القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > المنتدى العام
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

المنتدى العام لقاء الأحبة في الله لمناقشة جميع المواضيع

ما الشريعة ؟

المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-19-2012, 08:25 PM   #1
علي الشريف احمد
المُشرف العام
الصورة الرمزية علي الشريف احمد



علي الشريف احمد is on a distinguished road

B18 ما الشريعة ؟


أنا : علي الشريف احمد




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ما الشريعة؟

أسامة السيد الأزهرى


الخميس 15-11-2012 10:07

سامح الله تعالى من ضيَّق الشريعة فى وجوه الناس، واختزلها فى بعض فروعها وهيئاتها وآدابها، وأغفل أصولها وجوهرها، حتى ظنها الناس رُعبا وظلاما وغوغائية وتكفيرا، فنفر الناس منها؛ لأنهم لم يسمعوا ولم يروا من أطروحات الناس عنها إلا جذاذات وأشتات وتشوهات، عاجزة عن تصوير الشرع الشريف على ما هو عليه، بكل آفاقه الرحبة، ودوائر علومه، وأبعاده الأخلاقية، ومناهجه التشريعية والقانونية، وربطه للإنسان بربه، وتوفير الرخاء والرفاهة له فى الدنيا والآخرة، لقد تمَّ تقديم الشريعة، بصورةٍ فى غاية التشويه، منزوعة الروح، تنفر منها الطباع ولا تتقبلها العقول، فتحير الناس، حتى تَوَهَّمَ آخرون أنهم يرفضون الشريعة، وهم إنما يرفضون الصورة الذهنية الشنيعة التى تُطْرَحُ عنها، فصار هؤلاء يُصِرُّون على تقديمها بتلك الصورة الشوهاء، وصار أولئك يرفضون تلك الصورة بعينها، فيتوهم الأولون أن الناس ترفض الشريعة، ويتوهم الآخرون أن الشريعة مفهوم ضيق، يطبق على الصدور فلا تتنفس، وعلى العقول فلا تهتدى ولا تسكن ولا تستريح، وهكذا وقعنا فى استقطاب حاد، ظُلمت فيه الشريعة من الطرفين، والشريعة من وراء ذلك كله: وحيٌ إلهىٌّ، وهدىٌ ربانىٌّ، وأخلاقٌ محمديةٌ رفيعةٌ، وعلومٌ، وآدابٌ، ومعارفُ، وحضارةٌ، وتجربةٌ بشريةٌ راقيةٌ، اسْتَهدَتْ بالوحى، فأقامت الفرائض والعبادات، واستخرجت منها تشريعاً وقانوناً ونُظُماً إدارية واقتصادية، وأشاعت فى الأمم والشعوب معانى الربانية والرحمة، وإعلاء القيم، وتوقير العلم والبحث العلمى، وفى صحيح البخارى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن هرقل سأل أبا سفيان عن ملخص الرسالة المحمدية، فقال أبوسفيان -وهو حينئذ لم يكن قد أسلم بعد-: «.. ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة»، فكانت صورة الشريعة المنطبعة فى عقول عموم الناس، حتى غير المسلمين، هى أنها منهج أخلاقى رفيع، يدعو إلى القيم، ويصنع الإنسان الراقى، وينشر العمران، وتصلح به الدنيا والآخرة، الشريعة هى أن يحوِّل المسلمون نصوص الوحيين الشريفين إلى مناهج تطبيق وبرامج عمل، وقد فعلوا ذلك فأنتجوا حضارة مبنية على علوم الإسلام وهويته، واستلهموا قيم الوحى الشريف فى علوم العمارة والفلك، وفى العمران والتمدن، وفى تحقيق رخاء الإنسان ورفاهيته، وفى إقامة المؤسسات الوقفية التى تنهض بكل احتياجات الإنسان التعليمية والصحية والاجتماعية، فأنشأ المسلمون المراصد الفلكية، وشيدوا المدارس العظيمة، وأقاموا المستشفيات، وقاموا ببناء الخانات والفنادق والتكايا والزوايا والأربطة، وأنشأوا الوقفيات لإصلاح القناطر والطرقات والجسور، وعمروا ميادين المدن بالمساقى.. الشريعة أن تقوم حضارة المسلمين على العمل والإنتاج والتعب والجهد، وقد فعلوا ذلك حتى رجعت عليهم عوائد العمل: زراعةً وصناعةً، وبناءً وعمراناً مستبحراً، وتوافرت عندهم احتياجات الإنسان، وحققوا الكفاية والكفاءة، ومن لم يكفه عمله أنفقوا عليه من الزكاة، فإن لم تكفه الزكاة أنفقوا عليه من الصدقة، فإن لم تكفه أنفقوا عليه من الوقف، وما أدراك ما دور الوقف فى تاريخ المسلمين؟! لقد أنشأوا من الوقف مؤسسات خيرية لشراء أكفان الموتى من غير المقتدرين وتجهيزهم ودفنهم، ومؤسسات لليتامى واللقطاء ورعايتهم وكفالتهم، ومؤسسات للمقعدين والعميان والعجزة، ومؤسسات خيرية وقفية لتحسين أحوال المساجين ورفع مستواهم، ومؤسسات وقفية لتزويج من لا يستطيع الزواج، وتحجيج من لا يستطيع الحج، ومؤسسات لإمداد الأمهات بالحليب والسكر، كل ذلك مجانا، بل لمحض العطاء والرخاء للإنسان، حتى حقق المسلمون بالعمل والزكاة والصدقة والوقف: الرخاء للإنسان فى احتياجاته كافة، فلما تم لهم ذلك انتقلوا إلى رعاية الأكوان وخدمتها، فأنشأوا من الوقف مؤسسات خيرية مجانية لعلاج الحيوانات المريضة وإطعامها ورعايتها عند عجزها، حتى كان وقف المرج الأخضر فى دمشق لرعاية الخيول والحيوانات المسنة إلى أن تموت، هذه هى الشريعة، وهذا هو التطبيق المباشر للقرآن الكريم والهدى النبوى العظيم، وهذا هو الامتداد الطبيعى للوحيين الشريفين، حتى يتحقق للإنسان كفايته من كل وجوه الحياة وخدماتها، فيتفرغ للكمالات النفسية والأخلاقية والروحية، ويبدع ويفكر ويتأمل، ويؤلف ويخترع، ويقبل على الله تعالى بنفس ساكنة راضية، تحب الله وتحب الخلق، كانت مدينة قرطبة -على سبيل المثال- فى عهد عبدالرحمن الثالث الأموى عاصمة الأندلس المسلمة، تُنَارُ بالمصابيح ليلا، ويستضىء الماشى بسُرُجِها ومصابيحها عشرة أميال (ستة عشر كيلومترا) لا ينقطع عنه الضوء، أزقتها وشوارعها مبلطة، قمامتها مرفوعة من الشوارع، محاطة بالحدائق الغنَّاء، حتى كان القادم إليها يتنزه ساعات فى رياضها وبساتينها قبل أن يصل إليها، وكانت حماماتها تسعمائة حمام، وبيوتها مائتين وثلاثة وثمانين ألف بيت، وقصورها ثمانين ألف قصر، ومساجدها ستمائة مسجد، وكان كل من فيها متعلما، وكان فى جانبها الشرقى مائة وسبعون امرأة كلهن يكتبن المصاحف بالخط الكوفى، وكان فيها ثمانون مدرسة يتعلم فيها الفقراء مجانا، هذا فى ناحية واحدة من نواحيها، وهكذا كانت سائر المدن والحواضر فى ديار أهل الإسلام، كبغداد، ودمشق، وقرطبة، وغرناطة، وإشبيلية، والقاهرة، وغيرها من الحواضر والعواصم والمدن.. هذه هى الشريعة يا قوم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

علي الشريف احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع علي الشريف احمد مشاركات 0 المشاهدات 3739  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه