منتديات الختمية

منتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   ركن الصحافة (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=24)
-   -   الاتحادي الأصل .. مدنية الحزب قبل مدنية الدولة ! .. بقلم: د. عبد الله البخاري الجعلي (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=8852)

أبو الحُسين 10-16-2019 09:41 AM

الاتحادي الأصل .. مدنية الحزب قبل مدنية الدولة ! .. بقلم: د. عبد الله البخاري الجعلي
 
الاتحادي الأصل .. مدنية الحزب قبل مدنية الدولة ! ..

بقلم: د. عبدالله البخاري الجعلي

15 تشرين1/أكتوير 2019*


بسم الله الرحمن الرحيم*


teetman3@hotmail.com

خَلُصنَا* في مقالنا الماضي ( الأتحادي الأصل .. و جعلناكم أحاديث وأخرجناكم من هذه الأرض ) الى أن الحزب بعد الثورة وفي* وسط أجواء الشحن و حالة* الأستقطاب* التي تعج بها** الساحة السياسية في السودان* ، آثر درءاً للمضار و طلبا للمنافع أن يبتعد عن صدارة المشهد العام* من أجل تهيئة الأجواء لعضويته* لترتيبات تخص البيت الداخلي ، تُمَهِد الطريق* لإعادة أنتاج* رؤى و منطلقات و أفكار** جديدة* تُعًضد مسيرة* الحزب مستقبلاً* .
هذه الترتيبات فرضتها الابتلاءات المتعاظمة التي ظل يواجها الحزب من خصومه السياسيين* ، ولذلك وجدناه سريعا** يبدأ مرحلة* مراجعاته الذاتية* بعد سقوط النظام ونجاح الثورة* بإعلانه* الأبتعاد و عدم المشاركة في السلطة* على أي مستوى من مستويات الحكم في الدولة .
* بعدها حاول الحزب القيام ببعض* التغييرات الفوقية* التي* طالت مؤسسة الرئاسة ، ثم قام معها* بسحب* كل الوجوه التي كانت تمثل تيار المشاركة مع النظام ، وبدأ بالدفع** بالكثير من الوجوه التي كانت تمثل تيار الممانعة* ، و كان** آخر المطاف* توقيعه لأتفاق الشراكة السياسية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال فصيل عبدالعزيز الحلو .*
هذه الأنكفاءة التي يمر بها الحزب اليوم قد يراها البعض خصماً عليه و على الوطن ككل* خصوصا أن وجوده أمرا يَعِدُه كثير من المراقبين و المحللين السياسيين* في غاية الأهمية بمكان* في ساحة سياسية تضج بجماعات الهوس الديني و اليمين الإسلامي المتطرف من جهة ،* و غلاة العلمانيين و أحزاب اليسار المتشدد من جهة أخرى ، وذلك* بحكم المنهج الوسطي الذي عُرِفَ به الحزب و الذي دفع البعض* لِيُصبِغَ عليه سابقاُ* وصف الكيان الجامع الذي يمثل دوماً صمام الأمان لهذا الوطن .*
لكنني و في مقابل ذلك الطرح نعتقد الأمر في غير هذا* ...
*حيث نرى أن الحزب وبسبب تبعات مشاركته السياسية السالبة** لنظام الإنقاذ ربما يكون* في حوجة ماسة اليوم* لهذه* الأنكفاءة الذاتية ، أو دعنا نُطلِق عليها* حالة الكمون أو البيات الفصلي الموسمي الطويل* ، لقناعتنا الراسخة بأن المناخ السياسي المتشدد* الذي تولد* بعد* الثورة لن يساعده أبدا للعب أي أدوار سياسية أو** تقديم أي رؤى توافقية بين مختلف المكونات* المتصارعة ايدلوجيا في الوقت الحالي* .*
لقد ورث الحزب منذ** تاريخ تأسيسه و مروراً بمرحلة توحيده على يد الفريق محمد نجيب عام 1952م و حتى يومنا هذا* ،* ورغم وطنية رموزه التي لا يستطيع أن* يُزايِد عليها أحد ، ورث أسوأ ما يمكنه أن يرثه أي سياسي ممارس للسياسة في أصلها* التاريخي أو التقليدي و بُعدِهَا العصري، ونقصد هنا* بذرة الأنا و روح الرياسة المتأصلة* في معظم قياداته .
*فتجدهم تارة يتطاحنون فيما بينهم حبا للقيادة و* للمطامع و المظاهر أو استئسادًا برأي الفرد على رأي الجماعة* الى درجة قد تتطور الى* أتخاذ القرار بالانشقاق عن المؤسسة ككل ، و تارة أخرى تجدهم* وقد أنغمسوا* في المعتركات السياسية التي تخص الشأن العام* الوطني ،* متناسين أبسط واجباتهم الحزبية التي تخص عملية** البناء* التنظيمي* و ترتيب الشأن* الداخلي* و فاعلية الانفتاح على القواعد* .
هذا* ما يمكن* أن تتلمسه كعنصر مشترك بين مختلف الفصائل و التيارات الأتحادية .
*أما فيما يخص الحزب الأتحادي الديمقراطي* الأصل بزعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني ، فكان التبرير لعملية تعويق البناء المؤسسي للحزب وعدم قيام المؤتمر العام في فترة ما ، هو* الأعباء الوطنية التي كان يضطلع بها رئيس الحزب في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي ،* والمعنى المقصود* هنا* أن هم الوطن مقدم على هم الحزب* .
*ثم في فترة لاحقة وبعد أتفاق القاهرة و عودة القيادات للداخل من منفاها الخارجي ،* كان التذرع* بمشاكل التمويل ومحاربة النظام لكل رأسمالية الحزب التي كانت* تدعمه في السابق هو العنوان الرئيسي لتعطيل الأمر* ، حتى جاءت أخيرا* مشاركة الحزب للأنقاذ* فتبخر الأمل نهائياً .
ولذلك فأننا نرى أن قابلية تغيير هذا المشهد المعكوس مع أمكانية عودة الحزب بقوة لدوره الطليعي الذي كان عليه ، يبقى* مرهوناً في الأخير** بقيام مؤتمرات قاعدية يتم فيها* التواصل مع جماهير الحزب و تنشيطها و بث دماء جديدة منها* في كل هياكل الحزب ( القيادية و القاعدية ) على حد سواء* خصوصا من الشباب الثوري المثقف و المتعلم و المسلح بروح التضحية و العمل بتجرد* لما فيه خير و عافية الكيان و الوطن* .
نقول الشباب الثوري تحديدا لأنهم هم الذين قدموا للعالم أجمع أعظم ثورة في العصر الحديث و أنبل نماذج التضحية و نكران الذات التي وصلت الى حد* تقديم الروح رخيصة لصالح إنهاء عهد الاستبداد و الظلم و الطغيان* تمهيدا للدخول في بداية جديدة في مشروع البناء و التغيير الوطني .
وتبقى مهمة الحزب أمام هؤلاء الشباب* كمؤسسة سياسية عريقة*** كان يُطلَق عليها في يوم ما* ( حزب المثقفين السودانيين )* تقتصر فقط على دورين :
(أ ) ضبط نظام الجماعة الداخلي* وتجويده و* توضيح شكل الهيكل الإداري التصاعدي ما بين القمة و القاعدة بشكل جلي و غير مشوش ، يوثق روح الأنتماء و المولاة للكيان ،* و يبسط الشورى بين أعضاءه ، فيقيموا على هذا البنيان المرصوص سلطاناً يجمع قوتهم ، و يصوبها لصالح ديناميكية الحزب و تفاعله الأيجابي* مع الآخر في الخارج .**
(ب)* توفير البيئة الحزبية و السياسية الجاذبة لهم و التي تعتمد على تقوية قنوات الشراكة الثقافية و الفكرية* بما يحقق تغذية رؤى العقل الجمعي الحزبي* بتلاقح الأفكار و التداول و التشاور في الآراء على أوسع نطاق ممكن* خدمة لعملية التجديد الفكري** للبرنامج الحزبي* بما يتوافق و يتلاءم مع متغيرات العصر .*
*وحتى* تترسخ و تتثبت هذه* العلاقة الحديثة* ما بين هؤلاء الشباب ( المنتسب حديثا للكيان )* و مؤسسة الحزب ممثلة في قيادتها* ، يبقى على القائمين على أمره* تجهيز إجابات وافية و كافية للعديد من المواقف و الشٌبُهَات التي حامت حول هذا الحزب و وزعها خصومه* إعلاميا* بكثافة* طوال العقود الثلاثة الماضية من عمر نظام الإنقاذ الى فترة ما بعد الثورة ، فصارت مثل المسلمات و الثوابت تلوكها الألسن و تُردد و تُقال كسورة الفاتحة* كلما جاء الحديث عن الحزب.
* فصانع القرار الحزبي سوف يحتاج* في هذه المرحلة الى* إزالة الغشاوة عن أي أمور ملتبسة تحوم حول فكر الحزب و أساليب نشاطه السياسي من أجل** خلق علاقة صحيحة و متينة مستقبلية بين رأس الهرم وأسفل قاعدته** تعينه في الأخير* على خوض* غمار* التنافس السياسي الديمقراطي القادم بفاعلية و قوة دفع جديدة* .
نذكر على سبيل المثال وليس الحصر من هذه المواقف أو الشبهات* :
*الأسباب و الدوافع* التي دعت الحزب للمشاركة في سلطة نظام الإنقاذ ؟
علاقة الطريقة الختمية بالحزب ، وهل هو فعلا حزب الختمية فقط* ؟
علاقة رئيس الحزب بقيادات و كوادر الكيان .. هل هي علاقة تنبني على أسس سياسية بحتة* أم هي علاقة شيخ الطريقة* بحواريه ؟
*فيما يخص مشاركة الحزب مع نظام الإنقاذ فقد ذكرنا في المقال الماضي أن نائب رئيس الحزب خرج بشجاعة هو و بروفيسور البخاري الجعلي و د. علي السيد كأكبر رموز تمثل تيار الممانعة داخل الحزب* و في جو مليء و مشحون* بالكراهية السياسية* للحزب ، خرجوا* معتذرين* للشعب السوداني عن هذه الخطوة السياسية التي جانبها الكثير من الصواب .
هذا كان ما يخص الخارج ...
*أما بخصوص الداخل الحزبي فقضية المشاركة ظلت ومازالت تُعمل تفرقا و تشظيا* بين عضوية الحزب ، و تخلق الكثير من الجدل الحاد و التشققات و التيارات المتناحرة والتي لم* تستطع* قيادة الحزب حتى اليوم لملمة أطرافها و جراحها و إعادة ترابط* أفرادها تمهيدا لغلق هذا الملف نهائياً .
هذا الأمر وإن كنا* نعزيه لاعتداد الأتحاديين بتاريخ حزبهم النضالي والذي أهلهم ليكونوا عماد و أساس كل التكتلات المعارضة للأنظمة الديكتاتورية التي تعاقبت على حكم السودان ، إلا أننا نرى في الأخير* أن السبب الرئيسي لتطور و أستفحال هذا* المشكل* يعود في الأساس* لغياب أي حوار أو* نقاش علمي* تصحيحي داخل أروقة الحزب* ،* يُعيد تقييم هذه التجربة الحزبية ،* يدرس أسبابها و تبعاتها ، و يقدم مراجعات نقدية عميقة لها* دون أمر تحاشي* مواجهتها أو* القفز عليها أو محاولة دفنها كما تدفن النفايات النووية .
لقد مر حزب الأمة القومي بأزمة مشابهة عندما ساعد* في الأنقلاب على النظام* الديمقراطي الأول* ، ولكنه جاء وعاد رغم ذلك بقوة في الفترة الديمقراطية* الثانية بعد سقوط نظام الفريق عبود* كحزب حاكم* وكأن شيئا لم يكن !
*و أشترك الحزب الشيوعي في انقلابي نميري و هاشم العطا ،* فقام بعمل مراجعات نقدية قاسية لهذه التجربة ، ثم* عاد بعدها* بعنفوان أكبر في فترة* الديمقراطية الثالثة .
*وعليه فإن على* قيادة وعضوية الحزب ( وكما ذكرت أعلاه )* أن تكسر هذا* الحاجز النفسي الذي ضربه حولها خصوم الحزب* فيما يختص بهذه التجربة عبر وضعها في إطارها الصحيح و* إخضاعها للمناقشة العامة الداخلية* .
*نقاشا يكون منهجيا و علميا يشمل أكبر قدر ممكن من الأعضاء ، يسمو فوق التشخيص ويعلو فوق التسطيح ،* ويعيد تقييمها* و يُخضعها للنقد و المراجعة ، ومن ثم يعتبرها نقطة انطلاقة جديدة* للظهور بشكل مختلف في فترة* الديمقراطية القادمة أن شاء الله* .
هذا فيما يخص التهمة أو الشبهة الأولى ، أما إذا جئنا لتناول الشبهة الثانية و التي تتحدث عن العلاقة الملتبسة لدى الكثيرين* ما بين* الطريقة الختمية* والحزب ، فلربما لا يعلم الكثيرون أن مشايخنا و إخواننا* في هذه الطريقة هم أكثر من تضرر من هذا اللبس وهذه الفرية التي ظلت تظلم معظم المنتسبين لها .
* فأتباع هذه الطريقة كغيرهم من أتباع أي طريقة صوفية أخرى* تواثقوا و توافقوا* فيما بينهم لمبايعة راعي و شيخ* الطريقة الختمية** على السمع و الطاعة* في المنشط و المكره ، و النفقة في العسر و اليسر ، فصاروا أكثر وفاءًا و إلتصاقا* بمولانا السيد محمد عثمان الميرغني ،* وحفظوا بذلك* للحزب بعده الجماهيري ، رغم الضربات المتتالية التي كالها نظام الأنقاذ* للحزب و الطريقة من أجل تمزيقها و إبعادها* وفصلها عن الحزب .
فبينما كان* ينظر ختمية الحزب الأتحادي الديمقراطي بثقافة المنهج الصوفي* على خلاف غيرهم من ساسة الحزب ( غير المتصوفة )* بأن الخلاف السياسي لا يجب أن يقود للصراع و الأحتراب و الانشقاق ، و أنما هي سنة الله في خلقه يكون* الأختلاف و التعدد في الرأي مصدر قوة و منعة و يجب أن يتم* في سلام لا تُنتَهكُ بِه وحدة الكيان و رابطة الجماعة المسلمة الموحدة ، أعتقد البعض أن الطريقة استحوذت على كل مقاليد* الحزب واختطفته* و سيرته لصالحها .
هذا الوفاء و الإخلاص لرئيس الحزب من قبل أتباع الطريقة الختمية* أخرجه البعض* من منبته ،* وفُهِمه الكثيرون* في غير سِياقَه ، و وُظِفَ من الخصوم* في غير مَكَانِه* للهجوم على الحزب و وصمه بأنه حزب الختمية* فقط .
* بداية يجب أن نذكر بأن* الحزب الأتحادي الديمقراطي* ظل الحزب المحبب لأهل المنهج الصوفي سواء للطريقة الختمية أو غيرها من الطرق الصوفية مثل* القادرية أو السمانية أو الأحمدية .
*وكان هذا الأمر مدعاة ليكون الحزب نفسه صمام الأمان الذي يحفظ لهذا الوطن هويته و قيمه المتعددة على أختلاف مكوناته الدينية و العرقية و الثقافية و التي أكتسبها من المنهج الصوفي الذي عُرف بين السودانيين* بثقافة التسامح و قبول الآخر .
لذلك وجدنا أن نظام الإنقاذ طوال مسيرته في الحكم* حاول كثيرا أن يعبث* في هذا المضمار حيث نشط أعلامه في* شيطنة رئيس الحزب و ترويج دعاية* أنه سعى لختمنة الحزب ، في محاولة بائسة* منه لدق أسفين عميق* بين الطريقة الختمية* و بقية الطرق الصوفية الأخرى الداعمة للحزب* .
*وقام أيضا* بتقزيم الأدوار الوطنية التي يمكن أن تلعبها هذه* الطرق الصوفية* بنفس السياسة* الذي قام بها تجاه* الإدارات الأهلية أمام المجتمع ،و سعي لتحجيم دورها* السياسي* و جعل أرتباطها* بالدولة* محصوراً في* أنشطتها* في الخلاوي و بيروقراطية المجالس الحكومية ( المجمع الصوفي العام )* .
*ثم في فترة لاحقة بدأ في الضغط و* إستمالة شيوخ هذه الطرق* و مريديها للأنضمام لحزب المؤتمر الوطني ، و دعم رئيسه الطاغية و نظامه الأستبدادي المجرم و** توفير قاعدة شعبية كاذبة* له أمام الشعب من مريدي هذه الطرق الصوفية* .
أعتقد أن على الحزب مسؤولية وطنية تتمثل في* بذل** مجهود جبار* من أجل إعادة التواصل و التلاحم ما بين الطريقة الختمية وبقية* الطرق الصوفية الأخرى* على اختلاف مسمياتها ، والذهاب لأكثر من ذلك عبر الأنفتاح على بقية المذاهب و الأديان خصوصا الأخوة الأقباط الذين كان الحزب الأتحادي الديمقراطي* حزبهم الأول** .
* هذا الأتجاه ليس القصد منه* الكسب السياسي الرخيص* ، وإنما* ليكون الحزب هو البوتقة التي تتلاحم ويتوحد* فيها أهل المنهج الصوفي المعتدل لمواجهة أحزاب اليمين المتطرف خصوصا حزب المؤتمر الوطني ،* والذي ظل منذ نجاح الثورة* يستخدم جماعات الهوس الديني ضد خصومه السياسيين* من أحزاب اليسار في معادلة سياسية عبثية تفتقر للحس الوطني و قد تقود كل البلاد للفتنة و الفوضى و إشاعة التطرف .*
وأما فيما يخص* الشبهة الأخيرة والتي تدور حول* علاقة رئيس الحزب بقيادات و كوادر الكيان .. هل هي علاقة تنبني على أسس سياسية بحتة* أم هي علاقة الشيخ بحواريه ؟
فربما الأنفتاح السياسي الذي بدأه السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب* على مختلف الأحزاب و القطاعات المجتمعية يعالج هذه الفرية تدريجيا ، رغم أنني أراها* تحديدا فرية و إن* ألصقت بالحزب زورا و بهتاناً من أجل تشويه صورته و تنفير المثقفين عنه خصوصا من يتبنون خط الحداثة و يحاربون أي مظاهر تقليدية ، إلا أنها و إن افترضنا جدلاً* أنها تهمة* صحيحة فمعنى ذلك أننا سوف نكون نحن و جميع الأحزاب السياسية التاريخية فيها* تحديدا في الهم شرق !
*** فظاهرة ( القائد السياسي* الحزبي الأوحد ) و الذي يتمترس فوق سدة رئاسة الحزب لسنوات طويلة* و تتجمع حوله القيادات محبة و وفاءًا و إخلاصا* ،* تماما كحالة الشيخ بين حواريه ، هي في الأساس* ظاهرة سودانية عاطفية* شائعة و مترسخة في كل الأحزاب السودانية التاريخية على أختلاف نمط و شكلية ممارستها* بين حزب و آخر ، وليست محصورة فقط في* الحزب الأتحادي الديمقراطي الأصل* عبر علاقة* مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بقيادات حزبه* .
فرمزية السيد الصادق المهدي بين أتباعه في حزب الأمة القومي جلية و واضحة وضوح الشمس نهاراً في كبد السماء ، و رمزية الراحل* شيخ حسن عبدالله الترابي أيضا* بين أتباعه من قيادات الحركة الإسلامية ،* و كذلك الحال نجد الأمر في* حزب الإخوان الجمهوريين وعلاقة أتباعه بزعيمهم الشهيد محمود محمد طه ، والحزب* الشيوعي السوداني* و رمزية الراحلان أ.محمد أبراهيم نقد و أ. التجاني الطيب وسط منتسبي وقيادات الحزب ،* وفي حالة هذا الحزب تحديدا** كانت* العلاقة فيها* تجاوزت* فكرة* الزعائمية السياسية** لتتحول في مرحلة متأخرة قبل رحيلهما عن الدنيا الى علاقة أبوية** .
إن الحزب الراشد يبقى المدى المباشر لهمومه دائرة الوطن ، لكن العالم اليوم الذي أصبح موصولاً بوسائل التراسل و التسامع و الترائي و التناقل الكثيفة و يموج بالأحداث ، فيجبره أن يكون معنيا أيضا بما يدور في الخارج ، فَيُقَوِم سياساته مع الدول و الأحزاب في الدول المجاورة بالشكل الذي يطور أساليبه و* يخدم قضايا الوطن و رفاهية شعبه ،* ويبقى لكوادره السهم الأكبر في تسيير هذا التواصل و* التصاهر .**
كما أن الحزب الراشد هو المؤسسة التي تنجح في* تجميع* قاعدتها* لخدمة قضاياها ، و تُوَحِد أفرادها و تستخدمهم بالشكل الأمثل ولا تطمس ذواتهم المستقلة المسؤولة ، موسعة فيما بينهم* مساحة الشورى و تداول الآراء و المشاركة الفاعلة* في صناعة القرار ، لتخلق من كل هذا سياسة راشدة محمية بقوة التأييد القاعدي لها .
هذا ما نطمح له و نسعى إليه مع الكثيرين من المناضلين* ليل نهار إصلاحاً و نصحاً* في الحزب الأتحادي الديمقراطي الأصل ، ونسأل الله التوفيق في ذلك .


الساعة الآن 12:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا