منتديات الختمية

منتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   منتديات الفقه والعبادات (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   الأخذ بالإسباب والتوكل على الله (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=7712)

منال حسن 05-17-2014 06:52 PM

الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
الأخذ بالأسباب والتوكل على الله:_
التوكل على الله والاعتماد عليه من شعب الإيمان، ولكنه لا ينافي الأخذ بالأسباب، فإن الله عز وجل لم يأمر بالتوكل إلا بعد التحرز والأخذ بالأسباب، قال الله تعالى): وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِآل عمران:159
وقال تعالى)فكلوا مما غنمتم حلالا طيباالأنفال:69}. والغنيمة اكتساب.
وقال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه الملك:15
وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم). النساء:71
وقال): وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل الأنفال:60
وأما ترك الأسباب فهو خطأ ينبغي الاستغفار منه، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: قد ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة الحث على الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فمن أخذ بالأسباب واعتمدها فقط وألغى التوكل على الله فهو مشرك، ومن توكل على الله وألغى الأسباب فهو جاهل مفرط مخطئ، والمطلوب شرعا هو الجمع بينهما.
وقد كان سيد المتوكلين صلى الله عليه وسلم يستفرغ الوسع في الأخذ بالأسباب مع كمال توكله واعتماده على ربه، ففي الصحيحين عن عمر: أن أموال بني النضير كانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان ينفق على أهله نفقة سنة، وما بقي يجعله في الكراع والسلاح عدةً في سبيل الله.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: فيه جواز ادخار قوت سنة، ولا يقال هذا من طول الأمل، لأن الإعداد للحاجة مستحسن شرعاً وعقلاً، وقد استأجر شعيب موسى عليهما السلام وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل. اه.
وقد تواتر الأمر بالأخذ بالأسباب في القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أخرج ابن حبان في صحيحه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته وقال: أأعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها، وتوكل.
وقال صلى الله عليه وسلم: لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه، أو منعوه.

فحقيقة التوكل إنما هي عمل القلب وعلمه، فعمل القلب الاعتماد على الله عز وجل والثقة به، وعلمه معرفته بتوحيد الله سبحانه بالنفع والضر، وعمل القلب لابد أن يؤثر في عمل الجوارح، والذي هو الأخذ بالأسباب، فمن ترك العمل أي الأخذ بالأسباب فهو العاجز المتواكل الذي يستحق من العقلاء التوبيخ والتهجين، قال ابن القيم: ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للأمر والحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجزاً.

واعلم أن تدبير العبد لأمور معاشه وسعيه وكده في طلب الرزق إنما هو من باب الأخذ بالأسباب، ومجرد الأخذ بالأسباب ليس مذموما ولا ينافي التوكل كما تقدم وإنما المذموم هو تعلق القلب بذلك وترك التوكل على الله وعدم الرضا باختياره لعبده، لذلك فعندما يدبر الإنسان أموره ينبغي أن يتذكر سبق قدر الله عليه، وغلبة مشيئته، فإن لم يتحقق ما قصده من تدبيره استحضر حينئذ مشهد الإيمان بالقدر السابق، والاستسلام لمشيئته، قال سبحانه: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا{الإنسان:30,
وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ {الحديد: 22 23}.
قال عكرمة: ليس أحد إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا.
وليثق العبد أن تدبير الله له خير من تدبيره لنفسه، فهو أرحم بعبده وأعلم بمصالحه من نفسه، فإذا شهد العبد بقلبه ذلك أورثه الرضا والطمأنينة وأبعد عنه الحزن والغم، ومما سبق يتبين أن مجرد كون الإنسان له أماني أو تطلعات دنيوية لا يقدح في رضاه عن الله تعالى.

قال ابن كثير: أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه، ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه، أو خيرا منه، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ومن يؤمن بالله يهد قلبه يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وقال الأعمش، عن أبي ظبيان قال: كنا عند علقمة فقرئ عنده هذه الآية: ومن يؤمن بالله يهد قلبه فسئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم..
وقال ابن القيم: فلا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله تعالى، وإن تعطيلها يقدح في نفس التوكل، وإن تركها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد من هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً
وقال ابن حجر في الفتح: المراد بالتوكل اعتقاد ما دلت عليه هذه الآية: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها وليس المراد به ترك التسبب والاعتماد على ما يأتي من المخلوقين، لأن ذلك قد يجر إلى ضد ما يراه من التوكل، وقد سئل أحمد عن رجل جلس في بيته، أو في المسجد وقال: لا أعمل شيئا حتى يأتيني رزقي، فقال: هذا رجل جهل العلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل رزقي تحت ظل رمحي، وقال: لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا فذكر أنها تغدو وتروح في طلب الرزق، قال: وكان الصحابة يتجرون ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم. اه.
وجاء في الموسوعة الفقهية: ذهب عامة الفقهاء إلى أن التوكل على الله لا يتنافى مع السعي والأخذ بالأسباب من مطعم ومشرب وتحرز من الأعداء وإعداد الأسلحة واستعمال ما تقتضيه سنة الله المعتادة مع الاعتقاد أن الأسباب وحدها لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا، بل السبب العلاج والمسبب الشفاء فعل الله تعالى، والكل منه وبمشيئته، وقال سهل: من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الرازي في تفسير قوله تعالى: وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله دلت الآية: على أنه ليس التوكل أن يهمل الإنسان نفسه كما يقول بعض الجهال، وإلا كان الأمر بالمشاورة منافيا للأمر بالتوكل، بل التوكل على الله أن يراعي الإنسان الأسباب الظاهرة، ولكن لا يعول بقلبه عليها، بل يعول على الله تعالى.

سراج الدين احمد الحاج 05-19-2014 10:05 AM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
قال ابن كثير: أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه، ويقينا صادقا، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه، أو خيرا منه، قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ومن يؤمن بالله يهد قلبه يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وقال الأعمش، عن أبي ظبيان قال: كنا عند علقمة فقرئ عنده هذه الآية: ومن يؤمن بالله يهد قلبه فسئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم..

د. سلوى الدابي 05-19-2014 10:29 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
وكيل فثبتنا بتوكلك الاعلا قوى فقوينا على فعل طاعة


bet alkhalifa 05-20-2014 08:01 AM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
http://up.khatmiya.com/images/13901006821.gif
وكيل فثبتنا بتوكلك الاعلا قوى فقوينا على فعل طاعة

************************************************** ***************
فحقيقة التوكل إنما هي عمل القلب وعلمه، فعمل القلب الاعتماد على الله عز وجل والثقة به، وعلمه معرفته بتوحيد الله سبحانه بالنفع والضر، وعمل القلب لابد أن يؤثر في عمل الجوارح، والذي هو الأخذ بالأسباب، فمن ترك العمل أي الأخذ بالأسباب فهو العاجز المتواكل الذي يستحق من العقلاء التوبيخ والتهجين، قال ابن القيم: ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب وإلا كان معطلاً للأمر والحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً، ولا توكله عجز
************************************************** ***************************
شكرا منال على حسن على هذا البوست القيم جزاك الله كل خير وجعلنا من المتوكلين عليه حقا
:thanku:

سراج الدين احمد الحاج 01-26-2015 05:47 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
واعلم أن تدبير العبد لأمور معاشه وسعيه وكده في طلب الرزق إنما هو من باب الأخذ بالأسباب، ومجرد الأخذ بالأسباب ليس مذموما ولا ينافي التوكل كما تقدم وإنما المذموم هو تعلق القلب بذلك وترك التوكل على الله وعدم الرضا باختياره لعبده، لذلك فعندما يدبر الإنسان أموره ينبغي أن يتذكر سبق قدر الله عليه، وغلبة مشيئته، فإن لم يتحقق ما قصده من تدبيره استحضر حينئذ مشهد الإيمان بالقدر السابق، والاستسلام لمشيئته، قال سبحانه: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا{الإنسان:30,

د. سلوى الدابي 01-26-2015 06:03 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج (المشاركة 115896)
واعلم أن تدبير العبد لأمور معاشه وسعيه وكده في طلب الرزق إنما هو من باب الأخذ بالأسباب، ومجرد الأخذ بالأسباب ليس مذموما ولا ينافي التوكل كما تقدم وإنما المذموم هو تعلق القلب بذلك وترك التوكل على الله وعدم الرضا باختياره لعبده، لذلك فعندما يدبر الإنسان أموره ينبغي أن يتذكر سبق قدر الله عليه، وغلبة مشيئته، فإن لم يتحقق ما قصده من تدبيره استحضر حينئذ مشهد الإيمان بالقدر السابق، والاستسلام لمشيئته، قال سبحانه: وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا{الإنسان:30,


سراج الدين احمد الحاج 02-04-2015 12:54 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
للتوكل على الله تعالى قواعد يقوم عليها : يقول محمد بن ابى عمران
سمعت حاتم الاصم وقد سأله رجل : على ما بنيت أمرك هذا فى التوكل
على الله ؟ قال: على خصال أربع :

- علمت أن رزقى لايأكله غيرى فاطمأنت به نفسى .
- وعلمت أن عملى لايعمله غيرى فأنا مشغول به .
-وعلمت ان الموت يأتينى بغتة فأنا أبادره
-وعلمت أنى لا أخلو من عين الله حيث كنت فأنا مُستحٍ منه.

د. سلوى الدابي 02-04-2015 05:56 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج (المشاركة 116215)
للتوكل على الله تعالى قواعد يقوم عليها : يقول محمد بن ابى عمران
سمعت حاتم الاصم وقد سأله رجل : على ما بنيت أمرك هذا فى التوكل
على الله ؟ قال: على خصال أربع :

- علمت أن رزقى لايأكله غيرى فاطمأنت به نفسى .
- وعلمت أن عملى لايعمله غيرى فأنا مشغول به .
-وعلمت ان الموت يأتينى بغتة فأنا أبادره
-وعلمت أنى لا أخلو من عين الله حيث كنت فأنا مُستحٍ منه.


وكيل فثبتنا بتوكلك الاعلا قوى فقوينا على فعل طاعة



سراج الدين احمد الحاج 03-04-2015 01:35 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
أخرج ابن حبان في صحيحه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته وقال: أأعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها، وتوكل.

د. سلوى الدابي 03-04-2015 06:31 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سراج الدين احمد الحاج (المشاركة 117196)
أخرج ابن حبان في صحيحه: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يترك ناقته وقال: أأعقلها وأتوكل؟ أو أطلقها وأتوكل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اعقلها، وتوكل.


حسبنا الله ونعم الوكيل

سراج الدين احمد الحاج 03-11-2015 07:21 PM

رد: الأخذ بالإسباب والتوكل على الله
 
قال سهل: من قال: التوكل يكون بترك العمل فقد طعن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،


الساعة الآن 04:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا