القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > مكتبة الميرغني الإليكترونية
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

مكتبة الميرغني الإليكترونية خاصة بجميع مؤلفات السادة المراغنة

كتاب الاوليآء لابن ابى الدنيا

مكتبة الميرغني الإليكترونية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-24-2013, 07:00 PM   #1
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: كتاب الاوليآء لابن ابى الدنيا


أنا : حسن الخليفه احمد




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة 81/ حدثنا عبد الله، ذكر إسماعيل بن عبد الله العجلي، نا سليمان بن حرب، نا السري بن يحي البار الصادق المأمون، نا عبد الله بن عبيد بن عمير قال:" خرجت مع أبي فكنا في أرض فلاة، فرفع لنا سواد فظنناه شجرة، فلما دنونا إذا رجل قائم يصلي، فانتظرناه لينصرف فيرشدنا إلى القرية التي نريد، فلما لم ينصرف قال له أبي: إنا نريد قرية كذا وكذا، فأومأ لنا قبلها بيدك؟ ففعل، وإذا حوض محوض يابس ليس فيه ماء، وإذا قرية يابسة فقال له أبي: إنا نراك في أرض فلاة وليس عندك ماء، فتجعل في قربتك من هذا الماء الذي عندنا؟ فأومأ أن لا، فلم حتى نبرح جاءت سحابة فمطرت فامتلأ حوضه ذلك، فلما دخلنا القريه ذكرنا لهم فقالوا: نعم، ذاك فلان، لا يكون في مكان إلا سقي، قال: فقال أبي: كم لله من عبد صالح لا نعرفه ".
82/ حدثنا عبد الله، ذكر أحمد بن عمران الأخنس قال: سمعت أبا معاوية، نا الأعمش، عن شقيق قال:" خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخيفة في يوم مخيف، وإذا رجل نائم فأيقظناه وقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه فقال: إني أستحي من رب العرش أن يعلم أني أخاف شيئا دونه، ثم ضرب رأسه فنام ".
83/ حدثنا عبد الله، نا اسحق بن إسماعيل، نا سفيان، عن محمد بن سوقه قال:" لما حاصر المسلمون حصنا من الحصون، فبينا هم كذلك إذ أبصروا رجلا، فقال بعضهم لبعض: أي فلان، كأن هذه صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال سفيان: كان أشعث ذا طمرين، فقالوا لبعضهم: كلمه، فكلمه يسأل الله أن يفتحها؟ فسأل ربه ففتحها ".
84/ حدثنا عبد الله، نا أبو بكر بن إسحق، نا محمد بن حميد، نا مهران، عن سفيان قال:" قرأ واصل { وفي السماء رزقكم وما توعدون } فقال: لا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه من الأرض، فدخل خربة يتعبد فيها، فكانت تنزل عليه كل يوم دوخله، فلما توفي دخل يتحقق فكان مكانه ".
85/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن الحسين، ذكر عياش بن عصيم، ذكر سعيد بن صدقه أبو مهلهل وكان يقال أنه من الأبدال قال:" جاء إبراهيم بن أدهم إلى قوم قد ركبوا سفينة في البحر، فقال له صاحب السفينة: هات دينارين؟ قال: ليس معي ولكن أعطيك من يدي، قال: فعجب منه وقال: إنما نحن في بحر فكيف تعطيني؟! قال: ثم أدخله فساروا حتى انتهوا إلى جزيرة في البحر، فقال صاحب السفينة: والله لأنظرن من أين تعطيني، هل خبأ هاهنا شيئا؟! قال: فقال له: يا صاحب الدينارين، أعط حقي؟ قال: نعم، فخرج إبراهيم فمضى واتبعه الرجل وهو لا يدري، فانتهى إلى الجزيرة فركع، فلما أراد أن ينصرف قال: يا رب إن هذا قد طلب مني حقه الذي له علي فأعطه عني، قال: وهو ساجد، قال: فرفع رأسه فإذا ما حوله دنانير، وإذا الرجل، فقال: جئت؟ خذ حقك ولا تزدد ولا تذكر ذا، قال: ومضوا فأصابتهم عجاجه وظلمه وأحسوا بالموت، فقال الملاح: أين صاحب الدينارين؟ أخرجوه، قال: فجاءوا إليه فقالوا: ما ترى ما نحن فيه، أدع اللهَ معنا؟ قال: فرفع يديه وأرخى عينيه وقال: يا رب، يا رب، قد أريت قدرتك فأذقنا برد عفوك ورحمتك، قال: فسكنت العجاجه وساروا ".
86/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، ذكر موسى بن عيسى، نا ضمره بن ربيعه، عن إبراهيم بن أدهم قال:" ما أرى هذا الأمر يكون إلا في رجل لا يعلم الناس ذاك منه، ولا يعلم هو ذاك من نفسه ".
87/ حدثنا عبد الله قال: قرأت في كتاب لمحمد بن الحسين بخطه، ذكر حكيم بن جعفر، ذكر مسمع بن عاصم قال:" اختلف العابدون عندنا في الولاية، فقال بعضهم: إذا استحقها عبد لم يهم بشيء إلا أناله في دين كان أو دنيا. وقال آخر: المولى لا يعصي غير أنه لا يدرك الشيء الذي يريده من الدنيا يهمه ولا يدركه إلا بطلبه، كأنهم يقولون: يدعو فيجاب. وقال آخرون: المستحق للولاية: لا يعرف؛ لانتقاص حقه من الآخرة. فتكلموا في ذلك بكلام كثير، فأجمعوا على أن يأتوا امرأة من بني عدي يقال لها أمة الحليل بنت عمرو العدوية، وكانت منقطعة جدا من طول الاجتهاد، فأتوها، قال مسمع: وأنا يومئذ مع أصحابنا، فاستأذنوا عليها فأذنت لهم، فعرضوا عليها اختلافهم وما قالوا؟ فقالت: ساعات الولي ساعات شغل عن الدنيا، ليس للولي المستحق في الدنيا من حاجة، ثم أقبلت على كلاب فقالت: بنفسي أنت يا كلاب، من حدثك أو أخبرك أن وليه له هم غيره فلا تصدقه، قال مسمع: فما كنت أسمع إلا الصارخ من نواحي البيت ".
88/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو حاتم الرازي، ذكر أحمد بن عبد الله بن عياض القرشي، ذكر عبد الرحمن بن كامل القرقساني، أنا علوان بن داود، عن علي بن زيد قال: قال طاوس:" بينا أنا بمكه بعث إلي الحجاج فأجلسني إلى جنبه وأتكأني على وسادة، إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية، فقال: علي بالرجل، فأتى به، فقال: ممن الرجل؟ قال: من المسلمين. قال: ليس عن الإسلام سألت؟ قال: فعمن سألت؟ قال: سألتك عن البلد؟ قال: من أهل اليمن، قال: كيف تركت محمد بن يوسف _ يريد أخاه _؟ قال: تركته عظيما جسيما لباسا ركابا خراجا ولاجا. قال: ليس عن هذا سألتك، قال: فعم سألت؟ قال: سألتك عن سيرته؟ قال: تركته ظلوما غشوما مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق، فقال له الحجاج: ما حملك على أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني؟ قال الرجل: أتراه بمكانة منك أعز مني بمكاني من الله وأنا وافد بيته ومصدق نبيه وقاضي دينه؟ فسكت الحجاج فما أحار إليه جوابا، وقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف. قال طاوس: فقمت في أثره وقلت: الرجل حكيم، فأتى البيت فتعلق بأستاره فقال: اللهم بك أعوذ وبك ألوذ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى وجودك والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين، وغنى عما في أيدي المستأثرين، اللهم فرجك القريب، ومعروفك القديم، وعادتك الحسنه. ثم ذهب في الناس، فرأيته عشية عرفه وهو يقول: اللهم إن كنت لم تقبل حجتي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول مني. ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جمع يقول: واسوأتاه منك، والله وان غفرت، يردد ذلك ".
89/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو حاتم الرازي، نا أحمد بن أبي الحواري، نا أبو عبد الرحمن الأزدي قال:" كنت أدور ببيروت، فمررت برجل مدلى في البحر وهو يكبر، فاتكأت على شرافة إلى جنبه فقلت: يا شاب، ما لك جالسا وحدك؟ قال: يا فتى، لا تقل إلا حقا، ما كنت قط وحدي منذ ولدتني أمي؛ إن معي ربي حيث ما كنت، ومعي ملكان يحفظان علي، وشيطان يفارقني، فإذا عرضت لي حاجة إلى ربي سألته إياها بقلبي ولم أسأله بلساني، فجاءني بها ".
90/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو حاتم، نا أبو غسام، عن شيخ له قال:" مر مطرف بن واصل بصبيان يلعبون بالجوز، فوطئ على جوز بعضهم فكسره، فقال: يا شيخ النار، فقعد يبكي ويقول: ما عرفني غيرك ".
91/ حدثنا عبد الله، نا محمد بن الحسين، ذكر احمد بن سهل الأردني قال:" سمعت شيخا من العباد في مسجد بيت المقدس بين المغرب والعشاء يبكي ويدعو، ويقول في دعائه: إليك لجأ المحبون لك في وسائلهم، اتكالا على كرمك في قبولها، ثم صرخ فخفي علي ما كان بعد ذلك ".
92/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، ذكر عثمان بن عثمان وغيره، عن مضر أبي سعيد، عن عبد الواحد بن زيد قال:" لم أر مثل قوم رأيتهم: هجمنا مرة على نفر من العباد في بعض سواحل البحر، فتفرقوا حين رأونا، فبتنا تلك الليله وأرفينا في تلك الجزيرة، فما كنا نسمع عامة الليل إلا الصراخ والتعوذ من النار، فلما أصبحنا طلبناهم وتتبعنا آثارهم فلم نر منهم أحدا ".
93/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، نا عبد العزيز أبو خالد الأموي، نا مسلمة العابد، عن عبد الحميد بن جعفر أن الحسن كان يقول:" إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة وهم مخلدون، وكمن رأى أهل النار في النار معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وحوائجهم عند الله مقضية، وأنفسهم عن الدنيا عفيفة، صبروا أياما قصارا لعقبى راحة طويلة: أما الليل فصافة أقدامهم، تسيل دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى ربهم: ربنا ربنا. وأما النهار: فحكماء علماء، بررة أتقياء، كأنهم القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى، وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، وقد خالط القوم أمر عظيم ".
94/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، نا أبو الوليد خلف قال:" سمعت رجلا بعسقلان في ليلة سبع وعشرين من رمضان في السحر ساجدا على ساحل البحر، وهو يبكي ويقول في سجوده: القفار دمانا باعدا البواكي عنا ".
95/ حدثنا عبد الله، ذكر عون بن إبراهيم الشامي، ذكر أحمد بن أبي الحواري، نا أبو المخارق قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { مررت ليلة أسرى بي برجل مغيب في نور العرش، فقلت: من هذا، ملك؟ قيل: لا، قلت: نبي؟ قيل: لا، قلت: من هو؟ قال: هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطبا من ذكر الله، وقلبه معلقا بالمساجد، ولم يستسب لوالديه قط }.
96/ حدثنا عبد الله، ذكر عون بن إبراهيم، ذكر احمد بن أبي الحواري، ذكر عبد الله بن السري قال:" كان شاب بالبصره متعبدا، وكانت عمة له تبعث إليه بطعامه، فلم تبعث إليه ثلاثة أيام بشيء، فقال: يا رب أرفعت رزقي؟ فطرح إليه من زاوية المسجد مزود فيه سويق وقيل له: هاك يا قليل الصبر، فقال: وعزتك إذ بكتني لا ذقته ".
97/ حدثنا عبد الله، ذكر عون بن إبراهيم، ذكر احمد بن أبي الحواري، ذكر جعفر بن محمد بن أحمد الميموني من ولد ميمون بن مهران قال:" قدم علينا احمد الموصلي، فأتيته فقال لي: يا أحمد، إن تعمل فقد عمل العاملون قبلك، وان تعبَّد فقد تعبد أولئك الذين قربوا الآخره وباعدوا الدنيا، أولئك الذين ولي الله إقامتهم على الطريق، فلم يأخذوا يمينا ولا شمالا، فلو سمعت نغمة من نغمات المختمرة في صدورهم، المتغرغرة في حلوقهم، نغصت عليك عيشك، ولطردت عنك البطلان أيام حياتك ".
98/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، ذكر احمد بن سهل الأردني، ذكر عباد أبو عتبة الخواص، ذكر رجل من الزهاد ممن كان يسيح في البلاد قال:" لم يكن همه في شيء من الدنيا ولا لذة إلا في لقيهم، يعني الأبدال والزهاد، قال: فأتى ذات يوم بساحل من سواحل البحر ليس يسكنه الناس ولا ترفأ إليه السفن، إذا أنا برجل قد خرج من البحر من تلك الجبال، فلما رآني هرب وجعل يسعى، واتبعته أسعى خلفه، فسقط على وجهه وأدركته، فقلت: ممن تهرب رحمك الله؟ فلم يكلمني، فقلت: إني أريد الخير، فعلمني؟ قال: عليك بلزوم الحق حيث كنت؛ فوالله ما أنا بحامد لنفسي فأدعوك إلى مثل عملها، ثم صاح صيحة فسقط ميتا، فمكثت لا أدري كيف أصنع به، وهجم الليل علينا فتنحيت فنمت ناحية عنه، فأريت في منامي أربعة نفر هبطوا عليه من السماء على خيل لهم، فحفروا له، ثم كفنوه وصلوا عليه، ثم دفنوه، قال: فاستيقظت فزعا للذي رأيت، فذهب عني النوم بقية الليل، فلما أصبحت انطلقت إلى موضعه فلم أره فيه، فلم أزل أطلب أثرَه وانظر حتى رأيت قبرا جديدا، فظننت أنه القبر الذي رأيت في منامي ".
99/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، ذكر عمار بن عثمان الحلبي، ذكر حصين بن القاسم الوزان قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول:" خرجت إلى الشام في طلب العباد، فجعلت أجد الرجل بعد الرجل شديد الاجتهاد، حتى قال لي رجل: قد كان هاهنا رجل من النحو الذي تريد، ولكنا فقدنا من عقله، فلا ندري يريد أن يحتجر من الناس بذلك، أهو شيء أصابه، قلت: وما أنكرتم منه؟ قال: إذا كلمه أحد قال: الوليد وعاتكه، لا يزيده عليه، قال: قلت: فكيف لي به؟ قال: هذه مدرجته، قال: فانتظرته، فإذا برجل واله، كريه المنظر، كريه الوجه، وافر الشعر، متغير اللون، وإذا الصبيان حوله وخلفه، وهو ساكت يمشي، وهم خلفه سكوت يمشون، عليه أطمار له دنسة، قال: فتقدمت إليه فسلمت عليه، فالتفت إلي فرد علي السلام، فقلت: رحمك الله، إني أريد أن أكلمك؟ فقال: الوليد وعاتكه، فقلت: قد أخبرت بقصتك، فقال: الوليد وعاتكة، ثم مضى حتى دخل المسجد، ورجع الصبيان الذين كانوا يتبعونه، فاعتزل إلى سارية، فركع فأطال الركوع، ثم سجد فأطال السجود، فدنوت منه فقلت: رجل غريب يريد أن يكلمك ويسألك عن شيء، فان شئت فأطل وان شئت فأقصر، فلست ببارح أو تكلمني؟ قال: وهو في سجوده يدعو ويتضرع، قال: ففهمت عنه وهو ساجد وهو يقول: سترك سترك، قال: فأطال السجود حتى سئمت، قال: فدنوت منه فلم أسمع له نفسا ولا حركه، قال: فحركته فإذا هو ميت كأنه قد مات منذ دهر طويل، قال: فخرجت إلى صاحبي الذي دلني عليه، فقلت: تعال فانظر إلى الذي زعمت أنك أنكرت من عقله، قال: وقصصت عليه من قصته، قال: فهيأناه ودفناه ".
100/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن الحسين، نا هشام بن عبيد الله الرازي، نا يحي بن العلاء، عن زيد بن أسلم قال:" كان في بني إسرائيل رجل قد اعتزل الناس في كهف جبل، وكان أهل زمانه إذا قحطوا استغاثوا به فدعا الله فسقاهم، قال: فأتوه في بعض أمرهم فإذا هو جالس وبيده عود يقلب به جماجم الموتى وعظامهم، فجلسوا ينتظرونه وكرهوا أن يعجلوه عما هو فيه، ثم خلوا به، فبينا هو كذلك إذ صرخ صرخة وسقط، فذهبوا ينظرون فإذا هو ميت، قال: فأكبروا ذلك، وحشد عليه بنو إسرائيل، وأخذوا في جهازه، فبينا هم كذلك، إذ هو بسرير يرفرف في أعنان السماء حتى انتهى إليه، فقام رجل من بني إسرائيل فقال: الحمد لله الذي خصه بما رأيتم، فأخذه فوضعه على السرير، فارتفع السرير والناس ينظرون إليه في الهواء حتى غاب عنهم، فقال بعض أحبارهم: سبحانك ما أكرم المؤمن عليك ".
101/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن يحي بن أبي حاتم الازدي، ذكر جعفر بن أبي جعفر الرازي، عن أبي جعفر السائح، أنا أبو وهب وغيره، يزيد بعضهم على بعض في الحديث:" أن عامر بن عبد قيس: كان من أفضل العابدين، ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، يقوم ثم طلوع الشمس فلا يزال قائما إلى العصر، ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه، فيقول: يا نفسي، إنما خلقت للعبادة، يا أمارة بالسوء، فوالله لأعملن بك عملا لا يأخذ الفِراشُ منك نصيبا. قال: وهبط واديا يقال له وادي السّباع، وفي الوادي عابد حبشي يقال له حممة، فانفرد عامر في ناحية وحممة في ناحية يصليان، لا هذا ينصرف إلى هذا، ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما وأربعين ليلة، إذا جاءت الفريضه صليا، ثم أقبلا يتطوعان، ثم انصرف عامر بعد أربعين يوما فجاء إلى حممة فقال: من أنت يرحمك الله؟ قال: دعني وهمي، قال: أقسمت عليك؟ قال أنا حممة، قال عامر: لئن كنت أنت حممة الذي ذكر لي، لأنت أعبد من في الأرض، فأخبرني عن أفضل خصلة؟ قال: إني لمقصر، ولولا مواقيت الصلاة تقطع علي القيام والسجود، لأحببت أن أجعل عمري راكعا، ووجهي مفرشا، حتى ألقاه، ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك، فمن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عامر بن عبد قيس، قال: إن كنت عامر بن عبد قيس الذي ذكر لي، فأنت أعبد الناس، فأخبرني بأفضل خصلة؟ قال: إني لمقصر، ولكن واحده عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره، فاكتنفته السّباعُ، فأتاه سبع منها فوثب عليه من خلفه، فوضع يديه على منكبيه، وعامر يتلو هذه الآية: { ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود } فلما رأى السبع أنه لا يكترث له ذهب، فقال حممة: بالله يا عامر، أما هالك ما رأيت؟ قال إني لاستحي من الله أن أهاب شيئا غيره، قال حممة: لولا أن الله ابتلى بالبطن، فإذا أكلنا لا بد لنا من الحدث، ما رآني ربي إلا راكعا وساجدا، وكان يصلي في اليوم والليله ثمانمائة ركعة، وكان يقول: إني لمقصر في العبادة، وكان يعاقب نفسه ".
102/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن يحي بن أبي حاتم، نا جعفر بن أبي جعفر الرازي، عن أحمد بن أبي الحواري، عن أبي سليمان الديراني قال:" قيل لعامر بن عبد قيس: النار قد وقعت قريبا من دارك، قال: دعوها فإنها مأمورة، وأقبل على صلاته، فلما بلغت داره عدلت عنها ".
