الزهور الفائقة في حقوق الطريقة الصادقة الحمد لله الذي جعل خيار العباد،الذين لا يفعلون أمرا إلا ويحسبون السؤال عنه في يوم المعاد،أحمده علي جزيل النعم،وأشكره علي مزيد الكرم،واصلي وأسلم علي نبيه المحترم،وآله وصحبه الخائفين من هول يوم المزدحم . أما بعد ، فيقول رق الجناب المحمدي،والمقام الأوحدي،الختم محمد عثمان أبن السيد محمد أبي بكر رحمهما المنان،تلميذ العارف بالله ذي التقديس،القدوة إلي الحضرتين، مولانا البركة ولي نعمتنا الشريف احمد بن إدريس : أني لما دخلت إلي أرض التاكة وجدت بها أقواما عن سبيل القوم أفاكة، لم يميزوا بين شيوخ البركة والإرشاد ولم يعلموا مراتب الأخوة وحكم الأجازة في اصطلاح الأسياد،ولم يخافوا من أهوال يوم القيامة الشداد،ولم يقيموا الوزن بالقسط علي أنفسهم وغيرهم من العباد،وهم معذورون وليسوا معذورين فعذرهم أنهم لم يجتمعوا قبلنا بعارف،وغير معذورين لعدم نظرهم في سؤال ولي اللطائف،وأما بعد دخولنا إليهم فلا عذر لهم مطلقا،ومن تعدي الحد بعد مشاهدة العارفين أستوجب المقت وعدم الارتقاء،فجعلت هذه الرسالة لتبيين ما التبس عليهم وسميتها ( الزهور الفائقة في تعريف حقوق الطريقة الصادقة ) وجعلت فيها ثلاث قواعد،القاعدة الأولي في الشيوخ وما يعاملون به وما يعاملون به وكيفية إذنهم وإجازتهم ، القاعدة الثانية في حقوق الإخوان وما يتعاملون به بينهم من خواص وعوام وخواص الخواص،القاعدة الثالثة في الطرائق و آدابها . القاعدة الأولي : اعلموا معاشر الإخوان الكائنين في جميع البلدان أن الدعوى فشت في الديار وملأت جل الأقطار ، وكل ذلك وقع منهم لعدم مراقبة سؤال القهار،وعدم النظر في كل ما يقدمون عليه من مناقشة الجبار،فاعلموا إخواني حفظني الله وإياكم من المقت والطرد،ومنحني معكم الأدب معه ومع أوليائه ذوي النور الفرد،ان مراتب الشيوخ ثلاث،وفي كل مرتبة قسمان،فكن أيها الفطن بآدابها متأدبا . المرتبة الأولي :مرتبة الشيوخ المتحققين بالمشيخة الذين عليهم الاعتماد في الدنيا والآخرة السادة أهل الإرشاد والإمداد ، و الرجال الذين بهم يحصل عند الله الإسعاد القائل فيهم العظيم الجواد |