01-16-2017, 12:30 PM
|
#12
|
|
رد: دعوة ..حولية مولانا العالم الشيخ محمد محمد احمد الشيخ
(7)
بعد ايام قلائل عبر الي الضفة الشرقية ومشي راجلا الي أن وصل محطة القطار التالية وتسمي ( الميجا ) وكان المسافة بعيدة وهي أطول مسافة بين محطتين في خط الشمال أرضها غفر تخلو من الحياة والبشر ، ومنها ركب القطار قاصدا الخرطوم بحري لتوفير مصاريف السفر الي سنار ، وصل سنار وذهب الي منزل عمه محمد محمود وكان الحياة جدبة في تلك الفترة هناك يعاني اهلها شظف العيش ، وجد عمه وقد ذهب الي زراعة الهشاب هكذا أخبرته زوجته التي كان دوما يذكرها بالخير لحسن استقبالها وأكرامها له رغم سؤ الحال ، ثم ...جاء جده عند المغرب وسلم علي ابن اخيه ولما علم بسبب حضوره للعمل نصحه بعدم المكوث هناك لصعوبة الحياة .
الرحلة الي شركيلا
توجه بعد سنار الي شركيلا جنوب كردفان حيث هناك جده خال والدته خليل عووضة الذي كان تاجرا ومزارعا ، وكان يحتاج الي من يعمل معه في متجره ففرح بمقدمه ، وعمل معه حتي لحق به شقيقه بابكر وعملا معا ، وحفظهما الله من اسباب الغواية ومسالك اللهو ، وتمسكا بدينهم وملازمتهم للمسجد وفيه التقي مولانا بالعالم الفقيه اسماعيل محمد منقا من أحفاد الشيخ عثمان بن فودة ، ويصفه بأنه كان قصير القامة ، خفيف الحركة ، وكان يحفظ اكثر من الفي بيت شعرومن ضوابط اللغة العربية وقال أنه حفظ ألفية بن مالك من تلقين أمه له وهي علي نار ( الدوكة ) أداة صنع الطعام ، درس عليه اللغة والفقه علي مذهب الامام مالك ، وكان بعد الدرس والعمل يزوره بمنزله ، قال دخلت عليه يوما فقال لي ( يا محمد اقفل الباب ) وذكر الجملة معربة بالضم والكسر والفتح فعرفت أنه سيسألني من إعرابها ، وفعلا طلب مني ذلك وفعلت ، أعجب جده خليل بأجتهاده في العلم وحسن ادارته للمتجر ، فتمسك به وقربه اليه ، وذات ليلة رأي رؤية نبوية فقد رآه صلي الله عليه وسلم ومعه رفيقان وهم يركبون علي جياد بيض قال لما رأيته صلي الله عليه وسلم بكيت فقال لي وما يبكيك ؟ قلت الست ابنك ؟ فقال صلي الله عليه وسلم أنت ابني حقا من والدتك ثم مسكو بلجم جيادهم فقلت له الن أراك ؟ قال صلي الله عليه وسلم سوف تراني سوف تراني سوف تراني كررها ثلاثا ، قال قلت له متي أرجع قال يوم ثلاثون ، ثم أنصرفوا ، قال لما اصبحت توجهت الي شيخي اسماعيل وقصصت عليه ما رأيت فقال شارحا لي ، الاثنان اللذان معه صلي الله عليه وسلم هما ابوبكر وعمر رضي الله عنهما وتكراره لك انك ستراه ثلاثا فبإذن الله ستذهب لزيارته ثلاث مرات ، وقد حدث ذلك في حياته ، ويوم ثلاثون يحسب من الشهر العربي ، قال تمسكت بذلك التاريخ ولم اخبر جدي بكل ذلك ، ولما جاء الموعد قلت له اريد أن ابيع محصولي كله الذي معك وأريد أن اسافر غدا ، وكان غير راض علي مغادرتي وفعلا بعته وكان أعلي سعر للمحصول ، وبدا من اليوم التالي في الهبوط المستمر .
(
|
|
|