منتديات الختمية - بالصوره حولية السيد علي الميرغني(44) بالتفاصيل

السيد ابراهيم الميرغني الناطق الرسمي بإسم الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل نيابة عن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في خطاب الذكرى السنوية للسيد على الميرغني ونجله السيد أحمد الميرغني ...

http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphoto...87906603_n.jpg

نص الخطاب الذى القاه السيد ابراهيم الميرغني انابة عن مولاناالسيد محمد عثمان الميرغني

بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني
مرشد الختمية ورئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل
بمناسبة الذكرى 44 لمولانا السيد علي الميرغني رضى الله عنه
والذكرى 4 لنجله السيد أحمد الميرغني رضي الله عنه
الخميس 25 ذوالقعدة 1433 الموافق 11 أكتوبر 2012م

قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
صدق الله العظيم

الحضور الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،

أحييكم جميعاً أطيب تحية ، وأنتم تفدون إلى هذا المكان الطيب المبارك ، مسجد مولانا السيد على الميرغني رضي الله عنه ، لنلتقي جميعاً وننهل من معينه الذي لا ينضب ونحن نحتفي بالذكرى الرابعة والأربعين لمولانا السيد علي الميرغني ، والذكرى الرابعة للراحل السيد أحمد الميرغني ، والذي يعتبر إمتداداً لعمل مولانا السيد علي الميرغني غير المنقطع ولأجره غير الممنون .

ولقد علمنا - جميعاً – ذلك المنهج الشامل الكامل لصاحب الذكرى العطرة ، والذي قدًم من خلاله النموذج الأصلح لما يجب أن يكون عليه المؤمن التقي في دينه ، والمواطن الصالح في وطنيته . في وسطية محمودة لا إفراط فيها ولا تفريط ، ولا شدة فيها ولا تراخ ، بل حزم وحكمة ، وعزم ورفق ، وبصر وبصيرة ، ووعي و إدراك ، مما مكنه أن يكون حادي ركب الهداة المرشدين ، وقطب رحى الوطنيين المخلصين . ولسنا في هذه العجالة بصدد بسط مناقبه الشريفة و شمائله المنيفة أو حصر أعماله المجيدة و آرائه السديدة . فذلك كتاب صفحاته الحقب و الدهور ، ورواته الأنام ، وكتابه الملائكة الكرام ، وشاهده الحق سبحانه وتعالى وحده ( وكفى بالله شهيدا ) .

الجمع المبارك :

إن إحتفالنا الحقيقي بصاحب الذكرى العطرة هو تمثل منهجه المبارك في الإلتزام الديني والأخلاقي الكامل ، ثم دعوة الناس جميعاً لذلك الإلتزام على منهج القوم – الذين لا يشقى بهم جليس – والذي هو روح الإسلام السمحة ، وشعلته الوضاءة ، نقدمه للبشرية جمعاء في يسر ورفق ، وسماحة وبساطة ، لا يملك العقل والقلب والجسد حيالها إلا حسن الإتباع المصحوب بكامل الإقتناع ووافر الرضا والتسليم .

وإننا - أيها الأخوة الكرام - نرى لزاماً علينا والإسلام قد نبتت في جسده الطيب المعافى بثور التطرف والإرهاب الديني والفكري ، أن نجدد الدعوة لعلماء الإسلام ودعاته ومرشديه وهداته وقادته وحداته - بادئين بأنفسنا وإخواننا في طريق القوم – لتوحيد الجهود وتلاحم الصفوف وتماسك الأيدي وتعاون العقول وتلاقح الآراء ، للوقوف بكل صلابة وعزم في وجه هذا العمل الآثم غير الصالح ، والذي يستهدف في المقام الأول سماحة الإسلام ويسره ، ويرمي لتشويه صورته الزاهية ، ويسعى لصد الناس عن سبيل الله وصراطه المستقيم وشرعته البيضاء . ( أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) .

الإخوة الأعزاء :
إن منهج صاحب الذكرى في خدمة وطنه ومواطنيه بكل تجرد ومسئولية ، وتلك المبادئ الراسخة التي أرساها هو والرعيل الأول من الوطنيين الشرفاء ، ظلت تحدونا لمواصلة هذه المسيرة الراشدة بكل عزم وإخلاص ، لا يصرفنا عنها صارف ولا يخذلنا عنها مخذل ، حتى نؤديها كما حملناها لمن خلفنا كاملة غير منقوصة ، نضيف عليها ولا نخصم ، ونبني عليها ولا نهدم ، باذلين في سبيل ذلك ما آتانا الله بفضله من حول وقوة ونفس ونفيس ، من غيرما استبقاء ولا ضن ولا من على وطننا ومواطنينا .

الأخوة الكرام :
لقد ظللنا من خلال حزبكم العملاق ، حزب الحركة الوطنية ورائد الإستقلال الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ، نولي قضايا الوطن اهتمامنا الأول من غير حياد ولا انصراف . وإننا لنؤكد مجدداً في جمعكم هذا أننا لا زلنا وسنظل على موقفنا الثابت من وحدة السودان تراباً و شعباً ، في شماله وجنوبه ، شرقه وغربه ووسطه ، بتعدد دياناته و تنوع سحناته واختلاف ألسنته ولغاته وتباين عاداته وثقافاته ، والتي نراها بمنظورنا مصادر قوة ومنعة لهذا الوطن الأمة لو أحسنا توظيفها وأجدنا التعامل معها . تلك الوحدة التى نصت عليها إتفاقية السلام السودانية ( الميرغني – قرنق ) والتي كان لحزبكم شرف توقيعها في 16 نوفمبر 1988م بأديس أبابا , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( إعملوا فكل ميسر لما خلق له ) وقال : (طوبى لعبد جعلة الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ) .

وشعبنا اليوم في شمال الوطن وجنوبه قد ذاق الأمرين من نتائج الإنفصال وعواقبه ، وتضررمن جرائه في أمنه وسلامته ولقمة عيشه وموارد دخله ، وانعكس ذلك سلباً على حياته اليومية وواقعه المعاش . الأمر الذي لم ولن نرضاه لشعبنا الأبي أياً كان موقعه من خارطة الوطن الجريح . بل واستبقناه بالتحذير مراراً وتكراراً بقولنا ( لو وقع الإنفصال فلن يكون هناك استقرار لا في الخرطوم ولا في جوبا ) وقد كان !!! كما هو واقع ومشاهد .
ورغماً عن ذلك كله فإننا ظللنا علي متابعة لصيقة بمجريات الحوار والتفاوض بين الإخوة في شمال الوطن وجنوبه ، باذلين الراى والمشورة والنصح للطرفين بتغليب مصالح الوطن والمواطنين على ما عداها . وأن تستثمر ساحات الحوار ومساحات التفاوض لإعادة بناء الثقة وترميم جدار الوحدة بين شطري الوطن الواحد ، و إعادة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها . و إننا لنرى أن ما تم مؤخراً بين الرئيسين من اتفاق بأديس أبابا لهو خطوة في الطريق الصحيح ، يجب أن تتبعها خطوات تقرب الشقة وتجسر الفجوة نحو وحدة حقيقية راشدة هادفة لقوة الوطن وعزته وخير شعبه وبنيه .
كما ندعوا باسمكم وباسم جميع الشرفاء من ابناء شعبنا الأطراف المتنازعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى انهاء هذا الصراع وحسمه لصالح الوطن الذي يسعنا جميعاً مع الإحتفاظ بحقوق كل منا في المواطنة كاملة غير منقوصة ، وسنظل نطرق كل الأبواب ونسلك كل الفجاج حتى نصل بعون الله ثم بمؤازرة جماهير شعبنا لهذه الغاية النبيلة .
كما أننا نجدد و نؤكد أننا مع السلام والمصالحة والإعمارلإقليم دارفور . فقد ظلت هذه القضية هي من أبرز اهتماماتنا . وخصصنا لها دائرة مستقلة في حزبنا كان شقيقنا الراحل السيد أحمد الميرغني هو رئيسها ، وقد بذلت جهوداً مقدرة أثمرت واقعاً طيباً لعل ملامحه قد اتضحت في وثيقة الدوحة ، والتي تشكلت بموجبها السلطة الإقليمية لإقليم دارفور . وإننا لندعوا اخواننا وابناءنا حملة السلاح من ابناء دارفور إلى الإلتحاق بركب السلام . كما نهيب بالحكومة أن تهيئ الظروف المشجعة والواقع الملائم لعودة حاملي السلاح بتوطين العدالة وتضميد الجراح وإعمار الديار .

الأخوة الكرام :

إن الدعوةالتي قدمتها الدولة لأبناء شعبنا عبر تنظيماته السياسية ومنظوماته الفكرية ومؤسساته العلمية وأهل التخصص والكفاءة المهنية للمشاركة في إعداد و كتابة الدستور ، هي دعوة جديرة بأن تسهم في تفعيل دور المواطنين في إدارة شئون وطنهم وتحقيق طموحاتهم وأهدافهم ، شريطة أن يتم ذلك بإشتراكنا جميعاً بكل حرية وعدالة و نزاهة و مسئولية ، من غير إقصاء لجماعة أو فرد ، أو إنحياز لرأي أو رؤية دونما مدارسة وتشاور . وإن الحكومة ومنظمات المجتمع مطالبون جميعاً بتوفير الجو المعافي لإعداد و صياغة الدستور من خلاله ، وإلا سيكون نتاجه إعادة إنتاج أزمة ما عاد الوطن والمواطن يحتملانها وما عاد الزمن يسعفنا للبحث عن حلول لها .

الإخوة الأفاضل :
لا شك أن مكانة وطننا السودان بين شعوب العالم ظلت هي الأبرز وعلاقاته بتلكم الشعوب بقيت هي الأميز . وما كان ذلك ليكون عن فراغ أو مصادفة ، بل هو نتاج عصور من البذل والعطاء وحسن التعامل ، سعى لها روادنا الأوائل من المؤسسين لدولة السودان الحديثة ، وحرصوا أن يظل هذا الإرث المجيد موصولاً فيمن بعدهم . وظل حزبنا الرائد يولي هذه العلائق في محيطيها الإقليمي والعالمي جل اهتمامه .
وفي هذا الإطار كان لقاؤنا بالأشقاء في الحكومة المصرية المنتخبة بعد ثورة 25 يناير المجيدة , واتفقنا في وجهات النظر ببناء الوحدة بين شطري وادي النيل على أسس شعبية تأتي الجهود الرسمية متوجة لها ، بغرض استدامتها والحفاظ عليها من الزوال بزوال أنظمة الحكم . كما لم ينقطع التواصل مع الأشقاء العرب والمسلمين ، سيما دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة . كما حرصنا على المحافظة على صلاتنا الأخوية مع محيطنا الأفريقي سيما دول الجوار ليبيا وتشاد وأثيوبيا و أريتريا . كما لم تنفصم صلاتنا بالأسرة الدولية وعلى الأخص بالدول ذات الإهتمام بالشأن السوداني ، فقد ظلت علاقاتنا بهم ممتدة بالقدر الذي نتمكن به من الإسهام في تمتين الصلات والروابط بينها وبين وطننا الحبيب وأن نجعلها أقرب إلى واقع حالنا وفهم قضايانا على الوجه الصحيح .

الإخوة الأشقاء :
إننا على قناعة تامة بأن حال بلادنا لن ينصلح بحال من الأحوال إلا بصلاح مؤسساتنا وتنظيماتنا السياسية والفكرية ، وعلى رأسها حزبكم العملاق ، والذي هو بلا شك رأس الرمح وحجر الزاوية في أي معادلة وطنية ، كما أنه الأقرب إلى جماهير الأمة السودانية ، والأقدرعلى تلمس قضاياها ووضع الحلول والمعالجات لها . وانطلاقاً من مسئوليتنا التأريخية وموقعنا التنظيمي في رئاسة حزب الحركة الوطنية ، فإننا وجهنا الدعوة لجماهيرحزبنا الراشدة داخل وخارج حدود الوطن ، لعقد المؤتمر العام للحزب والذي تقرر له – بمشيئة الله وعونه - مطلع يناير القادم ، متزامناً مع عيد الإستقلال المجيد ، والذي كان لحزبنا فيه النصيب الأوفى .
ولتحقيق هذا الهدف الأسمى قمت بتكوين لجنة تحضيرية لأعمال المؤتمر ، وشرعت في إجتماعاتها الدؤوبة ، وقطعت شوطاً مقدراً في إنجاز ما أوكل إليها من مهام . وإني لأجدد الثقة الكاملة في كفاءتها و مقدرتها وإخلاصها ، وأدعو جميع قواعد الحزب الجماهيرية إلى التعاون الكامل معها في استكمال مطلوبات هذا المؤتمر التأريخي لحزبنا العظيم .
كما أؤكد لكم أن أبواب اللجنة التحضيرية مشرعة وستظل كذلك لسماع كل رأي وتقبل كل مشورة وقبول كل ملاحظة ، طالما كان غايتها التجويد والإصلاح ، ووسائلها الصدق والإنضباط .
وإني ألفت أنظار الأخوة الأشقاء إلى ضرورة اليقظة والانتباه في ترتيب أمورهم وتفقد صفوفهم وتنقيتها من كل شائبة ورائبة , وسد المداخل والمسامع أمام المغرضين والدخلاء الذين يبغون الفتنة وتفريق الكلمة ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) فعلينا أن نقيم مؤتمراتنا القاعدية والفئوية بكل وعي وإدراك وإنضباط تنظيمي ، نقدم لرصفائنا من القوى السياسية الأخرى عبرها النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه التنظيم والإنضباط , ومن جانبنا فإننا لن نتهاون أو نتخاذل أو نتردد في اتخاذ الإجراءات وإيقاع الجزاءات على كل من يعبث أو يخل بنظام هذا الحزب الرشيد كائناً من كان .
وفي ذات الوقت أعلن وأناشد كل الأشقاء الشرفاء من دون حجر أو استثناء لفرد منهم أو جماعة بالعمل الجاد والمسئول لإخراج هذا المؤتمر بصورة تعبر عن تطلعات وآمال جماهير حزب الحركة الوطنية ، وأن يقدموا الأصلح والأجدر بتمثيلهم داخل مؤسسات الحزب وتنظيماته .

الحضور الكريم :
خاتمة القول فلنترحم على روح صاحب الذكرى الخالدة الزعيم الأكبر والمرشد الأعظم مولانا السيد علي الميرغني ، وعلى روح نجله السيد أحمد الميرغني . وعلى من سار على نهجهما القويم و سبيلهما المستقيم في خدمة الدين والوطن ، سائلين الله لهم جميعاً حسن الجزاء وعظيم الثواب ، وأن يجعل البركة فيمن بعدهم ، وأن يجنب البلاد والعباد ويلات الفتن ونوائب المحن ماظهر منها وما بطن ، وأن يحفظ ديننا ووطننا وأهلينا من شرور ذلك كله ، وأن يجمع كلمتنا على ما يحبه ويرضاه ، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا .
اللهم أنت السلام ومنك السلام و إليك يرجع السلام فحينا ربنا بالسلام وادخلنا الجنة دارك دار السلام

والله الموفق وهو المستعان،،،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.