القبول يا رب - شباب الطريقة الختمية بدائرة ود ابراهيم بأم بدة

مجموعة مدائح ختمية.. شباب الطريقة الختمية بمسجد السيد علي الميرغني ببحري


غير مسجل أهلاً ومرحباً بكم

العودة   منتديات الختمية > الأقسام العامة > النّور البرّاق
التسجيل التعليمات المجموعات التقويم مشاركات اليوم البحث

النّور البرّاق خاص بمدح النبي المصداق وثقافة الختمية

الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك

النّور البرّاق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-19-2013, 12:38 PM   #1
منال حسن

الصورة الرمزية منال حسن



منال حسن is on a distinguished road

Welcome1 الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : منال حسن





بسم الله الرحمن الرحيم

الصدق مع الله ....... الصدق مع النفس.......الصدق مع الناس


معنى كلمة الصدق:-

الصدق هو مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم.

والصدق هو :الصلابة والشدة.
والصدق هو: الآمر الصالح لاشية فيه من نقص أو كذب.
قال الله تعالىlوقل ربى أدخلنى مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق) الاسراء 80.


معنى كلمة الصادق:-

الصادق هو اسم من أسماء الله الحسنى.
ومعناه: الذى تطابق افعاله أقواله .
ومعناه : الذى لايكذب، لايخلف وعدا قطعه ، المخلص .

أما كلمة الصدوق : أقوى لإنه لا يكذب أبدا فهو صيغة المبالغة.

إذا تحدثنا عن الصدق كمنزلة من مدارج السالكين فيجب أن يخطر فى بالكم عن هذه الكلمة كل شيء
كلمة من ثلاثة حروف لكن وزنها أكبر بكثير من الثلاثة حروف دائما نقول (اللهم اجعلنا من الصادقين).
والله سبحانه وتعالى قال( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)

للصدق أنواع كثيرة منها :-
الصدق مع الله ، الصدق مع النفس ، الصدق مع من حولك وهذا النوع الآخير اصبح مسألة معقدة جدا وأصبح يوجد ما يسمونه بالتجمل وغيره من المسميات لتسهيل الأمور على انفسنا .
أما اخطر الأنواع والتى تخيف فهى الصدق مع الله . العبودية الحقيقية لله هى الصدق مع الله .


الصدق هو خلق عظيم من أهم أخلاق المسلم وصفات الداعية إلى الله تعالى وهو الأساس الذى قام عليه هذا الدين العظيم وهو ما عرف عليه الصلاة والسلام فى مكة فما كان يعرف حينا إلا بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .
وهو أيضا ما يعرف بها الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) وقد أثنى الله تعالى على أنبيائه ووصفهم بالصدق.
فقال الله تعالى lواذكر فى الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا )
وقال (واذكر فى الكتاب إسماعبل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا).
وقال (واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا )


والصدف كما عرفه الإمام ابن القيم(رحمه الله) فى مدارج السالكين ((هومنزلة القوم الأعظم الذى فيه تنشأ جميع منازل السالكين، والطريق الأقوم الذى من لم يسر عليه فهو من المتقطعين الهالكين وبه تميز أهل النفاق من أهل الإيمان، سكان الجنان من أهل النيران ، وهو سيف الله فى أرضه الذى ما وضع على شئ إلا قطعه ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه ، من صال به لم ترد صولته ، ومن نطق به علت على الخصوم كلمته ، فهو روح الأعمال ، ومحك الأحوال ، والحامل على اقتحام الأهوال، والباب الذى دخل منه الواصلون إلى حضرة ذى الجلال ، وهو أساس بناء الدين ، وعمود فسطاط اليقين ، ودرجة تالية لدرجة النبوة ، التى هى أعظم وأرفع درجات العالمين.

منال حسن غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-19-2013, 01:00 PM   #2
منال حسن

الصورة الرمزية منال حسن



منال حسن is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : منال حسن




وتظهر أهمية الصدق بالنسبة للمسلم فى أنه يدخل فى كل أمر من الأمور ، فالعبادة لاتصح إلا بالصدق ، وكذلك المعاملة والخلق والآداب وغير ذلك ، فإذا فقد الصدق فى آمر ما فقد الركن الأعظم الذى لا يصلح الشئ إلا به .

ولهذا جاءت النصوص فى الكتاب والسنة تأمر بالصدق وتث عليه وتأمر بلزوم أهله .
قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )

ووصف الله سبحانه وتعالى نفسه بالصدق (ومن أصدق من الله حديثا ) صدق الله العظيم
وقال ( ومن أصدق من الله قيلا) .

وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم : أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه الصدق : فقال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وقل ربى ادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا).

وبشر عباده بأن لهم قدم صدق ومقعد صدق قال الله تعالى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة إن المتقين فى جنان ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر )

قال الإمام ابن القيم رحمه الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فهذه خمسة أشياء : مدخل صدق، ومخرج صدق ، ولسان صدق ، وقدم صدق ، ومقعد صدق .
وحقيقة الصدق فى هذه الأشياء :
هو الحق الثابت المتصل بالله الموصل إلى الله وهو ما كان به وله من الأقوال والأعمال وجزاء ذلك فى الدنيا والأخرة.

منال حسن غير متواجد حالياً  

التعديل الأخير تم بواسطة منال حسن ; 02-19-2013 الساعة 01:42 PM.
رد مع اقتباس
قديم 02-19-2013, 01:39 PM   #3
منال حسن

الصورة الرمزية منال حسن



منال حسن is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : منال حسن




ونظرا لاهمية الصدق فى الإسلام فقد أمر به النبى صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة وذلك ،
لما سئل هرقل أبا سفيان رضى الله عنه: قال : فماذا يأمركم ؟ يعنى النبى صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان (إعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتركو ما يقول أباؤكم ويأمرنا با لصلاة والصدق والصلة).

وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الصدق يهدى إلى البر وإن البر يهدى إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) متفق عليه

وروى عن سيدنا عمر رضى الله عنه قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ألا إن الصدق والبر فى الجنة ألا إن الكذب والفجور فى النار )

وأقل الصدق إستواء السر والعلانية والصادق من صدق فى أقواله والصديق من صدق فى جميع أقواله وأفعاله وأحواله . وهذه هى مرتبة الصديقية .


منال حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2013, 02:13 PM   #4
د. سلوى الدابي


الصورة الرمزية د. سلوى الدابي



د. سلوى الدابي is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : د. سلوى الدابي




وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم : أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه الصدق : فقال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وقل ربى ادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا).
اجب لهذا الالتجاء ** بحق نبيك المرتجى
آآآآآمين لنا ولكم اجمعين اخوان الصادق الامين صلى الله عليه وسلم.


د. سلوى الدابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-19-2013, 02:14 PM   #5
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




عن إبراهيم بن شيبان ، قال : سمعت إسماعيل بن عبيد ، يقول : لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه ، وقال : يا بني عليكم بتقوى الله وعليكم بالقرآن فتعاهدوه ، وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا ثم سئل عنه أقر به ، والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن ، يا بني وعليكم بسلامة [ ص: 86 ] الصدور لعامة المسلمين ، فوالله لقد رأيتني وأنا لا أخرج من بابي وما ألقى مسلما إلا والذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي ، أفترون أني لا أحب لنفسي إلا خيرا ؟

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 11:51 AM   #6
منال حسن

الصورة الرمزية منال حسن



منال حسن is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : منال حسن




بسم الله الرحمن الرحيم

ثمرات وفوائد الصدق:-

*الصدق دليل على الإيمان والتقوى:
قال الله تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) إلى قوله (أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون).

*الصدق يؤدى إلى الخير وحسن العافية:
قال تعالى(فإذا عزم الآمر فلوا صدقوا الله لكان خيرا لهم)

*الصدق دليل على البراءة من النفاق:
فقد قسم الله تعالى الناس إلى صادق ومنافق .
قال تعالى ( ليجزى الله الصدقين بصدقهم ويعذب المنافقين أو يتوب عليهم).

*نيل مرتبة الصديقية:
قال تعالى ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا)

*الصدق ينجى العبد من أهوال يوم القيامة:
فقد أخبر الله تعالى أنه يوم القيامة لاينفع العبد وينجيه إلى صدقه.
قال تعالى ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم).

*الصدق يورث الطمأنينة والراحة النفسية:
فعن الحسين بن على رضى الله عنهما :قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم (أدع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة)رواه أحمد والترمزى

*الصدق يورث منازل الشهداء:
فعن سهل بن حنيف رضى الله عنه أن النبى صلى الله علبه وسلم قال ( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) رواه مسلم

*الصدق يورث البركة فى كل شئ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا بورك لهما فى بيعهما وإن كتما و كذبا محقت بركة بيعهما ) رواه البخارى ومسلم


منال حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 03:59 PM   #7
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : سراج الدين احمد الحاج




والله سبحانه وتعالى قال( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)

اللهم اجعلنا مع الصادقين وثبتنا فى طريقتنا الختمية النورانية ...
وجعلنا الرحمن مع ساداتنا المراغنة الكرام العظام اهل الصدق والصفا ومعدن الوفاء
رضوان الله عليهم اجمعين ..
واكرمك الرحمن فى الدارين اختنا الفاضلة الاستاذة /منال
موضوع قيم يستحق الاشادة ..فمزيداً من هذه الدرر القيمة ...

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً  
عزيزنا الزائر لن تتمكن من مشاهدة التوقيع إلاَّ بتسجيل دخولك
قم بتسجيل الدخول أو قم بالتسجيل من هنا
رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 07:10 PM   #8
منال حسن

الصورة الرمزية منال حسن



منال حسن is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : منال حسن




أكرمك الله خليفتنا وغدوتنا الخليفة سراج الدين
اللهم أكرمنا بجاه الصادق الأمين واجعل لسانا يلهج بالصدق يارب العالمين
آمييييين......آمييييييييين ......... آميييييييييييين

منال حسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:12 PM   #9
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




تعريف الصدق :

وهو: مطابقة القول للواقع، وهو أشرف الفضائل النفسية، والمزايا الخلقية، لخصائصه الجليلة، آثاره الهامة في حياة الفرد والمجتمع.

فهو زينة الحديث ورواؤه، ورمز الاستقامة والصلاح، وسبب النجاح والنجاة، لذلك مجدته الشريعة الإسلامية، وحرضت عليه، قرآنا وسنة.

قال تعالى: ((والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين)) (الزمر 33 34) وقال تعالى: ((هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها أبدا)). (المائدة:119).

وقال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا اتقو الله، وكونوا مع الصادقين)). (التوبة: 119).

وهكذا كرم أهل البيت عليهم السلام هذا الخلق الرفيع، ودعوا إليه بأساليبهم البليغة الحكيمة:

قال الصادق (عليه السلام): (لا تغتروا بصلاتهم، ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن عند صدق الحديث، وأداء لأمانة) (1الكافي).

وقال النبي (صلى الله عليه وآله): ( زينة الحديث الصدق)(2الإمامة والتبصرة).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (إلزموا الصدق فإنه منجاة)(3كمال الدين للصدوق).

وقال الصادق (عليه السلام): ( من صدق لسانه زكى عمله)(4الكافي).

أي صار عمله ببركة الصدق زاكيا ناميا في الثواب، لأن الله تعالى (إنما يتقبل من المتقين) والصدق من أبرز خصائص التقوى وأهم شرائطه.

مآثر الصدق

من ضرورات الحياة الاجتماعية، ومقوماتها الأصلية هي:

شيوع التفاهم والتآزر بين عناصر المجتمع وأفراده، ليستطيعوا بذلك النهوض بأعباء الحياة، وتحقيق غاياتها وأهدافها، ومن ثم ليسعدوا بحياة كريمة هانئة، وتعايش سلمي.

وتلك غايات سامية، لا تتحقق إلا بالتفاهم الصحيح، والتعاون الوثيق،وتبادل الثقة والائتمان بيم ألئك الأفراد.

وبديهي أن اللسان هو أداة التفاهم، ومنطلق المعاني والأفكار، والترجمان المفسر عما يدور في خلد الناس من مختلف المفاهيم والغايات، فهو يلعب دورا خطيرا في حياة المجتمع، وتجاوب مشاعره وأفكاره.

وعلى صدقه أو كذبه ترتكز سعادة المجتمع أو شقاؤه، فإن كان اللسان صادق اللهجة، أمينا في ترجمة خوالج النفس وأغراضها، أدى رسالة التفاهم والتواثق، وكان رائد خير، ورسول محبة وسلام.

وإن كان متصفا بالخداع والتزوير، وخيانة الترجمة والإعراب، غدا رائد شر، ومدعاة تناكر وتباغض بين أفراد المجتمع، ومعول هدم في كيانه.

من أجل ذلك كان الصدق من ضرورات المجتمع، وحاجاته الملحة، وكانت له آثاره وانعكاساته في حياة المجتمع.

فهو نظام عقد المجتمع السعيد، ورمز خلقه الرفيع، ودليل استقامة أفراده ونبلهم، والباعث القوي على طيب السمعة، وحسن الثناء والتقدير، وكسب الثقة والائتمان من الناس.

كما له آثاره ومعطياته في توفير الوقت الثمين، وكسب الراحة الجسمية والنفسية.

فإذا صدق المتبايعون في مبايعاتهم، ارتاحوا جميعا من عناء المماكسة،وضياع الوقت الثمين في نشدان الواقع، وتحري الصدق.

وإذا تواطأ أرباب الأعمال والوظائف على التزام الصدق، كان ذلك ضمانا لصيانة حقوق الناس، واستتاب أمنهم ورخائهم.

إذا تحلى كافة الناس بالصدق، ودرجوا عليه، أحرزوا منافعه الجمة، ومغانمه الجليلة.

وإذا شاع الكذب في المجتمع، وهت قينه الأخلاقية، وساد التبرم والسخط بين أفراده، وعز فيه التفاهم والتعاون، وغدا عرضة للتبعثر والانهيار.

أقسام الصدق

للصدق صور وأقسام تتجلى في الأقوال والأفعال، وإليك أبرزها:

1 الصدق في الأقوال، وهو: الإخبار عن الشيء على حقيقته من غير تزوير وتمويه.

2 الصدق في الأفعال، وهو: مطابقة القول للفعل، كالبر بالقسم، والوفاء بالعهد والوعد.

3 الصدق في العزم، وهو: التصميم على أفعال الخير، فإن أنجزها كان صادق العزم، وإلا كان كاذبا.

4 الصدق في النية، وهو: تطهيرها من شوائب الرياء، والإخلاص بها إلى الله تعالى وحده



إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب ، حتى يكتب عند الله كذابا .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6094
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون ، إذ أصابهم مطر ، فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء ، لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه . فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز ، فذهب وتركه ، وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته ، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا ، وأنه أتاني يطب أجره ، فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال لي : إنما لي عندك فرق من أرز ، فقلت له : اعمد إلى تلك البقر ، فإنها من ذلك الفرق ، فساقها ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فانساحت عنهم الصخرة . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم : كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي ، فأبطأت عليهما ليلة ، فجئت وقد رقدا ، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي ، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء . فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم ، من أحب الناس إلي ، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيت بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها ، قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت وتركت المائة دينار ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ، ففرج الله عنهم فخرجوا ) .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3465
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

عليكم بالصدق . فإن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب . فإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في حديث عيسى " ويتحرى الصدق . ويتحرى الكذب " . وفي حديث ابن مسهر " حتى يكتبه الله " .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2607
خلاصة حكم المحدث: صحيح

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة . وفي الحديث قصة
الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2518
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

كان عمر يقول في خطبته : أفلح منكم من حفظ من الهوى والغضب والطمع ووفق إلى الصدق , فإنه يجره إلى الخير , من يكذب يفجر . . . .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الذهبي - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 3/1143
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

مكارم الأخلاق عشرة الصدق وإعطاء السائل والمكافأة بالصنائع وحفظ الأمانة وصلة الأرحام والتذمم للجار وقرى الضيف ورأسهن الحياء
الراوي: عائشة المحدث: الذهبي - المصدر: تلخيص العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 256
خلاصة حكم المحدث: ليس بصحيح

عن أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهدها إلي رسول الله ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا والله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له وأن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 5/218
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

أن رجلين كانا يتبايعان عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فكان أحدهما يكثر الحلف فبينما هما كذلك إذ مر بهما رجل فقام عليهما ، فقال للذي يكثر الحلف : يا عبد الله ، اتق الله ولا تكثر الحلف ، فإنه لا يزيد في رزقك إن حلفت ، ولا ينقص من رزقك إن لم تحلف ، قال : امض لما يعنيك ، قال إن هذا مما يعنيني . قالها ثلاث مرات . ورد عليه قوله فلما أراد أن ينصرف عنهما قال : اعلم أن الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ولا يكن في قولك فضل على فعلك ثم انصرف فقال عبد الله بن عمر : الحقه فاستكتبه هؤلاء الكلمات فقال : يا عبد الله اكتبني هذه الكلمات يرحمك الله فقال الرجل : ما يقدر الله يكن وأعادها عليه حتى حفظهن ثم مشى حتى وضع إحدى رجليه في المسجد فما أدري أرض تحته أم سماء قال : فكانوا يرون أنه الخضر أوإلياس .
الراوي: الحجاج بن الفرافصة الباهلي المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الزهر النضر - الصفحة أو الرقم: 59
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد

أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما عمل الجنة قال الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة قال يا رسول الله ما عمل النار قال الكذب إذا كذب العبد فجر وإذا فجر كفر وإذا كفر دخل يعني النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 10/126
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها حتى كانت غزوة تبوك إلا بدرا ولم يعاتب النبي صلى الله عليه و سلم أحدا تخلف عن بدر إنما خرج يريد العير فخرجت قريش مغيثين لعيرهم فالتقوا عن غير موعد كما قال الله عز و جل ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس لبدر وما أحب أني كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حيث تواثقنا على الإسلام ثم لم أتخلف بعد عن النبي صلى الله عليه و سلم حتى كانت غزوة تبوك وهي آخر غزوة غزاها وآذن النبي صلى الله عليه و سلم بالرحيل فذكر الحديث بطوله قال فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسملون وهو يستنير كاستنارة القمر وكان إذا سر بالأمر استنار فجئت فجلست بين يديه فقال أبشر يا كعب بن مالك بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك . فقلت : يا نبي الله ، أمن عند الله ، أم من عندك ؟ فقال : بل من عند الله ، ثم تلا هؤلاء الآيات : { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم . قال : وفينا أنزلت أيضا : { اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } . قال : قلت : يا نبي الله ، إن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك . فقلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر . قال : فما أنعم الله علي نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صدقته أنا وصاحباي ، ولا نكون كذبنا فهلكنا كما هلكوا ، وإني لأرجو أن لا يكون الله أبلى أحدا في الصدق مثل الذي أبلاني ، ما تعمدت لكذبة بعد ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي
الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3102
خلاصة حكم المحدث: صحيح

رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب ، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا ، فانقطع صدره ، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ، ثم هززته أخرى ، فعاد أحسن ما كان ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت فيها بقرا ، والله خير ، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد ، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3472
خلاصة حكم المحدث: صحيح

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:12 PM   #10
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




95 - إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام فينا عام أول فقال : ألا إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين ، ألا إن الصدق والبر في الجنة ، ألا إن الكذب والفجور في النار
الراوي: أبو بكر الصديق المحدث: الوادعي - المصدر: أحاديث معلة - الصفحة أو الرقم: 231
خلاصة حكم المحدث: اختلف فيه على حميد ، ولعل الأرجح قول أبي حاتم هذا خطأ إنما هو حميد عن ابن عباس عن أبي بكر

دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة وفي الحديث قصة .
الراوي: الحسن بن علي بن أبي طالب المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 318
خلاصة حكم المحدث: صحيح

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:13 PM   #11
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيلٍ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ إِذْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّهُ وَاللَّهِ يَا هَؤُلاَءِ لاَ يُنْجِيكُمْ إِلاَّ الصِّدْقُ ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ . فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِى أَجِيرٌ عَمِلَ لِى عَلَى فَرَقٍ مِنْ أَرُزٍّ ، فَذَهَبَ وَتَرَكَهُ ، وَأَنِّى عَمَدْتُ إِلَى ذَلِكَ الْفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ ، فَصَارَ مِنْ أَمْرِهِ أَنِّى اشْتَرَيْتُ مِنْهُ بَقَرًا ، وَأَنَّهُ أَتَانِى يَطْلُبُ أَجْرَهُ فَقُلْتُ اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ . فَسُقْهَا ، فَقَالَ لِى إِنَّمَا لِى عِنْدَكَ فَرَقٌ مِنْ أَرُزٍّ . فَقُلْتُ لَهُ اعْمِدْ إِلَى تِلْكَ الْبَقَرِ فَإِنَّهَا مِنْ ذَلِكَ الْفَرَقِ ، فَسَاقَهَا ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا . فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ . فَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِى أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، فَكُنْتُ آتِيهِمَا كُلَّ لَيْلَةٍ بِلَبَنِ غَنَمٍ لِى ، فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِمَا لَيْلَةً فَجِئْتُ وَقَدْ رَقَدَا وَأَهْلِى وَعِيَالِى يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الْجُوعِ ، فَكُنْتُ لاَ أَسْقِيهِمْ حَتَّى يَشْرَبَ أَبَوَاىَ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا ، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا ، فَلَمْ أَزَلْ أَنْتَظِرُ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا . فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ ، حَتَّى نَظَرُوا إِلَى السَّمَاءِ . فَقَالَ الآخَرُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِى ابْنَةُ عَمٍّ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَىَّ ، وَأَنِّى رَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَأَبَتْ إِلاَّ أَنْ آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ ، فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا ، فَأَمْكَنَتْنِى مِنْ نَفْسِهَا ، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ، فَقَالَتِ اتَّقِ اللَّهَ وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ . فَقُمْتُ وَتَرَكْتُ الْمِائَةَ دِينَارٍ ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا . فَفَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا » . أطرافه 2215 ، 2272 ، 2333 ، 5974 - تحفة 8066 - 210/4

============

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:13 PM   #12
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا » . تحفة 9301

===========
2708 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ عَنْ أَبِى الْحَوْرَاءِ السَّعْدِىِّ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ مَا حَفِظْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ». وَفِى الْحَدِيثِ قِصَّةٌ. قَالَ وَأَبُو الْحَوْرَاءِ السَّعْدِىُّ اسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ. قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:20 PM   #13
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




إشارات الصدق في القصيدة الوجدانية كما يستشفها القارئ
1 نيسان (أبريل) 2005بقلم فاروق مواسي

في مناهج التلقي يأخذ النص أهميته من تفاعل المتلقي فيه، ويحمل النص عادة حوارًا داخليًا متبادلاً بينه وبين ذاتية المتلقي أو المتقبّل، وكم بالحري إذا التقت تجربة المبدع بتجربة هذا المتلقي من خلال الهموم أو القضايا المشتركة أو اللغة وما تحمله من إحساس وشحنات مشتركة [1].

وقد كان الشاعر القديم منذ البدء واعياً لأهمية التلقي، فالنسيب الذي يعمد إليه في استهلال القصيدة [2]، بل حرصه على المطلع والختام مما يؤكد هذا الوعي، بل إن إجراء الشعراء عبر عصورهم التغيرات على نصوصهم، مما يُشير كَذلك إلى أن المبدع يضع نصب عينيه وفي طوايا تفكيره شخصية المتلقي، وهو – أي المبدع – يأخذه بنظر الاعتبار في تعميمه للنص.

والمتلقي يعني بالدرجة الأولى القارئ أو المشاهد أو السامع، ولكني هنا سأتناول القارئ حصراً لأن هناك حيادية [3]، ما بينه وبين النص أكثر مما نجدها لدى السامع. فالسامع بتأثر بأسلوب الإلقاء [4]، حيث تشترك الأذن مع العقل والمشاعر، وحيث يستعين "الخطيب"، بقيم وأدوات فنية نحو موسيقا الكلمة أو إيقاعها؛ وقد يستعين بإشارات إيماءات، أو تكون له حركية صوتية مؤثرة. ولا شك كذلك أن شخص الملقي والموضوع والظرف الذي يقال فيه النص وغيرها – وهي مؤثرات من شأنها أن تغير من طبيعة الحكم أو موضوعيته..... وليس المشاهد ببعيد عن حكم المستمع من حيثُ التأثر بالأجواء والظروف التي تهيمن أحياناً بسبب مقومات خارجية عن النص.

وأما اختيار القصيدة الوجدانية لمعالجة استشفاف الصدق في تلقيها فذلك بعود أولاً إلى ضرورة حصر الموضوع في لون أدبي واحد، والشعر هو الغالب في الأدب العربي في تأثيره. إنه لغة مكثّفة إيجازية أو مركّزة، وهو من أكثر الألوان الأدبية التي تكشف ما في نفوسنا من انفعال. ثم إن إمكانية استخلاص الصدق من الرواية التاريخية مثلاً أو المسرحية الكوميدية أو المقالة الاجتماعية أو القصة القصيرة يكون متعذراً.... بل أنه يصعب كذلك في الشعر المسرحي أو الكوميدي أو الوصفي.

ولذا اخترت القصائد الوجدانية لأنها هي أصلاً – تعبير عن ذات الإنسان وعواطفه أو وجدانه.

إن قارئ القصيدة إذا أحس الصدق فيها أحس ب "تهدجات العاطفة" [5] وتلاعبها بالنفَس الصادر من الرئتين، إنه يقنعنا أنها تنبعث من صميمه، وتنبثق من معاناته الشخصية والفكرية والعاطفية، لذا يستعمل العبارات والألفاظ (اللغة) التي تؤلِف له خصوصية ما. ولكن لنقف أولاً على معنى الصدق الذي يحسه المتلقي، وكيف عرّفه النقاد العرب.

معنى الصدق في الأدب

إذا كان الصدق في المواضيع العلمية يعني التدقيق والوضوح واستعمال المنطق والابتعاد عن لغة الخيال، وملاءمة الواقع فإنّ الصدق في الأدب يتحقق إذا انطلق من عاطفة المبدع وانفعاله. وهو إذا كان يخرج من القلب فإنه يصل إلى قلب المتلقي، فيشعر بما شعر به المبدع وينفعل معه؛ والصدق هنا يتحقق؛ ولا يتم هذا إلا بالخيال أو الصور الفنّية، واستعمال الكلمات بأسلوب معيّن، وكم من موضوع واحد يتناوله عشرات الشعراء، ولكنّنا نحس الصدق لدى هذا، ونرى التكلف لدى ذاك ، نرى الطبع – وهو من مقومات الصدق – عند هذا، ونرى الصنعة أو التقليد – وهما نقيضان للصدق – لدى الآخر.

إن الخيال هو الثوب الذي يُلبسه المبدع لفكرته أو لمعناه، فالخيال مرفوداً بالعقل يقدّم خصوصية للشاعر تنبثق من خلال انعكاسات الأشياء في حسه وفي نفسه.

يقول أنور المعداوي: "أما الصدق الفني فميدانه التعبير، التعبير عن دوافع هذا الإحساس، بحيث يستطيع الفنان أن يلبس تجاربه ذلك الثوب الملائم من فنية التعبير، أو يسكن مضامينه ذلك البناء المناسب من إيحائية ذلك الثوب الملائم من فنية التعبير، أو يسكن مضامينه ذلك البناء المناسب من إيحائية الصور". [6]

إن الصدق في الشعر يستلزم أيضًا النظر إلى مقومات الشعر من إيقاعات.. ولغة مميزة مكثّفة، ومعان تحملها صور أو خيال. وثمةّ تأثيرات أخرى خارجية عن النص ألمعنا إلى بعض منها أعلاه.

لكن : هل من السهل أن نحدّد مقياس الصدق في هذه القصيدة أو تلك؟ يستصعب أدونيس ذلك، ويرى أننا "لم نعد نستطيع أن نميّز بين صادق وزائف في الفن" [7].

وقد سبقه الناقد محمد النويهي الذي وضع كتابًا خاصاً يعالج موضوع "الصدق في الأدب"، ويتبن لنا من خلاله صعوبة التحديد مطلقاً، رغم أنه قدّم لنا فيه بعضًا من شروط الصدق:

تكون عاطفة الأديب التي يدّعيها قد ألمت به حقاً، وأن تكون عقيدته التي يبنها هي عقيدته الحقيقية في الموضوع التى يتناوله.
أن تكون حدة تصويره ناشئة عن حدة شعوره وقوة حساسيته - لا عن رغبة المبالغه والتهويل.
ألا يخالف تصويره النواميس البدائية للكون كما نعرفه، ولا حقيقه السلوك – السلوك الإنساني فيما نخبره من البشر في تجاربهم ومواقفهم (هذا فيما عدا الموضوعات الخرافية والأسطورية .....).
أن يكون من شأن صنعته أن تزيد عاطفته جلاء وقرباً، لا أن تقف أمامها حجاباً يشغلنا تأمله من النظر فيها [8].
ورغم وضعه الشروط بلغه فيها الكثير من التعميم - ورغم اجتهاده في بيان الصدق في هذا البيت أو بيان التكلف في ذاك – وهي مسألة ذوقية محضة – إلا أنّه يوجز الموقف الصعب في التحديد – في وقت لاحق – فيقول:

"الإجابة عن التمييز بين الصدق والزائف هي عسيرة جيداً، لأنه في حقيقته سؤال عن كيف نميزّ بين الصادق والزائف في الفن." [9].

ومع هذا فإننا في هذه الصفحات سنحاول البحث عن إشارات مصاحبة للإحساس بصدق القصيدة، نحاول أن نستشفها ونحن مدركون أن المعوّل الأساس في كل عملية قراءة - هو الممارسة الطويلة أو الدربة المتواصلة، ولكن قبل ذلك علينا أن نتقرى معنا "الصدق" في النقد العربي – قديمه وحديثه.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:21 PM   #14
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




مصطلح "الصدق" في النقد العربي

من الاستعمالات الأولى لمعنى الصدق ما ورد على لسان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال في زهير بن أبي سلمى: "ولا يمدح الرجل إلا بما فيه" [10]. ونحن نفهم من هذه العبارة معنى الموافقةٍ مع واقع الحال، أو الصدق في الواقع.

كما ورد في بيت شعر لحسان بن ثابت ذكر للصدق، ولكنه هنا جاء مطابقًا لنفسية الشاعر أو حاله:

وإن الشعر لب المرء يعرضه
على المجالس إن كَيسًا وإن حُمُقًا
وإن أشعر بيت قائله
بيت يقال إذا أنشدته صدقا [11]

وقد أورد صاحب الأغاني حوارًا بين عبد الله بن أبي عتيق وكثيّر عزة – يستعمل فيه عبد الله عبارة " أقنع وأصدق منك "، وذلك في معرض الموازنة بين كثير وشاعرين آخرين. [12]

ويبدو لنا هنا أن معنى "الصدق" يقارب ما ننحو إلى معناه هذه الأيام، بدليل استعماله تعبير "أقنع" قبل "أصدق"، فهنا نرى أن "أقنع" تهتم بالمتلقي ومشاعره وتمثّله للحالة التي كان بها الشاعر.

وقد وقف إحسان عباس [13] على معنى "الصدق" في نقد ابن طباطبا في كتابه "عيار الشعر"، فرأى أن لدى ابن طباطبا استعمالات مختلفة له:

الصدق الفنّي أو إخلاص الفنان في التعبير عن تجربته الذاتية. يقول ابن طباطبا "فإذا وافقت هذه الحالات تضاعف حسن موقعها عند المستمع لا سيّما إذا أيدت بما يجلب القلوب من الصدق عن ذات النفس بكشف المعاني المختلجة فيها، والتصريح بما كان يكتم منها والاعتراف بالحق في جميعها استفزازًا لما كان يسمعها". [14]
صدق التجربة الإنسانية – وهذه تتمثل في قبول الفهم للحكمة – يعلل ابن طباطبا ذلك "لصدق القول فيها، وما أتت به التجارب منها". [15]
الصدق التاريخي – وذلك "يتمثل عند اقتصاص خبر أو حكاية أو كلام .....، فانظر إلى استواء هذا الكلام وسهولة مخرجه وتمام معانيه وصدق الحكاية فيه". [16]
الصدق الأخلاقي – فالقدماء كانوا يؤسسون أشعارهم في المعاني التي ركبوها على القصد للصدق فيها مدحًا وهجاءً ... إلا ما قد احتمل الكذب فيه حكم الشعر من الإغراق في الوصف والإفراط في التشبيه ....... فكان مجرى ما يوردونه مجرى القصص الحق والمخاطبات بالصدق. [17]
الصدق التصويري – ويسميه ابن طباطبا "صدق التشبيه" فعلى الشاعر "أن يعتمّد الصدق الحق والوفق في تشبيهاته". [18]

وقد حدّد ابن طباطبا أنحاء للتشبيه، وكلّما زاد عدد هذه الأنحاء قوي التشبيه وتأكد الصدق فيه.

يرى ابن طباطبا "أن الشعر إذا تضمنّ صفات صادقة وتشبيها موافقة وأمثالاً مطابقة يصاب حقائقها ارتاحت إليه النفس وقبله الفهم". ويرى أن الشاعر الذي يكرم عنصر الشعر صدقًا هو ذلك الذي "يعلم أنه نتيجة عقله وثمرة لّبه وصورة علمه" [19].

بل إن ابن طباطبا يدخل المتلقي في مقاييسه، فالشعر إذا حسنت عبارته، وكان قائمًا في النفوس والعقول "يبتهج السامع لما يرد عليه مما قد عرف طبعه وقبله فهمه ... فالنفوس تألف مثل هذه الأشعار ... وترتاح لصدق القول فيها، وما أتت به التجارب فيها، أو تضمن صفات صادقة .. تصاب حقائقها". [20]

ويقف عبد القاهر الجرجاني على مسألة الصدق والكذب ، فيتناول بيت حسان – أعلاه – ويقول:

"فقد يجوز أن يراد به أن خير الشعر ما دل على حكمة يقبلها العقل وأدب يجب به الفضل ... وقد ينحى بها نحو الصدق في مدح الرجال كما قيل (كان زهير لا يمدح الرجل إلا بما فيه)، فالالتجاء إلى الخيال والتمثيل واختراع الصور والمبالغة هو كذب، ونحن هنا لا نقف عند حدود ما يقوم على إثباته البرهان واليقين ... فمن قال (خيره – أي الشعر – أصدقه) كان ترك الإغراق والمبالغة والتجوز إلى التحقيق والتصريح واعتماد ما يجري من العقل على أصل صحيح أحب إليه وآثر عنده، إذ كان ثمره أحلى وأثره أبقى .. ومن قال (أكذبه) ذهب إلى أن الصنعة إنما قد باعها وتنشر شعاعها ويتسع ميدانها وتتفرع أفنانها حيث يعتمد الاتساع والتخييل، ويدعي الحقيقة في أصله التقريب والتمثيل، وحيث يقصد التلطف والتأويل، ويذهب بالقول مذهب المبالغة والإغراق في المديح والذم والوصف والنعت والفخر والمباهاة وسائر المقاصد والأغراض، وهناك يجد الشاعر سبيلاً إلى أن يبدع ويزيد ويبدئ في اختراع الصور ويعيد". [21]

فالتخييل، أساس الشعر وهو يرفض أن يعتبر في عداد "الكذب"، فمن ضرورة الشعر أن يكون فيه "فطنة لطيفة وفهم ثابت وغوص شديد" [22]

أما في الأدب العربي الحديث فقد كان الديوانيون من أوائل من اهتموا بعنصر الصدق في الأدب، وعالجوه في كثير من مقالتهم:

فالمازني يرفض أن تكون وظيفة الشعر مقرونة بالكذب، وأن أعذبه أكذبه، فالشعر منظار الحقائق ومفسر لها، وهو يصف أبياتًا قرأها، فيقول: "فما أحلى هذا الكلام وأصدقه، وما أبعد قائله عن العمل وأدناه إلى المتأخرين ..." [23]

يرى المازني أن الصدق وحقيقة أمران أساسيان لنجاح النص الأدبي، فلا يكفي أن يصطنع الكاتب العاطفة ويتلبسها ويتخيلها ثم يعبّر عنها، فكل هذا زيف فقد يخدع زمنًا، وقد يلقى النجاح .. وقد يبهر المتلقي العابر الذي لا يتلقى بقلبه ووجدانه، وإنما يتلقى بحواس مسطحه لم تتدرب ولا تريد أن تتدرب". [24]

وهنا نرى أن المازني يربط بين الأثر الأدبي ولحظة الصدق فيه – وبين وصوله إلى المتلقي واستشرافه فيقول: "وعلى قدر ما يتطلبه الكشف عن الصدق من حماس وما يوفره عند الناقد من اندفاع مليء بالانفعال فإنّ الكشف عن الزيف والكذب الفني يقول دائمًا إلى القسوة في الحكم". [25]

ويتناول المازني قصيدة للبحتري فيرى أن الشاعر روحه مراقة على كل بيت، وأنفاسه مرتفعة من كل لفظ، وهل الشعر إلا مرآة للقلب، وإلا مظهر من ظاهر النفس، وإلا صورة مما ارتسم على لوح الصدر وانتقش في صحيفة الذهن، وإلا مثال ما ظهر لعالم الحس وبرز لمشهد الشاعر. نعم إنّ الإحساس الجمّ والشعور الملح لا يكفيان، بل لا بدّ من قوة التأدية وعلو اللسان للترجمة عنهما". [26]

أما العقاد فهو يعالج شعر "الطبع" ويقول: "إن خير الشعر المطبوع ما عالج العواطف على اختلافها، وبثّ الحياة في أجزاء النفس بأجمعها" [27]، بل إن صدق الشاعر مع ذاته يجعل الشعر مؤثراً في تلقيه. [28] ويعود عبد الرحمن شكري إلى هذا المعنى كذلك فيقول: "وصف الأشياء ليس بشعر إذا لم يكن مقرونًا بعواطف الإنسان وخواطره وذكره وأمانيه وصلات نفسه. وعندما يعلق شكري على أبيات شعرية معينة – يقول فيها:

"مثل هذا الشعر يصل إلى أعماق النفس، ويهزّها هزاً. والشعر ما أشعرك وجعلك تحس عواطف النفس إحساسًا شديداً". [29]

من هنا نرى أن عملية التواصل بين المبدع والمتلقي لها أهميتها البالغة ، بل هي الأساس في تحديد مدى الانفعال أو المشاركة الوجدانية.

من هو القارئ؟

لا شك أن مفهوم "القارئ" يتسع ويضيف حسب التكوين الاجتماعي والنفسي والتاريخي للمتلقي ... إن بنيته أو مكوناته تحدد له – إلى حد بعيد – أنساق المعاني التي يتقبلها ... فالقراء مختلفون باختلاف ظروفهم وقدراتهم على الفهم والاستيعاب.

إن منهم الطفل والرجل، ومنهم الذكر والأنثى، ومنهم الفقير والغني، الذكي والغبي، السليم والمريض. فالمتلقي وهويته و"ثقافته" والمضامين والأنماط السائدة في واقعه المعيش تحاور معًا النصّ .. وما يحمله من شحنات ثقافية ونفسية ومضامين وأنماط مشتركة بينها وبينه.

وعلى ذلك فإنّ المهيّأ للتلقي الشعري هو ذلك الأقرب إلى الثقافة العامة – والشعرية منها خاصة، لأنه يكون واعيًا بالظروف المهيِئة، ولديه أصلاً استعداد للفهم والتلقي.

وإذا كان المازني قد حذّر من المتلقي العابر [30] الذي لا يتلقى بقلبه ووجدانه، وإنما يتلقى بحواس مسطحة لم ولا تريد أن تتدرب، فإنّ ذلك لا يحول دون معالجة الموضوع – معتبرين المتلقي ذلك الذي تعنيه الأفكار السياسية مثلاً، أو ذاك الذي يتفاعل مع صدام حضاري، أو يتخذ موقفًا اجتماعيًا ما ، ومن نافلة القول أن هنالك قراء – حتى ولو قلوا - ، فما قيمة القصيدة من غير قارئ إذًا ؟ إنها ستكون كلامًا عابرًا ، فإذا لم يكن هناك جسر تواصل بين المبدع والقارئ فإنّ الانقطاع لا يحقق وصول المرسَلة إلى المستقبِل، فالمطلوب من قارئ النص أن يحلله – ولو تحليلاً أولياً – لغويًا ونفسياً واجتماعياً. وقد يتصل التحليل إلى مهارات أخرى تتعلق بمجملات ثقافية.

يتوارد التحليل من غير أن يقصده القارئ مباشرة أو ينظمه، يرد إليه من مكّوناته، وقد يتنامى له منه موقف – فيه متعه الاكشاف. وسواء أكان المتلقي راضيًا أو غير راضٍ فإنه يمر مرحلة تذوق أولاً وآخراً. الذوق أولاً لأنه يلتقط النص ومؤشراته ، وآخرًا لأنه مر عبر التحليل (المجاز، الصو ، النحو والتركيب إلخ ...) ، ومر عبر الظواهر النفسية أو الاجتماعية في النص.

إذا وصل القارئ إلى هذه المراحل في النص فإنه سيجد نفسه معايشًا شعور المبدع ومتمثلاً عواطفه، وبالتالي سيجد أن تأثيراً ما طرأ عليه، وإذا ارتقت قراءة القارئ وجديته تصبح قراءته ناقدة تحتمل تقييمًا مسؤولاً.

ليس عدد القارئين الجديين ذا أهمية بالغة هنا، لأن الذوق السائد هو سبيلي في هذه الدراسة ... الذوق السائد الذي يجعل نزار قباني مثلاً "شاعر الإجماع وشاعر الجميع : لقد جعل الشعر أبسط وأسهل ، وأدرجه في متناول الجميع" [31]. لكل قارئ نصيبه من النص تبعًا لمزاجه وثقافته، ولكن ثمةّ عناصر مشتركة لدى الكثير من القراء، ولا بد أن تكون هناك عناصر مشتركة لدى الكثيرين ما دامت الصلات الاجتماعية والفهم اللغوي تربط بين معظم الناس في المجتمع الواحد، ولا بدع – بناءً على ذلك – أن يكون التشابه في العاطفة والذوق الأدبي ممكناً.

من الإشارات الأولى التي تبين الصدق في القصيدة ما يتبدى في لغة النص ، وما ينعكس على القارئ من تماثل شخصي، وما يكتشفه القارئ من صوت خاص للشاعر في قصيدته؛ وبسبب تأثيرها في نفسه داخليًا أولاً، أو بطريقة أخرى يعبّر فيها عن المشاركة. وبالطبع فإن الاندهاش أمام النص يعبّر – كذلك – عن الإحساس بصدق القصيدة.

سأورد – فيما يلي – هذه الإشارات المصاحبة للنص – التي تعكس صدق الشاعر في قصيدته مواكبًا لإحساس القارئ وانفعاله إزاء هذا الصدق.

لغة النص هي المفتاح الأول للتلقي:

ثمة سر في النص هو الذي يجعلنا نحكم على النص وجودته، فلغة الشعر التصويرية تصل إلى مخيلة المتلقي، وللتخييل سيطرة على مشاعره، وليس بالضرورة أن تكون اللغة الشعرية لغة واقع صرف. إن القصيدة ذات تجربة معينة، وفيها لغتها الذاتية الخاصة، فإذا أقبل القارئ عليها بكل مكوّناته التي أشرنا إليها، فإنه يتوصل إلى إيحاءات أولى عن طريق هذه الحوارات الداخلية بين النصوص السابقة وهذا النص. [32]

يقو جابر عصفور في هذا السياق "إن التوصيل الشعري ليس توصيلاً حرفياً لقيمته، وإنما هو صياغة مجازية لها، وفي هذه الصياغة يتجلى تأثير الشعر، فإذا ربط المتلقي بين المعاني الأصلية بأخرى فرعية على نحو يفرض الأصلية على انتباه المتلقي ، ليجبره على التأني إزاءها، والتأثر بما تتبدى فيه المعاني الفرعية من معطيات حسية تشير إلى المعاني الأصلية ضمنية تنطوي على تعدد في الدلالة أو تنطوي على معان كثيرة". [33]

ولكن النص – عادة – ينطلق من ذاتية، فإذا وصل إلى القارئ فإنه هو كذلك يتقبله بذاتية أخرى، والذاتية لا ضوابط لها محددة.

أما كيف يتم التواصل الأول، فالإجابة تطرق إليها كل من ياوس وآيزر في أكثر من دراسة عن التلقي، وقد ارتأينا أن لربط الفجوات (Gaps) في النص ما يقدّم حرية للتفسير تتيح للقارئ الفرصة ليبني جسوره الخاصة، ففجوات النص لا يمكن أن تعد عيباً..... إنها في نظر آيزر عنصر أساس للاستجابة الجمالية. [34]

ويرى آيزر أن النصوص الأدبية يكون فيها حيوية بسبب الاعتماد على القارئ الفردي في إدراك المعنى أو الحقيقة المحتملين ، فالمعنى يحدده النص نفسه، ولكن ذلك لا يتم إلا بصورة تسمح للقارئ نفسه أن يوضحه. أما "أفق التوقعات" - الذي أشار إليه ياوس [35] فهو افتراض بأن العمل الأدبي يعدّ جمهوره لضرب خاص جدًا من التلقي من خلال علامات ظاهرة وخفية أو مميزات خفية أو إيماءات خفية ....." وببدايته يثير توقعات حول "الوسط" و "النهاية".

ويمكن بعدئذٍ أن يحافظ عليهما كما هي، أو تغير، أو يعاد توجيهها ... ويستحضر النص الجديد عند القارئ أفق توقعات وقوانين مألوفة من نصوص سابقة يمكن عندئذٍ أن يغيّر أو يصحح أو يبدّل أو حتى ينتج من جديد. [36]

فالفن يقوم على الإيماءة التي لا تكشف كل أبعاد النص، إنما تترك فسحة من التخيل، ولا يتأتى هذا إلا عن طريق اللغة المجازية. إن القارئ في تلقيه النص بالوسط اللغوي – أي بالصيغة اللغوية المألوفة لديه نحواً وبلاغة إنما يغني تجربته هو بما يقع تحت نطاق حسه وفهمه فتتصل "أنا القارئ بالنص.

اللغة في النص هي التي يستقبلها القارئ، فيعيد تنظيمها في أنساق ودلالات تبعاً لطاقته وقدرته على فهم العلاقات النص- تصوير مصاحب لتجربته ورؤيته للوجود.إنها تؤلف أسلوبه، أي ذلك النظام اللغوي المنطلق من نفسية المبدع أو دخيلته، فالشخص المبدع كائن في اللغة – لغته – أو محلقًا فيها. فإذا سيطر الأديب على عناصر لغته واستثمر علاقاته وقرائنها فإنه سيصل الى الطرف الآخر؛ وكثيرًا ما يحس هذا بوقعها في نفسه وأثرها في وجدانه.

ودراسة اللغة في النص لها إيجابيتها ، ذلك أننا نستطيع أن ندرس التطور اللغوي لدى الشاعر الواحد، أن نوازن لغته بلغة أخرى، أو ندرس لغة نوع أدبي معيّن، أو نوازن عوالم شعرية متباينة...

إن المبدع عندما يقدم لنا معاني دلالية إنما يقدم معها ظلالاً وطاقات مصاحبة، وهي متفاوتةفإذا وصلت بعضهذه ظلال إلى القارئ فإنه لا شك واجد تماثلاً نفسياً، وسأشير إلى هذا التناول لاحقًا.

هناك من رأى أن استعمال العامية والحديث عن الواقع المباشر هما مما يقرّب النص لغة وتماثلاً نفسيًا، لكن محمد النويهي يحذرنا من الإغراق في الواقع، وكذلك من استعمال العامية، ورأى أن هذا القرب من لغة الكلام يجب أن تستلزمه طبيعة موضوعه والظلال الدقيقة الفكرية" وأن يجيء استجابة طبيعية لاهتزازات هذه الروح – كما تتجلى في نبرات حديثه اليومي". [37]

ومهما يكن فإن المعنى هو الذي يؤلف الرابطة الروحية، أو يكمن فيه سر النص الذي ألمعت إليه آنفاً. ومن الضروري أن تّتحد خيوط النسيج اللغوي والأداء بشبكة من العلاقات، لتعطي استقلالية وإيحائية.

التماثل الشخصي :

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:22 PM   #15
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




ومن إشارات الصدق في القصيدة أن يقدّم النص دلالات جديدة في ذهن القارئ- دلالات لم تكن من المنظورات المبنية مسبقاً، وإنما هي تبنى بعد مراجعة النص واسترجاعه داخل نفس المتلقي – القارئ ، فالنص أشبه بخلية حية تداخلت بخلية حية أخرى في القارئ، فيحدث التفاعل أو يحدث التلاقح بين البذرتين، وينشأ هذا الموقف المتمازح بين النص وبين ذاتية القارئ.

إن القارئ يستدعي صوراً حسية أو معنوية كانت – أصلاً – في ذهن المبدع بصورة مقاربة ، والصدق هنا يقاس بمدى ما بعبّر عن القارئ، أو ما يود أن يعبّر عنه، إذا كانت البلاغة موافقة مقتضى الحال، فإن الحال يعني – كذلك – حال المتلقي، لأنّ النص ينطق بلسانه أو معه.

يقول عز الدين إسماعيل: "الفن ونحن أساسيان ومتلازمان في كل عمل شعري يحظى بتقديرنا". وهو يرى أننا حين نحكم على قصيدة ما بالصدق "فإننا نعبرّ بذلك الحكم في الحقيقة على نجاح الشاعر في التعبير كذلك عن مشاعرنا وأفكارنا – عن الموقف الذي نتخذه من الحياة أو يجب أن نتخذه". [38]

أما تماثلنا مع قصائد قديمة تحمل منطقًا غير منطق عصرنا، أو تحمل عقيدة مخالفة أو أفكاراً مناقضة فإنه يتأتّى بتقديرنا المسبق على أن روح العصر أو ذوقه هو الذي يوجهّ القارئ عند تقبّل القصيدة. [39]

إننا في قراءتنا نستحضر في أذهاننا هذه المقاييس المغايرة لنا، من غير أنّ نبحث عن صورة لواقعنا نحن: فالتخيّل الشعري يوصل إلى استيعاب الصورة الفنية، وهو الذي ينقلنا إلى إطار تاريخي آخر وظروف أخرى، ويضع لنا مقاييس لغوية وأدبية مختلفة، فتكون التجربة التي يتلقاها القارئ ( وَعْيوَية ) إذا صح التعبير. إنها نوع من الإزاحة تتم بربط هذه الأشياء أو المقاييس بالاتجاه العام الذي كان سائدًا في الشعر.

ولكن ثمّة فرق بين القصيدة التقليدية التي يكتبها شاعر اليوم ، كأن يهجو مثلاً بأساليب الشعر القديم، وبين تلك القصيدة التي طالعنا بها الفرزدق مثلاً. فالأحوال المادية والثقافية والنفسية والاجتماعية مختلفة، لذا يصعب على القارئ في أيامنا أن يحيل هذا النص الأول إلى التاريخ، أو إلى مقاييس العصور السالفة، إنه يحيله إلى واقعه اليوم، فسرعان ما يجد الهوة بين لغة الطرح الشعري ومضمونه.

إن النماثل يحتاج منا أن نبذل جهداً، لنتعرف على النص عقليًا ووجدانياً، فنستكشف ما فيه من مواقف وأحاسيس، ولا يتم ذلك إلا بالمعايشة والألفة [40]، والاستعداد المحايد المسبق للنص بعيداً عن التعقيد والإبهام.

للشاعر في قصيدته رؤية خاصة في الكون، وأن له لغة تختلف عن لغة سواه – لغة فيها أنساق وسياقات منسوجة بصورة متميزة، أو غير مألوفة – تُبين أو تشفّ عن التجربة فإنه يكتشف له خصوصية – خصوصية فيها أصداء نفس مطلقها، فيها همساته الوجدانية، ولا أعني بها الخصوصية العامة التي عناها نزار قباني في قوله:

"ولكن ليس هناك سوى نزار قباني واحد، له خصوصية في اللغة، وله ورشة للقص والتفصيل والخياطة".

وإنما أعني بها الخصوصية الخاصة للقصيدة الواحدة. [41]

وتبقى مسألة الخصوصية العامة مشرعًا للنقاش حول كونها صورة إيجابية أو سلبية.

الإلقاء الداخلي أو الشخصي للقصيدة:

إن من دلائل تذوق القصيدة أن يعمد القارئ إلى ترديدها أو إلقائها، سواء كان ذلك بصوت مسموع أو بصوت داخلي. إن في قراءتها الهمس والخطاب والموسيقية التي يحسها في نفسه. يقرأها بصورة تدل على مشاركه – كأن تكون بصورة طربية أو إيقاعية.

فهذا الإقبال على قراءتها عاليًا أو إلقائها يجعله يتماشى مع وتيرة النص، فيكون هناك وقوف أو تدبّر أو مضيّ على إيقاع ما، وخلال هذا تتمّ عملية التقييم المستمرة، ويكون عنصر الاكتشاف موصلاً إلى هذا الصدق الذي يستشفه القارئ. [42]

يقرأ القارئ القصيدة دون تصور لجمهور مسبق، ينطق الشعر، ثم يسمعه، وقد يعود إلى القصيدة أكثر من مرة مستمعاً إلى أصواتها أو ألفاظها، وقد يحاول أن يرددها على مسامع من حوله ليتذوقوها كما تذوقها، بل قد يسوقه ذلك إلى حفظ مقاطع منها عن ظهر قلب.

وقد أشار النويهي إلى ظاهرة مصاحبة لهذه القراءة – وهي أن تشير القصيدة صورًا وأنغامًا في الشعر الدارج من الألفاظ العامية، "وأن الصادق الأصيل في تراثنا الشعري كان ينطبق عليه رأي إيليوت ، فقد كان قريباً من لغة الكلام، صادقا في حكايته لطريقة الناس في الحديث اليومي. وبالطبع فإنّ استدعاء هذه التعابير هو جزء من التناصّ. [43]

الاندهاش:

إذا أقبل القارئ على النص، ونتجت لديه دلالة جديدة ، فخرج من حياديته إزاء المقروء، فإنه يقع في لحظات دهشية أولية، وذلك بسبب ما شحنته الكلمات من أبعاد فنية أو لغوية أو نفسية. إنه هنا يقف أمام تجربة بها خصوصية الشاعر، هنا يقع "الصدام" الأول الذي قد يؤدي به إلى المتعة، فيثيره أو يلهيمه. وكم من قراءة كانت تستدعي قراءات سابقة فتخرج عن مألوفيتها لتجديد بكارة الموضوع. [44]

إن القدرة الفردية على الوصول إلى هذه الدهشة الأولى، والوقوف أمام جمال أدبي فني يتعلق أولاً بظروف المتلقي وثقافته ،فإذا انفعل القائ ، أو أصابته تلك الومضة التى تضىء ركنًا ما في نفسه، أو تهز جزءاً من مخيلّته، فإنه يحقق بذلك هذا التواصل وبصورة حميمة أكثر.

يقف القارئ على باب النص ، فيستقيل إيماءات وإشارات، وما يلبث أن يقود نفسه إلى الدخول في حرم هذا النص، وبشكل تلقائي، حيث أمامه مجال التخيل والبناء الشعوري.

إنه لا يسير إلا بخيط الصدق الذي تركته له الدهشة، فالدهشة المتأنية من استيعاء عصارة إحساس المبدع – تترك متعة لذيذة، فيحس القارئ أنه أمام صدق فني، عبّر فيه المبدع عن عاطفته الفردية وتجربته الانفعالية.

خاتمة وإجمال

تناولت الدراسة أهمية التلقي في النقد الأدبي عامة، واهتمام الأدب العربي به بدءاً، وتوقفت على المتلقي-القارئ لكون المستمع واقعًا تحت تأثيرات خارجية عن النص. وكانت القصيدة الوجدانية محور الاهتمام، لان الشعر فيه كثافة المعنى، ولأن العاطفة هي أكثر ما يتواصل مع القارئ.

تناولنا معنى "الصدق" في الأدب، وبينت أن ميدانه الأول هو التعبير، وأنه في الشعر يستلزم أسسًا يقوم عليها هذا الفن – ومنها التخييل، والموسيقى والإيقاع...، وتوقفت – وبصورة خاصة – على رؤية محمد النويهي، وهي هامة في هذا المجال.

وكان لابد من العودة الى مفهوم "الصدق" عبر العصور المختلفة في أدبنا، وخاصة لدى ابن طباطبا، فعبد القاهر الجرجاني، ثم مساهمات الديوانيين- العقاد والمازني وشكري- في ذلك.

أما "القارئ" فقد لاحظنا أن مفهومه يتسع ويضيق تبعًا للمكونات والظروف التي يعايشها. وعليه، فإن "القارئ" في الدراسة هو الذي يتذوق النص ويحاوره من خلال عناصر اللغة، ومن انعكاس الظواهر الاجتماعية والنفسية فيه، وهو ليس ذلك "القارئ العابر" الذي ألمع إليه المازني.

اعتبرت الدراسة أن هناك إشارات قد تسوق القارئ إلى تذوق القصيدة، فالإحساس بصدقها، وهي تبدأ باللغة، وفيها يتم ملء فراغات- يكون القارئ فعالاً فيها، وباللغة يتبين ارتباط المبدع بأسلوبه، فيحس القارئ أن للشاعر صوتًا خاصًا ينطلق منه، فإذا تماثل شخصيًا مع النص، ورأى أنه يعبر عنه فهذا دليل على أن القصيدة صادقة في معاييره، وكثيراً ما يجد القارئ نفسه وهو يردد أو يلقي القصيدة إلقاء داخليا،ً أو يقف في حالة اندهاش أمام النص، وهذه كلها أو بعضها أمور تشكل العلاقة بين المبدع والمتلقي- القارئ.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:23 PM   #16
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




ن الإشكاليَّة المعرفيَّة تحييدُ ماهية ما يوسم بالصِّدق وما يُراد به الكذِب، وتقعيد الفاصِل بيْن الخَطأ والكذِب، ورجوعًا للكتاب المبين، نتلمَّس دقائق البيان في تمييز صُور الكذِب ومراتبه، وإعجاز البَلاغ في تجليةِ الفارق بيْن الصحيح والصادِق، والخطأ والكذِب، وهنا نحاول وضْع خريطةٍ مفاهيميَّة للمرادفات، ثم نتتبَّع دَلالتها الاستعماليَّة القرآنية؛ كيما تتَّضح بأصدقِ البيان.

مفهوم الصِّدق: الصاد والدال والقاف، أصلٌ يدلُّ على قوَّة في الشيء قولاً وغيره.

من ذلك الصِّدْقُ: خلاف الكذِب؛ سمِّي لقوَّته في نفْسه؛ ولأنَّ الكذِب لا قوَّة له، وأصْل هذا مِن قولهم شيء صَدْقٌ؛والصَّداق: صَداق المرأة؛ سُمِّي بذلك لقوَّته وأنه حقٌّ يَلْزَم[1]. أي: صُلْب.

ويُسمَّى كذلك الصّدق: الشِّدَّة[2]، والصَّداقةوالمُصادَقَةُ: المخالَّة، والرَّجُل صَدِيق، والأنثى صَدِيقَة، والجمْع أصدقاء، والصِّدِّيق الدائم التصديق[3].

يقال: تمرُّ صَادِق الحلاوة: شديدها، وهو صادِق الحُكم: مخلصٌ فيه بلا هوى.

والصَّدْقُ: الكامل من كلِّ شيء، ورُمْحٌ صَدْقٌ: مُسْتَوٍ صُلبٌ، ورجل صَدْق اللقاء: ثبْتٌ فيه.

والصِّدْقُ: مطابقة الكلام للواقِع بحسب اعتقاد المتكلِّم[4]، ومِصْدَاق القول: حقيقتُه[5].

ورَد الصِّدق في القرآن الكريم بمشتقَّاته في (127) موضعًا، في كتب الوجوه والنظائر دُرِس لفظ "الصادقين"، ولم نجد "صدق"، لكن بتتبُّع مواضع اللفظ، تجمَّع لنا معانٍ من مشتقات وردتْ في القرآن الكريم، وهي:
1- الصِّدْق: في قوله - تعالى -: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ﴾ [الزمر: 32]، فلمَّا ذكر الكاذب والمكذب مع جنايتِه وعقوبته، ذكَر الصادق والمصدِّق مع ثوابه[6].

فهنا الصِّدق ذُكر مقابلاً للكذب، وكان اللفظ بصيغة المصدر، وهو كتاب الله تعالى الذي جاءَ به الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهنا وصف الوحي وشرع الله كله بالصِّدْق[7].

وورد بصيغ: (صِدْقًا، صِدْقُهم، صِدْق).

2- صدَّق: وهذا بصيغة الفِعل ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]، وهنا مِثل ما سبقَها خلاف الكذِب، والتصديق يكون بالاتِّباع، فلا يُسمَّى المصدِّق مصدِّقًا بمجرَّد اعترافه بصحة الادِّعاء، ولكن باتباعه للدعوة، بدليل قوله تعالى عن إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات: 103 - 105]، فجعله مصدِّقًا بمجرَّد العزم وإنْ لم يذبْحه[8]؛ فإبراهيم - عليه السلام - لما رأى الرُّؤيا لم يُكَذِّبها، بل صدَّقها لكن لم يُوصَفْ بالصِّدق، حتى عزَم على تطبيقها.
وورد بصيغة: مُصَدِّق، صَدَّقْت، المُصَدِّقين، تَصْدِيق، صَدَق.

3- صَادِق: بصيغة فاعل: ﴿ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 23]، فالصِّدق هنا كان في الدعوَى، لكن الله تعالى طلب إثباتَه بالفِعل، والمتَّقون قاموا بما أُمروا وانتهوا عمَّا حُرِّم عليهم فوُصِفوا بالصدق، فكان الالتزام بالشريعة علامةً على الصدق.
ورد في صِيغ: صادق، صَادِقُون، صَادِقين، الصَّادِقات.

4- أصدق، صَدَق: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [الزمر: 74]، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ﴾ [النساء: 122]، فالصِّدق هنا وصْف للقول، وهو بمعنى الوفاء بالوعْد في الآية الأولى، وجاء اللفظ بصيغ: أَصْدَق، صَدَق.

5- الصِّدِّيق: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، فالصدِّيق هو الكثيرُ التصديق والقويُّ في إيمانه، أو الكثير الصِّدق، وكلاهما يجتمعان في الخليل - عليه السلام -[9] غير أنَّ الصِّدِّيق أعلى درجةً من الصادق، يلاحظ في قوله تعالى عن إسماعيل: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، وصفه بالصِّدق مع كون جميعِ الأنبياء كذلك، لكن خصَّه بالذِّكْر؛ لاشتهاره به وصِدقه مع أبيه في تحمُّل الذبح[10]، فإبراهيم - عليه السلام - جمَع الله له بين الصِّدِّيقيَّة والنبوَّة.

والصِّديق: الصادِق في أقواله وأفعاله وأحواله، المُصدِّق بكلِّ ما أُمِر بالتصديق به، وذلك يستلزم العلمَ العظيم الواصل إلى القلْب الموجب لليقين[11]، وجمع لإسماعيل بيْن الرِّسالة والنبوَّة، فالأولى تَقْتضي التبليغ، والثانية تقتضي إيحاءَ الله له، وإبراهيم - عليه السلام - أعْلى مقامًا من ابْنه إسماعيل؛ فهو مِن أُولي العزْم، فكانتْ صِفاته أرفعَ مِن صفات ابنه، كما قال تعالى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ﴾ [البقرة: 253].
ورد اللفظ بصيغ: الصِّدِّيق، صِدِّيقة، الصِّدِّيقون، صِدِّيقًا، الصِّدِّيقين.

6- الصَّدِيق: ﴿ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ [النور: 61]، فالصديق أُذِن له هنا في الأكْل مِن دون إذن؛ لأنَّ العادة جرَتْ معه بالمسامحة في الأكْل من بيت صَديقه، والمصادقة من المحبَّة والخلَّة التي تُذْهِب الكلفةَ، وتُضفي التسامُح بين الأصدقاء، وورد اللفظ: صديق، صديقكم، صديقًا.

7- الصَّدَقات: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ [البقرة: 196]، والصَّدقة ما أُعطي في ذات الله للفقراء.
ورَد اللفظ بالصِّيغ: الصَّدَقات، صدقاتكم، صدقاتهن، الصَّدقة.

8- الصَّدَاق: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ﴾ [النساء: 4]، والصَّداق: هو مهْر المرأة.
مِن ذلك نلاحظ أنَّ الصِّدق والكذِب أصلهما في القول، ماضيًا كان أو مستقبلاً، وعْدًا كان أو غيْره.

ولا يكونان بالقصْد الأوَّل إلاَّ في القول، ولا يكونان في القول إلاَّ في الخبر دون غيرِه مِن أصناف الكلام؛ ولذلك قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً ﴾ [النساء: 122]، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]، ﴿ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ﴾ [مريم: 54].
وقدْ يكونانِ بالعَرْض في غيره مِن الكلام كالاستفهام والأمرِ والدُّعاء.

فالصدق مطابقةُ القول للضمير والمُخْبَر عنه معًا، ومتَى انخرَم شرْط مِن ذلك لم يكن صِدْقًا تامًّا، فإمَّا أن يُوصَف بالصِّدق أو بالكذِب، أو لا يُوصَف بأحكامها لعدمِ كمال المطابقة[12]؛ أي: مطابقة القول والخبر، فالإنشاء لا يُوصَف بالصِّدق ولا بالكذِب، والخبر وحْده هو الذي يُسمح فيه بالوصفَين أن يُقال: "مطابقة الحُكم للواقِع"[13].

كما عرَّف البعض الصدق بأنَّه إخبارٌ عن المخبَر به على ما هو به مع العِلم بأنَّه كذلك، وفي قوله تعالى: ﴿ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [المجادلة: 14]، هذا التقييد دليلٌ على أنَّ الكذب يعمُّ ما يعلم المُخْبِر عدم مطابقته وما لا يعلم، ولا واسطة بينهما، وهو كلُّ خبَر لا يكون عن بصيرة المخبر عنه، فيكون افتراءً، والافتراء أخصُّ مِن الكذب.

فالصِّدق في القرآن كان وصفًا للقول والكلام، وهو مخالِف للكذب، لكن في القرآن وصف الفعل كذلك بالصِّدق، حيث جعل دليلاً عليه، فالصِّدق في الوعْد هو مطابقة الكلام للفِعل، والتصديق ورد في القرآن بالاتِّباع العملي؛ لذا لم يوصفْ إبراهيم - عليه السلام - بتصديق الرُّؤيا أوَّل ما أقرَّ أنها حق، بل حتى عزَم على الفعل، ما وصف المنقول صدقًا في قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ﴾ [الزمر: 33]، فهنا الفاعِل هو محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأبو بكر - رضي الله عنه - وقيل: المؤمنون كافَّة.

فوصف الوحي بأنَّه "صِدق" مِن قرآن وسُنَّة؛ أي: إنَّ الأوامر والنواهي وصفتْ بالصِّدق؛ لأنَّها على استقامة وصلابَة منهج، والتصديق بأوامرِ الله يكون باتِّباعها.

ورد لفظ الصديق في القرآن الكريم على أنَّه مِن علامات المحبَّة التي تُذْهِبُ التكلُّف، بجواز دخول البَيت والأكْل معهم أو دونهم[14].

فصلابةُ العلاقة واستقامتها تُبيح للطرَفين ما لا تُبيح لغيرهما مِن العلاقات؛ لأنَّ الصِّدق في المحبَّة والأقوال والأفْعال يرفع الحواجِز بيْن الطرفين ويَتنازل كلٌّ منهما عن بعضِ حقوقه للآخَر.

أمَّا الصدقات، فهنا انتقل الوصف إلى المادي؛ حيث كان كلُّ مال قُدِّم لوجه الله تعالى بنيَّة صادقة ومخلِصةٍ - صدَقةً، فانتقل المعنى المعنوي للنيَّة إلى المال، وهو مِن علامات الاستقامة مع الله تعالى والقُرْب منه.

ثم نُقِل المعنى إلى العَلاقة الماليَّة للزواج بيْن الرجُل والمرأة، فسُمِّي المال المقدَّم للزوجة - وهو المهر - بالصَّداق، حيث أخذ معنَى الصلابة؛ لينتقل إلى الميثاق بيْن الزوجين والاستقامة في القصْد مِن الرجل نحو المرأة، فكان صِدق الفِعل بإعطاء الحقِّ المشروع للمرأة.

نخلُص إلى بعض النقاط الجامِعة لما سلَف:
1- الصدق هو الكامل مِن كلِّ شيء؛ لذا كان مِن أوصاف ما نزَل على الأنبياء أنَّه صدق لكماله.
2- التصديق في القرآن الكريم لا يكون بإقرارِ صحَّة القول فقط، لكن بالالتزام به.
3- الصِّدق في القرآن الكريم في القول هو الإخبار عن مُخْبَر كما هو في الواقع، مع العِلم بأنَّه كذلك، ومطابقة الضمير له، فزاد شرْط العلم.
4- الصِّدق في القول بمجانبة الكذب، وفي الفِعل بإتيانه وعدم الانصراف عنه قبلَ إتمامه، وفي النيَّة العزم والثَّبات حتى بلوغ الفِعل، والصِّدق في الذاكرة قوَّتها على الحِفظ.
5- الصديق مَن صدق النيَّة في المحبَّة والمعاملة.
6- الصَّدقة كل مال صدق التوجه به إلى الله تعالى.

مفهوم الكذب: الكاف والذال والباء، أصلٌ صحيح يدلُّ على خلاف الصدق، وتلخيصه أنَّه لا يبلغ نهاية الكلام في الصِّدق.
وكَذَّبه نسَبه إلى الكَذِب، وكَذَب عليك الأمر: وجَب عليك[15].

وله مشتقَّات عدَّة منها: كِذْبة، وكَذْبَة، كِذَاب، كِذَّاب، ويقال: كاذِب وكَذَّاب وتِكِذَّاب، ومَكْذَبانَةٌ وكُذُبْذُبان، والأُكْذُوبة والكُذْبى والمكْذُوب والمكْذَبَة، والكَذوب.

و المَكْذُوبَة: المرأة الضَّعيفة[16].
وكَذَبَ لبَن الناقة؛ أي: ذهب[17].
وكَذَبَت العين: خانها حِسُّها، وكَذَب الرأي: توهم الأمْر بخِلاف ما هو به.
وكَذَبَتْهُ نَفْسُه: مَنَّتْه بغير الحق، وكَذَّب إذا حمَل على العدوِّ: جَبُنَ في القتال.

ويأتي بمعنى الخطأ؛ لأنه يشبهه في عدم الصواب، وإن افترقَا من حيث النيةُ والقصد[18].

ورد لفظ الكذب في القرآن الكريم في (251) موضعًا، على (6) أوجه[19]، وهي:
1- النفاق: في قوله: ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1].
2- القذف: ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: 7].
3- الرد: ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ [الواقعة: 2]؛ أي: ليس لها راد.
4- الجحود: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11].
5- التكذيب: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ﴾ [ق: 5].
6- الافتراء: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ﴾ [الزمر: 60].

فالكذِب هو إخبارٌ بما لا يُطابق الواقع[20]، فيكون الكذب متعلقًا بالقول على وجه أخص بالخبر دون سائرِ صِيغ الكلام[21].

نجِد في القرآن الكريم أنَّ الله تعالى وصَف النفاقَ بالكذب، فكان معنى الكذب واقعًا على الحال، حيث إنَّ حالهم من أقوالهم وأفعالهم يخبر بخلاف ما في ضمائرهم، وعكس ما يقرُّ في قلوبهم، فالنِّفاق إظهارُ الخير وإبطان الشر، ويدخُل في هذا الاعتقادي منه والعَملي.

والأول: هو ما ذُكِر في الآية، وهو مُخرِج من الملَّة، فالمنافقون يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فأكذبهم الله: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 8]، ثم وصفَهم تعالى بالخداع، وهو مِن سلوكيات النِّفاق؛ بأن يسلك الفردُ وجهةً وهو يريد أخرى؛ ليتمكَّن من مقصوده، بعدَها وصفهم بأنهم مرْضى القلوب، بالشكِّ والشبهات والشهوات المُرْدِية، ثم ختَم كل تلك الصفات بقوله تعالى: ﴿ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [البقرة: 10]، فادِّعاؤهم الإيمانَ حالاً ومقالاً كان كذبًا وخلافًا لواقعهم.

ثم نجِد الله تعالى يتوعَّد مَن كذبوا عليه يوم القيامة، وهؤلاء ادَّعوا بأنَّ لله شركاءَ وصاحبةً وولدًا، لكن إذا أجرينا عليهم تعريفَ الكذِب الأوَّل، ففي مفهوم الآية الْتِباس؛ حيث فُقد شرْط، وهو مطابقة القول للاعتقاد، فهُم اعتقدوا ذلك اعتقادًا جازمًا؛ لذا لا يصحُّ التعريف اللُّغوي عليهم بأنْ يُوصفوا بالكذِب، بل يُوصفون بالخطأ أو الضلال، لكن في آية أخرى قال تعالى: ﴿ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [المجادلة: 14]، وفي هذا القيد أنَّ الكذب هنا يشمل ما يعلم الكاذب أنَّه كذب وما لا يعلم، فيكون خلافه - وهو الصِّدق - إخبارًا عن المخبَر به على ما هو به مع العِلم بأنَّه كذلك، فالكاذب على الله قال عنه بغير عِلم، وهذا مِن أكبر الكبائر، بل هو أكبرها، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75]، وهذا أعْظم مِن القول على الله بغير علم، أمَّا ما بقِي على بابه فكان في قوله تعالى عنِ القاذف للمحصنة: ﴿ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النور: 7]؛ أي: يَزيد في الخامسة مع الشهادة المذكورة، مؤكِّدًا تلك الشهادات بأن يدعوَ على نفسه باللعنة إنْ كان كاذبًا، فإذا تَمَّ لِعَانُه سقَط عنه حدُّ القذف[22]، فالكذب هنا كان: فيما رَمَاهَا به مِن الزِّنا[23].


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/32175/#ixzz2LSetoBFz

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 08:24 PM   #17
حسن الخليفه احمد

الصورة الرمزية حسن الخليفه احمد



حسن الخليفه احمد is on a distinguished road

إرسال رسالة عبر Skype إلى حسن الخليفه احمد
افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : حسن الخليفه احمد




نجِد أنَّ التكذيب - وهو وصفٌ للقول بالكذب - كان للسانِ والقلْب والفعل.

فالأوَّل: ورَد في قوله تعالى: ﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 35]؛ أي كَذِبًا، وهي لُغة يمانيَّة فصيحة[24].

والثاني: وهو بالقلْب في قوله تعالى: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]؛ أي: لم يتوهَّم ولم يَرُدَّه، ففؤاد محمَّد - عليه الصلاة والسلام - صادق، فتكون عينُه أصدق، وهذا هو المعتاد عندَ البشر[25].

والثالث: في قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ [الواقعة: 2]؛ أي: مكذبة، وقوعها لا شكَّ فيه؛ لأنَّها قدْ تظاهرتْ عليها الأدلَّة العقليَّة والسمعيَّة، ودلَّتْ عليها حِكمتُه تعالى[26].

وقد وردتْ صِيغ للكذِب في القرآن الكريم، منها:
1- الإكْذَاب: في قوله تعالى: ﴿ حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كُذِّبُوا ﴾ [يوسف: 110]، قالت عائشة - رضي الله عنها -: حتى إذا استيئس الرسل ممّن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذَّبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك، وتقرأ بالتخفيف، وهي عند عاصم وحمزة والكِسائي: كُذِبُوا، رُوي عن ابن عباس: كانوا بشرًا، قال أبو منصور: إنْ صح هذا عنِ ابن عباس فوجهه عندي - والله أعلم - أنْ الرسل خطَر في أوهامهم ما يخطُر في أوهام البشَر من غير أن يكونوا حَقَّقُوا تلك الخواطرَ ولا ركنوا إليها، ولا كان ظنُّهم ظنًّا اطمأنوا إليه، ولكنَّه كان خاطرًا يَغْلِبُه اليقين، وهذا متجاوَزٌ عنه.

2- كَاذِبَة: ﴿ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ﴾ [الواقعة: 2]؛ أي: ليس يردُّها شيء، كما تقول: حَمْلَةُ فلان لا تَكْذِب؛ أي: لا يَرُدُّ حملتَه شيء، وهي مصدر، فهي اسمٌ وُضِع موضعَ المصدر.

3- كِذَّابا: ﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 35]؛ أي: لا يُكذِّب بعضُهم بعضًا، وهي لغة يَمانية فصيحة، ووردتْ كذا في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 28].

4- كذب: في قوله تعالى: ﴿ وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ﴾ [يوسف: 18]؛ لأنَّ يعقوب - عليه السلام - لما رأى القميصَ قال:كذبتُم؛ لو أكَلَه الذئب لمزّق قميصه.

قال الفرَّاء: بدم كذب، معناه مكذوب، والعرَب تقول للكذب: مكذوب، وللضَّعف: مضعوف، وللجلد: مجلود، فيجعلون المصادرَ في كثيرٍ مِن الكلام مفعولاً[27].

فالكذِب هو الإخبار عن الشيءِ بخلاف ما هو مع العِلم به، وقصد الحقيقة، فخرَج بالأوَّل الجهْل، وبالثاني المجاز[28]، وهو يعمُّ ما يَعلم المخبر عدم مطابقته وما لا يَعلم؛ بدليلِ التقييد في قوله: ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ [آل عمران: 75] بقوله: ﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 75]، ويستعمل "الكذب" كوصفٍ غالبًا في الأقوال، والحقُّ يكون في المعتقدات.

نخلص إلى نِقاط جامعة لما سلف:
1- يقال "الكذب" في المقال والفِعال والاعتقاد.

2- قد يُنسب "الكذب" إلى نفْس الفِعل كقوله تعالى: ﴿ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ ﴾ [العلق: 16].

3- ما جاء في القرآن غالبه في تكذيب الصادِق نحو: ﴿ وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ﴾ [النبأ: 28]، ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴾ [المؤمنون: 26]، ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴾ [الحاقة: 4]، ﴿ وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [القمر: 3]، بعدها قال: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴾ [القمر: 4]، و﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴾ [القمر: 9]، بعدها: ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ ﴾ [القمر: 18]، ثم: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ ﴾ [القمر: 23]، ثم: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ ﴾ [القمر: 33]، وفي الرحمن: ﴿ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 13] (31) مرَّة.

4- كَذَّب تكذيبًا؛ أي: أنْكر وجحد، أما كَذَّبَه فجعله كاذبًا في كلامه أو حاله، فالأوَّل متعدٍّ بالباء والثاني بنفسه؛ ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11].

مفهوم الإفك: الهمزة والفاء والكاف أصلٌ واحد، يدلُّ على قلْب الشيء، وصَرْفِهِ عن جهته، يقال: أُفِكَوأَفِكَ الرجل إذا كذَب، والإفْك الكذب، وأَفَكْتُ الرجلَ عن الشيء إذا صرفتَه عنه[29]. الشيء.

المُؤتفكات: مدائن قُلِبت على قوم لوط، والرِّياح التي تقلِب الأرض. وأَفَّك فهو أَفَّاك وأَفيك وأفوك، وعنه يَأْفِكُهأفْكًا: صرَفه وقلَبه، أو قلَب رأيه[30].

والمأفُوك: المأفون، وهو الضعيف العقل والرأي[31].

ورَد لفظ الإفك باشتقاقه في (30) موضعًا من القرآن الكريم، على (7) وجوه[32]، وهي:
1- الكذب: في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 11].

2- العبادة الباطلة: ﴿ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ﴾ [الصافات: 86]؛ أي: أتريدون آلهةً مِن دون الله للإفْك، والإفك هنا أسوأُ مِن الكذب[33].

3- ادِّعاء الولَد لله - تعالى عمَّا يقولون -: ﴿ أَلاَ إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الصافات: 151 - 152].
4- قذْف المحصنَات: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ [النور: 11].
﴿ لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12]، ووصف ذلك الإفْك بالبُهتان: ﴿ وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16].

5- الصَّرْف: ﴿ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾ [الذاريات: 9]؛ وفي الأحقاف: ﴿ لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ﴾ [الأحقاف: 22].

6- التقليب: ﴿ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ﴾ [النجم: 53].

7- السحر: ﴿ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ [الأعراف: 117].

بتتبُّع الألفاظ والأوْجه نرى أنَّ الإفك في غالِب ما ورَد كان بمعنى الكذِب، وهو مِن أنواعه وأسوئِها، وما وُصف به هو الكذب في عظائمِ الأمور، فوصَف الله تعالى ادعاءَ الشركاء له بأنَّه إفْك وادِّعاء الولد، والإفْك هنا قلبُ الحقائق الواضحة البيِّنة، وهو أشدُّ مِن الكذب، فالآية كانت بهذا السِّياق: ﴿ أَلاَ إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الصافات: 151 - 152]، فإنْ قلنا: إنَّ الإفك هنا بمعنى الكذِب فما فائدةُ وصفهم به، وتكذيبهم هنا؟ فمَعْنى الإفْك القلْب والصَّرْف عن الجِهة الحقيقيَّة للكلام، فوصف ذلك القلْب بأنَّه كذِب، كما سمَّى الله تعالى قذْف أمِّ المؤمنين الحَصان عائشة - رضي الله عنها - بالإفْك؛ وذلك لعِظم الأمر وخُطورته، ثم اتَّهم ﴿ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ ﴾ بأنهم ﴿ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الكَاذِبُونَ ﴾ بعدها وصف ذلك الإفْك بأنه ﴿ بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾، وأنَّ النيَّة من ورائه إشاعة الفاحشة، فقال عن أصحاب الإفك: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

فالبُهتان هو أن يتهم الآخَر بما لم يَفعل في غَيبته مع علمه بأنَّه كاذب في ما قاله، فهو مِن أنواع الكذب، والإفْك أشدُّ من الكذب، والبهتان أشدُّ منه، فكلُّ إفك كذب، وليس كل كذب إفكًا، فالإفك هو الكذب للإضرار بالغير؛ لذا كان كذبًا يراد منه سوء؛ لأنَّ الكذب قد يكون لدفْع ضرر أو جلْب منفعة، لكن الإفك للإضرار بالغير؛ لذا في الآيات اتَّهم الله تعالى عُصبةَ الإفك بسوء القصْد؛ حيث إنَّهم يبغون إشاعةَ الفاحشة في المؤمنين.

والبهتان كذبٌ متعمَّد باطله محير وعجيب؛ لذا وُصف الإفك بأنَّه كذلك ولم يرد العكس، غير أنَّ الإفك قد يفقد أحد شروط الكذب، وهو اليقين، فالكاذب متيقِّن من خلاف الواقع لكلامه، أما الأفَّاك فهو يقلب الحقائق ويصرف وجهَها؛ حتى لا يُتَيَقَّن بأنَّ كلامه خلافُ الواقع؛ لذا قال عنهم الله تعالى: ﴿ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [النور: 15]، فرغم عدم عِلمهم بأنه كذب وصف الله ما تناقلوه بأنَّه إفك، ثم وصفَه بأنه كذب، فتوافَر شرطان: أنَّه قلب للحقائق مع صرْف للقَصْد، والكلام بغير علم، وهذا عَدَّه الله تعالى مِن الكذب وإنْ كان لغةً يشترط العلم - كما أسلفنا في مفهوم الكذب - لكن مفهوم الكذب في القرآن يتناسق مع هذا كلِّه.

كذا نجِد أنَّ السحر وُصِف بأنَّه إفك؛ قال تعالى: ﴿ فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ * فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴾ [الشعراء: 44 - 45].

أمَّا في طه: ﴿ قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 68 - 69]، قبلها قال تعالى عن سِحرهم: ﴿ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ [طه: 66]، فهنا حدَث قلب للصورة الحقيقيَّة للحبال[34]، فلو أردْنا أن نفسِّر (يأفكون) ب(يكذبون)، لما وقَع المعنى على ما يُقاربه، لكن الواضح أن الإفك كان هنا القَلْبَ بالتخييل؛ فيبقى على أصله اللغوي.

و من معاني السحر أنه يصرف القلوب إليه[35].

نخلص إلى نقاط جامعة لما سلف:
1- الإفك هو الكذب المراد به السوء، عن علم أو عن غيره.
2- الإفك أشد من الكذب، والبهتان في السوء أشد منه.
3- الإفك يدل على قلب الأمور وصرفها عن جهتها الأصلية، وهذا غالب ما ورد به في القرآن الكريم.
4- أشد من الإفك الافتراء؛ لأن الأول قد يكون له أصل، أما الثاني فهو مُختلق لا أصل له وهو عجيب.

مفهوم الافتراء: من "فري" الفاء والراء والحرف المعتل: عظْم الباب قَطْعُ الشيء.
ثم يفرَّع منه ما يقاربُه؛ من ذلك: فَرَيتُ الشيء أفرِيه فَرْيًا، وذلك قَطْعُك له لإصلاحه.

قال ابن السكّيت: فرى، إذا خَرَز، وأفريته إذا أنت قَطَعْتَه للإفساد.
ومن الباب: فلان يَفْرِي الفريَّ، إذا كان يأتي بالعجب، كأنه يَقْطع الشيء قطعًا عجيبًا[36].
فَراهُ يَفْرِيهِ: شَقَّهُ فاسِدًا أو صالِحًا، كَفَرَّاهُ وأفْراهُ، والكَذِبَ: اختلقه؛ والفِرْيَة: الكذب[37].
وأَفْرَى الأديم: قطعَه على جِهة الإفساد؛ وفَرَاه: قطعه على جِهة الإصلاح[38].

ورد لفظُ الافتراء في القرآن الكريم في (60) موضعًا، لم نجد أوجهًا لها في كتُب الأوجه والنظائر؛ لذا تتبعْنا صيغَها، فكانت كالتالي:
1- افتراء للكذب: وردتْ هذه الصيغة في آيات عدَّة، منها: ﴿ فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 94]، وقوله تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 50]، وفي جميع الآيات ورَد بعدَ لفظ الافتراء لفظ الكذِب، فالافتراء غالبًا لا يكون إلاَّ للكذب، بمعنى اختلاقه مع احتمالِ اللفْظ للكذب، فمجرَّد أنَّه اختلاق دلَّ على مخالفتِه للحقيقة، غير أنَّ مِن معانيه الإتيان بالعجب، كأنَّه يقطعه عن أصْله وحقيقته.
لكن شرط العِلم ناقص؛ لذا أُضيف الكذِب، فقد يكون بعضُه ليس كذبًا؛ أي: عن جهْل.

2- افتراء الإثْم: كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

3- افتراء القرآن: ﴿ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 37].
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [هود: 13].
﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

4- الأمر العظيم العجب: ﴿ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴾ [مريم: 27].

5- افتراء السحر: ﴿ قَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُفْتَرًى ﴾ [القصص: 36].

6- افتراء الإفْك: ﴿ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ مُفْتَرًى ﴾ [سبأ: 43].

7- افتراء البُهتان: ﴿ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ﴾ [الممتحنة: 12].

بتتبُّع مواضع اللفظ نلاحظ أنَّه غالبًا ما يجرُّ معناه إلى غيره بحرْف المعنى "على"، كما أنَّ الافتراء هو خلاف الصِّدق (يوسف: 111) و(هود: 13) وغيرها، فالفري الإتيان بالعجب كالتقطيع، وقد يكون للإصلاح، والإفْراء للإفساد، والافتراء فيهما[39]؛ لذا كان غالبُ موارده في القرآن أنَّه عُلق بقرينة تدلُّ على الإفساد بأن جعل الافتراء إمَّا للكذب، أو للإثم، أو الإفْك، أو البُهتان، أو السِّحر، أو الظلم؛ فالافتراء هو العظيم مِن الكذب؛ لذا يُقال لمن عمل عملاً فبالغ فيه: إنَّه يَفري الفِرَى، ومعنى افترى: افتَعَل واختلق ما لا يصحُّ أن يكون، وما لا يصحُّ أن يكون، أعمُّ مما لا يجوز أن يُقال، وما لا يجوز أن يُفْعل[40].

مِن خلال الآيات الواردة نَفْهم أنَّ الافتراء هو أعظمُ درَجات الكذب؛ لأنَّ درجاته كلَّها ألحقتْ به، فكان الافتراء للبُهتان والإفْك والكذب، وهذا راجع لأنَّها كلَّها ذات أصْل إلاَّ الافتراء، فهو كلامٌ لا أصلَ له.

نخلُص إلى نِقاط جامِعة لما سلف:
1- الفرى للإصلاح، والإفْراء للإفْساد، والافتراء فِيهما، وفي الإفْساد أكثر استعمالاً في القرآن.
2- استعمل الافتراء في القرآن في الكذِب والإفْك والبُهتان والشِّرْك والظُّلم.
3- الافتراء هو أعظمُ الكذِب وأعْلى درجاتِه.

مفهوم البُهتان: الباء والهاء والتَّاء أصلٌ واحِد، وهو كالدهش والحَيْرة[41]. وبَهَتَهُ: قال عليه ما لم يفعلْ، والبَهيتَةُ: الباطِل الذي يُتَحَيَّر مِن بطلانه. والبَهتُ: الأخْذ بغتة، والانقطاع والحيرة[42]، وبَهِتَ: دهش وتحير، وأفْصح منها بُهِت بالضم[43]، وهو بمعنى أُخِذَ بالحجَّة فشَحَب لونُه، يقولون: ثوب باهت، ولون باهت؛ أي: شاحِب، والبهتان: الكذب المفترى[44].

ورد لفظ البُهتان مع اشتقاقاته في (6) مواضع، على (4) أوجه[45]، هي:
1- الزِّنا: ورد في قوله تعالى: ﴿ وَلاَ يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَه ﴾ [الممتحنة: 12]؛ أي لا يلحقْنَ بأزواجهنَّ غير أولادِهم؛ قاله ابنُ عبَّاس والجمهور[46]، فالبُهتان هنا الافتراءُ على الزوج بالولَد[47].
2- الكذب: قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، يعني: كذبًا صريحًا.
3- المال الحرام: ﴿ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 20].
4- الدهْشة والخسران: ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾ [البقرة: 258].

فالبُهتان كان معناه في القرآن الكريم شاملاً لمعاني الباطِل والكذب والدهشة والحيرة، فآية الممتحنة ورد فيها أنَّ الأولاد المنسوبين لغير آبائهم من طرَف الزوجات هم البُهتان المفترى، فوصف البُهتان بالافتراء؛ أي: إنَّ الزوجات نسبْن لأزواجهنَّ ما لم يفْعلوا، وفي الآية البُهتان أشدُّ مِن افتراء الكذب؛ لأنَّ الافتراء متعلِّق بقائله وما يخصُّه، لكن البهتان يتعدَّى إلى الغير، فالأول كذب لا يتعدَّى، والثاني كذبٌ على الغير، فيكون كلُّ بهتان افتراءً، وليس كل افتراء بهتانًا.

وعرَّف البعض البهتان بأنَّه الكذب المفترى.

أمَّا في آية النور، فبَيَّن أنَّه اتِّهام الغير بما لم يفعلوا في حالِ غِيابهم، وبمعنى الباطِل المحير والمثير للدهْشة بدليل قوله تعالى: ﴿ وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، فالتسبيح هنا كان للتعجُّب مِن أولئك الذين جاؤوا بالإفْك[48].

ووُصف الإفْك بأنَّه مبين؛ ﴿ لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12]؛ أي: كذِب مكشوف؛ لأنَّه قلْبٌ للحقائق الواضِحة.

بينما وصف البهتان بأنَّه عظيم؛ لأنَّه باطل ذُكر بغتةً، فحارتْ معه العقول، واندهشتِ القلوب، فكان تأثيره عجيبًا حتى إنَّه وقَع فيه قومٌ كرام.

كذا وصف البهتان بأنَّه عظيم فسبق بقوله تعالى: ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15]، أمَّا الإفك فكان تِبْيَانه بطلب الشهادة مِن أربعة شهداء، كما وصف أخْذ المال بغير حق بالبهتان والإثم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 20]، فكان معنى الكلام: أتأخذونه مباهتين آثمين، فكان بمعنى المباهتة؛ أي: إثارة الدهْشة والحيرة بفِعْل هذا الباطل، فقد فسَّر الزجَّاجُ البهتانَ هنا بالباطل[49].

قال القاضي أبو يعلَى: وإنَّما خصَّ النهي عن أخْذ شيء ممَّا أعطى بحال الاستبدال، وإنْ كان المنع عامًّا؛ لئلاَّ يظن ظانٌّ أنَّه لما عاد البُضع إلى ملكها، وجَب أن يسقط حقُّها مِن المهر، أو يظن ظانٌّ أنَّ الثانية أوْلى بالمهر منها لقيامها مقامها[50]، فكان هذا الحُكم باطلاً محيرًا، يبهت مَن يسمعه؛ لذا وصفه تعالى بأنَّه إثم وظلم بيِّن واضح[51].

كذا نجِد في القرآن الكريم وصف مَن أُخِذ بالحجَّة فتغير وجهه مِن الدهشة والحيرة في الردِّ بأنَّه مبهوت، والفاعل بَهَت وهو بُهِت: ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾ [البقرة: 258]، وكان سياق الآية: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258]، فانتِقال إبراهيم - عليه السلام - من الحُجَّة الأولى إلى الثانية وترْك نُصرة الأولى، كان لإدراكه ضعفَ فَهم المخاصم؛ لذا كانتِ الحجَّة الثانية محيرة ولم يجدْ مجادلُه جوابًا للرد.

حسن الخليفه احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-20-2013, 09:44 AM   #18
سراج الدين احمد الحاج
المُشرف العام

الصورة الرمزية سراج الدين احمد الحاج



سراج الدين احمد الحاج is on a distinguished road

افتراضي رد: الصدق مع الله....مع نفسك.....مع من حولك


أنا : سراج الدين احمد الحاج




الصدق هو خلق عظيم من أهم أخلاق المسلم وصفات الداعية إلى الله تعالى وهو الأساس الذى قام عليه هذا الدين العظيم وهو ما عرف عليه الصلاة والسلام فى مكة فما كان يعرف حينا إلا بالصادق الأمين صلى الله عليه وسلم .

سراج الدين احمد الحاج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)
كاتب الموضوع منال حسن مشاركات 17 المشاهدات 5162  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
::×:: هذا المُنتدى لا يمثل الموقع الرسمي للطريقة الختمية بل هُو تجمُّع فكري وثقافي لشباب الختمية::×::

تصميم: صبري طه