منتديات الختمية - أبوكليوة... والرحيل المر

كتب : د محمد عبدالله حسن

إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا لفراقك يا حاج محمد بابكر موسى أبوكليوة لمحزونون ...

نعى الناعي صباح اليوم بالقاهرة رجل البر والإحسان محمد بابكر موسى أبوكليوة إلى جوار ربه راضياً مرضياً، رحل المعطاء المجواد، رحل صاحب القلب الكبير، رحل الكريم البشوش، رحل المتواضع العفيف النظيف، رحل كافل الايتام، رحل الذي يجود بيمينه ولا تعلم شماله، رحل وترك جلائل أعماله شافعة له يوم القيامة بإذن الله، كما قال سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم، وأعمال الراحل تشهد له بذلك، من مستشفيات ومدارس ومساجد ومياه، نسأل الله أن تكون هذه الأعمال صدقة جارية تشفع له يوم القيامة، وعزاؤنا أنه ترك أبنائه ليمسكوا الراية سائرين بسيره في العطاء وعمل الخير والإنفاق على الفقراء، وهم أهلاً لذلك وزيادة...

قدم الراحل الكثير والكثير لآهله خاصة بقرية الطندب ابوكليوة ولمنطقة شرق الجزيرة بصورة عامة، فقد قام الراحل بتوصيل الكهرباء للقرية وللقرى المجاورة على نفقته الخاصة، وفي العام 2016م شيد مستشفى أبوكليوة الإقليمي التخصصي كأكبر مستشفى على مستوى ولاية الجزيرة بل على مستوى السودان، وشيد مدراس الأساس، وتوصيل شبكة المياه، ودعمه المتواصل للأسر الفقيرة بالقرية والقرى المجاورة، وأعمال الخير كثيرة لا يسع المجال ذكرها ...

كان الراحل دائماً ما يحث الشباب على العمل وعلى الإنتاج وعلى أن تكون القرية من مصاف القرى النموذجية والتي يشار إليها بالبنان، وكان مشاركاً فعالاً مع لجان القرية وشبابها وكان ساعدهم الأيمن داعماً لهم بالرأي أولاً وبالمال ثانياً، كان مواصلاً رحمه في افراحهم واتراحهم، ونشهد له بأنه كان يسأل دائماً عن أحوال المرضى والمنومين بالمستشفيات سواء داخل السودان أو خارجه، داعماً لهم معنوياً ومادياً.

نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعل البركة في أبنائه وفي أهله وعشيرته ويجبر الله كسرهم ويصبرهم على فقدهم ...

إنا لله وإنا إليه راجعون ...