منتديات الختمية

منتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1) (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=5738)

العوضابي 09-07-2012 07:30 PM

من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



الموضوع : ( مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ )



· أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟
· أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟
· أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟
· أما شافوا القمح ينمو في الحقول , وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟
· أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟
· أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟
· أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟


(للكاتب والأديب السودانى الكبير المرحوم / الطيب صالح . )

للاجابة على هذا التساؤل (القديم / الحديث ) هناك مجموعة رسائل فيها متابعة دقيقة (للانقاذ ) منذ أن وضع بذرتها الأولى الأب الروحى لها فى عام 1964 وحتى تأريخه ,....... سوف أعيد باذن الله تعالى , نشرها هنا كاملة , واحدة تلو الأخرى , ..... كى نقف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء جعل أناس من بنى جلدتنا يتحولون الى هذه الحالة الشاذة , والأكثر غرابة , التى عبر عنها هذا الكاتب والأديب الكبير , تعبيرا صادقا , فى تساؤلاته أعلاه , ..... والمعبرة عن قمة الدهشة والحيرة , ....... ..... بل هناك سؤالا أكثر الحاحا , وأشد طلبا وهو : " كيف يتأتى لاناس ,... المعلوم عنهم أنهم : " حملة رسالة " ..... جاءوا كما يدعون , لانزال تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , الى الأرض , ليراها الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , فى سموها وعلوها , .......يأتون بشىء مغائر ومجافى تماما لحقيقتها , ....... بل انما جاوا به , وأنزلوه على الأرض , يعد بمثابة , أكبر , وأعظم هدية تقدم : " لاعداء الحق والدين " ..... ليكيدوالديننا وعقيدتنا , باعتبار ان ما قدم هو الاسلام , !!!!!!! ........ فهل هناك فتنة أكبر وأعتنى , وأشر من هذا الذى ماثل ونراه أمام أعيننا ؟؟؟؟؟

.......... وفيما يلى نبدأ بالرسالة (1) :

الرسالة (1) : هذه الرسالة تم اعدادها عام 1999وكنت وقتها خارج البلاد أرسلتها لأحد أقربائى من منتسبى الجبهة الترابية كرسالة خاصة , ولكن رفعت عنها خصوصيتها لتعميم الفائدة :


وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
التاريخ 21/1/1999م
الموافق 4/10/1419ه
إلى حضرة الأخ العزيز الدكتور /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد،،،

أخي العزيز كنت قد انتويت الكتابة إليك منذ فترة بعيدة في هذا الموضوع الذي أصبح اليوم الهم الأول والشغل الشاغل لكل أهل السودان ولكن " حُذِّرتُ " من ذلك والآن أرى أن الأمر قد استفحل وأصبح في نظري يتعلق " بالمصائر " ولم تعد مسألة شخصية، لذا أعتقد أن الوقت قد حان لأعرض عليك هذه التجربة ……… إنها تجربة شخصية ودراسة متواضعة، لكي نتبصر معاً ولنتفا كر في نتائجها بعيون مبصرة وقلوب مفتوحة وآذان صاغية ، وإني إذ أقدم على ذلك الآن لا أريد إلا وجه الحق ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على ذلك : " اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " ..... تمر هذه التجربة من خلال ثلاث مراحل هي :
· الأولى : من أول الثمانينات إلى تاريخ الانتفاضة.
· الثانية : من تاريخ الانتفاضة إلى قيام الإنقاذ.
· الثالثة : ما بعد الإنقاذ.

وقبل أن أدخل في الموضوع أرجو أن أبدأ بالمقدمة

" الإخوان والشيوعيين "

· عندما خرجت من القرية وأنا في مستوى الأولية كنت قد حفظت ربع القرآن على المرحوم الوالد ودرست كلاً من العشماوية والعزية والجزء الأول من رسالة ابن أبي زيد القيرواني على شيخنا عثمان الحاج رحمهما الله ... وفي ذلك الحين لم تكن الأحزاب قد تبلورت بشكلها النهائي إلا أن الصراع كان على أشده بين طرفي الإخوان / الشيوعيون، وطبعاً لم يكن لي فكرة سابقة عن ذلك عندما بدأت كالعادة عملية " الاستقطاب " وصلتني الدعوة أولاً من الطرف الثاني جمعت زمرة من الأخوة أولاد البلد وبعد السلام والتحية انحرف الحديث وأصبح كله عن أشخاص من الطرف الأول وتعرضوا لهم بصورة قد تكون عادية في عرفهم آنذاك ، إلاّ إني كرهتها في نفسي ولم أبدي شيئاً ... وقد لاحظت أن هذا الشيْ نفسه تكرر وبصورة أفظع عندما التقيت بالطرف الأول، ... وهنا أدركت بحاثتي حقيقة الأمر: ( أنهما تياران متصارعان والأمر بالنسبة لي هو عملية استقطاب ) ... وهنا أخذت قراراً ونفذته في الحال دون أن أخبر أحداً هو: " عدم الانضمام ألبته لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " واستمرت الأيام وكنت كلما جمعتنا مناسبة يصير فيها جدل بين الطرفين، تحدث من الغرائب ما يزيدني اقتناعا بما اتخذته من قرار، ولم أكن سلبياً في هذا الأمر بل استطعت وفي فترة وجيزة جداً أن اطلع ( عن طريق الإعارة منهما في غالب الأحيان ) على الكثير من أديباتهم وبالاختصار:
· بالنسبة للطرف الأول أكاد أكون اطلعت في ذلك الحين على رسائل الشهيد حسن ألبنا كلها بجانب كتب أخرى كثيرة.
· أما بالنسبة للطرف الآخر فقد تناولت بعض الكتيبات والنشرات عن المذهب الشيوعي وكتب في الفلسفة بصفة عامة... واستمر بي الحال حتى اطلعت على رأي المرحوم العقاد في تحديده الدقيق لأصل أبو الشيوعية " ماركس " وعن الشيوعية بصفة خاصة وكل المذاهب الحديثة بصفة عامة... أما بالنسبة للطرف الأول فقد واصلت بصفة مستمرة، إصدارات هذا الاتجاه أو المتعاطفون معه بالقدر المستطاع ولم انقطع... وفي تلك الأثناء لاحظت أشياء غريبة أو كنت أراها غريبة، لاحظت:
· أن الطرف الأول كان يجاري الآخر في سلوكه عندما يحتدم النقاش بينهما ولا يلتزم بالسلوك الإسلامي في المناقشة: لا من حيث الصفة: ( الهدوء وخفض الصوت ) ولامن حيث الهدف: ( الوصول للحق ) بل تجد أن أيما طرف منهما طرح موضوع أو عرض رأيه في موضوع لابد أن يقابله الآخر بالرفض ولو كان مقتنعاً بصحته في قرارة نفسه.. وهو إنكار من لا يريد " الحق " وتقويمه بل بدافع الجدل، مجرد الجدل والمغالبة لا غير.. وكنت أعجب لهذا الحاصل وأحياناً أتدخل وأفك النزاع بالحسنى، وتوضيح وجه الحق بصورة ترضي الطرفين.
· بعد فترة وجيزة اكتشفت أن معلوماتي التي حصلت عليها من أدبيات الطرفين وخاصة الأول تفوق معلومات كثيراً من الأعضاء الملتزمين.
· ظاهرة التعصب الأعمى والمراء هي الغالبة على الطرفين.. لذ1 يندر أن ينتهي نقاش بدون مشادة أو عراك وكان شيئاً مؤسفاً بالنسبة لي.
· ولكن الحمد لله فقد ظللت صديق للطرفين حتى فرقت بنا الأيام ومع مرور الزمن حمدت الله كثيراً عندما علمت أن الله سبحانه وتعالى قد أكرم هؤلاء الذين عصفت بهم الأهواء بالتوبة والرجوع إلى طريق الحق وإلى سواء السبيل.

· الفترة الأولى: بداية الثمانينات وما قبل الانتفاضة:

· حتى بداية الثمانينات كانت معلوماتي الخاصة عن د/ الترابي لا تزيد عن معلومات أي متابع عادي لما يدور في الساحة وكل ما أعرفه عنه أنه من بيت ديني معروف، عرفناه منذ الصغر ونحن في الخلوة من أناشيد جدهم الكبير التي كانت تنشد في المناسبات وسيرتهم العطرة التي كانت دائما على لسان أهلنا الكبار عليهم رحمة الله جميعاً، هذا بجانب أنه استطاع بذكائه وحنكته أن يستولي على تنظيم " الأخوان " الطاعن في القدم والذي " أنشأ " في حياة الشهيد حسن ألبنا.. وبعد فترة وجيزة انسلخ منه كبار رموزه السابقون له في التنظيم.
· كان له دور ظاهر في ثورة أكتوبر 64 مما كان له بالغ الأثر في اكتساحه لانتخابات الخريجين التي أعقبت الثورة مما أظهر أن هذا الاكتساح كان لشخصه فقط من جمهور الناخبين ولا يمثل قاعدته بدليل إن القائمة التالية له شملت بضع يساريين. أما كل معلوماتي الأخرى أو ما أعرفه هو ما استشفيته من " الميديا المحلية " ولم أقرأ له أو لمعارضيه أي كتاب حتى ذلك التاريخ ومع ذلك كنت أحس أن في النفس شيء من قبله لا أدري سببه إلا أنه كان لي من الهموم ما يصرفني عن مجرد التفكير في ذلك.
· في هذه الأثناء قدم لي أخ صديق وكنت وقتها في سنار ( مهندس من أبناء دار فور ) لا أذكر اسمه قدم لي كتابه " الإيمان " وطلب مني قراءته. وقد سبق لي الإطلاع على كافة المواضيع المشتملة عليه لأئمة كبار مثل الإمام أبي حامد الغزالي والإمام ابن تيميه وتلميذه الإمام ابن القيم الجوزية وغيرهم.
· وأقرُّ هنا أن هذا الكتاب ترك أثرا طيبا في نفسي لذا عندما سألني الأخ ما رأيك فيه ؟ " أجبت: انه يضع مؤلفه في مصاف الأئمة الكبار " .. وتصورت حينها أن هذا الكتاب القيم يمثل الأساس المعتمد والجاري تطبيقه لتربية قواعد التنظيم تربية إسلامية صحيحة بهدف خلق جيل يقوم على فهم صحيح وواعي لحقيقة ديننا الحنيف وعقيدتنا السمحة للارتكاز عليها في قيام نظام إسلامي معافى أو تمكين النظام القائم آنذاك من تحقيق ما تصبوا إليه الأمة من سعادة في الدارين، .. كان هذا ما تصورته حتى تاريخ مغادرتي البلاد في 15/4/1985 ( أي بعد الانتفاضة بأسبوعين تقريباً ) .
·

· الفترة الثانية :من بعد الانتفاضة حتى قيام الإنقاذ :

· في أثناء وجودي بالخارج وعلى مدار سنة ونصف من وصولي هناك كنت على إطلاع دائم ومتابعة لما يجري من خلال الجرائد اليومية والأسبوعية التي لم تكن ممنوعة من الدخول آنذاك ( منعت بعد حرب الخليج الأخيرة ) ووقفت على معظم الأحداث التي أعقبت الانتفاضة.
· في هذه الأثناء تصادفوجودي في مناسبة في منزل أحد الأخوان وكالعادة أثيرت مواضيع كثيرة تناولت فيما تناولت " الدكتور " وفوجئت بأحدهم يقول: " إن الدكتور عندما كان هنا في فبراير 1985، سئل عن مدى جدِّية نميري في تطبيق الشريعة الإسلامية من عدمه وكان رد الدكتور: أنه كان أكثر من جاد بل شبهه بسيدنا عمر بن الخطاب، .. وهنا لم أتمالك نفسي وانبريت له مقاطعاً:
· هذا مستحيل ‍‍‍ لا يعقل أن يقول الدكتور مثل هذا الكلام أبداً.. وهنا اتجهت كل الأعين نحوي في حالة اندهاش واستغراب شديدين.
· ردَّ عليَّ: " لكن يا أخي كيف تنكر ذلك وكل هؤلاء الحضور يشهدون على ذلك فما رأيك فيما لو أسمعناك ذلك مسجلاً بصوته فماذا تقول ؟
· قلت: " إذا تأكد لي أنه قال ذلك، أقول إنه: منافق ‍ "
· فازداد الجميع دهشة وقالوا: " كيف ولماذا ؟؟؟
· قلت : الأمر واضح جداً : أولاً .. خذ مثلاً أنا شخصياً كمسلم أولاً ومواطنا سودانياً ثانياً قد عاصرت تطبيق الشريعة في السودان ( ومع معرفتي التامة والعميقة لشخص نميرى ) ولكن لم أكن أهتم كثيراً عن مدى صدقه من عدمه، بل كان يكفيني أن الشريعة تنزلت وتم تطبيقها بالفعل وبموجب قوانين وتشريعات ملزمة، أما ما عدا ذلك فأمره موكول لله سبحانه وتعالى.
· ولكن وكما تعلمون أنه بعد الانتفاضة تكشفت لنا حقائق دامغة وموثقة عن طريق المحاكم تثبت أن الجرائم التي ارتكبها نميرى بعد تطبيقه الشريعة تفوق كل جرائمه قبلها، وهذا فيه إثبات واضح للجميع أنه كان أبعد الناس عن الجدَّية وأنه لم يرد بها إلاّ السلطة. ثم واصلت:
· هذه الحقائق التي تكشفت لنا بعد الانتفاضة كانت بالنسبة لنا جميعاً " غيباً " ولكنها بالتأكيد لم تكن " غيباً " بالنسبة " للدكتور" الذي كان أقرب الناس إليه وبالتالي محيط وعلى علم تام " بكل شيء " : مما تكشف وأصبح معلوماً للجميع ، وما لم يتكشف حتى الآن ، كل ذلك هو عالم ومحيط به فكيف يأتي هنا قبل شهرين فقط من الانتفاضة ويقول قولته هذه ؟؟؟
· هنا تنفس الجميع الصعداء وقالوا إن ما قلته حق وهو أمر يستدعي التفكير فيه.. ( ووعدني الأخ بإحضار الشريط لي لاحقاً ) .
· بعد أيام جاءني الأخ المذكور بالمكتب وأعتذر لعدم عثوره على الشريط وقدم لي الكتاب الدوري لجامعة الإمارات عن الموسم الثقافي لعام 84/1985 . قال لي أنه يتضمن فيما يتضمن محاضرة: " الدكتور " كاملة ومثبت فيها أسئلة الحضور وإجاباته عليها بالتفصيل، وشكرته على ذلك وأخذت الكتاب معي للمنزل.
· بمجرد وصولي المنزل قرأت أولا المحاضرة ثم عرجت على الأسئلة.. وكان نفس السؤال من ضمنها والذي قيل انه تكرر في كل لقاءا ته التي تمت داخل دولة الإمارات
· السؤال : كان عن مدى صدق نميرى من عدمه في إعلانه تطبيق الشريعة الإسلامية ؟؟
· الإجابة: في صفحة 94،95 من الكتاب المذكور استغرقت حوالي صفحتين جاء فيها : " .. صدقوني لو رأيتم حاكماً في السودان طبق الشريعة الإسلامية فاعلموا أنه لا أقول جاداً وحسب ولكن شخص " متوكل " توكلاً لا يعهد ه في حاكم مسلم آخر.. ،، ثم تابع قائلاً : " .. أما عن ماضيه وتوبته.. أكبر مثال للحاكم المسلم الصالح عمر بن الخطاب كيف كان قبل أن يكون الإسلام.. وهل ضرَّه ذلك الماضي قبل الإسلام من أن يكون أشهر العادلين في حساب المسلمين وغيرهم.. ،، وختم حديثه قائلاً : " .. مهما يكن من شئ فإن الذي حدث وأنا على ذلك شاهد: " جد توكل بالغ "
· " متوكل " أخي هذه الكلمة استوقفتني حقيقة ودخلت حينها في إطراقه طويلة من شدة المفاجأة.. هذه الكلمة لو قالها أي رمز آخر من القادة السياسيين الأُخر لما أعرتها أي اهتمام إذ ربما لا يدرك معناها الحقيقي حيث يفسرها العامة بمعنى " التواكل " أما أن تصدر من صاحب كتاب " الإيمان " والذي يدرك ماذا تعني هذه الكلمة المقدسة وقد أفرد لها أكثر من صفحة على ما أذكر في كتابه هذا، شارحاً وموضحاً المفهوم الحقيقي لمعنى التوكل في الإسلام.. أما أن تصدر منه بالذات فكانت بالنسبة لي صدمه وأي صدمة.. كانت صدمة شديدة وربما كانت هي: " قاصمة الظهر "
· ملحوظة : " بعد أربع أو خمسة سنوات من هذا التاريخ قرأت رأيه في نميرى " .. بعد الانتفاضة يقول فيه: " .. لقد كان نميرى فرعوناً لأنه لم يرد بالدين شيئاً "
· وهنا عزمت أمراً : " هذا الموضوع خطير ويحتاج إلى متابعة دقيقة .. وأنَّى لي أن أقوم بذلك وأنا أعيش في ظروف لا يحسد عليها: أعمل (13) ساعة في اليوم والشركة على عتبة الإفلاس.
· المهم: بدأت أتابع بقدر المستطاع إصدارات تلك الفترة ( الصحافة السودانية ) وكانت مليئة بالمقالات التي تعرضت لفكره ولسيرته من كتاب مختلفين أعرف بعضهم والكثير منهم لا أعرفه، وقد شمل ذلك أشياء كثيرة ومثيرة، بل مخيفة وغريبة بالنسبة لي. قالوا عنه:
· قالوا: ما هو إلا منافق " يتدثر بالدين لتحقيق أهداف سياسية بهدف الوصول للسلطة فقط لا غير.
· قالوا: إنه مكيافيلى ، وعدَّه آخرون بأنه صنيعة ماسو نية يعمل لصالح الماسونية العالمية .
· قالوا: (وهذه لأحد الكتاب كان من رموز الإتجاة الإسلامي سابقاً قال هذا: أو ادعى إنه دسيسة لتدمير دعوة الإخوان المسلمين وأتهمه بأنه لعب دوراً كبيراً في المؤامرة التي أدت إلى توصيل الشهيد سيد قطب إلى حبل المشنقة . " قصة الأسلحة على ما أذكر "
· وتعرضوا يا أخي لسيرته الشخصية بصورة لا تليق بمواطن عادي فضلاً عن زعيم ديني وصاحب ألقاب كبيرة وقائد لتيار يعد محط آمال لطائفة كبيرة من خيرة شباب الأمة.
· لهذا كان الأمر بالنسبة لي يا أخي: مخيف وغريب في آن واحد: لأنه حسب متابعتي المتواصلة لسيرة قادة هذا التيار بدءاً من المرحوم الشهيد حسن ألبنا وخلفه حسن الهضيبي مروراً بالشهيد سيد قطب وتواصلا حتى المرحوم التلمساني ، فلم نسمع عنهم إلا كل خير ، كانوا متميزين ومن خيرة الدعاة إلى الله ، شهد لهم مخالفيهم قبل أتباعهم لسيرتهم العطرة وجهادهم العظيم في سبيل الدعوة لله وإحياء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولاقوا ما لاقوا في سبيل ذلك ، فلم يهنوا ولم يتخاذلوا وتركوا آثاراً نافعة شاهدة لهم بهذا الفضل العظيم . .. وانشغلت بهذا الأمر وتملكتني الحيرة لفترة.. وأخيراً توصلت إلى نتيجة مفادها: أن ما جرى في الساحة من اتهامات وما يشاع من خلال الصحافة اليومية، أمراً لا ينبغي أن يُعتدَّ به أو الركون إليه، إذ قد لا يخلو أبداً من الغرض، ومهما قيل فإن احتمال الكذب والافتراء في هذه الأمور وارد، لذا قررت أمرين:

· الأمر الأول : هو ألا أصغى أبداً أو ألقي السمع في هذا الأمر إلا لرجلين :
أو لهما : أحد رموز التنظيم ( الأخوان ) شريطة أن يكون كفأ أو ندّ له . ثانيهما : أن يكون عالم من علماء الدين .

· الأمر الثاني : الهدف : هو البحث عن الحقيقة بتجرد كامل بعيداً عن أي مؤثرات خارجية ومهتديا بهدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين حين قالوا :

· " أن كلاً يؤخذ من قوله ويترك مهما كانت منزلته ومهما بلغ علمه، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ " لا معصوم إلا المعصوم " .
· " .. وعلى المسلم أن يدور مع الحق حيث دار، فإن ذلك من أعظم النعم بعد نعمة الإيمان، وشر الأمور هو التعصب للرجال، لقول الإمام علي كرم الله وجهه:
· " لا تعرف " الحق " بالرجال اعرف الحق تعرف أهله " .
· ويقول أيضاً " يا ابن آدم لك قول ولك عمل فعملك أجدى بك من قولك " .

· في هذه الأثناء وقع في يدي ثلاثة كتب بصورة متتالية كلها داخلة في شرطي اثنتان منها صادرتا في الخرطوم والآخر من بلد عربي إلا أنها كلها صدرت قبل سفري إلا أني لم أسمع بها قط إلا هنا وهي:



· الكتاب الأول : العنوان : " الأدب المصقول للرد على الترابي شاتم الرسول " .

المؤلف: " الشيخ علي زين العابدين

· قصة الكتاب : أنقل هنا من الذاكرة ، يقول الشيخ فيما معناه : " كنت ألقي درساً على طلبتي يوما ومعي بعض أصحاب الفضيلة العلماء وفي هذه الأثناء حضر شاب وجلس مع الطلبة وعند انتهاء الدرس تقدم مني وبعد السلام عرفني بنفسه ثم اخرج من جيبه شريط كاسيت وأخبرني أن هذا الشريط عبارة عن ندوة أقامها دكتور الترابي لمجموعة من أتباعه في مكان " حدَّده " قال الشاب : وقد داخلني الشك فيما جاء فيها من آراء ، وطلب منِّي السماع إليه وتوضيح رأي الشرع فيه ، وفعلاً تم ذلك وسمعنا أمراً غريباً تهتز له الجبال .. فالتفت نحو الشاب وسألته: " هل أنت متأكد أن هذا الصوت هو صوت الدكتور الترابي ؟؟ قال: نعم. قلت: هل عندك ما يثبت ذلك ؟ .. وهنا دلاهم الشاب إلى كتاب أصدره أحد رموز التنظيم " المنشقين عن الدكتور " أثبت فيه كل محتويات هذا الشريط وأشرطة أخرى سمعها وقام بالرد عليها. ووعد بإحضاره، وهنا أوضح الشيخ للشاب قائلاً:
· والله والله يأبني إن ما سمعناه في هذا الشريط وتفوه به رجلكم هذا هو بعينة ما سمعته يردده أعداء الإسلام من يهود وصليبيين .
· والله والله إن كل كلمة فيه تعد في نظر الإسلام كفراً صريحاً، وان مثل هذا الكلام الذي سمعناه لا يصدر إلا من " زنديق " لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. ثم أستأذنه في أخذ نسخة منه، وبعد أن تأكدوا من انتسابه للمذكور طُلب منه الرد عليه بما يكشف حقيقته للشباب المفتون به بصفة خاصة وللأمة بصفة عامة، وصدر فعلاً عام 1985
· قام الشيخ بتفريق فقرات الشريط فقرة فقرة وتولى الرد عليها كل على حده مبينا رأي الشرع فيها من الكتاب والسنة.



· الكتاب الثاني : العنوان : " الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول "

المؤلف: الأستاذ / أبو عبد الله أحمد بن مالك ( جامعة أم درمان الإسلامية )

· قدم لهذا الكتاب أحد رموز الإخوان المسلمون وهو الدكتور / محمود عبد الله برات، يقول الدكتور في المقدمة: " ظهرت فرقة العصرية الضالة في بلاد السودان بقيادة محمود محمد طه، وثانيهما حسن الترابي، وقد صنف فيها الداعية الإسلامي المجاهد الجلد: يوسف كمال بمقالاته الممتازة في مجلة " الدعوة " القاهرية ووضعهم بين أمثالهم من أهل الردة، والعمالة، والفساد في الأرض، ومن بعض ما أصيب به أهل السودان من الترابي: سبه وشتمه وتجريحه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولإخوانه الرسل الكرام، كما مارس سب أصحاب رسول الله ، كما سب التابعين ، والأئمة الأعلام وجميع نظار أهل السنة والجماعة ، وأفسد بالمال والبنوك المشبوهة وشركات التأمين المرابية ، والدراسة في أمريكا ، وبالتوظيف في وزارات خارجيته المسماة بمراكز " منظمة الدعوة الإسلامية " وبالتوظيف في وظائف الدولة وبالتوظيف فيما يسمى في حزبه " المتفرغين " وحق لهم أن يسموا بالفارغين لا المتفرغين ، انتهى بتصرف واختصار شديد .



· موضوع الكتاب : يقول المؤلف :



· هذه السطور تبرئة للذمة ومنا صحة لمن هم أخوة لنا في العقيدة، يسمعون القول فيتبعون أحسنه، أسطرها ردا على مفتريات حسن الترابي التي أخرها والسبب المباشر لها محاضرة له في إحدى شعب الخرطوم لطالبات جامعة الخرطوم.
· يقول المؤلف: " والذي حفزني لذلك هو أن مثل هذه الأفكار الهدامة تنشر في أوساط من طلاب لا يملكون السلاح الذي يدافعون به عن دينهم، فلا يملكون سوى العاطفة الفياضة والجهد المتدفق مناصرة لما يظنون أنه الحق. "
· قولي للإخوان ألا يضيقوا بالنقد.. فإذا أباح مدعي التجديد لنفسه الحرية في الحديث عن الإسلام باسم الاجتهاد وأصبح عرض رسول الله نهباً مباحاً والأنبياء والصحابة والتابعون والفقهاء وأحكام الإسلام كلها يداس عليها بالأرجل ، فهل يقول عاقل بإباحة كل ذلك ، ثم يمنع الحديث والتعرض للمجدد الأوحد ورجل التجديد الوحيد ؟؟ .. فهل إحقاق الحق مفصول عن إبطال الباطل ؟؟ .. وأي شئ هو أهم من العقيدة وعرض الأنبياء والرسل والصحابة ؟؟ .. وأي دولة هذه التي تقام ؟؟ .. أهي دولة الشيطان " ؟؟ .. وأي جماعة هذه التي تدعو الناس إلى الاعتصام بها، وتسمح أو تقبل لسب الأنبياء والصحابة، وهدم الإسلام ولا تسمح بتجريم القائلين والقائمين بهذا الهدم ؟؟ .. ثم حدد مواضيع الندوة المذكورة والتي جند نفسه وجرد قلمه للرد عليها وهي:
1. سب الأنبياء والرسل والافتراء عليهم.
2. سب الصحابة والافتراء عليهم.
3. إنكار الحدود.
4. تحليل الرقص والموسيقى والاختلاط والخلوة بين الجنسين.
5. تحليل الكذب والتجسس .
6. إيراده سيل من الفتاوى يتحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص محللاً بذلك الحرام ومحرماً الحلال مثل: إنكاره لحد المرتد وحد الزاني المحصن وحد الخمر.
7. أفتى بزواج المرأة المسلمة من الكتابي.
8. وقال عن الإجماع: " هو إجماع الجماعة القائمة أنكر إجماع الصحابة وقال إنه غير ملزم.
9. أباح أكل لحم الخنزير.
10. قال إن التنظيم الذي يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة.



· ثم جاء في خاتمة الكتاب المذكور تحت عنوان: " المستهدف هو كتاب الله " .
· يقول المؤلف: " هذه الحملة الشرسة على الأنبياء والتابعين والفقهاء من الأئمة الأعلام وعلى أصول الفقه المؤسسة على الكتاب والسنة والإجماع والقياس الهدف من ورائها هو: استبعاد السنة، ومصادر التشريع الأخرى والمتفق عليها ليحكموا الرأي باسم المصلحة. وهنا يكون القرآن الكريم مجرد شعارات يسمونها: " المبادئ العامة " يضيفون تحتها ما يشاءون من: اشتراكية، وربا، وسفور، واختلاط، ورقص وغناء، ومعاونة الظلمة، والتجسس والكذب، وأكل أموال الناس بالباطل، والدس والخداع والنميمة، والمبادئ المستوردة من الشرق والغرب، والأخذ بأسلوب اليهود في محاولة قتل الشخصية بالإشاعة والكذب والاتهام بالباطل.



· الأهداف: يحدد المؤلف الأهداف في:

1. التشكيك في حملة الدعوة: ( الأنبياء الرسل الصحابة.. ) .
2. تحريف كتاب الله .
3. هدم أصول الدين: ( سنة إجماع.. الخ ) .
4. الدعوة للحاق بالغرب وتبني مناهج العقلية الغربية.

· الوسائل:

1. الشعارات البراقة والدعاية مثل: تحرير المرأة التجديد التحديث الثورة المرونة

المرحلية التقدمية التيسير التقليدية.

2. تحطيم الفرد المسلم والأسرة المسلمة بإشاعة الاختلاط والموسيقى والمسرح والتجسس.. الخ .
3. إقامة المنابر لأعداء الإسلام بدعوى الحرية.
4. إعداد لوبي تجديدي من المفرغين ومدهم بكافة الاحتياجات وإرسالهم بعثات إلى أمريكا وتهيئتهم للقيادة والريادة في المستقبل وهو آخر ما وصل إليه المخطط الغربي لضرب الإسلام.
5. عزل العناصر المخلصة وقتل الشخصية بالإشاعة .
6. السيطرة التامة على المال والمؤسسات والحكم بكل الوسائل .
7. التسلط والإرهاب ، وخلق عصبية تنظيمية إقليمية .
8. تحويل الحركة الإسلامية إلى جهاز للأمن متسلط على المسلمين له نفس أهداف ومرامي المخابرات الأمريكية في الاهتمام بالحركات الإسلامية والشيوعية فقط …>., وبتمجيد الغرب.
· ثم عرج المؤلف للقول في مكان آخر من الكتاب يصف هذه " الفرقة " من العصرانيين قال : " .. هؤلاء ما هم إلا امتداد لشذاذ الآفاق من الزنادقة والملحدين والمعتزلة والخوارج والمنهزمين إزاء العصر. جمعت ونشرت بأسماء برَّاقة وشعارات الاستحداث والتجديد والمعاصرة، وهي في حقيقتها حركة عالمية أعدها ونمقها أعداء الإسلام.. فاعتلت المنابر وفتح لها صفحات المجلات فلا واحد منهم إلا ويريد أن يشعرك بأنه: " مجدد " وأنه " مجتهد " وأنه يستعلي على الفقهاء وأنهم صغار وهو كبير بنيا شينه .. ، ثم أورد أسماء ثمانية منهم. وزيل كتابه مشيراً إلى المحاضرات محل المناقشة وهي:
· محاضرة لطالبات جامعة الخرطوم بالديوم الشرقية 12/8/82 .
· محاضرة عن قضايا فكرية وأصولية " بشمبات دار حفظ القرآن " في رمضان 1389 ه .
· محاضرة عن تحكيم الشريعة بجامعة الخرطوم.



· الكتاب الثالث : العنوان : " مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين " .

المؤلف: الدكتور الشيخ محمود الطحان أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الكويت

· يقول المؤلف في المقدمة:
· " هذا البحث في بيان المراد بالتجديد الوارد في بعض الأحاديث قصدت به التحذير مما يبثه بعض المنحرفين من أفكار غريبة عن الإسلام وأحكامه ولم يقل بها أحد من أئمة المسلمين من سلف الأمة وخلفها زاعمين أنها من الإسلام، وما أفكارهم هذه بتجديد ,إنما هي تهديهم لأحكام الإسلام ، وتخريب لقواعده وأصوله ، وتشويش لأفكار المسلمين وتطويع الإسلام ونظمه كي تقبل الأنظمة الدخيلة باسم الإسلام الجديد ، والدعوة إلى مثل هذا التجديد في أحكام الإسلام وأصوله دعوة خطيرة لأنها دعوة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب .إذ أنها دعوة لهدم الإسلام ولتفلت من أحكامه ونظمه والثورة على تراثه الفقهي ، ولكن بدون مواجهة التيار الإسلامي ومعاداته ، وإنما بالمشي معه ولكن بلبوس إسلامي جديد . والظاهر أن أساطين الكفر أيقنوا بعد التجارب الطويلة أن هدم الإسلام من الخارج والوقوف أمام تياره طريقة غير ناجحة، فسلكوا لهدمه طريقا أخر من الداخل ، يدعو لإصلاح الإسلام وتجديد أفكاره والاستخفاف بثوابته وبكل شئ قديم فيه وهي طريقة خادعة تجذب بعض الخاويين من الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية ، وتضلل بعض الشباب الذين لديهم عاطفة دينية وليس لديهم إطلاع على العلوم الإسلامية لا سيما إذا كانت الدعوة مليئة بالمغالطات وعلى أيدي من لهم سابقة عمل في الحقل الإسلامي .


" تلخيص لمقدمة الكتاب أعلاه والذي جاء رداً على كتاب
" تجديد أصول الفقه الإسلامي " للدكتور حسن الترابي "


· في هذا الكتاب الأخير استعرض الشيخ الطحان فقراته والأفكار الواردة به ووزنها بميزان الشرع وبين وجه الحق في كل فقرة منها وخلف في النهاية إلى إعلان رائه وما توصل إليه من حقائق دامغة عن المؤلف وعن التيار الذي ينتمي إليه,أجمل كل ذلك في مقدمته المذكورة أعلاه وفي نهاية الكتاب أورد الشيخ بعضاً من فتاوى د. الترابي الشاذة والتي سبق عرضها في الكتاب الثاني.
· ولا أريد هنا أن أزيد عن ذلك ولكن هناك فقرة " في كتاب الأخير وقف عندها الشيخ الطحان طويلاً.. ربما لأنها مثيرة للاهتمام حقاً وهي في الفقرة المتعلقة: " بضعف الثقافة الإسلامية بين شباب الأمة " : وأنا هنا أنقل تعليق الشيخ الطحان من الذاكرة .
· يقول فيما معناه: " .. هناك حقيقة معلومة أن قادة الصحوة الإسلامية ( يبدو أنه يشير هنا لأمثال الشهيد حسن ألبنا والمودودي وغيرهم من دعاة الفترة ما بعد الهجمة الاستعمارية للمنطقة بأسرها، قال إن هؤلاء القادة كانوا يشكون شكوة مرة من أن يجدوا الصفوة من أتباعهم الذين نالوا أعلى الدرجات العلمية في كافة المعارف يجهلون جهلاً تاماً " الثقافة الإسلامية " وأنهم كانوا يعدون ذلك " نغمة " ، بينما نجد أن د. الترابي في إشارته لهذه الظاهرة في كتابه المذكور والمتعلقة بالنخبة السودانية بالذات اعتبرها " نعمة " إذ يستطيع كما قال أن يملي عليهم دون أن يلاقي أي مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية " .
· أخي لا أريد أن اعلق على ما جاء في الكتب الثلاثة أعلاه.. فهي تفصح عن نفسها بما فيه الكفاية ولا أخفي عليك يا أخي أنني كنت دائماً وخلال هذه التجربة منذ وقع في يدي الكتاب الأول كنت أشعر بحيرة كبيرة وكنت أتساءل " عنك " وأقول: ما موقف ذلك الشاب التقي الورع والذي نذر نفسه منذ الصغر للدعوة وما هو موقفه من هذا.. الذي يجري أمام أعيننا.. هل هذه هي الدولة الإيمانية التي يحلم بها هذا الشاب وظل يدعو لها ويترقبها منذ أن كان يافعاً ؟؟؟ ..
· أخي قبل أن ننتقل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من هذه التجربة أرجو أن تسمح لي أن نرجع معاً إلى الوراء قليلاً ونعيد معاّ ما علمنا وتحقق لنا فعلاً من مخططات وأهداف ومرامي الأمة " الغضبية " على مر الدهور والسنين وذلك من خلال ما تم تحقيقه وتدقيقه وتوثيقه حتى تاريخه :



· الأفعى الصهيونية : من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتي :
· إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار,إنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم ، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم ، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها :
· اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم ، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم ، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم ، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض ، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات : كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل ألخ .. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها ، ولا يرض منهم إلا بها .
· واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم ، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون . ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها : " بالأفعى الصهيونية " ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
· ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " عام 1897 م " برئاسة هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها : " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية ، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي ، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى : " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة :
· يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
· يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. ألخ
· إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
· تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
· إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
· هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
· وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية: ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
· قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية: ( كان ذلك في عام 1902م ) .
· قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية: ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين، وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها " انتهى.
· يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريه " ..
· نذكر هنا بعض الموجهات المبثوثة في ثنايا البروتوكولات أل (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون " من الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم:



· بروتوكول رقم (1) :



· " خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. "
· " يجب أن نقرر أن قانون الطبيعة هو: " الحق يكمن في القوة " .
· " أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ وأن الحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه " .
· " لابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة، من: " الإخلاص والأمانة.. تعتبر رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم ما يبلغه ألد الخصوم. "
· " علينا ونحن خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد أي ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) "
· " أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال " .
· " في السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة " .



· بروتوكول رقم (8) :



· " .. ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة : إلى القوم الذين ساءت صحائفهم، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم " .



· بروتوكول رقم (9) :



· " .. نحن كما هو واقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش الراكبون رأسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة.. وأن لنا طموحاً لا يحد، وشرها لا يشبع ، ونغمة لا ترحم ، وبغضاء لا تحس ، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى ، إننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في السلطة ، واشتراكيين وشيوعيين ، وماليين بكل أنواع " الطوبيات " " utopia " ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج ، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة " .
· بروتوكول رقم (10) :



· " .. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر " الأمميين " إلى حالة " مضحكة " من السذاجة والغفلة " Naïveté " بإثارة غروره وإعجابه بنفسه " .
· " .. ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول إلى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل ، وأن لا نعدد الضحايا التي يجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية .. ( من بروتوكول 10 أيضا ) .
· أكتفي بهذا القدر وأرجو أن تعود مرة أخرى إلى هذا الكتاب إذا كان لا يزال بمكتبتك وإلا يمكنك التماسه من: " الدار السودانية " شارع البلدية: كما أذكر ترجمة " الأستاذ محمد خليفة التونسي " مقدمة من الأستاذ / عباس محمود العقاد. ( أقول ذلك لأنه ظهرت ترجمات لاحقه له لا ترقى بمستوى هذه الترجمة الأولى والأحسن والأفضل ) .



· الفترة الثالثة ما بعد الأنقاذ :



· في صبيحة يوم الانقلاب كنت في الشقة ومعي ضيف قادم لتوه من الخرطوم في زيارة ، وفي هذه الأثناء حضر أحد زملاء السكن من الخارج وأخبرنا قائلاً : " علمت أن قائد الانقلاب يدعي " فلان الفلاني " وهنا سأله الضيف : هل أنت متأكد من ذلك ؟؟ قال: نعم أذيع الخبر الآن. وهنا توجهت بالسؤال للأخ الضيف ( وهو موظف كبير بأحد البنوك آنذاك ) : " هل تعرف هذا الضابط ؟ قال: " أعرفه.. ده قريبي..
· هل تعرف ما هو اتجاهه السياسي ؟؟ ردَّ : يا أخي عوض أنت تعرف أنا ما ليش في الأمور السياسية دي .. ولكن كل ما أعرفه وبحكم صلتي بالأسرة أن له صلة وطيدة بالشيخ الترابي..
· كانت هذه الإجابة كافية بالنسبة لي لمعرفة هوية الانقلاب منذ اليوم الأول.
· بعد الانقلاب بفترة حضر إلينا قادماً من الخرطوم أحد الأخوان من الأهل ومنه علمت تفاصيل عملية اعتقال أخونا " منصور " والطريقة التي تمت بها هذه العملية وحكى لي أيضاً الإحراج الذي وقع لأخينا والي الخرطوم آنذاك عندما حاصروه الناس: ( وكان ذلك في مأتم المرحوم ودَّ الشتيلة بمدني ) : قالوا له نحن لم نطلب منك غير معرفة : ( هل هو حي أم ميت ؟؟ .. وإن كان حياً أين مكان حبسه ؟؟ ) ، وهنا أضطر للاعتراف حسب رواية الأخ . بأنه فعلاً سأل عنه في جهات الأمن الرسمية وكلهم أنكروا معرفتهم به وقد علم منهم أن مثل هذه الاعتقالات تتم بواسطة جهات لا علاقة لها بالوزير.. ويودعون في أماكن غير السجون الرسمية.
· وهنا أيضاً تأكد لنا ما أشيع وتدا ولته الأخبار عن ما يسمى: " بيوت الأشباح " والتي صدرت بشأنها كتب موثقه تحكي عن أشياء يند لها جبين الكافر قبل المسلم ومرت الأيام وانكشفت حقائق مرعبة ممعنة في السوء والقبح وشاهدنا هنا وشاهد الجميع.. أثر هذا التعذيب على من بقى حياً منهم بعضهم جاء إلى هنا والبعض الآخر هاجر إلى أقاصي الدنيا.. وبالرغم من أن النظام ظل ينكر لفترة إلا أنه في النهاية أضطر للاعتراف بما حدث داخل هذه البيوت سئية السمعة.
· حرصت في أول أجازه تالية لي أن أقف على الحقيقة منه شخصياً وفعلاً انفردت به وطلبت منه أن يحكي لي بكل أمانة تفاصيل ما حدث له فحكى لي كل شئ وأعطاني صورة متكاملة عن ما يجري داخل هذه الأقبية.. قال إنه لم يمارس ضده أي نوع من أنواع التعذيب الجسدي.. مثل الآخرين.. وذكر لي بالتفصيل أنواع التعذيب بأنواعه المختلفة وتكلم أيضاً عن المستوى الأخلاقي للقائمين بهذا العمل المشين وقال: " والله والله لو أننا لم نراهم بأم أعيننا وهم أمامنا لا يمكن لأي فرد معنا أن يصدق أن ما يصدر من " أفواه " هؤلاء النفر.. أنه صادر من أفواه أشخاص سودانيون تربوا وترعرعوا في أرض السودان.. "
· أن هذا الذي حدث يا أخي لم يكن غريباً بالنسبة لي فهو أمر عادي تمارسه كل الأنظمة الشمولية فهذه كما تعلم يا أخي هي شيمة " الطغاة " فالحكم بالنسبة لهم هو الاستبداد والسلطان المطلق وفي سبيل ذلك يرتكبون كل جريمة وموبقة ود يدنهم دائماً: " الغدر " لا يستعينون إلا ببطانة السوء من النهازين والغادرين ليعينوهم على ظلم العباد.. هكذا رأئناه مطبقاً في كل هذه الأنظمة بدءا من أتاتورك وعبد الناصر سلفاً ومروراً بالقذافي وصدام حالياً.. ولكن الغريب والأكثر تساؤلاً أن يحدث مثل هذا في بلد يرفع راية الإسلام..
· في الأيام الأولى للانقلاب ونحن في الشقة كان يدور نقاش كالعادة بين مؤدين ومعارضين وكنت كعادتي أتجنب مثل هذه المناقشات ولا اشترك فيها ولكن حدث مرة أن احتدم النقاش وتعرض أحد المعارضين بالنقد لسلبيات النظام وقام بتعدادها وهنا تصدى له الطرف الآخر ليس مفنداً لها ولكن بالكلمة المعهودة عادة " ما كل اللي قبلهم كانوا كده "
· وهنا انبريت له قائلاً:
· يجب أن تعلم يا أخي أن الأمر هنا يختلف اختلافاً بائناً ، فلا وجه شبه البتة بين الأنظمة السابقة منذ الاستقلال وبين هذا النظام ، وبالتالي لا يجوز مثل هذه المقارنة . قال: لماذا ؟؟
· قلت كلنا يعلم أن النظام الحالي قد أخذ السلطة قهراً ثم تعهد أمام الله وأمام الشعب أنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا لقيام حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بهدي الكتاب والسنة. فهنا يا أخي يصبح واجب أي مسلم سوداني بصفة خاصة وأي مسلم أخر بصفة عامة أن ينظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام ويزن ذلك كله بميزان الشرع، فإن تطابق معه فهو مطالب شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه وأن تكشف له عكس ذلك أو تأكد لك أنهم ليسوا على الحق فهنا يلزم أن تحدد موقفك بما يقتضيه حكم الشرع في مثل هذا المقام، ولا مكان هنا للمقارنة مع أي وضع آخر لم يدخل في التزام من أصله. هذا من جانب ومن جانب آخر.
· إن الأوضاع السابقة التي تشير إليها وصلت السلطة عن طريق آلية التفويض الجماهيري ومقدور على إزاحتها بذات الآلية، أما النظام الحالي فقد عطل هذه الآلية وفرض سلطته بقوة السلاح فأين وجهه المقارنة هنا وخاصة إذا نكس العهد ولم يراع الله في الرعية..

العوضابي 09-07-2012 07:36 PM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
· وظيفة الحكومة الإسلامية: هذا ما قلته يا أخي في هذه المناقشة العابرة وبهذه المناسبة أرجو أن تسمح لي أن نستعرض معاً وبصورة سريعة بعض المبادئ فيما يجب أن تكون عليه الحكومة الإسلامية: يقول أئمتنا الأفاضل:
· الإسلام كتاب وسنة وضع الأساس لقيام دولة حرة، عادلة، مستقيمة.
· إن إشاعة الأمن في دولة الإسلام ليس أمراً ثانوياً أو نافلة إنما هو أمر واجباً وجوباً ضرورياً.
· إن الوظيفة الأساسية للدولة الإسلامية هي حراسة الدين وسياسة الدنيا وهذا يعني الدفاع عن القيم والتقاليد الإسلامية التي هي المرجع للسلوك العام هذا من جانب، ومن جانب آخر يعني النهوض بعمارة الأرض وإقامة العدل، إذن مفهوم السياسة في الإسلام هو: تدبير الأمر بما يوافق الشرع والعمل على إصلاح الخلق، والنأي بهم عن كل ما يفضي أو يقود إلى الفساد، وإرشادهم إلى الطريق المنجي في الدنيا والآخرة.. وأن شرط الحاكم هو: " العدالة المطلقة " يقول الخليفة الأول رضي الله عنه وأرضاه:
· " وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتم فيَّ خيراً فأعينوني أو رأيتم شراً فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فان عصيته فلا طاعة لي عليكم، الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه "
· أخي أنه من المؤلم والمؤسف حقاً أننا لو تتبعنا لمسيرة " الإنقاذ " بموضوعية كاملة نجد أن كل ما طرحته للأمة في البداية من مبادئ براقة، وما أعطته من وعود جذابة، اتضح أنه لم يكن إلا مجرد شعارات زائفة وخادعه، كان الهدف منها هو: تثبيت الأقدام وإحكام القبضة، وعندما تحقق لها ذلك، انقلبت كالوحش الضاري تدمر كل شئ ، وتقضي على كل شئ ، ولم يمضي إلا أيام من عمرها حتى فوجئ الناس أنهم أمام حالة أو ظاهرة هي الأشد والأعتى من حالات الاستبداد و " الظلم " و " الجور " جثمت على صدر الأمة بصورة لم بعهدها السودان في تاريخه القديم أو الحديث ومن ثم لم تمضي بضع سنين إلا وتبدل حال المواطن السوداني وانقلبت حياته إلى " جحيم مقيم " .. والأمر يبدو كأن هناك يد خبيثة شرعت تنهش وتعبث في النسيج الاجتماعي للأمة لتعمل على تقطيعه وتفتيته عروة عروة .. الغلاء الطاحن صار فوق الاحتمال تحولت الرعية بموجبه إلى شعب " بائس " ذليل مهان تعيش أكثريته ( 95% ) تحت خط الفقر.. وأنني في متابعتي هنا سوف أتغاضى كلية عن كل ما تم توثيقه ونشره على الناس في هذا المجال من حقائق دامغة.. قاسية ممعنة في السوء عن ما وصلت إليه حال الرعية هناك.. سوف أصرف النظر عن ذلك كله واكتفي هنا فقط بما طالعنا به شهود عيان من داخل النظام ومن رموزه الكبار أو المتعاطفين معه:
· سياسة تحرير الاقتصاد : في إجابته لمندوب جريدة المسلمون الدولية أبدى البروفسير : محمد هاشم عوض رائه في : " سياسات تحرير الاقتصاد التي انتهجتها بما يسمى " ثورة الإنقاذ الوطني "
· يقول البر وفسر : " .. إن الاقتصاد الحر هو هدف الفكر الاقتصادي الإسلامي.. ولكن تعريف الاقتصاد الحر لا يعني فقط تحرير الإنتاج والتوزيع من تحكم الدولة، ولكن يعني أيضاً تحريره من تحكم الأفراد، أو ما يمكن أن يسمى " الاحتكار " .. بهذا المفهوم أجد نفسي مختلفاً مع دعاة التحرير الاقتصادي في السودان، لأنه يمحو وجود الدولة في أسواق يسودها الاحتكار أو " الكارتيلات " " وقد دعوت عام 1977 في خطاب موجه للجنة مراجع القوانين الإسلامية على ضوء الشريعة الإسلامية لإصدار تشريع ضد: " الاحتكار " وظللت أدعو إلى يومنا هذا دون أي استجابة، هذا كله يدعوني للاعتقاد بأن دعوة تحرير الاقتصاد السوداني مستمدة من توجيهات صندوق النقد الدولي.. وهناك أشياء أخرى تقوي اعتقادي هذا مثل عدم الاهتمام الواضح لسياسات التحرير بتوزيع الدخل في البلاد ، ولا يمكن أن يكون تحرير الاقتصاد في نظام إسلامي هو: وسيلة لتركيز الثروة في أيد قليلة كما هو حادث الآن في السودان .. ، وتابع قائلاً: " .. لدي اعتراضات أخرى على تطبيقه سياسات التحرير: مثل طريقة: " تعويم " الجنية السوداني دون وجود وسادة من النقد الأجنبي تحميه من التردي كما هو حادث الآن.. أي" إغراق " الجنية السوداني وليس " تعويمه " ، كما أن تحويل مؤسسات الحكومة الناجحة والإستراتيجية إلى أفراد وشركات أجنبية ،يعني وضع المستهلكين تحت احتكار أفراد سودانيين وشركات أجنبية : وهذا لا يخالف الشرع فقط وإنما يهدد السياسة الوطنية التي سعينا لتحقيقها بخطوات أخرى مثل سعينا الدءوب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والحبوب .. "ثم أورد الإحصائية الآتية قائلاً:
· " .. تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم أن :
· 59% من الدخل القومي صار بادي " العُشر " أي 10/1 من السودانيين.
· وأن 40% يتقاسمون فقط 8% من الدخل القومي.
· وأن 88% إلى 92% من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر، أي حوالي أربعة ونصف مليون من (5) ملايين أسرة سودانية ( أي حوالي 25 مليون ) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع " العُشر " الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبهه المصنعة، وهذا ما نسميه (بجيوب الشمال في الجنوب ) ، هذا وضع لا يستقيم بتاتا مع أي نظام اقتصادي إسلامي .


المصدر:" جريدة المسلمون الدولية 4/12/1992 "

· وشهد شاهد من أهلها :" أوردت جريدة الخليج عدد الجمعة 6/9/96 " شئون سودانية " نبذة من مقال الدكتور حسن مكي في مجلة ( الملتقى ) الحكومية التي تصدر عن دار الإنقاذ للطباعة والنشر قال فيه :
· " .. إن السودان يواجه مشكلات عديدة ومعقدة، وإن حكومة الإنقاذ تمتطئ حماراً منهكاً متعباً الأمر الذي يتطلب منها الاتجاه إلى الداخل وترك المقامرات الخارجية سواء ذلك في العلاقات مع إثيوبيا أو اريتريا أو أوغندا أو مصر.. وعلى السودان أن يتجه إلى التركيز على قضايا المواطن الحيوية والمتمثلة في: الأمن الغذائي والتعليم والتخطيط السياسي والتوجة الفكري والثقافي.. " ونبة إلى خطورة الأوضاع المعيشية قائلاً " .. أنه في ظل هيكل الأجور الراهن فإن المواطنين يشعرون بأن مصالحهم مهدده، وكذلك معاشهم.. " وقال: " .. إن البطون الجائعة لا تعرف المعاني العالية.. وإن الذين يخرجون من منازلهم وليس فيها ماء ولا كهرباء، والذين لا يستطيعون توفير الغذاء والدواء لأبنائهم يكون المشروع الإنقاذي الذي تطرحه الحكومة مشروعاً محطما للمشروع الحياتي لهم.. وهذا سيؤدي بالمواطن إلى مراجعة نفسه وفكره حول جدوى هذا المشروع.. وأن الاتجاه العام للحياة في السودان تمضي في انكماش وانقباض وتأزم وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر من قيمة الجنية ونتيجة للتضخم ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية، ونتيجة لعدم وجود الأولويات .. ، وواصل حديثه عن غياب السياسات وانهيار المؤسسات وغياب التفاهم بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وضرب المثال لذلك بالمؤسسة " القضائية " والتي وصفها بأنه " لا يوجد صاحب حق يتجرأ الآن ويذهب لهذه المؤسسة، فالمحاكم بسبب التعقيدات والتأجيلات لم تصبح مكانا لرد الحقوق.. ، تم تابع قائلاً: " ما جدوى الحديث عن الإسلام وعن الشريعة، والمواطن الجائع يضطر لبيع جسمه وعرضه، وشرفه لكي يعيش.. ، وتابع قائلاً: " .. إن الإسلام يقوم على النموذج: ( أين الآن الحاكم الذي يتفاعل مع الناس ويتكلم معهم ) .. ، وتناول الدكتور أيضاً الفئة الجديدة من الإنقاذيين التي أصبحت تتميز بالثراء الفاحش والاهتمام باقتناء فاخر البيوت والسيارات والملابس فقال: " .. إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها، وملبسها،ومأكلها، ومركبها .. ، ونتساءل: " هل يتجاهل الإنقاذ معالجة كل تلك الأوضاع أم أنها ستتجه نحو الإصلاح.. ،

بتصرف من رسالة الخرطوم " شئون السودان " الخليج 6/9/1996

· وقفة تأمل وتساؤل:
· من قبل أن نستأنف عرض هذه المشاهد من الداخل أرجو أن نقف وقفة تأمل أمام هذه الحقائق الدامغة التي طالعتنا ونتساءل عن أمرين:
· الأول: الإحصائية التي أوردها البر وفسر حيث يطرأ تساؤل ملح : ما معنى هذ1 وما هو الهدف الكامن وراء تحويل الشعب بكاملة إلى شعب يعيش تحت خط الفقر ؟؟
· الثاني: قضية: الفئة الجديدة التي أشار إليها الدكتور أو " مبدأ التمكين " :
· ما هي حقيقة الفقر ؟؟ (1) يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية: " يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين .
· يقول البروتوكول (3) " .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا."
· يقول أيضاً: " إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها " الضيق " و " الفقر " وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا."
· عن مبدأ التمكين: يقول ب (6) " .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة هي صهاريج للثروة الضخمة لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء " الأرستقراطية " كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية.. بمثل هذه الطرق سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! "

· أخي قد يختلف الناس في أمور كثيرة وقد تتباين الآراء ووجهات النظر ولكن هناك حقيقة ثابتة أظنها من الوضوح لدرجة أنه لا يمكن أن يختلف فيها اثنان وهي:
· إن العقل الشيطاني القابع هناك في أركان " الصهيونية العالمية " في سعيه الدءوب لإخضاع المنطقة العربية بأسرها لاحتلاله يدرك تماماً أنه لا يزال يوجد بها شعب حر أبي قوي الشكيمة لم يتم ترويضه بعد ، وكيف يهدأ لهم بال وفي وادي النيل مثل هذا الشعب الذي لا يزال رغم كل شئ ( دون شعوب المنطقة ) متماسك أسرياً واجتماعيا وخلقياً بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ، بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية والطبيعية وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه فهذا كله هو مكمن قوته ومحل عزته ومحط آماله .. فكان لابد من أعمال معول الهدم والتدمير.. فهل يا ترى ما يجري الآن ونراه بأم أعيننا من تدمير وخراب وفتن وحروب جاء من أعمال الصدفة المحضة أم ماذا ؟؟ ..

· الدكتور الطيب زين العابدين :
· يقول هذا الاقتصادي الكبير المعروف في تصريح لإحدى الصحف بالداخل أوردت نبذة عنه جريدة الخليج " شئون سودانية " عدد الجمعة 29/ 11/ 1996 .
· يقول الدكتور: " .. إذا تجاوز التضخم 9% فإنه يتحول إلى مشكلة اقتصادية ومن المعلوم ويعد من البديهيان الأولية لطالب الاقتصاد أنه : " عندما يتجاوز التضخم بمعدله نسبة 50% يصبح " مزمناً " أما إذا وصل إلى 100% فهو : " جامح " .
· .. أما على أرض الواقع ووفقاً لما أقرت به الحكومة ونشرته الصحف فقد وصل معدل التضخم هذا الشهر إلى: ( 166%) مسجلاً بذلك 157 نقطة فوق حد " المشكلة " و ( 117 ) نقطة فوق حد " التأزم " و 66 نقطة فوق حد " الجموح " بهذا فإن الاقتصاد السوداني قد استشرف بالفعل مرحلة : " التضخم الراكض " الذي من أهم سماته تصاعد الأسعار ركضاً كل صباح ، وهذا ما يشهده السودان اليوم ، تقطعت أنفاس العملة الوطنية وهي تحاول ملاحقة الأسعار ، اضمحلت قدرتها ، تآكلت قيمتها ، تزايدت كميتها ، فقدت هيبتها ، تحولت مجرد ورق ملون لا قيمة له ولا لون ، أطنان من ورق النقد تطرحها الحكومة للتداول ( ضاربة بعرض الحائط كل الضوابط الموضوعية في هذا الخصوص من قوانين ولوائح مالية ملزمة ) تمويلاً لآحيتاجاتها المتزايدة يوماً بعد يوم . فما الذي يمنع ؟؟ .. فقد صار لها " مطبعة " أنفقت على إنشائها : ( 25 مليون دولار ) وصار كل الذي تفعله أن تصدر إلى البنك المركزي أمراً بوضع ما تشاء من أوراق النقد فيصدر الأخير تعليماته إلى إدارة المطبعة لإنجاز ما تطلبه الحكومة ، ومن ثم تتدفق الملايين إلى الأسواق في شكل أجور مرتبات ، حوافز وهبات وتبرعات وتمويل مشتريات الحكومة من الأثاث والسيارات المستوردة وسداد نفقات المسيرات الهادرة ، والمؤتمرات الجامعة ، وفواتير الفنادق ، وتذاكر الطائرات ، إضافة إلى توفير السيولة اللازمة لتوفير احتياجات الحكومة ، من الدولارات من ( السوق السوداء ) . فيما يلي الأرقام الرسمية والمثبتة بوثائق بنك السودان عن حجم العملة المتداولة خلال السبع سنوات الأخيرة : ( ابتداء من ديسمبر 1988 ) وهي :
· ( 5,8 ، 9,6 ، 13.8 ، 23.1 ، 47 ، 100.1 ، 160 ، 271 ) القيمة بالمليار دولار ويتوقع أن يتجاوز 500 مليار دولار في ديسمبر القادم 1996 أي أن قيمة التضخم في العملة المتداولة بأيدي الجمهور قد تصاعد خلال هذه السنوات عما يزيد عن ( 4827 % ) .
· هذا التصاعد الحاد والشاذ في حجم العملة المتداولة كان لابد أن يؤدي إلى تآكل حاد في القدرة الشرائية للجنية الذي انخفضت قيمته مقابل الدولار الأمريكي خلال السبع سنوات الأخيرة بنسبة تزيد عن 15.000 % .
· كانت نسبته في الأسواق المحلية في عام 1989 ( 12 جنية ) أصبح اليوم وفي الشهر الجاري ( 1900 جنية ) .



· ملاحظة : كان هذا في نوفمبر 1996 واليوم وفي هذا الشهر ارتفع إلى 2400 جنية )



· يواصل الكاتب : " وفي بلد مثل السودان يعتمد على الخارج بصورة كلية من البترول وكل مشتقاته والأسمدة والآليات وقطع الغيار والأسلحة وكيماويات ومدخلات الصناعة من قلم الرصاص إلى الإبرة . فلابد أن يؤدي هذا التضخم والانخفاض في سعر صرف العملة إلى زيادات فلكية في مستوى الأسعار ومن الأمثلة على ذلك :
· المشتقات البترولية تصاعدت أسعارها خلال السنوات السبع المذكورة بنسبة 29.333% .
· مثال : البنزين كان سعره في يوليو 98 ( 9.5 ) جنية اليوم أصبح ( 2800 ) جنية .
· الخبز زاد بنسبة 53471 % . الذرة الرفيع بنسبة ( 46958 % ) .

· الألبان ومشتقاتها بنسبة 20.000 % .
· اللحوم 9900 % .
· وبالمثل تصاعدت أسعار الخضر والفواكه وتعريفة المواصلات والماء والكهرباء والنقل وأسعار الأراضي السكنية والملابس والأحذية والأدوات المدرسية وحليب الأطفال وثمن كوب الشاي وسندوتش الطعمية وجرعة علاج الملا ريا ..
· أما الناس فقد أرهقهم التضخم وقتلهم الفقر الذي تحول إلى ظاهرة اجتماعية لا تخفى على أحد .
· ديوان الزكاة حدد عدد الأسر الفقيرة المستحقة لدعم عاجل ودائم. قال : " ارتفعت من 500.000 أسرة إلى مليون أسرة " .
· يرى البروفيسور محمد هاشم عوض 95 % من السودانيين أصبحوا يعيشون تحت خط الفقر .
· حدد صندوق التكافل نسبة الفقر في العاصمة الخرطوم عام 1993 ب 75 % ، هذه النسبة تضم كل موظفي وعمال القطاعين العام والخاص .
· دخل التضخم متبوعاً بالفقر إلى رجال الأعمال ومصانعهم ومتاجرهم وبيوت العمال والمزارعين وأساتذة الجامعات والقضاة وضباط الجيش وجنوده ورجال الشرطة وضباط المرور وموظفي الجمارك ، وجباة الضرائب ، وأرباب المعاشات ..
· باع الناس بيوتهم وسياراتهم وتخلصوا من ملابسهم وأثاث منازلهم توفيراً للطعام وشئ من الدواء .
· غيرت معظم الأسر عاداتها الغذائية : تخلت عن اللحوم والألبان والبيض . هجرت الفواكه اكتفاءاً بما زاد وزنه وقل سعره .
· امتلأت المستشفيات بصغار نهش عظامهم فقر الدم وأطفأ الجوع بريق أعينهم .
· طلاب الجامعات يمزق صدورهم الدرن .
· مدير الجامعة : يقول في حديث أمام لجنة برلمانية تبحث في أمر التعليم العالي : " إن الأوضاع الصحية للطلاب أمر يدعو للقلق فالطلاب الذين حرموا من السكن والإعاشة بأمر الحكومة يعيشون في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة وضعاً قاسياً لا يمكنهم من أخذ كفايتهم من الطعام وحسب الدراسات فإن كثيراً منهم يعيشون على وجبة واحدة فقيرة وآخرين لا يجدون حتى ثمن هذه الوجبة .. ظواهر جديدة وشاذة انتشرت في الوسط الجامعي حسب دراسة نشرت مؤخراً في جريدة الرأي العام تقول :
· 27 % من السرقات تحدث بقاعة المحاضرات .
· 32 % أثناء التواجد بالمكتبات . 15 % بالمساكن .
· تقول الباحثة خالدة حسن عبد الله والدكتور عبد السميع محمد علي أن :
· 29 % من الحوادث تتم في نهاية العام الدراسي .
· 27 % منها تحدث في نهاية كل شهر . إضافة إلى نسبة كبيرة من السرقات تقع في موسم دفع الأقساط السنوية للدراسة .
· يقول الباحثان إن هذه الظاهرة الجديدة والشاذة لا يمكن تفسيرها بمعزل عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الطالب والذي كان يتمتع في السابق بالسكن والإعاشة والترحيل .
· الصحة : يواصل الدكتور : " مدير مستشفى أم درمان ( الصدرية ) حذر ( في صحيفة الرأي الآخر 17/1/96 ) حذر أن مستشفاه يستقبل شهرياً أكثر من 21 ألف مصاب بالدرن .
· تقول التقارير المؤكدة أن الوضع في الشرق هو الأسوأ حيث تحول الدرن إلى وباء .
· الناس الذين أفقرهم التضخم يعتصرون آلامهم ويموتون من المرض داخل بيوتهم وفي الطرقات لأن المستشفيات الحكومية في عصر ( التحرير الاقتصادي والتوجه الحضاري ) لا تستقبل الفقراء الذين لا يملكون رسم تذكرة مقابلة الطبيب الحكومي ، وثمن الدواء الحكومي .
· صحيفة بالخرطوم نشرت خبراً صغيراً بصفحتها الأولى يقول الخبر : " إن الشرطة وجدت شيخاً في الخامسة والستين من العمر ميتاً في إحدى طرقات وسط العاصمة السودانية الخرطوم جيوبه خالية إلا من تذكرة طبية حديثة الصدور عليها اسم دواء لعلاج الملاريا . تقرير الطبيب الشرعي عزا أسباب الوفاة إلى مضاعفات حمى الملاريا التي لم تجد غذاءاْ أو دواء.
· صحيفة أخرى نقلت في بداية هذا الشهر أن ذوي مصاب في حادث مرور نقلوه من المستشفى إلى بيته مغمى عليه لعجزهم عن دفع تكلفة الصورة " الأشعة " التي طلب الطبيب إجراءها .. أخرجوه على نقالة إلى أهله فمات .. ( قيمة الأشعة التي كان عليهم دفعها 100 ألف جنية ) ، انتهى .
·

( نقلا عن صفحة : " شئون سودانية " : جريدة الخليج الجمعة 29/11/96 نقلا عن تصريح للدكتور الطبيب زين العابدين لإحدى الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم .)

· أخي ما رأيناه هنا وشاهدناه بأم أعيننا يغني عن أي تعليق .. ولكن قل لي بربك : هل هذا هو " الإنقاذ " ؟؟ .. هل هذا هو التوجه الحضاري ؟؟ .. هل يمكن أن يسمى هذا إسلام ؟؟ فضلاً عن أن يكون نموذج لدولة إسلامية ؟؟ .. اترك الإجابة لك يا أخي ..
· من خلال متابعتي لمسيرة " الإنقاذ " سمعت تعليقات وملاحظات من أخوة أفاضل كانوا في البداية يدافعون عن النظام دفاع المستميت .. سمعت تعليقاتهم وملاحظاتهم في مناسبات متفرقة انقل هنا بعضاً منها :



· " أبان حرب الخليج الأخير " " يقول أحدهم : " .. ما سمعناه ونقله لنا القادمون من هناك " أيام الحرب " يمثل سقوطا أخلاقيا وسياسيا لدولة ما يسمى " التوجه الحضاري " .. هذا السقوط الذي سخرت له الآلة الإعلامية، فنجد نواح الصباح الباكر من المخبول " يونس محمود " والندابات وضاربات الدف في الصحف السيارة، بل كان الناس يلمحون ذلك في سيل الشتائم والسباب وكانوا يتساءلون: من أين جاء هؤلاء ؟؟ .. انهم ليسوا بسودانيين فالسوداني عرف عنه أنه من أكثر الشعوب العربية متميزاً بأدبه الجم وأخلاقه العالية وفي غاية التواضع وحب الآخرين.. وبعيداً عن الصغائر وسفا سف الأمور وأن أخلاقه تعصمه تماماً عن ذلك.. فضلاً عن دينه. وان ما جرى كان يمثل بحق سقوطاً في الأخلاق وبعدا عن عقيدتنا السمحة وديننا الحنيف .



· " بعد تحقيق مبدأ التمكين " " يقول أحدهم : " هم في خطابهم العام ( أي ناس الإنقاذ ) يقولون نحن مستهدفين بسبب : " استقلال قرارنا السياسي " و " مشروعنا الحضاري " إذن فلنسلم بهذا الزعم ونعتبر أن ذلك هو السبب المباشر لما وقع على الرعية من أزمات طاحنة وأن نعتبر أن هناك ظلماً كبيراً وقع على الأمة من الآخرين القريبين منهم والبعيدين ..
· هنا يطرأ تساؤل مهم للغاية:
· لماذا لا يكون هناك مساواة لتحمل هذا الظلم بين رموز "الإنقاذ " وبقية الرعية ؟؟ فالمساواة في الظلم عدالة .. ولماذا لا يكون هم " قدوة " يتأسى بهم الناس بدلاً أن يستأثروا بكل شئ ، وينهبوا كل شئ .. ويتركون الباقين ( كل الرعية ) . على هامش الحياة.. بل يحيلوا الشعب كله إلى شعب فقير يعيش في أقل من حد " الفقر " ؟؟؟؟؟؟؟.
· هل تقاليدنا التي ورثناها على مدى القرون كسودانيين تقر بذلك ؟؟؟
· هل ديننا الحنيف وشريعتنا السمحة تقر بذلك ؟؟؟



· " بيوت الأشباح " " يقول أحدهم : " .. المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. " هذا المبدأ الذي طبق أول ما طبق في دولة الإسلام الأولى ووفقاً للشريعة الغراء .. والآن وبعد قرون أخذت به كل القوانين الوضعية وأصبح الآن يمثل حق أساسي من حقوق الإنسان المتفق عليها في المواثيق الدولية، فإذا كان الأمر كذلك أفلا يحق للمرء أن يصاب بالدهشة والذهول عندما يسمع أو يجد أن دولة ما يسمى " التوجه الحضاري " وفي نهاية القرن العشرون.. نفتح أقبية ما يسمى " بيوت الأشباح "يمارس فيها أبشع أنواع العنف ضد مواطنيها والذي يتضمن كافة وسائل التعذيب والقتل والتشريد وتخريب البيوت.. وكل ذلك باسم الإسلام وتحت راية الإسلام..



· " الفساد " يقول أحدهم .. أما ما يتعلق بالفساد المالي والخلقي فيكفي ما نشرته دوريات السلطة وما يقال عنه داخل المجلس الوطني.!!!!



· الشعارات : " يقول أحدهم : " .. الغريب أن المتتبع لهذه التجربة يجد أنها تعتبر بحق: نقل حرفي لتجارب سابقة.. لزعامات رفعت شعارات خدعت بها الناس لأنهم كانوا يظنون بها خيراً.. وكانت النتيجة أن أوصلوهم لذات المصير القاتم الذي نحن فيه الآن.. " وكمثال لذلك أورد أسماءهم وكان منهم : " أتاتورك عبد الناصر " ثم أردف قائلاً : " .. ولكن الفرق بين هؤلاء وزعيم النظام الحالي ( الترابي ) أن راياتهم كانت غير إسلامية.. فهل يا ترى لماذا رفع هذا الأخير راية إسلامية لتؤدي لذات النتيجة المرسومة والمحتومة ؟؟



· حرب الجنوب : سئل أحد زعماء الأخوان المسلمون بالسودان وقد قدم بلقب : المرشد العام ولا أذكر اسمه الآن . سئل عن رأيه في الحرب القائمة في جنوب البلاد هل ينطبق عليها حكم الجهاد في الإسلام ؟ كانت إجابته بالنفي. وأنا هنا أنقل من الذاكرة بعض لما ورد فيها قال:
· " نحن بحكم معرفتنا الوطيدة بزعيم النظام " الترابي " نعلم أنه لا يمثل الإسلام الصحيح وهو بعيد كل البعد بفكره وآرائه وفتا ويه بعيد كل البعد عن الإسلام وأئمة الإسلام وكافة أهل السنة " وقال:
· لو رجعنا إلى الشروط الشرعية الواجب توفرها عند إعلان الجهاد من دولة تحكم بالإسلام.. لا نجدها مطبقه هنا. وكمثال لذلك: أنه عندما احتل الجيش منطقة ( ؟؟ ) لا أذكرها قام النظام بتعيين والي لها غير مسلم ( هذا الكلام كان قبل توقيع الاتفاقية الأخيرة في المنشقين ) " قال أيضاً:
· " في مؤتمره الصحفي بالخرطوم رد رئيس الجمهورية على سؤال فيما إذا كانت هذه الحرب دينية أم سياسية، أجاب : بأنها حرب سياسية وليست دينية !!!!



· الجنوب أيضاً : كان أحد كتاب " العمود " في جريدة الخليج وهو من الرموز الإسلامية أظنه " أردني " كان من أبرز المجردين أقلامهم للدفاع عن دولة " التوجه الحضاري والإشادة "بأنفكاكها المتفرد عن ما يسمى " الأخطبوط الأمريكي " . وفي نوفمبر 97 الماضي طالعتنا زاويته بالمقال بعده: " أعرض هنا بعض النقاط : مبادىء التفاوض المقررة هي : " مبادئ الإيقاد " والتي قبلت بها الحكومة وأهمها : (1) قضية فصل الدين عن الدولة (2) قضية حق تقرير المصير .
· " .. بالنسبة للقضية الأولى " فإن قبول الحكومة يعني بعلمانية الدولة.. ويعني أيضاً فقدان النظام مصداقيته من خلال شعاراته التي سببت له وللشعب السوداني كل هذه المآسي التي يعاني منها منذ أن استولي على سدة الحكم قهراً.
· " و بالنسبة للقضية الثانية " ( حق تقرير المصير ) فإنها لا تعني سوى انفصال الجنوب وتقسيم السودان، الأمر الذي لو أراده السودانيون وكان في مصلحتهم القومية لفعلوه من زمان وأنهوا بذلك أطول حرب في القارة الإفريقية.
· " وهذا يثبت أن النظام يتراجع عن ثوابته التي حسب ادعائه تسببت في كل ما لحق بالأمة السودانية خلال فترة حكمه، بل تراجع عن ثوابت الدولة والأمة السودانية أجمعها فيما يتعلق بالجنوب الذي حصدت معاركه الألوف من أبناء الشعب السوداني وبددت ثرواته، وهو يعد تحولاً كبيراً طرأ على موقف النظام وخاصة إذا علمنا أن الولايات المتحدة هي التي دفعت تكاليف هذا اللقاء. يواصل الكاتب:
· " لا أحد أكثر حرصاً على السودان من السودانيين، ولكن ألم يكن من الأجدر أن يجري النظام مفاوضاته هذه مع المعارضة الشمالية قبل أن يبدأ مع المعارضة الجنوبية، فربما جنبها ذلك أن يسجل التاريخ أنه في عهدها تم انقسام السودان " انتهى كلام الرمز الإسلامي الأردني..