103/ حدثنا عبد الله، ذكر علي بن أبي مريم، عن محمد بن الحسين قال: حدثني حكيم بن جعفر السعدي، ذكر أبو يوسف عبد الله بن أبي نوح وكان من العابدين قال:" صحبت شيخا في بعض طريق مكة فأعجبتني هيئته، فقلت: إني أحب أن أصحبك؟ قال: أنت وما أحببت، قال: فكان يمشي بالنهار، فإذا أمسى أقام في منزل كان أم غيره، قال: فيقوم الليل يصلي، وكان يصوم في شدة الحر، فإذا أمسى عمد إلى جريب معه، فأخرج منه شيئا فألقاه في فيه مرتين أو ثلاثا، وكان يدعوني فيقول: هلم فأصب من هذا؟ فأقول في نفسي: والله ما هذا بمجزيك أنت، فكيف أشركك فيه؟ قال: فلم يزل على ذلك، ودخلت له قلبي مهابة عندما رأيت من اجتهاده وصبره، قال: فبينا نحن في بعض المنازل إذ نظر إلى رجل يسوق حمارا، فقال لي: انطلق فاشتر ذلك الحمار، قال: فمنعني والله هيبته في صدري أن أراده، قال: فانطلقت إلى صاحب الحمار وأنا أقول في نفسي: والله ما معي ثمنه، ولا أعلم معه ثمنه، فكيف أشتريه؟ قال: فأتيت صاحب الحمار فساومته، فأبى أن ينقصه من ثلاثين دينارا، قال: فجئت إليه فقلت: قد أبى أن ينقصه ثلاثين دينارا، قال: خذه واستخر الله، قلت: الثمن؟ قال: سم الله، ثم أدخل يدك في الجراب فخذ الثمن فأعطه، قال: فأخذت الجراب ثم قلت: بسم الله، وأدخلت يدي فيه، فإذا صرة فيها ثلاثون دينارا لا تزيد ولا تنقص، قال: فدفعتها إلى الرجل وأخذت الحمار وجئت، قال: فقال لي: اركب، فقلت له: أنت أضعف مني فاركب أنت، قال: فلم يرادني الكلام وركب، فكنت أمشي مع حماره، فحيث أدركه الليل أقام، فإنما هو راكع وساجد حتى أتينا عسفان، فلقيه شيخ فسلّم عليه، ثم خليا فجعلا يبكيان، فلما أرادا أن يفترقا قال صاحبي للشيخ: أوصني قال: نعم، ( ألزم التقوى قلبك، وانصب ذكر المعاد أمامك )، قال: زدني؟ قال: نعم، ( استقبل الآخرة بالحسن من عملك، وباشر عوارض الدنيا بالزهد من قلبك، واعلم أن الأكياس هم الذين عرفوا عيب الدنيا حين عمي على أهلها )، والسلام عليك ورحمة الله، قال: ثم افترقا، فقلت لصاحبي: من هذا الشيخ يرحمك الله؛ فما رأيت أحسن كلاما منه؟ قال: عبد من عبيد الله، قال: فخرجنا من عسفان حتى أتينا مكة، فلما انتهيت إلى الأبطح نزل عن حماره وقال: أثبت مكانك حتى أنظر إلى بيت الله نظرة ثم أعود إليك إن شاء الله، قال: فانطلق، وعرض لي رجل فقال: أتبيع الحمار؟ قلت: نعم، قال: بكم؟ قلت بثلاثين دينارا، قال: قد أخذته، قال: قلت: يا هذا، والله ما هو لي، وإنما هو لرفيق لي، وقد ذهب إلى المسجد، ولعله أن يجيء الآن، قال: فإني لأكلمه، إذ طلع الشيخ، فقمت إليه فقلت: إني قد نظير الحمار بثلاثين دينارا، قال: أما انك لو استزدته لزادك إن شاء الله، فأما إذ بعت فأوجز، فأخذت من الرجل ثلاثين دينارا ودفعت الحمار، وجئت بالدنانير فقلت: ما اصنع بها؟ قال: هي لك فانفقها، قلت: لا حاجة لي بها، قال: فألقها في الجراب، فألقيتها في الجراب، قال: وطلبنا منزلا بالأبطح فنزلناه، فقال: ابغني دواة وقرطاسا؟ قال: فأتيته بدواة وقرطاس، فكتب كتابين ثم شدهما، فدفع أحدهما إلي فقال: انطلق به إلى عباد بن عباد، وهو نازل في موضع كذا وكذا، فادفعه إليه وأقرئه مني السلام ومن حضره من المسلمين، ثم دفع الآخر إلي فقال: ليكن هذا معك، فإذا كان يوم النحر فأقرئه إن شاء الله. قال: فأخذت الكتاب فأتيت به عباد بن عباد وهو قاعد يحدث وعنده خلق كثير، فسلمت عليه ثم قلت: رحمك الله، كتاب بعض إخوانك إليك، قال: فأخذ الكتاب فإذا فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: يا عباد، فاني أحذرك الفقر يوم يحتاج الناس إلى الذخر؛ فإن فقر الآخرة لا يسده غنى، وإن مصاب الآخرة لا تجبر مصيبته أبدا، وأنا رجل من إخوانك، وأنا ميت الساعة إن شاء الله، فاحضر لتليني وتولي الصلاة علي، وأدخلاني حفرتي، واستودعك الله ولجميع المسلمين، واقرأ السلام على رسول الله وعليكم جميعا السلام ورحمة الله )، قال: فلما قرأ عباد الكتاب قال: يا هذا، أين هذا الرجل؟ قلت: بالأبطح، قال: أفمريض هو؟ قلت: تركته الساعة صحيحا، قال: فقام وقام الناس معه حتى دخل عليه، فإذا هو مستقبل القبلة ميت مسجى عليه عباءة، فقال لي عباد: هذا صاحبك؟ قلت: نعم، قال تركته صحيحا؟ قلت: تركته الساعه صحيحا، فجلس يبكي عند رأسه، ثم أخذ في جهازه وصلى عليه فدفنه، واحتشد الناس في جنازته. فلما كان يوم النحر، قلت: والله لأقرأن الكتاب، ففتحته فإذا فيه: ( بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فأنت يا أخي، فنفعك الله بمعروفك يوم يحتاج الناس إلى صالح أعمالهم، وجزاك عن صحبتنا خيرا؛ فان صاحب المعروف يجد لجنبه يوم القيامه مضجعا، فإن حاجتي إليك إذا قضى الله عنك نسكك: أن تنطلق إلى بيت المقدس، فتدفع ميراثي إلى وارثي، والسلام عليك ورحمة الله )، قال: قلت في نفسي: كل أمرك رحمك الله عجب، وهذا من أعجب أمرك؛ كيف آتي بيت المقدس ولم تسم لي أحدا، ولم تصف لي موضعا، ولا أدري إلى من أدفعه؟! قال: وخلف قدحا وجرابه ذاك وعصا كان يتوكأ عليها، قال: وكفناه في ثوبي إحرامه، ولففنا العباءة فوق ذلك، فلما انقضى الحج قلت: والله لأنطلقن إلى بيت المقدس فلعلي أن أقع على وارث هذا الرجل، قال: فانطلقت حتى أتيت بيت المقدس، فدخلت المسجد وهم حلق حلق، قوم فقراء مساكين، قال: فبينا أنا أدور أتصفح الناس لا أدري عمن أسأل، إذ ناداني رجل من بعض تلك الحلق باسمي يا فلان، فالتفت إليه، فإذا بشيخ كأنه صاحبي قال: هات ميراث فلان، فدفعت إليه العصا والقدح والجراب، ثم وليت راجعا، فوالله ما خرجت من المسجد حتى قلت لنفسي: تضرب من مكة إلى بيت المقدس وقد رأيت من الشيخ الأول ما رأيت، ورأيت من هذا الشيخ الثاني ما رأيت، لا تسأل هؤلاء القوم أي شيء قصتهم، وتسألهم عن أمرهم ومن هم؟! قال: فرجعت ومن رأيي ألا أفارق هذا الشيخ الآخر حتى يموت أو أموت، قال: فجعلت أدور في الحلق وأجهد على أن أعرفه أو أقع عليه، فلم أقع عليه، قال: فجعلت أسأل عنه، ولبثت أياما ببيت المقدس أطلبه وأسأل عنه، فلم أجد أحدا يدلني عليه، فرجعت منصرفا إلى العراق ".
104/ حدثنا عبد الله، ذكر علي بن أبي مريم، عن محمد بن الحسين، عن حكيم بن جعفر، ذكر عبد الله بن أبي نوح، ذكر رجل بمكه قال:" كان رجل يطوف بالبيت لا يفتر بكاء ونحيبا، فقلت في نفسي: إني لأرى أن عندك خيرا، فجعلت أرصده قلت: يخرج من المسجد فأتبعه، فكان لا يخرج إلا في نحو من نصف الليل، قال: فخرج ذات ليله فاتبعته، فأتى الثنية ثم جازها حتى خرج عن الأبيات وأصحر، وأنا خلفه لا يشعر بمكاني، قال: فاستقبل البيت ثم قال: الهي وخالقي وسيدي، قد سئمت لطول النظر إلى أهل معصيتك، فإن شئت أن تجعل لي من ذلك فرجا فعجله سريعا يا كريم، ثم جلس فاحتبى بكساء كان عليه ثم استقبل الكعبة، فإذا رجل قد أتاه بطبق فيه طعام ودلو ماء فوضع الطبق بين يديه فجعل يأكل منه، ثم أخذ الدلو فشرب منه، قال: ولم يقعد الرجل الذي بيده الدلو ولم يزل قائما حتى تناول الدلو منه، فانطلق الرجل فتبعته؛ قلت: أسأله عن هذا الرجل وحاله، قال: فكأن الأرض انشقت فدخل فيها فلم أر له أثرا، قال: فحرصت بعد على أن أرى الرجل في الطواف فلم أره ".
105/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو نصر أحمد بن سعيد قال: سمعت عثمان بن صخر يقول:" رأيت سالما الدورقي بمكه وكان من أبناء الملوك، فرأيت عليه قشاش، وقد أتى الملتزم وهو يقول: الهي إلى كم أسألك وأطلب إليك أن تجيرني من نفسي ما أرى منها ".
106/ حدثنا عبد الله، ذكر علي بن أبي مريم، عن أحمد بن خباب، عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: قال أرميا:" أي رب، أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكرا، الذين يشتغلون بذكري عن ذكر الخلائق، الذين لا تعرض لهم وساوس الغنى، ولا يحدثون أنفسهم بالبقاء، الذين إذا عرض لهم عيش من الدنيا قلوه، وإذا روي عنهم سروا بذلك، أولئك الذين أنحلهم محبتي، وأعطيهم فوق غاياتهم ".
107/ حدثنا عبد الله، ذكر ابن أبي مريم، عن زهير أبي سعيد الموصلي قال:" أخبرت أن عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم دخل خربة فمطرت السماء، فنظر إلى ثعلب قد أقبل مستدفرا بذنبه حتى دخل جحره، فقال: الحمد لله الذي جعل لكل شيء مأوى إلا عيسى ابن مريم لا مأوى له، فإذا هو بصوت: يابن آدم أدخل الفج، فدخل عيسى الفج، فإذا هو برجل قائم يصلي، فأقام عنده ستة عشر يوما ينتظره لينفتل من صلاته فيكلمه، فلما انفتل قال له: يا عبد الله ما الذي أذنبت؟ فأقبل العابد على البكاء وقال: يا روح الله أذنبت ذنبا عظيما، قال: وما هو؟ قال: قلت يوما لشيء كان يا ليته لم يكن ".
108/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الرحيم بن يحي، نا عثمان بن عماره، عن رجل من أهل البصرة، قال:" خرجت من البصرة وأنا أريد عسقلان، فاذا أنا بركب، فقالوا لي: أيها الشيخ، أين تريد؟ قلت: أريد الرباط بعسقلان، قالوا: ما معك وحشة؟ قلت: لا، ومضيت معهم حتى أتيت بيت المقدس، فلما أردت فراقهم قالوا لي: ( نوصيك بتقوى الله، ولزوم درجة الورع؛ فان الورع تبلغ به الزهد في الدنيا، وان الزهد يبلغ بك حب الله )، فقلت لهم: فما الورع؟ فبكوا، ثم قالوا: يا هذا، ( الورع: محاسبة النفس )، قلت: وكيف ذاك؟ قالوا: ( تحاسب نفسك مع كل طرفة وكل صباح ومساء، فإذا كان الرجل حذرا كيسا لم يخرج عليه الفضل، فإذا دخل في درجة الورع احتمل المشقة، وتجرع الغيظ والمرار، أعقبه الله ورعا وصبرا. واعلم: أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وملاك هذا الأمر: الصبر، وأما الزهد في الدنيا: فهو ألا يقيم الرجل على راحة تستريح إليها نفسه، وأما المحب لله: فهو في ضيعة لا يزداد لله إلا حبا، ومنه إلا توددا ) ".
109/ حدثنا عبد الله قال: كتب إليّ أبو عبد الله الباهلي، قانا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن الحارث قال:" كان رجل كثير البكاء، فقيل له في ذلك، فقال: أبكاني تذكري ما جنيت على نفسي حين لم أستح ممن شاهدني وهو يملك عقوبتي، فأخرني إلى يوم العقوبة الدائمة، وأجلني إلى يوم الحسرة الباقية، والله لو خيرت أيما أحب إليك أن تحاسب ثم يؤمر بك إلى الجنة، أو يقال لك كن ترابا، لاخترت أن أكون ترابا ".
110/ حدثنا عبد الله، نا القاسم بن محمد بن محمد بن عباد المهلبي، نا عبد الله بن داود قال: سمعت علي بن صالح قال:" كان عمرو بن عتبه يرعى ركاب أصحابه وغمامة تظله ".
111/ حدثنا عبد الله، نا القاسم بن محمد، نا عبد الله بن داود قال: سمعت علي بن صالح قال:" كان عمرو بن عتبة يصلي والسبع يضرب بذنبه يحميه ".
112/ حدثنا عبد الله، ذكر سلمه بن شبيب، نا سهل بن عاصم، نا عثمان بن صخر قال: سمعت عبد الواحد بن زيد يقول:" خرجت في بعض غزواتي في البحر، ومعي غلام لي له فضل يخدمني، فمات الغلام فدفنته في جزيرة فنبذته الأرض ثلاث مرات في ثلاث مواضع، فبينا نحن وقوف نتفكر فيه ما نصنع، إذ انقضت النسور والعقبان فمزقوه، فلما قدمت البصرة أتيت أم الغلام فقلت لها: ما كان حال ابنك؟ قالت: خير، كنت أسمعه كثيرا يقول: اللهم احشرني من حواصل الطير ".
113/ حدثنا عبد الله، ذكر سلمه بن شبيب، نا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت عبد العزيز بن عمير، عن عبد الله الأحمر قال:" خرجت وأنا أريد لقاء رجل من أوليائه، فلم أزل أدور حتى وقعت عليه، فلما أردت أن أفارقه قلت: أوصني؟ قال: صدق الله في مقالته ".
114/ حدثنا عبد الله، ذكر سلمه بن شبيب، نا سهل بن عاصم، نا عبدة بن سليمان، نا مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسان، عن ميمون بن مهران قال:" كان شيخ يدخل علينا المسجد في كساء له، فأتاني يوما فقال لي: بكم أخذت قميصك؟ قلت: بكذا وكذا، قال: فعمامتك؟ قال بكذا وكذا، قال: فرداؤك؟ قلت: بكذا وكذا، فقال لي: قد بلغت كسوتك هذا وأنت تقص على الناس! قال ميمون: فأخذ قوله بقلبي، فقلت لشريك لي: اجمع مالنا، فلما كان يوم الجمعة مر بي ذلك الشيخ فقال لي: لمن هذا المال؟ قلت: لي، فجلس إلي فقال: لرب خير قد عملته والله ما أحب أن جميع حسناتك لي وأن هذا المال بات في منزلي، قال: ثم أراد صاحب الكساء الخروج إلى بيت المقدس، فطلبت إليه في نفقة يقبلها مني، فأبى، فطلبت إليه في كراء ليركبه، فأبى، قال: فسألنا الرفاق عنه، فلم يخبر عنه بشيء، حتى قدمت رفقه فسألناهم عنه؟ فقالوا: أما الرجل فلا نعرفه، وأما صفيكم صاحب الكساء فقد مر بنا وقد حبس السبع الطريق وأهله وصاحب الكساء سالك فيه، فقلنا يا عبد الله أما ترى السبع في الطريق؟ فما كلمنا ولا تكلم إلا أنا رأينا كساؤه أصاب السبع حين مر به وهو ماض ".
115/ حدثنا عبد الله، نا خلف بن هشام، نا أبو شهاب الحناط، عن سفيان، عن رجل، عن ابن منبه قال:" لما بعث الله موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون، قال: لا يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا؛ فان ناصيته بيدي، ليس ينطق ولا يطرف ولا يتنفس إلا بإذني. ولا يعجبكما ما متع به منها؛ فإنما هي زهرة الحياة الدنيا، وزينة المترفين، ولو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا لعرف فرعون حين يراها أن مقدرته تعجز عما أوتيتما لفعلت، ولكني أرغب بكما عن ذلك، وأزوي ذلك عنكما؛ وكذلك أفعل بأوليائي، وقديما ما حزت لهم في أمور الدنيا، وإني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكه، واني لأجنبهم سلوتها كما يجنب الراعي الشفيق غنمه عن مبارك العُرَّة، وما ذاك لهوانهم علي، ولكن يستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفرا، لم يكلمه الطمع، ولم تنتقصه الدنيا بغرورها، إنما يتزين لي أوليائي بالخشوع، والذل، والخوف، والتقوى، تثبت في قلوبهم، فتظهر على أجسادهم، فهو ثيابهم التي يلبسون، ودثارهم الذي يظهرون، وضميرهم الذي يستشعرون، ونجاتهم التي بها يفوزون، ورجاؤهم الذي إياه يأملون، ومجدهم الذي به يفخرون، وسيماهم التي بها يعرفون، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك، وذلل لهم قلبك ولسانك، واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، ثم أنا الثائر لهم يوم القيامة ".
116/ حدثنا عبد الله، ذكر أبو السكين الطائي، ذكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن عمر بن مسلم، ذكر عبد الواحد بن زيد قال:" خرجت إلى ناحية الخريبة أسود مجذوم، قد تقطعت كل جارحة له بالجذام، وعمي، وأقعد، وإذا هو يزحف، وإذا صبيان يرمونه بالحجارة حتى دموا وجهه، فرأيته يحرك شفتيه، فدنوت منه لأسمع ما يقول، فإذا هو يقول: يا سيدي، انك لتعلم انك لو قرصت لحمي بالمقاريض، ونشرت عظامي بالمناشير، ما ازددت لك إلا حبا، فاصنع بي ما شئت ".
117/ حدثنا عبد الله، نا احمد بن إبراهيم العبد، نا غسان بن المفضل، ذكر إبراهيم بن إسماعيل من أهل العلم قال:" كان بين سليمان التيمي وبين رجل تنازع، فتناول الرجل سليمان فغمز بطنه فجفت يد الرجل ".
118/ حدثنا عبد الله، نا أحمد بن إبراهيم، نا أبو معاويه الغلاني قال:" بلغني أن قوما تبعوا النضر بن كثير يريدون أن يستقفوا ثيابه بعد العتمة، قال: فقالوا: كنا إذا دنونا منه صار بيننا وبينه سد حتى لا نراه، فلما رأينا ذلك رجعنا وتركناه ".
119/ حدثنا عبد الله، ذكر محمد بن إدريس، نا المعلى بن عيسى، نا نهشل بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رفعه قال: { ثلاث من كن فيه استحق ولاية الله وطاعته: حلم أصيل يدفع به سفه السفيه عن نفسه، وورع صادق يحجزه عن معاصي الله، وخلق حسن يداري به الناس }.
120/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الله بن محمد بن مرزوق العتكي، ذكر فضيل أبو حاتم قال:" لما كان حريق عرمان، كان رجل في خص له يسف خوصا، والنار قد أحدقت به فلم تضره، فقيل له في ذلك؟ فقال: إني عزمت على رب النار أن لا يحرقني بالنار، قيل له: فاعزم عليه أن يطفئها؟ قال: ففعل، فلم تلبث النار أن طفئت ".
121/ حدثنا عبد الله، ذكر عبد الله بن محمد بن مرزوق، ذكر يحي بن الفضل الخرقي، ذكر عباد بن واقد وهو عبيد قال:" خرجت أريد الحج، فوقفت على رجل بين يديه غلام كأحسن الغلمان، وأكثره حركه، فقلت: من هذا؟ قال: ابني، وسأحدثك عنه: خرجت مرة حاجا ومعي أم هذا وهي حامل به، فلما كنا في بعض المنازل ضربها الطلق، فولدت هذا وماتت، وحضر الرحيل، وأخذت الصبي فلففته في خرقه، وجعلته في غار، وبنيت عليه أحجارا، وارتحلت وأنا أرى أنه يموت من ساعته، فقضيت الحج ورجعت، فلما نزلنا ذلك المنزل بادر رفيقي إلى الغار، فنقض الأحجار، فإذا هو بالصبي ملتقم إبهامه، فنظرنا وإذا اللبن يخرج منها، فاحتملته معي، فهو هذا الذي ترى ".
وهذا آخر كتاب الأولياء
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع حسن الخليفه احمد مشاركات 13 المشاهدات 7246  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه