رد: توجيهات صوفيّة للوصول إلى حبّ الحضرة النبويّة صل الله عليه
وقال الشيخ عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه في كتابه الناموس الأعظم في معرفة قدر النبي صلى الله عليه وسلم. ومن جملة التعظيم لشأنه صلى الله عليه وسلم أن تتأدّب مع أصحابه وأهل بيته بالمحبّة والتعظيم. والإيثار لهم عليك. وأن تتأدّب مع كافّة أهل الله. فإنّهم أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فإنّ سوء الأدب مع أهل الله. موجب للبعد عن الله تعالى. فالله الله في محبّتهم. والتأدّب معهم حقّ التأدّب. والله الموفّق الهادي. وقد قالوا: إنّ صحبة الصالحين مؤثّرة في دين الرجل وعلمه. وسبب في عمارة قلبه. ولهذا حضّ العلماء على صحبة مشايخ الطريق رضي الله تعالى عنهم.
يقول تعالى في الحديث القدسي: "عبدي كن ربانياً تقل للشئ كن فيكون".
فقد إختار الله سبحانه وتعالى من عباده عباداً جعلهم له أولياء ولجنابه أصفياء وعنده أحباء,اَمنهم من خوف العباد في الدنيا وجنبهم الرعب والرهبة في العقبى يوم القيامة فهم أولياء الله الصالحون.
قال تعالى: "ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون".وياسعد من أحبهم الله فجعلهم من خلصائه فلا يخاف عليهم من لحوق مكروه ولا هم يحزنون من فوت مطلوب,فهم يعبدون الله تعالى لا رغبة في جنة ولا رهبة من نار,وإنما هو الحب المتبادل والرغبة في جواره تعالى في الاخره,وأقصى مايرغبون فيه هو التمتع بالنظر إلى وجهه الكريم جل وعلا.
-يروي الإمام البخاري في صحيحه الحديث الإلهي القدسي الشريف: "من عادى لي وليا فقد اَذنته بالحرب". وياويل من اَذنه الجبار بالحرب.
-فالأولياء الصالحون يحبون الله تعالى ويستضيئون بنوره,لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه قاموا,وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا,ليس يرون نائلاً مع مانالوا ولا أماني إلى مايرجون ولا خوفاً دون مايحذرون.
|