*من كلام الكِبار*
جمع وترتيب: جمال أحمد الحسن
روى أبو البختري سعيد بن فيروز (ت٨٣ه) عن حذيفة بن اليمان - وهو لم يسمع منه - أنه سمع رجلا يدعو على المنافقين بالهلاك ! فقال له حذيفة : "لو هلكوا ما انتصفتم من عدوكم" ، يعني : أن أصحاب النفاق العملي هم كثيرن جدا ، بهم يكثر سواد المسلمين ، وبهم ينتصرون على عدوهم .
وهو أثر يكفيني فيه أن تابعيا ثقة فقيها مفسرا كأبي البختري كان يُثبت معناه .
ولذلك جاء عن بعض السلف أنه كان يقول : "لولا المنافقون لاستوحشتم في الطرق" ، أي : لخلت الطرقات من الناس واستوحشتم من قلة الناس .
هذا يعني : أن تنفير هذا الصنف من الناس ، وحشرهم بين خيارين لا ثالث لهما : إما خضوع أهل الإيمان أو إعلان العصيان والتمرد على الطاعة = ليس من الحكمة في شيء ، وهي سياسة نتيجتها الفشل في الداخل والخارج !!
لئن كان هذا في زمن التابعين ، ولنفترض أنهم مبالغون ، فهل نشك إنه هو واقعنا اليوم .
لو استثمرنا حياء المستحي ، وأنفة المستكبر ، وحرية الليبرالي ، واستقلالية العلماني ، وجرأة الفاجر ، في نصرة قضايانا ، ما أمكن ذلك ، من باب : " إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر" ، ومن باب استثمار نقاط التلاقي في دعم مشاريع الخير = ألم يكن هذا خيرا من الإقصاء وإشعال نار العداوة الخابية وزيادة اشتعال المشتعل منها ، ونحن نمر بأسوأ المراحل !!
هذا مع علمي بظلم كثير من الأحكام التي تصنف الناس بالنفاق والفجور والكفر والردة ، والتي كان يمارسها عامة المسمين في الصف الإسلامي !!
.
.
.
#الدكتور_الشريف_حاتم_العوني