· أحد رموز النظام : ومالنا نذهب بعيداً يا أخي فقد قابلت أحد رموز النظام المعروفين وكان راجعاً لتوه من الخرطوم وكان هذا العضو ساخطاً سألته أرجو أن تعطيني فكرة مبسطة عن الأوضاع هناك قال
· " أقول لك بكل أمانة أن الوضع هناك وصل حالة من السوء لم بعهدها السودان أبداً في تاريخه الطويل ، وأقول بكل صدق أنه خلال الفترة من حكم النظام الحالي لو كان يحكمونا يهوداً لما أوصلونا إلى الحالة التي نحن عليها الآن .. ، وشرع في ضرب الأمثلة الحية عن وضع الشارع هناك والتردي في الأخلاق وفي السلوكيات وفي كل مناحي الحياة.. ذكر كل ذلك بالتفصيل كشاهد عيان.. واقسم لي أن كل ما قاله إذا لم يكن صحيحاً وموثقاً تماماً من قبله لما قاله.
· قلت: " .. ولكن يا أخي كيف يحدث هذا في دولة تدعي أنها تحكم بالإسلام ؟؟ رد قائلاً:
· يا أخي أين هذا الإسلام ؟؟ ألم تسمع أنت بندوة البروفسير جعفر الشيخ إدريس ؟؟
· نعم سمعت بها ولكن لا أملك التفاصيل .. هل أنت حضرت هذه الندوة ؟؟
· حضرتها .. ده إنها تابعتها منذ أن كانت فكرة، .. وحكى لي موضوع الندوة بالتفصيل وكيف تم نقلها إلى ندوة علنية بقاعة الشارقة وحكى لي عن النتيجة النهائية لما توصل إليه البروفسير بعد أن أخضع كل أفكار " الترابي " لميزان الشرع حيث لخص رائه في كلمتين فيما معناه: قال :
· إن رجلكم هذا ( يعني الترابي ) يعد خارج عن ملة الإسلام.
· " إن رجلكم هذا ما هو إلا علماني في ثوب إسلامي.
· قلت له: " أسألك بالذي خلقك وخاصة أنت خريج دراسات إسلامية وتحمل شهادات عليا ولك مساهماتك في هذا الميدان، فما هو رائيك الشخصي في هذه الفتوى ؟؟ قال:
· " والله والله إني أؤيدها مائة في المائة " قلت:
· " إذا كان الأمر كذلك، فأين تضعه ( أي الترابي ) في تصنيف العلماء للفرق الضالة ؟؟ .. ثم افترقنا بعد أن أوضح لي أنه وبعض زملائه درسوا أفكاره وصنفوه فعلاً ضمن ( المرجئة ) .. ولكني شخصياً وبمعلوماتي المتواضعة أجد أن فكرة خليط لا يمثل فرقة بعينها من هذه الفرق كما ورد ذكره سابقاً من المرشد العام للإخوان ( معتزلة ) أو من الأخ الرمز الأخير ) .( مرجئة ) أو ما شابه ذلك إذا لم تخني الذاكرة.



· حديث بن حاتم الطائي: صادف مرة كنت في زيارة أحد الأصدقاء من رموز النظام أو قل من المعجبين الشيخ الترابي وكان يقرأ في كتاب للشيخ محمد قطب سبق لي الإطلاع عليه، فتناولته منه مستأذناً وفي المقدمة وقعت عيني على شرح للآية الكريمة ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) روى فيه المؤلف قصة إسلام سيدنا عدي وقصة دخوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما جاء يسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية فقال عدي مخاطباً الرسول صلى الله عليه وسلم " أنهم لم يعبدوهم " قال صلى الله عليه وسلم " بلى أنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم " .. وهنا التفت إلى صاحبي قائلاً:
· طبعاً أنت تعلم أن هذه الآية نزلت في اليهود فسؤالي لك هو: هل ينطبق هذا الحكم على أي عالم أو داعية مسلم يفتي بتحريم الحلال وتحليل الحرام أم لا ؟؟ .. قال بعد تردد: هذه تحتاج لسؤال.. قلت هذا كلام طيب ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) صدق الله العظيم.. وواصلت قائلاً: " خذ هذا تليفون مكتب أصحاب الفضيلة أهل الذكر " بالوزارة " فاتصل بهم، وفعلاً تم الاتصال في الحال وكان الرد أن هذا الحكم ينطبق تمام الانطباق وينسحب على أي داعية أو مسلم يفعل ذلك لأن ما حرم الله فهو الحرام وما حلله فهو الحلال وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ فمن أفتى بغير ذلك يعد خارجاً عن ملة الإسلام وينسحب هذا الحكم على أتباعه والموالين له بل يصيرون بذلك عبده له لأنهم استنصحوا به ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم،.
· قلت له : " .. آها يا أخي شيل شيلتك .. بعد كده أنت " ، وحسب معرفتي بك تملك سيلاً من فتاوى شيخك التي حرم فيها الحلال وحلل الحرام وقد سمعت رأي الشرع فيها وهي حجة عليك .. ولا بأس أن تجدّ وتستشهد لتستوثق أكثر وخاصة أنك معروف ( وهذا ما يعجبني فيك ) - بكثرة ترددك على العلماء وأصحاب الفضيلة وما عليك إلا عرض هذه الفتاوى عليهم ومن ثم تحدد موقفك في ضوء ما تقف عليه من حقيقة.
· في أحد الأيام ذهبنا صديق لي وأنا إلى أحد الأخوان نبارك له مسكنه الجديد وبعد التحية والسلام قدم لنا الأخ صحيفة سودانية قديمة قائلاً هذه الصحيفة وجدتها بالصدفة وسط أوراق قديمة ولولا رحيلي لما عثرت عليها.. انظروا ماذا فيها. وإذا بنا أمام البيان الذي أصدره المرحوم الدكتور محمود برات في أكتوبر عام 1982 تحت عنوان " بيان للناس " الذي بين فيه كل الظروف والملابسات والإثباتات التي دفعته إلى الإفتاء : " بعدم جواز الصلاة خلف الشيخ الترابي " وأوضح أنه أي الشيخ الترابي لا يؤمن بالبعث والعياذ بالله .. هذه الفتوى بالرغم أنها قديمة فإنني لم اسمع بها إلا بعد مغادرتي السودان بفترة طويلة وكان ذلك ضمن سلسلة مقالات لأحد القضاة ( سوداني ) تابع فيها متابعة دقيقة ومفصلة سيرة الشيخ الترابي منذ أن كان طالبا وحتى اعتلاه سدة الحكم وكانت هذه الفتوى من ضمن الأشياء الكثيرة التي تعرض لها. وفي تلك الأثناء جمعتني الصدفة بمجلس فيه أحد أصحاب الفضيلة ( سوداني ) وكان الحديث يدور عن هذه السلسلة من المقالات.. وهنا سألت هذا العالم عن رائه فيما جاء فيها فرد على أنه كان غائباً ولم يطلع إلا على الأخير منها. ولما كانت هذه الفتوى وردت في الجزء الأخير هذا أعدت السؤال: " طيب ما رائك في الفتوى المنسوبة للدكتور برات قال: " أنا من ناحيتي وحسب متابعتي الدقيقة لا أشك في هذا أبداً بل أضف إلى ذلك أننا في متابعتنا لكل الفتاوى الشاذة التي صدرت في الماضي من زعامات الفرق الضالة لم يجرؤ أحدهم بمثل ما تجرأ " الترابي " وأفتى بجواز زواج المسلمة من الكتابي.. ، ثم حكى لنا عن رأي صديقه وزميله العالم الجليل المرحوم الشيخ عبد الله الترابي في ابنه.. وكان أول من وقف على آرائه وأفكاره الشاذة بعد رجوعه من السر بون وأول من جادله مجادلة العلماء وفي النهاية أعلن " تبرأته منه " .
· أكتفي بهذا القدر أخي على أن يكون هذا هو نهاية الجزء الأخير من الفترة الثالثة.



· الختام :
· أخي من خلال المتابعة أعلاه وردت بعض الإشارات والتلميحات لأهل السنة وما يقابلهم من " الفرق الضالة " .. فأرجو أن نلقي إطلالة سريعة ونراجع معاً مقالات أهل السنة في هذا المقام مما سبق إطلاعنا عليه وما هو مبثوث في كتب الأئمة الأفاضل بدأ من الإمام الاسفرايينى مروراً بكافة أئمة السلف الصالح ومن نحى نحوهم حتى الشهيد سيد قطب .. وأن نكتفي في هذه الإطلالة السريعة بالإمام الاسفرائني المتوفى 429 ه يقول الإمام :



· الفرق الضالة : في جملة من أحاديث واردة عن النبي أخبر فيها عن افتراق أمته بعده إلى ثلاثا وسبعون فرقة كلها في النار عدا واحدة هي الناجية وعندما سئل عن الفرقة الناجية وعن وصفها ، قال : " الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي " أو كما قال .. وهذا يعتبر هو الميزان الصحيح الذي نعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فأسدها وهو أن كل من خالف ما كان عليه هو وأصحابه فهو رد على صاحبه غير مقبول منه " .. يقول الكاتب " لسنا نجد اليوم من فرق الأمة من هم على موافقة الصحابة رضي الله عنهم غير: " أهل السنة والجماعة " من فقهاء الأمة وهم: ( .. الذين يجمعهم الإقرار بتوحيد الصانع وقدمه وقدم صفاته الأزلية .. مع الإقرار بكتبه ورسله وبتأييد شريعة الإسلام وإباحة ما أباحه القرآن الكريم وتحريم ما حرمه القرآن ، مع قبول ما صح من سنة رسول الله وأعتقاد الحشر والنشر ، وسؤال الملكين في القبر ، والإقرار بالحوض والميزان .. ) هؤلاء هم أهل السنة دون: الرافضة، والقدرية، والخوارج ، والجهمية ، والنجارية ، والمشبهة ، والغلاة ، والحلولية :


· القدرية: كيف يكونون موافقين للصحابة وقد طعن زعيمهم: " النظام " في أكثر الصحابة وأسقط عدالة ابن مسعود ونسبة إلى الضلال وطعن في فتأوي سيدنا عمر بن الخطاب وفتاوى الإمام على كرم الله وجهه ونسب أبا هريرة إلى الكذب ونسب أيضاً خيار الصحابة إلى الجهل والنفاق..والجاهل بأحكام الدين عنده كافر.. ألخ


1. الخوارج: " .. أكفروا علياً وابنيه وابن عباس، وأبا أيوب الأنصاري واكفروا أيضاً عثمان وعائشة ،وطلحة والزبير .. ، ثم اختلفت فيما بينهما فصارت مقدار عشرين فرقة كل واحدة تكفر سائر ها وهذه شيمة كل الفرق الضالة : " تفرقت القدرية إلى المرجئة عشرون فرقة والروافد إلى عشرون أيضاً وكل فرق منهم تكفر سائر ها، والخوارج هم الذين قتلوا عبد الله بن خباب عندما رأوه في طريقهم إلى النهر وان وكان هاربا منهم سألوه :

· من أنت ؟ قال عبد الله بن خباب بن الأرت قالوا له: " حدثنا حديثاً سمعته عن أبيك عن رسول الله فقال: " سمعت أبي يقول قال رسول الله : " ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي ، فمن استطاع أن يكون مقتولاً فلا يكون قاتلاً " .. فشد عليهم أحدهم بسيفه فقتله.. ثم أنهم دخلوا منزله وكان في القرية التي قتلوه على بابها فقتلوا ولده وجاريته أم ولده وعندما انتهى خبرهم إلى الإمام علي كرم الله وجهه جادلهم أولاً المجادلة المعروفة والشهيرة والتي تحول بموجبها أعداد كبيرة منهم إلى صفة ( حوالي ثمانية آلاف ) .وبقى أربع على موقفهم فطلب منهم أن يسلموه قتلة عبد الله بن خباب فقالوا " إننا كلنا قتله ولو ظفرنا بك قتلناك .. ودارت المعركة كما هو معلوم وكانت النتيجة كما حددها الإمام سلفا وأخبر بها عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وجاء أيضاً أن أحدهم وهو: حرقوص بن زهير برز له وقال: " يا ابن أبي طالب لا نريد بقتالك إلا وجه الله والدار الآخرة ، وقال له علي كرم الله وجهه : " بل مثلكم كما قال الله عز وجل ( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) منهم أنت ورب الكعبة .. ثم حمل عليه وقتل في أصحابه. وكما تعلم يا أخي هؤلاء الخوارج الذين ورد فيهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " يحقر أحكم صلاته بجنب صلاتهم " بعد أن وصفهم بأنهم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، " .. وهم مع ذلك كانوا يصلون ويصومون ويقيمون الليل وقد سئل مولى أحدهم بعد أن ضرب عنقه. قال القائد للمولى: " صف لي أموره " فقال المولى: " أطنب أم أختصر " قال بل اختصر " فقال: " .. ما أتيته بطعام في نهار قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط " " يأتي هذا مصداقاٌ لقوله عليه الصلاة والسلام المثبت أعلاه "



· الروافض : " السبئية منهم ، ظهرت بدعتهم في زمن الإمام علي كرم الله وجهه قال بعضهم له : " أنت الإله فاحرق قوما منهم .. وقد تفرقوا إلى عشرون فرقة كل فرقة منها تكفر سائرها .. منهم الزيدية وهم الذين غدروا بزيد ابن علي بن الحسين في حربه ضد عامل هشام بن عبد الملك فقالوا له أثناء القتال: " إننا ننصرك على أعدائك بعد أن تخبرنا برأيك في أبي بكر وعمر اللذين ظلما جدك علي بن أبي طالب، فقال زيد : " " إني لا أقول فيهما إلا خيراً ، وما سمعت أبي يقول فيهما إلا خيراً وإنما خرجت على بني أمية الذين قتلوا جدي ، وأغاروا على المدينة يوم الحرة ثم رموا بيت الله بحجر المنجنيق والنار " ففارقوه عند ذلك فقال لهم " رفضتموني " فسارت عليهم كلمة " روا فض " .
· ثم يقول الكاتب: " كيف يكون هؤلاء موافقين للصحابة ؟ وهم بأجمعهم لا يقبلون شيئاً مما روي عنهم في أحكام الشريعة لامتناعهم عن قبول روايات الحديث والسير والمغازي من أجل تكفيرهم أو تفسيقهم أو .. الخ وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخريجو مدرسته وهم نقلة الأخبار والآثار ورواة التاريخ والسير.. وأيضاً تكفيرهم أو تفسيقهم لفقهاء الأمة الذين ضبطوا آثار الصحابة وقاسوا فروعهم على فتاوى الصحابة " . . ولم يكن بحمد الله ومنّه في الخوارج ولا في الروافض ولا في الجهمية ولا في القدرية ولا في المجسمة ولا في سائر أهل الأهواء الضالة " إمام " في الفقه ولا إمام في رواية الحديث ولا إمام في اللغة والنحو ، ولا موثوق به في نقل المغازي والسير والتواريخ ولا إمام في الوعظ والتذكير ولا في التأويل والتفسير ، وإنما كان أئمة هذه العلوم على الخصوص والعموم من " أهل السنة والجماعة "
· السلف الصالح :
· أجمع أهل السنة على إيمان المهاجرين والأنصار من الصحابة، وأجمعوا أيضا على أن من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً من أهل الجنة، وكذلك من شهد أحداً " غير " " قزمان " الذي استثناه الخبر ( بسبب انتحاره ) وكذلك من سهد معه بيعة الرضوان بالحديبية .
· المهاجر: تطلق شرعاً على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة ( أما المرتدون بعد وفاة النبي صلى الله عليه ويلم من : كندة وحنيفة وفزاره وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة )
· قالوا أيضاً : " بما ورد في الخبر : " أن سبعين ألف من أمة الإسلام يدخلون الجنة بلا حساب ( منهم عكاشة بن محض ) وان كل واحد منهم يشفع في سبعين ألف .
· وقالوا بموالاة أقوام وردت الأخبار بأنهم من أهل الجنة وان لهم الشفاعة في جماعة الأمة منهم أويس القرني والخبر فيهم مشهور .
· وقالوا بتكفير من أكفر أحداً من العشرة الذين شهد لم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة
· وقالوا:بموالاة جميع زوجات النبي صلى الله عليه وسلم واكفروا من أكفرهن، أو اكفر بعضهن.
· وقالوا : بموالاة الحسن والحسين والمشهورين من أسباط رسول الله عليه وسلم كالحسن بن الحسين وعبد الله بن الحسين وعلي بن الحسن زين العابدين ومحمد بن علي بن الحسين المعروف بالباقر وهو الذي بلّغه جابر بن عبد الملك الأنصاري سلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعفر الصادق .. وكذلك قولهم في سائر أولاد علي من صلبه وسائر من درج منهم على سنة آبائه الطاهرين .
· وقالوا : بموالاة أعلام التابعين للصحابة بإحسان وهم الذين قال الله فيهم ك ( يقولون ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) [1] سورة الحشر
· وقالوا ذلك : في كل من أظهر أصول أهل السنة ، وتبراؤوا من أهل الملل الخارجة عن الإسلام ومن أهل الأهواء الضالة مع انتسابها إلى الإسلام .



· بيعة الرضوان : قال الله تعالى فيهم : ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ) [18] الفتح
· وقالوا : إن الأخبار التي يلزمنا العمل بها ثلاثة أنواع : (1) تواتر (2) آحاد (3) متوسط بينهما ( مستفيض ) .
· المتواتر : الذي يستحيل التواطؤ على وضعه وهذا يوجب العلم الضروري بصحة مخبرة .
· الآحاد : متى صح إسنادها وكانت متونها غير مستحيلة في " الأحكام " كانت موجبة للعمل بها دون العلم وكانت بمنزلة: شهادة العدول عند الحاكم في أنه يلزم الحكم بها في الظاهر .
· الخبر المستفيض : المتوسط بين التواتر والآحاد : فانه يشارك التواتر في ايجابه كالعلم والعمل ويفارقه من حيث أن العلم الواقع عنه يكون علماً مكتسباً نظرياً والعلم الواقع من عند التواتر يكون ضرورياً غير مكتسب .
· وبهذا التنوع من " الخبر " اثبت الفقهاء أكثر فروع الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات وسائر أبواب الحلال والحرام ، وضللوا من أسقط وجوب العمل بأخبار الآحاد في الجملة من الروافض والخوارج وسائر أهل الأهواء .
· واتفقوا على أن أصول أحكام الشريعة هى القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا من زعم من الروافض أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة واجماع السلف واكفروا الخوارج الذين ردوا جميع السنة التي رواها نقله الأخبار ، لقولهم بتكفير ناقلها ، واكفروا " النظام في إنكاره : حجة الإجماع وحجة التواتر وقوله بجواز اجتماع الأمة على الضلالة وجوازه تواطؤ أهل التواتر على وضع الكذب .
· وقالوا : بأن الفروج لا تستباح إلا بنكاح صحيح ، واكفروا " الحزمية " الذين أباحوا الزنى .
· وقالوا : بوجوب إقامة حد الزنى والسرقة والخمر والقذف .. واكفروا من أسقط حد الخمر والرجم من الخوارج .
· وقالوا أصول أحكام الشريعة : الكتاب والسنة وإجماع السلف ، وأكفروا من لم ير إجماع الصحابة حجة مثل : الخوارج والروافض الذين قالوا لا حجة إلا حجة " إمامهم المنتظر . "
· وقالوا : لا يحل قتل أمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : من رده أو زنى بعد إحصان أو قصاص بمقتول ، وهذا خلاف قول الخوارج بإباحة قتل كل من عصى الله تعالى .
· يقول المؤلف : ( .. ولو كان المذنبون كلهم كفره لكانوا " مرتدين " عن الإسلام، ولو كانوا كذلك لكان الواجب قتلهم دون إقامة الحدود عليهم ولم يكن لوجوب قطع يد السارق أو جلد القاذف أو رجم الزاني المحصن فائدة لأن المرتد ليس له حد إلا القتل ) .
· أخي نختم هذا الجزء الأخير بإيراد بعض الأحاديث الواردة عن الفرق الضالة:
· أولاً : حديث الفرق (1) يقول صلى الله عليه وسلم " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، أعظمها فتنة على أمتي الذين يقيسون الأمور برائيهم ، يحرمون الحلال ويحللون الحرام "
· وقال أيضاً (2) " أيما داع دعا إلى الضلال فاتبع فعليه وزره وأوزار من اتبعه لا ينقص من أوزارهم شئ " .وأيما داع دعا الى الهدى فاتبع فله مثل اجر من اتبعه لا ينقص من أجورهم شئ
· (3) " إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : وما تلك الواحدة قال صلى الله عليه وسلم : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي "
· أما الفرقة الضالة فقد عدهم العلماء كما يلي : الخوارج ( المعتزلة .. المرجئة ) المشبهة الجهمية النجارية النوارية الكلابية .
· وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم : " بأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه ، .. فهم الذين مرقوا من الدين والإسلام وفارقوا الملة وشردوا عنها وعن الجماعة وضلوا سواء السبيل ، وسلّوا السيف على الأئمة واستحلوا دماءهم ، وأموالهم ، وكفروا من خالفهم ، ويشتمون أصحاب رسول الله عليه وسلم ، وأنصاره .. ولا يؤمنون بعذاب القبر ولا الحوض ولا الشفاعة .
· يقول الأئمة من السلف الصالح : " على المؤمن أتباع السنة والجماعة ، فالسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والجماعة ما اتفق عليه أصحاب رسول الله عليه وسلم في خلافة الأئمة الأربعة ( الخلفاء الراشدين ) " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " رحمة الله عليهم أجمعين ، وأن لا يكاثر أهل البدع ولا يدائنهم ولا يسلم عليهم ، لأن أمامنا أحمد بن حنبل رحمه الله قال : من سلم على صاحب بدعة فقد أحبه ، بقول النبي صلى الله عليه وسل : " أفشوا السلام بينكم تحابوا " . ولا يترحم عليهم إذا ذكروا ، ولا يجالسهم ، ولا يقترب منهم ، ولا يهنئهم في الأعياد وأوقات السرور ، ولا يصلي عليهم إذا ماتوا ، بل يباينهم ويعاديهم في الله عز وجل معتقداً بطلان مذهبهم محتسباً بذلك الثواب الجزيل والأجر الكثير .
· الحديث : " من نظر إلى صاحب بدعه بغضاْ له في الله ، ملأ الله قلبه أمناً وإيمانا ، ومن انتهر صاحب بدعه بغضاْ له في الله أمنه الله يوم القيامة ، ومن استحقر بصاحب بدعة رفعه الله تعالى في الجنة مائة درجة ، ومن لقيه بالبشر أو بما يسره فقد استخف بما انزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم
· قال : فضيل رضي الله عنه : " من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله واخرج نور الإيمان من قلبه ، وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت الله تعالى أن يغفر ذنوبه وان قل عمله ، وإذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ طريقً آخر .
· حديث : " من أحدث أو أوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه الصرف والعدل " أي الفريضة والنافلة " وجاء أيضاً من أقوال الأئمة : أنه لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في أشياء حددوها منها :
· " كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر "
· ملحوظة : هذه القاعدة الأصولية هي التي اعتمد عليها الدكتور محمود برات في تكفيره للدكتور الترابي عندما اعترف له الأخير أنه "لا يؤمن بيوم القيامة " وقد حاوره الدكتور برات في ذلك وانقل هنا يا أخي هذا الحوار : " .. يقول الدكتور الترابي في معرض كلامه عن الغيبيات : " .. أنا عقلاني محض ، وكثير من الغيبيات التي يؤمن بها المسلمون لا أعتقد فيها ،، فقلت له : " أتقصد معتقدات العلماء المغلوطة ؟ " قال : " لا حتى معتقدات الخاصة ،، فقلت له : " هل لك من مثال ؟؟فقال : " يوم القيامة مثلاً فأنا لا أعتقد في قيامه جامعة ، بل أرى أنها ممتنعة عقلاً ، وأعتقد أن قيامة كل إنسان يوم موته ،، .. قلت له : " وماذا تقول عن الآيات والأحاديث الصحيحة عن " القيامة " قال : " أنا لم أقل لك أني أعلم عدم وجود قيامة جامعة ، ولكني قلت لك لا أعتقد في قيامة جامعة ، والاعتقاد لا يعتمد على دليل من آيات وأحاديث لأن مكانه القلب . والذي يعتمد الدليل من الآيات والأحاديث وغيرها هو العلم ،، فقلت له : " هذا تمييز دقيق " " نحن أهل السنة والجماعة نتحرج جداً في تكفير مسلم إلا في حالتين : الأولى : الاعتراف بالكفر دون عذر شرعي من إكراه أو جنون .. الخ والثاني : " جحود ما يعلم من الدين بالضرورة .. "

( المصدر البيان الذي أصدره الدكتور محمود برات تحت عنوان: " هذا بيان للناس " بتاريخ 9/10/1982 )

· ومنها من كفر مسلماً إلا إذا لم يجد محملا يحمله على غير ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه ."
· ومنها .. وهذا أشد أنواع الكفر : الاستهزاء بالأنبياء وكلامهم والاستهزاء بالقرآن أو يدعي أنه مقتدر على التكلم بمثله وان كلامه لو يصقل بالتلاوة لكان مثله .
· ومنها تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله سبحانه وتعالى أي أن كل من حلل حراماً مجمعاً عليه أو حرم حلالاً كذلك فقد كفر ، ( وينسحب ذلك على كل من تبعه وتشيع له فيصير كافر مثله، بل وعابد له كما ورد ذكره آنفاْ في حديث سيدنا لواى. ).
· أخي أختم هذه الإضافة بإيراد هذا النص في بيان عصمة أهل السنة في تكفير بعضهم بعضاً : يقول الإمام الإسفرائيينى " .. أهل السنة لا يكفر بعضهم بعضا ، وليس بينهم خلاف يوجب التبري والتكفير ، فهم إذن أهل الجماعة القائمون بالحق ، والله تعالى يحفظ الحق وأهله ، فلا يقعون في تنابذ وتناقض ، وليس فريق من فرق المخالفين لهم إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض ، وتبري بعضهم من بعض ، كالخوارج والروافض والقدرية .. حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضاً ، وكانوا بمنزلة اليهود والنصارى حين كفر بعضهم بعضاً حتى قالت اليهود : ( ليست النصارى على شئ ، وقالت النصارى ليست اليهود على شئ ) وقال الله سبحانه وتعالى : ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً ) .. وقد عصم الله أهل السنة من أن يقولوا في أسلاف هذه الأمة منكراً ، أو يطعنوا فيهم طعناً ، فلا يقولوا في المهاجرين والأنصار ، وأعلام الدين ، ولا في أهل بدر ، وأحد ، وأهل بيعة الرضوان ، إلا أحسن المقال ، ولا في جميع من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ولا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، وأولاده ، وأحفاده : مثل :الحسن ، والحسين ، والمشاهير من ذرياتهم مثل عبد الله ابن الحسن ، وعلي ابن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ومن جرى منهم على السداد من غير تبديل ولا تغيير ، ولا في الخلفاء الراشدين ، ولم يستجيزو أن يطعنوا في واحد منهم ، وكذلك في أعلام التابعين ، وأتباع التابعين الذين صانهم الله تعالى عن التلوث بالبدع ، وإظهار شئ من المنكرات ، ولا يحكمون في عوام المسلمين إلا بظاهر إيمانهم ولا يقولون بتكفير أحد منهم إلا أن يتبين منه ما يوجب تكفيره ، ويصدقون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون " كما أخرجه البخاري ، وقد ورد أنه يشفع كل واحد منهم في عدد ربيعة ومضر ، ويوجبون على أنفسهم الدعاء لمن سلف من هذه الأمة ، كما أمر الله تعالى في كتابه حيث قال : ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ، ربنا إنك رؤوف رحيم ) .
· ويتابع الإمام قائلاً : " اعلم أنه لا خصلة من الخصال التي تعد في المفاخر لأهل الإسلام : من المعارف والعلوم وأنواع الاجتهادات ، إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلّى ، والسهم الأوفر ، فدونك أئمة أصول الدين وعلماء الكلام من أهل السنة فأول متكلميهم من الصحابة : علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث ناظر الخوارج في مسائل الوعد والوعيد ، وناظر القدرية في المشيئة والاستطاعة والقدر ، ثم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حيث تبرأ من معبد الجهمي في نفيه القدر . وأول متكلمي أهل السنة من التابعين : عمر بن عبد العزيز ، وله رسالة بليغة في الرد على القدرية ، ثم زيد بن زين العابدين ، وله كتاب في الرد على القدرية ، ثم الحسن البصري ، ورسالته إلى عمر بن عبد العزيز في ذم القدرية معروفة ، ثم الشعبي ، ثم الزهري .
· وتابع أيضاً : " وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب : أبو حنيفة والشافعي ، فلهما رسائل في الرد عليهم أيضاً أما أئمة الفقة من عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم فقد ملئوا العالم علماً وليس بينهم من لا يناصر السنة والجماعة وهم أشهر من نار على علم ففي سرد أسمائهم طول .. وأما أئمة الحديث والإسناد فهم سائرون على هذا المهيع الرشيد ، ولا يوصم أحدهم ببدعة ، وفي طبقاتهم كتب خاصة تغني عن ذكر أسمائهم هنا ، وأثارهم الخالدة لم تزل بأيدي حملة العلم مدى الدهر ، وكذلك أئمة الإرشاد والتصوف وكانوا على توالي القرون على هذا النهج السديد في المعتقد ، وكذلك جمهرة أهل النحو واللغة والأدب كانوا على معتقد أهل السنة .. ،، وبعد أن عدهم جميعاً دلف إلى القول : " .. لم يكن بينهم أحد إلا وله أنكار على أهل البدعة شديد ، وبعّد عن بدعهم بعيد ، ولم يكن في مشاهيرهم من تدنس بشيء من بدع الروافض والخوارج والقدرية .. وكذلك أئمة القراءة وحملة التفسير بالرواية من عهد الصحابة إلى عهد محمد بن جرير الطبري وأقرانه ومن بعدهم ، كانوا كلهم من أهل السنة ، وكذلك المفسرون بالدراية إلا بعض أفراد من أهل البدعة . وكذلك مشاهير علماء المغازي والسير والتواريخ ونقد الأخبار وحملة الرواية من أهل السنة والجماعة . فيظهر بذلك أن جماع الفضل في العلوم في أهل السنة والجماعة ، حشرنا الله سبحانه في زمرتهم .. " انتهى نقل هذا الفصل عن أهل السنة .
· أخي هؤلاء هم أهل السنة والجماعة الذين تبرأ منهم دكتور الترابي ولم يكن ذلك بالنسبة لى قول قائل ، فقد سمعته بأذني فى مقابلة له بأحد برامج القناة السودانية وقرأته في مقابلة أجراها معه مؤخراْ مندوب جريدة الخليج الظبيانية ، أما فيما يتعلق بسبه للأنبياء ولخاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسبه لأصحابه وخريجي مدرسته " الصحابة الكرام " والتابعين لهم .. ولم يكتفي بذلك ، بل قال : " .. إن التنظيم الذي يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة " !!! أما هذا كله فدونك يا أخي كتاب الله ، ودونك ما سطره أئمة السلف الصالح من أمة الإسلام بأحرف من نور وما تركوه من مجلدات ودونوه من أبواب وفصول في : " فضائل الصحابة " رضوان الله عليهم أجمعين .. دونك هذا كله يا أخي فالتمسه في مظانه .. وإلى هنا أختم بما بدأت به : " اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه " ..
· وفي الختام أسأل الله لي ولك وللأهل والإخوان جميعاً العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخوك
عوض سيدا حمد





ود محجوب 09-08-2012 09:24 AM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
لك الشكر والتقدير استاذنا العوضابى وانت
تقوم بهذا العمل الكبير لتعرية الادعياء
وتنوير القراء وتوعيتهم بحقيقة ما ابتلانا الله بهم من بنى جلدتنا
والى الله المشتكى ونسال الله ان يرفع عنا البلاء بجاه سيد الانبياء صلى الله عليه
واله وصحبه وسلم

العوضابي 09-10-2012 11:19 AM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الأخ العزيز / ود محجوب ,
أولا : شكرا على المرور .
ثانيا : كما ترى يا أخى نحن أمام فتنة كبيرة , فتنة عارمة , أصابتنا فى الصميم , من أناس هم من بنى جلدتنا , قاموا بأعمال لا تمت لنا كسودانيين بصلة ’ وكأنهم أتو الينا من كوكب أخر , وبهذه المناسبة فقد صادفت قبل أيام فى صفحة الفيس بوك , أحدهم يشيد بالزعيم الأزهرى وما جبل علية من وطنية خالصة , وطهارة يد , وفى الحال قمت بانزال التعليق بعد :
" نعم يا ابنائى , هذا ليس بالأمر الغريب , بل الغريب الاّ يحدث , ... هذه قبل كل شىء , وبعد كل شىء , هى : " الأصالة " السودانية العريقة الممتدّة جزورها , وطاعنة فى القدم الى آلاف القرون , فالسودانى مهما كان لونه , أو عقيدته , أو تفكيره , هو السودانى الذى عرف بمكارم الأخلاق , وكل الصفات الحميدة : من الكرم , والجود , والأمانة , والتواضع , وحب الخير للناس , كلكم تعلمون أن كثيرا من مثقفينا وغيرهم من المواطنين , تأثروا كغيرهم بالمذاهب الحديثة من : ( شيوعية – قومية – بعثية .... الخ ) هل رأيتم منهم من خرج عن ثوبه السودانى : فى سلوكه وأدبه ومعاملاته مع الغير , كلا , وألف كلا , ..... أما ما هو حادث الآن ونراه بأمّ أعيننا , من أناس هم من بنى جلدتنا , هو ليس أمر شاذ فقط , بل هو ممعن فى شذوذه , وغرابته , هو أمر لا يمت بأى صلة من قريب أو بعيد لهذا الشعب , وهذه الأمة العريقة , فكأنّهم جاووا الينا من عالم آخر لا نعرفه , وهو بعينه ما عبر عنه تعبيرا صادقا , الأديب الكبير الاستاذ / الطيب صالح عندما تساءل قائلا : " من أين جاء هولاء . ؟؟؟؟؟

العوضابي 09-14-2012 09:54 PM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ رسالة (2)
 
............... والى الرسالة (2)



الرسالة (2) :


مقتطف : "...... كثر الحديث هذه الأيام عن قضية دارفور ومأءالاتها الأخيرة (محكمة لاهاى).. ....ارجو السماح لى بالتعليق الآتى:-
...... حيث أن السودان بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة محل استهداف من الأمة " الغضبية " وتوابعها فهذا أمر معلوم بالضرورة وحادث وواقع معاش وليس بالغريب بل الغريب ألاّ يحدث,..... أما فيما يتعلق بقضية المحاكمة- ( محكمة لاهاي ) – فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف تعاملنا نحن كأمة مسلمة ودولة ترفع رأية الإسلام مع التمرد محل القضية, .... هل تعاملنا معه وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ومقتضيات الرسالة الخالدة أم ماذا ؟؟؟؟ ............. فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا أمر كما قيل لا يجب أن يشغلنا كثيرا,.... أما إذا كانت الإجابة على غير ذلك فهذه هي المصيبة الكبرى والبلية العظمى, .... فماذا يعنى محاكمة في لاهاي أو أي مكان آخر فىالعالم مع المحاكمة الكبرى هناك حين الوقوف أمام رب العزة ؟؟؟؟ ..... إذن هذه هي القضية ومن هنا يجب أن يكون محل بحثنا ومدار تفكيرنا راع ورعية.

( أنظر الإضافة الأخيرة المكملة لهذه الرسالة . )
.......... والى الرسالة :


بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حضرة المحترم الأستاذ الكبير/ محجوب محمد صالح
رئيس تحرير جريدة الأيام ورئيس مجلس الإدارة
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,

سيدي,
اننى كقاري أتابع باهتمام شديد ما تقومون به من جهد كبير ومقدر وعمل جاد ومخلص وبموضوعية ونظرة ثاقبة خلال متابعتكم لقضايا الوطن الشائكة وبالأخص قضية الساعة: " – (كتب في نهاية عام 2004 )- قضية أهلنا في دار فور " والتي يمكن تلخيصها في الآتي:-
" انه قد وقعت عملية اعتداء وحشية على القرى الآهلة بالسكان تخللتها حالات: (قتل ونهب واغتصاب وحرق البيوت) !!!.... مما أسفر عن نزوح أكثر من مليون مواطن داخل الإقليم وأكثر من مأئة ألف فروا إلى تشاد وهم جميعا يعيشون الآن مشردين في العراء داخل مخيمات تشرف عليها منظمات العون الانسانى. " ...... هذا باختصار شديد يمثل الصورة المعاشة حاليا والتي لإخلاف عليها مع الحكومة, !!... إذن الخلاف ناشىء في التفاصيل: ( كم عدد حالات: الاغتصاب – القتلى – هل هذه العملية تدخل تحت قانون التطهير العرقي أم لا ؟؟.........الخ )..... ومن ثم يمكن القول أن هذا هو البعد الذى تدور حوله القضية في معظم ما كتب عنها داخليا ناسين أو متجاهلين البعد الحقيقي والأكثر أهمية وهو: " البعد الديني " ..... وأخص بذلك قضيتين هما:-
1- قضية المساءلة: نعلم أن أمريكا سيدة العالم اليوم وصاحبة الكلمة فيه ساعية –( لحاجة في نفس يعقوب ) – وعن طريق مجلس الأمن إلى توصيل موضوع المساءلة إلى نهايته القصوى: ( عملية تحقيق شاملة ثم محاكمة )... إن مثل هذا التحرك حتى لو اقترضنا وصل مداه كما يريدون له فما هو في النهاية إلا عمل دنيوي تحكمه قوانين وضعية صاغها البشر لتجرى على هذا الإنسان الفاني !!!!! .... فماذا يعنى كل هذا أمام المساءلة الكبرى عند الوقوف هناك: " أمام رب العزة " : (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم. )) صدق الله العظيم. !!! .... إذن هذه هي القضية إنها قضيتنا نحن في المقام الأول, يجب أن تكون محل همنا ومدار تفكيرنا واتجاهنا كلنا جميعا: " راعى ورعية. " .... لأننا لسنا محسوبين على العالم الاسلامى فقط , ......بل ينظر إلينا كدولة ترفع راية الإسلام ومن هذا البعد يجب أن ننظر إلى القضية:
2- قضية ديننا الاسلامى: إننا كمسلمين نعلم أن الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا أن ديننا هذا هو خاتم الرسالات وأنه جاء لخير البشرية جمعاء لأجل تحقيق السعادة الكاملة لها دنيا وأخرى, .... كما أخبرنا أن لهذا الدين أعداء متربصون به ولن يهدأ لهم بال حتى يجتثوه من على الأرض, - (حسب تصورهم)-..... نلمس هذا في ثنايا كتابنا المنزل: في سوره, وآياته بدءا من: " أم الكتاب "... وقد أشار أليهم أيمتنا الأجلاء بال: ( الأمة القضبية )... كما اخبرنا أيضا أنهم لن يقدروا علينا أبدا إلا إذا انحرفنا عن: " الصراط المستقيم. "...... ولو أننا دققنا في تاريخ صراعنا الطويل معهم, نجد أنه لن يجد معهم ما عرف عنهم من مكر وخداع وتدليس وقلب الحقائق في دفع الحكام الحاليين لتجييش الجيوش لضربنا في عقر دارنا كما فعلوه سابقا: ( الحروب الصليبية. ) وذلك لأسباب هم أقدر للتكيف معها, نورد منها:-

· في تلك الحقبة كما هو معلوم كانت سلطة الملك مقدسة فيكفى الامة الغضبية أن تستخدم مكرها وحيلها لتوغر صدره وإقناعه وحاشيته, ومن ثم تتحرك الجيوش.
· أما الآن فان هذه السلطة آلت إلى الشعوب, فهي وحدها لها سلطة تحريك الجيوش لا الحاكم.
· إذن ما هي الحيلة أو ما هو السلاح الأقوى والأكثر فعالية, تستطيع الامة الغضبية استخدامه بفعالية لتحريك الجيوش الغربية ؟؟؟؟؟؟.......... انه سلوكنا نحن المسلمين: إن قضية سلوكنا وممارساتنا داخل وخارج ديارنا تمثل أعتي وأمضى سلاح للأمة الغضبية: - ( أعداء الحق والدين. ) – ليظهروا الإسلام في أبشع صورة قياسا إلى سلوكنا نحن المحسوبين عليه, ... فيكفينا هنا مثال واحد من العديد من الأمثلة: فلننظر إلى حادث 11/9 وإعلان ابن لا دن – ( الذى يتحرك من كهف إلى كهف في جبال أفغانستان )- للعالم كله: " أنه هو المخطط والمنفذ له !!!!!!!....... مرورا بالسكاكين التي نشاهدها تقطع رؤوس الأبرياء أمام العالم كله - (في العراق) - , ..... وكل ذلك: " باسم الإسلام. " .... وأخيرا وليس آخرا منظر أهلنا وإخواننا في دار فور العظيمة, يعرض على شاشات العالم, ويراه الناس كل الناس من أقصى الدنيا إلى أقصاها !!!!!!!!! ......... وغيره وغيره كثير....... الخ..... هل نريد أكثر من هذا لتحريك الجيوش لضربنا في عقر دارنا. ؟؟؟؟؟؟؟
· هناك كلام يردد عن مخالفة أمريكا لحقوق الإنسان هنا وهناك, ففي حالتنا هذه يجب أن نفرق بين مخالفة ومخالفة: مخالفة أمريكا أو توابعها لحقوق الإنسان لا يتعدى كونها خالفت قانون وضعه البشر, أما مخالفتنا نحن لهذه الحقوق, معناه مخالفتنا للوحي الالهى المنزل على سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم,... فهو يعرضنا لأمرين خطيرين هما:
· (1) يعرضنا للمساءلة العظمى أمام رب العزة
· (2) إعطاء فرصة لأعداء الحق والدين ليكيدوا للإسلام من جراء عملنا هذا باعتباره منسوب لدولة ترفع راية الإسلام, .......... ونتيجة لذلك كله فقد سبق وحررت رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا البر وف/أحمد على الإمام محمّلا إياه أمانة استعراض هذه القضية من كل جوانبها والطريقة التي عولجت بها من قبل الدولة وأدت إلى هذه الحالة التي نحن يصددها, ثم يعلن للعالم أجمع القول الفصل فيها من وجهة نظر: " البعد الديني ",..... لعل ذلك يبعث أو يعيد الثقة لقوم كان المتعين والمفروض علينا أن نكون لهم محل قدوة وجذب لا محل نفورة وكراهية لديننا الحنيف. !!!!!!!!!! آمل أن تجد مكانا لنشرها في زاويتكم المفضلة أو أي مكان بجريدتكم الموقرة.


ملاحظة:فيما يلي نص الرسالة المفتوحة والموجهة إلى مولانا الشيخ أحمد على الإمام.


بسم الله الرحمن الرحيم
" الحمد لله رب العالمي والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه: الذين يهدون وله يعدلون وعلى من اتبعهم واهتدى يهديهم إلى يوم يبعثون. "
رسالة مفتوحة إلى فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ أحمد على الإمام مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الاسلامى
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,

الموضوع: كارثة مواطني إقليم دار فور

بصفتي مواطن أولا وأحد رعايا دولة ترفع راية الإسلام ثانيا, فقد تابعت كغيري إخبار هذه الكارثة الأليمة وفيما يلي مجمل متابعتي لها داخليا فقط:-
أولا: تقرير بعثة الجامعة العربية عن الأوضاع في دار فور : أرجع التقرير تفاقم الأزمة إلى عدد من العوامل : السياسية والقبلية والبيئية المتداخلة , ثم أشارالى انضمام القبائل العربية – دون غيرها – إلى الجيش السوداني في إعقاب الاستنفار الذى دعت له الحكومة لمواجهة عمليات عسكرية قامت بها حركتا التمرد : ( حركة تحرير السودان وحركت العدل والمساواة )........ وهو الأمر الذى أدى إلى استفادة هذه القبائل من تسليحها في القيام بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إطار الصراع القبلي المحتدم في هذه المنطقة من السودان. , ...... ثم عرض التقرير لما جاء في إفادات النازحين وللاجئين من قبائل: ( الزغاوة- الفور- المسا ليت – التأما – ذات الأصول الأفريقية. ) من جرائم: ( القتل والنهب والاغتصاب.) التي ارتكبت في حقهم من قبلالمليشيات المسلحة من قبل الحكومة, ...... ثم أورد التقرير هذه الإحصائية: (عدد الذين نزحوا من قراهم من جرا هذا العمل يتراوح بين مليون شخص نزح إلى الداخل وحوالي مائة ألف نزح إلى تشاد.)
المرجع: (جريدة أخبار اليوم 20/5/2004
ثانيا: الحقيقة التائهة: تحت هذا العنوان تناول الدكتور / الطيب زين العابدين هذا الموضوع بالبحث والتقصي والتعريف بجذور المشكلة, .... وبعد أن أشارالى نفى الحكومة لتهمة انتهاكات حقوق الإنسان, ثم خلص إلى القول: " تكاد تجمع كل المصادر الأخرى: الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبى وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت الماسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,....... ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, ... وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " ........ وبتابع الكاتب قائلا: " إن من بتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " .......... وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".
المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004
ثالثا: شهادة مرافقي السيد وزير الإعلام للمنطقة:

1- جاء فى عمود الاستاذ زهير السراج ما يلى :


"... الجنجويد هم مواطنون منتشرون فى جميع انحاء الاقليم تم استنفارهم في الأساس لمواجهة التمرد الذى تمثلة حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة فخرج عدد كبير منهم من السيطرة وهاجموا عددا كبيرا من القرى واحرقوها واخرجوا اهلها منها وارتكبو من جرائم وفظايع وفظاعات خلقت الوضع تامأساوى الموجود هناك الان ...."
2- اما الاستاذ نور الدين مدنى فقد جاء فى عموده ما يلى :-
"...لقد ظظلنا ندعو للحل السلمى ولكن استباحة الفاشر وما حدث فيها من قتل واختطاف ونهب لم يترك لنا مجالا للحديث عن الحل السياسى ولكن ايضا رد الفعل الحكومى كان عنيفا اضطرت فيه للاستعانة ببعض المواطنين الذين اصبحوا فيما بعد قوة مسلحة قائمة بذاتها تعمل لصالح اجندتها ومصالحها الخاصة..."
المصدر : ( جريدة الصحافة 26/7/2004)


رابعاَ :المستر قالوشى :
دعنى احيل فضيلتكم إلى الحديث الصحفي الذى أجراه الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير جريدة الصحافة مع القائم بالأعمال الامريكى المستر قالوشى لما له من علاقة بهذا الموضوع وننظر معا في ثلاثة أسئلة منها هي:

· سؤال " هل الحكومة تقصف هذه المواقع بدون سبب أم أن هناك دوافع فهي تقول أن المتمردين يندسون وسط المدنيين ؟
· الإجابة " نعم هم كذلك الحكومة تقول أنها تقوم بضرب أهداف عسكرية للمتمردين ربما يرى هم ذلك..... أنها ليست وجهة نظرنا.. المجتمع الدولي يرى انه حتى إذا كنت تستهدف مواقع عسكرية فيجب الا تقتل وتعتدي على المدنيين
· سؤال " الحكومة تقول أن المتمردين يختبئوا ويهاجمونا ؟
· الإجابة " أنا افهم ذلك تماما....ولكن كونهم يتحركون من داخل هذه المدن لا يعنى أن ندمر المدينة بكاملها !!!.. هذا هو السلوك الذى يرفضه المجتمع الدولي مهما كانت الحجة العسكرية.
· سؤال " لكن الحكومة تقول أن المتمردين يتخذون من المدنيين دروعا بشرية ؟
· الإجابة " ما تقوله مثل أن يكون لدى فئران في المنزل الذى أعيش فيه أنا واسرتى وان يقوم احدهم بضرب هذا المنزل كاملا بحجة القضاء على الفئران هذا سلوك غير مقبول لا يمكن أن تحطم مدينه كاملة للقضاء على المتمردين !! يجب أن تفعل شيئا آخر. "... وواصل قائلا: إن الجهود التي بذلتها الحكومة للقضاء على المتمردين هي التي فاقمت الأزمة وخلقت هذا الوضع.
إلى هنا يمكن القول إن القضية التي أمامنا أصبحت واضحة وجلية: ( الحكومة تعرضت لهجوم عنيف شن عليها بتدبير من اقرب الناس إليها وهو الجناح المنشق من الإنقاذ: ( جناح المنشية) وبدلا من أن تصد هذا الهجوم الغاشم عن طريق القوات النظامية استعانت بآخرين من خارج القوات النظامية وقد وضح جليا إن هذه الفئة: لا تتقيد بأحكام شريعة أو عرف أو أخلاق والظاهر للعيان أنها تعيش بعقلية الجاهلية الأولى ومع ذلك استعانت بها الحكومة فكانت هذه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي هزت العالم بأثره.

سيدي:

أصدقك القول انه من بداية هذه الكارثة وما نتج عنها من ضجة عارمة داخليا وخارجيا لم يكن يشغلني ويؤرق مضجعي كمسلم غير أمر واحد هو: " البعد الديني " واعتقد أن ذلك هو شان كل مسلم لذا فاني أتوجه إلى فضيلتكم بصفتكم المرجع الديني الأول لدولة الإنقاذ بهذه الأسئلة وهى:-
1- ما هو التصرف الصحيح والسليم والقائم على تعاليم ديننا الحنيف الذى يستوجب الشرع تطبيقة عند حدوث هذه الحالة التي بين أيدينا ؟
2- من المسئول عن هذه الكارثة أمام الله سبحانه وتعالى:
· هل الراعي الأول مسئول أم لا ؟ فإذا كانت الإجابة بلا فمن المسئول ؟؟
· قائد الطائرة الذى صدر إليه الأمر بتوجيه سلاحه على القرى المأهولة بالسكان من المسئول إمام الله في مثل هذه الحالة التي نحن يصددها ؟؟ هل تقع المسئولية على من أصدر إليه الأمر فقط –(الدولة )-أم تشمله باعتبار انه يجب عليه كمسلم العلم انه: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) قياسا على: "قاتل الزبير في النار "

حقوق الإنسان والتدخل الاجنبى: فيما يتعلق بكلام المستر قالوشى يعلم فضيلتكم إن حقوق الإنسان التي جاء بها الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وطبقت أول ما طبقت في دولة الإسلام الأولى ووفقا للشريعة الإسلامية والآن بعد قرون أخذت بها القوانين الوضعية وأصبحت تمثل اليوم حق اساسى من الحقوق المتفق عليها والمضمنة في المواثيق الدولية فكيف تأتى بعد ذلك دولة ترفع راية الإسلام وتكون محل محاسبة من الآخرين في هذا الشأن؟ . وهذا يقودنا إلى لب المشكلة: وكما يعلم فضيلتكم انه بالنسبة لبرتوكولات " نيفاشا " الكل يعلم انه لولا ضغوط أجنبية لما تم التوصل إلى بنودها الستة وقد صحبتها مبشرات كثيرة وعظيمة أهمها: (تقرر أن يعيش الناس في ظل دستور جامع شامل فيه ضمان كامل شامل لحقوق الإنسان: "قضاء مستقل وبالمثل خدمة مدنية _عدالة _ مساواة كل ذلك في ظل ديموقراطية حقيقية ) هذه المبشرات التي جعلت آمال الشعب كله معلقة بلحظة التوقيع النهائي لها كي تصبح حقيقة معاشة مع علمهم أنها جاءت عن طريق ضغوط أجنبية (الغريق والقشة)........ والسؤال الذى يفرض نفسه على فضيلتكم لماذا غيبت هذه المبادئ الأساسية التي تمثل حقيقة ديننا الحنيف ويقوم عليها الحكم الاسلامى الراشد وذلك طيلة عقد ونصف من الزمن هي فترة الحكم الحالي...

· لماذا لم نستطع _ ونحن امة القران _ أن نحل مشاكلنا الداخلية وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وبعيدا عن التدخل الاجنبى من أين جاءنا هذا العجز ونحن امة يقول علماؤنا الأجلاء الباحثين والمدققين في تاريخها ((إن السودان هو مهد الأمة البشرية جمعاء وهو مهد الحضارة والسودان هو احد بلاد قلائل أشاد القرآن "بعابديه" وأشاد الحديث النبوي الشريف بساكنيه "رعاة ورعية" .

"كتاب دارالهجرتين للدكتورحسن الشيخ الفاتح قريب الله" ؟؟؟
· وأخيرا وليس آخرا يمكن القول انه لا يختلف اثنان في أن هذه القضية هي من اكبر واخطر القضايا في هذا العصر الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة واهم واجل مافى هذه القضية هو ما يتصل: (بالبعد الديني) اى أن يحدث هذا في دولة ترفع راية الإسلام،.!!!!!!!.... يا صاحب الفضيلة ديننا في هذه القضية: "محل اتهام"ويحتاج لمن يدافع عنه ويعلن الحقيقة كاملة لكل الناس وقد رفعنا لفضيلتكم ما وصل إلى علمنا منها مع علمنا أنكم الاكثرعلما ودراية واحاطة كاملة بها وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم: ((خائنة الأعين وما تخفى الصدور..)) صدق الله العظيم. وإننا إذ نحملك المسئولية كاملة نطلب من فضيلتكم الرد على كافة الأسئلة بصورة واضحة وجلية وان تبين للناس كل الناس هل لهذا الذى يحدث أمام أعيننا علاقة بالوحي الذى انزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ... وخاصة الطريقة التي عولجت بها هذه الفتنه من قبل الدولة وأدت إلى هذه الكارثة التي نحن يصددها.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا أتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القارئ: عوض سيد أحمد عوض


ملاحظة : الى هنا تم نشرة بجريدة الايام الغراء صفحة (9) بتاريخ الاحد 9/1/2005 الموافق 27 ذو القعدة 1425 للهجرة
اضافه بعد النشر:



· عندما اطلعت على مقال البر وف./ الطيب زين العابدين تحت عنوان: الحقيقة التائهة- ( مشار اليه في ثانيا أعلاه.)- اتصلت به تلفونيا سائلا: " حيث أننا نعيش في ظل دولة ترفع راية الإسلام ألم يكن من الواجب شرعا الرجوع أولا للمرجعية الدينية كي تتم عملية مواجهة التمرد وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ؟؟ فأجابني قائلا فيما معناه: " في مثل هذه الأحوال لا يرجع هؤلاء الناس – أي ( ناس الانقاذ)- لمرجعية دينية ولا يراعون خلق ولا دين ولا كرامة إنسان ولا حتى رعاية الحقوق المضمنة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان...... " !!!!
· بعد إرسال هذه الرسالة للنشر أوردت الصحافة المحلية فقرات من تقرير لجنة رئس القضاء السابق الدكتور / دفع الله الحاج يوسف المكلفة من قبل رئس الجمهورية للتحقيق في هذه القضية جاء فيه: "..... ان ما قامت به قوات الحكومة والمليشيات المسلحة يعد انتهاكات جسيمه لحقوق الإنسان تتمثل في: عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...." وأضاف في تقريره مؤكدا: أنه تم الاستيلاء على قرية –(حددها بالاسم)- والاستقرار فيها بعد إجبار أهلها للنزوح القهري وهم من مجموعات ذات أصول غير عربية غالبيتهم من الفور وقد أدت كل هذه الانتهاكات الجسيمة الى هذه الكارثة.
· وأخيرا وليس أخرا ربما اطلعتم على المقابلة التى أجراها مندوب وكالة رويتر العالمية مع مدير الأمن السوداني حيث أوردت جريدة الصحافة مقتطفات منها سجل فيها الأخير اعترافا صريحا انهم فعلا: " اضطروا للاستنجاد بالجنجويد لان المتمردين كانوا يجعلون من سكان هذه القرى التى دمرت دروعا بشرية " ..... وعندما سأله المندوب عن مدى صحة الأنباء التى تقول ان مثل هذا العمل جارى التخطيط له من قبلكم لتطبيقه مرة أخرى على متمردي شرق السودان؟ !!!! .. رد عليه قائلا: " لا.. لن نقع في هذا الخطأ مرة أخري. !!!! "
· ما هى الدوافع: (1) خطاب الحكومة: ترى الحكومة ان هولاء ما هم الا فئة متمردة وخارجة عن القانون وان هناك جهة أجنبية وراء هذا التحرك بجانب اتهامها الصريح لحزب الدكتور الترابي بتبعية أحد هذه الفصائل له وتحريضه لزعزعة السلطة. (2) خطاب الحركات المسلحة: تدعى هذه الحركات –(حركة تحرير السودان/ حركة العدل والمساواة )- ان هذا الجزء من الوطن مهمش تماما وواقع عليه ظلما عظيما من المركز لذا فهم في مجموعتيهما يطالبان بالإنصاف والحرية وبسط العدالة والمساواة بين جميع أفراد الأمة. هذا باختصار شديد هو جوهر القضية علما بان الحكومة اضطرت في النهاية للجلوس والتفاوض معهما بضغوط أجنبية كما سبق حدوثه مع حركة قر نق.
· كيف تمت المعالجة: كما ترون ان المرجعية التى تم بموجبها مواجهة هذا التمرد ليست جديدة ولا مستحدثة فهي متناسقة ومتطابقة تماما مع ما كان يجرى في ظل جميع الأنظمة الشمولية: بدءا من لينين مرورا بأتاتورك وعبد الناصر وصدام حسين......الخ القائمة, فهي تطبيق حرفي لمبدأ: ( ميكافيلى ) " الغاية تبرر الوسيلة " وكما هو معلوم فان حقيقة هذا المبدأ ترجع الى تعاليم: " التلمود " والتي تهدف فيما تهدف الى إعادة البشرية كلها الى عهود الظلام أى: " الجاهلية الجهلاء ".
· والسؤال الكبير الذى يفرض نفسه ويضاف الى كافة الأسئلة السابقة هو: ( كيف يتأتى لدولة ترفع راية الإسلام وفى هذا الزمن الذى أصبح العالم كله كأنه قرية واحدة وبدلا من عرضه كرسالة خاتمة جاءت لإنقاذ البشرية جمعاء, تعيد تطبيق تجارب ميتة ممعنة في قبحها وسوءها وشرورها – ( فظا يع الحكم الشمولي أي حكم الحزب الواحد) - بحيث أصبحت منبوذة ومدانة من كافة الأمم وبمواثيق دولية وتكون النتيجة ان نعطى: (القابلية ) والمبرر الكافي لأعداء الحق والدين لتسهيل مهمتهم فى عملهم الجاد و المضنى لضرب وتشويه صورة الرسالة الخاتمة بحكم انتساب مثل هذه الأعمال لدولة ترفع رأيت الإسلام ؟؟؟؟
· وفى الختام أرجو ان تعتبروا هذه القضية كأنها موجهة الى فضيلتكم ومن ثم تولى الإجابة على كافة الأسئلة وفقا لأحكام ديننا الحنيف وذلك بهدف رعاية الشريعة وبيان مقاصدها بشكل قاطع في معالجة مثل هذه الفتن التى ألمت بالامة في شكل: (حرابة/ بغى...الخ ) , هذا من جانب ومن جانب آخر إزالة أي التباس أو فهم خاطئ أو تضليل يعطى أو يلبس مثل هذه المعالجات لبوسا دينية باعتبارها تمثل الشرع وذلك استنادا على المبدأ الذى ابتدعه الأب الروحي للإنقاذ تحت اسم : ( فقه الضرورة ) والذى قيل ان بعض الفتاوى الشاذة والتي مررتم على نذر منها في : ( الكتابين المختارين ) وربما العديد من الممارسات الوارد ذكرها عند الكلام عن: الأساس الذى قامت عليه دولة الانقاذ كانت تستند على هذا المبدأ الأمر الذى يستدعى وضعه في الاعتبار عند اضطلاع فضيلتكم في عملية البحث والتقصي في قضية الرسالة الأولى والتي يرجى التعامل معها كأنها موجهة الى فضيلتكم أيضا.


ودمتم في حفظ الله ورعايته.
القارىء/ عوض سيداحمد عوض

العوضابي 09-21-2012 04:33 PM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ 3
 
الرسالة (3) :


* مقتطف (1) : فى اشارة واضحة وصريحة , يحدثنا البروف . / الطيب زين العابدين عن المنطلقات الحقيقية لهولاء الناس , ... ناس ( الانقاذ ) يقول : " .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , .... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . )

· مقتطف (2) : " .....عندما اطلعت على هذه الفتاوى لأول مرة في كتاب الدكتور الشيخ/ الطحان المشار إليه أنفا – (صدر في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانيات من القرن المنصرم تقريبا. ) – قمت بعرضها على أحد كبار المرجعيات الدينية وكنت وقتها خارج البلاد لإبداء الرأي الشرعي في قائلها وكانت الإجابة تتلخص في الآتي:-

· لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في حالات محددة ومتفق عليها من أئمة الإسلام منها:
· كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر,....مثل: ( الصلاة والصيام والبعث وعذاب القبر......... الخ. )
· كل من حلل حراما ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر
· وبالمثل كل من حرم حلالا ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر, .... ثم أضفت سؤالا مكملا للأول وهو:
· إذا كانت هذه الفتاوى الشاذة صدرت عن زعيم اسلامى له أتباع مفتونون به وهو بمثابة الأب الروحي لهم ينصاعون له ويأتمرون بأمره, فما حكم الشرع فيهم ؟؟.... فكانت الإجابة:
· هولاى الأتباع المفتونون المنصاعون له والمؤتمرون بأمره ينسحب عليهم حكمة, بالإضافة إلى أنهم يدخلون في حكم: " العابد له " ...... واستدلوا على ذلك بالآية القرآنية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, )). والحديث النبوي المتعلق بشرح هذه الآية والوارد ذكره أعلاه. "
·
(منقول من الإضافة الأخيرة المكملة للرسالة بعد : )
ملاحظة : ( بعد اعداد هذه الرسالة تم ارسالها على التوالي لعدد من صحافتنا المحلية التى سبق لى النشر بها وغيرها , ... ولكن كلها اعتذرت بالرغم من الاشادة العظية بها من جملة هولاء الذين أرسلت لهم واطلعوا عليها . )


التاريخ : 20/8/ 2005
بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

خطاب مفتوح إلى كل من:
فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ مستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل ورئيس مجمع الفقه الإسلامي.
فضيلة مولانا الشيخ البر وف/ الأمين العام لهيئة علماء السودان.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
الموضوع: الماسونية العالمية
في لقاء جماهيري عام فجّر السيد/ رئيس الجمهورية قضية من أخطر القضايا في تاريخ هذه الأمة , ......لأنها تمس فيما تمس أغلى ما تملك وهو عقيدتها ومستقبل وجودها وقد مر على تفجيرها ما يقرب من سنة كاملة والامة منتظرة من علمائها الإجلاء وكافة مرجعياتها الدينية صدور بيان يوضح الحقيقة كاملة للناس مما يكشف أبعاد هذه القضية إلا أننا لم نسمع شئ من ذلك حتى تاريخه والقضية هي:

كما تعلمون أنه في لقاء جماهيري حاشد-( السبت 25/9/2004 بمنطقة قرى )- وجه السيد/ الرئيس عمر البشير هجوما عنيفا اتهم فيه زعيمه وشيخه الدكتور حسن الترابي بأنه:
" ماسوني " . قيل هذا بمناسبة المحاولة التخريبية التى تم إحباطها بواسطة الأجهزة الأمنية والتي اتهم فيها الرئيس البشير جماعة الترابي بالتخطيط لها إذ نعتهم بأنهم وزعيمهم الترابي ماهم إلا: " عصابات ماسونية صهيونية "
لا شك أنكم تدركون خطورة هذا الاتهام وكما هو واضح فان هذه الخطورة تكمن في أمرين:
1/ أن الشخص المعنى ليس شخصا عاديا بل رمز من الرموز الكبيرة الذين اضطلعوا بالقيام بدور كبير وخطير في حياة الآمة السودانية طوال الأربعة عقود المنصرمة .
2/ إن هذا الاتهام – لو صح – يعنى دخول الماسونية العالمية السودان من أوسع أبوابه وهذه كما ترون كارثة ما بعدها كارثة ومصيبة من أكبر وأعظم المصائب، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه القضية الخطيرة أخضعت لدراسة منهجية وتقييم شامل وعادل وصولا لحيثيات وأدلة قاطعة استند عليها في إصدار هذا الحكم ؟؟؟.
إذا كان الأمر كذلك فلا بد من كشف الحقيقة كاملة للناس كل الناس وآلا يبقى مجرد اتهام لا سند له. !!!!!
وكما تعلمون أن هذا الاتهام ليس بجديد فقد ظل يتردد منذ دخول المعنى المعترك السياسي في مستهل الستينات من القرن المنصرم الأمر الذي لا يمكن أن يعتد به أو الركون إليه إذ قد لا يخلو أبدا من الغرض ومهما قيل فان احتمال الافتراء أو المكايدة السياسية في مثل هذه الأمور وارد, وديننا الحنيف يطالبنا برفض مثل هذه الأشياء جملة وتفصيلا لان: " المتهم برئ حتى تثبت إدانته " ...... هذا كما تعلمون مبدأ إسلامي، طبق أول ما طبق في الدولة الإسلامية الأولى قبل أن تعرفه الأمم بعد عهود من الظلام وقننته ليصبح حق من حقوق الإنسان. لذا فان إصدار حكم عادل في هذه القضية يستوجب إخضاعه لمعايير الشرع ولا شيء غير الشرع و يكون الهدف الأساسي أولا وأخيرا هو: " إحقاق الحق وابطال الباطل"........ وربما طبيعة هذا العمل تمر على مسارات لا بد من إلقاء الضوء عليها ولو بصورة موجزة بغرض المتابعة من القراء وكافة المهتمين من أفراد الأمة للوقوف على الحقيقة كاملة مجردة وهذه المسارات هي:
أ/ التعريف بالماسونية العالمية : " أهدافها – من وراءها- وما هو رأى الدين فيها. ؟؟.
ب/متابعة مسيرة المعّنى خلال فترتين هما:
(1) منذ رجوعه من السربون واستيلاءه على زمام الأمر في تنظيم الحركة الإسلامية حتى قيام الإنقاذ.
(2) الفترة ما بعد قيام الإنقاذ.



وقبل أن نشرع في الكلام عن حقيقة الماسونية لابد من التعرف أولا على جذور البلاء وأصل الداء:-
* الآمة الغضبية:
جاء في المجلد (1) موسوعة مقارنة الأديان للعالم الجليل الدكتور احمد شلبى الباب الرابع أن أهم مصادر الفكر اليهودي هى:
1/العهد القديم.
2/التلمود.
3/ بروتوكولات حكماء صهيون. وفيما يلي نورد نبذة عن كل منهما:

تنبيه : (يمكنكنكم منابعة هدا الموضوع بالتفصيل فى الرسالة الجديدة رقم (5) تحت عنوان : " أعرف عدوك " )


1

ثانيا: الفترة الأولى قبل الإنقاذ: " تبدأ هذه الفترة من التاريخ الذى اضطلع فيه المعنى بالمسئولية لقيادة جماعة الأخوان المسلمين تحت مسمى: " جبهة الميثاق الإسلامي " وذلك في ديسمبر 1964 ومنذ ذلك التاريخ ظهرت بوادر الاختلاف مع طرحه الجديد من سابقيه وبعضا من لاحقيه وهناك العديد من المؤلفات التى تصدت لفكره نختار منها كتابين وفيما يلى عرض موجز لكل منهما:
الكتاب الأول :- (الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول. )
الكتاب الثانى : (مفهوم التجديد بين السنة النبوية وبين أدعياء التجديد المعاصرين )



( سبق تقديم عرض لهما فى الرسالة (1) )



* تنبيه هام :
لربما هذه الفقرات القليلة التى تم اختيارها - من جملة الكم الهائل من المقالات والكتب التى تعرضت لنشاط المعنى كانت شديدة الوضوح بحيث لا تحتاج منى إلى تعليق غير أن هناك حقائق هامة ذكرت فيها لابد من إلقاء الضو عليها وهى:
* أن هناك مدرسة جديدة لها خط فكرى مخالف لنهج سابقيه في التنظيم قد أقيمت , وأن هناك تلاميذ قد تم إعدادهم وصياغة عقولهم لاستيعاب ما أريد لهم استيعابه بغرض الاستعانة والاستناد عليهم في قيام وإدارة دولة الإنقاذ المنشودة.
* وضح أن الأب الروحي لهم قد اضطلع بعمل صامت ودءوب بحيث تمكن خلال أقل من ثلاثة عقود من تحقيق ما ينشده بصورة جيدة للدرجة التي جعلته يتباهى قائلا: " أن التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة. "
*علمنا أيضا أن هؤلاء التلاميذ الذين تم اختيارهم من داخل صفوف جماعة الإخوان كانوا يتميزون بأنهم يملكون عاطفة فياضة وجهدا متدفقا لما يظنون أنه الحق غير أنهم- كما قيل- يفتقرون إلى الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية وهو الأمر الذى يعد " نغمة " عند العلماء إذ أن القاعدة المتفق عليها فيما ينبغي أن يكون عليه المسلم هي: إن طلب العلم الشرعي أي التخصص فيه فرض كفاية ولكن هناك أمرين لا بد لكل مسلم ومسلمة التفقه فيهما:
1/التفقه في التكاليف الشرعية واجبة الأداء لأدائها على الوجه الأكمل.
2/التفقه فيما يتعلق بحركة حياته وكسب عيشه كي يكون مأكله وملبسة ومسكنه........الخ من حلال, بجانب ذلك أن يكون على وعى فقهي يعرف به ماذا يأتي وماذا يدع ومتى يسمع ويطيع ومتى يفضى به السمع والطاعة الى الهلاك, .......... هذا كما تعلمون واجب على كل فرد من أفراد المسلمين فضلا عن ذلك الذى يجرى إعداده وصقله ليكون أحد عناصر القيادة, ولكن كما علمنا أن الأب ا لروحى أبى إلا أن يعتبر هذه الظاهرة بالنسبة له " نعمة " وليست " نغمة " : " إذ يستطيع أن يملى عليهم دون أن يلاقى أى مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية. "
والسؤال الذى يفرض نفسه:
هل هذا العمل الصامت الدءوب والجهد المضني والذي استغرق ما يقرب من ثلاثة عقود في عملية الإعداد والصياغة – هل وجه أو استجاب لأحلام وأشواق أمة الإسلام في تقديم نموذج حي: " للحكم الراشد"....... أم ماذا ؟؟؟. !!!!!!! هذا ما يتعين إخضاعه للبحث والدراسة مقروءا مع الأساس الذى قامت عليه الإنقاذ.
ثالثا:فترة ما بعد الانقاذ: ( تمتد هذه الفترة منذ قيام الإنقاذ حتى تاريخه. )
أ/الأساس الذى قامت عليه الإنقاذ: كما تعلمون قامت الإنقاذ على ثلاثة مبادئ هي:-
1/مبدأ التمكين.
2/مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة.
3/مبدأ الإرهاب.
هذه المبادئ الثلاثة لم تكن جديدة فقد طبقتها كل الأنظمة الشمولية بدءاً من لينين, مرورا بأتاتورك حتى صدام حسين, فمبدأ التمكين يعنى : " تحويل مقدرة الأمة لصالح الحزب الحاكم وكوادره بحيث تصبح الدولة بكاملها كأنها ضيعة تابعة للحزب يتصرف في أموالها وممتلكاتها دون حسيب أو رقيب, " ........وتكمن أهمية المبدأ الثاني في أنه بدون تحقيقه –( خاصة في السودان)- لن يتم أو يكتمل تحقيق الأول: ( عمليات الطرد والإحلال ) أما المبدأ الأخير فهو تطبيق عمليه الإرهاب لأجل الإرهاب. كما تعلمون فقد مورست عملية الإرهاب هذه في مرحلتها الأولى في داخل بيوت بعيدة عن السجون وأماكن الاعتقال الرسمية الأخرى وهى ما أطلق عليها: (بيوت الأشباح) وبعد أن اطمأنت الإنقاذ على تنفيذ المبدأ الثاني تحولت الممارسة إلى السجون وأماكن الاعتقال الرسمية. ففي هذه العجالة أرجو أن نأخذ مثلا واحدا عن كل مرحلة (1) بيوت الأشباح: فلنستمع إلى واحد من الأوائل الذين زجوا فيها-(من أقربائي)- وهو يقول: " في يوم 20/3/1990 – ( في ذلك الحين كان الناس يدخلون بيوتهم من السادسة مساء بسبب ألطوارى) – وفى مساء الحادية عشر منه كان هناك طرق شديد وغير عادى بالباب, فتحت لاجد أمامي ستة مدججين بالسلاح توزعوا بسرعة البرق داخل البيت, لم يتركوا شيئا الا نكشوه في قسوة وبشاعة وكان أبشع منها حالة الرعب والهلع والخوف التى تملكت الآسرة المكونة من (الحاجة وابنتيها فقط) * أخذوني من الثورة الى غرب أمد رمان فظلوا يتجولون بى غرب حارات امبدة الى وقت متأخر من الليل ولما دلفنا نحو الخرطوم وصلنا قاعة الصداقة حوالي الثالثة والنصف صباحا وهنا طلب منى ربط عيني بالعمامة والاستلقاء على بطني وصلنا " البيت "- (تعرفنا على مكانه لاحقا).- أدخلوني إحدى الغرف مع سيل من السب والشتم وصور من الاستفزاز ممعنة في السوء كل ذلك يصدر من أناس لولا أننا نراهم بآم أعيننا لم نكن لنصدق أنهم سودانيون فضلا عن أنهم منتسبون لصف إسلامي... * الناس موزعون في مجموعات كل مجموعة في غرفة لا يسمح لهم بالخروج الا لقضاء الحاجة وهذه مرتين فقط في اليوم(ستة صباحا وستة مساء) فمن لم يستطع فعليه بالجردل داخل الغرفة * الأكل موية فول أو موية بصل مع عيش مرتين في اليوم. * أيّ مقابلة لمسئول داخل البيت تكون مقمض العينين وتحت سيل من السب والشتيمة. * حالة التعذيب تجعلنا كأننا داخل غرف وحولنا عدد من الوحوش الضارية. * في هذه الفترة استشهد الدكتور على فضل في أحد البيوت المجاورة لنا. * في الأسبوع الأخير من مايو1990 شعرنا أن القبضة الحديدية تراخت قليلا وحولنا الى سجن كوبر( علمنا أن ما يجري في بيوت الأشباح لم يعد سرا وأن منظمات حقوق الإنسان تحركت ) وهناك في كوبر استخدمنا وسائل ضغط ( رفع عرائض-إضراب عن الطعام....الخ) لذا تم إطلاق سراحي في( 30/1/1991) . * طيلة الفترة التى قضيتها في بيوت الأشباح لا تعلم اسرتى ما اذا كنت حيا أو ميتا. * طيلة فترة اعتقالي لم أتعرض لأي مساءلة قانونية. !!!!!!!! (2)أما الثاني فهو أحد أقطاب حزب الآمة القومي الأمير نقد الله فلنستمع إليه يقول: * اعتقلت في 27/6/1998 وأمضيت في السجن 108 يوما لم يسمح لي فيها بمشاهدة أل, t.v أو الاستماع لراديو أو قراءة جريدة ولا حتى السماح لي باستبدال ملابسي الا قبل أسبوعين فقط من إطلاق سراحي * خلال هذه الفترة لم يجر معي أى تحقيق ولا سؤال !! حتى لم يسألوني من أنا وما هو اسمي ولا ماذا جنيت ؟؟؟... وبعد أربعة أو خمسة أيام انضم إلينا السيد/ أبو ومنه علمت إننا متهمون (حسب أل t.v ) بالاشتراك في: " تفجيرات " .... والغريب لم يحقق معه أيضا. * الشباب الذين أحضروهم وجعلوهم يعترفوا أمام الكمرات التقينا بهم واعترفوا لنا بأنهم أصلا من رجال الأمن وكانوا مسجونين في تهم عادية وقد وعدوهم بإطلاق سراحهم بعد قيامهم بهذا الدور ولكن أعيدوا للسجن مرة أخرى دون تنفيذ ما وعدوهم وهم الآن في السجن ونفسياتهم سيئة للغاية * " في الفترة الاولى سجنت مع خمسة آخرين في زنزانة بالغة الضيق مساحتها 80سم فى180سم وكانت تخلو من أى نافذة أو تبريد مما حولها الى فرن حقيقي.( مقابلة أجراها مندوب جريدة الخليج ونشرت بتاريخ 15/10/1998)
يتضح من هذين المثالين أن عمليات التعذيب التى تمت في بيوت الأشباح وغيرها من عمليات الاعتقال بدون تهم محددة تندرج تحت الموجهات التى سبق ذكرها: " العنف وحده هو العامل الرئيسي في قوة الدولة. " !!!! وفيما يلى نورد بعض الملاحظات:
* في كل الشموليات السابقة للإنقاذ طبقت هذه المبادئ الثلاثة تحت رايات غير إسلامية, وبالرغم أنه علم سلفا أن تطبيق هذه المبادئ الثلاثة في امة أقل ما يقال عنه هو: " وأد كامل لفضيلتي العدل والمساواة وبعث جديد لعهود الظلم والجور وتقويض كامل لكرامة الإنسان. " , ومع ذلك لم يطبقها رجل الانقاذ فحسب بل ألبسها ثوبا إسلاميا !!!! !!.. لماذا ؟؟؟
* لو نظرنا إلى المضطلعين بتنفيذ هذه المبادئ من منتسبى هذه الأحزاب نجد أنه لا يخرج عن رجلين: (1) اما ان يكون غير موحد أو موحد ( مسلم بالاسم ) ولكنه غير مشغول بالغيبيات: بعث/حساب-عقاب. (2) مسلم موحد ويعرف أنه بعمله هذا يرتكب ما يتعارض مع دينه ( ومثال هذا الأخير يعرفه من تتبعوا سيرة مهندس التعذيب الشهير: " صلاح نصر " وجريه في أواخر عمره من مسجد الى مسجد بحثا عن الشيوخ الذين كانوا من ضحاياه ليتمسح على أيديهم وأرجلهم طالبا العفو والمغفرة. ) وكما تعلمون فان المسلم الحقيقي لا يقترب من مثل هذه الأفعال, وأمامنا مثل حي في الواقعة التى حكاها لنا الفيلسوف المسلم " جارودى " وكانت كما قال نقطة البداية في مسيرته نحو الخلود الى دين حقيقي وخالد وهى واقعة رفض جندي جزائري أمر قائدة بقتل أخيه المسلم الذى صدر عليه حكم بالإعدام حيث أنه: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. " .. هذه هى التربية الأصيلة والفهم الحقيقي لديننا الحنيف, فإذا كان الأمر كذلك فماذا عن خريجي مدرسة التنظيم الجديد الذى تباهى قائدة بأنه أفضل من تنظيم الصحابة. هل باضطلاعهم بهذه الأعمال فيه عبادة وتقرب الى الله أم ماذا. ؟؟؟ وخاصة أن هناك إشارات من قادة بعض رموز الحركة الإسلامية تشير لهذا المعنى.
* في زاويته بجريدة الصحافة(27-3-205) وفى معرض تعليقه على الورقة المقدمة من الدكتور (غازي) بندوته (16-3-205) أورد الدكتور الطيب زين العابدين العبارة الآتية: " ....... وكان أن سمعنا العجب العجاب بأن هناك: من يتعبد الله سبحانه وتعالى بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وبتزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم. " انتهت العبارة. !!!!!!!! ما هذا يا أصحاب الفضيلة كيف يحدث هذا وأنتم المرجعية الأولى للإنقاذ. ؟؟؟؟ هل نحن أمام بعث جديد " للخوارج" – ( الكتاب الأول) ؟؟ - الذين قال عنهم سيد البشرية بأنهم: " يحقر أحدكم صلاته بجنب صلاتهم".. بعد أن وصفهم صلى عليه وسلم بأنهم: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية "... هولاء الذين حاربهم الأمام على كرم الله وجهه وأثناء المعركة برز إليه أحدهم وهو: حرقوص بن زهير قائلا: " يا ابن أبى طالب لا نريد بقتالك الا وجه الله والدار الآخرة" فرد عليه كرم الله وجهه: " بل مثلكم كما قال الله عز وجل: (( قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. )) منهم أنت ورب الكعبة ثم حمل عليه وقتل في أصحابه. " ومع ذلك كانوا يصلون ويصومون ويقيمون الليل وقد سئل مولى أحدهم بعد أن ضرب عنقه قال القائد للمولى : " صف لي أموره ؟ فقال أطنب أم أختصر" قال: " بل اختصر. " فقال: "... ما آتيته بطعام في نهار قط ولا فرشت له فراشا بليل قط. " !!!! ألا ترون أن هذه هى القضية وهنا لب المشكلة....... هنا يكمن الداء.. وأن هذه هى مسئوليتكم الكبرى أمام رب العزة لتبيان الحقيقة كاملة مجردة ولا شيء غير الحقيقة للناس جميعا. كل الناس ؟؟؟؟ أى: " إحقاق الحق وابطال الباطل. "
* صدرت فتاوى من بعض أصحاب الفضيلة في هذا الخصوص – ( تطبيق المبدأ الأول والثاني ) - فلنستمع لأحدهم وهو يقول: " إن الدولة التى تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها وتميز جهة معينة بسبب الانتماء أو أى سبب آخر وذلك بإعطائهم الأفضلية في الدخول للخدمة العامة من مدنية وعسكرية وتميز محسوبيها عن غيرهم في مجال العطاءات والمقاولات هذه الدولة قبل أن تكون ظالمة ومخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهي مخالفة لشرع الله ومبدأ العدالة في الإسلام وتقع تحت طائلة الحساب أمام رب العزة قبل منظمات المجتمع الدولى. "
* بينما كل الشموليات السابقة حرصت تمام الحرص على دعم وكفالة الخدمات الضرورية لشعبها من تعليم وصحة ونقل......الخ قامت الإنقاذ بحرمان رعاياها من هذا الحق الشرعي والمكفول منذ الحكم الثنائي, بل أضافت عليه عبأ آخر أكثر ضراوة وأشد فتنة ألا وهو: " الجبايات " هل هذا له علاقة بالرسالة الخاتمة التي جاءت لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟
* هناك العديد من الممارسات باسم الإسلام التي ينبغي وضعها في الحسبان من التقصي والدراسة واجلاء رأى الدين فيها نورد أمثلة منها:
* عمليات المصادرة: تعلمون أن الإنقاذ قامت بمصادرة أموال وممتلكات العديد من القادة السودانيين دون أى سبب غير أنهم معارضون لمنهجها في الحكم وكانت كل مطالبهم تتركز في رد حقوق الشعب المغتصبة الشي الذى رضخت له الإنقاذ مؤخرا وبضغوط خارجية وجرى تضمينه بالدستور الموقت الحالي.
* الفساد المالي والإداري: إن ما كتب ونشر في هذا الشأن داخليا وخارجيا من حقائق دامغة لا يخفى عليكم.., ولكن هناك واقعة محددة لابد من الإشارة إليها هنا وهى قضية: طريق الغرب والدكتور على الحاج: (1) المتهم يرد على السلطة وهى ترفع رأيت الإسلام:" خلوها مستورة ". (2) يرد عليه الراعي الأول بقوله: " شكيناك لي الله. " !!! والسؤال الذى يفرض نفسه: هل من حق الراعي أن يتنازل بهذه الصورة عن حقوق رعيته ؟؟؟
* البعد الديني لقضية دار فور: تجدون طيه كتابا مفتوحا موجه لفضيلة مولانا الشيخ البر وف. / أحمد على الإمام نشر بصحيفة " الأيام " (9-1-2005) ولم تتلق رد عليه حتى تاريخه, يرجى الإطلاع وضمه للقضية.
* الفتاوى الشاذة: علمنا من الكتاب الأول والثاني أعلاه أن هناك جمله من الفتاوى منسوبة للأب الروحي للجبهة حلل فيها الحرام وحرم الحلال والسؤال الذى يفرض نفسه: ما هو حكم الشرع في موالاة وإتباع من يفعل ذلك واتخاذه شيخا وأبا روحيا ؟ ...... ذلك مقروءا مع شرح الآية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. )) وقصة إسلام سيدنا عدى بن حاتم الطائي. تقول الرواية انه عندما جاء يسلم وكان على دين النصرانية سمع أثناء دخوله المسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية فقال مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم: " انهم لم يعبدوهم." فجاء الرد سريعا وحاسما من سيد البشرية: " بلى انهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم." صدق رسول الله. ..... ملاحظة : ( انظر الاضافة فى نهاية هذه الرسالة. )
*بروتوكولات نيفاشا: بعد توقيعه بالأحرف الأولى على هذه الاتفاقية جاء الأستاذ (الشيخ )/على عثمان محمد طه يبشر الأمة أنه جاء بكتاب السلام ووصفه بأنه: " حبل الله المتين وقاعدة البناء الوطني الشامل فيه العدل والمساواة بين الجميع وإيتاء كل ذي حق حقه......الخ وتوالت هذه المبشرات بعد التوقيع النهائي وحتى مرحلة صدور الدستور الموقت من الراعي الأول وأعوانه من الإنقاذ وكلهم أجمعوا على أن ما تم يعنى فيما يعنى قيام: " دولة الحكم الراشد. " صحيح أن هذه الاتفاقية وجدت القبول والاستحسان من كل طبقات الشعب السوداني , والسؤال الذى يفرض نفسه: هل ما تم إنجازه كان بقناعة ورضا تامين من سلطة الإنقاذ ؟؟.... يقول الدكتور قطبي المهدي المستشار السياسي للسيد / رئيس الجمهورية في حوار أجرته معه جريدة "الصحافة (26-2-205) نقتطف منه هذه الفقرة: " .. إن الحكومة تعرف جيدا إن كثيرا مما اتفق عليه في نيفاشا تم الإعداد له في مراكز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن وأن هناك أشخاص من هذه المراكز تم تعيينهم من قبل هذه الدوائر كخبراء في الإيقاد قاموا بكل هذا العمل الذى تم , وأن الحكومة قبلت بذلك بناءا على سياسة الأمر الواقع لأن هناك ضغوطا لاقبل لها بها ولاقدرة لها على مواجهة هذه القوى الدولية المتربصة بها ." .......... انتهى" !!!!! ....( كنا نتمنى أن يأتي كل ذلك بمبادرة من الإنقاذ إذ الرجوع للحق فضيلة وخاصة بعد إبعاد الأب الروحي لها ونعته بأبشع الصفات...والسؤال الذى يفرض نفسه ولماذا لم تأت هذه المبادرة رغبة, دون تدخل أجنبي يصل بنا " حد الوصاية الدولية " ؟؟؟؟ .. بل لماذا ابعد أصلا طالما لم يكن هناك رجوع للحق ؟؟؟!!! .......كل هذا الذى ذكر وغيره كثير أنتم أدرى وأعلم به: هو الذى ينبغي بحثه والتحقق منه. وأخيرا وليس أخرا هناك ملاحظة أخرى في هذا الصدد هي أنه لو حاولنا أن نجمل نصوص هذه الاتفاقية في قضيتين:
(1) قضية الحكم: نجد أن الإطار الذى ضمنته الاتفاقية: ( حرية-ديمقراطية تداول سلمى للسلطة-قضاء مستقل- شفافية - تكافؤ فرص......الخ ).... كل ذلك كان موجودا ومكفولا قبل الإنقاذ فجاءت الإنقاذ فوأدته........لماذا ؟؟؟؟؟ (2) قضية الجنوب وإيقاف الحرب: كما تعلمون إن الأمة السودانية بكاملها بعد ثلاثة عقود من الحروب والمعاناة وصلت إلى قناعة كاملة وجازمة أن لا جدوى من الحرب وأن الحل الوحيد للمشكلة يكمن في طاولة المفاوضات " أي الحل السلمي " وكانت أخر محاولة جادة لاقت الموافقة والاستحسان من كافة طبقات ألامه هي ما يطلق عليها مبادرة " الميرغني / قر نق " التي وصفها الأب الروحي للجبهة آنذاك بأنها مبادرة الركوع والاستسلام ووصف السيد الميرغني بالخروج عن الملة وفي هذا الخصوص وعن هذه المبادرة نرجع لصفحة 207 كتاب " طبيعة الدولة في الإسلام " لمؤلفه د/ حمد عمر حاوي. يقول فيها: " بالنسبة لاتفاقية الميرغني/ قر نق فإنها لم تنتهك أصلا قطعيا في الدين إذ أنها نصت علي تجميد ( لا إلغاء ) القانون الجنائي (ولا الشريعة ) إلى حين قيام المؤتمر القومي الدستوري الذي تحدد له يوم 18/9/1989م ( وليس تجميدا نهائيا ) كما أن حزب الأمة والاتحادي والنقابات وهي توقع علي البرنامج المرحلي لم تر فيه خرقا لثوابت الدين, كذلك كان هناك إجماع علي قيام المؤتمر الدستوري لحسم كل القضايا المصيرية مثل الحرب والسلام وعلاقة الدين بالدولة وغيرها، فكان يمكن للجبهة انتظار ما سيسفر عنه المؤتمر الذي لم يتبق له إلاّ شهران ونصف الشهر فقط من تاريخ قيامها بالانقلاب حتى تقوي حجتها وتثبت إن إلغاءا أو تجاوزا للدين قد حدث فعلا أما استباقها لذلك بحجة انه كان يمكن أن يحدث كذا وكذا فلا تعترف به نظريات القانون " . انتهى!!!

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
" الهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
القارئ / عوض سيد احمد عوض


إضافة :


· عندما أصدر مجمع الفقه الاسلامى بيانهالأخير بشأن فتاوى الشيخ / حسن الترابي الشاذة وأوضح رأى الشرع فيها, تعرض له البر وف / الطيب زين العابدين في زاويته بجريدة الصحافة مثيرا ثلاث قضايا هي: (1)وجه خطابه لأصحاب الفضيلة العلماء متسائلا: بما أن هذه الفتاوى قديمة تم نشرها في وقت سابق والجميع يعلم ذلك, فلماذا لم يتصد لها في حينها ؟؟؟ . (2) خاطب الدكتور/ الترابي قائلا فيما معناه: ألم يكن من الأجدر والأفضل أن تثار مثل هذه الفتاوى الخطيرة أمام مجمع من العلماء أصحاب الاختصاص بدلا عن بثها بهذه الطريقة التي بثت بها ؟؟؟؟..... (3) أبدى البر وف. نوع من التعاطف مع جماعة ما يسمى الدفاع عن الحرية الشخصية باعتبار أن مثل هذه الفتوى تمس أو تتعارض مع الحرية الشخصية في إبداء ما يراه من اجتهاد في الدين.
· حينها اتصلت به تلفونيا مشيدا برأيه في القضيتين (1) و (2) ولكن فيما يتعلق بالقضية (3) فان الأمر يختلف تماما, ...... إن قيام هذه الجماعة بالدفاع عن المذكور عندما تم اعتقاله وظل محبوسا لمدة ّطويلة دون توجيه أي تهمة له يقدم بمقتضاها للقضاء ليقضى له أو عليه, أمر مطلوب ويقتضيه شرع الله قبل صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان,.... أما هذه القضية الأخيرة فهذا أمر يتعلق بثوابت الدين وليس له علاقة بالحرية الشخصية كما يقولون.
· عندما اطلعت على هذه الفتاوى لأول مرة في كتاب الدكتور الشيخ/ الطحان المشار إليه أنفا – (صدر في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانيات من القرن المنصرم تقريبا. ) – قمت بعرضها على أحد كبار المرجعيات الدينية وكنت وقتها خارج البلاد لإبداء الرأي الشرعي في قائلها وكانت الإجابة تتلخص في الآتي:-
· لا يجوز لمسلم أن يكفر أخاه المسلم إلا في حالات محددة ومتفق عليها من أئمة الإسلام منها:
· كل من أنكر ما عرف من الدين بالضرورة فهو كافر,....مثل: ( الصلاة والصيام والبعث وعذاب القبر......... الخ. )
· كل من حلل حراما ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر
· وبالمثل كل من حرم حلالا ثابت بالكتاب والسنة فهو كافر, .... ثم أضفت سؤالا مكملا للأول وهو:
· إذا كانت هذه الفتاوى الشاذة صدرت عن زعيم اسلامى له أتباع مفتونون به وهو بمثابة الأب الروحي لهم ينصاعون له ويأتمرون بأمره, فما حكم الشرع فيهم ؟؟.... فكانت الإجابة:
· هولاى الأتباع المفتونون المنصاعون له والمؤتمرون بأمره ينسحب عليهم حكمة, بالإضافة إلى أنهم يدخلون في حكم: " العابد له " واستدلوا على ذلك بالآية القرآنية: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله, )). والحديث النبوي المتعلق بشرح هذه الآية والوارد ذكره أعلاه.
· تعلمنا من أيمتنا كمسلمين أن الحرام ما حرمه الله سبحانه وتعالى وأن الحلال ما أحله الله كذلك, .... فكيف يتأتى لمسلم أن يأتمر أو ينصاع لمن لا يأتمر بأمر الله, فيحلل ما حرمه الله ويحرم ما حلله الله, إلا أن يكون ممن ضل الطريق ووقع في المحظور وهو: " التعصب للرجال." ....... وكما هو معلوم فان هذه مصيبة كبرى بل من أجلّ وأعظم البلوى التي ألمت بالإسلام والمسلمين, فما رائنا زعيما لفرقة من الفرق الضالة إلاّ وجدنا تحت إمرته نفر ينخدعون له ويقعون تحت ضلالاته, فيأتمرون به وينصاعون لأوامره, وتكفير غيره من المسلمين ومن ثم يدفعهم دفعا للفساد في الأرض, وهم بأدائهم ذلك: " يحسبون أنهم يحسنون صنعا, "........ ثم يخرج عليه أحد أتباعه وتحت إمرته جمع منهم فيكفرون زعيمهم هذا, .... وهكذا دواليك كلما خرجت من جعبتهم فرقة كفّرت أختها, .. علمنا ذلك في: " الخوارج. " فقد انقسموا إلى عشرين فرقة وكل تكفر أختها,... ومثلها: " الروافض. " .... وغيرهم وغيرهم كثير.
· نعلم أن أول من واجه هذه المصيبة والبلية الكبرى رابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب كرّم الله وجهه, كما سبق الإشارة إلى ذلك أعلاه, ..... ووضع لنا مبدءا خالدا وهو قوله: " لا تعرف الحق بالرجال أعرف الحق تعرف أهله. ".......... فلا معصوم إلا المعصوم, ... فالرجل مهما علا وكبر في نظر الناس فما على المسلم الحقيقي الاّ أن ينظر في: " أقواله وأفعاله وتصرفاته وكافة ما يليه " ...... ثم يزنه بميزان الشرع فان وافق ذلك فلها والاّ فلا. فهذا كما يقول أيمتنا الأجلاء هو الإسلام الحقيقي وما عداه هو " الضلال والإضلال. "

رنا كمال 09-23-2012 05:45 PM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
http://forum.mn66.com/imgcache/2/335437women.gif

العوضابي 09-25-2012 11:57 AM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الأخت العزيزة / رنا كمال ,
شكرا جزيلا على المرور , يحفظ الله الجميع ويسدد الخطى , ويجعل ما نقوم به فى ميزان حسناتنا .

العوضابي 10-09-2012 05:34 PM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (4)
 
الرسالة (4) :




وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
" ان أحب الخلق الى الله إمام عادل, وأبغض الخلق الى الله إمام جائر."
حديث شريف


رسالة مفتوحة إلى السيد/رئيس الجمهورية والراعي الأول للامة السودانية


سيدي,
أحرر لسيادتكم هذه الرسالة بصفتي مواطن أولا وأحد رعايا دولة ترفع رأيه الإسلام ثانيا, انه من خلال متابعتي المحدودة كقارئ عادى للصحافة المحلية وفى فترة قصيرة بعد غياب طويل, قرأت لكتاب وصحفيين تميزوا بالوعي والحس الوطني السليم, تناولوا بكل الصدق والأمانة الحالة التي آلت إليها البلد,... تكلموا عن الفساد المالي والإداري, تكلموا عن: " التمكين " هذا المبدأ الذي أثبتت التجارب انه من المبادئ الخطيرة ووخيمة العواقب إذ سبق وطبق في كافة الأنظمة الشمولية ذات التجارب الأليمة والممعنة في السوء بدءا من لينين ومرورا بأتاتورك وصدام.....الخ القائمة,..... والتمكين كما هو معلوم يعنى تحويل مقدرات الآمة من مال وممتلكات لصالح الحزب الحاكم وكوادره لتتحول الدولة من دولة وطن الى دولة حزب,!!!!... وتكلموا عن اعتماد سياسة التشريد – ( عمليات الطرد والإحلال )- وتكلموا عن ممارسة الإرهاب – ( التعذيب في بيوت الأشباح )- وتكلموا عن سحب الدعم عن الخدمات الضرورية للمواطن والذى كان مكفولا منذ الحكم الثنائي والذى من أهدافه: " أن يحصل كل مواطن مهما كان دخله ضئيلا على الضروري من الحياة ,"..... وتكلموا عن: " الجبايات, "..... وتكلموا عن سياسة تحرير الاقتصاد وقد سبق اطلعت على رأى مفكرين كبار وأنا بالخارج نذكر منهم الاقتصادي الكبير البر وف./ محمد هاشم عوض يقول في مقابلة له بجريدة المسلمون الدولية التي كانت تصدر في لندن: جاء فيها: ( سبق ايراده فى الرسالة (1) ) .... وتكلم آخرون من كبار قادة الحركة الإسلامية السودانية منهم البر وف/ الطيب زين العابدين الذي تناول هذا الموضوع الخطير باستفاضة شديدة تكلم أولا عن التضخم المالي الذي تحول إلى مشكلة اقتصادية تجاوزت كل الحدود خلال هذه الفترة القصيرة حتى وصلت كما قال مرحلة: ( التضخم الراكض ) الذي من أهم سماته تصاعد الأسعار ركضا كل صباح وهذا ما نشهده اليوم أي عام (1996). ويواصل قائلا: ( سبق ايراده أيضا فى الرسالة (1) ) ...........وفى هذا السياق وفى ذات العام 1996 يكلمنا أيضا المفكر الكبير وعضو الجبهة الإسلامية البر وف. / حسن مكي فلنستمع إليه يقول: " ما جدوى هذا المشروع ( يعنى المشروع الحضاري) إذا كان الاتجاه العام للحياة في السودان تمضى من انكماش وانقباض وتأزم, وأنها ماضية إلى المزيد من الأزمات نتيجة للانخفاض المستمر من قيمة الجنيه, ونتيجة للتضخم, ونتيجة للخلل في السياسات الاقتصادية. " وتابع حديثه قائلا: ( ...سبق ايراده فى الرسالة (1) ) ,. وطالعتنا كتابات أيضا لرموز من الإسلاميين أدلوا بدلوهم بكل أمانة وإخلاص فى مناسبات شتى نختار منها ثلاثة: (1) ندوة إحياء العمل الإسلامي للدكتور/غازي صلاح الدين: في تعليقة على ما ذكر في هذه الندوة يقول البر وف./الطيب زين العابدين: " ... ويجدر بنا أن نقف هنا في مقولة يفصح بها بعض قادة الإنقاذ ويرددها من خلفهم أتباع كثيرون وهى: أن أهم مكتسبات الحركة الإسلامية منذ نشأتها في السودان: ( الاستيلاء على السلطة ) والحفاظ عليها لمدة خمسة عشر عاما, لأنها كانت الهدف الرئيسي للنشاط السياسي الذي ولجته الحركة بقوة بعد ثوره أكتوبر, ولأنها الوسيلة الأكثر فاعلية في تغيير المجتمع. " ...... ويتابع قائلا: " ويقال تدليسا أن الحركة الإسلامية ضاعفت من كسبها في أوساط الشباب والنساء, والتأثير على المجتمع كافة بسبب قيام الدولة الإسلامية. ".. يقول أيضا: " وبناءا على هذه المقدمة الخاطئة ترتبت نتيجة أكثر خطورة وهى: ضرورة المحافظة على هذا ( المكتسب الكبير) بأي ثمن كان, وكان أن سمعنا العجب العجاب كان هناك من ( يتعبد الله) سبحانه وتعالى: بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وعملية تزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم الإسلامي. " بتصرف من( جريدة الصحافة 27/3/2005 ). وعلى هذا المنوال وفى مقالة طويلة علق الأستاذ/ الطيب إبراهيم عيسى نقتطف منها: "…. خلال هذه السنين الطوال التي أوفت على سنتها السادسة عشرة ظلت فيها الحركة الإسلامية تتنسم السلطة بلا منازع وهى سنين يرى فيها كثير من الشعب السوداني إنها من: ( أتعس وأبأس فترات الحكم التي عرفتها البلاد) ويفتقد فيها روح وغايات الحكم الإسلامي الراشد " ..... ويواصل قائلا: " ان استلام السلطة بقوة السلاح وما يقتضيه ذلك من سرية التآمر واعتماده على أشخاص بعينهم يكلفون بأعباء كبيرة مع مسئوليات وصلاحيات واسعة مصحوبة بإمكانيات مادية ضخمة للصرف منها دون مراقبة أو محاسبة كل هذا مع فرض حالة الطوارى ترتب عليه وجود: ( سلطة مطلقة ) قامت بكل التجاوزات السلطوية: " قامت بتدمير الخدمة المدنية بما يقارب الانهيار بسبب تشريد الخبرات والكفاءات وزراعة الموالين بلا خبرة أو كفاءة في الدرجات القيادية العليا.. فعم الفساد والمحسوبيه واستغلال النفوذ بصورة غير مسبوقة في طوال العهد الوطني. " ويواصل أيضا: " .... في ظل مراكز القوة هذه صارت المنظمات والمؤسسات الشورية والسياسية مجرد أوعية لتمرير القرارات...أى ذات أسماء رنانة بلا مضمون أو فاعلية !!!!!!." بتصرف من مقاله بجريدة الأيام (28/3/ 2005)..... ومن ضمن من أدلى بدلوه في هذا الجانب السيد/ محمد خير عوض الله فلنقتطف منه ولو قليلا يقول: " حالة عدم الرضاء والانزعاع من الأصدقاء والزملاء دفعتني للاقتراب من تصديق دكتور عبد الوهاب الأفندى حينما قال: " العقلية السائدة في أيضا الخرطوم منذ زمن هى التى تفضل الغوغائية وخداع النفس على سماع صوت العقل وهذا هو جوهر خلافنا معهم, فلو كانوا يسمعون لصوت العقل لما كنا –(مع كثير غيرنا )- تبرأنا الى الله منهم ولما كانوا لا يخرجون من كارثة آلا يقعوا في اخرى أسوأ منها بما كسبت أيديهم, ولا تقف المشكلة في أنهم مثل قوم صالح : (( لا يحبون الناصحين. )) ولكنهم يقولون لمن نصحهم كما قال أصحاب القرية الهالكة: (( لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم. )).. ويقول في مكان آخر نقلا عن ألا فندى أيضا : "....... ولكن المؤتمر الوطني يختلف عن نظراءه في أن حالة الموت التى يعيشها كانت خيارا لا ضرورة ففي الوقت الذى تزدهر فيه الأحزاب الإسلامية رغم الحظر والقمع فإنها تشكل أكبر القوى بلا منازع كان بإمكان هذه الحكومة أن تجيش رصيدا كبيرا من الأتباع ولكنها اختارت أسلوب: ( الديكور بدلا عن التعبئة الحزبية الحقيقية. )بتصرف – جريدة الصحافة( 30/3/2005 ).!!!!!!!! المناسبة(2) التوقيع على الدستور الانتقالي وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية: بعد استقالة الحكومة السابقة وقيام حكومة الوحدة الوطنية طالب نفر من كتاب الأعمدة بتقديم إقرار الذمة حسب متطلبات القانون وذلك بالنسبة للمسئولين السابقين كي يمكن مضاهاتها مع حالة كل منهم قبل تولى المنصب وبالمثل تعبئته بالنسبة للمسئولين الجدد وقد شاطر هولاء النفر بعضا من الكتاب الإسلاميين وطالبوا بذلك بغرض الشفافية وبراءة الذمة وعندما لم تظهر أى استجابة كتب عضو الانقاذ المهندس والصحفي القدير/ عثمان ميرغنى معبرا عن يأسه قائلا: " علمت أن عددا قليلا جدا من الوزراء والدستوريين هم الذين ملأوا إقرارات الذمة الذى يفترض أن يسجل فيه كبار المسئولين بيان ذمتهم المالية هم وأسرهم حتى يمكن مقارنة الحال قبل تولى المنصب وبعده... اذا كان الذين لم يقدموا هذه البيانات متهربون من استحقاق الشفافية المطلوب في العمل العام , فأنني أقول لهم عكس ذلك, بل لو كنت أنا المسئول لما أضعت دقيقة من وقتي في تقديم هذه البيانات إطلاقا, لسبب بسيط : هى أن العملية كلها في النهاية مجرد ( وهم ).... إجراء صوري محض لايراغب ذمة ولا يرهق ضميرا مسترخيا, المال العام لا يتكعبل فيه الا: " ضعيف منزوع الظهر" فالأقوياء المعصومون من المساءلة يديرون المال العام كأخص ما يديرون به حر مالهم الشخصي... يهبون بغير حساب لمستحقي الرضاء ويمنعون بغير حساب عند الضجر. ......" بتصرف من عموده بجريدة الصحافة (21/12/2005)!!!!!! ..... ربما هذه الجزئية تحتاج لوقفة نقول فيها للأخ عثمان: " لا ينبقى لحملة الرسالة ودعاة الإصلاح أن يجعلوا لليأس طريقا الى قلوبهم أبدا... فإذا كان الهدف الأساسي للدول التى أخذت بهذا الإجراء هو تحيق الشفافية أي أن يبرئ المسئول ذمته ‘أمام شعبه, فانه بالنسبة للمسلم الحقيقي ليس إبراء ذمته أمام شعبه فحسب, بل أمام رب العزة وخاصة في حالتنا هذه لأننا سمعنا آنفا اتهام صريح للمسئولين من إخوانهم في الحزب: " .. بالثراء الفاحش واغتناء فاخر البيوت.......الخ " !!!!!!!!!! .... وهنا تكمن أهمية الوقوف للتنبيه, إذ ربما يعتقد هولاء بمشروعية هذا الإجراء وخاصة اذا ثبت صحة هذا الاتهام وأن هناك تصرف في المال العام, فهذا سيعطى فرصة غالية وثمينة فيما اذا تم هذا التصرف بناءا على فتوى مسبقة إذ يمكّن من عملية بحث حقيقة هذه الفتوى ومن وراءها وخاصة وقد علمنا أنفا أن العملية ليست مجرد إباحة بل قيل أنها: " عبادة " ؟؟؟؟ ... وهنا تتاح أكبر وأغلى فرصة لتدارك الموقف قبل الذهاب ليوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم. )) والوقوف أمام الذى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . )) صدق الله العظيم............ المناسبة (3) مطالبة سيادتكم بانشاء مؤسسة لمحاربة الفساد المالى: في عموده بجريدة الصحافة تناول عضو الانقاذ الأستاذ / الطاهر ساتى مقررا أن الفساد كل الفساد هو: " الحزب الحاكم ولا شئ غيره " وتساءل قائلا: " هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟....... يقول في ذلك: " أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: " ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. " * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,... فهو: " دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . " ويواصل قائلا: " حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد... ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : ... له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب ... وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: " مخيفا ومرعبا "...... وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه... حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! ... بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006 ). .... مآلآت هذه السياسة على البلاد والعباد: قبل ان نستعرض ما قيل في هذا الجانب فلننظر الى وضع المجتمع السوداني قبل هذه التغييرات التى حدثت فيه,... عن هذا الجانب تحدثنا الزعيمة الكبيرة الأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم قائلة: " ..... كان المجتمع السوداني على ثلاث شرائح : (1) شريحة قليلة من الأغنياء وأصحاب ثروات معروفون بالاسم لدى معظم الناس, ومعروفة أيضا الأعمال التى يديرونها والكيفية التى تكونت بها ثرواتهم ومصادرها........ الخ .. وكلها كانت بطريقة مشروعة. (2) شريحة غالبة من حيث العدد(طبقة وسطى) تمثل مساحة عريضة من المجتمع السوداني أو الغالبية. (3) شريحة الفقراء : ( لكن الفقر لم يكن على أيامنا هذه " فقر مدقع " بل كانوا في خط يكفل لهم حياة كريمة. " ) " ... وتواصل قائلة: " .... أما اليوم نجد شريحة في القمة وشريحة على الأرض, الأولى بها كم هائل من الأثرياء والأخرى كم هائل من الفقراء وتلاشت الطبقة الوسطي تماما..... هناك هوة كبيرة : ( ناس فوق وناس تحت ). !!!!! مقتطف من مقابلة أجرتها جريدة الأيام (22/11/2005).... نرجع للمآلات: أما عن مآلات هذه السياسة فلنستمع الى العالم الاقتصادي الكبير البر وف./ محمد هاشم عوض يصور لنا الوضع قبل أن تختم الانقاذ عامها الثالث أى ( بعد 2 ونصف سنة فقط) من قيامها يقول في ذلك : " ... تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم: * أن 88 % الى 92 % من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر أى أن حوالي أربعة ونصف مليون من خمس ملايين آسرة (أي حوالي 25 مليون) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع " العشر " الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبه المصنعة... وهذا وضع لا يستقيم مع أى نظام اقتصادي إسلامي." !!!!! مقتطف من المقابلة المذكورة أنفا بتاريخ(4/12/1992)!!! ..... وفى هذا الجانب يخبرنا الزعيم الكبير إمام طائفة الأنصار ورئيس حزب الآمة القومي في معرض كلامه عن أهم أسباب الفساد في دولة الانقاذ ومآلا ته يقول في ذلك: " ...... وقد قرر التقرير الإستراتيجي للسودان لعام (1999-2000) نسبة من هم دون خط الفقر ب : 96 % . " !!! ويواصل قائلا: " نتج عن ذلك كافة أنواع الفساد وكثرت الاختلاسات وتكاثر خيانة الأمانة واتسع الاتجار بالأعراض وارتفعت حالات الرشوة بصورة غير معهودة في السودان. " !!!! ... . نقلا عن إفادة أدلى بها الزعيم المذكور مع علماء وخبراء آخرين جريدة الأيام(18/10/2005).......
سيدي الرئيس
ربما هذا الوضع المأساوي والممعن في السوء لا يمثل دولة السودان فحسب بل أصبح وصمة عامة تكاد تشمل في عالمنا الحاضر بعض أو كل دول ما يسمى العالم الثالث إذن هى صفة لازمة لهذه الدول ولكن السؤال الملح والذى يفرض نفسه : كيف يحدث هذا في ظل دولة ترفع راية الإسلام وتحكم باسم الرسالة الخاتمة والتي جاءت أصلا لتكملة الرسالات السابقة لها بهدف تحقيق السعادة الكاملة للبشرية جمعاء ؟؟ فلماذا عجزنا عن تنزيل الوحي المنزل على سيد البشرية سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لنبلغه كنموذج حى ينظره الناس كل الناس على هذه البسيطة التى أصبحت تضمهم وكأنهم في قرية واحدة ؟؟؟؟؟ لماذا نتهم بانتهاك حقوق ومخالفات لقيم إنسانية أصيلة توصل إليها الإنسان بفطرته بعد قرون طويلة من الحروب والمعاناة وأصبحت تمثل قوانين واجبة التنفيذ إذ هى في مجموعها تتفق مع كثير مما جاء به الوحي الإلهي وتأخذ صفة: ( الحكم الراشد كما تحملتها مؤخرا بروتوكولات نيفاشا وعبر عنها الدستورالانتقالى الحالي ).. لماذا لم نبادر منذ البداية ونسرّ بها ونحسن تنز يلها الى الأرض في سموها وعلوها كما انزلت, ونباهى بها العالم بأن مخالفتها تعرض للمساءلة أمام رب العزة وليس أمام قانون وضعه البشر فحسب لأن سموها مستمد من ميزان العدل الإلهي. ؟؟؟ ... ان هذه بضاعتنا ردت إلينا فبدلا من أن نأخذها ونعرضها كما الوحي, ننصرف الى تطبيق أفكار وسياسات سبق وعرف من تطبيقها أنها مضمحلة قاتلة مدمرة أقل ما يقال عنها أنها ترجع بالبشرية الى عهود ما قبل الرسالة الخاتمة الى ( الجاهلية الجهلاء ) – (مبدأ التمكين وتوابعه- سياسة تحرير الاقتصاد المطبقة......الخ كل السياسات المذكورة أنفا)-......... وكان من نتاجها أن أدت بنا في النهاية الى فتح الباب على مصراعيه طواعية لخلق: " القابلية " بإدخالنا في زيل الدول المتخلفة الموصومة بالفقر والمرض وانتهاك كرامة وحقوق الإنسان هذه الحالة القمينة بتحريك عمليات التمرد وإشعال الحرب بين الأخ وأخيه هنا وهناك. ؟؟؟؟؟ ............. وأخيرا وليس أخرا نرجع الى أخينا / الطاهر سآتي وقضية الفساد فقد حصر القضية كلها في الحزب الحاكم ومن ثم جعل الدولة وعلى رأسها: " الراعي الأول " أمام خيار ين لا ثالث لهما نورد نصيهما هنا : (1) إما " القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع. " (2) أو ليظل كما قال: " أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة ونظم الحسابات وأقوى من المحاكم والنيابات " المصدر المذكور أنفا. !!!!!! ونختم بالحديث الشريف الذى بدأنا به في مقدمة هذه الرسالة عن سيد البشرية صلى الله عليه وسلم قال: " ان أحب الخلق الى الله إمام عادل وأبغض الخلق الى الله إمام جائر. " ..... وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه."

القارئ / عوض سيداحمد عوض
الجمعة 20 ذي الحجة 1426 ه الموافق 20/1/2006
ملاحظة:
(تم نشر هذه الرسالة بجريدة : " الوحدة " على حلقتين بتاريخ: ( 26و29/1/2006

.............................. والى الرسالة (5) :

العوضابي 10-19-2012 10:26 AM

رد: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ ( 5)
 
الرسالة (5) :

" أعرف عدوّك "

تابع فى هذه الرسالة :
(1) " ......... هل كل من دخل الماسونية العالمية كان يعرف حقيقتها , .... واذا كانت الاجابة بلا فمن هو الماسونى الحقيى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(2) " نظرية المآمرة " : ماهى حقيقة ما يسمّى : " نظرية المؤامرة " هل هى حقيقة ملموسة أم مجرد خيال
(3) استدراك :

بعد نشر هذا البحث لأول مرة بموقع سودانائل : " منبر الرأى " وردت الى رسائل كثيرة من القراء يعبرون فيها عن سعادتهم وامتنانهم لوقوفهم وتعرفهم لحقيقة هذا الموضوع الهام والشايك من خلال هذا العرض المبسط الجامع , شديد الوضوح , مكتمل التوثيق , ....... ادركوا من خلاله المعنى الحقيقى والمفهوم الجامع لما يطلق عليهم : "الأمة القضبية" ......... هذا من جانب , ... ومن جانب آخر أبدى بعض القراء تحفظه عن بعض الأسماء الوارد ذكرها فى البحث باعتبارها من الزعامات المناهضة لمخططى : " المشروع الصهيونى " ..... فقالوا كيف يحدث ذلك من أناس عرف عنهم : " أنّهم ماسون " ......... لم استغرب لمثل هذه الآراء لأنّ فى الأمر ابهام وألتباس شديد ى الوطأة , واقع على كثير من المتابعين لهذا الشأن ,......وقد صادفت الكثير الكثير منهم , من معارفى وبعضهم عن طريق المراسلة , وأقول :

المعروف أن تنظيم الماسونية والذى يطلق عليه : " البناؤون الأحرار " ... تنظيم عالمى قديم يطعن فى القدم يضم فى احشاءه صفوة مختارة من المفكرين وعظماء الرجال من بلاد مختلفة على ظهر هذه البسيطة يجتمعون لأغراض سامية وأهداف نييلة يتبادلون فيها أعلى مستويات العلوم والمعارف المتنوعة بهدف : " البناء " وتكوين الشخصية العالمية , لينعكس ذلك كل فى بلده ووطنه كرجال أفذاذ وزعات عظيمة يشار اليها بالبنان ,
هذا ما كان من أمر الماسونية فى سابقها , ...... ولكنّها : " اخترقت " ..... كالعادة من هولاء الأبالسة وحولوها بوضعها الجديد لخدمة أغراضهم ومصالحهم وجعلوها مطية لتحقيق أهدافهم ومراميهم بعيدة المدى .

............... والى الرسالة :




· الأمة الغقضبية: نعلم أن هذا الاسم يطلق تجاوزا على (اليهود ) كأمة وشعب إلا أن المعنى به حقيقة هم أوليك الذين يؤمنون بالمبدأ: " الصهيوني " ومن هنا يمكن القول بأن هناك فرق كبير بين اليهودي والصهيوني.
· ماهى العلاقة بين اليهودية والصهيونية : كلمة : ( الصهيونية ) نسبة الى جبل صهيون الذى يقع في الجنوب من بيت المقدس والذي اتخذه نبي الله داوود حصنا له إبان ملكه ,..... وبذلك أصبح: " صهيون " مكانا مقدسا – ( حسب اعتقادهم المحرف عن دينهم الحقيقي ) – إذ يعتقدون أن: " الرب " يسكن فيه وقد ورد في المزامير: " ر نموا للرب الساكن في صهيون. ".......... إذن فالصهيونية في أبسط تعار يفها هى: " الدعوة الى رجوع بنو إسرائيل واستقرارهم في فلسطين أي في جبل صهيون وما حوله " ........ فالصهيوني هو ذلك اليهودي الذى يؤمن بهذا المبدأ سواء هاجر بنفسه أو شارك في عملية المساعدة في هذا الاتجاه ماديا (و) أو أدبيا.
· هاهو المبدأ الصهيوني: المبدأ الصهيوني يستمد مقوماته من التعاليم المغلوطة والمحرفة والتي أدخلت على الوحي الالهى المنزل على نبي الله موسى عليه السلام والمضمن في كتابه: " التوراة " .......... بجانب كتاب آخر وضعوه لاحقا وأتخذ وه رديفا للتوراة المحرّفة باعتباريهما كتب: " مقدسة " ....... وأصبحت هذه التعاليم هى التي ينشأ عليها الطفل اليهودي منذ الصغر, وتتمكن هذه التعاليم منهم وتتشرب بها عقولهم ويقوم عليها نهج حياتهم. ..... لذا نجد أن من ينفلتون منها ويكفرون بها لا يمثلون إلا فئة قليلة منهم, وهذا يفسر حقيقة أن كثيرا من الكتاب لا يفرق بين اليهودي والصهيوني ويعتبرهم كلّهم أمة واحدة أي كلهم: " صهائنة . " .
· ملاحظة: تأييدا للرأي الذى يطالب بالحذر من تعميمها على كل يهودي دون استثناء, نورد هنا مقتطف من كلام الإمام الشعراوى رحمه الله في تفسيره للآية (( ...... ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون. ))..... يقول الإمام: " عندما قال الله عن قوم موسى: أنّهم ينقضون العهود لم يكن هذا الكلام حكما عاما لأن الحكم لو كان عاما لما وجد في أمة موسى من يؤمن برسالة محمد عليه الصلاة والسلام.
· أرض الميعاد هل اليهود هم الموعودون بها : (الحاصل أن هناك وعد من الله لنبيه وخليله : " إبراهيم " ... ولكنّه وعد مشروط, , ..... مشروط بما ذا ؟؟؟؟ مشروط: " بعملية الأتباع وصون الأمانة والالتزام الكامل بها وعدم الانحراف عنها. " "....... وقد تحقق ذلك فعلا: جاء في موسوعة مقارنة الأديان الجزء(1) صفحة(65) للدكتور أحمد شلبي ما يلي: "...... أنجب سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل الذى نشأ في مكة وصاهر (جرهم ) سادة مكة ومن نسله جاء العرب, .... وهم الذين حملوا لواء الإسلام فيما بعد واقتحموا أرض الرومان واستعادوا: " فلسطين " وما حولها منهم محققين بذالك وعد الله لإبراهيم أن يجعل هذه الأرض لنسله من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات, .......... وهذا يتمشى مع قوله تعالى: (( إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا. ))..... يواصل الكاتب: " ... هذا هو التفسير الصحيح لهذا الوعد, لأن الفتح الاسلامى بهذا الوضع كان إنقاذا لشعوب المنطقة من الاستعمارالرومانى وظلمه وعدوانه, ...... أما اليهود فيفسرون هذه الفقرات – ( كما جاءت في توراتهم المحرفة الإصحاح الخامس عشر –تكوين- 18-20 ) – بالقضاء على الشعوب الأصلية وإحلال اليهود محلهم أي: ( عملية ما يسمى التطهير العرقي ) .......... وحاشا لله أن يكون هكذا قضاؤه....... فهو قضاء ظالم. "
· هل اليهود شعب الله المختار كما يدّعون ؟؟؟ : كيف لقوم نكلوا عن حمل الأمانة التي كلّفوا بها ونقضوا العهود وظلموا أنفسهم بأنفسهم كيف يدّعون ذلك ؟؟؟ ........ وبسبب هذا الانحراف عن الحق, جرّدوا من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام, .... يقول الله تعالى في محكم تنزيله لنبيه إبراهيم: ((..... انى جاعلك للناس إماما قال: ومن ذريتي, قال: لا ينال عهدي الظلمين. )).......... اذا إن مدار هذا الأمر يكمن في الخضوع والالتزام الكامل وعدم الانحراف عن عهد الاستخلاف في الأرض وحمل أمانة الرسالة, ... ولكنّهم حرّفوها ونكثوا العهود وكان نتيجة هذا الانحراف عن العقيدة والتصور الخاطىء لمفهوم: " الرّب " حجبهم عن الاستجابة لأنبياء الله ورسله, ..... بل أخذتهم العزة بالإثم أن عدّوا توجيه الدعوة منهم إليهم: " إهانة واستطالة " .... وذلك بحكم أنهم كما يدّعون هم: ( أبناء الله وأحباؤه وأنه لا يرضى إلا عنهم وأن جميع الأديان في نظرهم باطلة وبالتالي أن جميع الأمم ضالة. )..... ومن ذلك نرى أنهم يضعون لأنفسهم مقاما زائفا مما دفعهم دفعا للتطاول والتعالي على كل البشر من غير اليهود, .......... وهذا يفسر لنا تماما الحالة الشاذة والممعنة في السوء والصفات والنعوت التي لم ير لها مثيل في قبحها وسوءها في أي مله أخرى من غيرهم من البشر, ..........سمعنا ذلك أولا : من أنبياءهم ورسلهم,.... وتوالى ذلك وتتابع ثانيا : على مرّ العصور والدهور من كل الذين اختلطوا بهم وعرفوا ووقفوا على حقيقتهم من حكماء ومصلحين وقادة فكر وروأساء دول, ..... وكمثال لذلك نورد في هذه العجالة ثلاثة أمثلة فقط ثم نأتي على ذكر ما تيسر من ذلك بعد أن نلقى بصيص من الضوء على مصادر عقا ئدهم التي أوصلتهم الى ماهم غارقون فيه لا يحيدون عنه الى قيام الساعة. , .......... والى الأمثلة الثلاثة. :
· (1) (( خيوطهم لا تصير ثوبا ولا يكتسون بإعمالهم,..... أعمالهم أعمال إثم ' وفعل الظلم في أيديهم, ..... أرجلهم الى الشر تجرى وتسرع الى سفك الدم الزكى, .... أفكارهم أفكار إثم,.... في طرقهم اغتصاب وسحق، طريق السلامة لم يعرفوه, ... وليس في مسالكهم عدل, .. وجعلوا لأنفسهم سبلا معوجة كل من يسير فيها لا يعرف سلاما)). ( أشعياالإصحاح 59 )
· (2) ويقول الرب فيهم على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (( أنا اعرف تمردكم وقلوبكم الصلبة, إنكم بعد موتى تفسدون وتزيفون الطريق الذى أوصيتكم، ويصيبكم الشر في آخر الأيام. ))
· (3) بنجامين فرانكلين يحذر الشعب الأمريكي : نورد فيما يلي ترجمة حرفية للخطاب الخطير الذى وجهه أحد كبار زعماء استقلال أمريكا محذرا فيه الشعب الامريكى من الوقوع في مصائد ومكائد اليهود وكان ذلك في العام 1789م فلنستمع إليه يقول :

"أيها السادة في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها, ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم, وقد أدى بهم الاضطهاد الى العمل على خنق الشعوب ماليا كما هى الحال في البرتغال وأسبانيا. " ...... " وواصل تحذيره قائلا:-
" اذا لم يبعد هولاء من الولايات المتحدة بنص دستورها فان سيلهم سيتدفق الى الولايات المتحدة في غضون مائة سنة الى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذى بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحريتنا الفردية, ولن تمضى مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود على حين يظل هم في البيوتات المالية يفركون أيديهم مغتبطين, " .." إنني أحذركم أيها السادة إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيا فسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم, انهم لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال فان الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط . "..... يواصل: " إن اليهود خطر على هذه البلاد اذا ما سمح لهم بحرية الدخول انهم سيقضون على مؤسساتنا وعلى ذلك لابد أن يستبعدوا بنص الدستور......."....... (انتهى المقتطف بتصرف)

.................. والى مصادرا لفكر اليهودي:





· مصادر الفكر اليهودي: جاء في المجلد (1) موسوعة مقارنة الأديان للعالم الجليل الدكتور احمد شلبي الباب الرابع أن أهم مصادر الفكر اليهودي هى:

1/العهد القديم.
2/التلمود.
3/ بروتوكولات حكماء صهيون. وفيما يلي نورد نبذة عن كل منهم:

1/ العهد القديم (التوراة): هو الكتاب المقدس لدى كل من اليهود والمسيحيين علما بأن اليهود لا يعترفون بأي دين آخر غير دينهم, .....وهو بطبيعة الحال أجريت عليه عمليات تحريف غيّرته بصور مناقضة ومغائرة تماما للوحي الأصلي المنزل على سيدنا موسى عليه السلام وفيما يلي نتابع مع المصدر السابق ليكشف لنا باختصار شديد حقيقة هذا التحريف:
* مصادر العهد القديم(التوراة) : تحت هذا العنوان يحدثنا الكاتب : " أكدت الدراسة الفاحصة أن هذه الأسفار من صنع أجيال متعددة وأنّ فترة التدوين بدأت في عهد متأخر جدا , وانّ الكهنة كانوا يعتمدون على ما سمعوه وما تلقّاه الخلف من السلف , ...... ومن المصادر المهمة لها أيضا قرارات المحافل, فعلى مرّ التاريخ كان زعماء اليهود يدفعون بقراراتهم لتصير جزءا من الأسفار المقدّسة, .... وعندما اتّخذت هذه الأسفار وضعها النهائي ( المحرّف ) قبيل الميلاد, ... لم يتوقفوا عن محاولاتهم تجاه تقديس قراراتهم, فدفعوا بها الى كتاب: " التلمود " .......... ثم بعد ذلك الى: " البروتوكولات " .... وليس هذا وذاك بأقلّ عندهم من العهد القديم قداسة وجلالا.
* الهدف من التحريف: يقول الكاتب: " النظرة السريعة للعهد القديم توحي أن الهدف الأسمى الذى أرادوه من الكتاب المقدّس كان هو: ( تبرئة بنى إسرائيل من العيوب وتلويث سواهم من الشعوب. ).......... هذا من جانب ومن جانب آخر إنهم أرادوا أن يتخلّصوا من الأسفار الحقيقية – ( الوحي ) – لأنها كانت تختلف عما جبلوا عليه من طباع وأخلاق رزيلة وانحراف في العقيدة, .... لذلك وضعوها في هذا الشكل الذى يتناسب مع ما يريدونه, ............ وهكذا كتبت هذه الأسفار ونسبت لله, والله سبحانه وتعالى منها بريء, .... إنها في الحقيقة صدى: " لانفعالات اليهود وأحاسيسهم " ..... ومع ذلك فقد أصبح هذا الكتاب المحرّف ( التوراة ) خلال مدّة النفي مركزا التفّ حوله بنو إسرائيل وتبعوا إرشاداته في السّر والعلا نية, وأصبح يمثل بالنسبة لهم حياتهم ودنياهم في الماضي والحاضر والمستقبل. ... وفيما يلي نستعرض بإيجاز شديد بعض فقراته:
أولا صفات الإله " يهوه " : يقوا الكاتب : " إن الصفات التي ذكرها اليهود لإلههم " يهوه " تبعد كل البعد عمّا يتّصف به الإله عند اىّ من جماعات المتدينين , وجعلوا هذه الصفات انعكاسا لصفاتهم واتّجاهاتهم , ...... فهو ليس معصوما, وكثيرا ما يقع في الخطأ ثمّ يندم وكمثال لذلك النصّ الآتي: (( ....... وكان كلام الرّب الى صموئيل قائلا: ندمت على أنّى قد جعلت شاء ول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقيّم كلامي. )) ....... (صموئيل الأول 10: 10 )...... وفى مكان آخر يصفوه بأنّه (( .... الاه قاسى مدمّر, متعصّب لشعبه لأنّه ليس الاه كلّ الشعوب, ... بل الاه لبنى إسرائيل فقط, ....... وهو بهذا عدو للآلهة الآخرين, كما أنّ شعبه عدوّ للشعوب الأخرى. )) ...... ( خروج 12:12)........... ونجده يصوّرونه أيضا كرئيس عصابة فهو يقول لهم: (( ... متى أتى بك الرّب الاهك الى الأرض التي أنت داخل إليها لتملكها وتطرد شعوبها, ودفعهم الربّ الاهك أمامك وضربتهم, .... فانّك تحرمهم, ... لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق بهم. ))........ ( تثنية 7: 1-2 ) ..... ويقول أيضا: (( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح, فان أجابتك الى الصلح وفتحت لك, فكلّ الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك, ....... وان لم تسالمك, بل عملت معك حربا فحاصرها, وإذا دفعها الربّ الاهك الى يدك, فأضرب جميع ذكورها بحدّ السيف, ..... وأما النساء والأطفال والبهائم وكلّ ما في المدينة فغنيمة تغنمها لنفسك, وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الربّ الاهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما. ))...... (تثنية 2 : 1-16 ) ...... وبعد هذا نأتي لثانيا لنرى ماذا قالوا عن أنبيائهم:
ثانيا صفات أنبياههم: (1) نتابع مع الكاتب ونبدأ بسيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنباء الذى صوّروه في أبشع صورة يوصف بها إنسان فضلا عن خليل الرحمن, ... صوّروه في موقف ( المتاجر في عرضه ) فالنتابع الكاتب ينقل لنا من تحريفاتهم التوراتية: (( ... وحدث جوع في الأرض فانحدر أبرام الى مصر ليتغرّب هناك لأنّ الجوع في الأرض كان شديدا وحدث أنّه لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لسراي امرأته: أنى قد علمت أنّك امرأة حسنة المنظر, فيكون اذا رآك المصريون أنهم يقولون هذه امرأته, فيقتلونني ويستبقونك, ..... قولي انّك اختى ليكون لي خير بسببك وتحيى نفسي من أجلك, وحدث لما دخل أبرام الى مصر, أنّ المصريين رأوا المرآة أنّها حسنة جدا فمدحوها لدى فرعون, فاخذّت الى بيت فرعون فصنع الى أبرام خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال, فضرب الربّ فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب سار اى امرأة أبرام, فدعا فرعون أبرام وقال ما هذا الذى صنعت بي ؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك ؟ لماذا قلت أنها اختى حتى أخذتها لتكون لي زوجة ؟؟؟؟ ..... والآن هو ذا امرأتك خذها وأذهب. ))....... ( تكوين: 12 :1-19)..... (2) وافتروا أيضا على نبي الله يعقوب واتهموه بأنه وأمه تآمرا على شقيقه الأكبر لتؤول إليه وراثة أبيه بدلا عن شقيقه الذى يستحقها بحكم أنّه الأكبر. ( تكوين 25: 31-35 ).... (3) وبالمثل افتروا على نبي الله هارون وذكروا في توراتهم المزورة ما نصّه: (( .... ولما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل, اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم أصنع لنا آلهة تسير أمامنا لأنّ هذا موسى الذى أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه, فقال لهم أنزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها, فنزع كل الشعب أقراط الذهب وأتوا بها إليه, فأخذ ذلك من أيديهم وصوّره بالأزميل وصنعه عجلا مسبوكا وقال : " هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر, وبنى مذبحا أمامه ونادى وقال : غدا عيد للرب فبكّروا فى الغد وقدّموا ذبائح, ... وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للّعب. )) ..... (خروج: 32: 16 )...... ( وهكذا نرى أن بنى إسرائيل لم يراعوا عند الحديث عن أنبيائهم إلاّ ولا ذمة, ولم يثبتوا في حديثهم عنهم أي تقديس لهم أو إجلال, ..... فنسبوا إليهم ولآسرهم ما يدنّس تأريخهم ويصوره بصورة مغائرة تماما لحقيقتهم, وما نقلناه هنا لا يمثل في الحقيقة الاّ غيض من فيض. ) ........... وقبل أن نذهب الى المصدر الثاني لا بدّ من وقفة مع الوحي الحقيقي مع كتاب الله المنزل على سيد البشر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم مع " القرآن " يحدثنا عن أنبياء بنى إسرائيل ويصحح ما اقترفوه من جرم نحوهم: (1) نبدأ بخليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام: ((... وأذكر في الكتاب إبراهيم انّه كان صدّيقا نبيا. )) ... (مريم41) ((.... وأتخذ الله إبراهيم خليلا. ))..... (النساء125) ((... ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سفه نفسه, ولقد اصطفيناه في الدنيا, وانّه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربّه أسلم قال أسلمت لربّ العالمين. )) ... (البقرة130-131) (2) نبي الله إسماعيل: ((.. وأذكر في الكتاب إسماعيل انّه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيّا. )) ..... (مريم54) (3) نبي الله موسى: ((... هذا من عمل الشيطان, انّه عدوّ مضلّ مبين, قال رب انى ظلمت نفسي فأغفرلى فقفر له انّه هو الغفور الرحيم, قال ربّ بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين )).... (15- 17)... هذه الحادثة تعطينا مثل حي مقارنة بين " الوحي " الحقيقي والتزييف الذى مورس عليه من قبل هذه الأّمّة الضالة, ... تحكى هذه الآية عن حادثة سيدنا موسى التي حدثت في فترة شبابه وأدت الى قتل مواطن مصري وهروبه بعدها الى أرض مدين, .... فبينما يؤكد القرآن أنه ندم ندما شديدا وتاب ورجع الى الله, وغفر الله له وقبل توبته,........ نجد التحريف هنا في أبشع صوره إذ لم يحرّفوا ويزيّفوا النّص فحسب, بل اتخذوا من هذا الحادث مبررا وسندا شرعيا جوّزوا بموجبه قتل غير اليهودي. (4) نبي الله هارون: ((..... ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنماّ فتنتم به, وأنّ ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري. ))... (طه90)..... هذا هو كلام الله عن نبيّه جاء تصيحا لما افتر وه عليه ونسبوا إليه صنع: " العجل " بدلا عن الصانع الحقيقي له والذي أثبته القرآن وهو: " السامرى " ............ والى هنا نأتي للمصدر الثاني: " التلمود " :
2/التلمود: هذا الكتاب يمثل الروايات الشفوية التي تناقلها الحاخامات من جيل الى جيل وهو بذلك يحتل مكانة عظيمة وكبيرة عند اليهود بل إن بعضهم يضعه في منزلة: " أسمى من التوراة " لذا فان تعاليمه تمثل المصدر الرئيسي والأساسي الذى يعتمدون عليه في تنشئة أطفالهم منذ الصغر جيلا بعد جيل وكمثال لذلك نورد نذرا من هذه التعاليم:
* الله في التلمود: يرى التلمود أن الله ندم لما أنزله باليهود وبالهيكل : ( تبا لي لأني صرحت بخراب بيتي وإحراق الهيكل ونهب أولادي. )
* اليهودي والسلطة: ( يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع تسلط باقي ألا مم في الأرض (الجو يم) لأنهم هم أبناء الله وغيرهم أي الجو يم من نسل الشيطان. )
* اليهود وغير اليهود : ( اليهودي جزء من الله فإذا ضرب " أمي " إسرائيليا فكأنه ضرب العزة الإلهية.
* اليهود والتملك : ترى الأديان السماوية أن الدنيا والمال والثراء ملك لله , ولما كان التلمود يقرر أن اليهود هم أبناء الله , فإنهم لذلك يعتبرون أنفسهم مالكين لكل ما في الأرض من ثراء بالنيابة عن الله ومن ثم حرفوا نصوص الوحي – (حسب وصايا سينا موسى )- فيما يتعلق بارتكاب الموبقات فمثلا النهى عن السرقة : ( لا تسرق أي لا تسرق من اليهودي أما غير اليهودي فسلب ماله ليس مخالفا للوصايا وقس على ذلك كل الموبقات مثل : الغش والكذب والزنا والربا وكافة الموبقات , ....... الخ )... يقول الحاخام ( رشي ) : " مصرح لليهودي أن يغش غير اليهودي ويحلف له أيمانا كاذبة . "... وجاء في التلمود أيضا: " أن الرب لا يغفر ذنبا ليهودي يرد للأممى ماله المفقود. "
* أرواح غير اليهود: يقول التلمود: (محرّم على اليهودي أن ينجّى أحدا من الأمميين من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها, بل اذا رأى أحدهم يقع في حفرة لزمه أن يسدّها بحجر. ) ونص أيضا: (..... من العدل أن يقتل اليهودي كل اممى لأنه بذلك يقرّب قربانا الى الله. )
* اليهود والمسيح: يقول التلمود عن سيدنا المسيح عيسى بن مر يم: ( .. أن يسوع الناصري موجود في لجّات الجحيم بين القار والنار, وأنّ أمه مر يم أتت به من العسكري " بان دارا " عن طريق الخطيئة, وأن الكنائس النصرانية هى مقام القاذورات, والواعظون فيها أشبه بالكلاب النابحة, وأن قتل المسيحي من الأمور المأمور بها, وأن العهد مع المسيحي لا يكون عهدا صحيحا يلتزم اليهودي القيام به, وأنّه من الواجب أن يلعن اليهودي ثلاث مرّات رؤساء المذهب النصراني وجميع الملوك الذين يتظاهرون بالعداوة لبنى إسرائيل. )........ هولاء شذّاذ الآفاق قتلة الأنبياء يفترون على سيدنا وحبيبنا نبي الله عيسى عليه السلام وأمه القديسة والصديقة الطاهرة, التي بشّرت به قبل مولده يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (( يا مر يم أن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مر يم , وجيها فى الدنيا والآخرة , ومن المقرّبين ويكلّم الناس فى المهد وكهلا ومن الصالين . )) .... هذا هو بنى الله عيسى المعصوم والمبرأ من المعصية, وأمه صديقة اصطفاها الله على نساء العالمين, ولقد أرسله الله لخراف بنى إسرائيل الضالة ومعه الإنجيل ليخرجهم مما هم فيه من ضلال وفتنة,...... فأنكروه ورموه بالكذب والبهتان العظيم,... وهذا ليس بمستغرب عنهم مقارنة بالنذر القليل الذى ذكرآنفا عن أنبيائهم.............. والى المصدر الثالث:

3 بروتوكولات حكماء صهيون: إذا كانت تعاليم التلمود تمثل عندهم نظام قانون مقدس واجب التنفيذ فان نصوص البروتوكولات تمثل اللائحة التنفيذية لها وفيما يلي نستعرض بعض الفقرات من نصوص هذه البروتوكولات البالغ عددها (24) والتي يسترشد بها عملاء صهيون من " الماسون " في التسلط وقهر شعوبهم لخدمة سادتهم, ... وقبل أن نبدأ باستعراض هذه الفقرات نرجو أن نلقى بصيص من الضو على الخطة التي وضعها حكماء صهيون تنفيذا للوعد الذى وعدهم إياه الرب (حسب تصورهم ) : ( أنّه مقدّر لهم أزلا أن يحكموا الأرض كلها في هيئة مملكة صهيون المتحدة . )...... والى موجز تفاصيل الخطة:

· الأفعى الصهيونية: من المعروف أن عقيدة اليهود المستمدة من تعاليم " التلمود " تتلخص في الآتي:
· إنهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار, وإنهم أبناؤه، وأحباؤه، وإنه لا يسمح لعبادته ولا يتقبلها إلا منهم، وأن غيرهم من الأمم ما هم إلا من طينة حيوانات نجسة خلقها الله على صورة البشر إكراماً لهم كي يخدموهم، ورتبوا على هذه العقيدة الضالة أموراً خطيرة منها:
· اعتقادهم أن كل خيرات الأرض في العالم أجمع هي منحة من الله لهم وحدهم، وأن غيرهم من الأمم " الجو يم " وكل ما في أيديهم هو ملك خالص لهم، بل أن واجبهم المقدس يقضي بمعاملتهم معاملة البهائم، وأن كل الأمور الدينية المفروضة عليهم لا يجوز الالتزام بها إلا مع بعضهم البعض، بحيث لا يجوز لهم بل يجب عليهم إهدارها مع غيرهم من " الجو يم " ومن ثم فإن كل ما يرتكبوه معهم من موبقات: كالغش والخداع والسرقة واغتصاب الأموال وهتك الأعراض والقتل....... الخ.. كل هذه الموبقات لا يعاقبهم الله عليها بل يعدها قربات وحسنات يثيبهم عليها، ولا يرض منهم إلا بها.
· واستنادا على ذلك تمخضت عقليتهم الشريرة على وضع خطة إجرامية تهدف إلى تمكينهم من السيطرة الكاملة على العالم، وحكمه في النهاية بحاكم مطلق من صلب " داود " كما يقولون. ولتحقيق هذه الخطة " رمزوا " لها: " بالأفعى الصهيونية" ، ووضعوا لها مسار أو خط سير تسير فيه مدمرة كل من يعترض طريقها وبوحشية بالغة ، كل ذلك يتم في خفاء وسرية كاملين دون أن يعلم بها أحد حتى تصل إلى " المركز " أو القاعدة : " أرض الميعاد " .
· ظلت هذه الأفعى تسير في طريقها منذ قرون دون أن يعلم بها أحد لولا عناية الله سبحانه وتعالى أن أوقع مقررات مؤتمرهم الشهير بمدينة " بال " بسويسرا ( عام 1897 م ) برئاسة: " هيرتزل " أن أوقع هذه المقررات بالصدفة المحضة لتشق طريقها للعالم الروسي الأستاذ: " نيلوس " والذي عكف في نحو أربع سنوات لدراستها ثم أصدر أول ترجمة لها في عام 1902م بالروسية، واستطاع هذا العالم الشجاع أن يكشف النقاب ولأول مرة عن أخطر مؤامرة وضعها عتاة الصهاينة لتدمير العالم يتم تنفيذها بشكل مكيدة رمزوا لها: " بأفعى " يرمز رأسها إلى المتفقهين في خطط الإدارة اليهودية، وجسمها يرمز إلى الشعب اليهودي، وكانت الإدارة مصونة سراً من أعين الناس جميعاً حتى الأمة اليهودية نفسها وذلك لتحقيق الأتي قبل وصولها إلى: " المركز " أو قاعدة الانطلاق الأخيرة:
· يجب أن تكون لهم السيطرة الكاملة على الاقتصاد والمال وتوجيهه لخدمة أغراضهم.
· يجب أن توضع تحت أيديهم كل وسائل الإعلام من طبع ونشر ومسرح وسينما وجامعات.. الخ
· إلغاء كافة الأديان من على الأرض أو العمل على تشويهها أو مسخها.
· تدمير وإلغاء كل العروش وكل الحكومات الوطنية.
· إلغاء مبدأ الإرث والملكية الخاصة.
· هدم الأسرة والحياة العائلية وتمويل وتشجيع كل ما يؤدي إلى نشر الفساد وتقويض القيم الأخلاقية الفاضلة بين الأمم.
· وبعد أن تتبع العالم المذكور مسار " الأفعى " حتى ذلك التاريخ – ( تاريخ المؤتمر 1897 ) - وجد أنها قد اخترقت تماماً سائر دول أوربا الغربية وحققت أهدافها.. وتحددت خطواتها التالية: ( أي ما بعد المؤتمر المشار إليه ) .
· قال: " إن حركتها الآن متجهة إلى " موسكو " وتنبأ بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية الماركسية: ( كان ذلك في عام 1902م ) .
· قال: " .. بعد ذلك مباشرة تتجه نحو القسطنطينية: ( يعني حيث دولة الخلافة الإسلامية ) وكأنها المرحلة الأخيرة لطريق الأفعى قبل وصولها " فلسطين".......... وبعد ذلك لا يبقى أمامها إلا مسافة قصيرة حتى تستطيع إتمام طريقها لضم رأسها إلى زيلها ".......... انتهى.
· يا سبحان الله..كلما استنبطه هذا العالم الكبير من هذه المقررات: ( بروتوكولات حكماء صهيون ) فقد صار حقيقة ملموسة.. هذا و بالرغم من تحذيراته وصيحاته العالية.. فقد سار كل شئ كما خطط له دون أي تحرك مضاد.. وكان أول عمل قام به " البلاشفة " أن عذبوا هذا العالم ونفوه حتى لاقى حتفه وحيداً في صقيع سيبريا " .
· التعريف بالبروتوكولات : كي نقف على حقيقة البروتوكولات نقتطف هنا فقرات من مقدّمة الأستاذ/ نيلوس الذى قام بدراستها وإصدار أول ترجمة لها بالروسية في عام: 1901 كا سبق ذكره , .......... وفيما يلي العرض:
· يقول الأستاذ نيلوس : " ...... لقد تسلمت من صديق شخصي – ( أليكسى نيقولا نيفتش كبير جماعة أعيان روسيا القيصرية. ) – مخطوطا يصف بدقة ووضوح عجيبين , خطّة وتطورا لمؤامرة عالمية مشئومة , موضوعها الذى تشمله هو : جرّ العالم الحائر الى التفكك والانحلال , ...... وهى عبارة عن وثائق انتزعتها خلسة سيدة فرنسية من أحد الأكابر ذوى النفوذ والرياسة السامية من زعماء الماسونية الحرة, وقد تمت السرقة في نهاية اجتماع سرى بهذا الرئيس في فرنسا حيث وكر المؤتمر الماسوتى اليهودي. " .......... ويواصل الكاتب في تعقيبه على هذه المؤامرة الصهيونية: " ....... يستفاد من هذه الوثائق أن حكماء صهيون قد فكروا في استنباط مكيدة لفتح العالم فتحا سلميا لصهيون, ... وكانت تنفذ خلال تطورات التأريخ- (البداية 929 ق. م. ) بالتفصيل وتكمل على أيدي رجال دربوا على هذه المسألة, .. وقد صمم هولاء على فتح العالم بوسائل سلمية مع دهاء: " الأفعى الرمزية ".... وقد سبق القول أن عملها لابدّ أن تكون معتصمة اعتصاما صارما بالخطة الموسوية حتى يغلق الطريق الذى تسعى إليه بعودة رأسها الى صهيون. ( هذه نبوءة نيلوس بقيام إسرائيل قبل قيامها نصف قرن من الزمان) "...... ويتابع أيضا موضحا مسار طريها: " كانت مرحلتها الأولى في أوروبا سنة429 ق.م. في بلاد اليونان حيث شرعت أولا في عهد بركليس تلتهم قوة تلك البلاد, وكانت الثانية في روما في عهد أغسطس سنة 69 ق.م. , ... وجاءت الثالثة في مدريد عهد تشارلس الخامس سنة 1552م, أما الرابعة ففي باريس عهد الملك لويس السادس عشر 1700, ... والخامسة والسادسة في لندن وبرلين الأعوام: 1814 و 1871 على التوالي, ... أما السابعة ففي سان بطرسبررج الذى رسم فوقها رأس الأفعى تحت تاريخ 1881, ..... وقد زلزلت الأفعى أسس بنيان هذه الدول, وقد أبقى على بعض النواح الاقتصادية لكل من بريطانيا وألمانيا موقتا الى أن يتم قهر روسيا التي قد ركزت عليها جهودها في الوقت الحاضر – ( هذه نبوءة أخرى لنيلوس بسقوط القيصرية وقيام الشيوعية اليهودية الماركسية بدلها. ) . " ........ ويواصل قائلا " ........... وتظهر القسطنطينية في طريق الأفعى وكأنّها المرحلة الأخيرة لطريقها قبل وصولها الى أورشليم. " ........ مقتطف بتصرف من تعليق البروف. / نيلوس .
· فيما يلي نقتطف بإيجاز شديد نصوص من بعض هذه البروتوكولات البالغ عددها (24 )بروتوكولا تستغرق الصفحات من ( 103 – 190 ) في النسخة العربية:



· بروتوكول رقم (1) :



· " خير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب، لا بالمناقشات الأكاديمية. "
· " يجب أن نقرر أن قانون الطبيعة هو: " الحق يكمن في القوة " .
· " أن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شئ وأن الحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ على عرشه " .
· " لابد لطالب الحكم الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة، من: " الإخلاص والأمانة.. تعتبر رذائل في السياسة، وأنها تبلغ في زعزعة العرش أعظم ما يبلغه ألد الخصوم. "
· " علينا ونحن خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد أي ( أن الغاية تبرر الوسيلة ) "
· " أن قوة الجمهور عمياء خالية من العقل المميز وأنه يعير سمعه ذات اليمين وذات الشمال " .
· " في السياسة يجب أن نعلم كيف نصادر الأملاك بلا أدنى تردد إذا كان هذا العمل يمكننا من السيادة والقوة " .



· بروتوكول رقم (8) :



· " .. ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون بعد - ، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم , ....... وكذلك سوف نعهد بهذه المنصب الخطيرة الى القوم الذين اذا عصوا أوامرنا توقعوا المحاكمة والسجن, ....... والغرض من كل هذا أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذى تنفس صدورهم به. " .



· بروتوكول رقم (9) :



· " .. نحن كما هو واقع أولو الأمر الأعلون في كل الجيوش الراكبون رأسها، ونحن نحكم بالقوة القاهرة.. وأن لنا طموحاً لا يحد، وشرها لا يشبع، ونغمة لا ترحم، وبغضاء لا تحس، إننا مصدر إرهاب بعيد المدى، إننا نسخر في خدمتنا أناساً من جميع المذاهب والأحزاب من رجال يرغبون في السلطة، واشتراكيين وشيوعيين، وماليين بكل أنواع " الطوبيات " " utopia " ، ولقد وضعناهم جميعاً تحت السرج ، وكل واحد منهم على طريقته الخاصة ينسف ما بقى من السلطة , ........ " .
· بروتوكول رقم ( 15) :



· " .. وأنتم لا تتصورون كيف يسهل دفع أمهر " الأمميين " إلى حالة " مضحكة " من السذاجة والغفلة " Naïveté " بإثارة غروره وإعجابه بنفسه " .
· " .. ما كان أبعد نظر حكمائنا القدماء حينما أخبرونا أنه للوصول إلى غاية عظيمة حقاً يجب ألا نتوقف لحظة أمام الوسائل، وأن لا نعدد الضحايا التي يجب التضحية بهم للوصول إلى هذه الغاية, ........ إننا لم نعتمد قط بالضحايا من ذرية أولئك البهائم(غيراليهود), ........ ومع اننا ضحينا كثيرا من شعبنا ذاته – فقد بوأناه الآن مقاما في العالم ما كان ليحلم بالوصول إليه من قبل. "




( يقول الدكتور أحمد شلبي:- ’’ الذي يقرا هذه البرتوكولات بدقه يدرك أن كثيرا من الحكومات الدكتاتورية بالشرق تتبني مبادئها وتنفذ توجيهاتها )

* وسائل تنفيذ هذه الخطة : لتنفيذ هذه الخطة أقام حكماء صهيون العديد من الجمعيات السرية وأخطر هذه الجمعيات هى ما يسمى : " الماسونية العالمية "... وقيما يلي نورد نبذة عنها:


أولا الماسونية العالمية: أنقل هنا بإيجاز شديد من المصدر السابق نبذة عن الماسونية كما ورد من صفحة (326-334):
* الهدف: " أهداف الماسونية في الظاهر تختلف اختلافا كبيرا عن أهدافها في الباطن فهي في الباطن كما يقول الحاخام الدكتور اسحق وايز: " مؤسسة يهودية وليس تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وشروحها إلا أفكارا يهودية من البداية الى النهاية. " أما في الظاهرفهى تظهر للسذج كأنها- كما يقول مكاريوس شاهين-: " جمعية أدبية تخدم الإنسانية وتنور الأذهان وتنشر الإخاء وتوطد الحب بين الأعضاء وتحثهم على فعل الخير والإحسان لإخوتهم المحتاجين. " ....يقول الدكتور عبد الجليل شلبي: " إن الهدف الذي تسعى إليه الماسونية وتوابعها من المؤسسات الصهيونية هو : تحطيم الأديان وإذا حطمت العقائد الدينية سهل تحطيم الأخلاق فلم تنشأ الأخلاق الفاضلة: " إلا في رحاب الأديان." في سنة 1865 انعقد مؤتمرهم في مدينة ليبزج الالمانية والقى فيه الماسوني: لاف أرجLaf Arge خطابا ضافيا جاء فيه:
" يجب على الإنسان أن يتغلب على الإله وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السماوات ويمزقها كالأوراق... إن الإلحاد من عناوين المفاخر فليعش أولئك الأبطال الذين يناضلون في الصفوف الأولى وهم منهمكون في إصلاح الدنيا.... نحن الماسونيين أعداء الأديان وعلينا الا ندخر جهدا في القضاء على مظاهرها... سنعلنها حربا شعواء على العدو الحقيقي للبشرية الذى هو الدين وسننتصر على العقائد الباطلة وعلى أنصارها ولكن نتخذ الإنسانية غاية لنا من دون الله. "


مراتب الماسونية ثلاثة هى:

(1) الماسونية الرمزية: يدخل فها اتباع الديانات المختلفة ويباشر هؤلاء طقوسا وحركات لا يفهم معناها ويظل فيها الشخص قانعا بألفاظ: الحرية الإخاء المساواة. سعيدا بما يناله من عون من الأعضاء الآخرين ذلك العون الذي كثيرا ما يدفع العضو إلى مكان الصدارة في عمله " وظيفة ممتازة أو ثراء عريضا مما يجعله يزيد ارتباطا بالماسونية وحبا لأنظمتها، وفي هذا القسم (33) درجه يترقي فيها العضو بمقدار إخلاصه وكفاءته وينال اسمي الدرجات إذا تم انحرافه عن دينه وعن وطنه وأصبحت الجمعية له عقيدة واحتوت كل تقديره..
(2) الماسونية الملوكية : " هذه اكثر أعضائها من اليهود ويطلق عليهم الرفقاء ولا يسمح لغير اليهود بالدخول فيها إلا لمن وصل لارقي درجات المرتبة السابقة ،أي لم يعد يكترث بدين ولا وطن وليس لديه مثل اعلي سوي الماسونية "
(3) الماسونية الكونية : هي أرقاها وأعضاؤها من اليهود الخلص ويطلق عليهم الحكماء ويلقب الرئيس بالحكيم الأعظم وهو مصدر السلطات لجميع المحافل الماسونية ولا يعرف أحد أعضاء هذه المرتبة ولا مركز نشاطها .
رأي الدين فيها :
(1) الدين المسيحي: سبق أدرك زعماء المسيحيين خطر الماسونية بوجه خاص وخطر الجمعيات السرية بوجه عام علي الدين المسيحي وصدر مرسوم بابوي رقم 864 يحذر الكاثوليك من الاشتراك فيها وكافة الهيئات السرية والمشنفة فيها علي الأخلاق.
(2) الدين الإسلامي: اصدر المؤتمر الإسلامي العالمي المنعقد بمكة في مارس 1973 القرار بعده:" الماسونية جمعية سريه هدامة لها صله وثيقة بالصهيونية العالميةالتي تحركها وتدفعها لخدمة أغراضها وتتستر تحت شعارات خداعه: كالحرية والإخاء والمساواة وما إلى ذلك مما أوقع في شباكها كثيرا من المسلمين وقادة البلاد وأهل الفكر. وعلي الهيئات الإسلامية أن تكون موقفا من هذه الجمعيات
السرية علي النحو التالي:
1/ علي كل مسلم أن يخرج منها فورا
2/ تحريم انتخاب أي مسلم ينتسب لها لأي عمل إسلامي
3/ علي الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها وان تغلق محافلها وأوكارها
4/ عدم توظيف أي شخص ينتسب لها ومقاطعته مقاطعه كليه
5/ فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة
6/ تعامل كل النوادي التالية معاملة الماسونية:

( نادي الليونز – حركات التسلح الخلقي – أخوان الحرية. ( انتهى )
ملاحظة : من هو الماسونى الحقيقى :
التعريف أعلاه للماسونية العالمية يحتاج الى وقفة نستعرض فيها بعض الحقائق:
* تعرض بعض الكتاب الذين تناولوا هذا الموضوع الى ذكر زعامات دينية وسياسية كبيرة متهمين إياهم بأنهم: " من الماسون "........ إن مثل هذا الاتهام لا يجب أن يؤخذ على علا ته ودون تروى, وذلك للأسباب الآتية:
1- من المعلوم سلفا أن ليس كل من دخل الماسونية (في الماضي البعيد ) كان يعرف حقيقتها كما هو عليه الحال في عصرنا الحاضر هذا.
2- وقد علم أنها كانت تستقطب الناس من علية القوم تحت شعارها الظاهر لهم وهو: " الحرية – الإخاء – المساواة. "...... وكل هولاء سواء دخلوا فيها اسما (دون الذهاب والتعرف عل مراسمها داخل المحفل ) أو الذين مارسوا طقوسها داخل المحفل, كل يعتبرون أعضاء داخل هذه الدائرة الأدنى: " الماسونية الرمزية " ......... في ظل شعارها أعلاه,........... حقيقة أنه من حيث قبولهم من ناحية المبدأ, يحصلون بدون شك – ( كلّ في مجتمعه ) - على امتيازات تعزز من مراكزهم,...... وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة: ( الطعم)... ومن خلال هذه المرحلة والتي تعتبر بالتعريف الدارجى ( محل تفريخ ) ........ إذ أن هناك عين سحرية تراقب عن كثب كل عضو منهم مراقبة دقيقة وفاحصة, ...... لأنّ الصعود للدرجة الأعلى يحتاج الى مواصفات محددة ومعروفة لديهم. .... ولا يتخطى هذه الحدود الاّ من تأكد لهم بصورة قاطعة وحاسمة أنه اجتاز الامتحان العظيم وأصبح جديرا تماما بالقبول, ...... هذه العيون السحرية والاختبارات الحادة تسرى ليس على الجو يم فقط,... بل تشمل فيما تشمل أعضاء من اليهود أنفسهم, الاّ أن الاختلاف يأتي في التدرج لاحقا, ..... فالاممى مهما صعد في تدرجه له حدّ معلوم لا يتخطاه, ........ وهنا مكمن الخلاف بين الاثنين. - إذن الماسوني الحقيقي ( من غير اليهود ) هو ذاك الذى اجتاز الامتحان وحصل على كافة المواصفات المطلوبة وتم اختياره بمقتضى ذلك فعلا, .... وقد كشفت لنا البروتوكولات نذرا يسيرا من هذه المواصفات المطلوبة والتي تقول: "...... ما دام ملئ المناصب بإخواننا اليهود في أثناء ذلك غير مأمون ، فسوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة إلى القوم الذين ساءت صحائفهم ، وأخلاقهم كي تقف مخا زيهم فاصلاً بين الأمة وبينهم , ... وكذلك سوف نعهد بهذه المناصب الخطيرة الى القوم الذين اذا عصو أوامرنا توقعوا المحاكمة والسجن , .......... والغرض من كلّ هذا أنهم سيدافعون عن مصالحنا حتى النفس الأخير الذى تنفث صدورهم به " , ............. والأخطر من ذلك والأهمّ عندّهم هو ذاك الذى جرّد نفسه وتحلل تماما عن أي عقيدة أو إيمان بالغيب وقابل ان يمثل دور النفاق في إطار الخطّة الموضوعة والمرسومة له, وهو الذى أشير إليه أنفابأنّه: ( ... لم يعد يكترث بدين ولا وطن وليس لديه مثل أعلى غير الماسونية . !!!!!!!!! )
".....
3- إن هولاء الذين اجتازوا هذا الامتحان وباعوا أخرتهم بدنيا غيرهم, ... وحازوا رضاء سادتهم, وأصبحوا بموجب ذلك جديرين بالترشيح لدخول: " محفل حكماء صهيون " ...... ليجد الداخل منهم في انتظاره الآباء الكبار سدنة هذا المحفل للترحيب الحار به وإطلاعه على المخبّأ من الخطط والتوجهات الخطيرة, ..... ومن ثم تدريبه وإعداده بما يعينه على إجادة التعامل معها بالفعالية التي تمكنه من الاضطلاع بالدور المناط به لخدمة: " صهيون " ..........معلوم أن هولاء لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة بالنسبة للإعداد الكبيرة التي تم استقطابها ودخولها في الدائرة الأدنى ( الماسونية الرمزية ), ... وهذه الفئة الأخيرة هى التي ينبقى مراعاة الحذر الشديد عند التعرض لها وخاصة أنهم كلّهم مضوا عن هذه الدنيا الفانية,..... فما علينا إلا أن نسأل الله الرحمة لنا ولهم,.........أما التوجه الحقيقي ومجالات البحث والتدقيق ينبقى بل يجب أن توجه بكلياتها نحو الفئة القليلة التي باعت نفسها تماما للشيطان وضلّت وأضلت ضلالا كبيرا وعظيما, .... إذ اضطلعوا بتنفيذ ما وكلوا له بجدارة فائقة وهمة عالية, وقد بذروا بذور الشر ونشروا وزرعوا الفساد في الأرض حتى نما وترعرع في خلايا سرطانية شديدة الفتك والدمار وتحولت الى شيء مرعب مخيف,...... كلما بتر منه في مكان نبت وتجدد نموه وتكاثر في مكان آخر كلّ ذلك بهدف تمكين " الأفعى " من أداء دورها المنوط بها فى : اختراق جسم الدولة المعنية, وزلزلت أسس بنيانها, وعمل تحليل كامل للنسيج الاجتماعي لشعبها, ........ فهل يوجد بعد ذلك كلّه مكان وزمان آخر أكثر إلزاما وإلحاحا لمواجهة هذا الخراب والدمار الكامل الشامل, أي وجوب: " الجهاد الشرعى " ...غير هذا ؟؟؟؟؟؟؟ ...... ......... فإذا لم يحن هنا زمان ومكان الوجوب الشرعي: " لهذة المعركة الحقيقية " ......فمتى يحن إذن. ؟؟؟؟؟ .... ..... فلماذا هذا التقاعس وهذا التخاذل, .... أليس هذا هو الفرار بعينه من يوم: " الزحف " كما أخبرنا بذلك الحبيب صلى الله عليه وسلم. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ : ...... هذا الكلام يوجه في المقام الأول الى : علماءنا أصحاب الفضيلة والدعاة في بلادنا الإسلامية عربية وغير عربية,....... ( لا بدّ أن كثيرا منهم يرى بأمّ عينيه بلده المستهدف يسارع به الى الهاوية والسقوط الأبدي, وهو يعلم ذلك ويدركه تماما,... ثم بعد ذلك كلّه يتقاعس ويتخاذل, أو يهرب منه فرارا, ... الى أين ؟؟؟؟ .... الى بلد آخر طلبا للنجاة, .... والسوآل الملح والذي يفرض نفسه هو: كيف يا هذا تواجه ربّك, وماذا أنت قائل له, وما هو العذر الذى يجعلك: " تفرّ يوم الزّحف " . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4- كمثال للفئة الأولى نورد هنا رأى للشيخ المرحوم / محمد الغزالي رحمه الله فلنستمع إليه يقول عن الإمام الأفغاني: " ........ قالوا عنه: " ماسونى " ولا أنفى هذا, ..... وإنما أسأل: في أي كتاب اسلامى شرحت آثام الماسونية وحذر المسلمون منها قبل عصر الأفغاني ؟ ..... انه خدع بكلمات: " الحرية- الإخاء – المساواة " كما خدعت امتنا اليوم في المؤسسات العالمية الكثيرة, ..... والمهم أنّه منذ أن ظهر الى أن مات عليلا أو قتيلا لم يؤثر عنه إلا العمل على استنهاض المسلمين واحياء جامعتهم وحضارتهم ورسالتهم وذاك حسبه من الشرف..... " ...... ( مقتطف من مقال طويل مشيدا ومدافعا فيه عن الإمام الأفغاني. )
5- وأخيرا وليس آخرا فان هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات السرية المشابهة لها أصبحت معروفة تماما,.... كما تيسرت عمليات البحث والتقصي للوقوف والتعرف على حقيقتها في عصرنا هذا بصوره لم تكن معروفة في الماضي, ..... إذن, ... فلا عذر بعد ذلك وخاصة بعد الفتاوى الشرعية الصادرة في هذا الخصوص من علماء ومجمعات فقهية.
استدراك : ( التوضيح بعده أضيف بعد النشر ) :

(بعد نشر هذه الرسالة أبدى بعض القراء تحفظه عن بعض الأسماء الوارد ذكرها فى البحث باعتبارها من الزعامات المناهضة لمخططى : " المشروع الصهيونى " ..... فقالوا كيف يحدث ذلك من أناس عرف عنهم : " أنّهم ماسون " ......... لم استغرب لمثل هذه الآراء لأنّ فى الأمر ابهام وألتباس شديد الوطأة واقع على كثير من المتابعين لهذا الشأن ,......وقد صادفت الكثير الكثير منهم , من معارفى وبعضهم عن طريق المراسلة , وأقول فى ذلك :
" من الحقايق الثابتة والمعروفة أن تنظيم الماسونية والذى يطلق عليه : " البناؤون الأحرار " ... تنظيم عالمى قديم يطعن فى القدم يضم فى احشاءه صفوة مختارة من المفكرين وعظما الرجال من بلاد مختلفة على ظهر هذه البسيطة يجتمعون لأغراض سامية وأهداف نبيلة يتبادلون فيها أعلى مستويات العلوم والمعارف المتنوعة بهدف : " البناء "" وتكوين الشخصية العالمية , لينعكس ذلك كل فى بلده ووطنه كرجال أفذاذ وزعات عظيمة يشار اليها بالبنان ,
هذا ما كان من أمر الماسونية فى سابقها , ...... ولكنّها : " اخترقت " ..... كالعادة من هولاء الأبالسة : " آل صهيون " وحولوها بوضعها الجديد لخدمة أغراضهم ومصالحهم وجعلوها مطية لتحقيق أهدافهم ومراميهم بعيدة المدى . " ....... انتهى

* وقبل أن نواصل هناك سؤال ملح لابد من عرضه وهو:
كيف عرف الناس هذه الخطط والتوجهات الخطيرة ؟ : كما هو معلوم أن حكماء صهيون ظلّوا على مدار القرون يضربون أسوارا من السرية والتعتيم عن كل ما يليهم, ووقعوا فيه واغترفوه من تحريف وتبديل في منهج الله المضمّن في كتابه: ( التوراة )..... وتطويع النصوص لخد مة مخططاتهم وتوجهاتهم الشاذة والغريبة والممعنة في قبحها وسوءها, ... إلا أن إرادة المولى سبحانه وتعالى أبت إلا أن تفضحهم على مدى الدهور والعصور, .......... وعلى يد من. ؟؟؟؟ ..... على يد أناس من بنى جلدتهم – (في أغلب الأحيان ) – إنها الفئة المهتدية التي قيّضها الله للقيام بهذا الدور العظيم. ... فلنقف على نذر منهم في هذه العجالة:
1- الحاخام: نيكولاس دونين Nicholas Donin ( يهودي فرنسي ) اعتنق المسيحية في القرن الثالث عشر1240 وقام بفضح تعاليم التلمود السرية وبعد التحقق واعتراف أربعة من كبار حاخاماتهم أصدرالملك لويس التاسع مرسوما في 17/6/1244 يقضى بحرق التلمود.
2- وبالمثل الحاخام: بابلو كرستيانى Pablo Cristiani يهودي روعته تعاليم التلمود الوحشية فانتقل الى النصرانية أيضا وأسهم بدور كبير في كشف حقائق اليهود وعدائهم للنصرانية ( وبقية الأمم ) وأشترك في مناظرة برشلونة الشهيرة – أصدر البابا كلمنت مرسوما: حرّم فيه القراءة والحيازة وصادر نسخه, ... وتبع ذلك إعادة تنفيذ قانون لويس الحادي عشر الصادر في ( 531 هجرية – 1136 م ) والقاضي بإلزام اليهود بوضع شارة على أكتافهم لتمييزهم عن غيرهم.
3- ومن هذه الفئة نذكر أيضا: جوها ن فيفر كورن Johan Phefferkorn ( القرن السادس عشر ) الذى سار على النهج في عملية الفضح والتعرية.
4- أما عن الذين تحوّلوا للإسلام فحدث ولا حرج, فقد كان لهم دورا بارزا في إظهار تناقض اليهود وتهافتهم وتحريفهم للوحي الالهى المنزل على سيدنا موسى عليه السلام. نذكر منهم على سبيل المثال:
5- الحبر / شموائيل بن يهوذا بن أبوان, .... أسلم وأشتهر باسم: " السمو أل بن يحيى المغربي, ... صنّف كتابه المشهور: " إفحام اليهود . " أظهر فيه معائب اليهود وكذّب دعا ويهم في التوراة, وأشار لمواضع الدليل على تبديلها, ... وأحكم كل ذلك في كتابه هذا, ..... توفى عام 646 هجرية, ...... ومنهم أيضا:
6- هبة الله على الحسين بن ملكا صاحب كتاب: " المعتبر في الحكمة " .
7- سعيد بن الحسن الاسكندرانى صنف كتابه: " مسالك النظر في نبوة سيد البشر. "
8- الحاخام / موسى أبو العافية ترجم مقاطع من فضائح التلمود وصادق على صحتها مضطرا ( يعقوب الفنتابى ) الحاخام الأكبر للشام آنذاك (1256هجرية ) , ............ وفيما يلى نتابع هنا وفى نقاط مختصرة لمحة من حياتهم: ( الأمّة الغضبية ).. ونكو لهم عن حمل الأمانة ونبدأ من فترة نبيهم موسى عليه السلام:
* فترة سيدنا موسى عليه السلام: .......... نعلم أن الله سبحانه وتعالى قد سلطّ على اليهود في فترات متلاحقة على مدار تأريخهم الطويل من يسومونهم سوء العذاب وذلك عقابا لهم على صلفهم وجحود هم للحق ونقضهم العهود وسوء تعاملهم لمن يستقبلوهم بترحاب عندما يضطرون للّجوا أليهم من الشعوب وإنكار الجميل, ... فكانت فترة فرعون تحكى عن واحدة من أشد هذه الفتن التي عانوها. ..... فلننظر ما ذا فعلوا بعد أن أنجاهم الله منها: (1) تحدثنا السيرة أن نبيهم موسى عليه السلام سار بهم مطمئنا هادئا في رعاية الله نحو خلاصهم, .... وعندما أصبحوا على مسافة قصيرة من البحر رأى قومه فرعون وجنوده أوشك أن يصل أليهم ففزعوا فزعا شديدا فقالوا لنبيهم: (( إننا لمدركون )) ردّ عليهم: (( كلاّ إن معي ربى سيهدين. )).... وهنا جاءت المعجزة الكبرى ورأوها بأم أعينهم, .... رأوا البحر ينفلق ويعبروا مع نبيهم الى الضفة الأخرى بسلام, ثم اذا فرعون وجيشه يغرق من ورائهم, ...... وبعد هذا كلّه وبمجرّد خروجهم من البحر وأرجلهم مازالت مبتلة من ماءه, رأوا أناسا يعبدون عجلا فقالوا لنبيهم: أجعل لنا الاها كما لهم آلة. ... ....يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله يحكى عن هذه القصة: (( قالوا يا موسى أجعل لنا الاها كما لهم آله, قال: إنكم قوم تجهلون. )).... (2) ومع ذلك لم يعتبروا بل انتهزوا أول فرصة لغيابه عنهم, فعبدوا عجلا صنعه لهم السامرى من الذهب الذى جلبوه معهم من مصر. (3) وحينما أمرهم نبيهم موسى بدخول بيت المقدس محاربين, جبنوا جبنا كاملا وقالوا له إن فيها قوما جبارين فلن ندخلها أبدا ما داموا فيها فأذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون. !!!!!!!!!, .... وتقودنا القصة الى مرحلة: " التيه ": إذ قضى الله أن يتيهوا في الأرض أربعين عاما عقابا لهم, ثم تأتى بعد ذلك مرحلة نبيّهم " يوشع " .
* مرحلة سيدنايوشع : (4)بعد موت سيدنا موسى وانتهاء فترة : " التيه " تمكن نبي الله يوشع من دخول فلسطين وصحب هذا الدخول معجزة باهرة تحققت على يديه اذ قبل دخولهم أوشكت الشمس أن تغرب ويحل عليهم ( السبت ) وهنا دعا ربّه فوقفت الشمس ثم غربت بمجرد دخولهم بيت المقدس ,.......... ولكن اليهود هم اليهود فكما عصوا نبيهم موسى عليه السلام فقد عادوا وخالفوا يوشع عندما أمرهم بالسجود عند دخولهم القدس قائلا لهم: " أسجدوا وقولوا حطّة. "..... أي اسجدوا شكرا لله وتوبوا إليه , ..... وإذا مجموعة منهم يرفضون تنفيذ هذا الأمر الاهى, ولم يكتفوا بذلك بل ظلّوا يستهزؤون بنبيهم هذا ويرددون بأعلى أصواتهم كلمة: " حنطة, حنطة "بدلا عن كلمة: " حطّة " التي تعنى التوبة, ............ فأي سفاهة وأي استهتار, !!!!!! يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ((وإذ قلنا أدخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجّدا وقولوا " حطّة " نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين, فبدّل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم, فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون. )) (5) بعد عقابهم وإنزال الرجز عليهم: ( تقول بعض السيران الله أنزل عليهم طاعون شديد قتل عشرين ألفا في يوم واحد, ) .......... ومع كل ذلك كلّه لم يراجعوا أنفسهم ولم يعتبروا بل تمادوا تما ما في ماهم عليه من صلف وتكبر وتجبر ونكو ل عن الحق وإصرارهم الشديد على عبادة الأصنام فاختاروا صنما آخر وسمّوه: " بعلا. "... وبدأوا يعبدونه, فجاءهم نبيا جديدا هو سيدنا اليأس فكذّبوه أيضا, .......... هذا كلّه يحدث منهم بعد كلّ هذه المعجزات الباهرة التي مررنا عليها.
* قتلهم أنبياءهم : تحدثنا السيرة العطرة أنّهم قتلوا من أنبياءهم الكثير فالنأتى على ذكر ثلاث منهم هم: (1) سيدنا زكريا. (2) وسيدنا يحيى,.... (3) ثمّ دبّروا مكيدة لقتل سيدنا المسيح عيسى بن مر يم عليه السلام الاّ أن الله سبحانه وتعالى أنجاه بمعجزة منه ورفعه إليه.
* مراحل الزلّ والهوان: نعلم إن هذه الأمة الغضبية قامت بأكبر معصية في العالم إنها لم تكتفي بتحريف الكتب السماوية أي الوحي: المنزل من الله سبحانه وتعالى ولم تكتفي بقتل أنبياءها بل قاموا بأفظع من ذلك: " مارسوا دور الله " والعياذة بالله, ...... في التشريع, ... جاء في الوحي النزل على سيدنا موسى الأوامر الآتية: ( لا تقتل, لا تزن, لا تسرق, لا تشهد على صاحبك شهادة زور, لا تمد عينك الى بيت صاحبك, ولا تشته امرأة صاحبك, ولا عبده ولا أمته ولا حماره ولا شيء من الذى لصاحبك. ) كل هذه الأوامر حرّفوها في صياغات جديد وتفسيرات مغلوطة, جوّزوا لأنفسهم ارتكاب كلّ هذه الموبقات مع غير اليهودي, بل ويؤجرون على ذلك, كل ذلك حسب تعاليم تلمود هم الذى وضعوه موضع التقديس, ولم يكتفوا بهذا العبث, بل انتهوا الى أن " الرب " : (يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلّها في السماء ) !!!!!!!!!!!! ... سبق وضربنا أمثلة من هذه التعاليم عند الكلام عن كتابيهما: " التوراة والتلمود ".... ومن ثم لا غرابة في أن يسلط الله عليهم من يسومونهم سوء العذاب طوال مراحل حياتهم, وقد مررنا على نذر من ذلك: " فترة فرعون الذى حولهم الى عبيد يعملون خدما في الأرض ولم يكتفي بذلك بل كان يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم, و كذلك فترة التيه, ....... ثم بعد ذلك نتابع هنا فترة: " العماليق " تخبرنا السيرة أنهم دخلوا عليهم يقتلون فيهم قتلا شديدا ويبيدونهم ابادة شديدة, وأخذوا منهم أغلى ما يملكون ألا وهو: " التابوت "... ( الصندوق الذى يحوى على عصا سيدنا موسى وملابسه والألواح التي كتبها الله تبارك وتعالى له. )........... فبفقدهم هذا الصندوق المقدس أصبحوا في منتهى الزّلة والهوان


* وقفة: كل هذا الذى حدث وما لاقوه من اضطهاد وقهر وطرد وتشريد, من كثير من الدول على مدار تاريخهم الطويل من جرّاى سلوكهم هذا, .......... كل ذلك لم يثنيهم ولم يفت من عضدهم, بل كلّ ما خرجوا من محنه, تمادوا في غيّهم أكثر قوة وإصرارا مما كانوا عليه قبلها, ......... فكيف لا يحدث ذلك أو ما الغريب فيه ؟؟؟؟؟؟؟؟.......... أنهم أمّة وقع عليها اللعن من الله وغضبه, .... ومن أنبياءهم, .... إنهم: " الأمة الغضيبية " .... فهم مسلطين لذلك كما إبليس, ..... والى هنا فلنلقى نظرة سريعة على صفاتهم كما جاءت في القرآن الكريم:
* صفات اليهود في القرآن :
* نقض العهود : (( أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون . )) ..... (( فبما نقضهم ميثاقهم, لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية. ))
* الخيانة: (( ولا تزال تطلع على خائنة منهم. )).... بمعنى دائما.
* تحريف الكتب السماوية : (( يسمعون كلام الله ثم يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ، ))
* قتل الأنبياء: (( ولقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا, كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم, فريقا كذّبوا وفريقا يقتلون. ))
* قتلهم كل مصلح: (( يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. ))
* سوء أدبهم مع الله: (( قالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا. ))
* الجبن الشديد : (( لا يقاتلوكم جميعا الاّ في قرى محصّنة, أو من وراء جدر . )) .......... (( ..... وتجدهم أحرص الناس على حياة. ))
* قلوبهم شديدة القسوة : ((..... ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة. )) .......... (( قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم. ))
* شدّت كراهيتهم للمسلمين: (( لتجدّن أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا , ولتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا, الذين قالوا انّا نصارى , ذالك بأنّ منهم قسيسين ورهبانا وأنّهم لا يستكبرون . ))
* حرصهم على إيقاد الحروب والفساد في الأرض : (( ..... كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا. ))
هناك مسألة أخذت كثرا من الجدل وتحتاج الى وقفة ألا وهى ما يسمى ب. : " نظرية المؤامرة "
* نظرية الموآمرة: كثر الحديث عن: " نظرية الموآمرة " ....... ويتجه النظر إليها في عمومة الى طرفين نقيضين, الطرف الأول يبالغ مبالغة لا حدود لها في تصوير هذه " الموآمرة " ويعيذ إليها كلّ ما يصيب الأمة من فتن ومؤامرات وحروب داخلية وخارجية وهو في تصوره هذا يتّخذ منها اتّكاءة يزيح عن كاهله أي مسئولية تقع عليه أو تناله منها, ..... هذا باختصار شديد ما عليه الطرف الأول, ... أما الطرف الثاني فانّه على النقيض من ذلك تماما, ... انّه يرفضها جملة وتفصيلا, ......... يجدر بنا أن نضرب مثلا: علمنا من الوحي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن " إبليس " من الجن, وأن الجنّ والأنس حباهما الله سبحانه وتعالى بنعمة العقل الذى هو مناط التكليف: " أفعل ولا تفعل " ........ وعلمنا أيضا أن الجن وجدوا على ظهر هذه الأرض قبل خلق أبو البشر " أدم " ........ ونعلم أيضا أن إبليس كان من الموحدّين الذين يؤمنون بالله وحده لا شريك له, إيمانا لا يخالطه شكّ ولا شبهة, ولكن عندما صدر الأمر من الله سبحانه وتعالى بالسجود إكراما وتعظيما لمن خلقه بيده وأتاه من علمه, امتثل الملائكة كلّهم أجمعون الاّ إبليس " أبى " , .... فكان أول من " تكبّر " ولم يعظّم من عظّمه الله, وقال: " أنا خير منه " ... وأنف عن تكرمته عليه, واستنكف من السجود له, ... فبذلك استحقّ " أللعنة " .... أي الطرد من رحمة الله, ... فزاده ذلك حقدا على حقد, وقال مخاطبا ربّ العزّة كما جاء في محكم تنزيله: (( لأقعدّن لهم صراطك المستقيم. ))............ ومن هنا نعلم أن هناك عدو خفي لا نراه, مسلط علينا, وله أسلحته ووسائله الخاصة في الغواية والمكر والاستدراج, وأن كل ذلك بهدف إبعادنا عن: " الصراط المستقيم "....... فماذا يعنى ذلك ؟؟ يعنى أن أمامنا نحن كموحدّين لله, " مؤامرة كبرى " .... يمكن أن يطلق عليها: " نظرية المؤامرة " ... ومن هنا يأتي المثال: أحد الناس ينحرف وتقع عليه الغواية ويرتكب الموبقات, ....... وعندّما يسألوه يرد: " كلّ ذلك من إبليس, سلّط علىّ جنوده وأبقاني في هذه الحالة, ولولا ذلك لكنت مستقيما, " .... يرد عليه آخر: " إبليس إيه وشيطان إيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .... أين هو إبليس وأين هذا الشيطان الذى تتكلّمون عنه ؟؟؟ ....... لا شيء من ذلك !!!!!! .... أنت وحدك المسئول. " .... إذن هذه هى القضية: هذا (الطرف ) الأول الذى وقع تحت غواية إبليس واستكان له وتبع هواء نفسه الأمارة بالسوء ولم يزجرها,... وهو يعلم تماما قول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله مخاطبا إبليس: (( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. ))...... إذن نحن أمام شخص انحرف عن الصراط المستقيم, وبذلك فتح الباب على مصراعيه لعدوّه وأعطاه الفرصة الكاملة للإيقاع به, .......... أما ( الطرف ) الثاني بالرغم أنّه يعد نفسه من زمرة الموحدّين الاّ انه يجهل أو قد لا يعلم أنّ إنكاره لما علم من الدين بالضرورة, قد يقوده الى حالة أعظم خطورة وأشدّ هلاكا من الأول, .... إذ أن الأول يعلم أنّه مخطىء وهذا قد يجعله يفكّر فى التوبة والرجوع الى لله, .... أما هذا الآخر الذى يعد نفسه عالما وصاحب فكر ومعرفة, فسوف تقف هذه حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع والتوبة, ... لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ............ ويتضح من ذلك أن كلا الطرفين قد بعدا تماما عن الصواب, .... بل أن تصورهما هذا يصبّ تماما في خدمة المخطط,..... علما بذلك أم لم يعلما,...... وهذا يقودنا الى لبّ الموضوع, ..... لو تصفحنا لمجمل ما سطّر أعلاه عن " الأمّة الغضبية ".... يقودنا ذلك الى حقائق نسوقها للطرفين ونبدأ بالطرف الأول:
* الى الطرف الأول : إن المسلم الحقيقي لا يحتاج الى بحث جديد ليعرف ما حقيقة الأمة الغضبية, لأنّ كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وأيمّتنا الكرام لم يتركو لنا شاردة ولا واردة عن هذه الأمّة الغضبية إلا أتو عليها, وأن كل ما تكشف وظهر للناس من مخططاتهم ومؤامراتهم لاحقا, ما هو الاّ مصداقا لما قرأناه وعلمناه نحن المسلمون.
* اخبرنا أيضا أنهم لن يقدروا علينا الاّ اذا انحرفنا عن. " الصراط المستقيم. "
* هذه الحقيقة الناصعة التي اخبرنا بها من ربّ العزة, وجاءت الأحداث مطابقة ومصادقة لها, كان الأجدر بهذا كلّه أن يجعلنا دون غيرنا أكثر تحصّنا وأشدّ منعة تجعلنا نحتاط ونتّقى شرّ هذا " الإخطبوط" , ............ بل كان الواجب علينا أن ننذر ونحذر الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة, وأن نوقفهم على الحقيقة كاملة مجردة, بدلا عن هذه الغفلة الكبيرة والشنيعة التي لا مبرر لها البتة ولا عذر لنا منها أمام الله سبحانه وتعالى, ....... هذه الغفلة التي لم تصرفنا عن واجبنا المقدّس في التنبيه والتحذير لدرء هذا الخطر العظيم فحسب, .... بل جعلتنا نفتح الباب على مصراعيه وأوجدنا له : " القابلية " لاستدعائه ليحقق فينا ما هو معلوم ومرسوم سلفا , ........ فهل بعد ذلك نلوم غيرنا ؟؟؟؟؟؟؟؟ .
* المصيبة الكبرى والبلية الأعظم أننا نسمع باستمرار من كبارنا قبل صغارنا, ومن الراعي قبل الرعية أنّ ما حلّ بنا ونعيشه الآن من مصائب ومحن, وفتن وكوارث: - ( حرب الجنوب – محرقة دار فور وغيرها وغيرها كثير, ...... الخ. ) – كلّه نتيجة: " الاستهداف, " .... وأن العدو هو وراء ذلك كلّه !!!!!! ( الاستهداف - العدو ).... أي: " نظرية الموآمرة " !!!! ..... نعم, ..... ماذا أتيت من عندّك, أليس هذا أمر معلوم بالضرورة ؟؟؟؟؟؟؟
* عمليات التهويل والتخويف المتعمدّة هذه أحيانا أو عن طريق الجهل أحيانا أخرى عن مدى قدرة وفعالية: اليهود, .... وأنّهم وراء كلّ شرور ومفاسد الأرض: ( هم القائمون والمحركون لكلّ الحركات السياسية والفكرية والاقتصادية وكافة الدعوات والمذاهب الحديثة, ..............الخ. ) .... لا ينبقى أن تصرف الناس عن إدراك الحقيقة, فهم لا يمكن بأي حال أن يقوموا بكل هذا, بل أن دورهم كما وصفهم الأستاذ الكبير/ محمد خليفة التونسي – ( أوّل مترجم للبروتوكولات ) – موضحا ذلك: " إن بعضها من عملهم وعمل صنائعهم وبعضها من عمل غيرهم, ولكنّهم هم كالملاّح الماهر ينتفع لتسيير سفينته بكلّ تيار وكلّ ريح مهما يكن اتجاهه, ويسخره لمصلحته سواء كان موافقا أو معاكسا له. "
* الى الطرف الثانى : وأخيرا وليس آخرا , نوجه هذا الجزء الأخير للطرف الثاني الذى يرفض فكرة موأمرة : " الأمّة الغضبية " جملة وتفصيلا , بصفة خاصة وللجميع بصفة عامة , .. وهنا يجدر بنا أن نذهب سويّا الى أحد أفضل وأوثق وأكمل من يحدّثنا في هذا الموضوع الشائك والجدير بالمتابعة والوقوف على الحقيقة كاملة مجردة,..... ألا وهو المفكّر الكبير والفيلسوف الفرنسي: " روجيه غارودى. "..........في كتابه القيم الذى أثار مع كتب أخرى فى ذات الموضوع زوبعة ما بعدها زوبعة, أدّت الى محاكمة وتعريض للقتل , .... بجانب ذلك امتناع كلّ دور النشر التي كانت تتسابق في الماضي لتحظى بنشر كتبه, ...حتى اضطّر الى القيام بنشرها على نفقته الخاصة, والكتاب هو: " الصهيونية/اليهودية " .... أشتمل هذا الكتاب على مقدّمة و(11 ) أجزاء استغرقت (115 ) صفحة, وفيما يلي نقتطف منه بعض الفقرات:
* المقدّمة: يفتتح الكاتب المقدمة قائلا: " إننا نعالج هنا موضوعا " محرّما "... أي " الصهيونية " و " إسرائيل " .... ففي فرنسا يمكن انتقاد الكنيسة الكاثوليكية أو الماركسية, كما يمكن مهاجمة الاتّحاد السوفيتي والولايات المتحدة, .......... الخ .. ويمكن التبشير بالفوضوية وإعادة الملكية دون التعرّض لمخاطر, ......... أما نقد الصهيونية فانّه يفضى بصاحبه الى عالم آخر, ... ينقله الى عالم التحقيق والقضاء وقانون: " معاداة السامية " ...... ويجرى عليك تهديدا بالموت, ... وقد مورس ذلك ضدّى من ملاحقات قضائية وتهديدات بالقتل.
(1) الصهيونية الدينية : تحت هذا العنوان بدأ الكاتب كلامه في هذا الجزء عن عزلة اليهود وفى هذا المعنى ينقل لنا رأى ( برنار لازار ) : "لقد انعزل اليهود وراء اسوار كانورثة اسدراس، ومشوهو الموسوية الاولى وأعداء الرسل" وهذا، خلافاً للموسوية الحقيقية، - ( الوحي الالهى ) - التي اصطفاها وأكبرها ارميا، واشعيا." ويضيف برنار لازار قوله بان خطورة هذه العزلة قد تفاقمت بسبب طبع فريد يتسم به اليهودي، ويدفعه الى التباهي بامتياز توراته، وبالتالي، الى اعتبار نفسه فوق البشر ومغايراً لباقي الشعوب وقد عمل على ترسيخ هذا المسلك، حدة القومية المنتشرة في اوروبا خلال القرن التاسع عشر، "اذ رأى اليهود فيانفسهم الشعب المختار المتفوق على الأمم كافة. وهذه صفة العصاباتوالطوائف المتطرفة في تعصبها القومي، في وقتنا الحاضرز هذا الانغلاق علىالذات لم يكن جديداً. فقد حارب الحاخامات، "بتلموديتهم المتصلبة" جميع محاولات الانفتاح عبر العصور المتعاقبة وعمل التلموديون على ان يحصر اليهود دراساتهم في شريعتهم دون غيرها. وفي نهاية القرن، وبإيعاز من الحاخاماليهوديالألماني عشير بن يحيال، اتخذ مجمع سينودس وهو المكون من ثلاثين حاخاما، وقد انعقد في برشلونة برئاسة بن عزرا قراراً بتحريم كل يهودي دون الخامسة والعشرين من العمر، أن يقرأ كتباً أخرىغير كتباليهود التوراة والتلمود". ويلخص برنار لازار، ما أدى إليه هذا التيار، فيقول: "لقد بلغوا هدفهم وعزلوا اليهود عن مجموع الشعوب".

ويظهر برنار لازار صورة اخرى مزرية هي نتيجة للتقاليد الموروثة، فيقول: "من الحماقة جعل إسرائيل مركزاً للعالم وخميرة للشعوب، ومحركا للأمم. ومع ذلك، فالى هذا يسعى اصدقاء اليهود واعداؤهم، اذ هم يسرفون ويغالون في تقدير اهمية إسرائيل، سواء كانوا من امثال (بوسويه) او (درومون). وفي "عرض تاريخ الكون" يشير بوسييه الى يهودا بأنها مركز العالم. لذا، فان لجميع احداث التاريخ ولقيام الممالك وسقوطها سبباً وحيداً محصوراً في ارادة رب اليهودلنصرة إسرائيلو اليهود المكلفين بقيادة البشرية الى مبتغاهم الاوحد: هو انتصار اليهودعلى غير اليهود لاخضاع جميع شعوب العالم للهيمنة الصهيونية! ".... يواصل الكاتب معلّقا :
ويكفي هذا أساسا لصحة "بروتوكولات حكماء صهيون" التي تنسب الى المؤتمر الصهيوني العالمي في بال، عام 1897، بغية تعزيزاللاعتقاد بوجود "تآمر" يهودي يرمي الى اقامة سلطة يهودية عالمية، تمثل انتصار الشر في دنيانا. 2 إسرائيل التوراتية وإسرائيل الحالية: يقول الكاتب: " وفقا للمشروع الصهيونى لقيام هذه الدولة يستندون على نصوص توراتية لتبرير أمرين هما : (1) التوسّع المستمر فى الحدود . (2) الطرق التى تتبعها الدولة فى التقتيل والإرهاب , .. تقول التوراة اليهودية: "ان مدن هذه الشعوب، االمعطاةإليك من ربك التي لن تدع مخلوقا حياً (من غير اليهود) يعيش فيها. بل ستجعلها محظورة على الحيثيين، والعموريين، والكنعانيين، والفريزيين،الذين ستبيدهم جميعا كما أمرك الرب مولاك"........... يواصل الكاتب: " في أجابته للزعيم الهندي " غاندي " عن تساؤله عن عدم تعاطف اليهود وترابطهم من أجل مقاومة الاضطهاد مع الشعوب التي يعيشون معها , .... أجاب الصهيوني: ( مارتن بوبر فى ردّه : " بان العقيدة اليهودية لا تستطيع العيش الا في نطاق تجمع طائفي تطبق فيه احكامها الخاصة، فوق ارضها الخاصة: "الاساسي، بنظرنا، ليس وعدا بأرض، بل مطلباً يرتبط تحقيقه بالارض وبوجود مجتمع يهودي في هذه البلاد . " ...... ويواصل الكاتب: " ومعذلكظهر منهم من يعترض على هذه الأكاذيب والحروب التوراتية وأورد مثال لذلك الصرخة التى أطلقها الاستاذ بجامعة تلّ آبيب : " بنيامين كوهين " عندما أرتكبت المذابح فى لبنان عام 1982 يقول فى خطابه ل. (فيدال ناكيه ) :"اكتب اليك وانا استمع الى مذياعي الصغير يعلن باننا على وشك تحقيق هدفنا في لبنان.. الا وهو: توفير السلام لسكان الجليلاليهود. ان هذه الاكاذيب الجديرة بغوبلز تكاد تذهب بعقلي… اذ من الواضح ان هذه الحرب الوحشية، والاشد وحشية من كل سابقاتها، لا علاقة لها البتة بمحاولة القتل في لندن، ولا بأمن الجليل. ترى، كيف يستطيع اليهود ان يصلوا الى هذه الدرجة من الوحشية؟؟ الا يعني هذا ان اعظم انجازات الصهيونية انما هو بلوغ غرضهم المزدوج: "التصفية النهائية للفلسطينيين كشعب. وللإسرائيليين ككائنات بشرية"
". أسطورة الحقوق التاريخية: يقول الكاتب: " هذا المفهوم للحقوق التاريخية يرتبط دائما عبر الدعاية الصهيونية لمفهوم: " الوعد " بالأرض الذى يعطى لهم حقّا إلهيا صريحا في امتلاك: فلسطين " والسيطرة عليها. " ...... وبعد بحث ومتابعة هذا الموضوع بصورة مكتملة, .... أورد تصريح غولدا مائير لجريدة: " صاندى تأمس " 15/6/1969 قائلة: " "لا وجود للفلسطينيين. وواقع الأمر لا يبدو بأنه كان ثمة شعب فلسطيني في فلسطين، يعتبر نفسه شعباً فلسطينياً.. وكما لو إننا جئنا لطرده والاستيلاء على بلاده.. الواقع انه لم يكن موجوداً أصلا!!."
4 خرافة العنصرية العرقية: يقول الكاتب: " ...... والوهم التأريخى الآخر الذى تقوم عليه الصهيونية يتمثل في الاعتقاد بصلة العرق وهى دافع الحنين للعودة لأرض: " كنعان " الموعودة والتبرير التوراتى للمذابح ومشروعية الاعتداءات وضم الأراضي من جانب الدولة الصهيونية القائمة, ............ فها هو الحاخام: " اليعازر ولدمان " يكتب في جريدة ( ناكودة ) مقالة بعنوان: " قوّة إنجاز العمل " يعزز فيها سياسة أربيل شارون وبيغنبضمانة "لاهوتية" ضرورية للمشروعات الملحة الجامحة، وبدعم من الروايات التوراتية، يبين أن إسرائيل قد دللت باحتلالها للبنان على تمكنها من إقامة "نظام جديد" في الشرق الأوسط وما يليه، مما يعتبر "بداية الخلاص" بالنسبة للعالم اجمع ز " .... يواصل: " ... هي.لا يكتفي بتمجيد الاعتماد على "العرق" بل يقول بان " الحاجز الفاصل بين الشعب المختار وبين بقية الأمم قام لأجل استمرار مهمته كالهي.هي. " .يواصل:. ثم يرجع بنا الكاتب الى قرار تقسيم فلسطين الذى اتّخذته الأمم المتّحدة في 29/11/ 1947 وتابع متابعة دقيقة كافة المناورات الدنيئة والضغوط الحادة التي مورست على بعض الدول لتمرير القرار الذى أعيد التصويت فيه مرّتين كي ينال النسبة القانونية المطلوبة, ........ يواصل : " ... ومع ذلك لم تكتفي دولة صهيون بمساحة الأرض المحددة لها , بل عمدة الى ممارسة إرهاب منظّم , وابلغ مثل على ذلك ما حل بدير ياسين، ففي التاسع من نيسان (ابريل) 1948 وبأسلوب شبيه بما فعل النازيون في بلدة (اورادور)، أقدمت عصابة الارغون، بقيادة مناحيم بيغن ، على قتل سكان تلك القرية وعددهم 254 نسمة. وكان بيغن قد ذكر في كتابه (العصيان، حكاية الارغون) صفحة 162 من الطبعة الإنجليزية - انه لولا "الانتصار" في دير ياسين لما كانت دولة إسرائيل بينما كانت الهاغاناه تحقق انتصارات في جبهات اخرى، كان العرب يفرون هلعين وهم يصيحون، دير ياسين. وفي 15 أيار (مايو) 1948 فقط ابلغ الأمين العام
وعينت الأمم المتحدة وسيطاً هو الكونت فولك برنادوت، الذي ذكر في تقريره ما يلي: -" إن ما يصدم ابسط المبادىء الأخلاقية هو أن يمنع هؤلاء الضحايا الأبرياء للأزمة من العودة الى موطنهم، بينما يتدفق المهاجرون اليهود الى فلسطين مهددين بالحلول محل اللاجئين العرب المقتلعين من جذورهم الممتدة الى عدة أجيال في هذه الأرض". ثم وصف "ما يمارسه الصهاينة من سلب على اوسع نطاق، ومن تخريب بانه تم للقرى دون دواع عسكرية ظاهرة". وقدم هذا التقرير الى (هيئة الأمم المتحدة، الوثيقة 1/648 - ص14) واودع في 16/9/1948. وفي 17/9/1948 , ............ تم اغتيال الكونت برنادوت ومساعده الفرنسي العقيد سيرو في الجزء الذي احتله الصهاينة من القدس. اما السخط الذي اثاره هذا الحادث في العالم اجمع، اوقفت الحكومة الاسرائيلية رئيس عصابة (شترن) ناتان فريدمان يلين، الذي حكم عليه بالسجن خمس سنوات، ثم عفي عنه، وانتخب نائباً في الكنيست سنة 1950 الا ان باروخ نادل، احد قادة عصابة شترن في سنة 1948 اسند لنفسه في تموز (يوليو) 1971 شرف اصدار الامر بالاغتيال.
5 الخرافة التوراتية : فى هذا الجزء تعرض الكاتب للرأي المعارض من قبل بعضمفكري اليهودذكر منهم العالم : " البرت اينئشتائن " الذى كان يرى أن استعادة أرض فلسطين بواسطة المال والسلاح , يعد خيانة يقول فى ذلك : " " " برأيي ان التوصل الى اتفاق مع العرب على أساس حياة مسالمة مشتركة، هو اكثر حكمة من إنشاء دولة يهودية. فما اعهد ه في جوهر الديانة اليهودية يصطدم بفكرة دولة يهودية ذات حدود وجيوش ومشروع سلطة زمنية مهما كانت متواضعة. كما أخشى الأضرار العميقة التي ستلحق باليهودية نتيجة تغلغل القوميةضيقة الأفق، في صفوفنا. فنحن لسنا أبدا يهود عصر المكابيين. وعودتنا من جديدالى تشكيل امة بحسب المعنى السياسي للكلمة، إنما تعني النكوص عن روحانيةطائفتنا. التي ندين بها لعبقرية أنبيائنا" . " ..... ( كانذلك فى ثلاثينات القرن المنصرم أي قبل قيام إسرائيل ) ..... يواصل: " الا ان كتاب يوشع الذي غالباً ما تستند اليه الحاخامية العسكرية الإسرائيلية في الدعوة الى الحرب المقدسة، ويعممه التعليم المدرسي يلح على الابادة المقدسة لسكان البلاد المغلوبة، بتمرير رقاب الجميع على حد السيف "الرجال منهم والنساء، والاطفال والشيوخ" (يوشع 6/21)
عند حديثه عن اريحا وغيرها من المدن. ويقص علينا كتاب "الاعداد" (31-9/18) مآثر "بني اسرائيل" المنتصرين على اهل مدين.
والذين "قتلوا جميع الرجال - كما امر الرب موسى - واسروا النساء، وحرقوا كل المدن". وحينما عادوا الى موسى "غضب موسى منهم وقال: ماذا؟ لقد أبقيتم جميع النساء على قيد الحياة؟ حسناً، هيا اقتلوا الآن كل الصبيان، وكل النساء اللاتي جمعهن بالرجال حضن الزوجية. اما الفتيات فاستبقوهن لأنفسكم" (15-18). "
6 اسرائيل العنصرية : يتابع قائلا : ان عقيدة ابراهيم ليست " ميراثا " يمكن لشعب ما أن يطالب به , أو جنس بشرى أو منشأة أو كنيسة , .... : ان التعريف القرآنى بذرية ابراهيم هو الافضل، عندما لم يقم وزناً لا لصلة الرحم ولا لتوارث الارض، بل جعل المشاركة في العقيدة الواحدة هي الاساس، حين لبى ابراهيم نداء ربه، "فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين" (سورة الصافات 102). فبمثل هذا التسليم غير المشروط يكون تسليم كل امر انساني لتقدير الله وقضائه، وبهذا كانت البداية بالنسبة لذرية ابراهيم.
" غير يهود قتلوا غيريهود"…هكذا وصف مناحيم بيغن، مذابح صبرا وشاتيلا، في 17/9/1982، في بيروت.
كتبت السيدة شولاميت آلوني، النائبة في الكنيست، في مقال بالجريدة الاسرائيلية "يديعوت احرونوت" عدد 25 حزيران 1978:
- "يحدث كل هذا، كما لو انه يرمي الى ادخال فكرة في اذهان يهود اسرائيل تقول بوجود فارق نوعي ومعياري بين اليهود وبين غير اليهود. ذلك هو المبدأ الذي يحكم جميع قوانين الدولة وتنظيماتها بشأن السياسة الداخلية، والاحوال الشخصية والعائلية، ومقاييس المواطنة. وهذا المبدأ هو الذي يملي علينا تصرفاتنا تجاه الاسرائيليين والعرب، والبدو، وسكان الضفة الغربية، وغزة. كما يملي وسيلتنا في الاستجابة لمطامحهم. ان اي سوء استخدام للقانون اليهودي لن يستطيع اسكات الذين يحسنون التميز بين شريعة الكهان وبين رؤيا الانبياء. ونحن لن نسمح لاي كان ان يحول اسرائيل الى معزل (غيتو) ديني، بمزاعم الخلاص المنظر، يهزأ بالسنن الشاملة للانسانية وللقانون الدولي".

، فيستجيب تماماً للتعريف الذي اعطاه، "اسرائيل شاهاك، الاستاذ في الجامعة العبرية بالقدس، في نوفمبر 1981، اذ قال: "في الاصل، اسس دولة اسرائيل يهود يرون بان لا حقوق هناك لغير اليهود. كما ان لمعظمهم مفهوماً خطيراً للنصوص التوراتية، دعاهم الى القول: "اننا لم نفعل اكثر من استعادة الارض التي سبق ان اخذناها عنوة من الكنعانيين". وهنا يستطرد الاستاذ اسرائيل شاهاك، قائلاً: "وهذا بالذات موقف عنصري اساساً، يختلط فيه الشعورالعنصري الحاد بتفوق اليهودعلى غير اليهود. وقد تفاقمت هذه النزعة، منذ عام 1974، مع تصاعد ايدلوجيا اسطورية، وبفضل تزايد الدعم الامريكي لاسرائيل بشكل لا مثيل له من قبل"
ومن المدهش سماع الدعاية الصهيونية تقول بان دولة اسرائيل هي "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط" اضف الى ذلك الزعم المخادع بان فيها يتوفر جو من الحرية يصل الى حد تمكن المعارضة من الافصاح عن آرائها بصراحة في الصحافة وفي الشارع على حد سواء…
ورغم الدعاية القوية الواسعة التي قامت بها الوكالة اليهودية فان تقرير كلوسنر - الذي يشير امام المؤتمر اليهودي الامريكي، المنعقد في 2/5/1984، بان "اليهود في مجموعهم، غير راغبين كثيراً في الذهاب الى فلسطين" - وقد صرح بهذا دون مداورة وقال: اني مقتنع بإجبار هؤلاء الناس على الذهاب الى فلسطين". وتحقيقاً لهذه الخطة، يصبح من الضروري ان تقلب الطائفة اليهودية سياستها، فبدلاً من احاطة المرحلين والمشردين بأحوال معيشية مريحة، ينبغي تعكير صفوهم بقدر المستطاع، حتى يمكن، فيما بعد، دعوة الهاغانا (الجيش الاسرائيلي) الى الضغط
على اليهود (من اجل حملهم على الانخراط في صفوفه).

في صيف عام 1967، قال موشي دايان: "ان شعباً يملك التوراة، ويعتبر نفسهشعب التوراة، يجب ايضاً ان يملك اراضي التوراة، اراضي القضاة والحكماء" . 7 سياسة اسرائيل الخارجية: يواصل الكاتب : " فلم يزل القادة الاسرائيليون يتذرعون بهذا الوهم، وهم "اسرائيل الكبرى" الموعودة للاجداد، وبتلك القراءة الانتقائية من التوراة لتبرير سياستهم التوسعية، واعتداءاتهم المتكررة، وضم أراضي الغير، باسم تلك التلفيقات.
وختم الكاتب هذا الجزء قائلا: " إن هذه الخطط اليهودية الشيطانية لا يقتصر خطرها على جزء محدود من العالم بل انه يهدد جميع الشعوب تهديدا فعليا نظراً لان الدويلة اليهودية قد حققت فعلا - حتى الآن - كل ما خططت له. وفي ما يلي، نوردمن هذا المقال الصادرعن "المنظمة الصهيونية العالمية"، الفقرات الأكثر دلالةوالكاشفة عن أبعاد أحلام اليهود و المعنون ب"إسرائيل الكبرى"ننشره حرفيا كما نشر في مجلة "كيفونيم" التي تصدرها "المنظمة الصهيونية العالمية" في القدس (العدد 14 فبراير، شباط 1982):

"استرداد سيناء، بمواردها الحالية هو هدفناالأولي. وعلينا ان نعمل على استعادتها. ان وضع مصر الاقتصادي، وطبيعة نظامها، وسياستها العربية هي قنوات تصب في نقطة واحدة تستدعي من إسرائيل مواجهتها. ومصر وبحكم أزماتها الداخلية، لم تعد تمثل بالنسبة لنا مشكلة استراتيجية، وسيكون بالا مكان، خلال 24 ساعة فقط، إعادتها الى ما كانت عليه قبل حرب يونيو (حزيران) 1967، فقد تلاشى تماماً وهمها بزعامة مصر للعالم العربي. وقد خسرت - في مواجهة إسرائيل خمسين بالمائة من قوتها. وإذا هي استطاعت الإفادة - في المستقبل المنظور - من استعادتها لسيناء، فان ذلك لن يغير في ميزان القوى شيئا. كذلك فقد فقدت تماسكها ومركزيتها، وخاصة بعد تفاقم حدة الاحتكاك بين مسلميها ومسيحييها، لذا ينبغي علينا كهدفنا السياسي الأساسيبعد التسعينات، على الجبهة الغربية، أن نعمل على تقسيم مصر و تفتيتها الى أقاليم جغرافية متفرقة. وعندما تصبح مصر هكذا مجزأة، وبدون سلطة مركزية سنعمل على تفكيككيانات دول إسلاميةأخرى: كليبيا والسودان , .. وغيرهما، ونعمل على تشكيل دولة قبطية في أعالي مصر، و إقامة كيانات إقليمية انفصالية ضعيفة أخرى في كل البلدان الإسلامية، مما سيبدأ به تطور تاريخي حتمي على المدى الطويل رغم الظواهر. والمشاكل القائمة في الجبهة الغربية حاليا، تقل كثيراً عن مثيلاتها في الجبهة الشرقية. ان تقسيم لبنان الى خمسة أقاليم، سيكون مقدمةلما سيحدث في مختلف أرجاء العالم العربي. وتفتيت سوريا والعراق الى مناطق محددة على أسس المعايير العرقية او الدينية، يجب ان يكون - على المدعى البعيد - هدفاً اولوياً لإسرائيل، علماً بان المرحلة الأولى منه تتمثل في تحطيم القوة العسكرية لدى هاتين الدولتين. "
"إن البنية الطائفية لسوريا ستساعدنا على تفكيكها يمكن الى دولة شيعية على طول الساحل الغربي، ودولة سنية في منطقة حلب، وأخرى في دمشق، وكيان درزي سيقاتل بدعمنالتشكيل دولة انفصالية - بالجولان - من حوران وشمالي المملكة الأردنية. ودولة كهذه من شأنها أن تكون - على المدى البعيد - قوة لنا. وتحقيق هذا الهدف هو في متناول أيدينا. والعراق - الغني بنفطه، والفريسة للصراعات الداخلية، هو في مرمى التستيد الإسرائيلي. وانهياره سيكون - بالنسبة إلينا - أهم من انهيار سوريا، لان العراق يمثل أقوى تهديد لإسرائيل، في المدى المنظور. واندلاع حرب بينه وبين سوريا سيسهل انهياره الداخلي، قبل أن يتمكن من توجيه حملة واسعة النطاق ضدنا علماً بان كل مواجهة بين عرب وعرب، ستكون مفيدة جدا لنا، لأنهاستقرب ساعة الانفجار المرتقب. ومن الممكن أن تعجل الحرب الحالية مع إيران، بحلول تلك الساعة. ثم ان شبه جزيرة العرب مهيأة لتفكك و انهيار منهذا القبيل، تحت ضغوط داخلية. كما هو الحال في المملكة العربية السعودية بالذات حيث يتمشى اشتداد الأزمات الداخلية وسقوط النظام الملكي، مع منطق بنيتها السياسية الراهنة. وتعتبر المملكة الأردنية هدفاً استراتيجياً لنا في الوقت الحاضر. وهي لن تشكل - في المدى البعيد - تهديداً لنا، بعد تفككها ونهاية حكم الحسين، وانتقال السلطة الى يد الأكثرية الفلسطينية. وهو ما ينبغي على السياسة الإسرائيلية أن تتطلع إليه وتعمل من أجله. إن هذا التغيير سيعني حل مشكلة الضفة الغربية، ذات الكثافة الشديدة من السكان العرب. إذ أن هجرة هؤلاء العرب الى الشرق نحو الأردن - سلماً أو حرباً - وتجميد و توقيفنموهم الاقتصادي والدمغرافيي، هما ضمانة للتحولات القادمة التي سنفرضها، وعلينا بذل كل الجهود من اجل الإسراع بهذا المسار. و يجب استبعاد ورفض خطة الحكم الذاتي، أو أي خطة أخرى تهدف الى تسوية أو الى مشاركة أو تعايش. على العرب الإسرائيليين - وضمنياً كل الفلسطينيون - أن نجعلهم بالقوة يقتنعون انهم لن يستطيعوا إقامة وطن و دولةإلا في المملكة الأردنية. ولن يعرفوا الأمان إلا باعترافهم بالسيادة اليهودية فيما بين البحر المتوسط ونهر الأردن.
وفي عصر الذرة هذا، لم يعد ممكناً قبول تزاحم أرباع السكان اليهود داخل منطقة ساحلية مكتظة بآهليها ومعرضة لتقلبات الطبيعة. لذا، فان تشتيت و إبعاد العرب هو من أولى واجبات سياستنا الداخلية0 فيهودا والسامرة والجليل، هي الضمانات الوحيدة لبقائنا الوطني، وإذا لم نصبح الأكثرية في المناطق الجبلية، فيخشى أن يحل بنا مصير الصليبيين، الذين فقدوا هذه البلاد، كما إن إعادة التوازن على الصعيد الدمغرافي والاستراتيجي والاقتصادي، يجب أن يكون مطمحاً رئيسياً لنا. وهذا ينطوي على ضرورة السيطرة على الموارد المائية في المنطقة كلها الواقعة بين بئر السبع والجليل الأعلى، والخالية من اليهود حالياً"(انتهى نص مقال المنظمة الصهيونية العالمية كما نشر فى مجلة : (كيفونيم) ا لصادرة في القدس (العدد 14 فبراير، شباط 1982)


جمع واعداد / عوض سيداحمد عوض
السبت 1/12/2007
المراجع :
(1) كتاب مقارنة الأديان مجلد (1) د. أحمد شلبى .
(2) اليهود تأريخا وعقيدة د. كامل سعفان .
(3) قصص الأنبياء فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى .
(4) قصص الأنبياء الاستاذ / عمرو خالد .

العوضابي 12-06-2012 01:48 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
رسالة (6) :


مقتطف :
( هل النظام القائم فى السودان تحت حكم : " الانقاذ " يحكم شعبه تحت دائرة اسلامية تمثل الوحى الالهى المنزل على النبى محمد صلى الله عبيه وسلم كرسالة خالدة وخاتمة ومكملة ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها من لدن أبونا آدم والى عيسى عليهم السلام بهدف اسعاد البشرية جمعاء,............ أم ماذا. ؟؟؟؟؟

ملاحظة : (تم طبع نسخ من هذه الرسالة بصورة سابقة لنشرها وقمت بنفسى بتسليمها للجهات الآتية :
أولا : المرجعيات الدينية للانقاذ : " مجمع الفقه الاسلامى " و " هيئة علماء السودان "
ثانيا : جماعة الاخوان المسلمون جناع الشيخ الصادق عبداله عبد الماجد
ثالثا : نخبة مختارة من علمائنا الأفاضل

.............. والى الرسالة :

الى فضيلة مولانا الشيخ /
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,


الموضوع : هل النظام القائم فى السودان تحت حكم : " الانقاذ " يحكم شعبه تحت دائرة اسلامية تمثل الوحى الالهى المنزل على النبى محمد صلى الله عبيه وسلم كرسالة خالدة وخاتمة ومكملة ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها من لدن أبونا آدم والى عيسى عليهم السلام بهدف اسعاد البشرية جمعاء,............ أم ماذا. ؟؟؟؟؟

أرجو أن أوضح الآتى :
أولا : سبق سلمت لكم / حولت لكم عن طيق البريد الالكترونى , تعميم مرفق طيه الرسائل الآتية :
(1) رسالة معنونة لكل من فضيلة الشيخ البروف. / أحمد على الامام رئيس مجمع الفقه الاسلامى , والشيخ البروف./ محمد عثمان محمد صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان تحت عنوان : " الماسونية العالمية " .
(2) رسالة معنونة لفضيلة الشيخ البوف. / أحمد على الامام رئيس مجمع الفقه الاسلامى , تحت عنوان : " البعد الدينى لقضية دارفور " .
(3) خطاب مفتوح ومعنون للسيد رئيس الجمهورية والراعى الأول للامة السودانية .
ثانيا : كثر الحديث عن الموضوع أعلاه , وتناولته الأقلام والأحاديث المسموعة والمرئية , داخليا وخارجيا ,.... كقضية عامة وهامة وشائكة , ... وذلك من أناس كانوا مع الانقاذ ثم تركوها , وغيرهم من المتابعين أصحاب الرأى , من كتاب , وسياسيين , ومفكرين , وغيرهم , ....... ولايزال النقاش والجدل مستمرا , .... ولم يصل بعد الى قرار حاسم .
وبما أنى مواطن مسلم وأحد المتابعين لهذا الجدل المستمر , ..... فانّى أرى الآتى :
أولا : انّ أى قرار أو حكم يصدر فى هذه القضية بعيدا عن أهل الاختصاص : ( المرجعيات الدينية ) لا ينبقى أن يعتدّ به ,...... فهى الجهة الوحيدة المناط بها والمعتمدة لاصدار قرار قاطع وحاسم فى هذه القضية .
ثانيا : ان دورنا كقراء ومتابعين , يتمثل فى المقام الأول , على متابعة هذه القضية من واقع الحال , بكل الصدق والأمانة , بحثا عن الحق , وبلوغا الى الحقيقة , ..... فى موضوعية واعتدال تامين , كاملين ,.........ثم :
ثالثا : رفع الأمر بكلياته الى أصحاب الاختصاص للاضطلاع بواجبهم الدينى المناط بهم فى اصدار قرار قاطع وحاسم , ويكون بهدف : " احقاق الحق وابطال الباطل " ..... ولا شىء غير ذلك .
وسوف نستعرض وبصورة اجمالية واقع الحال أو المثال المطبق والماثل أمامنا ونعائشه جميعا من بداية مراحله الأولى على التوالى , .... ان شاء الله , .... والله المستعان .

............ والى هناك :


· من وضع بذرة الانقاذ :
·

*كلنا يعلم أنّ دولة الانقاذ القائمة حاليا خطط لها ووضع بذرتها الأولى المفكر الكبير والشيخ ( الملهم ) الدكتور حسن الترابى وذلك بعد رجوعه من السربون واضطلاعه بقيادة التنظيم القائم آنذاك باسم : " الاخوان المسلمون " ....وكان ذلك فى عام 1964 .

* ونعلم أيضا أنه كان يحمل فكر جديد تحت شعار ما يسمى : " حركة الاحياء والتجديد للاسلام " ......ومنذ ذلك التأريخ شرع فى بثّ ما يحمله من أفكار جديدة وركّز بصفة خاصة على الشباب من داخل التنظيم القائم , ...واستطاع أن يملى عليهم ويحوز على رضاهم, وأتّخذوا منه الأب الروحى لهم يأتمرون بأمره وينصاعون تماما لتوجيهاته وتعليماته للدرجة التى أطلقوا عليه فى اصداراتهم أسم : " المجدد الاسلامى " ...... وبذلك أصبح بعد قيام هذه : " المدرسة الجديدة " .... له شأن كبير وعظيم للدرجة التى علمنا مؤخرا من تلميذه الأنجب السيد / عمر البشير يحكى عن هذه الصلة الحميمة – ( بعد المفاصلة ) – قال : " ............ لقد وصلنا مرحلة فى السابق كدنا أن نقول فيها : ( لااله الاّ الله محمد رسول الله والترابى ولىّ الله . !!!!! ) .........
المصدر : ( جريدة أخبار اليوم 2/9/2004 ).

* كلنا يعلم أيضا أنه استطاع بحنكته وذكاءه المتفرد أن ينجح تماما فى تحقيق ما ينشده بصورة جيدة للدرجة التى جعلته يتباهى قائلا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة "!!!!!!!!!! ............ كل هذا بالرغم اننا نعلم أن هناك علماء من داخل التنظيم وخارجه أصدروا كتب تعرضوا فيها لفكره ومنهجة الجديد الذى ظل يبثه لجيل الشباب من التنظيم , طوال الفترة السابقة لقيام الانقاذ ووصفوا حركتة : " التجديديه هذه ".. بأنّها : " ضالة ومضلة " ...... ولا تمت لرسالة الاسلام الحقيقى بصله , ......... كما وصموه بالعمالة لأعداء الحق والدين , .... وصدرت بيانات توكد اعترافه بنفسه أنه لايؤمن بالبعث ولابعذاب القبر .
* ولكنّه مع ذلك كلّه كا تعلمون , ... استطاع أن يشق طريقه ويواصل عمله فى تعهد هولاء التلاميذ كما سبق الاشارة ,.... وتمكن خلال ثلاث عقود من العمل الصامت الدءؤب والمضنى من اعدادهم وصياغت عقولهم كى يعتمد عليهم فى قيام دولته المنشودة : ( دولة الانقاذ )......... وقد أدوا المهمة ولايزال يؤدونها على خير وأكمل وجه , ..... وهم يقومون بذلك يعتقدون تماما أنّهم يؤدون واجبا دينيا تمثل ذلك فى اضطلاهم بادارة الدولة كل في موقعه وفقا للأساس والمبادى المعروفة التى قامت عليها وفى اطار : " هذا الفكر التجديدى أو تجديد الدين " .......... وهذه المبادىء هى:
* مبدأ :( (أ) التمكين (ب) أهل الثقة ولا أهل الخبرة (ج) الارهاب . ) ).......
* وكما هو معلوم فان هذه المبادىء لم تكن جديدة فقد طبقتها معظم الأنظمة الشمولية بدءا من لينين مرورا بأتاتورك , …… الخ القائمة ., ….. ولكن الاختلاف يأتى فى أنها طبقت هناك تحت رايات غير اسلامية , …. بينما البسها رجل الانقاذ والأب الروحى للمدرسة الجديدة , ثوبا اسلاميا خصّ به تلاميذه ,..... ومن ثم تم تطبيقها فى هذا الاطار , …… والآن أصبح الكلّ يعلم ماهى الحصيلة والثمرة التى تم اقتطافها من هذه النبتة التى تم بذرها كما سبق الاشارة فى عام 1964 , .....وفيما يلى نتعرض بصورة مبسطة لهذه المبادىء ومآلاتها :
(أ) مبدأ التمكين : التمكين معناه : " تحويل مقدرة الأمة من مال وممتلكات لصالح الحزب وكوادره , ..... بحيث تصبح الدولة كلها كأنّها ضيعة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب "
(ب) مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة : لكى تتمكن الانقاذ من تطبيق مبدأ التمكين فى دولة نظامية كدولة السودان تتمتع بالآتى :
* الخدمة العامة : المعروف أن السودان كان يتمتع بوجود خدمة عامة : ( مدنية وعسكرية ) مشهود لها داخليا وخارجيا أنها الأكثر تنظيما وانضباطا فى المنطقة كلها , تقودها كوادر عالية التأهيل والكفاءة , شهدت لها كل المنظمات الدولية والاقليمية .
* النظام القضائى : وبالمثل نظام قضائى سودانى مستقل , ...غطت شهرته الآفاق فى دولة تعد من دول العالم الثالث .
* أجهزة الرقابة المالية والادارية : بجانب ماذكر اعلاه , .... تضم الدولة فى احشائهاهياكل وتنظيم ادارى محكم وفى غاية الكفاءة والانضباط , .... تخلله أجهزة متخصصة تكفل ادارة كافة شئون الولة بشكل منسجم ومنضبط وفى ظل رقابة مالية وادارية فى غاية الضبط الاحكام , تحكمها قوانين ولواح صادرة بموجبها , ... وكوادر مؤهلة توارثت العمل جيلا عن جيل , ..... ونعنى بهذه الأجهزة على سبيل المثال لا التفصيل : كلا من : " النقل اليكانيكى ,المخازن والمهمات , قسم المبانى الحكومية .بجانب أجهزة الرقابة المالية ,...... ........ الخ . ) .. ( الأول متخصص فى امداد وتوزيع احتاجات الدولة من السيارات والمعدات الآليه وكافة المركبات العامة , ... وبالمثل يقوم الثانى بمد الدولة بكافة مستلزماتها من الداخل والخارج ,.... أما قسم المباني فهو السئول من بناء وتشييد وصيانة كافة مبانى الدولة ,.. يتم كل ذلك فى اطار ضوابط محكمة وتحت ادارة كوادر متخصصة وذات كفاءة عالية ظلت تتوارث جيلا عن جيل. ) .
* من هنا يمكن القول أنه اذاكان هذا باختصار شديد هو حال الدولة القائمة قبل الانقاذ فكيف يمكنها أو يتأتى لها تطبيق : " مبدأ التمكين فى ظل هذا الوضع ؟؟؟؟؟؟؟ " ..... اذن لا بدّ من : " وأد ذلك كله " ...... وفى التو الحال كى تتحول الدولة كلها من : " دولة الوطن الى دولة الحزب " ...... كيف تم لهم ذلك :

(1) عملية التشريد فى الخدمة العامة : بعد استلام السلطة قهرا وبالصورة المعروفة شكلت لجان من كوادر الحزب – ( خريجى المدرسة الجديدة) - وأوكل لها الأضطلاع بهذة المهمة , . والتى شملت كل أو معظم الكفاءات الموجودة بالدولة من مدنيين وعسكريين بمافيها الهيئة القضائية والخارجية وكافة مرافق الدولة , .......وتم فصلهم من الخدمة بصورة تعسفية دون جريرة ارتكبوها , ودون النظر الى العواقب المترتبة على ذلك , ....فقط تركوهم يلهثون فى الشوارع , وقد اضطلعوا بأداء مهمتهم هذه حسب الخطة الموضوعة لهم على أكمل وأتم وجه ,....... وكانت النتيجة هذا الطرد والتشريد لهذا الكم الهائل من أفضل وأنبل وأكفأ رجالات الخدمة العامة ( مدنية وعسكرية وقضاة ) وبالصورة العروفة , ......... هذا العمل الذى انجز بالرغم من قسوته وبشاعته ومخالفته التامة لكل ما عرف على وجه الأرض من عرف أو دين , ...... فانّ هناك حقيقة هامة يجب أن تكون واضحة ومعلومة للجميع وهى أن الذين اضطلعوا بهذا العمل لم يخطر ببالهم وحتى هذه للحظة , أن ما قاموا به من عمل يعد معيب أومشين أومخالف لكل الشرائع الأرضية , والسماوية , ...... بل العكس تماما , ... فهم يعتقدون أن كل ما قاموا به ونفذوه فى هذا الجانب وغيره مما سناتى على ذكره يدخل فى اطار تعاليم المرسة الجديدة التى سبق الاشارة اليها ,...... ومن ثم فهم يعتقدون أنهم بعملهم هذا يؤدون واجبا دينيا !!!!!!!!! ......وبهذه المناسبة يجدر بنا أن نستمع الى الكاتب الاسلامى والمفكر الكبير الدكتور / الطيب زين العابدين يحدثنا عن هذا الأمر يقول فيهم : ( ......... .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , .... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . )
( وهذا يفسر لنا علامات الحيرة والاندهاش والتساؤلات الكثيرة من كتاب الأعمدة بصحفنا المحلية وغيره من مفكرين وادباء وسياسيين , ....... والتى ظلت عالقة دون اجابة مثل : " من أين جاء هولاء " ..... وغيرها وغيرها كثير , ... والتى ظلت مستمرة حتى الآن بالرغم من حدوث المفاصلة قبل عقد من الزمن , وبالرغم من اتفاق نيفاشا وموجهات الدستور الموقت الجديد , ....... ولناخذ هذه القضية أى ( قضية التشريد ).... كمثال حى يثبت بما لا يدع مجال للشك ,... أن تعاليم هذه المدرسة لا يزال قائم وثابت فى العقول لم يتزحزح :
اولا : بعد أن شاعت القضية وتناولها الكتاب داخليا وخارجيا، ومن ثم دخلت اروقت منظمات حقوق الانسان , وهنا تحركت " الانقاذ" ...- ( هل للرجوع اللحق أم ماذا ؟؟؟ ) - قامت الحكومة باحالت القضيه الى ما يسمى " هيئة الحسبة ورد المظالم " ... وقامت هذه من جاننبها بدراسة القضية وكان قرارها هو : " العدالة والانصاف ورد الحقوق لأهلها كاملة غير منقوصه. " ..... هل نفذ شىء ولماذا لم ينفذ ؟؟؟؟ ..... ....... ثم أعقب ذلك احالتها الى اللجنة المختصة بالمجلس الوطنى ( البرلمان ) .... اى لجنة رد المظالم أيضا , ......وتوصلت هى الاخرى لذات النتيجة وطالبت بالتنفيذ الفورى لقراراتها , .... فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم ؟؟؟؟؟؟
ثانيا : كل الاتفاقات التى عقدتها الانقاذ مع معارضيها وتم بموجبها رجوعهم للوطن , تحمل على رأس بنودها المطالبة بانصاف مشردى الخدمة العامة ورد حقوقهم كاملة غير منقوصة , ...... فهل تم شىء من ذلك ولماذا لم يتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
( فهل يوجد أى تفسير غير تفسير واحد وهو: " أنّهم لا يزالون ورغم كل شى لا يشعرون ولم يخطر ببالهم أن هناك جرما قد وقع أو مخالفة لشرع الله قد ارتكبت , ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....
(2) الهيئة القضائية : استقلال القضاء فى السودان هو من الاشياء الثابتة والمعترف بها داخليا وخارجيا حتى قيام الانقاذ , ... والسؤال الذى يطرح نفسه : هل يمكن أن يظل هذا الوضع مع تطبيق مبدأ التمكين أم لا بدّ من وأده ؟؟؟؟؟ ......
* فى مقالة طويلة يحدثنا الكاتب والمفكرالاسلامى الكبيرالبروف. / حسن مكى عن الحالة المزرية والممعنة فى سوءها وقبحها التى آلمت بالبلاد والعباد وكان ذلك فى بداية النصف الثانى للعقد الأول للانقاذ أى ( عام 1996 ) وقد نقلها بتصرف محرر رسالة الخرطوم لصحيفة الخليج الأماراتية فالنقتطف منها هذه الفقرة : " ........ وواصل حديثه عن غياب السياسات وانهيار المؤسسات وغياب التفاهم بين السلطة التشرعية والسلطة التنفيذية وضرب مثال لذلك بالسلطة : " القضائية " والتى وصفها بأنه : " لا يوجد صاحب حق يتجرأ الآن ويذهب الى هذه المؤسسة, .....فالمحاكم بسبب التعقيدات والتأجيلات لم تصبح مكانا لرد الحقوق . " ....

.( رسالة الخرطوم صحيفة الخليج 6/9/1996 )....


* وفى ذات الوضوع يحدثنا الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فى رسالة طويلة له كانت معدّة كدراسة عن المحكمة الجنائة الدولية ( نشرت بصحيفة صوت الأمة ) ..... يقول فيها عن الهيئة القضائية :
* " القضاء السودانى عريق بلاشك , وقد ساهم فى تأسيس القضاء فى كثير من البلدان الشقيقة , .......... ولكن نظام الانقاذ فى السودان اعتدى على استقلال القضاء , لاسيما فى الفترة التى أطلق عليها الشرعية الثورية حيث أحيل عدد كبير من أكفأ القضاة للتقاعد من دون وجه حق , واستقال آخرون احتجاجا , وجرى تعيين قضاة من أعلى السلم الى أوسطه وأدناه , من قضاة ملتزمين حزبيا للجبهة الاسلامية القومية , ومن ثم موالين للنظام القائم حاليا , ......... وتمت الاعفاءات والتعيينات بوسائل لم تراع قدسية واستقلال القضاء , ..... ونتيجة لهذه الاجراءات تشرد عدد كبير من القضاة السودنيين المؤهلين . " ........
ويواصل السيد المهدى قائلا : " فى 5/1/2005 أرسل ممثلون ل. : 400 قاضى مذكرة لرئيس الجمهورية بصورة لنا جاء من ضمنها ما يلى : " ان الهيئة القضائية بحالتها الراهنة غير مؤهلة للقيام بدورها المرتقب فى حماية الحقوق والحريات وبسط العدل وتحقيق المساواة . "
* ومالنا نذهب بعيدا فقد تابع الناس كل الناس حكم المحكمة الدسورية لصالح مشردى البنوك والتى حكمت لصالح قضيتهم العادلة , فهل نفذ الحكم ولماذا لم ينفذ ؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟
* فماذا يعنى عدم تنفيذ الحكم ,.... يعنى فيما يعنى انها اعلان واضح وكلام بالصوت العالى , من الحزب الحاكم : " أن الدولة دولته والمحاكم ملكه , ينفذ من قراراتها ما يشاء ويترك ما يشاء ( والما عاجبو يسوى الدائرو. )

ملاحظة : تطالعنا هذه الايام بيانات وتصريحات هنا وهناك لتؤكد : " استقلال القضاء فى السودان " .......... هذا الكلام اذا كان المقصود به قبل الانقاذ فهو كلام حقيقى وواقع , ...... أما اذا كان القصود به بعد الانقاذ , .... ألا يدخل ذلك فى دائرة الكذب والافتراء ومحاولة لتقطية أو تعمد اخفاء الحقيقة ؟؟؟؟؟؟؟؟....... وكما هو معلوم فانّ هذه الخصال ليست من شيمة المسلم أبدا,.......... فالمسلم الحقيى لا يتعاطاها ولا يقترب منها قط ,....... لأن الاتصاف بها يعد مصيبة كبيرة , ..... وتكون المصيبة أكبر فيما لو صدرة من مسئؤل , .... فهذا يدخل فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يسترعيه الله رعية, يموت يوم يموت , وهو غاش لرعيته , الاّ حرم الله عليه الجنة . "
(3) الأجهزة المتخصصة فى الرقابة المالية والادارية :
فهذه أيضا اكتسحها طوفان : " التمكين ".. وحتى التى ابقى عليها فلم تعد الا اسم على غير مسمى, وفى هذا الجانب نأخذ مثلا واحدا : " ديوان المراجع العام " ..... كان من سلطات أى مراجع فيه – ( مدقق حسابات ) - أن يوقف فورا وفى الحال تحصيل أى نوع من الايرادات – ( الجبايات ) – غير مضمنة فى الموازنة العامة للدولة والمطالبة بالتحقيق وحصر المبالغ وردها لأصحابها , ....وبالمثل ايقاف أى تحصيل يتم بايصال غير المنصوص عليه فى القانون المالى, حتى ولو من الايرادات المدرجة فى الموازنة , .... أما اذا كانت غير مدرجة , ... فهنا يشرع فورا فى حصر المبالغ المحصلة بغرض اعادتها لأصحابها لكونها تدخل فى حكم تحصيل مبالغ دون وجه حق ,....... فماذا عليه الحال الآن , فلو أخذنا مثالا واحدا , مثل وزارة الداخلية التى خصصت لنفسها ايصالا خاصا بها تجبى بموجبه مئات الملايين خارج نطاق الموازنة , ...... هل يعرف الديوان كم من المبالغ تحصل طيلة السنوات السابقة منذ بدأ هذه العملية وأين صرفت . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - ( سبق أرسلت له رسالة مفتوحة نشرت بالصحافة المحلية وطالبته فيها بالرد ولكن كالعادة لا رد )
(4) وفى هذا الاطار تم تطبيق السياسات والاجراءات بعد :
* سياسة تحرير الاقتصاد وتداعياتها المعروفة.
* عملية ايقاف الدعم على ضروريات الحياة للمواطن ,
ملاحظة : ( كما هو معلوم ان دولة السودان الحديثة كانت تقوم منذ انشائها على التكافل الاجتماعى , فهى دولة توفى : (1) حق المعيشة بما يكفل للمواطن مهما كان دخله ضئيلا الضرورى من الحياة , (2) حق التعليم المجانى فى كافة المراحل , (3) توفير الخدمات الصحية والعلاجية للواطن مجانا وبالكامل , ........ الخ )
* مفارقات عجيبة : (من المفارقات العجيبة أن هذا التكافل الذى يعد من موجهات ديننا الحنيف طبقت أول ما طبقت فى دولة المدينة , نجد أنه يأتينا أولا من حاكم مستعمر ليصبح بعد ذلك حق شرعى أخذت به كل حكومات ما بعد الاستقلال ,............ثم هلت علينا الانقاذ فبدلا من تبنيه وتطويره لمصلحة الرعية , قامت بوأده تماما لمصلحة التمكين . )
* فرض جبايات خارج اطار الموازنة العامة للدولة , ............. الخ (متطلبات تطبيق مبدأ التمكين )
(ج) مبدأ الارهاب :
* عمليات الارهاب فى دولة الانقاذ أخذت أوضاع وأشكال متعددة , ..... وكان أهمها وأبشعها عمليات التعذيب التى تمت فى: " بيوت الأشباح " سيئة السمعة , ...والارهاب الذى تم فيها هو : " ارهاب لأجل الارهاب " ..........والدليل على ذلك أنه لم توجه تهمة لأى من الضحايا أو يعرض على قضاء .
.* فى هذه العجالة نذهب سويا الى موقع : " الجمعية السودانية لمناهضة التعذيب " .... لنجد هناك نسخة من رسالة وجهها مواطن ورمز من الرموز الكبيرة , كان أحد ضحايا هذه البيوت سيئة السمعة فالنذهب الى هناك ونقف على مضمون الرسالة :
* ( رسالة الدكتور فاروق محمد ابراهيم للرئيس السوداني عمر البشير )
الجمعية السودانية لمنهاضة التعذيب
marawi2004@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1
د. فاروق أستاذ للعُلوم بجامعة الخُرطوم، وكان من أوائل الذين استهدفهُم النِظامُ في بواكير عهده بتعذيبٍ مُهين.. والأنكى، أن تلميذه - وزميله في الجامعة من بعد- شد. نافِع علي نافِع، كان ثاني اثنين قاما بذلك الفعل القبيح!! أقدما على تنفِيذه بوعيٍ كامِل، لعِلمِهم بالشخصِ المَعني, وهو مُرَبٍ في المقامِ الأوَّل, عَلى يَدِه تعلمت وتخرَّجت أجيالٌ, وقد ظلَّ طوال حياته - وما فتئ- يُمارس السياسة بزُهد المُتصوِّفة.. مثالٌ للتجرُّد والطهر وعفة اللسانِ, مُتصالحاً مع أفكاره ومبادئه.. إن خالفك الرأي، احترم وجهة نظرك, وإن اتَّفقَ مَعَكَ استصوَبَ رأيك.. ويبدو أن هذه الصفاتُ مُجتمعة هي التي استثارَت د. نَافِع في الإقدامِ على تنفيذ فعلته!! وفيما يلي نوردُ النص الكامل لمُذكرته التي أرسلها من مقرِّه في القاهرة، إلى رئيس نظام الإنقاذ.. وترجعُ أهميَّة هذه الوثيقة إلى أنها احتوَت على كل البيِّناتِ القانونِيَّة والسياسيَّة والأخلاقِيَّة التي تَجعل منها نموذجاً في الأدَبِ السياسي, وفَيْصَلاً مثالِياً لقضيَّة يتوقفُ عليها استقامة المُمارسة السياسيَّة السُودانِيَّة, وتعدُّ أيضاً اختباراً حقيقياً لمفهومِ ” التسَامُحِ “، إن رَغِبَ أهلُ السُودان، وسَاسته بصفة خاصَّة، في استمرار العيشِ في ظله.. كذلك فإن المُذكرة، بذات القدر الذي قدَّمت فيه خيارات لتبرئَة جراح ضحايا نظام الإنقاذ, أعطت الجاني فرصة للتطهُّر من جرائمه بأفعالٍ حقيقيَّة، أدناها الاعترافُ بفداحة جُرمِه.. وما لا نشُك فيه مُطلقاً، أن فرائص القارِئ حتماً سترتعدُ وهو يُتابعُ وقائع الجُرمِ، خِلالَ سُطورِ هذه المُذكرة, رغم أن طولِ الجرح يُغري بالتناسي، على حد قول الشَاعِر!!

القاهرة 13/11/2000م

السيد الفريق/ عمر حسن البشير
رئيس الجمهورية رئيس حزب المؤتمر الوطني
بواسطة السيد/ أحمد عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة
المحترمين

تحية طيبة وبعد

الموضوع: تسوية حالات التعذيب تمهيداً للوفاق بمبدأ ” الحقيقة والتعافي“ على غرار جنوب أفريقيا حالة اختبارية

على الرغم من أن الإشارات المتعارضة الصادرة عنكم بصدد الوفاق الوطني ودعوتكم المعارضين للعودة وممارسة كافة حقوقهم السياسية من داخل أرض الوطن, فإنني أستجيب لتلك الدعوة بمنتهى الجدية, وأسعى لاستكمالها بحيث يتاح المناخ الصحي الملائم لي وللآلاف من ضحايا التعذيب داخل الوطن وخارجه أن يستجيبوا لها, ولن يكون ذلك طبعا إلا على أساس : العدل والحق وحكم القانون.

إنني أرفق صورة الشكوى التي بعثت بها لسيادتكم من داخل السجن العمومي بالخرطوم بحري بتاريخ 29/1/1990, وهى تحوي تفاصيل بعض ما تعرضت له من تعذيب وأسماء بعض من قاموا به, مطالبا بإطلاق سراحي وإجراء التحقيق اللازم, ومحاكمة من تثبت إدانتهم بممارسة تلك الجريمة المنافية للعرف والأخلاق والدين والقانون. تلك المذكرة التي قمت بتسريبها في نفس الوقت لزملائي أساتذة جامعة الخرطوم وأبنائي الطلبة الذين قاموا بنشرها في ذات الوقت على النطاقين الوطني والعالمي, ما أدى لحملة تضامن واسعة أطلق سراحي إثرها, بينما أغفل أمر التحقيق الذي طالبت به تماما. وهكذا ظل مرتكبو تلك الجريمة طليقي السراح, وتوالى سقوط ضحايا التعذيب بأيديهم وتحت إمرتهم, منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, فلا يعقل والحال على هذا المنوال أن يطلب مني ومن الألوف الذين استبيحت أموالهم وأعراضهم ودماؤهم وأرواح ذويهم, هكذا ببساطة أن يعودوا لممارسة ”كافة“حقوقهم السياسية وكأن شيئا لم يكن.

إن ما يميز تجربة التعذيب الذي تعرضت له في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 1989م ببيت الأشباح رقم واحد الذي أقيم في المقر السابق للجنة الانتخابات أن الذين قاموا به ليسوا فقط أشخاصا ملثمين بلا هوية تخفوا بالأقنعة, وإنما كان على رأسهم اللواء بكري حسن صالح وزير الدفاع الراهن ورئيس جهاز الأمن حينئذ, والدكتور نافع علي نافع الوزير ورئيس جهاز حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم ومدير جهاز الأمن حينئذ, وكما ذكرت في الشكوى المرفقة التي تقدمت لكم بها بتاريخ 29 يناير 1990 من داخل السجن العمومي وأرفقت نسخة منها لعناية اللواء بكري, فقد جابهني اللواء بكري شخصياً وأخطرني بالأسباب التي تقرر بمقتضاها تعذيبي, ومن بينها قيامي بتدريس نظرية التطور في كلية العلوم بجامعة الخرطوم, كما قام حارسه بضربي في وجوده, ولم يتجشم الدكتور نافع, تلميذي الذي صار فيما بعد زميلي في هيئة التدريس في جامعة الخرطوم, عناء التخفي وإنما طفق يستجوبني عن الأفكار التي سبق أن طرحتها في الجمعية العمومية للهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم, وعن زمان ومكان انعقاد اللجنة التنفيذية للهيئة, ثم عن أماكن تواجد بعض الأشخاص - كما ورد في مذكرتي- وكل ذلك من خلال الضرب والركل والتهديد الفعلي بالقتل وبأفعال وأقوال أعف عن ذكرها. فعل الدكتور نافع ذلك بدرجة من البرود والهدوء وكأنما كنا نتناول فنجان قهوة في نادي الأساتذة. على أي حال فإن المكانة الرفيعة التي يحتلها هذان السيدان في النظام من ناحية, وثبات تلك التهم من ناحية ثانية, يجعل حالة التعذيب هذه من الوضوح بحيث تصلح أنموذجا يتم على نسقه العمل لتسوية قضايا التعذيب, على غرار ما فعلته لجنة الحقيقة والوفاق الخاصة بجرائم النظام العنصري في جنوب أفريقيا.

قبل الاسترسال فإنني أورد بعض الأدلة التي لا يمكن دحضها تأكيدا لما سلف ذكره:-
• أولاً: تم تسليم صورة من الشكوى التي تقدمت لسيادتكم بها للمسئولين المذكورة أسماؤهم بها, وعلى رأسهم اللواء بكري حسن صالح. وقد أفرج عني بعد أقل من شهر من تاريخ المذكرة. ولو كان هناك أدنى شك في صحة ما ورد فيها - خاصة عن السيد بكري شخصياً- لما حدث ذلك, ولكنت أنا موضع الاتهام, لا هو.
• ثانيا: أحال مدير السجن العمومي مجموعة الثمانية عشر القادمة معي من بيت الأشباح رقم واحد بتاريخ 12 ديسمبر 1989 إلى طبيب السجن الذي كتب تقريرا مفصلاً عن حالة كل واحد منا, تحصَّلت عليه وقامت بنشره منظمة العفو الدولية في حينه. وقد أبدى طبيب السجن ومديره وغيرهم من الضباط استياءهم واستنكارهم الشديد لذلك المشهد الذي لا يكاد يصدق. وكان من بين أفراد تلك المجموعة كما جاء في الشكوى نائب رئيس اتحاد العمال الأستاذ محجوب الزبير وسكرتير نقابة المحامين الأستاذ صادق شامي الموجودان حاليا بالخرطوم, ونقيب المهندسين الأستاذ هاشم محمد أحمد الموجود حاليا ببريطانيا, والدكتور طارق إسماعيل الأستاذ بكلية الطب بجامعة الخرطوم, وغيرهم ممن تعرضوا لتجارب مماثلة, وهم شهود على كل ما جرى بما خبروه وشاهدوه وسمعوه.
• ثالثا: إن جميع قادة المعارضة الذين كانوا في السجن حينئذ, السيد محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة والسيد سيد أحمد الحسين زعيم الحزب الاتحادي والسيدان محمد إبراهيم نُقُد والتيجاني الطيب زعيما الشيوعي وغيرهم, كلهم شهود بنفس القدر, وكما يعلم الجميع فقد تعرض السيدان الصادق المهدي وسيد أحمد الحسين وغيرهم من قادة المعارضة لنفس التعذيب على أيدي نفس الأشخاص أو بأمرهم وكتبوا شكاوى مماثلة.
• رابعا: قام بزيارتي في السجن العمومي بالخرطوم بحري بعد انتقالي إليه مباشرة الفريق إسحق إبراهيم عمر رئيس الأركان وقتها بصحبة نوابه, فشاهد آثار التعذيب واستمع لروايتي كاملة, كذلك فعل كثيرون غيره.
• خامسا: تم اعتقال مراسل الفاينانشيال تايمز السيد بيتر أوزين الذي كان خطابي بحوزته, فكتب صفحة كاملة دامغة في صحيفته العالمية المرموقة عن ما تعرضت له وتعرض له غيري من تعذيب, وعن محادثته الدامغة مع المسئولين عن تلك الانتهاكات وعن تجربته الشخصية.

إنني أكتفي فيما يخص حالتي بهذا القدر من الأدلة الدامغة, ومع أن هذا الخطأب يقتصر كما يدل عنوانه على تجربتي كحالة اختبارية, إلا أن الواجب يقتضي أن أدرج حالة موظف وزارة الإسكان السابق المهندس بدر الدين إدريس التي كنت شاهدا عليها, وكما جاء في ردي على دعوة نائب رئيس المجلس الوطني المنحل الأستاذ عبدالعزيز شدو للمشاركة في حوار التوالي السياسي بتاريخ 18 أكتوبر 1998 (مرفق), فقد تعرض ذلك الشاب لتعذيب لا أخلاقي شديد البشاعة, ولم يطلق سراحه إلا بعد أن فقد عقله وقام بذبح زوجته ووالدها وآخرين من أسرته. كان في ثبات وصمود ذلك الشاب الهاش الباش الوسيم الأسمر الفارع الطول تجسيد لكرامة وفحولة وعزة أهل السودان. وكان أحد الجنود الأشد قسوة - لا أدري إن كان اسم حماد الذي أطلق عليه حقيقياً- يدير كرباجه على رقبتينا وجسدينا نحن الاثنين في شبق. وفي إحدى المرات اخرج بدرالدين من بيننا ثم أعيد لنا بعد ساعات مذهولاً أبكم مكتئبا محطما كسير القلب. ولم تتأكد لي المأساة التي حلت بِبَدرالدين منذ أن رأيته ليلة مغادرتنا لبيت الأشباح منتصف ليلة 12 ديسمبر 1989 إلا عند اطلاعي على إحدى نشرات المجموعة السودانية لضحايا التعذيب هذا الأسبوع, ويقتضي الواجب أن أسرد تلك اللحظات من حياته وأنقلها لمن تبقى من أسرته, فكيف بالله نتداول حول الوفاق الوطني بينما تبقى مثل هذه الأحداث معلقة هكذا بلا مساءلة.

أعود لمبدأ تسوية حالات التعذيب على أساس النموذج الجنوب أفريقي, وأطرح ثلاثة خيارات متاحة لي للتسوية.

الخيار الأول :
الحقيقة أولا, ثم الاعتذار و”التعافي المتبادل“ بتعبير السيد الصادق المهدي

هذا النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب أفريقيا. إن المفهوم الديني والأخلاقي للعفو هو الأساس الذي تتم بموجبه التسوية, ويختلط لدى الكثيرين مبدأ العفو مع مبدأ سريان حكم القانون ومع التعافي المتبادل. فكما ذكرت في خطابي المرفق للسيد عبدالعزيز شدو فإنني أعفو بالمعنى الديني والأخلاقي عن كل من ارتكب جرما في حقي, بما في ذلك السيدان بكري ونافع, بمعنى أنني لا أبادلهما الكراهية والحقد, ولا أدعو لهما إلا بالهداية, ولا أسعى للانتقام والثأر منهما, ولا أطلب لشخصي أو لهم إلا العدل وحكم القانون. وأشهد أن هذا الموقف الذي قلبنا كل جوانبه في لحظات الصدق بين الحياة والموت كان موقف كل الزملاء الذين كانوا معي في بيت الأشباح رقم واحد, تقبلوه وآمنوا به برغم المعاناة وفى ذروة لحظات التعذيب. إن العفو لا يتحدد بموقف الجلاد ولا بمدى بشاعة الجرم المرتكب, وإنما يتعلق بكرامة وإنسانية من يتسامى ويرفض الانحدار لمستنقع الجلادين, فيتميز تميزا خلقيا ودينيا تاما عنهم. فإذا ما استيقظ ضمير الجلاد وأبدى ندما حقيقيا على ما ارتكب من إثم, واعتذر اعتذارا صادقا عن جرمه, فإن الذي يتسامى يكون أقرب إلى الاكتفاء بذلك وإلى التنازل عن الحق المدني القانوني وعن المطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به, بهذا يتحقق التعافي المتبادل. هذا هو الأساس الذي تمت بموجبه تسوية معظم حالات التعذيب والجرائم التي ارتكبها عنصريو جنوب أفريقيا ضد مواطنيهم.

إنني انطلاقا من نفس المفهوم أدعو السيدين بكري ونافع ألا تأخذهما العزة بالإثم, أن يعترفا ويعلنا حقيقة ما اقترفاه بحقي وبحق المهندس بدرالدين إدريس في بيت الأشباح رقم واحد, وأن يبديا ندما وأسفا حقيقيا, أن يعتذرا اعتذارا بينا معلنا في أجهزة الإعلام, وأن يضربا المثل والقدوة لمن غرروا بهم وشاركوهم ممارسة التعذيب, وائتمروا بأمرهم. حين ذلك فقط يتحقق التعافي وأتنازل عن كافة حقوقي, ولا يكون هناك داعيا للجوء للمحاكم المدنية, ويصبح ملف التعذيب المتعلق بشخصي مغلقا تماما. ولنأمل أن يتقبل أولياء الدم في حالة المهندس بدر الدين إدريس بالحل على نفس المنوال.

لقد أعلن السيد إبراهيم السنوسي مؤخرا اعترافه بممارسة التعذيب طالبا لمغفرة الله. وهذا بالطبع لا يفي ولا يفيد. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, ولا يليق أن يصبح أمر التعذيب الذي انقلب على من أدخلوه وبرروه أن يكون موضوعا للمزايدة والمكايدة الحزبية. إن الصدق مع النفس ومع الآخرين والاعتذار المعلن بكل الصدق لكل من أسيء إليه وامتهنت كرامته, وطلب العفو والغفران, هو الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق بكرامة, فإن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله. وإن طريق التعافي المتبادل هو الأقرب إلى التقوى. فإذا ما خلصت النيات وسار جناحا المؤتمر الوطني والشعبي لخلاص وإنقاذ أنفسهم من خطيئة ولعنة التعذيب الذي مارسوه فسيكون الطريق ممهدا تماما لوفاق وطني حقيقي صادق وناجز.

الخيار الثاني :
التقاضي أمام المحاكم الوطنية

إذا ما تعذر التعافي المتبادل بسبب إنكار تهمة التعذيب أو لأي سبب آخر, فلا يكون هنالك بديل عن التقاضي أمام المحاكم, ذلك في حالة جدية المسعى للوفاق الوطني على غرار ما جرى في جنوب أفريقيا. غير أن حكومتكم فيما علمت سنت من التشريعات ما يحمي أعضاءها وموظفيها والعاملين في أجهزتها الأمنية من المقاضاة. فالجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان كالتعذيب, لا تسقط بالتقادم ولا المرض ولا تقدم السن ولا لأي سبب من الأسباب, كما شهدنا جميعا في شيلى وإندونيسيا والبلقان وغيرها. كما أن هذا الموقف لا يستقيم مع دعوتكم للوفاق ولعودة المعارضين الذين تعرضوا لأبشع جرائم التعذيب. وليس هنالك, كما قال المتنبي العظيم, ألم أشد مضاضة من تحمل الأذى ورؤية جانيه, وإنني مستعد للحضور للخرطوم لممارسة كامل حقوقي الوطنية, بما في ذلك مقاضاة من تم تعذيبي بأيديهم, فور إخطاري بالسماح لي بحقي الطبيعي. ذلك إذا ما اقتنعت مجموعة المحامين التي سأوكل إليها هذه المهمة بتوفر الشروط الأساسية لمحاكمة عادلة.

الخيار الثالث :
التقاضي أمام المحاكم الدولية لحقوق الإنسان
ولا يكون أمامي في حالة رفض التعافي المتبادل ورفض التقاضي أمام المحاكم الوطنية سوى اللجوء للمحاكم في البلدان التي تجيز قوانينها محاكمة أفراد من غير مواطنيها وربما من خارج حدودها, للطبيعة العالمية للجرائم ضد الإنسانية التي يجري الآن إنشاء محكمة عالمية خاصة بها. إنني لا أقبل على مثل هذا الحل إلا اضطرارا, لأنه أكرم لنا كسودانيين أن نعمل على حل قضايانا بأنفسنا. وكما علمت سيادتكم فقد قمت مضطرا بفتح بلاغ مع آخرين ضد الدكتور نافع في لندن العام الماضي, وشرعت السلطات القضائية البريطانية في اتخاذ إجراءات أمر الاعتقال الذي تنبه له الدكتور نافع واستبقه بمغادرة بريطانيا. وبالطبع تنتفي الحاجة لمثل تلك المقاضاة فيما لو أتيحت لي ولغيري المقاضاة أمام محاكم وطنية عادلة, أو لو تحققت شروط التعافي المتبادل الذي هو أقرب للتقوى. وإنني آمل مخلصا أن تسيروا على طريق الوفاق الوطني بالجدية التي تتيح لكل المواطنين الذين تشردوا في أصقاع العالم بسبب القهر السياسي لنظام ”الإنقاذ“ أن يعودوا أحرارا يشاركون في بناء وطنهم.

وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.
فاروق محمد إبراهيم



ملاحظة: هذه الرسالة العظيمة والمعبرة تعبيرا صادقا عن القيم العالية والاخلاق النبيلة التى تتمتع بها الشخصية السودانية من غابر الأزمان , …….. هذه الرسالة لا تحتاج منى لأى تعليق , ….. فقط دعونى أشير الى تاريخ أرسالها للسيد الرئيس والراعى الأول للأمّة السودانية وهو : ( 13/11/2000 ) أى ( حوالى ثمانية سنوات وعشرة شهور. ) ...... اذ أن هذا التاريخ وهذه المدة التى لم يبقى لها الاّ شهور محدودة لتكمل عقدا كاملا من الزمن ,... لها دلالات نجملها فى الاتى :
* بالرغم أن ماتم فى بيوت الأشباح بالصورة المعروفة والمشار اليها عاليه , أصبح أمرا معلوما بالضرورة , وتم توثيقه داخليا وخارجيا بحيث لا يوجد مجال لانكاره , ... بالرغم من ذلك كله لا يزال يوجد من يشكك فى ذلك , ويحاول انكاره ,..... أو على أقل تقدير يقر بحدوثه , ويستبعد علم الرئيس والراعى الأول للامة بتفاصيل مثل هذه الممارسات التى تمت داخله , ......... أذن حتى لو اعتبرنا ذلك صحيحا , فقد حسمت هذه الريسالة التى أرسلت لسيادته بالقنوات الرسمية وتم نشرها وتوزيعها داخليا وخارجيا وعلى نطاق واسع بحيث لايعطى أى مجال للانكار , ..... ............ اذن , هنا لابد من السؤال الكبير وهو :
* لو نظرنا الى خريطة العالم نجد أن الكوكبة من الحكام (ملوك ورؤساء )التى تحكم هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , ........ ينتمون الى مشارب مختلفة : بعضهم يعتنق الأديان السماوية ( يهودى – مسيحى – مسلم ) وبعضهم لهم أديان غير سماوية (هندوسية – بوزية ....الخ ) وبعضهم لا يؤمن بدين أصلا , ..... ومع ذلك , لو طرحنا هذا السؤال الملح : " لو وصل أو استلم أيا من هولاى الرؤساء رسالة من أحد رعاياه من عامة الناس , - ( فضلا عن رمز من رموزها ) - مثل التى قرأناها أعلاه , ..... هل يعقل أو يتصور أن تلاقى ذات المصير الذى لاقته فى حالتنا هذه ؟؟؟؟؟ ....... اذن لماذا تم تجاهل هذه الرسالة بالغة الخطوره ولم يتخذ أى اجراء حيالها ؟؟؟؟؟
* الاجابة : كما هو واضح للعيان ان استلام هذه الرسالة منذ ذلك الزمن البعيد وعد م التعامل معها بما يتناسب وخطورة القضية المثارة , واعتبارها كأن لم تكن , ......... انّ هذا التجاهل الواضح لا يمكن أن يكون له تفسير غير تفسيرواحد , ...... وهو ما ذكرناه سابقا : " تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة " ....... ماذا يعنى ذلك ؟؟؟؟ .....يعنى وكما سبق قلنا : " أن الذين وكلت لهم عملية الاضطلا ع للقيام بهذا العمل لم يخطر ببالهم قط أنهم أرتكبوا أى مخالفة أو جرم , ... بل العكس تماما , ... هم يعتقدون أنّهم نفذوا , وأدوا , واجبا دينيا , :
* وفى هذا الجانب عن تعاليم وموجهات المدرسة الجديدة , ... يحدثنا الكاتب والمفكر الاسلامى الدكتور / عبد الوهاب الأفندى فالنستمع اليه :
* " .......... ان الشيخ الترابى كان يتعامل بازدواجية فى طريقة عرض منهجه وفكره الجديد عن الاسلام , ...... فقد كان له حلقة داخلية صغيرة من الأنصار يخاطبها بصريح آرائه الفقهية, ......... بينما كان يدّخر خطابا آخر : " لعوام الخلق " .... ..... وقد نتجت عن هذا الوضع عدّة نتائج أولها : " بروز عقلية صفوية بين أعضاء هذه الحلقة الداخلية تشبه الى حد كبير ما انتقده الامام أبى حامد الغزالى عن فلاسفة عصره الذين كانوا يعتقدون : ( التمييز عن الأقران . ).... بفهم خاص للامور يرتفع عن فهم العامة للدرجة التى أصبحوا يرون أنفسهم فوق : ( كلّ شريعة وقانون . ) "...... ويواصل قائلا : " ..... التوجه الجديد لهولاء الصفوة كانت له انعكاسات عملية منها : ( التنكر لتقبل الحركة للديمقراطية , لأن الاحتقار للجماهير , بما فى ذلك الجماهير المتدينة يستتبع بالضرورة " رفض الديمقراطية " كمنهج ,..... وقد ولدت النظرة كذلك استخفاف بكثير من القيم المتمثلة فى : ( الصدق مع الناس واحترام حقوق العباد ) ........ ولعلها كانت مسئولة الى حدّ كبير لما وقع من : ( انتهاكات وتجاوزات ) ........ ويواصل قائلا : " ... ...ولا نزال نسمع من بعضهم تصريحات يستخفون بها : ( بالعباد أفرادا , وأحزابا , وأمّة , )...... اضافة لما نعلمه مما يتداولونه فى مجالسهم من آراء خلاصتها : " أنهم قادرون على حكم الشعب بالحديد والنار , والكذب , والنفاق , وشراء الذمم , ....... وأن الأمّة بكل من فيها من شمال وجنوب وشرق وغرب , .... ليس فيها فرد أو جماعة تستطيع تحدّيهم . " !!!!!!!!!
( بتصرف من زاويته بجرية الصحافة 25/4/2006 )......
* وفى هذا الجانب ننتقل الى كاتب آخر هو :
* د. عبدالفتاح محجوب محمد ابراهيم : ننقل هنا فقرة من كتابه بعنوان : " حسن الترابى وفساد نظرية تطوير الدين " يقول فيها : "........ لقد جاءت هذه الأفكاروالآراء الغريبة – ( يقصد بها أفكار وآراء الترابى ) – والتى هى فى الأساس هدم لأصول الدعوة والدين فى شكل توجه تبناه وظلّ يرعاه مستقلا فى ذلك وضعه المميز داخل الحركة وظروف السرية التى كانت تحيط بها عبر تأريخها المعروف وقد تبلورت هذه الآراء والأفكار وأخذت شكلا تنظيميا دقيقا , استطاع أن يجذب البعض ممن تكونت منهم قاعدة تبنّت هذه الأفكار تحت شعار : " تجديد الدين " و " تجديد الفكر " ..... وهى فى حقيقة الأمر هدم للدين وطمس للفكر كما يتضح من النقاط الآتية :
* المدخل الأول لطمس الشخصية الاسلامية هو : التشكيك فى عصمة الأنبياء والمرسلين .
* المدخل الثانى لهدم الدعامة الثابتة للاسلام هو : التشكيك فى الصحابة عليهم رضوان الله للوصول بذلك الى هدم السنّة , ........ وهى أمور كلّها معلومة لحمل وترويج هذا الفكر التجديدى . "

" المصدر الكتاب المذكور" "
* الآثار المترتبة على تطبيق هذه المبادى على البلاد والعباد :
(1) حال البلاد : يعلم الجميع أن دولة الانقاذ التى ترفع رأية الأسلام , .... وتمثل الرسالة الخاتمه التى جاءت متممة , ومكملة , ومصححة لكل الرسالات السابقة لها , بهدف اسعاد الناس كل الناس على وجه هذه البسيطة , ....... نجد أنها موصومة بأشياء لم نسمع بها قط قبل الانقاذ وهى :
(1) الفساد : موصومة بأنها تقع ضمن الدول الفاسدة .
(2) حقوق الانسان : معدودة من ضمن الدول المنتهكة لحقوق
الانسان.
(3) الدولة الفاشة : معدودة ضمن مسمى الدولة الفاشلة .
(4) الوصاية : تحولنا من دولة كاملة الاستقلال الى دولة تحت الرصاية , .........فى تعليق له عن هذا الأمر يحدثنا الكاتب الاسلامى والمفكر الكبير البروف./ الطيب زين العابدين قائلا : " ...... لا أحسب أنّه منذ الاستقلال أصبح الشأن السودانى مشاعا بين الأمم المتحدة والمنظمات , مثل ما هو عليه فى ظل حكومة الانقاذ ( الاسلامية ) ....... أما الزعيم الكبير السيد الصادق المهدى فيصف هذه الحالة قائلا : " ..... هذا الوضع يعد بمثابة قيام سلطة انتداب على السودان "
(5) ........... ... الخ ما تطالعنا به الأخبار .
فى هذه العجالة نأ خذ البند (1) من هذه الاتهامات , .... وهى اتهامها ( بالفساد ) ونذهب معا الى الصحفى القدير وعضو الانقاذ ونطلع على عموده : ( جريدة الصحافة 8/1/2006 )....لأنه يعد بمثابة : " شهد شاهد من أهلها . " ............ والى هناك :
* يقول : " أن الفساد كل الفساد هو: " الحزب الحاكم ولا شئ غيره " وتساءل قائلا: " هل تستطيع الحكومة محاربة حزبها الحاكم والقضاء عليه وبتره من جسد الدولة ؟؟؟؟....... يقول في ذلك: " أقرت الحكومة بوجود حزب الفساد في السلطة شريكا أصيلا دخل بلا وسطاء نيفاشا وبلا أجاويد وبلا ضغوطات الأمم المتحدة وأمريكا. * وحدها الحكومة بعد كشفها المخططات جاهرت بوجودها وأعلنت محاربتها. * رغم هذه التهديدات, حزب الفساد لا يبالي: " ينهب في الأرض نهبا ويتعمق في مفاصل الدولة والمجتمع ساخرا من التهديدات والقوانين. " * حزب الفساد صار حزبا أقوى من القوانين واللوائح المالية ودواوين المراجعة والنظم الحسابية, وصار حزبا أقوى من المحاكم والنيابات,... فهو: " دولة في الدولة, بل دولة تهدد الدولة.. . " ويواصل قائلا: " حفاة عراة كانوا يأكلون في اليوم نصف وجبة.. بفضل حزب الفساد امتلكوا شركات الصادر والوارد... ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟. * وزهاد جياع كانوا يستدينون لتغطية عجز الميزانية الشهرية بفضل حزب الفساد شيدوا قصورا من الرخام ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟. * وفقراء كانوا يسألون الناس ثمن الدواء والكساء بفضل حزب الفساد شيدوا الجامعات الخاصة والمدارس الخاصة ولم تسألهم الحكومة: من أين لكم هذا ؟؟؟؟؟ * الحزب كان ولا يزال يرصد أزمات البلاد ويغتني منها : ... له في الحرب نصيب .. وفى التمرد نصيب ... وفى المفاوضات نصيب..وفى المؤتمرات نصيب وافر جدا !!!!!!!!! * حزب الفساد الذى فاحت رائحته حتى أزكمت أنوف الشعب والحكومة لم يعد مخفيا, بل صار: " مخيفا ومرعبا "...... وواضحا كوضوح ضياع أموال طريق الانقاذ الغربي في صحراء: ( خلوها مستورة !!! ) * الحزب يتجلى كلما شيدت الحكومة : سدا أو جسرا بواسطة شركات لا نعرف كيف حازت على العطاء. !!! * الحزب يسمو عاليا كلما : رصفت الحكومة طريقا بواسطة شركات لم نقرأها في عطاءات الصحف اليومية.!! * الحزب يتمدد طويلا كلما نشطت الحكومة في استثمارات الأراضي. * حزب الفساد يمد لسانه سافرا بين ثنايا ثلاث فواتير من ثلاث شركات رئيس مجلس إدارتها أحد البدريين. * حزب الفساد يتحدى كل قوانين الأرض والسماء عندما يتبوأ القيادي الواحد خمسة مواقع تشريعية وتسعة مواقع تنفيذية ولا نبالغ. !!!! * الحزب يتحدى الدولة والوطن والشعب عندما يغزو آل بيت الوزير أو المدير سوق الله أكبر .. بشركات معفاة تماما من الجمارك والضرائب ورسوم الإنتاج والزكاة. * الحكومة في موقف لا تحسد عليه... حرجة جدا.. أمام هذا الحزب, هل هى قادرة على القضاء عليه وبتره من جسد الدولة والمجتمع؟؟؟ !!!! ...
بتصرف من عموده بجريدة الصحافة العدد 4523 بتاريخ ( الأحد 8/1/ 2006 ). ...
* ملاحظة : ( لم يخبرنا الأخ / ساتى أن هذا الفساد وهذا النهب المنظم لمال الأمة , وثروة البلاد , وتحويلها لخزائن الحزب ولصالح كوادره , ..... .... أنها من موجهات التمكين , وتعاليم المدرسة الجديدة , ... وأن العملية برمتها تعد عندهم بمثابة : " عبادة " ....يتقرب بها الى الله , ............ ومن ثم تغترف دون أى احساس بجرم أو ذنب . !!!!!!! ) ...... ومن المعلوم أنها بدأت منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه , ..... لم يتغير أو يتبدل أى شىء حتى تأريخه , ............ يحدثنا عن هذ المفكر والكاتب الاسلامى الكبير البروف. / حسن مكى فى مقالة كبيرة له عام 1996 نقتطف منها هذه الفقرة :
* " ثم تكلم عن الفئة الجديدة من الإسلاميين التي أصبحت تتميز: " بالثراء الفاحش والاهتمام باغتناء فاخر البيوت والسيارات والملابس "...... فقال: " إن هذه الفئة الجديدة تستفز المواطنين بمسكنها وملبسها ومأكلها ومركبها!!! " .
* ويحدثنا فى ذلك ايضا العالم والخبير الاقتصادى الكبير البروف ./ محمد هاشم عوض عن عائدات البترول وأين تذهب يقول فى ذلك :
* " ...... ان البترول استفادت منه فئات معينة فى المجتمع , اغتنت, وأثرت , وملكت القصور الشوامخ , والمال الوفير , والثروات الضخمة , ....... بيد أن الغالبية العظمى , والسواد الأعظم من أبناء الشعب الفقراء , والكادحين يعانون معاناة لا يعلمها الاّ الله . "
( مقتطف من تحقيق نشر بجريدة رأى الشعب على حلقتين تحت عنوان : " أين تذب عائدات البترول السودانى . " )
(2) حال العباد :

· " نوجز فى هذه العجالة الحالة التى كان يتميز بها الشعب السودانى من قيم اخلاقية متوارثة جيلا عن جيل من مئات القرون , ........ وكما هو معلوم فانه يتميز بأنه شعب حر أبي قوي الشكيمة , .... لم يتم ترويضه بعد ، ...كما تم لكثير من الشعوب حوله ,..... وكان لا يزال رغم كل شئ ( دون شعوب المنطقة ) متماسك أسرياً واجتماعيا وخلقياً بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ، بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية والطبيعية وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه فهذا كله هو مكمن قوته ومحل عزته ومحط آماله ....... الخ ما هو معلو م عنه داخليا وخارجيا , ...... فهل هذا يعد الدافع الأساسى والرئيسى لعمليات الاستهداف هذه أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
· والآن كيف صار الحال من بعد :
· نركز فى هذه العجالة على حالة واحدة وهى : " الفقر "

·ماهى حقيقة الفقر : يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية : " يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين . "
· فى معرض تقييمه وتحليله لسياسات تحرير الاقتصاد التى تبنتها الانقاذ فى بداية تمكينها , .... يصور لنا الوضع , ... البروف. / محمد هاشم عوض يقول فى ذلك :
· " ... تقول آخر الإحصائيات الصادرة من خبراء اقتصاديين بجامعة الخرطوم: * أن 88 % الى 92 % من السودانيين يعيشون تحت : " خط الفقر " ..... أى أن حوالي أربعة ونصف مليون من خمس ملايين آسرة (أي حوالي 25 مليون) تعيش تحت خط الفقر بينما يستمتع " العشر " الأغنى بمستويات معيشية في مستوى الدول شبه المصنعة... وهذا وضع لا يستقيم مع أى نظام اقتصادي إسلامي." !!!!!


( مقتطف من حوار له مع صحيفة المسلمون الدولية التى كانت تصدر فى لندن بتاريخ(4/12/1992)!!! )

· وفى هذا الجانب يخبرنا الزعيم الكبير إمام طائفة الأنصار ورئيس حزب الآمة القومي في معرض كلامه عن أهم أسباب الفساد في دولة الانقاذ ومآلا ته يقول في ذلك:

* " ...... وقد قرر التقرير الإستراتيجي للسودان لعام (1999-2000) نسبة من هم دون خط الفقر ب : 96 % . " !!! ويواصل قائلا: " نتج عن ذلك كافة أنواع الفساد وكثرت الاختلاسات وتكاثر خيانة الأمانة واتسع الاتجار بالأعراض وارتفعت حالات الرشوة بصورة غير معهودة في السودان. " !!!! ... .

( نقلا عن إفادة أدلى بها الزعيم المذكور مع علماء وخبراء آخرين جريدة الأيام(18/10/2005).......

· عن هذا الجانب أيضا تحدثنا الزعيمة الكبيرة الأستاذة/ فاطمة أحمد إبراهيم قائلة: " ..... كان المجتمع السوداني على ثلاث شرائح : (1) شريحة قليلة من الأغنياء وأصحاب ثروات معروفون بالاسم لدى معظم الناس, ومعروفة أيضا الأعمال التى يديرونها والكيفية التى تكونت بها ثرواتهم ومصادرها........ الخ .. وكلها كانت بطريقة مشروعة. (2) شريحة غالبة من حيث العدد(طبقة وسطى) تمثل مساحة عريضة من المجتمع السوداني أو الغالبية. (3) شريحة الفقراء : ( لكن الفقر لم يكن على أيامنا هذه " فقر مدقع " بل كانوا في خط يكفل لهم حياة كريمة. " ) " ... وتواصل قائلة: " .... أما اليوم نجد شريحة في القمة وشريحة على الأرض, الأولى بها كم هائل من الأثرياء , .. والأخرى كم هائل من الفقراء وتلاشت الطبقة الوسطي تماما ,..... هناك هوة كبيرة : ( ناس فوق وناس تحت ). !!!!!
·

( مقتطف من مقابلة أجرتها جريدة الأيام (22/11/2005)


· اذن هذه باختصار شديد , هى النتيجة الحتمية والمآلات الحقيقية المرجوة من تطبيق مثل هذه المبادىء .
· من أين جاءت هذه المبادىء ؟؟؟

* يمكن القول , ان أى متابع لتعاليم التلمود وموجهاته المبثوثة فى لائحته التنفيذية : " البرتوكولات ".......... لابدّ أن يتعرف على حقيقة هذه المبادىء , .....وقد دلت التجارب أن أىّ بلد طبقت فيها هذه المبادىء أدّت الى تدميرها ,... وتحليل النسيج الاجتماعى لشعبها ,..... لأن الهدف الأساسى من تطبيقها هى الرجوع بالانسانيه الى عصور : " ...... ما قبل الرسالة الخاتمة أى " الجاهلية الجهلاء " .......... وفيما يلى نعيد قراء هذه النصوص المستمدّة من تعاليم التلمود التى سبق أتينا على تفاصيلها عند الكلام عن المحور (3) :
* يقول البروتوكول (3) " .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا."
* يقول أيضاً: " إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها " الضيق " و " الفقر " وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا."
* عن مبدأ التمكين: يقول ب (6) " .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة هي صهاريج للثروة الضخمة لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء " الأرستقراطية " كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية.. بمثل هذه الطرق سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! "

* عن مبدأ الارهاب : تقول الموجهات : " العنف وحده هو العامل الرئيسى فى قوة الدولة "
* الأسئلة الصعبة : والى هنا نذهب للأسئلة الصعببة , ونجملها هنا فى سؤالين , اثنين , فقط , ......... وقبل أن نبدأ بتوجيه هذين السؤالين هناك أمرين هامين لابدّ من الوقوف عندهما وهما :
* الأمر الأول : أرجو أن أنتهز هذه الفرصة وأقول بكل الصدق والأمانة , ..... أننى عندما فكرت وأقدمت على اجراء هذا الحوار بمحاوره الثلاثة , لم أكن أقصد به الاّ وجه الله سبحانه وتعالى , ..... ولا شىء غير ذلك , ..... هذا أولا , ... أما دافعى الثانى هو الامتثال لقول رسولنا الأعظم عندما قال : " الساكت عن الحق شيطان أخرص . "
* الأمر الثانى : لابدّ من القول , أن هولاء التلاميذ الذين أضطلعوا بتنفيذ هذه المبادىء بالصورة المعروفة , والتى تم عرض نزر منها أعلاه ,.... لم يكونوا أجانب عنا ,.... بل هم أناس من بنى جلدتنا , ... هم اخواننا , وعشيرتنا , وابناءنا , ..... اذا، نحن هنا فى معرض : " النصح , النصح " و " النصر النصر " ...... ولا شىء غير ذلك , ...من أخ , وأب , وعمّ , .......... وامتثالا ل. حديث : " أنصر أخاك ظالما أو مظلوما , .. قالوا يا رسول الله , أرأيت ان كان أخى ظالما , ... فكيف أنصره ؟؟؟ ........ قال : تصدّه أو تمنعه , عن ظلمه . " ..... وحديث : " اذا تواجه مسلمان بسيفيهما , فالقاتل والمقتول فى النار , ... قالوا : يا رسول الله , هذا القاتل فما بال المقتول ؟؟ .... قال : انه كان حريصا على قتل صاحبه . "
* " ....... اذن نحن نواجه أمرا فى غاية الخطورة , .... وتكمن خطورته هذه فى أنّه يتعلق : " بالمصائر "...... وهنا يجب أن يعلم الجميع أن أى تعليمات أو موجهات تدعو المسلم لبث الكراهية بين أفراد الأمة وشق صفوفهم , وغرس الفتن فيما بينهم , ....وتجعل من الدين مدار للتطاحن والاحتراب وكافة هذه الموبغات, .......... لابدّ أن تكون مستمدّة من تعاليم ليس لها أية علاقة من قريب أو بعيد بتعاليم أو موجهات الوحى السماوى , ...........ان مثل هذه التعاليم والموجهات , هى الأكثر التصاقا وانسجاما مع تعاليم وموجهات الشيطان , ...... عدو الله وعدو الانسان , ..... وهى تقع فى خط مجافى ومعاكس تماما مع كل الأديان السماوية , ..اذن الى متى ننتظر ؟؟؟؟ .... ....ألم يحن الوقت للاجابة على السؤال الصعب : " هل النظام القائم في السودان تحت حكم: " الإنقاذ " يحكم شعبه تحت دائرة إسلامية تمثل الوحي السماوي المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كرسالة خاتمة وخالدة جاءت أصلا لإسعاد البشرية جمعاء. ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .... وخاصة أن هناك , حيثيات تدفع لضرورة طرح هذا السؤال ,... والحصول على الاجابة لتبيان وجه : " الحق ولاشىء غير الحق " ....... وهذه الحيثيات هى :

(1) الاعلان للعالم أجمع – (بعد المفاصلة ) - أن الأب الروحى لهذه المدرسة الجديدة ما هو الاّ : " ماسونى " .
( اللقاء الجماهيرى للسيد الرئيس بمنطقة قرى عام 2004 . )

(2) البيان الصادر من مجمع الفقه السلامى الذى يوضح الرأى الشرعى فى فتاويه الشاذة .
(3) وصمه لناس الحزب الحاكم ( بعد المفاصلة) فى مقابلته الشهيرة مع فضائية الجزيرة قائلا عنهم : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة " ....... اذن ما معنى هذا , .... معناه أن ناس : " الانقاذ " ....... حقيقة فى ورطة كبيرة وخطيرة , ... ولكن لم يفصح لنا عن من كان وراء هذه المدرسة وهذه الموجهات التى أدت الى ادخالهم فى هذه الورطة الكبيرة والخطيرة .
(4) تراجعه الأخير , واعترافه بعدم : " جهادية " حرب الجنوب .
(5) ........... قوله متباهيا : " ان التنظيم الذى يتولى هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة "!!!!!!!!!! .... ما ذا يقصد بذلك ؟؟ ..... هل يعنى أن له درجة فى المعرفة تفوق معرفة النبى عليه الصلاة والسلام ؟؟؟...... وبالتالى يعنى رفع درجة خريجى مدرسته على خريجى مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم , .. وهم الصحابة رضوان الله عليهم أم ماذا ؟؟؟؟؟ ......( لابدّ من اجابة كافية شافية توضح هذه الامور وكافة هذه التساؤلات . !!!!!! )

(6) وهناك وقفة نقف بها أمام قولته الشهيرة عند ما تعرض لمحاولة اغتيال الرئيس حسنى مبارك واتهم بعض رموز الانقاذ بأن لهم ضلع فى تلك المؤامرة وأضاف أنهم فى سبيل التعمية وابعاد الشبهة عنهم : ( قاموا بتصفية جسدية لبعص المشاركين فى الخطة من أفراد أمن الانقاذ ) .......... والسؤال الملح هنا : " هل بمقدور أى مسلم أن ينفذ أمرا بقتل أخيه فى التنظيم دون اعتقاده أنه ينفذ أمرا دينيا , بحيث لا يخطر ولا يجول بخاطره أنّه ارتكب , أو اغترف ذنبا عظيما و جرما كبيرا , ... واذا كان الأمر كذلك فمن أين جاء هذا الاعتقاد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........ اذن لابدّ من اجابة شافية !!!!
(6) ............. الخ الحيثيات .
* ألا يستوجب كل ذلك ويدعونا الى الرجوع, ومراجعة تامة وكاملة لتعاليم هذه المدرسة الجديدة , والتى أصبحت جملة موجهاتها وممارساتها المطبقة منذ قيام الانقاذ محل شبهة التفسير والتأويل الغير صحيح والضال والبعيد عن نصوص الشرع , ...... ومن ثم اللجو والاحتكام للكتاب والسنة , وذلك برفع الأمر برمته الى : " أهل الذكر " .... كى يضطلعوا بواجبهم الدينى المقدس نحو تبرأة ذمّتهم والصدوع : " باحقاق الحق وابطال الباطل " .... فى هذه القضية . ؟؟؟؟
* قضية هامة : نعيد للاذهان هنا قضية مهمة نوجزها فى الآتى :
* انّ ظلم الانسان لأخيه الانسان موجود وممارس منذ أن وجد على ظهر هذه البسيطة , ......... ولكن هناك فرق كبير بين مسلم يمارس , الظلم وكافة الموبقات المنهية عنها شرعا, ...... وهو يعتقد فى صميم عقله , أنّه يتقرب الى الله بهذه الأعمال الممعنة فى قبحها وسوءها , ....بل يعتقد أن غيره من المخالفين له يستحقون كلّ ما أصابهم , ووقع عليهم من كافة أنواع الجور والظلم ,.......... وبين ذاك الذى يمارسها , وهو يعلم تمام العلم أنّه بعمله هذا يعد نفسه , مخالف تماما لتعاليم الرب , .. وانّه واقع فى الخطيئة ,..... فالأول يرى نفسه غير مخطىء , وأنه على حق فى كل ما اغترفه وارتكبه من جرائم ,.......... فهذه سوف تقف حائلا وسدّا منيعا بينه وبين الرجوع للحق والتوبة , ... لأنه لا يعتقد في نفسه الخطأ, ...........وأمثال هولاء اذا ظلوا فى حال غرورهم , وتكبرهم ولم يقيض لهم من ينقذهم ويصحح مسارهم فسيفاجئون ويجدون أنفسهم مع الذين قال الله فيهم : (( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . )) ......... أما هذا الآخر الذى يدرك فى قرارة نفسه أنّه مذنب وعاصى ومخالف لتعاليم الرب , .... قد يجد من يدخل عليه بموعظة تخرجه مما هو فيه . .... ومن ثم يتدارك نفسه قبل المثول أمال الذى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور . ))


* والى هنا نأتى للسؤالين الصعبين :
* السؤال الأول : " ( هل يستساق عقلا أو يوجد على ظهر هذه البسيطة انسان عاقل وذو بصيرة , يعتقد أو يتصور , أن ينهض شخص متّهم بأنّه : " ماسونى " أولا " وخارج عن ملّة الاسلام بموجب فتوى مجمع الفقه الاسلامى " ثانيا " أن يضع خطة , يقوم بموجبها , بهذا العمل الصامت والدءوب , خلال ثلاث عقود ,.. فى انزال فكر جديد لشريحة من شباب الأمة ويعدّها , كى يرسى , أركان دولة تحكم باسم الرسالة الخالدة , وانزال الوحى المنزل على سيدنا , وحبيبنا , محمد صلى الله عليه وسلم , على الأرض كمثال حى يراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة التى أصبحت وكأنّها قرية واحدة , .......هل يجوز أو يعقل ذلك ؟؟؟؟؟؟
السؤال الثانى فى الأسطر السابقة تعرفنا خلال مرور سريع , على دولة الانقاذ منذ وضع بذرتها فى عام 1964 , ... مرورا بتعهدها والعناية بها خلال ثلاثة عقود , ثم عرجنا على مجمل حصادها منذ قيامها فى عام 1989 وحتى تاريخه وكان يتلخص فى الآتى :

· * ( ما تم فى بيوت الأشباح – عمليات الطرد والاحلال بالخدمة المدنية والعسكرية – الطريقة التى نفذت بها حرب الجنوب - وبالمثل الطريقة التى تعاملت بها مع تمرد دارفور ............. الخ ما أصاب البلاد والعباد من جراء تطبيق مبدأ : " التمكين " .... وتوابعه . ) .
· والسؤال الملح الذى يفرض نفسه موجه الى :
· اولا : الى المرجعية الدينية لدولة الانقاذ , .... نقول لهم أنّ ما ذكرناه آنفا هو ما وصل الى علمنا , .... مع علمنا وتأكدنا التام , أنّكم الأكثر علما ودراية , واحاطة كاملة بكل ما جرى خلال هذه الفترة المذكورة أعلاه , ....... وقبل ذلك وبعد ذلك علم الذى يعلم : (( خائنة الأعين وما تخفى الصدور . ))
· ثانيا : الى كل المرجعيات الدينية والهيئات والمنظمات الدعوية , وكل مراكذ التوجية والدعوة الاسلامية داخليا وخارجيا , ...... والسؤال هو :
· هل لهذا الذى ذكرناه , ونراه حادث وماثل أمام أعيننا , له علاقة بتعاليم وموجهات ديننا الحنيف , ..... وبالمثل هل له علاقة بتعاليم وموجهات الوحي الالهى المنزل من لدن أبو البشرية آدم عليه السلام , ... وحتي الرسالة الخالدة , ... المنزلة على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم , .. كرسالة خاتمة , ومكملة ومصححة لكل الرسالات السابقة لها , والتى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء . ؟؟؟؟؟؟؟
· فاذا كانت الاجابة بلا , .... فنحملكم المسئولية والأمانة كاملة أمام ربّ العزة للصدع بالحق وتبيان اذلك فيما يلى :

(1) اعلان ذلك ليعلمه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , .... ومن ثم تبرأت ديننا الحنيف وعدم اعطاء الفرصة , لأعداء الحق والدين ليكيدوا لنا بحكم انتساب هذا العمل لدولة ترفع رأية الاسلام .
(2) توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع المفضية لتصحيح المسار بالرجوع للحق وردّ المظالم كاملة غير منقوصة لأهلها .
(3) توضيح الطرق الصحيحة والسليمة حسب الشرع لاعطاء الفرصة الغالية والثمينة المفضية للتوبه النصوحة لكل من شارك أو اغترف أو أتى اثما أو أى موبقة , ...أو انتفع ماليا وماديا من تعاليم وموجهات : " مبدأ التمكين "........ وذلك قبل الوقوف فى يوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من آتى الله بقلب سليم . ))

والى هنا لا يسعنى الاّّ أن أختم بالدعاء المأثور :

" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا أجتنابه . "

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




جمع واعداد/ عوض سيداحمد عوض
( 4/10/2008 )

ملاحظة: ( تم النشر بموقع سودانائل 23/2/2009 )












العوضابي 12-22-2012 05:28 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (7) )
 
الرسالة (7) :

ملاحظة : هذه الرسالة موجهة الى منظمى حملة الوقوف مع السيد رئيس الجمهورية ضد قرار المحكمة الجنائية القاضى بالقبض عليه لاتهامه بارتكاب جرايم ضد الانسانية ,
............... والى الرسالة :


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الى السادة / منظمى الحملة للوقوف مع السيد رئيس الجمهورية والراعى الأول للأمة السودانية ومعارضة الجنائية المحترمين .
حديث شريف :
" أنصر أخاك ظالما أو مظلوما, ... قالوا ننصره مظلوما , كيف ننصره ظالما ؟؟ قال : تمنعه من ظلمه " .... أو كما قال



تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد,
أرجو أن أوضح رأئى فى هده القضية فى النقاط الآتية :


أولا : يجب العلم أنه لاينبقى ولايجوز لاى مواطن يعيش على ظهرهده الارض الطيبة ( السودان ) أن يقبل بمحاكمة رئيس الدولة ورمزها خارج حدود وطنه ,.... هدا أمر ينبقى أن يكون خطا أحمرا يؤمن به الجميع , ويكفينا فى هدا المقام , تجارب غيرنا فى العراق وغيره كثير فلمادا لا نستفيد منها بتحاشى شباكها ؟؟؟؟؟
ثانيا : مناك سؤال ملح لا بد أن نوجهه الى أنفسنا جميعا راع ورعية وهو :

لمادا ظللنا نلف وندور فى حلقة مفرقة بعيدا عن البعد الأصلى والأساسى لهده القضية الخطيرة التى أقامت الدنيا ولم تقعدها ؟؟؟؟؟؟؟

* كلنا يعلم ان هده الأحداث المسببة لهده الكارثة وقعت فى العام 2003 أى قبل ستة أعوام , ........ وبعد أن شاع خبرها هنا وهناك وأقامت الدنيا كلها ولم تقعدها ,..... ومن ثم وجهت لنا الاتهامات الخطيرة من الدول الكبرى ثم مجلس الأمن,
* .كلنا يعلم تمام العلم أن دلك تبلور عن الآتى :

(1) أسرعت الجامعة العربية بارسال لجنة تحقيق للتأكد عن مدى صحة ما يقال من عدمه , وجاء التقرير يؤيد حدوث الكارثة .
(2) تعرض لها داخليا الكثير الكثير من الكتاب والسياسيين والمفكرين ورؤاساء الأحزاب ووصفوها بأنها : " الأبشع " و " الأمر " , ....... ومن جملة هولاء ناتى على دكر المفكر الاسلامى الكبير وأحد أبرز رموز الحركة الاسلامية السودانية : د . الطيب زين العابدين, فقد تعرض لها فى عموده الاسبوعى بجريدة الصحافة – (كان دلك عام 2004 ) – وبعد وصفه الدقيق لما حدث وجه خطابه للسلطة قائلا : " " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " .......... وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".
(3) وأخيرا وليس آخرا تقرير اللجنة التى شكلها السيد رئيس الجمهورية والراعى الأول للأمة السودانية برئاسة الدكتور / دفع الله الحاج يوسف , والتى توصلت لدات النتيجة , .... وقد جاء فيه : " "..... ان ما قامت به قوات الحكومة والمليشيات المسلحة يعد انتهاكات جسيمه لحقوق الإنسان تتمثل في: عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدامات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...." .

* ماذا كنا نريد بعد ذلك كله , ؟؟؟؟؟؟ ........وماهو العمل الضرورى والملح والواجب شرعا , والذى كان ينبقى القيام به فورا ودون أى تباطؤ أو تأخير فى هذه الحالة ؟؟؟؟؟؟؟؟
* كان يجب علينا شرعا أن نقف أولا مع أنفسنا ونحاسبها حسابا عسيرا , ثم نتوجه الى الله بالتوبة , ونؤكدها فى التو والحال بالعمل الجاد المضنى فى صمت وهدوء كاملين , والدخول بجد واخلاص كامل لعملية : " ازالة الضرر " ... أى اعادة بناء كامل لكل القرى المنكوبة لتصبح صالحة تماما , ومؤمنة تأمينا كاملا بالقدر الدى يتيح الفرصة الثمينة والغالية لأهلنا المشردين داخليا وخارجيا , والموجودون الآن تحت رحمة المنظمات الأجنبية طيلة هده السنوات الطويلة , .... كى يعاد استقرارهم فيها كما كانوا أولا , ,...... يرجعوا آمنين مطمئنين ليعيشوا سويا , مع أهليهم , وزويهم , وعشيرتهم , كما كانوا منذ آلاف السنين , مع دفع التعويضات العادلة والمقررة شرعا لكل منهم .
* وبذلك فقط نكون وضعنا حلا جزريا للمشكلة , وسحبنا فى ذات الوقت البساط تماما من هولاء المتربصون بنا والساعون من قديم الأزل لايقاعنا فى شباكهم , .......... فلماذا أتحنا لهم هذة الفرصة , وخلقنا لهم : " القابلية ",.......... بل نكاد نستدعيهم بعملنا وممارساتنا هذه , .....لضربنا فى عقر دارنا , .......... والا قل لى بربك :
* كم أنفقنا من مال خلال هده الفترة التى تجاوزت الأعوام الستة كما سبق أشرنا : كم أنفقنا فى الدعاية أولا لتحسين صورتنا داخليا وخارجيا ,..وكم أنفقنا فى المؤتمرات التى عقدت هنا وهناك , ... وفى اللقاءات التى تمت هنا وهناك , ... وأخيرا وليس آخرا , كم أنفقنا فى المسيرات الهادرة التى أقمناها طوال هذة المدة ولا زالت ؟؟؟؟؟؟؟؟ .......
* أليس كان الأجدى , والأنفع , والأرشد , أن ينفق هدا المال ويوجه منذ البداية وبجدية واخلاص , ودون أى شوشرة أو عنترية , الى وجهته الصحيحة الى : " ازالة الضرر ".... أى الحل الجزرى المطلوب .والمذكور آنفا ؟؟؟؟؟؟ ز
* هذا يا أخواننا هو البعد الذى كان ينبقى أن يكون هو : " مدار همنا وتوجهنا وشاغلنا الأول والأخير , ....... ولا زالت الفرصة متاحة فلمادا لا نسرع باغتنامها , .......... وفى التو والحال ؟؟؟؟؟؟؟ . "

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح حالنا , ويقينا شرور أنفسنا قبل شرور غيرنا , وأن يعيدنا الى رشدنا .

ودمتم ,

مشاركة من المواطن /عوض سيدأحمد
( 17/3/2009 )

العوضابي 01-01-2013 04:16 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (8)
 
الرسالة (8) :

الموضوع : (خطاب مفتوح للسادة رئيس وأعضاء الهيئة القومية لترشيح عمر البشير لرئاسة الجمهورية )

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الى السادة / رئيس واعضاء الهيئة القومية لترشيح السيد/ عمر البشير لرئاسة الجمهورية المحترمين
تحية من عند الله مباركة طيبه وبعد ,

الموضوع : " الدين النصيحة "

بصفتى مواطن مسلم أرجو أن تسمحو لى أن أقوم بواجبى الدينى فى أداء شعيرة واجب النصيحة , ................. هده النصيحة موجهة الى السيد /عمر البشير أولا , والى السيد / رئيس اللجة والأعضاء ثانيا , .... ثم أخيرا وليس آخرا , الى كل منتسبى حزب الموتمر الوطنى , ..... والنصيحة مضمنة فى الآتى :
أولا : مند ان قامت " الانقاد " بانقلابها فى 30/6/1989 , كنت ارصد واتابع أولا بأول كأى مواطن ما يحدث للبلاد والعباد من جراء هدا الوضع الجديد وكنت وقتها خارج البلاد, ..... وربما كان هناك دافع أجمله فى سببين :
أولهما : اعلانها أنها لم تقم بهدا الانقلاب الا " لتطبيق شرع الله " ثانيهما : اشتممنا مند الوهلة الاولى لقيامها رائحة الشموليات السابقة لها – ( عمليات الطرد والتشريد من الخدمة العامة- بيوت الاشباح ) – وكما تعلمون أنه ثبت لاحقا ان المبادىء والاساسيات التى قامت عليها هذه الشموليات ما هى الا تطبيق حرفى لتعاليم : ( التلمود ), ............. اذن لا بد من المتابعة , ............. وبعد مرور ما يقرب من عقد من الزمان أوجزت ملاخظاتى ومتابعاتى فى كتاب وجهته خصيصا لأحد اقربائى من منتسبى الجبهة الترابية : ( مرفق نسخة منه طيه )
ثانيا : بعد رجوعى النهائى للبلاد شرعت فى التو والحال فى مخاطبة كلا من المرجعيات الدينية الأولى للانقاد , والسيد رئيس الجمهوريه , ...... تم ذلك بخطابات مفتوحة معنونة لهم وغيرها , ...... بلغ اجماليها (5) رسائل : ( مرفقة طيه )
ثالثا : عند اعلان قيام لجنة منظمى حملة معارضة المحكمة الجنائية خاطبتهم برسالة تحت عنوان : " جبر الضرر هو الأهم " : ( نسخة مرفقة )

واننى اذ أحول لكم هده الرسائل , أرجو اخضاعها كلها للبحث والدراسة من قبل مختصين وتتبع كل التساولات الواردة بها جميعا , والمنتهية بالرسالة الخامسة والأخيرة المضنة والمكملة لرسائل التعميم الخمسة أعلاه ,...... ودلك من وجهة نظر ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ......بهدف النظر والبت السريع فى أمرين , واعطاء اجابة كافية وشافية , فى أيهما أولى بالرعاية والاهتمام :
ألأمر الأول : النظر لهده القضية باعتبارها تعد من : " المصائر "........ومن ثم الرجوع للنفس ومحاسبتهاعلى هذا الذى وصل الى علمنا وسطرناه لكم , .....مع علمنا أنكم الأكثر علما ودراية بكل ما حدث , وفوق ذلك علم الذى : (( يعلم خاينة الأعين وما تخفى الصدور . )) .....ثم الشروع فورا فى متطلبات التوبة النصوحة , وعمليات رد الحقوق لاصحابها كاملة أى : " جبر كل الأضرار . "
الأمر الثانى : المضى فى طريق مواصلة السلطة دون مراعاة لما حدث خلال العقدين المنصرمين , ودون مراعات لما يعد الآن محل تخوف وتوجس من الرعية , ....... وخاصة أننا نرى ذلك بأم أعيننا , ألا ترون أننا تحولنا من دولة : " كاملة الاستقلال الى دولة تحت الوصاية " ؟؟؟ ........... وأن هناك جنودا لا قبل لنا بها داخل أراضينا ؟؟؟ , ....وتعلمون اننا نحن الذين أوجدنا لهم القابلية كى تقذوا بلادنا , ؟؟؟؟ ... وأنها ألآن كما تعلمون فى كامل استعدادها منتظرة اللحظة المواتية أو : " الثقرة " ...... لتهجم , وتحقق للاعداء ما أدادوا فينا , وخططوا من سالف الازمان ,؟؟؟؟؟......... فلماذا لا نتعظ , فكلنا يعلم أن ما حدث فى العراق وغيره كان نتيجة لعمى البصر والبصيرة للقائمين بأمره آنذاك , فهم الذين أوجدوا لهم هذه القابلية التى خططوالها من غابر الزمان , وتم لهم ما آرادو , ..... فهلا اتعظنا ؟؟؟؟؟ .......... .........ألم يحن الوقت بعد لنرجع لرشدنا , ونقف وقفة صادقة وأمينة مع أنفسنا ؟؟؟ ... كى تجتمع وتلتحم كل القوى الوطنية , وتعمل متضامنة , متكاملة لحل وازالة هذا البلاء العظيم , والخطر الداهم , والماثل أمام أعيننا كلنا جميعا , !!!!!!!!!....
وبذلك فقط نستطيع أن نسحب البساط تماما , ونقى بلادنا وامتنا من هدا الشر البغيض ,
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب البلاد والعباد شرور أعدائنا , وأن يعيدنا الى رشدنا ,
آمين , آمين , آمين .
* ملاحظة : سألنى أحد الاخوان : " لماذا لا نترك أمر الرجوع للنفس والمحاسبة الى ما بعد الانتخابات ؟؟؟؟؟
* رديت : " يا أخى مصيبتنا نحن كبشر أننا ننسى دائما : " هازم اللذات " ........ ننسي الموت , وننسى قوله تعالى : (( لا تدرى نفس ماذا تكسب غدا ولا تدرى نفس بأى أرض تموت . ))
" صدق الله العظيم "

وفى الختام لا يسعنى الا أن أختم بالدعاء المأثور :
( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . )

ودمتم فى حفظ الله ورعايته

عوض سيداحمد عوض
awadsidahmed@yahoo.com
ملاحظة :

( الى الاخوة قراء منبر الراى الرسائل المشار اليها أعلاه موجودة كلها بالمنبر , ... وفيما يلى بيانها مرتبة حسب مسمياتها وأسبقية نزولها بالمنبر ) :

(1) " الأسئلة الصعبة " (2) "" جبر الضرر هو الأهم " (3) " أعرف عدوك " (4) " الماسونية العالمية " (5) " البعد الدينى لقضية دارفور " (6) " الفساد " (7) " خطاب مفتوح لمنتسبى الحركة الاسلامية السودانية "

العوضابي 01-24-2013 04:18 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (9)
 

رسالة (9) :

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموضوع : ( هل تزوير الانتخابات يعد عبادة , واذا كان الأمر كذلك , فمن أين جاء هذا الاعتقاد . ؟؟؟؟؟؟؟ )

فى عموده اليومى : " قولو حسنا " دبج الاستاذ الكبير / محجوب عروة رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير جريدة السودانى , ...... مقالات أتهم فيها جماعة من الحزب الحاكم ( لم يسميها ) .... اتهمهم بالقيام بتزوير الانتخابات , ..... وحينها علقت على دلك, بالرسالة طيه والتى ارسلت له بتاريخ 21/4/2010 بغرض النشر , ولكنها لم تنشر حتى تاريخه ,...... ولا أدرى ما سبب ذلك ,
ولأهمية هذه الرسالة , ولتكاملها التام , مع كافة الرسائل المنشورة بموقعكم الموقر , ...... ارجو التكرم بنشرها لتاخذ موضعها مع أخواتها ,

...... ودمتم فى حفظ الله ورعايته ,

.......... والى الرسالة :

الى الاستاذ الكبير / محجوب عروة حفظه الله
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,
أخى ,
فى عمودك اليومى " قولوا حسنا " تابعت مقالاتك الأخيرة حتى تاريخ اليوم (21/4/2010 )........ والمتصلة بعملية : " تزوير الانتخابات "... عن طريق الحزب الحاكم , ...... وقد لاحظت أنه خلال اتهامك لهذ الحزب , تردد دائما مثل هذه الكلمات : " أعتقد أنه من الحكمة أن يواجه المسؤولون الأمر , ويبحثون عن من ولماذا فعل البعض ذلك من ورائهم , وأحرجهم هذا الاحراج "............... وكأنك تريد أن تقول للناس , أن هناك نفر داخل الحزب الحاكم هم الذين فعلوا ذلك دون علم المسؤولين , !!!!!!!!........... هل يعقل هذا يا أخى ,....... وأنت تعلم :
* أن هذه الانتخابات لم تكن أول انتخات يتم تزوير نتيجتها , فقد تم ذلك فى كل الانتخابات السابقة لها خلال عهد الانقاذ ,........ كما اعترف بذلك الأب الروحى لها بعد المفاصلة .
* كلنا يعلم أن أهل الانقاذ وكما يعتقدون : " هم حملة رسالة " .... ومع ذلك لا يرون أو يدور بخلدهم أبدا , أن جميع ما ارتكبوه خلال هذه المسيرة الطويلة من سنى حكمهم ,...... مخالف لشرع الله , ........ بل : " يعدون كل ذلك عبادة يتقربون بها الى الله "
* كلنا يعلم هذه الحقيقة , وقد تعرض لهذا الموضوع المفكر الاسلامى الكبير , واستاذ العلوم السياسية الدكتور / الطيب زين العابدين يقول فى ذلك :
( .......... وكان أن سمعنا العجب العجاب , بأنّ هناك من يتعبّد الله سبحانه وتعالى : ( بالتجسس على الناس واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , .... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام . )
* اذن هذه هى القضية وهنا مربط الفرص , ......... فالأمر هنا فى غاية الوضوح , فماعلينا كلنا راع ورعية , الا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال المصيرى والهام وهو :
* هل هذا ينطبق فعلا مع تعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة ؟؟؟؟؟؟ .... فاذا كانت الاجابة بنعم ,.... فما عليهم الا أن يبرزوا دليلهم من الكتاب والسنة ليعلمه الناس كل الناس, ................فليس فى شرع الله وتعاليم ديننا الحنيف أسرار, ,................ واذا لم يكن لديهم دليل ,.... فمن أين أتو بهذا الاعتقاد ؟؟؟؟؟؟؟
* هذا كما تعلم أخى , ... ويعلم الجميع هو الطريق الوحيد والسليم للوصول للحقيقة , .... ولا شى غير الحقيقة , ... فالحقيقة هى الوسيلة الوحيدة التى يمكن أن نصل عن طريقها الى بر الأمان , ........ الى طريق : " الصراط المستقيم " ....... ونعلم بموجبها فيما اذا كنا نسير فى ضلال أو فهم خاطىء لتعاليم ديننا ورسالتنا الخاتمة أم لا . !!!!!!!!!
* أعتقد يا أخى أن أمامنا الآن فرصة ثمينة وغالية لا بد من انتهاذها راع ورعية , .......... للرجوع لله ومحاسبة انفسنا , للتأكد من سلامة المسيرة , وأصلا ح أى اعوجاع أو زلل فيها, أو أى اعتقاد خاطىء , أو ضلال , أو تضليل تعرضنا له فى مسيرة حياتنا , ..... كى نلاقى الله سبحانه وتعالى وهو راض عنا .
* " اللهم هل بلغت , اللهم فاشهد . "

ودمتم فى حفظ الله ورعايته ,


القارىء / عوض سيداحمد
awadsidahmed@yahoo.com

العوضابي 03-25-2013 04:13 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الرسالة ( 10)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( الحروب التدميرية للانقاذ . )
وصلتنى رسالة من أحد القراء يقول فيها : " دلانى أحد الأصدقاء على تعليقك على رسالة أبونا الاستاذ / محمد عيسى عليو تحت عنوان : " معايير الدولة الفاشلة " ..... ففى الحال والتو عثرت عليه كما قال الصديق , فى أرشيف موقع الراكوبة , فتلوته المرة , تلو المرة , فوقفت فى متنها على أمر عجيب وغريب ................ " .......... وتابع قائلا : " أنا من أحد الآلاف الذين اكتوا بنيران الانقاذ , ..... اننى من ضحايا التشريد , وجدت نفسى فجأة مع كثير من الضحايا نسير فى مسيرة طويلة من المزلة والمهانة ,..... ودروب كلها مهالك , حتى قيض الله لى الوصول الى برّ الأمان , واستقر بى المقام وعائلتى فى المهجر البعيد ,....... ولا اكتمك سرا , اذا قلت ان هواجس تلك الصدمة العاتية لم تفارقنى لحظة ,.....ظلت ملازمة لى ليلا ونهارا , ..... أفكر فيما جرى ,...... .......أنا مواطن أعمل بكل جهد واخلاص لخدمة بلدى , ومحل احترام وتقدير كبير من رؤأساى ومرؤؤسى , وبين أهلى وعشيرتى وجيرانى وكافة أصدقائى ومعارفى , ..... ومسلم ملتزم بواجباتى الدينية , ....... فلماذا أجازى بهذه الصورة الكارثية : " كانت قمّة فى تعسفها , قمّة فى ظلمها وجورها , ....... أنّه أمر مشين , شديد الغذارة , , .... لا يمكن أن يقدم على فعله , الاّ انسان تجرد تماما من انسانيته , فضلا عن دينه "....... ان هذا الذى حدث , لا يعدو كونه : " اصدار حكم بالموت البطىء "..... لحوالى ثلث مليون : " نفس " – ( عدد الضحايا مضروبا فى متوسط الاسرة ) - ....... والله سبحانه وتعالى يقول فى حديث قدسى : " لزوال الدنيا عند الله أهون من قتل نفس بغير حق " ....... ......... وحدث ممن ؟؟؟ .........من هولاء الذين كنا نعدهم : " أهل دعوة " و " حملة رسالة ".... صاروا يقتلون الملائين بدم بارد , وهم يصلون ويصومون , ......... هذا ما كان محل هواجسى , وتساؤلى , ومكمن حيرتى , .......فجاء تعليقك فيما يختص بالتشريد , فوضع النقاط فوق الحروف , ............... الخ
الرسالة طويلة وأكتفى بالقليل القليل الذى تم عرضه منها , ..... وهناك اسئلة جوهرية , فى مؤخرة الرسالة سياتى عرضها والاجابة عليها بعد انزال التعليق المذكور أعلاه , لتعميم الفائدة :

أولا : المقتطف : ( من مقال الاستاذ / محمد عيسى عليو )
(........السؤال لماذا هذا السيناريو برمته في النيل الازرق، بل السؤال الذي تلوكه جميع الالسن السودانية لماذا دخلت هذه المناطق الثلاث الشمالية مائة المائة باتفاق نيفاشا والتي ليست على عرقية مماثلة كما في الجنوب، وكذلك العقيدة. وهل دخول هذه المناطق الثلاث (قينيس اتفاق نيفاشا) لتقوم هذه الحرب اللعينة، اين العباقرة والجهابذة الذين وقعوا اتفاق نيفاشا ؟؟؟...... الا يحق لنا مساءلتهم حتى يبينوا لنا الامر ربما كانت اهدافهم نبيلة لكن الظروف المتاحة الآن غيرت من نصوص الاتفاق. لماذا سكتوا؟ بل (لبدو) هنا لا اعني الاخ نائب الرئيس علي عثمان محمد طه وحده وانما لفيف السياسيين الذين درسوا في امريكا وحضروا فيها الشهادات العليا في فض النزاعات والعلوم السياسية والفلسفة، لابد ان يخبرونا كيف فلسفوا دخول هذه المناطق الثلاث الحرب ؟؟؟...... )

ثانيا : التعليق : الى الأخ العزبز / محمد عيسى عليو
قبل أن توجه هذه الأسئلة لاخواننا فى الانقاذ , هناك قضية هامة , .... بل هناك سؤال أكثر أهمية والحاحا هو : " لماذا اتّجه هولاء الشباب الذين أوكلت اليهم مهمة الاضطلاع بادارة دولة الانقاذ ,وأعتمدوا نهج : " الحكم الشمولى البغيض "......فى ادارة دولتهم , ....وكان من أبرز ممارساتها : " اشعال الحروب التدميرية " ؟؟؟.......... كلنا يعلم السبب الكامن وراء ذلك والذى يمكن اجماله فى الأتى :

· هناك حقيقة لا بد من الوقوف عندها , وهى أن هولاء الأخوة كانوا ينتمون فى الأساس الى تنظيم : " دعوى " – ( تنظيم الخوان المسلمون ) - مهمته الاساسية اخضاع الشباب المنضوين تحت لوائه الى : " تربية اسلامية صحيحة تمكنهم من فهم تعاليم وموجهات ديننا الحنيف و الرسالة الخاتمة , فهما , صحيحا بعيدا عن أى فهم خاطىء للاسلام " ........فماذا حدث ؟؟؟
· كلنا يعلم أن الأب الروحى لهم عندما رجع من السربون وآلت اليه قيادة التنظيم , وكان ذلك عام 1964...جاء بفكر جديد ونهج مخالف لنهج التربية المعمول به , ومن ثم ركز من أول وهلة على الشباب من الجنسين , ( طلبة / طالبات )... يجمعونهم له فى أماكن خاصة فيما يسمى : " الأسرة " ... أى بعيدا عن أعين الناس , ...... ماذا يعنى هدا ؟؟؟ ... يعنى أن عملية التلقى لهدا التوجه , أو المنهج الجديد , معنى به الشباب أولا , ... ثم السرية , ثانيا , ....... نعلم أن عملية التلقى هذه , استغرقت حوالى ثلاث عقود من الزمن , ..... كان الهدف الأساسى الكامن وراء هذا العمل المضنى والمجهود الجبار الذى بذل هو : " اعدادهم اعدادا كاملا ووافيا لادارة دولته المنشودة , ووفقا لتعاليم وموجهات هذ ه المرسة الجديدة "......انها دولته التى قامت فعلا فى عام 1989 ,..... وجاء التكليف والاضلاع بالادارة , كما هو معلوم حصريا عليهم , ..... .......... فماهى الحصيلة أو الثمرة التى جنيناها من هذه التعاليم والموجهات ؟؟؟؟؟؟؟ .
· تطبيق مبدأ التمكين : لكى يتمكنوا من تطبيق مبدأ : " التمكين " المعروف , والذى ترجع أصوله الى تعاليم : " تلمود اليهود " .... وهو ذاته الذى أعطاه الأب الروحى لهم : " الصبغة الاسلامية " ... لأنّه يهدف فيما يهدف الى تحويل الدولة النظامية القائمة من دولة : " الوطن " الى دولة " الحزب " ..... ومن ثم تصبح الدولة كلها وتتحول الى دولة تابعة للحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب , ...... ولكن هناك عقبات كثيرة , ومانعة , ...تحول دون ذلك , ..... ماهى ؟؟......... نأتى فى هذه العجالة على ذكر نذر منها :
· عملية التشريد من الخدمة العامة : هل تمت وفقا لمتطلبات العدالة وحقوق الأنسان التى كفلها الاسلام من قبل ان تعرفها البشرية , وتعتمدها كقانون ؟؟؟ ............" كلا , .... وألف ,.....كلا "...... كما تعلمون جند لهذا العمل كوادر من خريجى هذه المدرسة الجديدة واضطلعوا بعملهم هذا حسب الخطة الموضوعة لهم , بكل همة وحماس لا نظير لها ,...... وكانت النتيجة كما هى معلومة للناس كل الناس : " طرد وتشريد ما يزيد عن ستين ألف من خيرة منسوبى الخدمة العامة للدولة : ( مدنيين وعسكريين وقضاة ) ومن أكثرهم كفاءة ,.......... ألقوا بهم فى الشوارع دون جريرة يرتكبوها , ودون تحقيق أو توجيه أى تهمة لهم , ..... وبعيدا ,.... بعيدا , عن أى وجه من أوجة العدالة , التى جاءت الرسالة الخاتمة لبسطها على البشرية جمعاء . "................... كل ذلك لماذا ؟؟؟ ...... كل ذلك ليمهدوا الطريق , ويعبدوه , كى يوتى مبدأ : " التمكين أوكله " ... .... ............ اضطلعوا بهذا العمل ولم يخطر ببالهم قط أنّهم ارتكبوا جرما , أو خطيئة , أو : " مخالفة لشرع الله " ............. بل يعتقدون اعتقادا جازما وحتى هذه اللحظة , أنّهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله . !!!!!!!
· ما تم ومورس فى بيوت الأشباح : وبالمثل جند لهذا العمل جماعة مختارة من خريجى ذات المدرسة , كشف القناع عنهم وعلم بهم , الناس كل الناس فى أنحاء البسيطة ,..... نعم , .... دلانا عليهم الرجل القامة ,الاستاذ الجامعى الدكتور / فاروق محمد ابراهيم , فى رسالته الشهيرة , التى أرسلها الى السيد رئيس الجمهورية عن طريق سفيرنا بالقاهرة , سرد فيها بالتفصيل ما تم وأنجذ فى هذه البيوت سيئة السمعه , وما مورس عليهم من أنواع التعذيب الممعنة , فى سوءها وقبحها , والتى كما ذكر هو : " يعف اللسان عن ذكرها " ..... مورس كل ذلك على مواطنين أبرياء , لم توجه لأى منهم , أى تهمة , أو يجرى أى تحقيق معه , .... وبعيدا تماما عن أى وجه , من أوجه العدالة : " سماوية أو أرضية " ........ تم كل ذلك , ونفذ , على أيدى وأشراف من ؟؟؟ ....... تم ونفذ على أيدى أناس ذكرهم الدكتور بالأسم هم : " لا يزالون فى قمة سلطة الانقاذ "...... وكان الهدف الكامن وراء ذلك كله , كما تعلمون هو تطبيق مبدأ مرادف وصنو لمبدأ التمكين وخادم له وهو : " مبدأ الارهاب "....... وهذا الأخير , ..... يستمد جزوره أيضا من مبادىء التلمود ,..... ...... ولكن الأب الروحى للمدرسة الجديدة , أعطاه , كما أعطى سابقه : " الصبغة الاسلامية " ...... ...... ومن ثم طبق بدم بارد , ودون أى شعور أو احساس بذنب أو مخالفة : " لشرع الله " ........ بل يعتقدون تمام الاعتقاد , ووفقا لتعاليم وموجهات هذه المرسة , ..... أنهم يؤدون واجبا دينيا يتقربون به الى الله !!!!!!!
· هذين المثلين اللذين أوردناهما أعلاه , لا يمثلان الاّ القليل القليل من جملة ما مورس , وأرتكب , فى حق البلاد والعباد , ..... جريا وراء جعل المدأ يين المذكورين أعلاه , يفعلا ن فعلهما , المعهود والمعروف عنهما كما علم من حصيلة ممارسة تطبيقهما فى كل الشموليات السابقة , ........ وهو ما يمكن اجمال , هدفه الكلى وما يرمى اليه ويبتقيه , فى : " عمليات التدمير والافساد فى الأرض "....... هذا هو الذى ثبت وتأكد ورآه الناس كل الناس فى كافة هذه الشموليات السابقة وجاءت النتيجة على خلاف وبشكل مغائر تماما لما كانوا يعتقدونه فى مذاهبهم أنّه " " الأ صلاح " .... ثم جاء خريجى المدرسة الجديدة وطبقوه باعتباره من تعاليم : " الاسلام " ......... والى هنا نذهب للقضية محل الرسالة :

الحروب التدميرية : كما تعلمون أنه لم يكن فى السودان مشكلة اثنية أو قبلية غير مشكلة : " الجنوب " المعروفة والتى انفجرت فى العام 1955 , ....... وبعد مرور , سنوات , وسنوات , من المعاناة , وما أسفرت عنه من دمار شامل , .... وضحايا فى الأرواح فى كلا الطرفين , ...... توصلت : " الأمة " بكاملها الى قناعة تامة : " الا ّفائدة من الحرب " .... وأن الحل يكمن فى : " طاولة المفاوضات " ........ ومن هذا المنطلق جرت محاولات جادة من جملة فعاليات وطنية , ...... أنتهت بمبادرة ما يسمى : ( الميرغنى /قرنق " ... وكما هو معلوم , وجدت هده الاتفاقية استحسانا وقبولا من كافت قطاعات الشعب , ......وكانت بنودها كلها , تعبر تعبيرا صادقا عن أمانى وتطلعات الأمة السودانية بأسرها , ....... وكان فحواها , أن يجلس السودانيون ممثلين فى زعاماتهم ,....... يجلسون سويا للوصول لحل المشكلة حلا جزريا , دون أى تدخل أجنبى , .... وفى اطار : " سودان حر موحد " : ....يستظل بقيمنا الأصيلة , ... والتى تركناها وراء ظهورنا , دهورا , ........... والمتمثلة فى تعاليم ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة ,.... وهى ذات المبادىء والقيم التى توصل لها الانسان بفطرته السليمة , بعد طول عنا , ........... ونراها مطبقة فى العالم حولنا وتتمثل فى : " حقوق الانسان " : " المساواة الكاملة بين أبناء الأمة دون أعتبار لأديانهم وأعراقهم , .. ..... الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ............ أليس هدا ما جاءت به الرسالة الخاتمة , .... لتنقل الانسان من حياة القهر والعبودية , ... الى فضاء الحرية , والمساواة , ...... ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , ....لأن العدل : "هو أساس الحكم فى الاسلام "
* فماذا حدث نعد ذلك ؟؟؟ ........ جاءت" الانقاد " ... ووأدت دلك كله فى رمشة عين , .... ولم يك باقى على تحقيق هدا الأمل الا شهرين ونصف الشهر ,....... جاءت الانقاد ووأدت دلك كله , ... ويا ليتها نحت نحو هدا الطريق , المفضى للحل العاجل والوفاق الدائم , ..... لكنها توجهت من أول وهلة الى طريق معوج ,..... طريق مغاير , بل معاكس تماما , لطريق السلامة , والعيش فى حب , ووئآم , ....فالننظر ماذا كان البديل :

· تم تحويل القضية برمتها من مشكلة داخلية , ومطالب جوهرية عادلة , ... تتطلب فيما تتطلب , النظر اليها فى اطار : " القيم الانسانية النبيلة , والمساواة , والعدالة بين أفراد الأمة الواحدة , .......... حولوها الى حرب جهادية " ...... وبالرغم أن هناك علماء أفاضل أفتوا بعدم جواز تحويل مشكلة داخلية قابلة للحل والوفاق الوطنى الى حرب دينية , الاّ أن الذى جرى هناك ومورس حتى ولو , ..... نقول و( لو ) ..كانت كذلك ,... فانّ ما حدث لايبعد كثيرا عن ممارسات الشموليات السابقة , ..... بل مطابق ومماثل لها تماما فقد كانت : " حرب تدميرية " ...... اسفرت فى التو والحال عن نزوح أكثر من مليونين من مواطنين هناك , تركوا , أرضهم وبلدهم ليكون لنا : " لاجئيين سودانيين " بدول الجوار ,..... ولأول مرة فى تأريخ السودان , .... وبذلك تحقق الهدف تماما : " تدويل القضية " .... .... ومن ثم كافة التداعيات التى أعقبت ذلك : " التدخل الأجنبى " ثم "الايقاد " و " تقرير المصير " و " انيفاشا " .... الى ان تحقق الهدف النهائى والمنشود والكامن وراء ذلك كله وهو : " الانفصال "
· تمرد دارفور : وبالمثل كلنا يعلم الطريقة التى تعامل بها خريجى المدرسة الجديدة اذاء هذا التمرد , .....وأكتفى فى هذه العجالة بشهادتين لقامتين من كبار رجال الحركة الاسلامية السودانية :
· ألأول : الكاتب والمفكر الاسلامى , بروف / الطيب زين العابدين , فيما يلى مجمل ما قال فى شهادته :
· " تكاد تجمع كل المصادر , وخاصة أبناء دار فور بالعاصمة على أن تفاقم المشكلة التي أدت إلى آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين وللاجئين حتى أصبحت المآسات الإنسانية الأولى تعزى إلى مجموعة أو مجموعات من المليشيات العربية تسمى: " الجنجويد" استعانت بها الحكومة ومدتها بالمال والسلاح لتحارب معها ضد حملة السلاح من أبناء القبائل الأفريقية: وأطلقت يدها لتعتدي على تلك القبائل المتهمة بتأييد المتمردين ,....... ويعتبر الاعتداء على قرى تلك القبائل ونهبها وحرقها واغتصاب نسائها هو السبب المباشر الذى دفع بسكانها إلى النزوح بالداخل واللجوء إلى تشاد, ... وتزيد تلك المصادر: " بأن ضرب القرى بالطيران أسهم في إخراج الناس من قراهم يطلبون الأمن في أماكن أخرى. " ........ وبتابع الكاتب قائلا: " إن من يتابع إخبار دار فور حول العالم يهوله ما يقرأ ولا يكاد يصدق أن هذا يحدث في السودان وبأيدي السودانيين ضد بعضهم البعض, وتخطى الحكومة إن ظنت أنها معركة إعلامية ينبغي أن تجند لها محاسيبها في أجهزة الإعلام: " إنها معركة إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان وكرامته , ومعركة وطنية تتصل بسيادة البلاد وتوحيد جبهتها الداخلية, ومعركة أخلاقية ترتبط بسمعة الوطن فى الخارج . " .......... وحتى إشعار آخر فان أحداث دار فور: " عار على الدولة والوطن ".

المصدر: جريدة الصحافة 21/6/2004
الثانى : مولانا الدكتور / دفع الله الحاج يوسف , رئيس اللجنة المشكلة من قبل السيد رئيس الجمهورية للتحقيق فى هذه القضية ,............. والمذكور قبل أن يكون وزيرا وقاضى قضاة سابقا , كان من الرعيل الأول لجماعة الأخوان المسلمون , - اتفق فى تقريره مع كثير مما جاء فى تحقيق اللجان الأخرى : ( دولية /اقليمية ).... فى وصف ما حدث بأنه : " عمليات اغتصاب وعنف جنسي واعدا مات عشوائية وحرق وتدمير كامل للقرى المعتدى عليها...." ........... وخلافا لهذين اللجنتين , فان تقريره قد انفرد باثبات حالة ينطبق عليها ما يسمى جريمة : " التطهير العرقى "
* هذه هى : " القضية " ...يا أخى , ..... وهنا يكمن : " الداء " ............ انها تعاليم وموجهات هذه المدرسة الجديدة , ...... كلنا يعلم ان البحوث والدراسات أثبتت أن ممارسات الشموليات السابقة , لا تعدو كونها : " ردّة "... رجعت بالبشرية الى عهود الظلام , أى : " الجاهلية الجهلاء " ..... وهى تمثل ذات الحالة التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا لانقاذ البشرية منها ,......... فكيف يأتى خريجى هذه المدرسة الجديدة , وينزلوا على الأرض , تعاليم وموجهات, تتماثل , وتتطابق تماما مع ذات الممارسات التى جاءت الرسالة الخاتمة لانقاذ البشرية منها ؟؟؟؟؟؟؟
( انتهى التعليق )
الأسئلة : نجملها فى الآتى :

(1) لم تذكر لنا أو توضح , نوع وشكل هذه التعاليم والموجهات التى تفعل فى الانسان مثل هذا الفعل وتحوله الى شىء آخر لا يمت للانسانية بصلة ؟؟؟
(2) اذا كان تلقى هذه التعاليم والموجهات تم فى فترة سابقة للممارسة العملية للحكم , ...... فلماذا لم يستفيدوا من نتائجها السالبة وما عانته البلاد والعباد من جراء انزالها لأرض الواقع ؟؟؟
(3) بعد المفاصلة وتجريد الأب الروحى لهم من كل سلطاته , وابعد تماما , ..... بل أصبح من أشدّ وأشرس المعارضين لتلاميذه وخريجى مدرسته ,..... ألم يكن ذلك مدعاة للوقوف لمراجعة هذه التعاليم والنظر اليها بعين الريبة , بعيدا عن حالات ومواقف الصلف , والتعالى , والتكبر التى لا تزال قائمة وغارقون فيها تماما . ؟؟؟
الاجابة :
(1) نعم يا أخى سبق أوضحت ان عملية التلقى لمثل هذه التعاليم والموجهات ,تأخذ طابع السرية , ومع ذلك فقد قيض الله من يكشف لنا منها بالقدر الذى مكّن من كشف حقيقتها وصدرت بذلك كتب مطبوعة , تجد عرض لتلاث منها فى رسالتى تحت عنوان : " الماسونية العالمية " المنشورة حاليا بوقع سودانائل منبر الرأى .
(2) اذا كانت عملية التلقى موجهة أصلا لمن هم فى هذه السن المبكرة , وفى سرية تامة تهدف فى الأساس الى اعدادهم الاعداد التام والوافى للاضطلاع بالدور المنوط بهم لادارة هذه الدولة المنشودة , ....... اذن لا بدّ أن يتوفر لمن يقوم بهذا العمل كل المؤهلات المطلوبة له من : درجه عالية فى الحنكة والذكاء الخارق ......... الخ , ...... بحيث لا يترك أى ثقرة أو مجال يحول دون توفير المناخ الصالح كى توتى الخطة أو العملية : " أكلها "
(3) هذا الصلف والتعالى والتكبر مبعثه أمرا واحدا , وقعوا فيه من حيث لا يدرون , وهو كما أراه , يعبر تعبيرا صادقا عن مآلات ومرامى تطبيق مبدأئى : " التمكين " و " الارهاب " ........ كيف ؟؟؟ ....... فالننظر لحالة : " الفرعنة ".......... التى كشفتها وعرّتها : " ثورة ربيع الشباب العربى " ... .....وظهرت حقيقتهم للناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , ......تكشف للناس كل الناس,..... أنّهم ليسو : " " رعاة " و " لا حكام " و " لا ولاة "... على شعوبهم بالمعنى المعروف والمتداول عن هذه الكلمات ,......... بل ثبت انّماهم لاّ يعدون كونهم : " رؤساء عصابات أشدّ فتكا واجراما " .... من أى عصابات مجرمة على وجه الأرض , ........ نرجع لكلمة :
الفرعنة : كثير من الناس يعتقد أن كلمة فرعون صفه خاصة مرسومة لشخص بعينه , .... ولكن الواقع يقول انها حالة قابلة للحدوث لأى من البشر متى توفرت شروطها , ........... الآن فالننظر حولنا ونرى مدى التحول الذى أحدثه تطبيق هذين المبدأيين فى خريجى هذه المدرسة الجديدة , ..... وهم كما نعلم جميعا لا يختلفوا عنا , .... هم من عامة الناس أمثالنا, ومنحدرين من طبقة الفئات الثلاث المعلومة : ( راعىفلاحعامل ) ......كيف أصبح حالهم الآن , .....وبمقتضى مبدأ التمكين أولا : ..... انهم وجدوا أنفسهم ارتقوا الى قمة عالية فوق الناس جميعا فأصبحوا : " أباطرة " : " أصحاب قصور وبنايا ت عالية وشركات ......... الخ .....ماهو معلوم للناس "...... وبيدهم : " سلطة مطلقة " و " ومال وفير لا حدود له " .......... ثم يقابل هذا , ويتكامل معه : " ضعف كامل " و " خضوع واستكانة " .... من الرعية , بمقتضى مبدأ : " الارهاب " ثانيا , ............. نعلم أن .المحرك لذلك كله , كما هو معلوم عن كل هذه الشموليات ,والكامن وراءه هو : " عقيدة التفوق "....... ...هم فوق الأمة , ...هم الوصايا عليها ... هم صفوت الله فى أرضه " ..........وكلهم سواء فى تلك " العقيدة "....... لا يختلفون الاّ فى نوع الراية المرفوعة : " ماركسية – بعثية ........ الخ "................ ثم أخذت المدرسة الجديدة , ذات النهج مع اعطاءه : " الصبقة الاسلامية " ........... ماذا بقى لهم لكى : " يتفرعنوا " ؟؟؟؟؟؟؟....... أنها والله , حدّ الفرعنة , ........ فهل بعد ذلك يا أخى يأتى من يطلب منهم : " الوقوف لمراجعة هذه التعاليم والموجهات والنظر اليها بعين الريبة " ...... بعد هذا التمكين , وحدّ الفرعنة !!!!!!!
( انتهت الاجابة "
ملاحظة : (المواضيع المثارة أعلاه مبسوطة بشكل أوضح وأشمل بالرسالة تحت عنوان : " الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية , موقع سودانائل منبر الرأى , يمكنكم الرجوع اليها )

اذن ما العمل ؟؟؟

· علمنا أن الهدف النهائى الكامن وراء تطبيق هذين المبدأيين التلموديين : " التمكين مصحوبا بالارهاب " ..... ....فى اجماله هو : " عملية الافساد فى الأرض "....... ويبدأ ذلك بالانسان : " اتخاذ كل الوسائل المفضية الى تصعيب سبل الحياة أمامه "... أى سدّ كل الطرق أمام المواطن وتجريده بحيث يكون كل همه فى الحياة , محصورا تماما فى جو من المكابدة واللهث الشديد فى عملية , البحث عن : " لقمة العيش " ..... الهدف من ذلك هو : تحويله من انسان كرّمه الله سبحانه وتعالى , الى انسان فقير , معدم , مسلوب الارادة , .......وهذا يقود بالتالى الى حالة تنشأ عنها عملية : " تحليل النسيج الاجتماعى للأمة " ..... ومن ثم التحلل البطىء من كل موروثاتها , من الأخلاق النبيلة , والقيم الفاضلة , المرتكزة على العقيدة ,....... ليحل محلها , نقيضها أو ما يقابلها من عوامل " الشر "... والمتمثلة فى : " الجور والكذب والنفاق وخيانة الأمانة وكافة الموبقات "......... أليس هذا بعينه ما نرى بوادره ماثلة أمام أعيننا , بعد أن كنا أمة يضرب بها المثل ، ........ كلنا يعلم أن هذا الشعب السودانى ومن قديم الزمان - ( دون شعوب المنطقة ) يتصف بأنه متماسك أسرياً , واجتماعيا , وخلقياً , ..... بصورة أذهلت الجميع العدو منهم والصديق ،....... بجانب ما منحه له الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة معطاءة ، وبلد غني بموارده المائية , والطبيعية , وكنوزه الهائلة المخبوءة في أنحاء أرضه ,....... فهل يا ترى هذه هى العقبة الكأداء التى يراد ازاحتها أم ماذا ؟؟؟؟؟؟ .
· ناتى للسؤال المطلوب والملح : " ما العمل " .......... ونحن نرى أن مبدأ الارهاب أنجز مهمته وأعطى : " أكله " ...... وهو ما نراه ونشاهده من : " حالة الضعف والاستكانة , والتسليم للأمر الواقع " ................... وهذا بعينه كما هو معلوم مبتقى : " الطغاة والجبابرة " .... أهل الفرعنة . ؟؟؟؟؟؟؟
·قبل كل شى وبعد كل شى , كلنا يعلم تمام العلم , ان ناس الانقاد ماهم الاّ , أناس من بنى جلدتنا , ... هم أهلنا وعشيرتنا , هم الأخ والعم والخال , هم الأبن , ويجمعنا كلنا وطن واحد , وعقيدة واحدة , ....... ................ ولكنّهم كما نعلم جميعا , خضعوالمدرسة وتعاليم جديدة , وهم فى مقتبل حياتهم , ... وتشربت بها عقولهم وخضعوا لها تماما بانزالها على الارض باعتبارها ثمثل : " الاسلام "......... فكانت النتيجة أنها عبارة عن نسخة طبق الاصل لممارسات الشموليات السابقة لها , ومع ذلك لم يتراجعوا ويعيدوا النظر فيها , كما كنا نتوقع منهم, حيث أن القليل القليل الذى تسرب الينا من منسوبيهم , فيه الكفاية للتراجع , ...... وفيما يلى مقتطف من جملة ما تسرب الينا من هذه التعاليم والموجهات :
· الشيخ أحمد مالك : (1) سب الصحابة والافتراء عليهم وقال انهم غير عدول . (2) ايراد سيل من الفتاوى تحلل فيها من الأحكام الشرعية قطعية النص , .... محللا بذلك الحرام , ومحرما الحلال . (3) هدم أصول الدين : ( سنة- اجماع – الخ ) (4) تحليل الكذب والتجسس (5) أخذ باسلوب اليهود فى محاولة قتل الشخصية : " بالاشاعة والكذب والاتهام بالباطل " (6) السيطرة على المال ومؤسسات الحكم بكل الوسائلبل .
·الاستاذ الأفندى : جاء فى أحد مقالاته يحكى عنهم قال : " ....... ومما يتداولونه فى مجالسهم من آراء خلاصتها : " أنهم قادرون على حكم الشعب بالحديد والنار , والكذب , والنفاق , وشراء الذمم , ....... وأن الأمّة بكل من فيها من شمال وجنوب وشرق وغرب , .... ليس فيها فرد أو جماعة تستطيع تحدّيهم . " !!!!!!!!!

· البوف. / الطيب زين العابدين : جاء فى أحد مقالاته يحكى عنهم أيضا : " وكان أن سمعنا العجب العجاب بأن هناك : " من يتعبد الله سبحانه وتعالى بالتجسس على الناس , واعتقالهم , وتعذيبهم , وقتلهم , وفصلهم من أعمالهم , ..... وبتزوير الانتخابات , ونهب المال العام لمصلحة التنظيم. "
* د . عبدالفتاح محجوب : له كتاب يحكى عن تعاليم وموهات هذهالمدرسة الجديدة نقتطف منه ما يلى : " يقول فيه : "........ لقد جاءت هذه الأفكاروالآراء الغريبة – ( يقصد بها أفكار وآراء الترابى ) – والتى هى فى الأساس هدم لأصول الدعوة والدين فى شكل توجه تبناه وظلّ يرعاه مستقلا فى ذلك وضعه المميز داخل الحركة وظروف السرية التى كانت تحيط بها عبر تأريخها المعروف وقد تبلورت هذه الآراء والأفكار وأخذت شكلا تنظيميا دقيقا , استطاع أن يجذب البعض ممن تكونت منهم قاعدة تبنّت هذه الأفكار تحت شعار : " تجديد الدين " و " تجديد الفكر " ..... وهى فى حقيقة الأمر هدم للدين وطمس للفكر كما يتضح من النقاط الآتية :
* المدخل الأول لطمس الشخصية الاسلامية هو : التشكيك فى عصمة الأنبياء والمرسلين .
* المدخل الثانى لهدم الدعامة الثابتة للاسلام هو : التشكيك فى الصحابة عليهم رضوان الله للوصول بذلك الى هدم السنّة , ........ وهى أمور كلّها معلومة لحمل وترويج هذا الفكر التجديدى . "
* وكما هو معلوم ان ما عرضناه هنا لا يمثل الاّ قطرة من محيط , مما تلقوه وأشربت بها عقولهم وهم فى سن الشباب , وكان المتوقع بعد ذلك كله , الوقوف مع النفس واعمال الفكر , بالبحث والتدقيق بصدق ونية خالصة لله بقرض الوصول : " للحق " ولا شىء غير الحق , ......ولكنهم ظلوا وحتى هذه اللحظه يعتقدون أنهم على حق , وأن غيرهم على باطل , وانهم هم حملة الرسالة , ..... وهم : " الأقربالى الله"... !!!!!!!


( هدانا الله وايّاهم الى طريق الرشد والى صراطه المستقيم آمي ,... آمين , ... آمين)
* وهذا مما دفعنىمن وقت مبكر أن اواجههم بدلك فى ثنايا رسائلى لهم والتى بدأتها وأنا خارج البلاد ...... ...... تم تابعت بعد رجوعى النهائى ,
( مبسوطة كلها بالموقع أعلاه )
*ان واجبنا كمسلمين أن نتعامل معهم ونحاسبهم من ناحية ووجهة : " البعد الدينى".............. ولا شىء غيره , ......... وذلك بالمواجهة , وتبيان وجهة الحق , ..... .... ..... نقول لهم ذلك , ورائدنا الأول والأخير هو : " ابتقاء مرضاة الله " ولا شىء غير ذلك , ..... وعلى هدى قول رسولنا الأعظم , صلى الله عليه وسلم : " الساكت عن الحق شيطان أخرص . "....... وقوله صلى الله عليه وسلم : " أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر )..... وقوله : " لا يمنعن رجلا هيبة الناس , أن يقول الحق اذا علمه . " ......وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أيضا : " ان الناس اذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه , أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده . "
* اذن نحن جميعا أمام واجب دينى أولا , ووطنى ثايا , .... يدعونا للتكاتف والعمل بجد , واخلاص فى هذاالاتجاه , دون كلل أو ملل , ..... كل بقدر استطاعته , وما تيسر له من عطاء , فى خدمةهذا الهدف , ......فحذارى حذارى من التخازل , و الخضوع , والاستكانة للقهر والظلم , ........ فهذه ليست من شيمت المسلم , ... فالمسلم الحقيقي لا يرضى بالظلم أبدأ ,.......فالخضوع والاستكانة والصمت والسكوت , عن قولة الحق , من شيمت : " الضعفاء " اشباه النعاج ..... ولا يرضاها : " راع مسلم , لرعيته , ولا رعاة, لراعيهم " .......وقد وضع لنا أيمتنا العظام , الخلفاء الراشدون , مبادىء عظيمة , سطروها بأحرف من نور , ليراها الناس كل الناس على ظهرهذه البسيطة , يقول الخليفة الأول , سيدنا وحبيبنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه : " وليت عليكم ولست بخيركم " ... ويقول أيضا : " ان رأيتم خيرا فأعينونى , أو رأيتم شرا فقومونى , ..... أطيعونى ما أطعت الله فيكم , وان عصيته , فلا طاعة لى عليكم " ........... ثم يعقبه الخليفة الثانى سيدنا وحبيبنا عمر رضى الله عنه يقول عن كلمة الحق : " لا خير فيكم اذ لم تقولوها , ولا خير فينا اذ لم نسمعها . "
تنبيه :
(1) ( لكى يصرف الأب الروحى مؤسس المدرسة الجديدة ,..... تلاميذه ويعميهم تماما عن هذه المبادىء الاسلامية النبيلة والراسخة , ركز فى تعاليه منذ البداية على هدمها , وهدم كافة الأصول والمرتكزات التى تقوم عليها تعاليم ديننا الحنيف كما ذكر آنفا , ..... معتمدا على أمرين (1) الحماس الشديد لهولاء الشباب , مع ميزة امكان تلقيهم دون معارضة , ...... وقد عبر عن ذلك بنفسه معلقا على ظاهرة ضعف الثقافة الاسلامية بين النخب المتعلمة ,... واعتبر ذلك لبالنسبة له : " نعمة " وليست : " نغمة " يؤكد ذلك بقوله : " اذ يستطيع أن يملى عليهم دون أن يلاقى مقاومة شرسة لأفكاره التجديدية , والأمر (2) ...وهو " السرية " يتكامل تماما مع الأول , : ".... ومن تعاليمه أيضا , قوله لهم : " ان التنظيم الذى يتولى قيادته أفضل من تنظيم الصحابة . " ........... ربما كانت هذه الأخيرة , من ضمن الموجهات التى أتت أكلها فى ظاهرة احساسهم : " بالتفوق "
(2) ( كما أنه شكك من خلال تعاليمه وموجهاته فى الضوابط التى أعتمدت لصحة الأحاديث النبوية , وعبر لهم عن عدم اعترافه بها , ونسب صحتها من عدمه , الى العقل بعيدا عن ضوابط المحدثين . )


نتابع :
لأن هذا الضعف وهذه الاستكانة , هو بعينه ما يرمى اليه ويبتقيه, كما ذكر آنفاكلالطقاة " : أهل الاستبداد فى الأرض"..... ان دافعهم وهدفهم الأساسىهو العمل على : " الحط... من كرامة الانسان على ظهر هذه البسيطة,.......الانسان الذى كرمه الله سبحانه وتعالى , ونفخ فيه من روحه , وخصه بالعقل ليميز , بين : " الحق والباطل " ... وبين : " الخبيث والطيب "........ هدفهم أن ينزلوا بهويحطوا من قدره , ومنزلته , ويحيلوه , الى درجة , أحط , وأدنى من : " الحيوان "....... فهل بعد ذلك كله نخضع لهم , ونستسلم , ونصمت عن أذاهم , صمت أهل الغبور , ........ ثم نعد أنفسنا من المسلمين حملة الرسالة , التى جاءت أصلا لانقاذ البشريةجمعاء من هذا التردى , وهذه الجاهلية الجهلاء ؟؟؟............ كلاّ وألف كلا , ......... ان الذى يصمت , ويستكين أما مالرعاة الظلمة , ولا يجاهر بكلمة الحق,.......... لا يستحق أن يكونا من طينة البشر, .......فضلا عن أن يكون من حملة الرسالة .

( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . )
المواطن / عوض سيداحمد عوض
20/9/2011
ملاحظة : ( منشور حاليا بموقع سودانائل " منبر الرأى " )








العوضابي 04-07-2013 02:44 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الرسالة (11)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( صدى نشر الرسالة تحت عنوان : "الحروب التدميرية للانقاذ " )
بعد نشر الرسالة بالعنوان أعلاه , وردت الى رسائل كثيرة من القراء , ... أعرف بعضهم , والكثير منهم لا أعرفه , ..... وبالرغم أن الردود , والتعليقات , كلها جاءت موافقة , ومعبرة عن تأييد تام وكامل لما جاء بها , ...... بل عبرت عن اشادة كبيرة لكل ما حوته من حقائق , ...... ولكن هناك فئة قليلة كان رد فعلها مغائرا تماما , ...... فقد تعرضت منهم لهجوم عارم , لم أر , أو اجابه مثله من قبل , ........ وكان جل هجومهم مركز على أمر واحد هو: " كيف تجرو علي وضع نظام : " الانقاذ الاسلامى "... فى كفة واحدة , مع أنظمة الالحاد والعلمانية , أمثال : " لينين وأتاتورك " ......ثم تنعت ماتم ونفذ فى الجنوب ودارفور بأنّه : " حرب تدميرية " ....... يقول أحدهم : " نعم أن الانقاذ لم تتوفر لها الظروف المواتيه لتطبيق الشريعة بشكل كامل ووافى يقطى كل جوانبها , ....ولكن لا تخلو من محاولات جادة , مصحوبة بتقدم حثيث نحو الأكمل , ....... أما فيما يتعلق بلجوءها لاستلام السلطة بالقوة , ...فهو أمر حتمته الضرورة القصوى ,...... اذ لو لم تقدم على ذلك , لاحتل مكانهم هولاء الذين وضعتهم معهم – ( زورا وبهتانا ) - فى سرج واحد "
هذا يمثل وباختصار شديد مجمل ماقيل دفاعا عن الانقاذ بعد تنقيته , واستبعاد ماعلق به من شوائب ,
الرد : حقيقة ليس لدى ما أقوله أكثر مما قلته , ....... فقط أطالب الأخوة , وأدعوهم , راجيا منهم بكل أخلاص , أن يطلعوا على كل رسائلى بهذه الصفحة من : " المنبر "..... لأنها كلها موجهة لناس : " الانقاذ " ....... سواء تلك التى وجهت لهم بصورة مباشرة , أو الأخرى الموجهة لهم بصورة غير مباشرة , ..... وأخص بالذكر هنا الرسالة تحت عنوان : " الى منتسبى الحركة الاسلامية السودانية " ..... فى حلقاتها أل. (6)........ ثم بعد ذلك , .... وباذن الله لن أسمع منهم الاّ كل خير !!!!!!!....... ولكن قبل أن أختم هذه الرسالة هناك أمرين أود الوقوف عندهما :
الأمر الأول : هناك حادثة حدثت فى الأيام الأولى للانقاذ وكنت وقتها خارج البلاد , ....... ربما تكشف الدافع الرئيسى والمحرك الأساسى لاتجاهى نحو البحث والتقصى عن حقيقة الانقاذ , أعيد نشرها فيما يلى :

* " في الأيام الأولى للانقلاب ونحن في الشقة كان يدور نقاش كالعادة بين مؤدين ومعارضين وكنت كعادتي أتجنب مثل هذه المناقشات ولا اشترك فيها ولكن حدث مرة أن احتدم النقاش وتعرض أحد المعارضين بالنقد لسلبيات النظام وقام بتعدادها وهنا تصدى له الطرف الآخر ليس مفنداً لها , ولكن بالكلمة المعهودة عادة " " ما كل اللي قبلهم كانوا كده "
* وهنا انبريت له قائلاً:
يجب أن تعلم يا أخي أن الأمر هنا يختلف اختلافاً بائناً ، فلا وجه شبه البتة بين الأنظمة السابقة منذ الاستقلال , وبين هذا النظام ، وبالتالي لا يجوز مثل هذه المقارنة .
* قال: لماذا ؟؟
* قلت كلنا يعلم أن النظام الحالي قد أخذ السلطة قهرا ,ً ثم تعهد أمام الله وأمام الشعب أنه لم يقدم على ما أقدم عليه إلا لقيام حكومة إسلامية تطبق شرع الله وتهتدي بهدي الكتاب والسنة , ..... فهنا يا أخي يصبح واجب أي مسلم سوداني بصفة خاصة وأي مسلم أخر بصفة عامة , أن ينظر إلى أقوال وأفعال وأحوال النظام , ويزن ذلك كله بميزان الشرع ، فإن تطابق معه فهو مطالب شرعاً بالوقوف والتأييد والمعاضدة معه , وأن تكشف له عكس ذلك أو تأكد لك أنهم ليسوا على الحق , فهنا يلزم أن تحدد موقفك بما يقتضيه حكم الشرع , في مثل هذا المقام ، ولا مكان هنا للمقارنة مع أي وضع آخر , لم يدخل في التزام من أصله , ....... هذا من جانب : ومن جانب آخر:
* إن الأوضاع السابقة التي تشير إليها وصلت السلطة عن طريق : " آلية التفويض الجماهيري " ....... ومقدور على إزاحتها بذات الآلية ، أما النظام الحالي فقد عطل هذه الآلية وفرض سلطته بقوة السلاح , فأين وجهه المقارنة هنا وخاصة إذا نكس العهد , ولم يراع الله في الرعية !!!!!!!
الأمر الثانى : هذا الوضع المأساوى , والفتنة الكبرى التى نعائشها اليوم من جراء حكم الانقاذ , جعلنا أمام فئتين متناقضتين كل منهما تسير فى طريق موازى للآخر هما :

الفئة الأولى : تضم هذه الفئة بجانب الشرزمة القليلة المذكورة آنفا , والتي جاء رأيها مخالف للأكثرية من القراء , .......... تضم كل جماعة : " الانقاذ " الذين لا يزالون سادرون فى غيهم , ينظرون الينا من عليائهم , ويعتقدون أنهم : " هم صفوة الله فى أرضه " ....... وأنهم هم على حق دائما , وأن غيرهم على باطل , ... وأن كل ما قاموا به وأغترفوه , فى حق البلاد والعباد من : " قتل , وتشريد , ونهب للمال العام , واشعال الحروب التدميرية هنا وهناك , ومصادرات أموال الرعية قهرا , ودون وجه حق , واغتراف كافة الكبائر المحرمة شرعا مثل : الكذب , والقش , والخداع , ونقض العهود وكافة الموبقات .......الخ "

كل ذلك يعدونه بمقتضى تعاليم وموجهات هذه المدرسة الجديدة ,التى خضعوا لها فى سنى شبابهم الأول ,....... يعدوه أمر مشروع , ليس فيه مخالفة أو مجانبة لشرع الله , ..... بل الأكثر فتنة , وغرابة من ذلك أنهم : " يعدوه عبادة يتقربون بها الى الله "
الفئة الثانية : تضم هذه الفئة شريحة كبيرة من النخب المتعلمة وجدت فى المثال المطبق والمشاهد أمامنا من حكم الانقاذ , ....... برهان , ودليل يسوقوه أو يستندو عليه للدلالة على أن : " الاسلام " ..... محله الزوايا والتعبد فى المساجد ,.....ولا علاقة له من بعيد أو قريب : " بأنظمة الحكم وادارة شئون البلاد والعباد "
اذن كلا الفريقين تنكب طريعا وعرا , لا يفضى الاّ الى الهلاك ,....... الاّ من رحم الله , وهداه الى طريق : " الصراط المستقيم "

واننى كقارى متابع , أحمد الله سبحانه وتعالى أن قيض لى الاطلاع على البحث القيم , والدراسة الشاملة , والمتكاملة ,... والتى تبلورة فى وضع رؤية اسلامية للقضايا الكبرى محل اهتمام كل فرد من أفراد الأمّة الاسلامية , ..... وقد اضطلع بهذا الدور العظيم : " الاتحاد العالمى لعلماء الاسلام ".... وصدر فى كتاب تحت اسم : " الميثاق الاسلامى " يضم فى طياته (25) فصلا , جاء فى مقدمته العبارة بعد : " إننا نتوجّه بهذا الميثاق إلى المسلمين خاصّة ليجتمعوا حوله، وينبذوا كلّ دعوات التفرّق والتطرّف والجمود، كما نتوجّه به إلى الرأي العام العالمي نعرّفهم بالخطوط العريضة للإسلام العظيم، خاتم الرسالات السماوية، وموقفه من القضايا المطروحة في هذا العصر. "



ويطيب لى أن أنقل هنا الفصل (17 ) تحت اسم : " الاسلام والحكم " لتعميم الفائدة , وأخص بذلك الطرفين أعلاه :

الإسلام والحكم
الحكومة الإسلامية ليست حكومة دينية (ثيوقراطية) بالمعنى الذي عرفه الغرب في العصور الوسطى، بل هي دولة مدنية مرجعيتها الإسلام.
- وهي تقوم أساساً على الاختيار الحرّ للأمّة، وهو أمر أجمعت عليه المذاهب كلّها بما فيها مذهب الشيعة الإمامية، وإن كان يحصر ذلك فيما يسميه عصر الغيبة، بينما ترى المذاهب الأخرى أنّ اختيار الأمّة لحكّامها هو المبدأ في جميع الظروف والأحوال اقتداءً بما فعله الصحابة الكرام عند اختيار الخلفاء، الراشدين الأربعة.
والحكومة الإسلامية تهدف أساساً إلى تنفيذ شرع الله: }وأن احكم بينهم بما انزل الله{... [المائدة5/49]، وإقامة العدل بين عباده: }إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى...{ [النحل16/90] بل إنّ الله تعالى يعتبر إقامة العدل بين الناس مهمّة الرسل جميعاً: }لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط..{ [الحديد 57/25] وهي تستند إلى مرجعية، لم تضعها هي، ولا تملك تغييرها، ( إنها كتاب الله وسنّة رسوله)، وليس قوامها " رجال الدين "......... بل كل قوي أمين، حفيظ عليم، من } الذين إن مكّناهم الله في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر{... [الحجّ 22/41].
- والحكومة الإسلامية تمارس واجباتها تحت رقابة الأمّة ومحاسبتها. فالحاكم : " أجير عند الناس "... وعليهم واجب النصح والنقد له ، والطاعة بالمعروف ، فمن أمر بمعصية فلا سمع له ولا طاعة ، ومن عصى الحاكم المنحرف فيما يأمر به من معاصي حتى تعرّض للقتل فهو شهيد , ( لقوله صلى الله عليه وسلم ) : « سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله »([i]).
- والحكومة الإسلامية تمارس أعمالها بالشورى: ...}وأمرهم شورى بينهم..{ [الشورى42/3]، ...}وشاورهم في الأمر..{ [آل عمران3/159] وليس صحيحاً أنّ ولي الأمر يستشير ثمّ يقرّر ما يشاء ،..... بل الشورى تكون أحياناً معلمة للأمير فيما هو من اختصاصاته وصلاحياته ، وتكون ملزمة له , فيما هو من صلاحية المجالس المختصّة ، وإلاّ لم يكن للشورى فائدة ، ولم يكن من معنى لتسمية أهل الشورى أهل الحلّ والعقد.
- ولقد توصّلت البشرية من خلال تجارب طويلة ومريرة إلى توزيع السلطة- التي كانت تتجمّع في الحاكم الفرد- إلى سلطات ثلاث : " تشريعية وتنفيذية وقضائية."..... ونجح هذا التقسيم في تخفيف استبداد الحكام , أو إزالته نهائياً ، وفي ضمان حقوق الإنسان في مواجهة تسلّط الطغاة ، وفي إشاعة الحريات السياسية ، وظهور الصحافة غير الحكومية ووسائل الإعلام المستقلّة ، والأحزاب المعارضة ، والانتخابات الحرّة , ..... وتعارف الناس على تحديد آليات عمل السلطة ضمن دساتير مكتوبة , تنظّم الفصل بين السلطات ، وتحدد صلاحياتها ، كما تنظّم حرية العمل السياسي ، إلى غير ذلك مما يسميه الناس (ديمقراطية)، وهو يتّفق مع روح الإسلام ومقاصده الكلية ومبادئه العامّة ، وإن لم ترد في جميعه نصوص مباشرة جزئية.
إنّ رفض الديمقراطية بالمطلق بدعوى أنها مبدأ مستورد غير صحيح ، ما دامت مفرداتها تشكّل آليات تطبيقية للكثير من أحكام الإسلام ومبادئه وقيمه ، أو على الأقلّ لا تتعارض معه , ..... وإنّ القول بأنّ الديمقراطية تعني حكم الشعب ، بينما الإسلام هو حكم الله ، يفترض التناقض التام بينهما ، وهو غير صحيح ،..... لأنّه من الممكن أن يختار الشعب بالوسائل الديمقراطية حكم الله ،... كما أنّ حكم الله يمكن أن يتمّ بواسطة الإرادة الشعبية بصورة أفضل بكثير من الحكام المستبدين , ..... والقرآن الكريم يقرّ حكم الشعوب لنفسها ، ولا يقرّ : " حكم الفراعنة والطغاة "..... وهو يذم فرعون , وهامان , وقارون ، ويلعن الجبابرة المستكبرين في الأرض بغير الحقّ: ...}إنّ فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين...{ [القصص28/8].
والقول بأنّ الأخذ برأي الأكثرية مبدأ مستورد ومخالف لتعاليم الإسلام , ... قول مرفوض ، فقد قامت الأدلّة على شرعية الأخذ برأي الأكثرية ، وهو ما فعله رسول الله e في غزوة أحد ، وما فعله عمر وأقرّه الصحابة في تعيين الستّة الذين يختارون الخليفة من بينهم بالأكثرية ، وقد أمر رسول الله e باتباع السواد الأعظم أي الأكثرية.
- والإسلام يحترم حرية الإنسان وحقوقه الأساسية، فيمنع إكراهه حتى على الدين: }لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغيّ{... [البقرة 2/256]، ويحترم حريته السياسية، فله أن ينتخب من يشاء، ويرشّح لأي منصب ما دام مستوفياً شروطه ، وأن ينتقد أولي الأمر إذا رأى أنّهم قد أخطأوا : " بل يعتبر نصيحة الفرد للحاكم واجبة شرعاً "..... ولو أدّت إلى الإضرار بصاحبها ,..... وقد أقرّ الخلفاء الراشدون وجود الرأي السياسي المخالف سواء كان لفرد , أو لجماعة ، كما أقرّوا بحقّ أصحابه في التعبير عن موقفهم والتحرّك لنصرته في حدود الضوابط الشرعية ، ومن ذلك اعتراف سيدنا علي t بالخوارج- ( وإن لم يقرّ أفكارهم ) - والمحافظة على حقوقهم ما لم يبدأوا المسلمين بقتال.
- وقد أكدت أكثر المجتمعات الإنسانية اليوم اعترافها بالحريات السياسية ، وبالتعددية السياسية عن طريق التعددية الحزبية بدل نظام الحزب الواحد ، وليس في الإسلام ما يعارض تعدّد الجماعات خاصّة عندما يكون تعدّد تنوع وتخصّص لا تعدّد تضاد وتناقض ، وتعدد تكامل وتعاون لا تعدد تنافر وتشاحن ، وليس فيه ما يعارض تعدد الأحزاب السياسية ما دامت جميعها تحترم ثوابت الأمّة ، ولا تتعاون مع أعدائها ، وهذا ما كان واضحاً في ميثاق المدينة الذي نظّم العلاقة بين مكوناتها السياسية – ( وهي أشبه بأحزاب اليوم )- المهاجرون من مكّة، والأنصار من أهل المدينة بأوسهم وخزرجهم ، واليهود على اختلاف قبائلهم , ..... بل إنّ احترام التعددية الحزبية والسياسية هو الذي يعبّر عن مقاصد الشريعة ومبادئها العامّة.
نحن لا نأخذ مع الديمقراطية فلسفة الغرب المادية في الحياة، لأنّ لنا فلسفتنا المستمدّة من عقيدتنا الإسلامية ، ولنا قيمنا الدينية والأخلاقية المستمدّة من تعاليم القرآن الكريم والسنّة المطهّرة ،..... لكننا نأخذ الديمقراطية بآلياتها وضماناتها التي تقلّم اظفار : " الطغاة والمستبدّين "....... وهي نتاج تجارب بشرية طويلة لم يكن المسلمون بعيدين عنها، ومن حقّهم الاستفادة منها، لمنع تكرار " الاستبداد السياسي "..... والذي شوّه كثيراً من الجوانب المضيئة في تاريخنا الإسلامي.
والى هنا نأتى للدعاء المأثور :

( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . )
عوض سيداحمد عوض
20/12/2011










العوضابي 04-24-2013 06:29 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الرسالة (12 )

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الى حضرة مولانا / أحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطنى
حفظه الله ,
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,

الموضوع : " الحوار الذى اجراه معك رئيس تحرير ج/التيار (10/3/2011)

الرسالة المرفقة سبق ارسالها لسيادتم ضمن تعميم طيه عدد من الرسائل وذلك عن طريق بريدك الالكترونى الخاص بالمجلس ولا أدرى هل أطلعت اطلعت عليها أم لا ,
فى اجابتك على السؤال : " ماهى أسباب الثورات ؟؟ " الوارد بالحوار أعلاه حددت (3) اسباب هى : (1) القهر الشديد للناس (2) الارتماء فى حضن الأجنبى (3) الفساد الشديد .
أرجو أن أوضح الآتى :

· عملية ممارسة هذه الاسباب الثلاثة تعد كما يعلم سيادتكم من شيمة الحكم الشمولى ( حكم الحزب الواحد ) والذى عانت ولا يزال تعانى منه شعوب كثيرة , ...... وكما تعلمون فان هذه الدول استندت فى حكمها على مبادىء هدامة ممعنة فى سوءها وقبحها وشرورها وهى : "(1) مبدأ التمكين (2) مبدأ الارهاب (3) مبدأ أهل الثقة ولا أهل الخبرة .
· يعلم سيادتكم أن كل هذه المبادى تم تطبيقها تحت رايات غير اسلامية : ( شيوعية – علمانية – قومية – بعثية ..... الخ ) الاّ أن الانقاذ طبقتها تحت رأية اسلامية وفقا لتعاليم وموجهات المدرسة الجديدة التى انشأها الأب الروحى لها ( منذ عام 1964 ) وظلت تمارس باعتبارها أمر مشروع بل تعد عبادة وذلك بعد اعطائها الصبغة الاسلامية .
· اذن هنا تكمن الخطورة فالأمر يتطلب وقفة مع النفس والتوجه بصدق ونية خالصة لاخضاع كافة تعاليم وموجهات هذه المدرسة وما اسفرت عنه من ممارسات خلال عقدين من الزمن : ( القتل – التشريد – بيوت الاشباح – المصادرات (كل ذلك يتم بدون تحقيق وخارج اطار أى عدالة سماوية أو غيرها )...... ثم يضاف اليه تحويل اموال وممتلكات الدولة للحزب وكوادره ......... الخ ) ....
· هذه الوقفة لايراد منها أو يقصد من ورائها الاّ أمر واحد لا غيره ألا وهو :
( احقاق الحق وابطال الباطل )

............. والى الرسالة

ملحوظة :( ارفقت له الرسالة بالرقم (6) أعلاه وفيما يلى صدى نشرها )


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : ( صدى نشر الرسالة الموجهة لمولانا رئيس المجلس الوطنى . )

بعد نشر الرسالة أعلاه تقاطرت الىّ رسائل كثيرة نجملها فى ثلاث اتجاهات هى :
أولا : بعضهم أو قل الأكثرية منهم , أخذ جانب التعليق وما تناولته وبينته من حقايق واضحة وثابتة وفى غاية الأهميه , الشىء الذى يجعلها جديرة بالثناء عليها كما عبروا عن ذلك فى شكل اضافات وتعليقات كثيرة وهامة .,
ثانيا : أما المجموعة التالية لها من حيث العدد , فكانت تسأل سؤالا محددا هو :
" هل مولانا رد على هذه الرسالة , ... وما ذا قال فى رده " ؟؟؟

ثالثا : تمثل هذه المجموعة الأخيرة أقلية مقارنة مع الأولى والثانية , وكان جل رأيهم ينطوى على يأس شديد ولا يرون أن هناك جنس جدوى فى مخاطبة هولاء الناس , ..... ناس : " الانقاذ " ....... لأنهم كما يقولون عنهم : " أنهم وصلوا الى حالة من الصلف , والتكبر وعزة النفس , بالدرجة التى لا يرون أن هناك فرد واحد من أفراد هذة الأمة , يرقى أو يملك حق النقد أو التوجيه لهم " حتى ولو كان ذلك قايم ومؤسس على النزاهة والبراءة ,..... ورائده أولا وأخيرا هو : " ابتغاء وجه الله " .... كما يراه الجميع مطبقا وممثلا فى رسالتك هذه .
هذا باختصار فحوى الرسائل التى وصلتنى من القراء وفيما يلى عرض موجز لها :
المجموعة الأولى : يقول أحدهم معبرا عن رأيه :
" ....... قرأت هذه الرسالة الرائعة التي لم تترك شاردة ولا واردة إلا وتضمنتها بلا خوف ولا وجل ولا تهيب ، في زمن قل فيه الثمين وكثر فيه الغث من القول .
لقد إطلعت على الرسالة من أول سطر فيها وحتى نهايتها وكانت كل كلمة تجذب إلىّ أختها جذبا ، وقد اكتنف الهدوء نبرتها والحكمة مخرجها ، فلم تناطح ولم تشتط ؛ بل كانت كهطل المطر يحمل في قطراته التبشير بالنعمة والترهيب من النقمة لمن يضعون أصايعهم في آذانهم ويقولوا في آذاننا وقر ، وقد ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا " ............. وتابع قائلا :
" .....وقد تضمنت هذه الرسالة القوية المتينة في الشكل والمضمون ما يشيب له الولدان ، مستصحبة جريرة الفكر الترابي كأساس لكل جريرة منبثقة عنه ، وهي بالتالي قد فتحت لهم طاقة للتبرؤ من ماضيهم ، فهل يتبرأؤون؟
وجاء على لسان آخر :
قرأت الرسالة العظيمة , وأكثر ما لفت نظرى فيها هو تناولك لموضوع : " المدرسة الجديدة " القائمة تحت شعار ما يسمى : " حركة الاحياء والتجديد للاسلام " ....... فقد قدمت دراسة قيمة وواضحة ومستوفية لهذا الموضوع وبموضوعية كاملة , وتوجه حقيقى وصادق للبحث عن : " الحقيقة "... وقد ثبت وتكشف للناس من خلاله ان هذه المدرسة هى : " أسّ " البلاء , ... انّها هى منبع الفتنة التى آلمت بالبلاد والعباد , انها فتنة عظيمة لم ير السودان لها مثيلا فى تأريخه الطويل , ..... كونها تستقطب هذا الكم الهائل والنوعية المميزة من شباب الأمة , ويصبحون كلهم طوع أمر هذه المدرسة , ... وتشكل تعاليمها وموجهاتها بالنسبة لهم : " عقيدة راسخة رسوخ الجبال " ..... لا تتزعزع رغم ما واكب مسيرتها من أحداث , وما أقتطف من ثمارها الأشد مرارة , تجرعها الناس كل الناس , وما عرض من دلائل وبراهين قاطعة , تثبت بما لا يدع مجال مجال للشك ان هذه التعاليم والموجهات لا تمت بصلة من بعيد أو قريب بتعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ... بل هى مغائرة ومجافية تماما لها , والأكثر من ذلك أنها فى حقيقتها أقرب وأكثر التصاقا بتعاليم : " الشيطان " ... التى تكمن بواعثها وموجهاتها وغاية غاياتها فى عمليتى : " التدمير " و " الافساد فى الأرض "..... وهو ما نعائشة الآن ونراه ماثل أمام أعيننا , ....... ومن ثم ثبت أنه لا يمت بصلة ولا علاقة له ب. : " الاصلاح " أو ما أطلق عليه كشعار : " الانقاذ " ....... كشفت لهم كل ذلك وبموضوعية شديدة , وتوجه ونية صادقة لله سبحانه وتعالى , ..... ومع ذلك نراهم لا يزالون سادرون فى غيهم , ينظرون الينا من عليائهم , ويعتقدون أنهم : " هم صفوة الله فى أرضه " ....... وأنهم هم على حق دائما , وأن غيرهم على باطل , ... وأن كل ما قاموا به وأغترفوه فى حق البلاد والعباد من : " قتل , وتشريد , ونهب للمال العام , واشعال الحروب التدميرية هنا وهناك , ومصادرات أموال الرعية قهرا دون وجه حق ,واغتراف كافة الكبائر المحرمة شرعا مثل : الكذب , والقش , والخداع , ونقض العهود وكافة الموبقات "
كل ذلك يعدونه بمقتضى تعاليم وموجهات هذه المرسة الجديدة , أمر مشروع , ليس فيه مخالفة أو مجانبة لشرع الله , ..... بل الأكثر فتنة وغرابة من ذلك أنهم : " يعدوه عبادة يتقربون بها الى الله " .
وأخيرا وليس آخرا , ... هناك تعليق تطابقت معانيه مع جملة من القراء , ... يقول التعليق : " ان من أجمل ما رأيته وشدنى لهذه الرسالة هو عملية الاستهلال :
( هل النظام القائم فى السودان تحت حكم : " الانقاذ " يحكم شعبه تحت دائرة اسلامية تمثل الوحى الالهى المنزل على النبى محمد صلى الله عبيه وسلم كرسالة خالدة وخاتمة ومكملة ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها من لدن أبونا آدم والى عيسى عليهم السلام بهدف اسعاد البشرية جمعاء,............ أم ماذا. ؟؟؟؟؟
فكان هذا الاستهلال يمثل تنبيه وبصوت عالى على أن هناك مشروع بحث ودراسة وتشخيص ل. " علة " كبيرة أو " داء " خطير أصاب الأمة فى الصميم,....... وأساس هذا البخث يبدأ من الاجابة على : " من وضع بذرة الانقاذ " .....فجاءت عملية الرصد والمتابعة بهذه الصورة الواضحة والموضوعية والجادة لتضع يدنا على السبب الكامن وراء حدوث هذه العلة , ..... وحمل لنا ختام الرسالة الوصف الشافى لعلاج العلة والمتمثل فى الاجابة على : " السوألين الصعبين " ........ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلهما سببا للتنبيه والسير فى طريق العلاج وتخليص البلاد والعبا من هذه الفتنة العارمة التى أصابتهما فى الصميم ,
. آمين , ...آمين , ...آمين

المجموعة الثانية :
أقول لهم ردا على سؤالهم :
" هل مولانا رد على هذه الرسالة , ... وما ذا قال فى رده " ؟؟؟
حقيقة أنه من واقع تجربتى الخاصة لم أكن أتوقع أى رد على الرسالة , ..... ومع ذلك فقد تحركت فى هذا الأتجاه , فقمت فى التو والحال باجراء اتصال تلفونى مع السيد /مدير مكتبه الأخ الفاضل الدكتور / ياسر محمد على , وأخبرته أن هناك طلب ملح من القراء من مختلف أنحاء البسيطة , .. يريدون أمرا واحدا هو : " أن يسمعوا رأى مولانا وتعليقه عن هذه الرسالة الموجهة له ",......... فتفهم الأخ الوضع وقال أنه سوف يقوم بالواجب ويطلع مولانا بالأمر
كى يكون فى الصورة بالكامل , ...... ثم وعدنى أنه فى حالة تلقى أى رد سوف يرسله لى فى الحال , ... وشكرته على ذلك , .... ولكن لم يحدث شىء للأسف الشديد , كما هو متوقع
وفى هذا المعنى , تلقيت رسالة من أحد كوادر الانقاذ سابقا وكان فى الصفوف الأولى لها , .... يؤكد ذلك فى رسالته , أقتطف منها الآتى :
(اطلعت على الرسالة المعنونة الى احمد ابراهيم الطاهر وقد شدنى موضوع الرسالة وفحواها والاسئلة الدقيقة التى طرحتها له بكل وضوحوشجاعة ولا اعتقد انه قادر على الاجابة عليها . )
أما ما حدث لاحقا من تصريح خطير لمونا موضوع الرسالة هذه ,.....وطالعتنا به الأخبار يغنى عن كل سؤال , ويحسم بالدليل القاطع لكل من كان فى قلبه مثقال ذرة من الشك عما قيل وعرف عنهم .
( نورد نص التصريح الخطير فى ختام هذه الرسالة )
المجموعة الثالثة :
هذه المجموعة لم يكن يشغلها عملية الرد أوعدمه , ..... بل أنها لاترى منذ البداية , أن هناك جدوي من توجيه أى خطاب لهم مهما كان نوعه وطريقة توجيهه , ....... أى تعتقد أننا أمام حالة : " ميئؤس منها "
أجمل ردى فى الآتى :

(1) هذا الرأى يصلح قوله عن نظام شمولى غير شمولية الانقاذ , .......نعم انهم كلهم متفقون على أمر واحد وهو : عدم قبولهم النصح مجرد النصح , ومتفقون فى حالة : تعاليهم وازدرائهم لكل : " ناقد " ..... بل يعدونه عدو لهم , ..... فهم كلهم شركاء فى حالة : " الاستبداد والتسلط وقهر شعوبهم "..... وقد أثبتت البحوث والدراسات الواعية , أن كل الشموليات التى حكمت منذ مطلع القرن المنصرم لم يأتى منها خير , ..... بل كانت كلها وبالا على شعوبها , كانت تمثل بحق : " الشر كله " ...... ومالنا نذهب بعيدا , فقد كشفت ثورة القضب الشعبى التى نعائشها الآن , حقيقة هولاء الحكام , سواء الذين تمت ازاحتهم بالفعل أم هولاء الذين لايزالوا تحت الازاحة , ....... فقد ثبت للعالم أجمع أنهم لم يكونوا حكاما أو رعايا على شعوبهم بالمعنى المتعارف عليه بين الناس ,....... بل ثبت أنهم لا يعدو كونهم : " رؤساء عصابات مجرمة "..... تعد فى حقيقتها من أعتى وأشرس أنواع العصابات , وثبت للعالم كله أنهم : " مجردون من أى شىء يمت للانسانية بصلة " ....... فلا يضاهيهم فى وحشيتهم وجبروتهم أعتى أنواع الضوارى فى غاباتها , ..... هذا ما تكشف للناس ورأوه بأم أعينهم .
(2) نعم " الانقاذ " تنكبت ذات الطريق واعتمدت ذات النهج , وطبقته ومارسته فى أقبح وأشنع صوره على البلاد والعباد , ...... ولكن يا للمصيبة , ويا للبلية العظمى , والفتنة الأكبر , كونه يتم ويمارس باسم : " الاسلام " .....باسم الرسالة الخاتمة والتى جاءت أصلا لانقاذ البشرية جمعاء من مثل هذا التردى الذى كانت غارقة فيه ردحا من الزمن , فجاءت لانقاذها منها , ....... فبدلا من تنزيل الرسالة الخاتمة كما أنزلت , ورآها الناس كل الناس فى سموها وعلوها فى دولة المدينة , ..... تبنت هذا الذى جاء الاسلام لانقاذنا منها , ... والمصيبة الكبرى والبلية العظمى أنها لم تكتفى بذلك وتسير مع السائرين فيها , ولكن ألبسته ثوبا اسلاميا , ....... هذا الذى ثبت أنه من أقبح وأسوأ أنواع التردى والرجوع بالبشرية الى عهود : " الظلام " أى " الجاهلية الجهلاء "....... يمارس وينفذ علينا باعتباره : " هو الاسلام "
(3) والسؤال الملح هنا : " كيف يحدث هذا من أناس المعروف عنهم أنهم : " حملة رسالة " وأنهم كلهم منحدرون من صلب تنظيم دعوى مهمته الأساسية اعداد شباب الأمة وتربيته تربية اسلامية قائمة على أسس ومبادىء الرسالة الخاتمة ؟؟؟؟؟؟؟...... ....... اذن هذا هو السؤال الكبير والهام الذى شغل كل الناس وجعلهم يتساءلون فيما بينهم : " من أين جاء هولاء " . ؟؟؟؟؟
(4) هذا كان هو السبب الريسى والدافع الأساسى الذى حتم وضع واعداد تلك الرسالة , والتى وضعت يدنا بحق على جملة حقايق منها : (ا) ان قادة ومتنفذى هذه الدولة الغارقة فى شموليتها لم يأتونا من الخارج , بل هم من بنى جلدتنا , هم اخواننا , وأبناءنا وعشيرتنا , يجمعنا كلنا وطن واحد , وعقيدة واحدة , ولكنهم كلهم كما هو معلوم خضعوا فى سنى شبابهم المبكر الى تعاليم وموجهات من الأب الروحى لهم , ....... أشربت بها عقولهم وتمكنت منهم باعتبارها من الاسلام , وكان الهدف من ذلك هو اعدادهم اعدادا كاملا ومستوفيا لادارة هذه الدولة الشمولية المرتقبة , (ب) وبعد قيامها انطلقوا وبحماس شديد واخلاص لاحدود له فى عملية تنزيل هذه التعاليم والموجهات على الأرض . (ج) نعم هجموا هجوم الأكاسرة على حكم ديمقراطى : - ( هو بعينه الذى قامت من أجله والمطالبة به ثورات الغضب الحالية ) - ....... حكم ديمقراطى قائم فى ظل دولة نظامية تتمتع بخدمة عامة ( مدنية وعسكرية ) عالية الكفاءة , وقضاء مستقل ,وأجهزة رقابة مالية وادارية قمة فى الانضباط , ..... قضت على ذلك كله , وفى التو والحال تحولت الدولة كلها من : " دولة الوطن " الى " دولة الحزب " ...... ولم تمض أيام الاّ ونجد انفسنا أمام أعتى وأبشع حكم دكتاتوى ممعن فى استبداه وقهره وجبروته .
(5)فماذا كان علينا ان نفعل ؟؟؟ ..... فهل نستكين ونصمت ونظل فى حالة يأس كامل , باعتبار أن الكلام لايجدى ولن يجد من يصغى له ؟؟؟؟؟....... لا , لا , ...... وألف " لا "..... هذا الصمت وهذه الاستكانة , وهذ1 اليأس ليس من شيمة المسلم أبدا , ....... فالمسلم الحقيى يراع الله , فى كل شىء , .... فى عباداته , وفى مسيرة حياتة , ..... عملية الصمت والاستكانة أمام القهر والظلم , مسئولية كبيرة أمام رب العزه , ..... يحاسب الجميع عليها فى يوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من آتى الله بقلب سليم )) ..... فى هذا اليوم يحاسب كلاهما : " الراعى الظالم على ظله " و " الرعية ا على صمتها واستكانتها واستسلامها للظلم الواقع عليها من راعيها " , ....... الخور والاستسلام للظلم مع الجبن الشديد , هو بحق : " شيمة الضعفاء " ..... والمسلم الحقيقى حباه الله : " بالقوة " لا " يخشى فى الحق لومة لائم "
(6) هذا هو الفهم الحقيقى لتعاليم ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة .
(7) ضوابط مواجهة الظلم :

من الضوابط المقررة , أنه ينبغى على المسلم أن لا يبتغي من عمله هذا , الاّ : " وجه الله تعالى".... بمعنى أن تكون نصيحته أو نقده قائم على البراءة , والنزاهة , وأن يكون متجردا تماما من الأغراض السياسية , والدوافع الشخصية ,.... هذه هى شيمة المسلم الحقيقى , لأن رايده فى ذلك كله هو ابتغاء وجه الله , وحب هذا الدين الذى هو مصدر كل خير وسعادة وقوة , وأن يكون قدوته فى تحركه وجهادة فى ذلك هو: " رسولنا الأعظم , وصحابته الكرام "....... من اخلاص عظيم لدين الله , والعمل للآخرة , فى ظل روح الايمان والاحتساب لله تعالى , ........ فهذا هو التوجه العلمى الذى يكون دافعه ورائده الأول والأخير هو : " الاخلاص الشديد بدافع الاشفاق والنصيحة لله ولرسوله ولدينه "

(8) حقيقة انها كلمة حق نقولها عند سلطان جائر , كما أمرنا بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : " كلمة حق عند سلطان جائر أفضل من الجهاد "....... وأكدها من بعده أمير المؤمنين سيدنا وحبيبنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قال : " لاخير فيهم اذ لم يقولوها , ولا خير فينا اذ لم نقبل . "........ اذن : " القول " هنا يصبح واجب شرعي , وسلوك اسلامى , ولكن فى ايطار الآداب والسلوك المنضبطة والموجه لخدمة الدين , وبعيدا عن سلوكيات الأحقاد والدوافع الشخصية .
(9) وأخيرا وليس آخرا نورد فيما يلى تصريح مولانا رئيس المجلس الوطنى المشار اليه آنفا : ا
وصلتنى رسالة عن طريق الموبائل من أحد الأخوان , يطلب منى الدخول الى موقع : " الراكوبة "... فيه موضوع يهمك , ..... وفى الحال دخلت فطالعنى الخبر الآتى :

"أكد مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان، أن التحقيقات التي أجراها في وقت سابق مع مسؤولين بالحكومة حامت حولهم شبهات فساد إبان توليه هذا الملف لم يجد فيها سبباً لمحاكمتهم، وقال إنه لم يجد غير دعاوٍ لأسباب شخصية ومن أشخاص لهم مواقف من المسؤول الذي أُتهم , ... وقال الطاهر : " إنّ التدين الموجود وسط قطاع واسع من المسؤولين بالحكومة هو المانع الحقيقي للفساد "..... وليس الرادع القانوني أو الإجتماعي أو الرقابة الصحفية، وأكد : " أن الوازع الداخلي هو الذي يمنع المسؤولين من أن تمتد أيديهم إلى أموال الشعب الذي أؤتمنوا على قيادته "..... وقال الطاهر إن الفساد الموجود (موجود في الأجهزة الدنيا في المجتمع والدولة، لكن يمكن السيطرة عليه بكثير من الإجراءات الإدارية والقانونية)، وأكد أن الدولة الآن تتلمس معالجات له. وأكّد الطاهر، عدم وجود فساد سياسي يمكن أن يتسبب في انهيار الحكومات أو يكون سبباً لمطالبة المعارضة بتغيير الحكم، ونفى الطاهر إعمال (فقه السترة) في قضايا الفساد، وقال: أنا لم أتعَوّد أن أستر شخصاً على فساد. وتابع: هذه قضية تصطدم مع مبادئي، وقال إن قضية الفساد الآن أصبحت (قميصاً) يلوح به لأغراض. " ..... انتهى
لا يسعنى أذاء هذه الحالة الممعنة فى غرابتها ,.....الا أن أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل الغشاوة من على بصرنا وبصيرتنا , وأن يهديننا جميعا للحق والرشاد والى طريقه المستقيم , وأن يجنبنا الوقوع مع أمثال من جاء فى محكم تنزيله عنهم : ((. .... ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبهوهو ألد الخصام فإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحبالفساد وإذا قيل له اتقى الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ((
صدق الله العظيم.

المواطن / عوض سيداحمد عوض
26/8/2011

ملاحظة : ( نشرت بموقع سودانائل : "منبر الرأى " )





العوضابي 05-12-2013 11:59 AM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (13)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
" البعد الآخر لقضية لا هاى "
ان المسلم الحقيقى هو الذى يكون دائما فى معية مع الله , ولا يخشى فى هذه الدنيا الفانية أحدا غير الله سبحانه وتعالى ,.... وأن يعلم تمام العلم ويدرك حقيقة ثابتة أن المسلم خطاء : " وخير الخطاؤن التوابون "
اذن عليه أن يكون لباسه دائما هو ثوب التواضع أمام ما يواجهه من أمور أو يوجه اليه من لوم أو نقد أو اتهام بالجور أو الظلم , .... ان عمليات الرفض بدون تروى المقرونة بالصلف والتكبر والهيجان الزائف أمام هذه الامور ليست من شيمة المسلم الحقيقى , ............ فالمسلم الحقيقى عليه فى حالة :
* توجيه اتهام له وخاصة اذا كان مسئولا أو زعيما أو شيخا , .... ومهما كان نوع هذا الاتهام أو الجهة التى أصدرته , .... أن يتواضع أولا , ... ثم يرجع فى الحال الى نفسه ويراجعها ثانيا , ........ لأنّه ربما يوجد صحة ولو بنسبة واحد فى المليون , ..... فهنا تتاح له الفرصة النادرة والثمينة فى حالة ثبوتها , للتوبة والرجوع لله سبحانه وتعالى وهذه من أعظم وأجلّ الفوائد .
* الصدوع بالحق واظهار عيوبنا : فى هذه الحالة أيضا يجب أن نتروى ونبحث بجدية وصدق وأمانة فى الأمر بكافة جوانبه عن مدى صدق قائلها من عدمه , ......ففى الحالة الأولى أى اذا ثبت صدقه , وجب علينا اجزال الشكر والامتنان له و نشيد به ونكرمه لأنه : " صدع بالحق " ...... أولا , ثم أهدى الينا عيوبنا ثانيا , .... امتثالا لقول الخليفة الثانى سيدنا وحبيبنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه , حينما قال : " رحم الله امرىء أهدى الىّ عيوبى . " ....... فكيف لا وقد أعطانى فرصة لاتعوض كى أصلح من أمرى قبل الوقوف فى يوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من اتى الله بقلب سليم . )) ............ أما فى الحالة الثانية اذا ثبت عدم صدقه , فنرده باحسان ونكشف له حقيقة موقفه الظالم وعواقب ذلك ,... بهدف اصلاحه واعطائه الفرصة للتوبة والرجوع للحق , ............ وفى الاجمال , ..... أن يكون هدفنا الأول والأخير هو الاصلاح ولا شىء غير الاصلاح , ..... والمجادلة بالتى هى أحسن , .... دون تشنج ولا هيجان , ....... هذا بصفة عامة , .... أما موضوع الساعة أو موضوع : " لاهاى" ... مع أهميته القصوى , .... فانّ له بعدا آخر أكثر أهمية وهذا البعد يتمثل فى الآتى :


(...... حيث أن السودان بصفة خاصة والإسلام بصفة عامة محل استهداف من الأمة " الغضبية " وتوابعها فهذا أمر معلوم بالضرورة وحادث وواقع معاش وليس بالغريب بل الغريب ألاّ يحدث,............ أما فيما يتعلق بقضية المحاكمة- ( محكمة لاهاي ) – فالسؤال الذى يطرح نفسه هو: كيف تعاملنا نحن كأمة مسلمة ودولة ترفع رأية الإسلام مع التمرد محل القضية, .... هل تعاملنا معه وفقا لتعاليم ديننا الحنيف ومقتضيات الرسالة الخالدة أم ماذا ؟؟؟؟ ............. فإذا كانت الإجابة بنعم فهذا أمر كما قيل لا يجب أن يشغلنا كثيرا,.... أما إذا كانت الإجابة على غير ذلك فهذه هي المصيبة الكبرى والبلية العظمى, .... فماذا يعنى محاكمة في لاهاي أو أي مكان آخر فى العالم , مع المحاكمة الكبرى هناك حين الوقوف أمام رب العزة ؟؟؟؟ ..... إذن هذه هي القضية ومن هنا يجب أن يكون محل بحثنا ومدار تفكيرنا راع ورعية.
اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ,
عوض سيداحمد عوض
E. mail :awadsidahmed@yahoo.com

ملاحظة : ( تم نشره بموقع : " سودنّائل " 27/8/2008


العوضابي 05-25-2013 11:37 AM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 

(14)
ما هي الدولة الفاشلة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كثر الحديث هذه الأيام ه عن التصريح المنسوب الى السيد / فاقان آموم وزير مجلس الوزراء والأمين العام للحركة الشعبية والذى قيل أنه تكلم فى احدى الندوات ووصف الدولة بأنها : " دولة فاشلة "... وقد تعرض من جراء ذلك الى هجوم ضارى وعنيف من بعض الصحف المحلية وبالرقم أننى لم أطلع على هذا التصريح المنسوب للسيد الوزير , الاّ اننى كقارىء أعتقد أن الموضوع ينبقى أن ينظر اليه من بعده الآخر والذى يتمثل فى الاجابة على هذين السؤالين وهما :
أولا : ما هى مواصفات الدولة الفاشلة . ؟؟؟؟
ثانيا: اذا عرفنا هذه المواصفات ما علينا الاّ أن نرى هل تنطبق هذه المواصفات على دولتنا القائمة الآن أم لا تنطبق ؟؟؟؟
( هذا هو الذى يجب بحثه والوقوف على حقيقته دون تشنج أو مكابرة أو ما شابه ذلك . )
ومن هذا المنطلق نبدأ بتحديد مفهوم ما يطلق عليه : " الدولة الفاشلة"
فى زاويته بجريدة الصحافة (12/10/2005 ) يحدثنا الباحث الكبير الدكتور / حيدر ابراهيم عن كيف وصم الدولة أى دولة بأنها دولة : " فاشلة " :
(1) اذا عجزت عن بسط وجودها فى كامل حدودها الدولية العروفة .
(2) اذا عجزت عن بسط الأمن فى ربوع أراضيها , بحيث يتعرض مواطنوها وغيرهم من السياح الى النهب والخطف ...... الخ .
(3) أن تصبح بعض المناطق داخل البلد خارج سيطرة الدولة .
(4) الدولة التى تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها بتفضيل فئة على غيرها من المواطنين وتوئد بذلك مبدأ المساواة .
هذا البند الأخير رقم (4) يذكرنى بالأساس الذى قامت عليه دولة : " الانقاذ " والذى يستند على تطبيق عدد من البادىء الخطيرة منها : " مبدأ التمكين " وهذا المبدأ الذى يعنى فيما يعنى: " تحويل مقدرة الأمة لصالح الحزب الحاكم وكوادره بحيث تصبح الدولة بكاملها وكأنها ضيعة تابعة للحزب يتصرف في أموالها وممتلكاتها دون حسيب أو رقيب. " .......... وكما هو معلوم فانّه لكى تطبق الانقاذ هذا المبدأ فلابد لها من تطبيق البند أعلاه رقم (4) , .......... إذ كيف يتأتى لحاكم في دولة نظامية تحكمها خدمة مدنية وعسكرية نظيفة و في قمة الفعالية والانضباط, وأجهزة رقابية تستند على قوانين ولوائح تنفيذية صارمة وقضاء مستقل, دون وأد ذلك كلّه والقضاء عليه , ... كي تحول هذه الدولة إلى دولة تابعة له أي تصبح أو تحول من دولة الوطن إلى دولة الحزب,....... وهكذ ا تمت عمليات : " الطرد والاحلال " وطبقت في أبشع صورها المعروفة للجميع ...... وهذا ما كان محل دهشة واستغراب لنا جميعا مما دفعني حينها وكنت آنذاك خارج السودان إلى السؤال عن مدى مطابقة هذا العمل مع تعاليم ديننا الحنيف وموجهات الرسالة الخالدة والتي جاءت أصلا لإعطاء النموذج والمثال ألحى والعملي لإبراز وتطبيق: " الحكم الراشد " كما جاء به الوحي الالهى ومن ثم إسعاد البشرية جمعاء,.... فجاءت الإجابة من عدة مصادر أجملها في العبارة الآتية:
" إن الدولة التي تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها وتميز جهة معينة بسبب الانتماء أو أي سبب آخر وذلك بإعطائهم الأفضلية في الدخول للخدمة العامة من مدنية وعسكرية وتميز محسوبيها عن غيرهم في مجال العطاءات والمقاولات هذه الدولة قبل أن تكون ظالمة ومخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهي مخالفة لشرع الله ومبدأ العدالة في الإسلام وتقع تحت طائلة الحساب أمام رب العزة قبل منظمات المجتمع الدولي. "
أذن المحك هنا والقول الفصل قى هذا الأمر هو : " أن نسأل انفسنا جميعا راع ورعية وبكل الصدق والأمانة والتجرد الكامل : " هل هذه البنود الأربعة المذكورة أعلاه تنطبق على دولتنا الحاكمة الآن أم لا ؟؟؟؟؟ "........ فاذا كانت الاجابة بنعم , ... وأظنها كذلك , ..... فلماذا المكابرة ؟؟؟ .... لماذا لا نرجع لأنفسنا راع ورعية ونحاسبها ونسألها كيف ولماذا وصل بنا الحال الى هذا الدرك السحيق الممعن فى سوءه وقبحه ؟؟؟؟ ... أن هذا الأمر وكما هو معلوم أنه : بقدر ما يسىء الينا كدولة وأمّة , بقدر ما يسىء الى عقيدتنا وديننا الحنيف , ...... .... ومن ثم نعطى بذلك القابلية والمبرر الكافى لأعداء الحق والدين ليسيؤا للرسالة الخالدة بحسبان انّ هذا العمل منسوب الى دولة ترفع شعارها , ..... فهل يوجد على وجه الأرض بلية اومصيبة أكبر من هذا ؟؟؟؟؟؟؟
وفى الختام لابدّ من التنبيه أنه لايجور ولا ينبغى لمسلم أن يقابل من يصدع بالحق ويكشف لنا عيوبنا بمثل هذا الرفض والهجوم الذى رأيناه , ...... فالمسلم الحقيقى لايفعل ذلك أبدا , بل يقابل ذلك بالشكر ويعلّى من مقام قائله اقتداءا بالخليفة الثانى سيدنا وحبيبنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه عندما قال :
" رحم الله امرىء أهدى الىّ عيوبى ."
والى هنا أساأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع ويسدد الخطى
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
القارىء / عوض سيداحمد عوض
كتب فى 12/7/2008


ملاحظ : ( تم نشره بموقع : " سودانائل 12/8/2008 )

العوضابي 06-16-2013 02:29 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (15)
 
(15)

الموضوع : "هل نحن نعمل فعلا فى دائرة إسلامية ؟؟

لهذا التساؤل قصة رواها لنا أحد الأخوان ونحن آنذاك خارج البلاد وكان هذا الأخ راجعا لتوه من الخرطوم - (كان ذلك في السنوات الأولى للإنقاذ )- حدثت هذه القصة لأحد ألأعضاء المنضوين تحت تنظيم: " الجبهة الإسلامية " وكان من الأعضاء النشطين والملتزمين التزاما كاملا بالدعوة وكان في غاية الجدية والإخلاص, وعندما قامت الإنقاذ فرح لها فرحا شديدا, .... وكيف لا يفرح فقد تحققت أحلامه وقامت دولة الإنقاذ والتوجه الحضاري لتنزيل الوحي الالهى والرسالة الخالدة على الأرض كما نزلت في عصرها الذهبي: " عصر الخلافة الراشدة " ....... فلماذا لا ؟؟؟ ...... فنحن أمام تلاميذ نجباء تم تدريبهم وإعدادهم على يد شيخ ملهم وتوّجو بالعلم والتحصيل فأصبحوا قمم في كسبهم المتنوع للمعارف اللازمة والضرورية لقيام دولة حديثة تستند على قيم الحق والعدل والمساواة كما أنزلها الله, لانزالها على الأرض كمثال حى وقدوة صالحة لعله يكون مدخلا يفضى فى النهاية الى إنقاذ البشرية جمعاء مما هى غارقة فيه من جهالة وظلام وإرجاعها الى فطرتها الأولى التي فطرها الله عليها, ......... وفى أحد الأيام قام بزيارة لأهله خارج العاصمة وكان ذلك بعد الإنهاء من عمل شاق ومضني مشتركا في عملية كبيرة وضخمة: " عملية إعداد وإنجاح أحد المواكب الهادرة في مناسبة من مناسبات الإنقاذ. "...... وعندما وصل بلده وجد أهلها في حالة وجوم وحزن شديدين, وعلم منهم قصة المرآة الوحيدة والتي لا تملك من حطام الدنيا الاّ ابنها اليتيم, وفى ذات يوم حملته الى المستشفى الحكومي وهو مريض مرضا شديدا, وعند وصولها المستشفى – ( حكومى ) - طالبوها بدفع رسوم مقابلة الدكتور فاعتذرت لهم وقالت أنها لا تملك من المال شيئا الآن ولكن مستعدة للدفع لاحقا بعد علاج ولدى وطالبت بالسماح لها بالدخول وألحت في الطلب ولكن دون جدوى ,... وحينها تذكرت شيئا,...... تدكرت إنها تملك ثوبا جديدا جاءها هدية من أحد الأقارب, فرجعت مسرعة للمنزل وأخذته لرهنه عند الدلالية وبعد أخذ المقابل أسرعت بطفلها الى المستشفى وعند مقابلة الدكتور كان كل شيء قد انتهى, .... قد أسلم الطفل روحه لبارئها,..... مات الطفل الوحيد, ............ وهنا دخل عضو التنظيم في دوامة كبيرة من التفكير: كيف يحدث هذا ؟؟؟؟؟ ....... وسرح بعقله في شريط طويل:
* تذكر الماضى: " ...... كنت صغيرا فى هذه البلدة أيام الإنجليز وكانت بها شفخانة بها مساعد حكيم مهمته أن يستقبل كل حالات المرضى وأي حالة تستعصي عليه يهرع لأقرب ( كول بوكس ) لطلب الإسعاف من ذات المستشفى الحكومي وبسرعة فايقة ينقل المريض ويتلقاه المستشفى ويظل تحت رعايته التامة حتى يتم شفائه ويرجع الى أهله سالما معافا,..... كل ذلك على حساب الدولة. ........" يواصل الشريط:
* ماذا يجرى الآن : " ........ والآن أنا راجع بعد اشتراكي في عملية الإعداد لموكب كل الهدف منه: " تحسين وجه السلطة في نظر الآخرين داخليا وخارجيا, ...... ولتحقيق هذا الهدف لدينا ميزانية مفتوحة, لا يهم كم أنفقنا منها ولكن المهم أن ننفق وننفق حتى ولو أنفقنا مال الدولة كله كي: ( يتحقق الهدف ) ويظهر الموكب المعنى بالصورة المرسومة والمخططة له سلفا من بدايته الى نهاياته في صناعة ماهرة ومتميزة يتم تخطيطها وانجازها وعرضها بحنكة وذكاء شديدين. " ....... يواصل الشريط:
* " ...... أعلم علم اليقين أن هذا لا يمثل الاّ نقطة في محيط من جملة ما ينفق من مال الأمة على الدعاية داخليا أولا,, .....وأعلم بالملايين من الدولارات التي تحول لدور نشر أجنبية لتحسين صورة السلطة أيضا !!!!!! ..... والأطفال يموتون لعجز أهليهم عن دفع ثمن العلاج,...... وأين ؟؟؟؟ ....... في المستشفيات الحكومية!!!!! ........ ما هذا الذى يحدث ؟؟؟ ... هل نحن في دائرة إسلامية فعلا, ؟؟؟؟؟؟؟؟؟.... أم دائرة, .... سميها ما تسميها: " نفاقية – شيطانية.........الخ... ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون دائرة سودانية نابعة من أرض النيل,..... فضلا عن أنها إسلامية. !!!!!!!!.........انتهت الرواية كما سمعناها. بتصرف.
تعليق على الرواية: أن هذا الذى سمعناه هو مجرد خبر رواه أحد عن آخر, ألا يحتاج ذلك لوقفة للتثبت عن مدى صحته من عدمها وخاصة أن الوقت – ( آنذاك ) – ما زال مبكرا للحكم على: " الإنقاذ " ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ............ ولم يطل الانتظار فتوالت الأخبار خبرا بعد خبر وكان وقعها كالصاعقة, ..... وكان أخطرها الدراسة القيمة والمتابعة الدقيقة للحالة المزرية والممعنة في السوء التي آلت إليها الدولة والأمة السودانية التي نشرها أحد كبار رموز الجبهة الإسلامية ونقلتها عنه جريدة الخليج الظبيانية وكانت من أبلغ وأخطر الشهادات على حكم: " الإنقاذ. " ..... نقتطف منها هذه الفقرة:
• الصحة : يواصل الدكتور: " مدير مستشفى أم درمان ( الصدرية ) حذّر في صحيفة الرأي الآخر 17/1/96 ) حذّر أن مستشفاه يستقبل شهرياً أكثر من 21 ألف مصاب بالدر ن .
• تقول التقارير المؤكدة أن الوضع في الشرق هو الأسوأ حيث تحول لدرن إلى وباء.
• الناس الذين أفقرهم التضخم يعتصرون آلامهم ويموتون من المرض داخل بيوتهم وفي الطرقات لأن المستشفيات الحكومية في عصر ( التحرير الاقتصادي والتوجه الحضاري ) لا تستقبل الفقراء الذين لا يملكون رسم تذكرة مقابلة الطبيب الحكومي ، وثمن الدواء الحكومي .
• صحيفة بالخرطوم نشرت خبراً صغيراً بصفحتها الأولى يقول الخبر: " إن الشرطة وجدت شيخاً في الخامسة والستين من العمر ميتاً في إحدى طرقات وسط العاصمة السودانية الخرطوم جيوبه خالية إلا من تذكرة طبية حديثة الصدور عليها اسم دواء لعلاج الملاريا . تقرير الطبيب الشرعي عزا أسباب الوفاة إلى مضاعفات حمى الملاريا التي لم تجد غذاءاْ أو دواء.
• صحيفة أخرى نقلت في بداية هذا الشهر أن ذوي مصاب في حادث مرور نقلوه من المستشفى إلى بيته مغمى عليه لعجزهم عن دفع تكلفة الصورة " الأشعة " التي طلب الطبيب إجراءها .. أخرجوه على نقالة إلى أهله فمات .. ( قيمة الأشعة التي كان عليهم دفعها 100 ألف جنية ) ، انتهى .

( نقلا عن صفحة: " شئون سودانية " : جريدة الخليج الجمعة 29/11/96 نقلا عن تصريح للدكتور الطيب زين العابدين لإحدى الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم .)


العوضابي 08-11-2013 01:44 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (16)(1)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
((ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مغتا عند الله أن تقولا ما لا تفعلون. ))..... صدق الله العظيم.

في صباح يوم من الأيام خرجت من منزلي فوجدت جمهرة كبيرة أمام البقالة التابعة للحى, وعندما سألت علمت أن موظفة تابعة لمحلية الخرطوم طالبت صاحب البقالة بدفع العوائد المستحقة عليه فاعتذر الأخير وطلب منها تأجيله يومين أو ثلاثة حتى يتمكن من تحصيل ماله من ديون على الزبائن كالعادة في أول كل شهر, ... فعندها رفضت الموظفة وأمرت أحد المرافقين لها بأخذ الميزان الوحيد الخاص بالبقالة,..... وبهذه الوسيلة في ممارسة السلطة جرد هذا المواطن من الأداة الوحيدة التي تمكنه من تسيير عمله ومن ممارسة نشاطه كتاجر ومن ثم تحويله الى إنسان مقهور ومقلوب على أمره, ..... وعندها لم أستغرب لنوع التعليقات الكثيرة والمتنوعة من أهل ألحى:
* تقول امرأة كبيرة في السن: " والله حضرنا زمن الإنجليز وما شفنا ذي دا أبدا,.... دا نهب عديل. !!!!! * ويقول آخر: " ما هذا الذى يحدث أمامنا, كيف ينقلب موظف تحصيل الى: " خصم وحكم في آن واحد ألا يوجد قضاء بالدولة . " ؟؟؟ ... * .وتوالت التعليقات نسمع آخر يقول " هل نحن فعلا أمام دولة نظامية وحكومة تحتكم بدستور وقوانين عادلة منبثقة منه , أم أمام: " ما يسمى حكم المافية "... لا تحتكم الاّ للقوة ولا شيء غير القوة. ؟؟؟؟ ..... وهنا تصدى لهم آخر قائلا: " " يا إخوانا لا تظلموا الموظفة إنها مأمورة إنها تطبق التعليمات وللوائح التي تصدرها المحليات في هذا الشأن, .... صحيح أنها مخالفة ومجافية تماما للمبادىء الدستورية ولكن ماذا في يد الموظفة اذا كانت حكومة الإنقاذ لا تريد الرجوع للحق بالتخلص من قوانينها الجائرة كما قضت بذلك اتفاقية السلام والدستور الموقت الصادر بموجبها. ؟؟؟؟؟؟؟ "
وهنا عادت بي الذاكرة الى حوار قديم سبق واجري في العام 1983 مع الأستاذ والمحامى والنائب بمجلس الشعب آنذاك / على عثمان محمد طه – ( نائب رئيس الجمهورية حاليا) – جاء فيه سؤال عن رأيه في: " قانون الطمأنينة. " الذى أصدره الرئيس نميرى حينها يقول معبرا عن رأيه في القانون المذكور: " إن هذا القانون يتنافى مع المبادىء الدستورية هذا من ناحية, ومن الناحية الأخرى فانه يوسع من نطاق صلاحيات القوات النظامية (الجيش والشرطة)في منع التجمعات والتظاهرات بإتباع مراحل معينة في البت في هذه التجمعات, إذ يخول للبوليس استخدام كل الوسائل المتاحة للحد منها سواء باستخدام الغاز المسيل للدموع أو الضرب بالعصا فإذا عجز البوليس فان القانون يخول للجيش التدخل واستخدام القوة النارية إن أدى الأمر الى ذلك, .....وبذا يكون القانون قد جعل: ( كل السلطات التي بيد القاضي في يد قائد القوة النظامية أو البوليس, وفى هذا مساس لصلاحيات القضاء, بمعنى أن يكون: " الخصم هو الحكم. " ........ وهذا تعسف في استخدام واستعمال القوة. ) .......... وتابع قائلا: " أما الذين يقبض عليهم في تجمعات محظورة أو مشبوهة فان اجرآءت محاكمتهم طبقا لقانون الطمأنينة العامة تنتهك ثلاثة مبادىء:-
أولها: مبدأ تقديم المتهم الى محاكمة عادلة ووجود قاضى مختص ولكن القانون أبعد القاضي من المحكمة وأعطى السلطة لقائد القوة النظامية أو الشرطة , فيمكن للجندي أو الشرطي في أي رتبة أن يقبض على المتظاهر ويحاكمه فورا , !!!! وفى هذا انتهاك لحرمة القضاء وفى ذلك خطآن: ( الأول): أنه خالف اجراءت المحاكمة التي نص عليها الدستور والقوانين. و ( الثاني ) : إبعاد صلاحيات القضاء .
ثانيها: القانون ينص على فورية المحاكمة إذ يمكن محاكمة الجاني في نفس مكان وقوع الجريمة أو في ميدان عام أو مركز بوليس أو مركز مطافي مثلا ولا حق له في الدفاع عن نفسه إذ يحول القانون دون استخدام محامى أو شهود, .... وفى هذا محالفة لدستور البلاد.
ثالثها: تتم المحاكمة طبقا لقانون الطمأنينة العامة بصورة إيجازية, ..... وفى رأيي إن هذا من أكبر العيوب إذ أنه يحرم المتهم من حق الاستئناف كما يستشف ذلك من نص المادة (3) والمادة (14) من القانون, فليس من حق المتهم أن يستأنف أي حكم صادر عليه. " ........... انتهى العرض.
إننا هنا نجد أنفسنا أمام الأستاذ / على عثمان محمد طه المحامى وعضو مجلس الشعب آنذاك يعرض لنا بعلمه الغزير وفقهه الدستوري الرصين أحد قوانين شمولية نميرى والذي كان يهدف فيما يهدف الى تكميم وسد جميع الطرق والأبواب أمام أي رأى معارض لنظامه الشمولي والممعن في الجور والاستبداد, ............ ثم نراه هنا وهو أحد كبار مفجري شمولية الإنقاذ التي لم تكتفي بسن قوانين لتكميم الأفواه فحسب بل تعدت ذلك الى ملاحقة الناس كل الناس والعمل على مضايقتهم في سعيهم الحثيث لكسب عيشهم بالحلال, وذلك أنها لم تكتفي بنزع سلطة: " القاضي " وإعطائها للقوات النظامية فقط بل أعطتها لموظف مدني كما في حالتنا هذة.
وبعد عرض نص هذا الراى القانوني السديد كاملا من مصدره المنوه عنه أدناه مع هذا التعليق, لا يسعني الاّ أن أختم هذا العرض بالآية الكريمة من كلام رب العالمين:
(( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون . )) صدق الله العظيم

المصدر كتاب: " القول الصادق عن الفجر الكاذب. " ... تأليف الأستاذ/ محمد وقبع الله

............... نتابع :

(17)

العوضابي 08-31-2013 06:19 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الى حضرة الأخ العزيز / طارق الجزولى حفظه الله
تحية من عند الله مباركة طيبة , ..... وبعد

الموضوع : " رسالة مفتوحة الى السيد الصادق المهدى . "

عزيزى الأخ طارق ,
الرسالة أعلاه رسالة قديمة سبق نشرها بجريدة الأيام الموقرة عام 2004
هلا سمحت لى باعادة نشرها كاملة بموقعكم الموقر ودلك لسببين :
ألأول: نسبة لأهميتها وارتباط موضوعها بوضوعات رسائلى المنشورة بصفحة : " منبر الرأى " .
الثانى : عملية : " التثبيت " حيث لم تكن متاحة فى دلك التأريخ , ودلك لتعميم الفائدة ,


ودمتم فى حفظ الله ورعايته
أخوكم / عوض سيداحمد عوض

awadsidahmed@yaho.com

..................والى الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم


إلى الأستاذ الكبير/ محجوب محمد صالح رئيس تحرير جريدة الأيام المحترم
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,
سيدي
في زاويتكم: " أصوات وأصداء " تحت عنوان: " ثنائية التفاوض والحل الشامل " ( الثلاثاء 31/8/2004 ) أشرت إلى التناقضات الواردة في حديث السيد الصادق المهدي عندما أعلن أن محادثاته مع الحكومة وصلت إلى طريق مسدود, ونبذ عملية التفاوض الثنائي من أساسها, وأنتقد كل من يسير في هذا النهج, ..... فما كان منك الاّ أن ذكرته: أنه هو أول من انتهج هذا النهج عندما انسلخ من التجمع الديمقراطي دون تشاور مسبق مع حلفائه, .... وكان أول من دفع الثمن, لذا كان عليه أن يعترف ويقر بخطئه قبل أن يشرع في انتقاد الآخرين , ............ الخ !!!!! ........
ألا يحق للمرء أن يعجب غاية العجب عندما يرى أحد أكبر رموز الأمة يتصرف بمثل هذا التصرف وهو أول من يعلم أن من توجيهات ديننا الحنيف: " إن على المرء قبل أن يوعظ أو يوجه أو يلوم غيره, ... أن يبدأ بنفسه ويمتثل هو أولا للذي يدعو إليه, ... والاّ كيف تكون القدوة, وكيف يحصل الإتباع. ؟؟؟؟ "
ربما كان هذا هو دافعي لأوجه هذه الرسالة المفتوحة للسيد الصادق المهدي والتي أرجو أن تسمح لي توجيهها عن طريق زاويتكم هذه أو أي مكان ترونه مناسبا بجريدتكم الموقرة , .... واليك هي:-
" ... من منطلق إعزازنا وإجلالنا للزعيم السوداني الكبير إمام طائفة الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي السيد/ الصادق المهدي نوجه هذا السؤال ولا نطلب منه غير الحقيقة, ...... والسؤال هو:-
" في فترة لاحقة لانقلاب د. حسن الترابي (الإنقاذ) اطلعت وأنا خارج البلاد على مقابلة أجراها معك السيد/ رئيس تحرير جريدة المسلمون الدولية التي كانت تصدر في لندن آنذاك, وكان من ضمن الأسئلة سؤال عن رأيك في مبادرة: " الميرغني/قرنق " .... فجاءت الإجابة منسجمة ومتناسقة تماما مع ما تستحقه هذه المبادرة من ثناء وإشادة عظيمة, وتكرر ذلك منك في مناسبات عديدة, .......... وبعد فترة من الزمن وقع في يدي كتاب لمؤلفه الصحفي والباحث المعروف والخبير في شئون السودان: الأستاذ/ يوسف الشريف تحت عنوان: " السودان وأهل السودان أسرار السياسة وخلفيات المجتمع " ...... جاء في الصفحة 105 عن هذه المبادرة ما يلي :-
"...... في أديس أبابا كان السيد/ محمد عثمان الميرغني على اتصال دايم مع السيد الصادق المهدي – ( رئيس الوزراء آنذاك ) – هاتفيا وعبر الحقيبة الدبلوماسية لإطلاعه أولا بأول على نتائج مفاوضاته المضنية مع قرنق , ..... والتي توجت في النهاية بتوقيع اتفاقية السلام الشهيرة, .......... وهكذا استقبلت الخرطوم السيد/ محمد عثمان الميرغني في مظاهرة شعبية عارمة تنم عن ارتياح الشعب السوداني لهذه الاتفاقية, فها قد آن الأوان لادخار الأرواح واستثمار تكلفة المجهود الحربي الذى كان يستنزف زهاء خمسة ملايين جنيه يوميا في إعادة البناء والتنمية –( حوالي واحد ونصف دولار يوميا ) - ولكن على ما يبدو أن الدكتور الترابي أوغر صدر الصادق المهدي من النجاح السياسي الذى تحقق للحزب الاتحادي وتصاعد شعبيته عندما انفرد بتوقيع اتفاقية السلام نيابة عن الحكومة الائتلافية والأمة السودانية .
ويتابع الكاتب قائلا: " ...... وهنا أروى بأمانة ما حدث عشية عقد جلسة استثنائية للجمعية التأسيسية – (البرلمان)- للتداول حول اتفاقية السلام وإجازتها, ..... حينما اجتمعت الهيئة البرلمانية مساء في فناء منزل الصادق المهدي بامدرمان حيث وجه النواب للتصويت غدا على إجازة الاتفاقية ,............ وفجأة وصلت سيارة الدكتور الترابي وصحبه الصادق المهدي إلى مكتبه بالدور الثاني واستغرق اجتماعهما ثلاث أرباع الساعة, وبعدها غادر د. الترابي المنزل في سيارته, ومرت ربع ساعة حتى هبط الصادق من مكتبه ووقف على سلم منزله وخاطب أعضاء الهيئة البرلمانية بصوت متهدج النبرات قائلا بلهجة آمرة: " غدا تصوتون على رفض الاتفاقية, ........ لقد استخرت الله وهداني إلى أن وراء الاتفاقية مؤامرة مصرية أمريكية. " !!!!..... ودون أن يمنح نواب حزبه فرصة إبداء الرأي أو الاستفسار عن الأسباب وراء تغيير موقفه من الاتفاقية, تقدم نحو سيارته التي انطلقت إلى مكان مجهول , .... بينما النواب يضربون كفا بكف في حيرة ودهشة وإحباط شديد. " !!!!!!!!!!

واني إذ أنقل هذه الرواية كما هي مسجلة في الكتاب المذكور, لا نطلب الاّ تبيان : " الحقيقة " ....... للناس كل الناس: " الحقيقة ": .... كما تعرفها أنت أولا, وكما يعلمها النواب شهود هذه الواقعة ثانيا,..... وفوق كل ذلك, كما يعلمها الذى: (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور. ))


القارىء/ عوض سيداحمد عوض

ملحوظة : ( تم نشر هذه الرسالة كاملة بجريدة الأيام تاريخ 8/9/2004 )
( اعيد نشره بموقع سودانائل : " منبر الرأى " ....تأريخ 14/10/

............والى الرسالة الثانية :


العوضابي 09-06-2013 11:46 AM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
صدى نشر الرسالة الموجهة للسيد الصادق المهدى :

بعد نشر الموضوع أعلاه تقاطرت على رسائل عديدة من القراء , ناقشت مواضيع مختلفة يمكن اجمالها فى اتجاهين :
* الاتجاه الاول : كان مجمل رسائل هدا الفريق تتكلم عن مسيرة السيد الصادق المهدى مند مستهل دخوله معترك السياسة وخلافه الشهير مع عمه الامام الهادى رحمه الله الذى أدى الى أول وأكبر شرخ فى الحزب العملاق , ... ثم تابع هذا الفريق مواقفه بالنسبة لتجمع المعارضة الأول لنظام " نميرى " واتفافه المفاجىء معه , وكانت النتيجة : اضعاف المعارضة من جانب , وخذلانه من نميرى من جانب آخر , .......... وتكرر ذات الشى بالنسبة لتجمع معارضة نظام الانقاذ وحصل على ذات النتيجة , ........ وقد دلنى بعضهم الى مقالات نشروها تحكى هذه المسيرة , ..... هذا مجمل ما تناولته رسائل هذا الفريق , وحقيقة لا أريد الخوض والمتابعة لهذا الموضوع , ويمكن لمن يريد المزيد أن يطلبه فى مظانه .
* الاتجاه الثانى : هذا الفريق كانت جل رسائله تتجه اتجاه واحد محدد وهو : " هل السيد الصادق المهدى ردّ على رسالتك هذه الموجهة له أم لا ؟؟...... واذا كان هناك رد فماذا قال فيه ؟؟؟؟
* أقول " نعم " ... هناك ردّ , وهذا الرد له قصة سوف أوجزها فى الآتى :
* عندما نشرت الرسالة لأول مرة بجريدة الأيام الموقرة , اتصل بى بعض الأخوة وناقشونى فيها ومدى أهميتها ولكن كان رأيهم هو : " لا تتوقع رد " ...... وكنت أرى غير ذلك لسببين :
* السبب الأول : كما هو واضح فان هذه الحادثة أو الواقعة المنقولة من كتاب مطبوع ومتداول , لم ينشره شخص عادى , انه صحفى معروف للجميع بأنه متخصص وعليم بالشأن السودانى , ..... يتهم فيه زعيم كبير وأحد أشهر الزعامات السودانية ,..... فكيف لا أتوقع ردّ ؟؟؟؟؟ .
* السبب الثانى : كما هو معروف أن هناك محكات تأتى فى اطار حدث محورى لتثبت فيه معادن الرجال ,..... فهذه المبادرة : ( الميرغنى/ قرنق ) ظلت طوال الفترة ما بعد الانقاذ محل اشادة كبيرة وعظيمة من السيد الصادق المهدى كما هو مشار اليه فى الرسالة , ..... وهو محق تماما فى ذلك , ..... وقد أثبتت الأيام أن عملية " وأدها " كان كارثة ما بعدها كارثة للبلاد والعباد , .... وسيثبت التأريخ أن وأدها كان جريمة فى حق الوطن .)
يكفى دليلا على ذلك ما تعانيه البلاد والعباد من جراء التدخل الأجنبى الذى تحولنا فيه من دولة كاملة الاستقلال الى دولة تحت الوصاية. )
* اذن فان هذه الواقعة التى نعتبرها حاليا مجرد (خبر ) يحتاج لاثبات , وهو كما نرى يعبر عن حالة أو موقف سلبى فى غاية الخطورة كونه منسوب لأحد أكبر زعماء السودان , ......... فهذا أمر يصعب تصديقه يا أخى . !!!!!
* صحيح اننا قرأنا عن زعامات شهيرة جندت لها كم من الدعاية المنظمة والمخطط لها رفعتها الى عنان السماء للدرجة التى تحولت فى نظر شعوبها من جراء هذا الضلال والاضلال الى شبه : " آله " تعبد , ..... واستمر هذا التأليه حتى بعد أن قبرت تحت الأرض , .... فجاءت الأخبار لتكشف لنا أن هولاء لم يكونو الا " دمى " .... تحركها اللأيدى الخفية للأمة القضبية لتدمير شعبها ومن ثم تمهيد الأرض وتعبيدها : (للأفعى الصهيونيةّ ) لتعمل عملها وفقا لما هو مخطط له سلفا وتم لهم ذلك .
( هذا كان مجمل الحوار ولم يقتنعو بل اتّهمونى بأنّ غيابى عن البلاد حوالى عقدين من الزمن هو سبب جهلى )
* اذن هناك أمر هام : " لابدّ من التأكد من اطلاع الزعيم على الرسالة " ..... فهذه خطوة مهمة .
* وفى الحال قمت بالأتصال بالأخت الفاضلة والكاتبة القديرة رباح الصادق المهدى وعرفتها بنفسى وموضوع الرسالة وأخبرتنى أن الزعيم الوالد يوجد حاليا بالخارج ولكن هناك سكرتارية مناط بها توصيل كل ما ينشر فى الصحافة أولا بأول فى كل أماكن تواجده داخل البلاد أو خارجها , ...وبعد حصولها على الرسالة قامت فى التو والحال بالاتصال بهم ولم تجدها من ضمن المواضيع التى تم ارسالها ومن ثم وبختهم على ذلك وتم الارسال فعلا كما أخبرتنى بذلك.
* بعد فترة اتصلت بى الأخت الفاضلة رباح وأخبرتنى أن الوالد رجع السودان وأعدّ الرد وتم ارساله اليوم لينشر فى ذات الجريدة وسألتنى فيما اذا كنت أملك ( فاكس ) لارسال نسخة منه وشكرتها على ذلك واخبرتها أنى لا أملك فاكس وسوف اتابعه بالجريدة .
* فى اليوم التالى تصفحت الجريدة ولم أجد المقال وبعد اطلاعى على الزاوية اليومية للاستاذ الكبير/ محجوب محمد صلح لاحظت امر عجبت , ...... لاحظت فى آخر المقالةتنويه أو تنبيه ( للقراء ) داخل اطار فى شكل مستطيل مكتوب فى داخله العبارة التالية أو فى ما معناها : " وصلتنى رسالة من السيد/ الصادق المهدى وهذه الرسالة ردّ على الخطاب المفتوح والموجه له من الاستاذ/ عوض سيداحمد ونشر فى بتارخ ........... وسوف ينزل فى عدد بكرة "
* اذا عرف السبب بطل العجب : فعلا نزل الرد فى اليوم التالى تحت عنوان كبير لا يمت بصلة الى الواقعة التى نحن بصددها كما لم يشر فيه لرسالتى ولا الجريدة التى نشرته ولاشى من ذلك كما هو معروف فى مثل هذه الحالة : ( وهنا بطل العجب (
* جاتنى محادثة من أحد الاخوان الذين سبق أكدوا أنهم لا يتوقون رد ودار بيننا النقاش التالى :
* هل قرأت ردّ السيد / الصادق المهدى المنشور بصحيفة الأيام اليوم ؟؟
* نعم قرأته
* كيف كنت حتعلم أنه رد على رسالتك لولا التنبيه الذى كتبه الاستاذ محجوب فى زاويته أمس ؟؟؟
* كان عندى علم مسبق بأن الرد أعد وتم ارساله لينشر فى ذات الجريدة ( وحكيت له السالفة )
* بعد قراءتك لهذه الرسالة الطويلة : " هل تعتبرها رد على رسالتك ؟؟؟
* " نعم " ....... بل أعتبرها أبلغ رد
* كيف ؟؟؟؟؟؟
* شوف يا أخى دعنا نعيد النظر لهذه الواقعة محل النقاش والتى كنت أعتبرها مجرد خبر قابل للصحة وعدمها ماذا تقول :
* " ان الزعيم الكبير جمع نواب حزبه فى اليوم السابق لجلسة البرلمان المخصصة لايجازة مبادرة( الميرغنى / قرنق )وطلب منهم التصويت لصالحها .
* ثم ماذا ؟؟؟ ..... ثم يأتى فجأة الأب الروحى للجبهة الاسلامية ( صاحب المدرسة الجديدة ) ويصعد الزعيم معه الى مكتبه فى الطابق الأعلى وبعد (15) دقيقة فقط يرجع الزائر, ...... ثم يأتى الزعيم بعد برهة ويقف بعيدا عن كرسى الأجتماع , .... يقف على العتبة الأخيرة للسلم ويخاطب السادة النواب قائلا : " لقد اخترت الله وعلمت ان هذه المبادرة عبارة عن مؤامرة مصرية أمريكية بكرة تصوتوا ضدها " !!!!!!!!!........ وأخذ بعضه واتجه الى عربته خارج المنزل دون اعتبار لأى شىء !!!!!!
( أليس هذا هو فحوى الخبر او الواقعة المنقولة من كتاب الصحفى المصرى ؟؟؟؟؟)
* ماذا كان على الزعيم ان يفعل ؟؟؟؟؟ ......... كان عليه أن ينفى فى ردّه هذه الواقعة جملة وتفصيلا ولا شىء غير ذلك , وحيث ذلك لم يتم , ألا يعتبر ذلك أبلغ رد . ؟؟؟؟؟؟؟؟
* كانت الصدمة عنيفة ومؤلمة فى آن واحد ( وأعترف بجهلى ) ,..........ولكن عذائنا أن نرجع لتاريخنا الحديث وننظر الى :
* حادثة مشابهة وموقف مغائر :
* كلنا يعلم أن استقلال السودان من الحكم الثنائى تحقق على أيدى الحزبين العملاقين : (الاتحادى / الأمة )وفى تكامل كامل بين زعامات وطنية صادقة ومخلصة.
* ونعلم أنه منذ نشأتهما الأولى كانا على خلاف فى الرأى عن كيفية الاستقلال , .....وتوجههم لنيله : الاتحاديون يرون أن يتم فى اطار الاتحاد مع مصر, والأمة يرى غير ذلك,.... يرى أن يتم بدون الاتحاد مع مصر.
* قامت الانتخابات واسفرت عن فوز الاتحادى وتشكلت أول حكومة وطنية برئاسة الزعيم أزهرى.
* ونعلم أنه نتيجة لأحداث حدثت فى مصر وملابسات أخرى , دعت الرئس أزهرى أن يقرراعلان الاستقلال الكامل عن دولتى الحكم الثنائى من داخل البرلمان .
* وتمضى الحكاية تقول : أن هذا القرار أثار حفيظة نفر من نواب الانصار وفى التو والحال هرعوا للزعيم الكبير الرجل القامة الامام عبد الرحمن المهدى وعبروا أمامه عن امتعاضهم :
* " كيف يتم ذلك ونحن الذين كافحنا وناضلنا وقدمنا شهداء فى سبيل هذه الخطوة , ....... ثم يأتى الآخرون ليقطفوا ثمارها ؟؟؟؟؟؟
* هنا استمع لهم الزعيم الكبير وظل صامتا , وبعد برهة دعى اليه نفر من معاونيه وأمرهم بصوت مسموع للجمع كله , .... ماذا قال ؟؟؟؟ قال :
* اذهبوا للرئس ازهرى وأخبروه أن الامام يبارك هذه الخطوة , ويقول لك سر على بركة الله ونحن معك .
* هنا تبرز حقيقة الرجال: ( الوطن ومستقبل البلاد والعباد فوق الجميع )...وهنا رأى الناس بامّ أعينهم مكمن العظمة , ..... رأوا زعامة حقيقية , زعامة دينية أولا وزعامة سياسية ثانيا , وهنا اكتسب الحزب مكانة عالية فوق مكانته ودرجة رفيعة فوق درجته .
* ومن خلال هذا التوجه الصادق والتكامل العظيم أصبح للسودان حزبين عملاقين تحقق على يديهما استقلال حقيقى ومشرف للسودان وكان احترام واجلال من كل دول العالم .
* اذن أصبح للسودان البلد القارة وصاحب الامكانات الضخمة والشعب العريق دولة مستقلة استقلالاكاملا ونظيفا كما عبر عنه الزعيم أزهرى : ( لافيه شق ولا طق. )..... وأصبح له حزبين عملاقين هما صمام الأمان لهذا الذى تحقق .
* نعلم أن هذه الخطوة العظيمة الجبارة والانجاز الكبير لابدّ أن يغضب أعداء الحق والدين : ( الأمة الغضبية ).......كيف لا ؟؟؟؟؟؟ ........ فالنستمع على لسان حالهم :
* هذا العملاق لو أتيحت له الفرصة الكاملة لاسقلال أمكانياته الضخمة هذه فلا بدّ أن تقف عقبة كأداء أمام خططنا ومشروعنا المنحوت فى صدورنا والمكتوب فى كنيسنا : ( من الفرات الى النيل ) .
* يواصل : " اذن لا بدّ من التوجه السريع والعمل الجاد والمضنى لاستخدام كل الوسائل المعروفة لدينا والمتوارثة أبا عن جد لتحقيق هدفين :
الهدف الأول : " الحزبين العملاقين"
لا بدّ من وضع كل الخطط والاساليب المفضية الى ازالتهما أو الحد من فعاليتهما
* الهدف الثانى : " الشعب السودانى العريق"
( لا بد من وضع كل الخطط والأساليب لدك وتحطيم كل الركائز والأساس المتين المستند عليها هذا الشعب وتميزه دون الآخرين بصفات متميزة متفردة خاصة به يعرفها العام والخاص منذ آلاف السنين , ........ وتحويله الى شعب زليل مهان عديم الفاعلية , ...... ولا بدّ من النجاح فى ذلك كما سبق لنا النجاح فى غيرهم خلال مسيرتنا الطويلة ")
* نخلص من ذلك الى قضيتين هامتين هما :
* الأولى : أنه خلال تتبعنا لما يجرى ويحاك ضد الوطن منذ الاسقلال وحتى تاريخه ,ينبقى على كل مواطن فى كل ربوع السودان أن يعلم أن كل من اشترك أو ساهم أو تعاضد مع الأعمال المفضية الى اضعاف هذين الحزبين العملاقين , ......لا بدّ أن يفهم أن عمله هذا يصب بالكمال والتمام لمصلحة أعداء الوطن المتربصين به , ....... علم ذلك أم لم يعلم .
* الثانية : " قضية فصل الجنوب " لا شك أن كثيرا من المطلعين والمهتمين بقضايا الوطن يدركون أن : " عملية فصل الجنوب " تمثل بحق الأهداف الرئيسية والاساسية لأعداء الوطن : ( الأمة القضبية ) ........ ويدخل ذلك فى استراتيجيتهم بعيدة المدى , لأن هذه العملية تمثل وسيلتهم الوحيدة : ( لتدمير السودان ) ..... شماله وجنوبه وابعاده تماما عن أى محاولة للتقدم واستقلال ثرواته وامكاناته الهائلة والمعروفة لديهم , ....... بحيث يصبح مجرد دولة مشلولة وغير فاعلة فى المنطقة .
* وقبل أن أنهى هذه الرسالة أرجو أن أشير هنا الى ( كلمة ) كثر ترديدها وهى كلمة : ( الامة القضبية ).... ولكى لا أتهم بأنى مع : ( المفهوم الخاطىء لنظرية الموأمرة ) ...... أرجو الاطلاع على الرسالة تحت عنوان : " أعرف عدوك "
وفى الختام لا يسعنا الاّ أن نرفع الأكف متضرعين الى الله أن يحفظ السودان وأهل السودان وأن يكفيه شر أعدائه المتربصين به ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل كيدهم فى نحورهم , ..... آمين آمين يا رب العالمين .
عوض سيداحمد عوض
awadsidahmed@yahoo.com
17l12l2009

العوضابي 10-28-2013 04:11 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (17)
 
(17)


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الى الأخت العزيزة / رباح الصادق المهدى حفظها الله ,
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد ,

الموضوع : ( رسالة الى السيد رئيس الجمهورية . )

الأخت العزيزة ,
قرأت عمودك : " وليبق ما بيننا " بجريدة حريات تحت العنوان أعلاه بتاريخ ( 10/9/2011 )

أرجو أن تسمحى بالتعليق على المقتطف بعد :
أولا : المقتطف :
(....... والحل أيها السيد الرئيس ليس في استنكار انفجار القنابل المتوقع، ولكن في وقفة مع الذات أساسية تراجع المسير منذ بدايته. المسير الذي اعتبر فيه حزبكم أنه بتقلد السلطة في البلاد صار صاحب الحق الوحيد في التصرف والقرار والبقية مليئون بالقذارات، مفارقون للملة، عاجزون عن عمل شيء فلو أرادوا إعادة دورهم عليهم أن يفلوا الحديد بالحديد أو يلحسوا كوعهم. والمسير الذي نظر للعروبة كأصل انتماء محترم والبقية كدون، ونظر للإسلام بأحادية وانكفاء وسعى لنفي الرأي الآخر الإسلامي وغير الإسلامي)
ثانيا : التعليف :
نعم يا أختى العزيزة : الحل يكمن فى عملية الرجوع للنفس ومحاسبتها محاسبة دقيقة وحاسمه مبعثها ورائدها الأول والأخير التوجه الصادق المخلص لله ,بهدف واحد لا غيره هو : " مراجعة المسيرة منذ بدايتها , للوقوف على حقيقتها وتصحيح المسار بما يرضي الله ورسوله ولا شىء آخر " ...........كلنا يعلم أن مسيرة الانقاذ تمثلت فى الآتى :
* كلنا يعلم أن الانقاذ قامت بوأد نظام قايم على مبادىء : " الديمقراطيه والحرية والمساواة بين أفراد الأمة , وفى ظل نظام قضائى مستقل تتحقق فيه كل أوجه العدالة "........ قامت بوأد ذلك كله لتقيم مكانه نظام شمولي , يتطابق ويتماثل تماما مع كل الشموليات السابعة لها والتى أقل ما يقال عنها أنّها تمثل : " الشر كله "......... ولكن الفرق الوحيد بين هذه الشموليات كما نعلم , ... وبين الانقاذ , أنّها قامت على رايات غير أسلامية , بينما أعطى الأب الرحى للانقاذ : " الصبغة الاسلامية لشموليتها ".... ومن ثم جاءت كل أعمالها وممارساتها المنفذة منذ قيامها فى (30/6/1989 )..... وحتى تأريخه تحت هذه : " هذه الصفة " .

· كلنا يعلم أنّه قد ثبت أن هذه الشموليات تستند على عقائد فاسدة مجردة تماما من أى قيم أو أخلاق أو أى شىء يمت للانسانية بصلة ,..... فضلا عن تعاليم السماء التى انكروها ونبذوها منذ البداية : " فهى كلها جميعا تبعد كل البعد عن ذلك " .......... بل انها فى حقيقتها ثمثل : " قمة الفساد فى الأرض " ....... وهذا خلاف ما هو راسخ فى عقول معتنقيها فهم يعتقدون اعتقادا جازما أنهم على حق وأنهم جماعة اصلاح , وماعداهم من المخالفين لهم ماهم الاّ اشرار يستحقون السحل والضرب والنفى ......... الخ الموبقات..... ....... نجد ذلك فى شمولية لينين عقيدة : (الشيوعية ) ثم شمولية أتاتورك (العلمانية ) مرورا بشموليات : (القومية ) و (البعثية ) ............... الخ الشموليات .
· والآن أمامنا شمولية : " الانقاذ " ....... فهى لا تختلف عن تلك الشموليات فى شىء , بل ربما تكون هى الأسوأ منها جميعا , ...... ذلك لأنها سلكت نفس السلوك وقامت على ذات النهج , .... وكما هو معلوم للجميع , جاء الأب الروحى لها من السربون يحمل فكره الجديد وشرع فى التو والحال فى عملية غرسه وتوصيله لشباب الأمة بذات الاسلوب والنهج القديم المتبع لهذه الشموليات : " التلقى داخل خلايا سرية " .... بهدف صياغة العقول واعدادها لادارة دولته المنشودة والتى قامت فعلا كنظام شمولى لا يختلف عن سابقيه , ....... بل أثبتت انها ممعنة فى طغيانها وجبروتها , ......... ولكن البلية العظمى والمصيبة الأكبر انها البستها ثوبا اسلاميا بمقتضى هذه التعاليم والموجهات التى استغرقت عملية تثبيتها فى العقول ثلاث عقود سابقة لقيام " الانقاذ " ....... وذلك لكى : " توتى أكلها " .
· وكما تعلمون انه قد ثبت من خلال الدراسات والبحوث التى اضطلع بها علماء افاضل من داخل السودان وخارجه ان تعاليم وموجهات هذه : " المدرسة الجديدة "...... والتى استندت عليها الانقاذ فى شموليتها (وكافة ممارساتها التى غوضت تماما كل أسس الحرية والكرامة والعدالة التى جاء بها الاسلام وتنزلت ورآها الناس كل الناس فى دولة المدينة ) ........ ثبت أن ما جاءت به وتنزل ورأيناه بامّ أعيننا لا علاقة له من قريب أو بعيد بتعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ..... بل جاءت على النقيض تماما , ... فهى مناقضة ومجافية ومعاكسة تماما له , .... بل الأكثر من ذلك ان شموليتها تنطوى على ممارسات فيها تزييف وتشويه لمقاصد ومرامى ومبشرات الرسالة الخاتمة المتمثلة فى كل : " هذه القيم السامية والنبيلة المعروفة والتى تنطوى عليها تعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة ", ....... فجاء المثال المطبق , ..... فبدلا عن تنزيل هذه المبادىء والقيم السامية والرفيعة , ......... جاءت وكأنها امتداد حقيقى وتطبيق حرفى لتلك الشموليات السابقة والقائمة أصلا ومؤسسة على الظلم والجور وتغويض كامل لقيم : " العدالة وحكم القانون سماوى أو أرضى ".......... ....فماذا يعنى هذا ؟؟؟........... ألا يعنى أننا بهذا العمل , ........ ودون أن ندرى , .... نقدم أكبر اساءة " للاسلام " ....... بعرضه بهذه الصورة المغائرة والمجافية تماما لحقيقته , ..... ومن ثم نقدم أكبر وأجلّ خدمة ل. : " أعداء الحق والدين ".....ليكيدوا لديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ... باعتبار أننا دولة ترفع رأية الاسلام , وتمثل الرسالة الخاتمة ؟؟؟؟؟؟؟ ............... فهل هذا هو ما ترمى وتهدف اليه : " المدرسة الجديدة هذه, ..... أم ..... ماذا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .............. وكما هو معلوم فانّهم ( أى ناس النقاذ )..... لا يزالون أكثر تمسكا وتعصبا لتعاليم وموجها ت شيخهم , والأب الروحى لهم ,... التى خضعوا لها وهم فى سنى شبابهم المبكر , وتمكنت منهم واشربت بها عقولهم , فقد اضطلع بدور كبير وخطير, وعمل مضنى وبذكاء خارق فى اعدادهم اعدادا كاملا ووافيا, .......بغرض الاعتماد عليهم فى ادارة دولته المنشودة : " الانقاذ "..... ونجح فى ذلك أيما نجاح , والدليل على ذلك أن هذه التعاليم والموجهات هى التى لا يزال نراها سائدة ومنفذة تنفيذا حرفيا على البلاد والعباد , باعتبارها من تعاليم وموجهات ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة , ..... نعم , ....... لاتزال هى السائدة والحاكمة بالرغم من :

(1) حدوث المفاصلة ومن ثم تجريده وابعاده عن كامل سلطاته .
(2) اتهامه بأنه : " ماسونى " أولا ,..... ثم اخضاع فتاويه لحكم الشرع فصدر الحكم عليه بالكفر والخروج عن ملّة الاسلام , وذلك وفقا ومصداقا للكتاب والسنة , بجانب اعترافه هو بنفسه أنه : " لا يؤمن بالبعث ولا بعذاب القبر "
ألا ترون أنه آن الأوان لنا جميعا : " راع ورعية " توجيه هذه الأسئلة المصيرية , والملحة والاجابة عليها , وهى :
أولا : " هل هذه الحالة الخطيرة التى توصلتم لها ووصمتوه علنا بها , .....كانت طارئة عليه , جاءته بعد المفاصلة , أم كان هذا حاله عندما اختاركم وأنتم شباب غر , من داخل تنظيمكم الأم : " الاخوان المسلمون " ..... وشرع فى بث تعاليمه وموجاته لكم فى الغرف المغلقة ( الاسرة ) ؟؟؟؟؟
ثانيا : هل لا زلتم تعتقدون وفقا لهذه التعاليم أنكم : " صفوة الله فى أرضه "......... ومن ثم تعتقدون أن كل أعمالكم وتصرفاتكم قائمة على نهج ديننا الحنيف والرسالة الخاتمة وأنكم وحدكم على : " الحق" ...... وأن غيركم من المخالفين لكم هم على : " الباطل " ؟؟؟؟؟
ثالثا : ألا ترون أنه بعد أن أعطاكم هذه الصفة : " صفوة الله فى أرضه " ..... وأنزلكم هذا المقام , شعر وتأكد تمام التأكيد أنه نجح فى مسعاه نجاحا لا يماثله نجاح , وان تعاليمه وموجهاته رسخت رسوج الجبال , بحيث تظل كامنة فى العقول وصامدة , أمام كل العواصف , لا تهتز ولا تتزعزع عنها أبدا , ... الاّ من : " رحم الله "....... ؟؟؟؟؟ ......... الدليل :
رابعا : ألم تسمعوا وتروا , بامّ أعينكم الدليل القاطع على ذلك , عنما صرح منتشيا يعلن للعالم كله دون مواراة , أو خوف , أو وجل ,....... ....... مذا قال ؟؟؟؟؟ ..... قال : " أن التنظيم الذي يتولي هو قيادته أفضل من تنظيم الصحابة . ؟؟؟؟؟
خامسا : ألا ترون أن التاريخ يعيد نفسه فى مثل حالتكم هذه وكمثال لذلك نأخذ فرقة من الفرق الضالة فى الاسلام وهى : " فرقة الخوارج " ........ تعلمون أنهم تربوا وترعرعوا , فى ظل تعاليم وموجات ضالة ومضلة , اعتنقوها باعتبارها هى : " الاسلام " وأنهم هم على حق ,وأن غيرهم بما فيهم الأمام على كرم الله وجهه , على باطل , ....... وعنما كبروا , اختلفوا مع شيخهم والأب الروحى لهم , .... ليس بغرض الرجوع للحق , ..... بل كفروه , .... وتمادوا فى غيّهم وطغيانهم , يستظلون بتعاليمه وموجهاته الضالة والمضلة , .... ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد بل تفرقوا الى فرق شتى ,... كل تكفر أختها حتى بلغوا عشرون فرقة , ... وبالمثل كان حا ل : " الروافض " ........ ألم يئن الآوان كى نأخذ العبرة من غيرنا ونعتبر لأجل نجاتنا فى عاقبتنا , ..... ليوم : (( لا ينفع فيه مال ولا بنون الاّ من أتى الله بقلب سليم . )) ؟؟؟؟؟
صدق الله العظيم

( اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . )










العوضابي 11-08-2013 06:33 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
(20)

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الموضوع : " تعليق على شريط الفديو تحت عنوان : " مهزلة : د . نافع "
اتصل بى أحد الاخوان قبل أيام ,... وهو على علم تام أن متابعتى ( للميديا ) هبطت الى أدنى حد لها , ..... بل تكاد تكون معدومة فى بعضها , ..... قال لى :

· هل فتحت الراكوبة اليوم ؟
· أجبت : " لا "
· قال : " أفتح وسترى العجب العجاب " !!!!!!!

وفعلا دخلت , فاذا بى أمام أمر غريب وعجيب , ..... أمام ندوة , قيل أنها بجامعة الخرطوم , ... ورأينا بأم أعيننا , أحد الرعية : خريج هندسة , واقف أمام الميكرفون , يخاطب من ؟؟؟ .... يخاطب أحد : " قمم الانقاذ " وهو جالس أمامه على المنصة , ..... ماذا قال ؟؟؟.....خاطبه بكلام تهتز له الجبال , ووجه له اتهامات تشيب لها الولدان , ..... ورأيناه جالس أمامه , لم يحرك ساكنا ,... وظللت لفترة أدقق النظر ( نسبة لضعف بصرى ) : هل هذا الجالس على المنصة هو المسئول المعنى بعينه , أم شبيه له ؟؟؟ ... وفى هذه اللحظة جاء من يؤكد لى صحة ما رأيته , وزالت عنى شكوكى ,....... وهنا سألنى أحدهم :

· " ما رأيك فى هذا الموقف ؟؟؟
· أجبت : " والله , والله , يا أخى , ان هذا الموقف الذى شاهدناه بام أعيننا , لو حصل أو حدث لأى مسئول على ظهر هذه البسيطة , لغادر كرسيه , فى التو واالحال , سواء أكان ما قيل : " حقيقة أم افتراء " ....... لماذا ؟؟؟ .... لأنه اذا كان حقيقة , فلا مكان له كمسئول البتة , ......... أما اذا كان غير ذلك , ... فيلزم شرعا , أن يبعد أو ( يبعد ) بهدف افساح المجال : " للقضاء العادل "..... لتبرأة ساحته ,
· هذه هى : " الشفافية " التى جاءت بها الرسالة الخاتمة , وتنزلت على الأرض , وطبقت ورآها الناس , كل الناس , فى دولة المدينة , أى : " من أين لك هذا " ؟؟؟؟؟
· نعلم أن هذا المبدأ العظيم لم تسمع به , أو تعرفه البشرية قبل تلك الحقبة : " من فترة الحكم الراشد " ....... ... والآن , وكما يعلم الجميع , ان هذا المبدأ , هو الذى يحكم العالم , ونراه مطبق فى كافة دوله المتحضرة ,..... وبموجب تشريعات ملزمة , ....... ماذا يعنى هذا ؟؟؟
· يعنى أن الانسان رجع الى فطرته السليمة , بعد معاناة , طويلة , وحياة مريرة , عاشها فى عهود الظلام , ......... ومن المفارقات الكبيرة , والغريبة , أن هذه الحالة الماثلة , أمام أعيننا , ونشاهدها في هذه الدول , وتتمتع بها شعوبها كافة من : " حرية , عدالة , مساواة , ضمان اجتماعى....... الخ ..... كل ذلك فى ظل ديمقراطية حقيقية , غير مزيفة ولا مضروبة "......... تمثل بحق , تطلعات , وأشواق شباب أمتنا , فى كافة دولنا : " الاسلامية "..... وكلنا يعلم أن هذا هو السبب , والدافع , الأساسى , والرئيسى , لقيام ما يطلق عليه: " الربيع العربى "
· نعلم أن الكثير الكثير من هولاء الشباب الثائر , لا يعلمون أو يجول بخاطرهم , أن ما يطالبون به , ويناضلون من أجله , هو بعينه يمثل بحق : " حقيقة ما جاءت بت , ومن أجله الرسالة الخاتمة "....... ولا يدرون أنها كفلت الكثير , الكثير , بهدف اسعاد البشرية جمعاء , ......نورد هنا بايجاز شديد , مقتطفات من كتاب : " ألميثاق الاسلامى "..... مقارنة مع ما نحن عليه فى دولة الانقاذ :
· حقوق الانسان " : كفلت لنا هذه التعاليم :" المساواة الكاملة بين أبناء الأمة , دون أعتبار لأديانهم , وأعراقهم , .. ..... كما كفلت لنا الحرية والعدالة المطلقة , ليس لأحد حق فى الوطن الأم , يعلو على الآخر , الا بمقدار ما يقدمه من خير يعم الجميع , ............ أليس هذا ما نراه مطبق وممارس بحق , فى هذه الدول الغير اسلامية , وغير مطبق عندنا , ... بل أبدلناه : " بشمولية " قائمة على الاستبداد , وكل ما يليه , أو يعرف , عنه , من قهر , وذل , وفساد فى الأرض ؟؟؟؟؟
· العدالة : جاءت أيضا لتنقل الانسان : " من حياة القهر والعبودية , ... الى فضاء الحرية , والمساواة , ...... ولا يتحقق دلك الا بالعدالة المطلقة , ....لأن العدل : "هو أساس الحكم فى الاسلام " ...... وهذا أيضا مانراهمطبق وممارس عندهم , .... ويقابله هنا , وأد كامل لما كنا نتمتع به , من حرية , وديمقراطية , وقضاء مستقل , قبل الانقاذ ,......ماذا يعنى هذا ؟؟؟ ..... هذا يعنى ان " الانقاذ " قامت بوأد , كل ما له علاقة : " بالعدالة " التى تمثل بحق حقيقة ديننا الحنيف ,....... ..... بل يقوم ويستند عليها : " أساس الحكم فى الاسلام "
· الحاكم : فالحاكم أى صاحب السلطة فى الاسلام , سمه ما شئت : ( راعى – أمير – والى – ملك – رئيس جمهورية ........ الخ المسميات )من أوجب مهامه الشرعية , كراعى للأمة , ....... أن يمارس , واجباته , تحت رقابتها , ومحاسبتها , ....... فالحاكم : " أجير عند الناس "... وعليهم واجب النصح , والنقد له ، والطاعة بالمعروف ، .......فمن أمر بمعصية : " فلا سمع له ولا طاعة " ....... أليس هذا هو بعينه مانراه معمول به , ومطبق فى هذه الدول الغير اسلامية , ...... فالرئيس هناك تنزع عنه حصانته ويقدم للقضاء كأى مواطن عادى , عند حدوث أى مخالفة , أو ارتكاب أى ذنب , أو شبهة فساد مالى , أو غيره ,... وهو ,عين ما كان يمثله نظامنا السابق , الذى تم وأده ؟؟؟ ....... فماذا نرى ونشاهد اليوم ؟؟؟ ..... نرى ان الفساد يكتب بالبنط العريض , وتتناقله وسائط ( الميديا ) داخليا وخارجيا , وبالمثل ترتكب الجرايم علنا , ولا حياة لمن تنادى , ..... لماذا ؟؟؟ .... لأنهم متحصنون : " بالسلطة المطلقة "...... بعيدا عن : " الشفافية " التى جاء بها الاسلام , وبعيدا عن " العدالة " وحكم القانون , ..... بل نراهم متمادون , فى غيهم , وسطوتهم , دون أعتبار لأى شىء .
· اختيار الحاكم :عملية اختيار الحاكم فى الاسلام , تقوم أساساً على الاختيار الحرّ للأمّة ، وهو أمر أجمعت عليه المذاهب كلّها , ....... وهذا هو المبدأ في جميع الظروف والأحوال , اقتداءً بما فعله الصحابة الكرام , عند اختيار الخلفاء ، الراشدين الأربعة , ....... فجاءت الانقاذ , .....فبدلا عن الاضطلاع بعملية تعزيز , وتطوير هذا الأمر بما يتناسب مع ما استجد من وسائل وآليات حديثة , دفعته الى ألأحسن , ........ رأيناها , وأدت تماما , ماكان موجودا ’ وحولته الى : " سلطة شمولية , واستبداد مطلق "
· هناك ملاحظة هامة لابد من الوقوف عندها , ... وهى أن القائمين بالأمر فى دولة الانقاذ , لايزال يعتقدون أنهم , هم : " حملة الرسالة "..... وان مايقومون به , ويمارسونه , فى دولتهم هو : " الاسلام "..... وأنهم , هم , على حق , وأن غيرهم من المخالفين أو المنتقدين لهم , على باطل .
· الشباب الثائر : نرجع لشبابنا الثائر , ونخص بالذكر تلك الشريحة , المتأثرة بالحالة (الغربية ) ويجهل تماما حقيقة دينه وعقيدته التى تربى ونشأ عليها ,..... ونؤكد فى هذه العجالة , حقيقة ثابتة , أن هولاء الشباب , ربما لهم بعض العذر لأسباب ( يطول شرحها )....... ونتيجة لهذه الاسباب , كما هو معلوم للجميع ,..... أنه , منذ ان نشأنا نحن الكبار , ( تجاوزنا سن المعاش ) وحتى هذه الفترة , ( فترة شباب اليوم ) لا نجد أمامنا فى الساحة , من مجمل قادة ومفكرى الأمة , وأهل الرأى فيها , فيما يتصل ( بالحكم ) ....... الاّ : " شريحتين " مختلفتين فى الاسم أو (الشعار ) ومتطابقتين فى النهج , وما تنزل , وطبق , على الأرض من ممارسات بصورة عملية , وهما :
· الشريحة الألى : هذه تمثل فئة , أو شريحة , عريضة من مثقفى امتنا المسلمة, اعتنقوا المذاهب الحديثة : (شيوعية – علمانية – قومية – بعثية ...... الخ ) ..... وأعتقدوا , وظنوا , أن فيها خير , واصلاح , للبلاد والعباد ., ....... ومن ثم استطاعوا أن ينزلوها على الأرض : " وحكمت " ....... فماذا كانت النتيجة ؟؟؟ ........ جاءتنا ب : " الشمولية " البغيضة , ولم نجنى منها الاّ : " الشر كله " ..... وأقل ما يقال عنها , أنها أعادتنا مرة أخرى , الى الحالة التى سبق وتردت اليها البشرية , وجاءت الرسالة الخاتمة لانقاذها وانتشالها منها ,..... أى :

( الجاهلية الجهلاء )

· الشريحة الثانية : هذه الفئة هى التى جعلت من الاسلام شعارا لها , تمثلها هنا دولة : " الانقاذ " هولاء الذين جاؤوا الينا , أو انحدوا , من صلب , تنظيم دعوى عريق , مهمته الأساسية هى : تنشئة الشباب , تنشئة دينية سليمة , تقوم على فهم صحيح , وواعى , لحقيقة ديننا الحنيف , وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , بغرض انزالها , مرة أخرى , على الأرض , كما سبق وأنزلت , وسعدت بها البشرية جمعاء ,....... ولكن ,... فوجىء الناس كل الناس , أنهم ساروا فى ذات الطريق , ونهلوا من ذات النبع , ... نبع سابقيهم , ..... وجاءت دولتهم ب. : " الشمولية " البغيضة أيضا , ... وجاووا , والقوا علينا , وغمرونا , بكل ما تحمله فى أحشائها , من شر مستطير , ...... ظلننا نكابده , ونعانيه , منذ ذلك التاريخ : (يونيو1989 ) وحتى اليوم ,....... ولا حياة لمن تنادى .
· ماذا كانت النتيجة : أتضح , وبان , ..... للجميع , أن النتيجه , أو الثمرة التى حصلنا عليها من التجربة العملية لكليهما ,.... أننا لم نجنى أى خير , أو اصلاح , كما كانوا , .... ولايزال البعض منهم ,... قائم على اعتقاده القديم ,....... بينما الثابت والمشاهد هو: أن ما جنيناه , لا يعدو كونه , : " شر فى شر "..... يتمثل ذلكفى التصور أو : " العقيدة " المتشابهة لكليهما , .... وهى عقيدة : " التفوق " ... والنظرة المتعالية : فهم كلهم يرون أنفسهم فوق الجميع , : ( هم أهل الحق – هم الصفوة – هم الذين أرسلتهم العناية الالاهية لانقاذ رعيتهم , .......... الخ..... نظريات , أو شعارات التفوق )...... ومن هنا تاتى نظرتهم الدونية , لافراد الأمة , أو الرعية ,..... فهم لا يرون فيهم , الاّ انّهم : " أقزام " ... أو كما عبر عن ذلك أحدهم , وسماهم : " الجرذان "... فهم كلهم مشتركون فى هذا الاعتقاد , سواء بالتصريح أو بالفعل , وهو كله أمر ثابت , ومشاهد , ..... ومن ثم يتم التعامل معهم بشكل , أقلّ ما يقال عنه : " هو العمل على تجريدهم من , أهمّ , وأعز , ما خصهم الله به , وهو : " الكرامة الانسانية " فتكون النتيجة الحتمة , والمآلات والمرامى الأخيرة , تكمن فى : احالتهم ليكونوا أقرب الى : " الحيوان " منه الى : " انسان كرمه الله "
· هذه هى الحالة التى آلت اليها : " السلطة " فى كل , أو معظم , دولنا الاسلامية ,....... العربية منها , وغير العربية ,.... والتى جاءت ثورة القضب : " الربيع العربى " وعرّتها , وأزالت القناع عنها , فرآها الناس كل الناس سافرة , واتضح للجميع , أنهم كلهم : ( هولاء الذين انتهى أمرهم , فى كل من : ( مصر – تونس – ليبيا ,..... ومن لا يزالون تحت الازالة ) ....... اتضح أنهم كلهم , ليسو بحكام , ولا رعاة , ولا شىء , من هذا القبيل , ..... بل ثبت ووضح للناس , كل الناس , على ظهر هذه البسيطة ,..... انما هم الاّ : " روأساء عصابات مجرمة " تتحكم فى أمر شعوبها ورعاياها , دون عطف أو شفقة ,...... ومن ثم فقد تجردوا تماما من انسانيتهم , وتحولوا كما شاهدناهم الى : " أعتى , وأبشع , أنواع الضوارى , ووحوش الغابة "
· ثم ماذا : اذن نحن أمام : " فئتين " كلاهما , بعد تماما , أو انحرف بعيدا عن الطريق القويم , وسار فى طريق معوج , مجانبا لطريق السلامة , ... طريق : " الصراط المستقيم ".......ونعلم أن هذا الوضع لم يأتى من فراغ ,..... فقد كانت هناك ترتيبات , وخطط موضوعة , وعمل مضنى , وتنظيم عالى الكفاءة , وتصميم جبار , استغرق سنوات , وسنوات , ليصل بنا الى هذه الحالة التى نعائشها , وذلك بدأءا من عملية : " التغريب "..... مرورا بفترة : " الاستعمار "... تواصلا حتى زرع : " المذاهب الحديثة " ..... كل ذلك كان , ولا يزال هو السبب الرئيسى , الكامن وراء عملية : " التعتيم " وابعادنا عن معرفة : " حقيقة ديننا الاسلامى " وتعاليم وموجهات الرسالة الخاتمة , والتى جاءت متممة , ومكملة , ومصححة , لكل الرسالات السابقة لها , بهدف انزالها على الأرض , فى سموّها , وعلوّها , لتسعد بها البشرية جمعاء , ....... لماذا ؟؟؟ ..... لأنها جاءتنا بمنهج , متكامل للحياة الفاضلة , فى كل صورها , واشكالها , وكافة جوانبها المختلفة , بصورة , تغنينا تماما , عن أى نظرية , أو نظام يضعه البشر ,.......... ذلك لو أحسنا , أنزالها , بتجرد واخلاص كاملين , وتوجه حقيقى , وصادق , لله سبحانه وتعالى .
· هنا نأتى الى سؤال جوهرى , وبالغ الأهمية , هو : " اذا سبق ووقعنا ضحية , لهذا العمل الجاد , والمضنى , وأبهم علينا , ونحن فى مرحلة الشباب ,.... فهل نظل هكذا , فى حالنا هذا , ... بعد أن كبرنا , وقوى عودنا ,؟؟؟ ....... هذا لا يجوز البتة ,..... لماذا ؟؟؟ .... لأننا كبشر خلقنا الله , ونفخ فينا من روحه , وخلق لنا : " عقل " نميز به بين : " الخير والشر " وبين : " الحق والباطل "..... فكيف نستسلم , ونرضى بهذا الباطل , ..... بل نستمر فيه , ونتعصب له , ونظل فى ضلالنا بحسبان أنه الخير , .....فهل يجوز هذا ؟؟؟ ....... كلا وألف كلا , ..... لماذا ؟؟؟ ..... لأننا كلنا نعلم , ان الانسان , من طبعه , معرض للخطأ , ... وقد تعصف به الأهواء , فى مرحلة من حياته ,....... ولكن العيب كل العيب , أن يستكين ويظل خاضعا , ومستسلما , لهذا الحال , دون : " اعمال العقل " ...... فيكفى , ان من كرم الله عليه , ان أنبته فى حظيرة : " الاسلام "... نشأ , وتربى فيها , ..... فلماذا يستمر ويظل فى انفاق , جل وقته , وطاقته , فى متابعة ما اعتنقه من مذاهب , أو عقائد أخرى , من صنع البشر , ....... دون الوقوف : " أولا " وقبل كل شىء , بارادة , قوية , ونية صادقة , نحو البحث , والتعرف , على حقيقة : " دينه "....... لكى يبنى حكمه , عليه , من خلال الدراسة الجادة , والواعية , والمتجردة , والخالية تماما من , أى رواسب , أو تعصب , لما سبق له اعتناقه ,........... هنا فقط , يستطيع أن يقف بنفسه على الحقيقة كاملة , مجردة , كما وقف عليها الكثير الكثير , من رموزنا الكبار , فى امتنا العربية , والاسلاميه , الذين عصفت بهم الأيام ,واعتنقوا هذه المذاهب , وكانوا من دعاتها ,..... ثم رأو , بأم أعينهم , خطلها , وضلالها , فرجعوا لحضنهم الأول , وأصبحوا من كبار دعاته , ...... بل نعلم جميعا , ان هناك الكثير الكثير من , مشاهير عظماء , وقامات كبيرة , من ملل أخرى , غير اسلاميه , قاموا بدراسة الرسالة الخالدة , كل فى مجال تخصصة , دراسة , جادة , وواعية , وصلوا عن طريها الى : " الحقيقة كاملة مجردة " للدين الاسلامى , وثبت لهم , وتأكدوا , أنه دين حقيقى , ورسالة , منزلة من ربّ العزة , على نبيه / محمد صلى الله عليه وسلم , المبعوث رحمة للعالمين , ....... علموا ذلك , واعتنقوه , وأصبحو من أشهر دعاته : (( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . )) صدق الله العظيم .

وقبل أن نختم هذا التعليق نأتى بنص يتصل بصحة كتاب : " القرآن " وأنه وحى منزل من الله سبحانه وتعالى , فقد ثبت لكثير منهم , بعد مقارنة , بعضا من نصوصه , مع ما توصل اليه الانسان من العلم الحديث , يقول أحدهم عن أحد البنود محل الدراسة , وهو البند المتعلق ب . :" خلق السماوات والأرض " يقول في نهاية البحث : ُ " ..... ثبت من البحث أن نص العهد القديم أعطى معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية, بينما لا يوجد أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون, هذه الحقيقة تثبت لنا أمرين: (1) تنفى الاتهامات التي تقول أن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل روايات التوراة. (2) تثبت أن القرآن وحى الهي , ... والاّ كيف استطاع محمد أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشايعة في عصر التنزيل عن الخلق , بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها . ؟؟؟؟؟
·

ملاحة : ( سبق أشرت الى بعضا من هولاء , فى (3) رسائل تحت عنوان : (1)" حوار موضوعى وهادف مع القايم بالاعمال الأمريكى"(2) " لماذا اعتنق هولاء الاسلام " (3)"عرض لاشهر كتابين صدرتا فى القرن المنصرم".. كلها منشورة بهذا المنبر )
وفى الختام لا يسعنى , الاّ أن أختم بالدعاء المأثور :
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . "
عوض سيداحمد عوض
2/1/2012

العوضابي 11-27-2013 12:34 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
(21)





بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموضوع : "تعليق على مقال تحت عنوان : " قولوا يا لطيف " بقلم الاستاذ / عثمان ميرغنى , الراكوبة 23/1/2012 )

أولا
: " مقتطف من المقال :

(.......الآن لا أعلم ماذا سيفعل السيد رئيس آلية مكافحة الفساد.. الدكتور الطيب أبو قناية.. هل سيطلب منا أن نسلمه الوثيقة التي هي أصلاً موجهة إليه وكانت موجودة في درج مكتبه بوزارة المالية؟؟ أم سيرسل من يبحث له عن الثغرة التي تسللت بها هذه الوثيقة من مكتبه إلى السلطة الرابعة.. سلطة الشعب الذي يملك هذه الأموال.. يقتله الظمأ والمال فوق ظهوره منهوب.. أو كما قال الشاعر..!! الشعب البائس الفقير يموت في المستشفيات لأنه لا يجد الهواء.. مجرد (أكسجين).. بينما الكبار وعلى رؤوس الأشهاد يغترفون من أمواله .. بكل أريحية.. كم من مسجون وراء جدران سجن الهدي أو كوبر في حفنة مال قد لا تبلغ ألف جنيه.. بينما الكبار وفي وضح النهار يفعلون ما يفعلون.. على كل حال.. الوثائق كثيرة.. سنوالي نشرها في صفحة (التيار ليكس) بصورة يومية ابتداءً من اليوم.. وقولوا.. يا لطيف..!! )

ثاانيا : " التعليق " :
الى الأخ / عثمان ميرغنى ,
* يا أخى أنت تعلم أن هذا الذى يجرى أمام أعيننا , ويراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , والذى يمثل كما ذكرت أنت : " قمة الفساد فى الأرض " ..... ... تعلم يا أخى أن ذلك لم يأتنا من فراغ , أنه كان ولا يزال حصيلة تطبيق , مبدأ : " التمكين " هذا المبدأ التلمودى الذى أعطاه الأب الروحى لتلاميذه ( قادة الانقاذ ) : " الصبغة الاسلامية " ومن ثم , وبموجبه , تحولت الدولة كلها من دولة : " الوطن " الى دولة : " الحزب " يتصرف فى أموالها وممتلكاتها , كأنها ضيعة تابعة له , دون أى حسيب أو رغيب ,
* وكما تعلم يا أخى أن هذا المبدأ لم يكن جديدا علينا , فقد أخذت به كل الأنظة الشمولية , قديمها وحديثها , وقد رأينا نتائجه بام أعيننا , وكان هو السبب الأساسى والرئيسى لقيام : " الربيع العربى " فكشفت , وعرّت , هولاء الذين كانوا يدعون أنهم حكام , وولات أمر , وانهم ماجاؤا الاّ لخدمت رعاياهم ,....... كشفتهم , وعرتهم ورآهم الناس كل الناس , أنّهم لا يعدو كونهم : " رؤأساء عصابات مجرمة " .....لا غير , تجردت تماما من انسانيتها كانسان , وأصبحت , أشدّ , وأعتى ضراوة , من وحوش الغابة .
* هذه يا أخى أصبحت حقائق معلومة للجميع , ولكن المصيبة الكبرى , والبلية الأعظم , انّ هذا الذى ظللتم تطالعوننا به يوميا , و تتناولونه باقلامكم , وتتكلمون عنه باعتباره : " فساد " ... هم لايرونه كذلك بموجب هذه التعاليم , والموجهات , التى أعطت هذا المبدأ الخطير : " الصبغة الاسلامية "..... وكان هذا المبدا هو القائد والمرشد والموجه لكل الممارسات السلبية , التى ظللتم تتكلمون عنها طيلة حكم الانقاذ : " عمليات التشريد من الخدمة العامة للدولة , بيوت الاشباح , المصادرات بدون وجه حق , نهب المال العام ....... الخ ... ما تطالعوننا به يوميا , وتعلمون أن كل ذلك , تم ومورس , بعيدا عن أسس : " العدالة " التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا , لبسطها , وارسائها , لتسعد بها البشرية جمعاء . !!!!!!!
* هذه هى القضية يا أخى : " أن ينسب مثل هذا العمل الممعن فى سوءه , وقبحه , الى الاسلام " ..... الي الرسالة الخاتمة والتى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها , وتحريرها تماما من مثل هذا العبث , وهذا التردى , والرجوع بالانسان الذى كرمه الله الى : " للجاهلية الجهلاء " مرة آخرى .
* ما العمل :
* تعلم يا أخى أن الأب الروحى : " للانقاذ " سبق أدلى بتصريح فى غاية الخطورة - ( بعد المفاصلة ) - فيما يتعلق بهذا الأمر : " أمر التمكين "........ ما ذا قال ؟؟؟.....قال واصفا تلاميذه بأنهم : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة " !!!!! ....... اذن هو يعلم تمام العلم مآلات ومرامى تطبيق هذا المبدأ الخطير, والذى من أخص خصائصه : " تحويل أناس عاديين من عامة الرعية لكى يصبحوا , بوجب تطبيق هذا المبدأ , فى ظل سلطة شمولية بغيضة , ... تحويلهم الى : " أباطرة "........... " أصحاب قصور ,وبنايات عالية , واقطاعيات , وشركات ضخمة .......... الخ ... ما تطالعوننا به ويخطه يراعكم يوميا , ويراه الناس كل الناس فى كافة وسائل : " الميديا الحديثة " ........ نعم يا أخى هو الذى وضعهم فى هذا الطريق المهلك الشايك , والمصير المجهول باعتبار أنه طريق الاسلام , فكانت النتيجة كما أفصح عنها هو :
" كسبو الدنيا ونسوا الآخرة "

* أسألك بالله يا أخى : " هل هناك مصيبة , وبلية , تصيب المسلم , أعتى , وأشدّ , وأشرّ , من هذه الفتنة العارمة , الماثلة أمام أعيننا ؟؟؟؟؟ "........ ألم يكن من أوجب واجباتنا كمسلمين , أن نقف مع النفس لحظة , ونتجه فى التو والحال , بعزيمة صادقة , وبنية خالصة لله , نحو اعادة مراجعة كاملة , ووافية , لكل هذه التعليمات , والموجهات , الصادرة من هذا , الأب الروحى , والمستند عليها حكم الانقاذ , ما علم منها للناس , وما لم يعلم , واخضاعها كلها , لميزان الشرع , كما سبق وأخضعت فتاويه , وقال الشرع فيها قولته , ..... ألم يكن من الأولى , والأوجب , متابعة , ومواصلة العمل , نحو اخضاع , هذه التعاليم , والموجهات , القائمة , والمستندة , أصلا , على هذه الفتاوى , التى قال الشرع فيها قولته , ووضحت للناس كل الناس , حقيقتها. ؟؟؟؟؟؟؟
* أليس هذا يا أخى , هو السبيل , الوحيد , والسليم , والمفضى الى طريق السلامة , والى برّ الأمان , الذى ينبغى علينا أن نسلكه , ونحن أحياء, نتمتع بوعينا , وكامل عقولنا , قبل أن نجد انفسنا أمام : (( يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون , الاّ من آتى الله بقلب سليم . ))
صدق الله العظيم
*الجواب : ماهو العمل الواجب الالتزام به شرعا ( فى هذا الخصوص ؟؟؟ ) ....... أجمل الاجابة فى الآتى :
أولا : ينبقى علينا كمسلمين أن ننظر لمثل هذه القضايا الخاصة بدولة : " الانقاذ " ونعالجها فى بعدها الدينى , ولا شىء آخر . لماذا ؟؟؟ .... لأنها عندما سطت على السلطة القائمة آنذاك , ليلا , تعهدت أمام الله , والعالم أجمع , أنها لم تقدم على ذلك , الاّ لتطبيق شرع الله .
ثانيا : اذن , بعد هذه الاتهامات الخطيرة , منكم , أنتم شباب الانقاذ , بصورة خاصة , ومن غيركم من الرعية , بصفة عامة , والتى شملت , فيما شملت : " كل أهل الانقاذ حزبا وحكومة "..... ونشرت , وقرأها الناس , كل الناس , داخليا وخارجيا , فى كل وسائط الميديا ,... فهذا يفرض علينا جميعا : " راع ورعية " واجبا شرعيا , لابد من الامتثال والخضوع له , وهو :
ثالثا : علينا نحن كمسلمين حقيقيين , نريد أن نرى اسلامنا مطبق كحقيقة واقعة , ومنزل على الأرض , يراه الناس كل الناس , فى سموه وعلوه ,..... علينا أن نلتزم , التزاما , كاملا , بأحد مبادئه العظيمة , التى جاء بها , وانزلت على الأرض , قبل أن تعرفه البشرية , ويدخل ضمن تشريعاتها ,....... ومثلنا الأعلى فى ذلك , وقدوتنا , هو الخليفة الثانى سيدنا , وحبيبنا عمر بن الخطاب , رضى الله عنه وأرضاه , عندما اتهمه أحد الرعية بتخصيص ثوبين له , بدلا عن ثوب واحد , هو نصيب كل فرد من الرعية , فجاءت الاجابة , فى التو والحال , وأبرأ ساحته , من هذا الاتهام الموجه له , ..... وهذا المبدأ كما هو معلوم , هو المبدأ الاسلامى المعروف :
" من أين لك هذا "
رابعا : كما تعلم يا أخى اننا ملزمون شرعا , فى هذه الحالة بتوجيه هذا السؤال الى كل من وجهتم اليهم , أو أصابتهم هذه الاتهامات , وهم :
(1) الحزب الحاكم : ( نطالبه شرعا باعطاء أقرار متكامل بكل ما يملك من مال وعقار وغيره , لكى تعرض على قضاء مستقل , كى يخلى ساحته , من هذه الاتهامات , وفقا لاحكام الشريعة ) .
(2) وبالمثل الراعى الأول للامة , عليه أن يبرء ساحته عن كل ما وجه له من اتهامت , أيضا , وفقا لتعاليم وموجهات ديننا الحنيف .
(3) يتبع ذلك جملة المسئولين الآخرين محل الاتهامات , كى يقول الشرع الحكيم فيهم قولته .

والى هنا أختم بالدعاء المأثور :

( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرما الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه )

عوض سيداحمد عوض
awadsidahmed@yahoo.com
24/1/2012









العوضابي 06-03-2014 02:09 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
(22)

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الترابي يقول : " كان الفساد بضع في المائة والآن يحتاج للغسيل بالصابون والديتول "
( أعلاه تصريح للشيخ الترابى نقلا عن صحيفة حريات31/1/2012 )
التعليق:الى الشيخ الدكتور / حسن عبدالله الترابى , الأمين العام للمؤتمر الشعبي ,
فيما يتعلق بالتصرح أعلاه ,أرجو أن تسمح لى بتوضيح الآتى :
أولا :
درج سيادتكم فى اللآونة الأخيرة , مع مجموعة من تلاميذك تطالعوننا يوميا بمقالاتكم وتصريحاتكم عن : " فساد الانقاذ " ... والآن هناك حملة كبيرة عن هذا الموضوع يديرها رئيس تحرير صحيفة التيار , وفى تعليق لى على مقالة أخيرة له , تحت عنوان : " قولوا يا لطيف " جاء فيه الآتى :
يا أخى أنت تعلم أن هذا الذى يجرى أمام أعيننا , ويراه الناس كل الناس على ظهر هذه البسيطة , والذى يمثل كما ذكرت أنت : " قمة الفساد فى الأرض " ..... ... تعلم يا أخى أن ذلك لم يأتنا من فراغ , أنه كان ولا يزال حصيلة تطبيق , مبدأ : " التمكين " هذا المبدأ التلمودى الذى أعطاه الأب الروحى لتلاميذه ( قادة الانقاذ ) : " الصبغة الاسلامية " ومن ثم , وبموجبه , تحولت الدولة كلها من دولة : " الوطن " الى دولة : " الحزب " يتصرف فى أموالها وممتلكاتها , كأنها ضيعة تابعة له , دون أى حسيب أو رغيب ,
* وكما تعلم يا أخى أن هذا المبدأ لم يكن جديدا علينا , فقد أخذت به كل الأنظة الشمولية , قديمها وحديثها , وقد رأينا نتائجه بام أعيننا , وكان هو السبب الأساسى والرئيسى لقيام : " الربيع العربى " فكشفت , وعرّت , هولاء الذين كانوا يدعون أنهم حكام , وولات أمر , وانهم ماجاؤا الاّ لخدمت رعاياهم ,....... كشفتهم , وعرتهم ورآهم الناس كل الناس , أنّهم لا يعدو كونهم : " رؤأساء عصابات مجرمة " .....لا غير , تجردت تماما من انسانيتها كانسان , وأصبحت , أشدّ , وأعتى ضراوة , من وحوش الغابة .
* هذه يا أخى أصبحت حقايق معلومة للجميع , ولكن المصيبة الكبرى , والبلية الأعظم , انّ هذا الذى ظللتم تطالعوننا به يوميا , و تتناولونه باقلامكم , وتتكلمون عنه باعتباره : " فساد " ... هم لايرونه كذلك بموجب هذه التعاليم , والموجهات , التى أعطت هذا المبدأ الخطير : " الصبغة الاسلامية "..... وكان هذا المبدا هو القائد والمرشد والموجه لكل الممارسات السلبية , التى ظللتم تتكلمون عنها طيلة حكم الانقاذ : " عمليات التشريد من الخدمة العامة للدولة , بيوت الاشباح , المصادرات بدون وجه حق , نهب المال العام ....... الخ ... ما تطالعوننا به يوميا , وتعلمون أن كل ذلك , تم ومورس , بعيدا عن أسس : " العدالة " التى جاءت الرسالة الخاتمة أصلا , لبسطها , وارسائها , لتسعد بها البشرية جمعاء . !!!!!!!
* هذه هى القضية يا أخى : " أن ينسب مثل هذا العمل الممعن فى سوءه , وقبحه , الى الاسلام " ..... الي الرسالة الخاتمة والتى جاءت أصلا لانقاذ البشرية كلها , وتحريرها تماما من مثل هذا العبث , وهذا التردى , والرجوع بالانسان الذى كرمه الله الى : " للجاهلية الجهلاء " مرة آخرى .
ثانيا :
وجاء فيه أيضا ما يلى :
تعلم يا أخى أن الأب الروحى : " للانقاذ " سبق أدلى بتصريح فى غاية الخطورة - ( بعد المفاصلة ) - فيما يتعلق بهذا الأمر : " أمر التمكين "........ ما ذا قال ؟؟؟.....قال واصفا تلاميذه بأنهم : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة " !!!!! ....... اذن هو يعلم تمام العلم مآلات ومرامى تطبيق هذا المبدأ الخطير, والذى من أخص خصائصه : " تحويل أناس عاديين من عامة الرعية لكى يصبحوا , بوجب تطبيق هذا المبدأ , فى ظل سلطة شمولية بغيضة , ... تحويلهم الى : " أباطرة "........... " أصحاب قصور ,وبنايات عالية , واقطاعيات , وشركات ضخمة .......... الخ ... ما تطالعوننا به ويخطه يراعكم يوميا , ويراه الناس كل الناس فى كافة وسائل : " الميديا الحديثة " ........ نعم يا أخى هو الذى وضعهم فى هذا الطريق المهلك الشايك , والمصير المجهول باعتبار أنه طريق الاسلام , فكانت النتيجة كما أفصح عنها هو :
" كسبو الدنيا ونسوا الآخرة "
ثالثا :
فى رسالة لى تحت عنوان : " الحروب التدميرية للانقاذ " أوضحت المآلات الحتمية , والهدف النهائى لعملية تطبيق هذا المبدأ الخطير : " التمكين " متكاملا مع مبدأ آخر صنو له – ( أخذ الصبقة الاسلامية أيضا ) – وهو : " الارهاب " نقتطف منها هذه الفقرة تحت أسم : " الفرعنة " :
الفرعنة : كثير من الناس يعتقد أن كلمة فرعون صفه خاصة مرسومة لشخص بعينه , .... ولكن الواقع يقول انها حالة قابلة للحدوث لأى من البشر متى توفرت شروطها , ........... الآن فالننظر حولنا ونرى مدى التحول الذى أحدثه تطبيق هذين المبدأيين فى خريجى هذه المدرسة الجديدة , ..... وهم كما نعلم جميعا لا يختلفوا عنا , .... هم من عامة الناس أمثالنا, ومنحدرين من طبقة الفئات الثلاث المعلومة : ( راعىفلاحعامل ) ......كيف أصبح حالهم الآن , .....وبمقتضى مبدأ التمكين أولا : ..... انهم وجدوا أنفسهم ارتقوا الى قمة عالية فوق الناس جميعا فأصبحوا : " أباطرة " : " أصحاب قصور وبنايا ت عالية وشركات ......... الخ .....ماهو معلوم للناس "...... وبيدهم : " سلطة مطلقة " و " ومال وفير لا حدود له " .......... ثم يقابل هذا , ويتكامل معه : " ضعف كامل " و " خضوع واستكانة " .... من الرعية , بمقتضى مبدأ : " الارهاب " ثانيا , ............. نعلم أن .المحرك لذلك كله , كما هو معلوم عن كل هذه الشموليات ,والكامن وراءه هو : " عقيدة التفوق "....... ...هم فوق الأمة , ...هم الوصايا عليها ... هم صفوت الله فى أرضه " ..........وكلهم سواء فى تلك " العقيدة "....... لا يختلفون الاّ فى نوع الراية المرفوعة : " ماركسية – بعثية ........ الخ "................ ثم أخذت المدرسة الجديدة , ذات النهج مع اعطاءه : " الصبقة الاسلامية " ........... ماذا بقى لهم لكى : " يتفرعنوا " ؟؟؟؟؟؟؟....... أنها والله , حدّ الفرعنة , ........ فهل بعد ذلك يا أخى يأتى من يطلب منهم : " الوقوف لمراجعة هذه التعاليم والموجهات والنظر اليها بعين الريبة " ...... بعد هذا التمكين , وحدّ الفرعنة !!!!!!!
رابعا : والآن الكل يعلم ( داخليا وخارجيا ) أنك أنت , من وضع : " بذرة الانقاذ " وأن القائمين عليها ما هم الاّ : " تلاميذك " الذين أخذوا عنك , وهم فى سنى شبابهم الأول , فكنت أنت الأب الروحى لهم , يأتمرون بأمرك , وينصاعون لآوامرك , ومن ثم فان ما نراه ونشاهده , أمام أعيننا , من ممارسات , ماهو الاّ تنزيل حرفى , لما كسبوه , وعقلوه من تعاليمك , وموجهاتك لهم , والتى ظلوا , ولا يزلوا , يعتقدون أنها هى الاسلام , وأنهم على حق , وأن غيرهم على باطل !!!!!!!
خامسا :
تعلم , أن الناس , كل الناس , ظلوا يتابعون موقفك من الانقاذ بعد ( المفاصلة ) ويتابعون كل تحركاتك , وما تضطلع به من نشاط كبير , فى مختلف وسائط ( الميديا ) الحديثة , كأكبر , وأهم , معارض لها ,... ويتابعون أتهامك المستمر , والمستدام لها , بالفساد , وأنها بعدت تماما عن تطبيق شرع الله , وتحولت الى سلطة , تقوم على القهر , والحكم المطلق , وقمة الاستبداد , ............. الخ النعوت , وتعلم أيضا أنهم فى متابعتهم لك , يدركون تماما ويعلمون , أنما تقوله يمثل بحق : " عين الحقيقة " بل يعد شهادة من أهم وأوثق الشهادات , ... لماذا ؟؟؟ ..... لأنها صادرة من : (( شهد شاهد من أهلها )) صدق الله العظيم , ....... ولكن مع ذلك كله , هم يعلمون تمام العلم , أن كل هذا الذى ذكرته , وكل هذه الجرائم التى نسبتها لها , كانت ولا تزال هى حصيلة , أو ثمرة : " للبذرة " الأولى , التى أضطلعت أنت بعملية بذرها , ورعايتها الرعاية التامة والكاملة كى توتى أكلها , وقد تم ذلك وتحقق بالفعل , كما تعلم , ناتى فى هذه العجالة على نذر منها :

(1) استلام السلطة قهرا : من المعلوم ان الانقاذ اعتدت على سلطة قائمة , تستند شرعيتها على آلية التفويض الجماهيرى , أى مفوضة تفويضا كاملا من الرعية , وبموجب انتخابات حرة نذيهة , وهذا كما تعلم يتعارض مع مبادىء الاسلام , بالاضافة الى ذلك لو نظرنا فى المبررات المسوغة لهذا العمل , نجدها تستند فى حقيقتها الى مبدأ تلمودى خطير وهو : " الغاية تبرر الوسيلة " وتكمن خطورته فى أنه يستند فى عملية تطبيقه الى كافة الموبقات وجملة من الكبائر المحرمة شرعا , مثل : " الكذب – الخيانة – نقض العهود... الخ " ... ( نعلم أنه حدث تغيير للمبدأ , ونفذ العمل تحت مسمى : " فقه الضرورة " ) كى يأخذ : " الصبقة الاسلامية ".... ولكن العبرة بالنتيجة والثمرة التى جنيناها منه !!!!!
(2) عملية التشريد من الخدمة العامة للدولة :

عندما يأتى جماعة هم: " تلاميذك " يسطون ليلا على سلطة شرعية , تحت ادعاء أنهم لم يقدموا على ذلك الاّ لتطبيق شرع الله , ثم يعقب ذلك مباشرة , الاضطلاع بعملية كبيرة وخطيرة هى : " تشريد ما يزيد عن (60) ألف من الرعية , يعدون من خيرة , وأفضل الكفاءات العاملة فى الخدمة العامة للدولة من : " مدنيين , وعسكريين , وقضاة , ..... الخ "..... شردوهم , وألقوا بهم فى الشوارع , بصورة تعسفية , لم يسبقها مثيل فى تاريخ الأمم , كل ذلك يتم وينفذ , دون أى جريرة , ارتكبوها , وبعيدا تماما تماما عن أى : " عدالة " سماوية أو أرضية , فما ذا يمكن أن يسمى ذلك ؟؟؟ .... لا شك أن هذا يعد من أكبر , وأخطر , الجرائم التى ترتكبها سلطة فى حق رعاياها , فهى عملية لا مثيل لها فى قبحها , وبؤسها , وفجورها ,... لأن ارتكابها بهذه الصورة التى تمت ونفذت بها بعيدا ’ عن العدالة التى جاءت الرسالة الخاتمة خصيصا لانزالها وبسطها على الأرض , كى تسعد بها البشرية جمعاء ,... يعد : " ردّة " ورجوع بالبشرية الى عهود الظلام , ... الى : " الجاهلية الجهلاء "
· ألم تكن أنت المسئول عن هذا ؟؟؟ أليس هولاء الذين اضطلعوا بهذا الهمل بهمة عالية , ونشاط لا مثيل له , تحت اعتقاد , أنهم يؤدون واجبا دينيا , يتقربون به الى الله , أليس هم تلاميذك وخريجى مدرستك ؟؟؟؟؟؟

(3) بيوت الأشباح : وبالمثل ما تم ونفذ فى هذه البيوت سيئة السمعة , من جرائم مرعبة , يعف اللسان عن ذكرها , ارتكبت ضد نفر من الرعية أيضا , دون توجيه أى تهمة لأى منهم , وبعيدا , بعيدا , عن كل أسس العدالة , سماوية كانت , أم أرضية ,... وهنا يأتى السؤال الهام والضرورى والملح أيضا : " ألم تكن أنت مسئؤل عن هذا كله ؟؟؟ ...... أليسوا هم تلاميذك وخريجى مدرستك ؟؟؟؟؟؟؟
(4) المصادرات : قمتم بمصادرة أموال وممتلكات نفر معلوم من الرعية , بصورة تعسفية أيضا , دون توجيه أى أتهام لأى منهم , وبعيدا تماما عن أى عدالة , يتم فى اطارها هذا العمل بشكل عادل و مرضى وبعيدا ,تماما , عن هذا النهج التعسفى الجائر , والمعن فى سوءه وقبحه , وفجوره .
سادسا : هناك حقيقة يعلمها الجميع وأنت على رأسهم , وهى ان هولاء التلاميذ القائمين على أمر الانقاذ , لا يرون , ولا يعتقدون , أو يجول بخاطرهم , ان ما تسمونه ,وتطلقون عليه وتصموهم به من : " فساد وارتكاب جرائم ........ الخ " ما تطالعون به من مقالات , وتصريحات , يوميا , لا يرونه كذلك , ... بل يعتقدون أنهم بعملهم هذا هم فى حالة عبادة مع الله , وأنهم هم على حق , وأن غيرهم على باطل , والدليل على ذلك , أنهم لا يزال وحتى هذه اللحظة , سائرون فى ذات الطريق المرسوم لهم , لم يتزحزحوا عنه قيد أنملة , فهم كما يرى الجميع لم يتراجعوا أبدا , وحتى العهود الكثيرة التى قطعوها , والاتفاقات التى وقعوا عليها , لم يعيروها أى اهتمام , ( اتفاق القاهرة - الرياض ...... الخ الاتفاقات ) ومع ذلك نراهم يصلون ويصومون ويحجون , ومنهم من يقيمون الليل , فما ذا يمكن تفسير ذلك ؟؟؟ ... ربما لا يوجد تفسير غير تفسير واحد , وأنت الأدرى به , هو : " قوة ومتانة هذه التعاليم والموجهات التى التى خضعوا لها وأشربت بها عقولهم وهم فى ربيع شبابهم " .... والله أعلم بالصواب .
سابعا : اذا , ما هو العلاج : ربما يقول قائل العلاج يكمن فى المقولة الشهيرة : " الربطها يحلها " وهذه لا تبعد كثيرا عن الحقيقة , ولكنى أرى فى ذلك وأقول كما سبق أوضحت , وأكرر ذلك أننى أنطلق دائما فى مخاطبتى لناس الانقاذ من بعد واحد , لا غير , ألا وهو : " البعد الدينى " وفسرت ذلك بأنهم هم الذين تعهدوا أمام الله والعالم أجمع , أنهم لم يقدموا على فعلتهم هذه الاّ لأجل تنزيل شرع الله على الأرض ليراه الناس كل الناس فى سموه , وعلوه وتسعد به البشرية جمعاء , وقلت ان هذا الالتزام والتعهد , يحتم علينا شرعا , أن ننظر الى أقوالهم , وأفعالهم , وممارساتهم , وكلما يليهم , ونزنه بميزان الشرع , فاذا تطابق معه فهو المطلوب , والاّ , يجب علينا جميعا , وجوبا شرعيا , أن نصدع بكلمة الحق , وأن لا نخشى فى الله لومة لائم ,
ومن هذا المنطلق أسمح لى أن أوجه لك هذا السؤال الملح والهام وهو : " هل هذا الدور الكبير الذى ظللت تضطلع به منذ تاريخ المفاصلة , فى كشف حقيقة ما يجرى ووصفك اياه , بأنه : " فساد كبير , وجرائم لا انسانية , وبعد عن الدين , وحكم الشريعة , بل فيه اساءة لها , وتشهير بها أمام العالم "... هل هذا نابع عن قناعة كاملة , توصلت لها باعتبارها حقيقة قاطعة , وأنه بمثابة رجوع للحق ؟؟؟ ..... أم أن ذلك كما يعتقد كثير من المتابعين , لا يعدو كونه , حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟ ....... فاذا كانت الاجابة بنعم , ألا ترى أن , الحل يحتم عليك شرعا الاتجاه فورا ودون تردد , وبنية خالصة وعزيمة صادقة, مع الله , وارادة قوية , نحو عمل الآتى :
(1) الدعوة لاجتماع عاجل يضم جميع قيادات الحركة الاسلامية بشقيها , وتعلن أمامهم ة: " الحقيقة كاملة مجردة " كما توصلت اليها , وتدعوهم جميعا للتوبة والرجوع للحق , بتصحيح المسار , لأن الرجوع للحق فضيلة .
(2) يعقب ذلك تشكيل لجنة من كبا المرجعيات الدينية بهدف وضع الأسس السليمة والصحيحة التى تكفل أداء وتحقيق التوبة النصوحة , وفقا لتعاليم ديننا الحنيف .
(3) يلى ذلك التنفيذ الفورى لكل متطلبات التوبة وفقا لقرار العلماء بما يحقق ويكفل سلامة ردّ الحقوق كاملة لأصحابها ومستحقيها شرعا , مع جبر كل الأضرار , بما يكفل تحقيق مفهوم التوبة لكافة من لزمتهم من المسئولين وفقا لتعاليم الشرع .
(4) بذلك فقط نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو طريق السلامة , طريق النجاة , طريق : (( الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليم , غير المغضوب عليهم , ولا الضالين . )) آمين

والى هنا أختم بالدعاء المأثور :
" اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه . "
عوض سيداحمد عوض
31/1/2012





نتابع : (23)





العوضابي 06-26-2014 04:33 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
(23)

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموضوع : " مآلات تطبيق مبدأ التمكين التلمودى فى دولة الانقاذ "

· " ان أحب الخلق الى الله , امام عادل , وأبغض الخلق الى الله امام جائر . "

( حديث شريف )

· على أصحاب السلطة ومنفذى أنقلاب ( الانقاذ ) الذين أفادو من هذا النظام , وفى ظل تطبيق مبدأ : " التمكين "..... أثرو ثراءا , فاحشا , وتضخمت أرصدتهم المادية , والعقارية , داخليا وخارجيا ,..... عليهم أن يسألوا أنفسهم : " من أين لهم هذا المال , وكيف استحلوه , ومن أفتى لهم بذلك ؟؟؟ "
· ومع ذلك هم لا يزال يتشدقون بأنّهم يحكمون باسم : " الاسلام " ... باسم الرسالة الخالدة التى جاءت أصلا لاسعاد البشرية جمعاء , وقد طبقت ورأينا المثال الحى لها فى الخلافة الراشدة , وقد ثبت للناس كل الناس , وتأكدوا من صلاحيتها , لأنها جاءت أصلا , لبناء مجتمعات انسانية فاضلة , تحكمها قيم انسانية رفيعة ,... فما ذا يعنى هذا المثال المشين , والممعن فى سوءه , وقبحه الذى نراه ماثلا أمام أعيننا : ( مثال الانقاذ ) ..... أليس هذا قبل كل شىء , وبعد كل شىء , لا يعدو كونه يمثل بحق وحقيق , اساءة صارخة , وصريحة , للرسالة الخالدة , وخاتمة الرسالات السماوية , وذلك بعرضها على العالم كله , بهذه الصورة القبيحة , المخالفة , والمغائرة , تماما لحقيقتها ؟؟؟ ... أليس هذا فيه استدعاء , وخلق القابلية لضرب هذه الرسالة فى عقر دارها ؟؟؟... ألا يدرى هولاء , أنهم بتوجههم , وعملهم , وممارساتهم هذه , يقدمون أكبر , وأجل خدمة , لأعداء الحق والدين , وأن ما يقومون به وينفذونه جهارا نهارا , فى حق البلاد والعباد من جراء تطبيق هذا المبدأ – ( ومبدأ آخر صنو له سنتعرض له لاحقا ) - يصب بكلياته لخدمة أهداف ومرامى : " الأمة القضبية " بعيدة المدى , أى أنهم بعملهم هذا , يعبدون الطريق , ويمهدونه تماما , لاعطاء المشروع : " الصهيونى أكله " . ؟؟؟؟؟
· ألم يأن الأوان كى يراجعوا أنفسهم , ويجيبوا على السؤال أعلاه : " من أفتى لهم بذلك ؟؟؟ " وأعطى هذا المبدأ التلمودى الخطير : " الصبغة الاسلامية " ...كى تتحقق فينا : " مآلاته " التدميرية , كما سبق أنزلت وتحققت على كافة الشموليات التى أخذت به , وأقرب مثال لذلك ما يجرى الآن فى سوريا , ومحنة الشعب الشقيق هناك , وما تم اندحاره فى كل من : ( تونس –مصر –ليبيا )
· للاجابة على هذا السؤال , هناك حقيقة مرة , وهى : أنهم عندما أقدموا على تطبيق هذا المبدأ , كانوا فى حالة : " تعبئة كاملة " ولم يكونوا على علم بحقيقته , لأن الأب الروحى لهم عندما خطط لذلك , كان يعلم سلفا , أن هناك عقبات وعقبات , تحول دون تحقيقه – ( هنا فى دولة السودان ) - ومن ثم استخدم كلما يملك من دهاء وذكاء خارق , وخاصة أنهم كانوا فى سنى شبابهم الأول , فاستطاع أن يملى عليهم من التعاليم والموجهات , بالقدر الذى أشبعت بها عقولهم , وأصبحوا طوع أمره , ورهن اشارته .
· فهل ذلك يحتاج الى دليل ؟؟؟ اذن , فأنظروا وتمعنوا فى حالة المجموعات المختارة من هذا الشباب الغر , خريجى هذه المدرسة , الذين اسند ت اليهم عملية الاضطلاع , وتنفيذ أخطر , وأبشع عملية تحدث فى تأريخ البشرية , والتى كان لابد منها لازاحة كافة العقبات , واعطاء هذا المبدأ الخطير : " أكله بالكامل "..... ألا وهى عملية تشريد أكثر من (60) ألف من خيرة الكوادر عالية التأهيل , فايقة الخبرة , هم قادة الخدمة العامة للدولة : ( مدنية - عسكرية – قضاة ) اضطلعوا بهذا العمل المشين , والممعن فى سوءه , وقبحه , وهم فى : " حالة نشوة , وهمة عالية , وفرح لا حدود له , وكأنّهم فى حالة عبادة , وتقرب الى الله بعملهم هذا , الذى يعد من أكبر , وأشنع , الجرائم ضد الانسانية "
· ملاحظة : تجدر الاشارة هنا , ان هذا الذى رأيناه فى المثال أعلاه من : " حالة النشوة ’ والهمة العالية , والفرح الشديد ....... الخ ".....نجده بعينه تكرر , عند تطبيق مبدأ تلمودى آخر ,فى تكامل تام مع هذا الأول , ألا وهو مبدأ : " الارهاب "وكما تعلمون بدأ تطبيقه , أول ما بدأ , بما يسمى ب . : " بيوت الأشباح " وما مورس وجرى فيها من جرائم يعف اللسان عن ذكرها , وتوالت عمليات الارهاب بصورة متكررة , وفى أماكن مختلفة , يتم كل ذلك بدم بارد , دون أى شعور بذنب , .... بل بذات الهمة العالية , والفرح الشديد , أى , كأنهم فى : " حالة عبادة "
· هنا نأتى للسؤال المصيرى, وهو : " هل أعطى تطبيق هذين المبدأئين التلموديين أكلهما ؟؟؟؟؟؟؟
· للاجابة على ذلك لا بدّ من الوقوف والتعرف على المرامى والأهاف الحقيقية الكامنة وراء تطبيق هذين المبدأيين التلموديين , هل هى لأعلاء : " كلمة الله فى الأرض " أم لمرامى , وأهداف آخرى شريرة , مجافية , ومناقضة تماما لما جاء به : " الوحى الالهى " وأمرنا بانزاله على الأرض ؟؟؟؟؟ ....... لا شك أن الذين تابعوا مآلات الأنظمة الشمولية سالفة الذكر , وما صارت اليه أممها من بعدها , لا يعتريه أدنى شك مما قيض الله لنا الاطلاع عليه من تعاليم التلمود السرية , ويمكن أجمال الهدف النهائى لها فى كلمتين : " التدمير والافساد فى الأرض " وليس الانقاذ ,..... والآن , فالننظر الى ما صار اليه حالنا :
· أولا : فيما يتعلق بالمبدأ الأول التمكين :
· (1) تم بموجبه , تحويل الدولة النظامية القائمة , من دولة الوطن , الى دولة الحزب , يتصرف فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب .
· (2) ماذا كانت النتيجة : ؟؟؟ وجد هولاء القائمون بالأمر , وهم كما نعلم أناس من بنى جلدتنا , ينحدرن من عامة الشعب , من الفئات الثلاثة : ( فلاح – راعى – عامل ) وجدوا أنفسهم تحولوا الى شىء آخر , لم يكن فى الحسبان , تحولوا الى شبه : " أباطرة " ( يملكون الفلل الضخمة, والبنايات العالية , والاقطاعيات الشاسعة , والشركات الكبيرة متعددة الأغراض , ....... الخ ما أصبح معلوم لكل الناس . )

( هذه الحالة التى عبر عنها الأب الروحى لهم مؤخرا تعبيرا صادقا ( بعد المفاصلة ) ما ذا قال ؟؟؟ قال :
" كسبو الدنيا ونسوا الآخرة " )

· (3) انعكست عملية هذا النهب المنظم , والمقنن , على حالة المواطن , وحولته الى انسان شقى , يعيش فى حالة : " مكابدة دائمة " وأصبح جل همه , ومبلغ حلمه العثور على : " لقمة العيش " له ولاسرته ,..... وهذا كما يعلم الجميع , يمثل , أنجح سبيل يفضى الى عملية : " تحليل النسيج الاجتماعى للأمة " ومن ثم , تجريدها , تدريجيا من جراء ذلك , من كل موروثاتها من : " الأخلاق النبيلة والقيم الفاضلة "

( وهذا هو عين المطلوب )

· ثانيا : فيما يتعلق بالمبدأ الثانى الارهاب :
· ماذا يعنى أن يسطو جماعة ليلا وبقوة السلاح , كى يؤئدوا سلطة شرعية , تستند فى شرعيتها , على آلية التفويض الجماهيرى , ويحولوها الى سلطة : " شمولية " ؟؟؟ ....... هذا لا يمكن تفسيره أوتعليله الاّ أنه يمثل بحق : " أشد أنواع الاستبداد فى الأرض الذى تعوذ منه الشيطان "... كما يقولون , فهذه العملية , كونها تحدث ونحن كنا على أعتاب القرن الحالى (21) والعالم حولنا يعيش فى قمة صحوته , فى محاولة للرجوع الى فطرته السليمة , فى الدعوة الى بسط مبادىء : ( الحرية , والعدالة , والمساواة الكاملة بين أبناء الأمة الواحدة )
( أليس هذا يمثل بحق ما جاءت الرسالة الخاتمة لبسطه , وانزاله على الأرض , ليراه الناس كل الناس , فى عدله وتكامله وشموله , ألا يعد هذا العمل الذى تم ونفذ باسم : " الاسلام " , ردّة , ما بعدها ردّة ,لا يماثلها فى بشاعتها , وخزيها , وعارها , الاّ الحالة التى سبق , وتردت اليها البشرية حينا من الدهر , وجاءت الرسالة الخاتمة , لانقاذها منها ؟؟؟
( فترة الجاهلية الجهلاء )
· اذن نحن هنا أمام دولة : " الارهاب " دولة قائمة على تعاليم وموجهات التلمود اليهودى , التى نراها ماثلة أمامنا رأى العين , فى الشموليات التى قضت عليها ثورات : " الربيع العربى " والتى لايزال نرى بعضها فى الرمق الأخير , فى طريقها الى السقوط , باذن الله تعالى ,...... اذن فالننظر ماذا جنينا نحن هنا :
· لا شك أن الجميع يرى أن هناك عملية تكامل ظاهرة للعيان بين هذين المبدأيين يمكن اجمالها فى الآتى :
· (1) رأينا بأم أعيننا الدور الذى لعبه تطيق المبدأ الأول , وعملية تحويل نفر من عامة الشعب , الى شبه أباطرة , يملكون سلطة مطلقة , لا حدود لها , ومال وفير , يقابل ذلك ( أمة ) غارقة تماما فى هم معيشتها , ومعركة حياتها .
· (2) يتكامل مع ذلك دور : " الارهاب " ( ما تم فى بيوت الأشباح – وما تبع ذلك , ومورس , من عمليات : ( قتل وتشريد وأرهاب ) لكل عمليات الاحتجاجات , والمظاهرات السلمية , على طول البلاد وعرضها , اسكتت كلها فى حينها ولم يسمع لها صوط بعد أبدا . !!!!!!
· (3) أدى ذلك كله مجتمعا ومتكاملا الى حالة من الخوف , والرعب الشديدين , تحولت الأمة بموجبه , الى شعب ذليل , مهان , خاضع , وفى حالة استكانة كاملة .

( وهذا هو عين المطلوب )

· بالاضافة الى ذلك , ألا يدرون أيضا , أنهم بعملهم هذا , يسيرون فى ذات الاتجاه , وبصورة متكاملة تماما , مع موجهات ما يسمى جماعة : " التطرف الاسلامى " ؟؟؟؟؟ وما نفذوه من عمليات كبيرة , وخطيرة , كان أشهرها : " عملية تفجيرات نيويورك "
· ولكشف أبعاد , وأهداف ومرامى , هذه العملية الخطيرة , التى هزت العالم أجمع , يحدثنا البروف./ زكريا بشير امام , فى حوار أجرى معه عام 2004 , ... والى الحوار :
· س. : ماهو المخطط , والمنفذ , والمستفيد ؟؟؟
· ج. : هناك نظرية تقول بأن الأمر كان مؤامرة , من جهات معادية للاسلام , ومعادية للتواصل بين العالم الاسلامى , والعالم الغربى ,..... بهذا تكون : ( القاعدة ) شاركت فى تنفيذ : " جزء " من المؤأمرة , باعتبار أنهم معدون سلفا , وتم استدراجهم بما عرف عنهم من غضب تجاه الغرب , لأنّه لا يضع اعتبارا لمعاناة المسلمين , والظلم الواقع عليهم , هذه المجموعات , كانت غاضبة كما الرعيل الأول منهم , سبق جندوا من قبل الدوائر الغربية لمحاربة الوجود الروسى فى أفقانستان .
· س. : من هم الآخرين ( الجزء الباقى
· ج. : هم اشتركو نعم , ... ولكنهم استدرجوا لتنفيذ دور محدد لهم سلفا فى مؤامرة كبيرة .
· ( أشار البروف فى رده ) : " أن أصابع الاتهام تشير نحو اليهود فى هذه المؤآمرة , وقد ثبت اختفاء عدد كبير منهم من البرجين ذلك اليوم , بالاضافة الى ثبوت جماعة منهم كانت متواجدة بكمراتها فى أماكن محددة , برؤيا معينة , قامت بتصوير الحدث كما شاهدناه .)
· س. : ما هى الجهة الضالعة من وراء الستار ؟
· ج. : يمكن أن أقول بأنها هى : " الدوائر الصهيونية " التى تريد قطع التعاطف الغربى مع قضية فلسطين , وتجذبه ليصطف خلفها فى حملتها للقضاء على المسلمين , والعرب بغرض تحقيق أهدافها لبناء : " هيكل سليمات " بعد هدم المسجد الأقصى .
· س. : ما هى الخسائر التى لحقت بالاسلام ؟
· ج. : الصحوة الاسلامية خسرت فى العالم كله : فى أمريكا استطاع اللوبى : " المسيحى/الصهيونى "..... أن يجاهر : " ان الاسلام دين كاذب , وباطل , وأنه دين : " ار هاب " وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبى مزور , وكاذب " ....... هولاء كانوا يخشون الجهر بذلك قبل الحادث , هذا اللوبى المسيحى : " المتصهين " : ( 50 مليون ) أصبح يجاهر : " أن واجبهم الدينى حماية اسرائيل وهم يسيطرون على الكونجرس . "
· س. : رأيك فى طالبان ؟
· ج. : أنا معارض تماما لهم , سياستهم غير مستنيرة , وليست اسلامية , فهمهم للدين مختلفا , وغير صحيح , قاموا بتشويه الاسلام , وقدموا نموزج سيئا للمسلم ,..... أعطوا فرصة لليمين المتصهين فى أمريكا .
· س. : طالبان يرون أنه لا يجدى مع العنف الاّ العنف ؟؟؟
· ج. : هذا ليس صحيحا , الله سبحانه وتعالى يأمرنا : (( لا يجرمنّكم شنئان قوم على الاّ تعدلوا , أعدلوا , هو أقرب للتقوى . ))..... ويواصل قائلا : " مهما أصابك من سوء من العدوء , لا تعمل مثل ما يعمل "... مثلا : أحداث روسيا الأخيرة : " قتل الروس آلاف النساء , وآلاف الأطفال "....... " ولكن ليس فى ديننا ما يبيح أن نرد لهم بالمثل . "....... المطلوب منا أن نعلمهم كيف يكون المسلم مختلفا فى طريقة تعامله مع أعدائه , ... ويواصل قائلا :

" لو كنا مسلمين حقا, لقمنا بدعم القوة العاقلة فى الغرب ,....... دعهم يضربوننا , لكننا نمضى بلا سلاح داخل ديارهم , نمشى بالحقائق : صاحب الحق سيكسب مهما كان ضعيفا فى معادلة القوة العضلية . "

( بتصرف من الحوار المذكور صحيفة أخبار اليوم
12/9/2004 . )


ملاحظة : يقول الله سبحانه وتعالى فى محكم تنزيله : (( ويمكرون ويمكر الله , والله خير الماكرين . )) ..ويقول أيضا : (( عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا . ))

( هذه العملية مع بعدها الخطير , وما يتمتع به مخططوها من دهاء , وذكاء خارق , وعمل شيطانى رهيب , الاّ أن نتيجتها جاءت على العكس تماما , لما خططوا , ورسمو له , فقد أكدت الأخبار أنها كانت سببا رئيسيا , ودافعا فعالا , لدفع المواطن الأمريكى للجرى والبحث عن حقيقة الاسلام من مصادره الأصلية , بعيدا عن دعاويهم الضالة المضلة , ومن ثم كانت النتيجة الحتمية أن دخل أعداد لا يستهان بها , وتحولوا الى الاسلام . )

............... يتبع : (24)













العوضابي 10-16-2014 02:37 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
الرسالة : (24)
وصلى الله غلى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموضوع : ( الدين بحر ونحن كيزانه . )

مقتطف :
(....... وتصبح المسألة إشكالية أكثر كون قطاعاً مهماً من الإسلاميين، على رأسهم المؤتمر الشعبي بقيادة الشيخ حسن الترابي (الذي اقتبست تسمية الإسلاميين ب 'الكيزان' من عبارة منسوبة إليه) يشارك في الاحتجاجات، بل ويقودها ).

( أعلاه مقتطف من مقالة د. عبد الوهاب الافندى تحت عنوان : " السودان ليس سورية حتى تنحرف الثورة السودانية , تاريخ 26/6/2012 )

تعليق : الى الدكتور / عبدالوهاب الأفندى , تحية طيبة وبعد ,
لا أرغب هنا فى التعليق على المقال , ولكن هناك كلمة وردت به , مشار اليها فى المقتطف أعلاه , وهى كلمة : " الكيزان " ذكرت أنها عبارة منسوبة الى الدكتور / حسن الترابى , وهذا خطأ , والصحيح أن هذه العبارة , من العبارات الشهيرة , للمؤسس الأول , لدعوة الاخوان المسلمون : الشهيد حسن البنا , عندما أراد أن يعرف الناس بدعوته الجديدة شبههم قائلا : " الدين بحر ونحن كيزانه " وهو كما نرى وصف دقيق , وكلمة شريفة لائقة بمن كان فى مثل هذا المقام , ولكن أعداءهم من الشيوعين لقطوا هذه الكلمة : " الكيزان " , واطلقوها عليهم , وظلت متداولة , منذ ذلك التاريخ , ولا علاقة للدكتور حسن الترابى بها من بعيد أو غريب ,
هذا من جانب , ومن جانب آحر , أنت تعلم تمام العلم أن المنهج الذى جاء به , د. حسن الترابى , وشرع فى التو والحال فى عملية بثه وغرسه فى عقول شباب الحركة من الجنسين , يختلف تماما عن نهج مؤسس الجماعة , بل يعد مخالف ومغائر تماما , لتعاليم وموجهات , ديننا الحنيف , والرسالة الخاتمة , ويمكن اجمال ذلك فى الآتى :
(1) من المعلوم أنه بعد رجوعه من السربون عام 1964 , واستيلائه على زمام الأمر , وتبوئه قيادة التنظيم , جاء يحمل فكر جديد , تحت شعار ما يسمى : " حركة الاحياء والتجديد للاسلام " ......ومنذ ذلك التأريخ شرع فى بثّ ما يحمله من أفكار جديدة وركّز بصفة خاصة على الشباب من داخل التنظيم القائم , يجمعونهم اليه داخل عرف مغلقة , ...واستطاع أن يملى عليهم ويحوز على رضاهم, وأتّخذوا منه الأب الروحى لهم يأتمرون بأمره , وينصاعون تماما لتوجيهاته , وتعليماته , للدرجة التى أطلقوا عليه فى اصداراتهم أسم : " المجدد الاسلامى "
(2) ثبت أن ما ظل يبثه , وينشأهم عليه من أفكار , وآراء غريبة , لا تعدوا كونها هدم , وطمس , للاصول التى تقوم , وتستند عليها الدعوة لديننا الحنيف , ومن ثم استطاع بحنكته وذكائه , مستقلا بذلك وضعه المميز داخل الحركة , وظروف السرية , أن يخلق منهم قاعدة عريضة , تبنت هذه الأفكار الضالة والمضلة , كعقيدة , راسخة , باعتبارها من أصول الدين , والهدف من ذلك كله , هو اعدادهم أعدادا تاما لادارة دولته المنشودة والتى أقامها فعلا بعد ثلاث عقود من عملية الاعداد .
(3) السؤال الذى يفرض نفسه يا أخى , لماذا , ولأجل من , كل هذا الجهد والعمل المضنى , وكل هذا الهدم والطمس لاصول الدعوة للاسلام الحقيقى ؟؟؟ ....... يمكن القول , وكما هو ظاهر للعيان , أن كل ذلك للتمكين للمشروع الكبير والخطير كى يصل لهدفه النهائى ويعطى أكله , كما سبق وشاهدنا فى الأنظمة التى استندت فى حكمها على : " الشمولية البغيضة " – (مثال ذلك لينين – أتاتورك ... الخ ) - وهذا المشروع الخطير يستند فى تطبيقه , وتحقيق أهدافه البعيدة , الى مبدأيين خطيرين هما مبدائى : " التمكين والارهاب "..... الذين تم انزالهما على الأرض فى دولة الانقاذ باسم الاسلام , وكانت النتيجة ,الثمرة التى تم اختطافها حتى اليوم تتمثل فى هذه الحالة التى نعائشها , و الممعنة فى سوءها , وقبحها , وأضحت وبالا على : " البلاد والعباد " ويكفى فى هذا المقام أن هذين المبدأيين , يمثلان فى حقيقتها , أخطر بندين , من بنود تعاليم تلمود اليهود , هذه التعاليم , والموجهات التى تمثل بحق , الأساس الذى يقوم , ويستند عليه كما هو معلوم : " المشروع الصهيونى "
(4) نرجع مرة آخرى لكلمة : " الكيزان " تعلم يا أخى أن ماتم تنزيله على أرض السودان , بصورة مخالفة ومغائرة للاسلام الحقيقى , بل المشوهة له , ... بالرغم من انتسابه للأب الروحى لجماعة ( الانقاذ ) الاّ أن المفهوم العام ,أنهم جزء , أو امتداد للتنظيم الأم , فجاء المثال المنزل على الأرض , ليعطى هذه الكلمة الصورة الشايهة , والمتداولة الآ ن , بين الناس , وكما تعلم يا أخى أن الناس محقين فى ذلك بسبب الموقف الممعن فى سلبيته , حيال ما يجرى فى بلدنا الحبيب , علما بأنّهم من أكثر الناس دراية , واحاطة كاملة , بما أصاب البلاد والعباد من جراء حكم الانقاذ الحالى , ولا يخفى على الجميع , انعكاس ذلك على الوضع فى منطقتنا العربية , وتخوف الناس من أيلولة السلطة فيها : " للحركاة الاسلامية " ونخص بالذكر الجارة الشقيقة مصر , متمثلة فى التنظيم الأم للجماعة هناك , وصمتها , وعدم صدوعها بكلمة : " الحق " مما أدى الى انطباع قوى للناس كل الناس أنهم على رضاء , تام وكامل , لكل ما يجرى , وانزل على الأرض فى كل من : " الدولة الترابية فى السودان , والخمينية فى ايران "

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ ديننا وايماننا , وأن يثبتنا على كلمة الحق , وأن يقهر أعدائنا , وأن يجعل كيدهم فى نحورهم ,

عوض سيداحمد عوص
awadsidahmed@yahoo.com
27/6/2012

العوضابي 11-26-2014 02:47 PM

Re: من أين جاء هولاء الناس ؟؟؟ (1)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الموضوع : " إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره المتدينون , بغّضوا الله إلى خلقه , بسوء طبعهم و سوء كلامهم "

(من أقوال الإمام المرحوم الشيخ محمد الغزالى المصرى)


تعليق :
حباك الله يا مولانا وجعل الجنة مثواك , نعم هذه حقيقة , ويا ليتهم وقفوا عند هذا الحد , ولكنهم يا مولانا ذهبوا لأبعد , وأخطر من ذلك كثيرا , حدث هذا عندنا هنا فى بلدنا الحبيب السودان , سطوا ليلا على سلطة شرعية , اكتسبت شرعيتها عن طريق آلية التفويض الجماهيرى , وحولوها الى : " الشمولية البغيضة " ....... ( قمة فى استبدادها , قمة فى سطوتها , قمة فى جبروتها )..... وهذا ليس بغريب, بل الغريب ألا يحدث , لماذا ؟؟؟ ... لأنهم ساروا على نهج , وطريق الشموليات البغيضة السابقة لها ,والتى اعتمدت فى مسيرتها , على مبادىء مستمدة من تعاليم , وموجهات التلمود اليهودى هما مبدأئى : " التمكين / الارهاب "..... تم انزالهما على الأرض , وكانا بحق , هما الموجهان , والمسيران , لهذا العنف المشين , والاستبداد المذل , كى يؤتيا أكلهما !!!!!!!....... مورس كل ذلك علينا – ( وللأسف الشديد ) - , باعتبارهما من : " تعاليم , وموجهات الاسلام "... وكانت النتيجة , الحتمية اننا نعيش الآن فى ظل المآلات المرسومة , والمرتجاة , من عملية تطبيقهما , وانزالهما على الأرض , ونحن الآن , نقتطف , وفى كل أوجه حياتنا , من ثمارهما المر , والممعن فى سوءه , وقبحه , وشروره , والذى ترزح تحت وطئته , وتكتوى تحت نيرانه : " البلاد والعباد " كماهو معلوم , ومشاهد للناس كل الناس , يقابل ذلك النقلة الكبيرة , والهائلة , لصفوت القوم : " مبعوثى العناية الالهية " .... " الرعاة " ... رعاة , الأمة , الذين حسب المفهوم الحقيقى لتعاليم ديننا الحنيف , أن يكونوا : " خداما للرعية " لا " بغاة عليهم " هذا هو الاسلام الحقيقى , ماذا عنهم الآن , وكيف حالهم ؟؟؟
انهم يعيشون اليوم بموجب المبدأ الأول , فى شكل أباطرة القرن (21) يملكون : ( الفلل الفخمة , والبنايات العالية , والاقطاعيات الفسيحة , والشركات الضخمة متعددة الأغراض , والأموال التى لا حصر لها داخليا وخارجيا ) كل ذلك باسم التمكين الذى أعطاه الأب الروحى لهم : " الصبغة الاسلامية " ... ومن هنا جاءت : " البلية , وكانت الطامة الكبرى , والمصيبة العظمى , والفتنة العارمة , أصابت الأمة فى صميمها )
ومع ذلك كله , فانهم , وحتى هذه اللحظة لايرون , أى ذنب , أو جرم , أو فساد فى الأرض , قد أرتكب , بل العكس تماما : هم , لا يزال فى حالهم الأول , عندما تربوا , ونشأؤوا عليها , وأشربت بها عقولهم , وهم شباب غر – ( من الأب الروحى لهم ) - ,لم يعيدوا النظر فيها بالجدية , والتوجه السليم , والنية الخالصة لله سبحانه وتعالى نحو الرجوع : " للحق " ولا شىء غير الحق , بل لا يزال هم سائرون , فى غيهم , واعتقادهم , أن ذلك كله , يعد بالنسبة لهم , عبادة يتقربون بها الى الله , وأن هذا : " التمكين " القائم على النهب , والغلو , والفساد فى الأرض , لا يزال يعد عندهم , حق شرعى مكفول لهم , ... لماذا ؟؟؟..... لأنهم هم : " حملة رسالة " و " ومبعوثى العناية الالهية " لانقاذ رعيتهم !!!!!!!!!
أما المبدا الثانى كانت نتيجة تطبيقه , وانزاله على الأرض , أن كفل لهم , وحولهم الى هذه الحالة الماثلة أمامنا من : القبضة الحديدية الطاغية شديدة الوطئة , والتكبر , والتعالى , وحالة الأستبداد فى الأرض , مع القهر , والجور , المنقطع النظير , يقابله من جانب الآخر , حال الرعية , ما وقع عليها وأصابها فى الصميم من : المذله, والمهانة , وتعدى على كرامة الانسان , الذى كرمه الله تعالى , بصورة ,أشد , وأقبخ ايلاما ,..... أنزلوا كل ذلك عليها, وبصورة لم تر مثلها فى تاريخها الطويل , فحولتها : حولت هذا الشعب العريق , صاحب العزة والكرامة , والأخلاق الفاضلة , والقيم النبيلة المعروفه , والمعلومة عنه , داخليا وخارجيا ,...... حولته الى شعب آخر , والى حالة نقيضة , حولته الى شعب : " ذليل , مقهور , مهان فى عزته , وكرامته , فكانت النتيجة , ما نراه ونشاهده , من حالة : هذا الضعف , وهذه الاستكانة , وهذا العجز المهين , وهذا بعينه هو المطلوب , والمرتجى من تطبيقه .
يقودنا هذا الى حقيقة ساطعة , وهى أن هذين المبدأيين قد تكاملا فى تحقيق هدفيهما النهائى فينا , وأعطيا أكلهما بالكامل : ( رعاة يملكون كل شىء : السلطة القاهرة , والمال الوفير , من جانب , والاسكانة الكاملة والخضوع من الرعية من جانب آخر )
من المعلوم أن هذه القفزة السريعة ذات الدرجة العالية , ترفع الانسان الى : " مقام كبير " يعد أكبر وأعلى مقام من مقامات الدنيا الحقيرة , يفعل فعله فى انزال غشاوة على القلب , تحد من مفعول حاستى : " البصر والبصيرة " وتعميهما ,عن , الرؤيا السليمة , حيث تتبلد مداركه, بصورة لا يرى فيها , الاّ نفسه , وأنّّه فوق الجميع , ومن ثم ينسد أمامه طريق الرشد , كما رأيناه , وشاهدناه كمثال حى فى : " فرعون " ... وأمثاله من الجبابرة , الغابرين منهم , ومن لا يزال على قيد الحياة , ونراهم , الآن أمامنا , مغيبون أيضا عن أخذ " العبر" والنظر فى طلب النجاة , والفوز , ليس فى آخراهم , فحسب , بل فى دنياهم هذه , وهم يرون , بام أعينهم , أمثالهم , يتساقطون الواحد , تلو الآخر , ولا يتعظون , بل يتمادون فيما هم فيه , من نظرة دونية , قمة فى استهتارها , بالرعية !!!!!!!!!!!
هذا هو الذى حدث يا مولانا , فهل هناك , هدية , تقدم : " لأعداء الحق والدين " الى : " الأمة القضبية " .... أعظم , وأجل , من هذه , ان , أقل مايقال عنها , يا مولانا , انها تعطيهم المبرر الكافى , والمثال الحى , فى خدمة أهدافهم , ومراميهم البعيدة ’ فى عملية تشويه صورة الاسلام الحقيقى , والرسالة الخاتمة , والتى هم أول من يعلم حقيقتها , ويعلمون أنها , خاتمة الرسالات , والمصححة , والمكملة , لها , وأنها جاءت لاسعاد البشرية جمعاء , يعلمون ذلك كله , ولكنهم يرفضونه , جحودا , وصلفا , واستكبارا من عند أنفسهم , كما أخبرنا بذلك فى ثنايا كتابنا المنزل , وسنة نبينا وحبيبنا المكمل الأكمل , صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , وأقرب مثال لنا سورة الفاتحة التى يتلوها المسلم (17) مرة فى اليوم خلال أداء , صلواته الفرضية , نقف خاشعين أمام ربّ العزة , نسأله : (( اهدنا الصراط المستقيم . )) ماذا قال عنه , وعن مناهضيه علماؤنا الأجلاء ؟؟؟
(1) (( صراط الذين أنعمت عليهم . )) ... هم الذين عرفوا " الحق " واتبعوه , هم المؤمنون حقا , وصدقا .
(2) (( غير المقضوب عليهم . ))..... هم الذين عرفوا " الحق " و " رفضوه " رفضهم للحق جاء بعد علمهم به , وتثبتهم منه , ولكن رفضوه جحودا واستكبارا من عند أنفسهم , فهولاء هم اليهود : الأمة القضبية .
(3) (( ولا الضالين . )) ... هم الذين جهلوا الحق , وأنكروه , فانكارهم للحق , جاء نتيجة جهلهم له , وهنا ياتى الأختلاف الشاشع , والبين , بين الفئتين , من أهل الكتاب , لذا ثبت أن الأخيرين ظلوا , ولا يزال , أقرب للحق , وأكثرهم رجوعا له , من ألأولين .
ومن هنا نستطيع أن ندرك حقيقة العدو الأول لنا , بل , للبشرية جمعاء .
( اقرأ اذا شئت رسالتى تحت عنوان : " أعرف عدوك " )
وقبل أن نختم هذه الرسالة , هناك تساؤل يرد على أذهان كثير من الرعية يتحتم علينا رفعه للراعى الأول بصفة خاصة , وما يليه من باقى الرعاة , بصفة عامة , نوجزه فى الأتى :
(1) ربما من الثابت , والمؤكد , أنكم لم تكونو مدركين لحقيقة هذه التعاليم والموجهات التى أعطت لهذين المبدأيين المدمرين الصبغة الاسلامية , نظرا لأن الأب الروحى لكم , نهج , نهج , سابقيه فى التركيز فى عملية بث ما يريد بثه , وذرعه , فى عقول الناس , على جيل الشباب من الجنسين , لثبوت وتأكد قابلية هذا التوجه للنجاح , اعتمادا على تجارب سابقة , ممتدة , لقرون طويلة طاعنة فى القدم , ولكن السؤال الذى يفرض نفسه , بعدما ظهرت النتيجة , ورأى الناس , ان الذى أنزل على الأرض ’ هو نسخة طبق الأصل , لما وصل الى علمهم , أو رأوه , رأى العين , مطبقا فى كل الشموليات البغيضة السابقة , أو القائمة بين ظهرانينا حاليا , والتى كانت , ولاتزال هى السبب الأساسى , والرئيسى لقيام , وهبة , ثورة الربيع العربى , التى نعائشها الآن , وثبت أنها , كلها لا تعدوا كونها ردة , رجعت باليشرية , الى الحالة التى ارتدت اليها سابقا , وجاءت الرسالة الخاتمة وأنقذتها منها , أى حالة :
( الجاهلية الجهلاء )
ألم يكن هذا كافيا للرجوع للنفس , والتوجة بصدق واخلاص , وعزيمة صادقة , ونية خالصة لله وحده , نحو أعادة النظر فى هذه التعاليم , والموجهات ؟؟؟؟ وخاصة أن هناك أحداث كثيرة , كان الأمل معقودا عليها فى الدفع للسير نحو هذا , التوجه , نأتى على ذكر , بعضا منها :
(2) اتهامكم مؤخرا , للأب الروحى لكم بأنه : " ماسونى " ومن البديهى والمعلوم بالضرورة ,أنكم تدركون خطورة هذا الأتهام , وتدركون أن هذه الصفة لا تنطبق الاّ على شخص تجرد تماما , وبطوع ارادته , من دينه , وعقيدته , وأصبح لا يومن ببعث , ولا عذاب قبر , وغير معنى بكل الغيبيات , هذه كما تعلمون , تمثل بحق , أهم الصفات , والمؤهلات , المطلوبة , والجديرة بتأهيل صاحبها للقبول , والرضاء الكامل , من الآباء الكبار مسئولى هذه المنظمة , ومن ثم الولوج الى داخل : " كنيس ابليس " لتأهيله , وأعداده ليكون , جديرا بالقيام لما أوكل اليه من مهام , هذا أمر, مفهوم , ومعلوم للجميع .
(3) يقودنا ذلك الى سؤال هام , ومصيرى , وهو : هل هذه الصفة التى ألبستها له , يا سيادة الراعى الأول , كانت مصاحبة له عند رجوعه من السربون , واستيلائه على زمام أمر الجماعة , وانشاء مدرسته الجديدة التى أعدكم فيها لادارة دولته المنشودة , أم جاءت بعد المفاصلة التى جرت بعد مضى حوالى عقد من الزمان من قيام دولته هذه ؟؟؟؟؟؟؟
(4) عملية تراجعة واعترافه الصريح بأن حرب الجنوب ,التى كان هو السبب الأساسى والرئيسى فى تحويلها من قضية داخلية , قائمة على مطالب مشروعة ’ وتم الأعتراف بها من الجميع , وكانت على بعد خطواط من حلها , حلا , جزريا , دون تدخل أجنبى , اتفاقية : ( الميرغنى / قرنج ) وبعيدا عن كافة التداعيات , والمصائب , والمهالك , التى أوقعنا فيها بعد تحويلها الى : " حرب جهادية " ودفعكم دفعا اليها فى هذا الاتجاه الذى رسمه لكم , وكانت نتيجة ذلك هو ما نعائشه اليوم , ونقتطف من ثماره ,المر , المميت , تم جاء بعد المفاصلة , وبعد أن اتت العملية : " أكلها " بالتمام والكمال , يعلن للعالم كله, اعترافه – ( وهو صادق فيه غير كاذب ) - قال : " انها غير جهادية " ومع اعتقاد كثير من الناس , أن اعترافة هذا , لم يكن بدافع التوبة , والرجوع للحق , بل يرون أنه مجرد عملية : " مكايدة سياسية " وكما هو معلوم أن هذا لا يطعن فى حقيقة صحة أعترافه , وفى انها غير اسلامية , فهذا الذى أعترف به هنا , وكل ما جاء لاحقا من العديد من التراجعات , والاعترافات , ثمثل وتنطق تماما عن : " الحق " الذى لا مراء فيه - ( وسبق أفتى فيه , واثبته كثير من العلماء ) - وهو يعلم ذلك, ويدركه تماما , وما يسعنا فى هذا المقام , الاّ أن نسأل الله لنا وله الهداية .
(5) فى التصريح الشهير الذى خصه لقناة الجزيرة , والذى وصفكم فيه قائلا : " كسبوا الدنيا ونسوا الآخرة "... لا شك أنه يعلم أن عملية انزال هذين المبدأيين على الأرض , تكتنفه مخاطر كبيره تحتاج الى جهد خارق فى (عملية الاقناع ) وبالأخص هنا فى السودان , لماذا ؟؟؟ ..... لأن عملية انفاذهما تتطلب : " وأد " كامل لكل ما بشرت به الرسالة الخاتمة , من خير كثير , وعظيم , يعم البشرية جمعاء , بشكل لم تعهده فى تأريخها المظلم الطويل :
( العدالة هى أساس الحكم فى الاسلام , لا بد من بسطها فى جو من الحرية والمساواة التامة بين أفراد الأمة .... الخ المبشرات)
ومن هذا يتضح أن تعاليم الاسلام تسير فى خط, موازى تماما لخط هذين المبدأيين , فلا يلتقيان أبدا , فهذه هى العقبة الكأداء , فما الحل, وكيف ازالتها ؟؟؟؟؟ :
" فقه الضرورة " أى تحويرا لمبدأ مكافيلى : " الغاية تبرر الوسيلة " .... وتم الانجاذ وكان كما هو معلوم ومشاهد : قمة فى بشاعته , وقمة فى جاهليته , فكانت مسيرة كالحة , مظلمة , كل انجازها تبلور فى عمليات : ( التشريد – بيوت الاشباح –الحروب التدميرية .... الخ ما هو معلوم ومشاهد للناس ) ............ ثم جاءت المكافئة الكبيرة , والهائلة , على هذا الانجاز المدهش , فى شكل هذا الذى عبر عنه الأب الروحى لهم ,تعبيرا صادقا واصفا أياهم :
" كسبو الدنيا , ونسسو الآخرة "

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا ويهديهم , ويوفقهم , ويعجل لهم السير بخطا سريعة , ونية خالصة لله , فى اتجاه طريق التوبة النصوحة , وييسر لهم عملية آداءها كاملة غير منقوصة , يتم بموجبها , اعطاء كل ذى حق حقه , وجبر كامل , وتام , لكل الأضرار , مع رجاء حسن العاقبة .
وفى وقفة أخيرة أقول : اننى اذ أخاطبكم يا اخوانى , ويا أهلى , ويا بنى وطنى , ويا ولاة أمرى , أوكد لكم , وأشهد الله على ذلك ,... أننى لم أقدم على هذا , الاّ , بداع , الاصلاح , وقول الحق , ولا شىء غير الحق , وأرجوكم , أن تعتبروا ,دائما بقوله تعالى : (( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا . )) كما أرجوكم أن تجعلوا لكلمة : " الحق " سبيلا الى سمعكم , وبصركم وبصيرتكم , مقتدين بالتوجيه الشهير الموجه لكلينا , راع , ورعية , من سيدنا وحبيبنا , أمير المؤمنين عمر بن الخطان حين قال :
" لا خير فيكم اذ لم تقولوها , ولا خير فينا اذ لم نسمعها . "

والى هنا نختم بالدعاء المأثور:

( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . )


9/7/2012







( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا , وأرزقنا اجتنابه . )

عوض سيداحمد عوض
awadsidahmed@yahoo.com


6/7/2012

ملاحظة : (أعلاه منشور بموقع سودانائل دوت كوم "منبر الراى )


الساعة الآن 02:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا