وتقواها) أن معناه عرفها طريق العلم وهو الحجج وأما الوحي إلى النحل فنظيره في الآدمي فيما يتعلق بالصنائع وما فيه صلاح المعاش وأما الفراسة فنسلمها لكن لا نجعل شهادة القلب حجة لأنا لا نتحقق كونها من الله أو من غيره انتهى ملخصا قال بن السمعاني وإنكار الإلهام مردود ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرمه به ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك ان كل ما استقام على الشريعة المحمدية ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول وإلا فمردود يقع من حديث النفس ووسوسة الشيطان ثم قال ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوي به رأيه وانما ننكر ان يرجع إلى قلبه بقول لا يعرف أصله ولا نزعم أنه حجة شرعية وانما هو نور يختص الله به من يشاء من عباده فان وافق الشرع كان الشرع هو الحجة انتهى.
ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولا بد أو لا بد أن يعرضه على الشرع الظاهر فالثاني هو المعتمد كما تقدم تنبيه وقع في المعجم الأوسط للطبراني من حديث أبي سعيد مثل أول حديث في الباب بلفظه لكن زاد فيه ولا بالكعبة وقال لا تحفظ هذه اللفظة إلا في هذا الحديث. أنتهى كلام الامام الحافظ أبن حجر رحمه الله تعالى.
وبعد هذا النقل من كلام العلماء الافاضل سراج هذه الامة نود أن نوضح للمشككين على أنه من المحتم عرض هذه المبشرة على الكتاب والسنة وهذا هو الفاصل الحقيقى.
جاء فى كتاب المستدرك على الصحيحين ج4/ص96: 6994 حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بالري ثنا أبو حاتم ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا جميع بن ثوب ثنا عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن رآني وطوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي) هذا حديث قد روي بأسانيد قريبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه مما علونا في أسانيد منها وأقرب هذه الروايات إلى الصحة ما ذكرناه.
مسند عبد بن حميد ج1/ص308: 1000 حدثني بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا إبراهيم أبو إسحاق عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (طوبى لم رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني).
الفردوس بمأثور الخطاب ج2/ص445: 3926 أنس بن مالك : (طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني).
الفردوس بمأثور الخطاب ج2/ص446 : 3927 أبو أمامة : (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي).
الفوائد لتمام الرازي ج1/ص109: 260 أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عرفجة بن عثمان بن سعيد القرشي الكريزي ثنا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد ثنا يحيى بن صالح الوحاظي ثنا جميع بن ثوب الرحبي ثنا خالد بن معدان عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآنى).
الفوائد لتمام الرازي ج2/ص258: 1682 أخبرنا محمد بن أحمد ثنا يزيد بن محمد ثنا يحيى بن صالح ثنا جميع ثنا خالد عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني).
التاريخ الكبير ج6/ص109 : 1867 عبد الجبار بن أبي حازم قال محمد بن سلام حدثنا هشيم عن أبي يحيى المدني عن عبد الجبار بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم (غفر الله لمن رآني ولمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني).
كشف الخفاء ج2/ص62: 1680 "(طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات) رواه الطيالسي وعبد بن حميد عن ابن عمر ورواه أحمد عن أبي أمامة وعن أنس بلفظ طوبى لمن رآني وآمن بي مرة وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع مرات وورد بألفاظ أخر كما في الجامع الصغير منها ما رواه الطبراني والحاكم عن عبدالله بن بسر بلفظ (طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى لمن رأى من رآني ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي طوبى لهم وحسن مآب).
المعجم الأوسط ج1/ص308 : 1036 حدثنا أحمد قال حدثنا محمد بن عثمان بن خالد أبو مروان العثماني قال حدثنا نافع بن صيفي وكان بلغ مائة وثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة الجهني عن أبيه وكان قد أصابه سهم مع رسول الله عن النبي قال لا يدخل النار مسلم رآني ولا رأى من رآني ولا رأى من رأى من رآني.
المعجم الكبير ج17/ص357 : 983 حدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني ثنا أبو مروان العثماني ثنا نافع بن صيفي وكان قد بلغ مائة واثنتي عشرة سنة عن عبد الرحمن بن عقبة عن أبيه عقبة وكان أصابه سهم مع النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (لا يدخل النار مسلم رآني ولا رأى من رآني ولا رأى من رأى من رآني ثلاثا).
السنة لابن أبي عاصم ج2/ص630: 1484 حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا موسى بن إبراهيم بن بشير قال سمعت طلحة بن خراش يقول سمعت جابر بن عبدالله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لن تمس النار مسلما رأى من رأى من رآني).
1485 ثنا أبو مروان العثماني ثنا نافع بن صيفي عن عبد الرحمن بن عقبة بن عامر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل النار مسلم رآني ولا رأى من رآني ولا رأى من رأى من رآني).
وقفة مع المشككين:
أن النبي صلى الله عيه وسلم قد رآه كثير من اليهود والنصارى والمشركين وماتوا على الكفر فهل يا ترى هو أفضل من رسول الله صلى الله عيه وسلم ؟
هنا نقول لهم أرجعوا إلى الأحاديث التي ذكرناها فسوف تعلم أنه منوط بالمؤمن المسلم وإليك أمثلة من نص الأحاديث (لا يدخل النار مسلم رآني) وأيضا (لن تمس النار مسلما رأى من رأى من رآني) وأيضا (.....وآمن بي طوبى لهم وحسن مآب) وأيضا (.....وآمن بي).
هذه أدلة تعرف القارئ الكريم مدى الغشاوة التي على أعين هؤلاء الذين يدعون أنهم حماة الإسلام ووصفهم أنفسهم بالسلفية وأنهم هم فقط أهل السنة فإذا كانوا كذلك فأنهم جهلاء بالسنة النبوية وإسناد أقوال وأفعال المسلمين للشرع قبل محاولة الطعن فيهم.
لم يقول أحد أنه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أن الإمام الختم رضي الله عنه مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائد شعرية تنيف عن تسعون مقطع شعري في ديوان واحد فمن أنتم يا منكرين تعظيم رسول الله وتوقيره الذي جاء الأمر به عن الله تعالى وما يكفيكم فى تعظيم رسول الله قول الله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) صدق الله العظيم.
ونسأل الله تعالى التوفيق للمسلمين فى حماية رسولهم صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحبته وأئمة المسلمين آمين.

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-2015, 09:07 AM   #4
أبو الحُسين
شباب الميرغني
الصورة الرمزية أبو الحُسين



أبو الحُسين is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحُسين
افتراضي رد: الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...


أنا : أبو الحُسين




هذه الردود منقولة من الموقع الرسمي للطريقة الميرغنية الختمية بمصر المؤمنة...
جزاهم الله عنا خير الجزاء...

أبو الحُسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-13-2015, 07:06 AM   #5
tariqtaha


الصورة الرمزية tariqtaha



tariqtaha is on a distinguished road

افتراضي Re: الرد على المشككين في بشارات السيد محمد عثمان الميرغني الختم...


أنا : tariqtaha




جزاك لله خيرا اخي ابو الحسين
وفقنا الله وإياكم الى سواء السبيل

انتشرت في شبكة الإنترنت نصوص وأقوال تنسب إلى السادة المراغنة والطريقة الختمية في معظم المواقع التي تنتقد التصوف الإسلامي في السودان خاصة دون تحديد مصدر هذه الأقوال

نرجو حضرتكم الأفضل بتوضيح وتحقيق نسبة هذه الأقوال وشرح معانيها في اختصار

مثل هذه الأقوال
))
يا معشر الخلق من جن ومن بشر هل تنكروا فضلنا أم تجحدوا قدرنا
نحن الملوك وكل المُلك اجمعه أعلاه وأسفله في طي قبضتنا
والأنبياء وجميع الرسل قاطبة من رشح نور قد بدا من ذات والدنا
وجود آدم منا كان منشأه جمال يوسف من أنوار بهجتنا
ونوح طوفانه لو لا تداركنا لأدرك الخلق إجماعا وحرمتنا
نار الخليل خبت من سر تفلتنا ونار موسى أضاءت من محاسننا
أيوب لما دعانا عند بلوته أجابه الله إجلالاً لرفعتنا
نحن المراغنة الأخيار من قدم الختم منا وغوث الكون خادمنا
((

tariqtaha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع أبو الحُسين مشاركات 4 المشاهدات 8605  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه