منتديات الختمية

منتديات الختمية (https://www.khatmiya.com/vb/index.php)
-   واحة رمضان الكريم (https://www.khatmiya.com/vb/forumdisplay.php?f=18)
-   -   (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل (https://www.khatmiya.com/vb/showthread.php?t=5507)

علي الشريف احمد 07-20-2012 12:25 PM

(كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اخوتى واخواتى اتباع سيدى العارف بالله الامام السيد محمد عثمان الميرغنى (الختم) رضى الله عنه لكم منى صادق الود والمحبة الختمية الصافية عليكم بهذا الكتاب القيم فى شهر رمضان الكريم لانه بحق كتاب جامع شامل به تحف ودرر من سيدى الامام الختم رضى الله عنه وارضاه والكتاب هو:
(كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين )
للعارف بالله سيدى الامام محمد عثمان الميرغنى ختم اهل العرفان رضى الله عنه
وساحاول جاهدا ان أرفع لكم في كل يوم فصل من فصوله الثلاثين لنتدبر ونعيش معانيه ونفحاته سويا فنسأل الله التوفيق والسداد

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي جعل المواعظ والتذكار من أعظم ما ينشط به الهمم ، ويدفع التقصير ، وأشار إلى أسرار ذلك في كتابه المبين بقوله : )وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ(وفي الحديث : أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده . وقالت الصحابة رضوان الله عليهم : كان النبي صلى الله عليه وسلميخولنا بالمواعظ خوف السآمة ، وأحسن ما تعظ به الأفئدة ويفتح البصائر في مثل هذا المنوال السنة والأثر الفاخر . فأحمد من أطلعنا على بعضِ من هذا النسج الحسن ، وأشكر من هدانا إلى نهج السنة ، وأصلي وأسلم على من كان تنبيه العباد قصده ، واتبع آله وصحبه فهما المتأهبون ليوم المعاد وصلاة وسلاماً ما تعظ واعظٌ بوعظه ومن سمع منه واستفاد .
أما بعد : فقد وقفت على كتاب تنبيه الغافلين . أنا الحقير إلى الله تعالى الميرغني محمد عثمان بن السيد محمد أبو بكر ، أصلحنا المعين ورأيت غاية العظمة في وعظ المسلمين ، وقد جعله مؤلفه أربعة وتسعين باباً ، فأردت أن أستخرج منها تسعة وعشرين باباً ، وكيفية استخراجها التقاطا من الكتاب ، بأن آخذ زبدتها في كل بابٍ من التسعة والعشرين خوف الإطناب ، وأختم الكتاب باب التقطته من أبواب أصل الكتاب المحذوفة فتصير الجملة ثلاثين باباً ، وقصدي بذلك أيام رمضان الثلاثين ، لكون المجالس تحتوي على عوام وأعيان ، فيتذاكرون في عصر كل يومٍ من ذلك الشهر الرئيس ، بمثل هذا الكتاب النفيس ، مع إني لست أهلاً للتأليف والتدريس ، ولكن دعاوي أهل التفليس ، وسميته بالوعظ الثمين في تنبيه جل المؤمنين ، وتيقظ جملة الإخوان في تعمير أعصار رمضان ، فيما يختزن لسائر العمر من العلم والعمل العظيمان فأقول :



الباب الأول
في فضل رمضان
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول اللهصلى الله عليه وسلم الجنة تتزين من الحول إلى الحول لقدوم شهر رمضان فإذا كان أول ليلة منه ، هبت ريح يقال لها المثيرة من تحت العرش فيصفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتتزين الحور العين ، ويرقصن بين شرف الجنة ، فيقلن : هل من خاطب إلى الله عز وجل فيزوجه منا ، ثم يقلنا : يا رضوان ما هذه الليلة فيقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من رمضان الذي فضل الله به محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، ثم يقول الله عز وجل : يا رضوان أفتح أبواب الجنان ، ويا مالك أغلق أبواب النيران ، يا جبريل أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين ، وغلهم بالأغلال ثم أقذفهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا لأمة محمد صيامهم
ويقول الله عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان : هل من سائل أعطيه سؤله ، هل من تائبٍ فأتوب عليه ، هل من مستغفر فأغفر له ثم ينادي : من يقرض الملي غير العوم الوفي غير المظلوم . . . . (الحديث) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله : صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال ، لم تعطها أمة قبلها : خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك الأذفر ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخرجون فيه إلى ما كانوا يفعلون في غيره من الشهور ، ويزين الله كل يومٍ جنته ويقول لها : يوشك عبادي الصالحون أن تلقى عنهم المئونة والأذى ، ويصيروا إليك ويغفر لهم في آخر ليلة منه مثل ما غفر لهم من أول الشهر إلى آخره فقيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر فقال : لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله .
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس ، قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فرض الله تعالى صيامه ، وجعل قيام ليله تطوعاً ، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وهو شهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، فمن فطر فيه صائماً كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه ، قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم قال : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو شربة من ماء أو تمرة ، ومن أشبع صائماً كان مغفرة لذنوبه ، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ومن خفف فيه عن مملوكه أعتقه الله من النار ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رجب شهر أمتي ، وفضله على سائر الشهور كفضل أمتي على سائر الأمم ، وشعبان شهري ، وفضله على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء ، ورمضان شهر الله وفضله على سائر الشهور كفضل الله على سائر خلقه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كنت ليلة الثالث والعشرين من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا حتى مضى ثلث الليل فما كانت ليلة الرابع والعشرين لم يخرج إلينا ، فلما كانت ليلة الخامس والعشرين خرج إلينا فصلى بنا شطر الليل ، فقلت لو تنفلنا ليلتنا هذه فقال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله إليه قيام ليلة ، ثم لم يصلي ليلة السادس والعشرين فلما كانت ليلة سبع وعشرين قام وجمع أهله وصلى بنا حتى خشينا الفلاح قيل : وما الفلاح قال : السحور . وعن علي رضي الله عنه قال : إنما أخذ عمر التروايح من حديث سمعه مني قالوا : وما هو يا أمير المؤمنين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لله حول العرش موضعاً يسمى حظيرة القدس وهو من النور فيه ملائكة لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل يعبدون الله عبادة لا يفترون عنها ساعة فإذا كان في ليالي رمضان استأذنوا ربهم عز وجل أن ينزلوا إلى الأرض فيصلوا مع بني آدم فكل من مسهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، فقال : فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند ذلك : نحن أحق بهذا فجمع الناس على التراويح وأمر بها فرضي الله عن عمر .
تنبيهان
الأول : قد اخترت بين أشفاعها وأوتارها كيفية تحتوي على خزائن عظيمة ، وذلك إني اخترت أن يقرأ في رأس كل وتر الإخلاص مرة والصلاة مرة ، وكيفيتها اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ثم يقال : اللهم صل على محمد وآله (مرة) وأن يقرأ في رأس كل شفع الإخلاص ثلاثاً والصلاة بصيغتها المتقدمة ثلاثاً ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (مرة)
ولمن لا يقدر القرءة فيها بالأحزاب (أي بلأحزاب من القرآنبعد فاتحة الكتاب) أن يجعل كل ركعة أخيرة من كل ركعتين بالإخلاص يأتي في الوتر بالإخلاص والمعوذتين ، فحصل بهذا من الإخلاص عشرة ختمات وثلث القرآن ، لصبح الجملة إحدى وثلاثين مرة ، وقد ورد في الحديث الشريف أن ثلاثاً منها تعدل القرآن .
ثم يقال بعد التراويح : إنك عفو كريم تحب الغفو فاعف عنا (ثلاثا) أو(خمسا) أو 0(سبعا) ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (مرة واحدة) والحاصل أن هذا الدعاء مع كيفية (لا إله إلا الله .. إلى آخرها)، اللهم صل على محمد وآله)) من اصطلاح ساداتنا علماء المشارق ، ثم يقال بعد الوتر : سبحان الملك القدوس (ثلاثا) وهذا من أدب السنة ثم : سبوح قدوس رب الملائكة والروح (ثلاثا) ، وهو مما اخترناه ، واخترت بعد ذلك مجلس ذكر وضعت فيه يا رحيم (مائة) يا حليم (مائة) يا عظيم (مائة) يا عليم (مائة) يا كريم (مائة) يا تواب (مائة) يا وهاب (مائة) يا فتاح (مائة) يا نور (مائة) يا هادي (مائة) يا ودود (مائة) يا الله (مائة) يا لطيف (مائة) استغفر الله العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله الكريم رب العرش العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (أربعاً وثلاثين) والصلاة على النبي (مائة) والإخلاص (مائة) سورة يس (مرة) سورة تبارك (مرة) الإخلاص (ثلاثا) اللهم صل على النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم (سبع مرات)
اللهم بألف الابتداء وياء الانتهاء وبالصفات العلا وبالذات يا أعلى ، صل على سلطان المملكة وإمام الحضرة المقدسة ، المفيض على الملأ الأعلى من وراء حجبك الجلا ، من قامت به عوالم الجبروت وظهرت عنه عوالم الملك والملكوت ، المطمطم بالأنوار العلية والكنز الذي لا يعرفه علي الحقيقة إلا مالك البرية، ترجمان الرحمن لعباده بالإحسان في حضرة الامتنان بلسان اللطف والحنان بقوله : لو لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم أو كما قال, المكمل لعباد الله بالنفحات الفردية والمؤيد لهم بالطهورات الأنسية ، والعرش كما يليق بهما من ظهر الرب من أجله من العمى ، ذروة الدواوين الإلهية وترجمان الحضرات الصمدانية ، وروح المعارف العلمية ومادة الحقائق النورانية المتجلي في سماء الربوبية ولم يفهم ذلك سوى أهل المتكآت البسطية ،قلب القلوب الواسعة للبر ، والقرآن الذي حوي سر المقدم والمؤخر ، فما في الإمكان بحسب ما قضاه الديان ، أبدع منه عند مولاه ولا عند من تجلي عليه الله ، فهو الباطن الذي منه يري الله وهو الظاهر الذي به يتجلي الله ، اللهم بالساجد عند العرش ومن هو سر العرش أدخلنا فوق الفرش ، واحملنا إلي الديوان الأعلى مع الديوان الأجلى علي باطن منبع سر ((إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين)) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون .
الثاني: اعلموامعشرالإخوان، أيدني الله وإيكم بروح قدسه ونفعني وإيكم بطاعته ، أن قيام الليل وإحيائه بالأذكار من أعظم ما يفتح مقامات الأخيار ، وقد قال في شأنه النبي المختار عليه الصلاة والسلام ما انعمر الليل بأحباب الله مدى الأعصار : (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ، ومنهات عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسم) .
فأما الصلاة فقد جعل الصالحون منها لهم أعداداً كثيرة ، وأفضل ، المناويل ما كان على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ، صاحب الأنوار الغزيرة ، وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان قيامه باحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر بالشفع والوتر ، ونحن نأمر معاشر المؤمنين بهذا القدر لمن يحقق في نفسه القيام ، ومن لم يحقق ذلك فليقدم الشفع والوتر مع العشاء ، وفي آخر الليل يصلي عشر ركعات مع الحضور والتطويل في القرآة والركوع والسجود ، فهذا دأب كل سالك .
وأما الأذكار فقد أكثر في كيفيتها الصالحون ،وأن أعظم شيء ما كان أصله في السنة مخزون ، فالتقط بعض الأذكار ، وجعلتها خفيفة تحتوي على فضل كثير ، بفضل الغفار ، ومعها القرآة والصلاة ، والاستغفار ما هو طريق يحصل خيراً بالاكثار ، والقبول على من بيده الجهر والإسرار ، فقلت : أولا :
(الحمد لله والشكر لله على والصلاة والسلام على رسول الله ) (مائة) ثم (استغفر الله العظم الذي لا إلله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) (مائة) ثم (اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (مائة) ثم (لا حول ولا قوة إلا بالله) (مائة) ثم(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) (مائة) ثم (يا ذا الجلال والإكرام) (مائة) ثم (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) (مائة) ثم (لا إله إلا الله) (مائة) ثم (الله أكبر) (مائة) ثم الإخلاص (مائة) ثم (اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ) (عشراً) وهذه الأذكار كلها مشار إليها في السنة ، فأما (الحمد لله والشكر لله والتسبيح والتكبيروالتهليل) فقد ورد فيهن أحاديث كثيرة ، مع ذلك ما روته أم هاني ، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة من ولد اسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ، وكبري مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهللي مائة تهليلة فإنها تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به) (أخرجه الطبراني في الكبير وأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه)
وأما الاستغفار فقد ورد فيه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله مائة مرة) (أخرجه الطبراني) وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم (من صلى مائة مرة صلى عليه الله ألفاً) وغير ذلك
وأما الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم : من قالها كل يوم مائة مرة لم يصبه فقر أبدا) (ذكره السملالي في شرحه على الدلائل)
أما (يا ذا الجلالي والإكرام) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قال : (ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام) وأما (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين ) كان له أماناً من الفقر وأنيساً من وحشة القبر ، وفتحت له أبواب الجنة ) (هذا الحديث رواه الديلمي في الفردوس) وأما (قل هو الله أحد) فقد ورد فيه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوبه مائة سنة ) (أخرجه البيهقي) وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله احد كأنما قرأ ثلث القرآن) (رواه أحمد والنسائي) ، فالمائة بثلاث وثلاثين ختمة وثلث ختمة، وغير ذلك من الفضائل التي تركناها خوفالإطالة , وعلى الله التوفيق ، وعندنا في الجميع إشارة من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ذو الجلالة ...


أبو الحُسين 07-20-2012 03:23 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
جزاك عند ربنا الخير الشريف علي...

فما تقوم به عمل عظيم... نسأل الله يجعله في ميزان حسناتك...

wael 07-22-2012 03:44 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اعجبتني بشدة عبارة " سأحاول جاهداً"

علي الشريف احمد 07-22-2012 10:04 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

الباب الثاني
في فضل مجالس العلم والحديث
عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُذكرُ الناس إذا أقبل ثلاث نفر ، فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها وجلس آخر خلفهم ، وأدبر الثالث ذاهباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ، أما الأول أوى إلى الله فآواه الله والثاني استحى من الله أن يؤذي الناس فاستحى الله منه وأما الثالث أعرض عن الله فأعرض الله عنه)) وقال لغمان لابنه : إذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم إن تك عالماً نفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ولعل الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فانك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزدك غياً ، ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ، فإن مجالسهم حسرة وندامة ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم فإذا صعدوا إلى السماء قال الله عز وجل وهو أعلم : على أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويذكرونك ، فيقول : وأي شيء يطلبون ، فيقولون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ، فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ، فيقول : ومن أي شيء يستعيذون ؟ وهو أعلم فيقولون : من النار ، فيقول الله تعالى : وهل رأوها ، فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منه هرباً وأشد منها خوفاً ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي أشهدكم أني غد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخاطئ ولم يردهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله تعالى : وله غ غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليس . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إذا لم يعطك منه أصابك ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل نافخ الكير ، إن لم يحرق ثوبك أصابك من نتن ريحه ودخانه . قال الفقيه أبو الليث : من جلس عند عالم ولم يقدر على الحفظ (أو أن يحفظ العلم) فله سبع كرامات أولها ينال فضل المتعلمين ، والثاني مادام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا ، والثالث إذا خرج من منزله تنزلت عليه الرحمة والرابع إذا جلس عنده فتنزلت عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم ، الخامس مادام مستمعاً تكتب له الحسنات ، السادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم ، السابع كل قدمٍ يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له زيادة في الحسنات ويستغفر له كل رطبٍ ويابس ، ثم يكرمه الله بست كرامات أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء ، الثاني كل من يقتدي بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له، والرابع يبرء قلبه من مجلس النفاق ، والخامس يدخل في طريق المتعلمين والصالحين ، السادس يقيم أمر الله تعالى لأنه قال : (كونوا ربانيين بما تعلمون الكتاب) ، ويعني العلماء والفقهاء .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني احب الله وسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك .
وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ماجبس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وماقعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة))..

علي الشريف احمد 07-22-2012 10:06 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

الباب الثالث
في الإخلاص وترك الرياء
عن عاصم عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : ((الرياء)) ، لأن الله تعالى يقول يوم يجازي العباد بأعمالهم : ((اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا برئ منه)) قيل بريء غني عن العمل الذي فيه شرك لغيري ، وقيل برئ من عامله يدل هذا على أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم وما سوى ذالك لا يقبله ولا يثيب عليه في الآخرة ومصيره إلى النار بليل قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) (يعني يدخلها ويستوجب المذمة والطرد من رحمة الله) (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) فدل هذا على قبول ما أريد به وجه الله تعالى وشكر العامل به فقال كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) يعني ما كان رزق ربك في الدنيا ممنوعاً من المؤمن والكافر في كلا الحالتين . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((رب صائمٍ ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والنصب ) يعني إن لم يكن ذلك لوجه الله عز وجل فلا ثواب له ، وهكذا ، كما روي عن بعض الحكماء إنه قال : مثل من يعمل بالطاعة لأجل الرياء والسمعة كمثل رجلاٍ يخرج إلى السوق ويملأ كيسه حصاة (حصى) فيقول الناس : ما أعظم ما ملأ كيس فلان ، وذلك لا منفعة له فيه سوى مقالة الناس ، فإذا أراد أن يشتري منه أو يعطي من لم يقبل منه ، فذلك العامل للرياء والسمعة لا منفعة له في عمله إلا مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة ، كما قال الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) يعني الأعمال التي عملوها لغير الله ، أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور الذي يرى في شعاع الشمس ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان أقوماً يحتالون للدنيا بالدين فيلبسون للناس لباس الضان (يعني جلودها) ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، فيقول الله تعالى : أبي تفترون ؟ أم علي تجرئون ؟ فبي حلفت لأبعثن عليكم فتنة تدع الحليم (أي العاقل) فيكم حيرانا ) وعن ضمرة عن أبي حبيب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الملائكة لترفع عمل العبد فتستكثره وتزكيه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله تعالى إليهم : أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب عليه ، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فضعوه في سجين وتصعد بعمل العبد فيستقلونه ويستحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه أن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين )) ففي هذا الخير ليل على أن العمل القليل إذا كان لوجه الله تعالى يضاعفه وينميه كما قال الله تعالى (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَاوَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) وروي عن عدي بن حاتم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يؤمر بأناس يوم القيامة إلى الجنة ، فإذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله فيها لأهلها ، نودوا أن أصرفوهم عنها فلا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع أحد بمثلها ، فيقولون : يا ربنا لما أدخلتنا النار قبل ترنا ما أريتنا من ثواب ما أعددته لأوليائك فيالجنة . في يقول الله تعالى : ذلك أردت بكم لأنكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراؤن الناس بأعمالكم خلاف ما تنطوي عليه قلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي وأجللتم الناس ولم تجللوني اليوم أذيقكم عذبي مع ما حرمتكم من جزيل ثوبي . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما خلق الله جنة عدن خلق غرفها بيده فجعل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون (ثلاثاً) ثم قالت : يا رب إني حرام على كل بخيل ومنافق ومرائي ))وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله إذا أحب عباً قال : يا جبريل إني أحب فلان فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم يقول : يا جبريل نادي في أهل السموات إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السموات ويوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً مثل ذلك ) وسأل رجل شفيق بن إبراهيم الزاهد فقال : الناس يسموني صالحاً فكيف أعلم أني صالح أو غير صالح ؟ فقال له شفيق : أظهر سرك عند الصالحين ، فأن رضوا به فاعلم أنك كذلك وإلا فلا ، واعرض الدنيا على قلبك فإن ردها فاعلم أنك صالح وإلا فلا ، واعرض على نفسك الموت فإن تمنته فأنت صالح وإلا فلا ، وإذا اجتمعت فيك هذه الثلاثة فتضرع إلى الله تعالى ألا يدخلها الرياء ، وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ، ولو أن رجلاً عمل بطاعة الله في جوف بيته إلى سبعين بيتاً على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث الناس بذلك ويزيدون ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يزيدون ؟ قال : إن المؤمن يحب ما زاد في عمله ثم قال : أترون من الفاجر ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ، ولو أن عبداً عمل بمعصية الله تعالى في جوف بيته إلى سبعين بيت على كل بيت باب من حديد ، لألبسه الله تعالى رداء عمله حتى يتحدث الناس به ويزيدون ، فقيل يا رسول الله كيف يزيدون ؟ قال : إن الفاجر يحب مازاد في فجوره ، وقال عوف بن عبد الله : كان أهل الخير يكتب بعضهم لبعض بثلاث كلمات ، وهي ، من عمل للآخرة كفاه الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .

اسراء معتصم 07-23-2012 12:46 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
http://alsary.com/vb/imgcache/2/115657alsh3er.jpg

علي الشريف احمد 07-23-2012 06:15 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرابع
في التوبة
عن عبد الله بن عبيد رضي الله عنهما قال : قال آدم عليه الصلاة والسلام : يا رب إنك سلطت علي إبليس اللعين ، ولا أستطيع أمتنع منه إلا بك ، فقال الله : يا آدم لا يولد لك مولود إلا وكلت به من يحفظه من مكر إبليس ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : الحسنة بعشر أمثالها وأزيد والسيئة بواحد وامحها ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقال بن عباس رضي الله عنهما : كتب وحشي قاتل حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إني أوريد أن أسلم ولكن تمنعني آية في القرآن نزلت عليك (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) وإن فعلت هذه الأشياء الثلاثة فهل لي من توبة؟فنزلت هذه الآية (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) فكتب ذلك إلى وحشي فكتب إليه وحشي إن في الآية شرطاً هو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر على العمل الصالح أم لا ، فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ، فكتب وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن في الآية شرط المشيئة ولا أدري أيشاء أن يغفر لي أم لا ؟ فنزل قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فكتب بذلك (وحشي) فلم يجد (وحشي) شرطاً فأسلم ، ولما أسلم حسن إسلامه ، وقتل مسيلمة الكذاب ، وقال محمد بن عبد الرحمن السلمي : حدثنا أبي قال : كنت جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل منه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بنصف يوم تاب الله عليه ، فقلت : أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى عليه وسلم ؟ قال : نعم ، وقال آخر سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ، وقال آخر : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل غرغرته تاب الله عليه . وقال مكحول : بلغني أن إبراهيم عليه السلام لما عرج به إلى ملكوت السماء أبصر عبداً يزني فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، ثم رأى عبداً آخر يسرق فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، فأوصى الله تعالى إلى إبراهيم دع عبادي فإنهم بين ثلاث خلال : بين أن يتوبوا فأتوب عليهم وبين أن أستخرج منهم ذرية صالحة فيعبدوني ، وبين أن يغلب عليهم الشقاء ، فمن ورائهم جهنم
وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال رسول الله صلى عليه وسلم : صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد حسنة كتبها له صاحب اليمين عشراً ، وإذا عمل العبد سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك ، فيمسك ستة ساعات من النهار أو سبعا فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئاً ، وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة . وقال الفقيه أبو الليث : هذا موافق للحديث المروي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم حيث يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وروى صفوان بن عسال المرادي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : من قبل المغرب باب خلقه الله عز وجل للتوبة مسيرة عرضه مسيرة سبعين سنة أو أربعين ، فلا يزال مفتوحاً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها .
وروي عن النبي رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : المستغفر باللسان المصر على الذنب كالمستهزي بربه ، يعني أنه استغفر بلسانه ونيته أن يعود فهذا لا يكون توبة ، وإنما التوبة أن يستغفر باللسان وينوي الإقلاع عن الذنب وانه لا يعود إليه أبداً ، فإذا فعل ذلك غفر الله ذنبه وإن كان عظيماً ، فإن الله تعالى رحيم بعباده ، وقيل كان في بني إسرائيل ملك ذكر له رجل من العباد ، فأحب صحبته والتبرك به فأحضره وراوده عن صحبته ولزوم داره فقال العابد : أيها الملك لو دخلت يوماً إلى بيتك فوجدتني ألاعب جاريتك فما كنت تصنع ؟ فغضب الملك وقال : يا فاجر تتجرأ علي بمثل هذا فقال له العابد إن لي رباً كريماً رحيماً لو رأى مني سبعين ذنباً في يومٍ واحد وأنا أستغفر لما غضب علي ولا طردني من بابه ولم يحرمني من رزقه فكيف أفارق بابه وألزم بابك وقد غضب علي قبل وقوع الذنب فكيف لو رأيتني على المعصية ؟ ثم تركه العابد ومضى إلى حال سبيله رضي الله عنه .
قال الفقيه أبو لليث : الذنب ينقسم إلى قسمين : ذنب فيما بينك وبين الله فتوبته الاستغفار باللسان والندم بالقلب والإضمار أن لا يعود إليه أبداً ، فإن فعل ذلك فلا يبرح من مكانه حتى يغفر الله له . وإن كان قد ترك شيئاً منة الفرائض فلا تنفعه التوبة ما لم يغضي ما فاته من الفرائض وأما الذي بينه وبين الناس فلا تقبل فيه التوبة حتى يرضيهم ويتحللهم
قيل لبعض العلماء : هل للتائب علامة يعرف بها قبول توبته ؟ قال : نعم أربعة أشياء : أوله أن ينقطع عن أصحاب السوء ويخلط الصالحين والثاني ينقطع عن الذنب ويقبل على الطاعة جهده ، والثالث أن يدفع نفسه فرح الدنيا ويخرجه ويلزم هم الآخرة دائماً في قلبه ويكون مشتغلا بما أمره الله من طاعته ، الرابع أن يرى نفسه فارقاً عما ضمن الله له من الرزق مشتغلا بما أمره الله به ، فإذا وجد فيه هذه العلامات فهو من الذين قال الله تعالى فيهم : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فحينئذ يجب له على الناس أربعة أشياء : أولا أن يحبوه فإن الله تعالى قد أحبه الثاني يحفظوه بالدعاء أن يثبته الله تعالى على التوبة الثالث أن لا يعيروه بما سلف من الذنب الرابع أن يجالسوه ويذكروه ويعينوه ويكرموه ، وحينئذ يكرمه الله بأربعة أشياء : أولا أن يخرجه من الذنب ثانياً أن يحبه الله تعالى ثالثاً أن لا يسلط عليه الشيطان ويحفظه منه رابعا يؤمنه من الخوف قبل أن يخرج من الدنيا . قال الله تعالى (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) .


د. سلوى الدابي 07-23-2012 06:58 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77492)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب الرابع



في التوبة

عن عبد الله بن عبيد رضي الله عنهما قال : قال آدم عليه الصلاة والسلام : يا رب إنك سلطت علي إبليس اللعين ، ولا أستطيع أمتنع منه إلا بك ، فقال الله : يا آدم لا يولد لك مولود إلا وكلت به من يحفظه من مكر إبليس ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : الحسنة بعشر أمثالها وأزيد والسيئة بواحد وامحها ، قال آدم : يا رب زدني ، قال : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) وقال بن عباس رضي الله عنهما : كتب وحشي قاتل حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إني أوريد أن أسلم ولكن تمنعني آية في القرآن نزلت عليك (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) وإن فعلت هذه الأشياء الثلاثة فهل لي من توبة؟فنزلت هذه الآية (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) فكتب ذلك إلى وحشي فكتب إليه وحشي إن في الآية شرطاً هو العمل الصالح ولا أدري هل أقدر على العمل الصالح أم لا ، فنزلت هذه الآية وهي قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) ، فكتب وحشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم إن في الآية شرط المشيئة ولا أدري أيشاء أن يغفر لي أم لا ؟ فنزل قوله تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) فكتب بذلك (وحشي) فلم يجد (وحشي) شرطاً فأسلم ، ولما أسلم حسن إسلامه ، وقتل مسيلمة الكذاب ، وقال محمد بن عبد الرحمن السلمي : حدثنا أبي قال : كنت جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل منه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بنصف يوم تاب الله عليه ، فقلت : أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى عليه وسلم ؟ قال : نعم ، وقال آخر سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل موته بساعة تاب الله عليه ، وقال آخر : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول من تاب قبل غرغرته تاب الله عليه . وقال مكحول : بلغني أن إبراهيم عليه السلام لما عرج به إلى ملكوت السماء أبصر عبداً يزني فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، ثم رأى عبداً آخر يسرق فدعا عليه فأهلكه الله تعالى ، فأوصى الله تعالى إلى إبراهيم دع عبادي فإنهم بين ثلاث خلال : بين أن يتوبوا فأتوب عليهم وبين أن أستخرج منهم ذرية صالحة فيعبدوني ، وبين أن يغلب عليهم الشقاء ، فمن ورائهم جهنم
وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال رسول الله صلى عليه وسلم : صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال ، فإذا عمل العبد حسنة كتبها له صاحب اليمين عشراً ، وإذا عمل العبد سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسك ، فيمسك ستة ساعات من النهار أو سبعا فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئاً ، وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة . وقال الفقيه أبو الليث : هذا موافق للحديث المروي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم حيث يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وروى صفوان بن عسال المرادي عن رسول الله رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : من قبل المغرب باب خلقه الله عز وجل للتوبة مسيرة عرضه مسيرة سبعين سنة أو أربعين ، فلا يزال مفتوحاً لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها .
وروي عن النبي رسول الله صلى عليه وسلم أنه قال : المستغفر باللسان المصر على الذنب كالمستهزي بربه ، يعني أنه استغفر بلسانه ونيته أن يعود فهذا لا يكون توبة ، وإنما التوبة أن يستغفر باللسان وينوي الإقلاع عن الذنب وانه لا يعود إليه أبداً ، فإذا فعل ذلك غفر الله ذنبه وإن كان عظيماً ، فإن الله تعالى رحيم بعباده ، وقيل كان في بني إسرائيل ملك ذكر له رجل من العباد ، فأحب صحبته والتبرك به فأحضره وراوده عن صحبته ولزوم داره فقال العابد : أيها الملك لو دخلت يوماً إلى بيتك فوجدتني ألاعب جاريتك فما كنت تصنع ؟ فغضب الملك وقال : يا فاجر تتجرأ علي بمثل هذا فقال له العابد إن لي رباً كريماً رحيماً لو رأى مني سبعين ذنباً في يومٍ واحد وأنا أستغفر لما غضب علي ولا طردني من بابه ولم يحرمني من رزقه فكيف أفارق بابه وألزم بابك وقد غضب علي قبل وقوع الذنب فكيف لو رأيتني على المعصية ؟ ثم تركه العابد ومضى إلى حال سبيله رضي الله عنه .
قال الفقيه أبو لليث : الذنب ينقسم إلى قسمين : ذنب فيما بينك وبين الله فتوبته الاستغفار باللسان والندم بالقلب والإضمار أن لا يعود إليه أبداً ، فإن فعل ذلك فلا يبرح من مكانه حتى يغفر الله له . وإن كان قد ترك شيئاً منة الفرائض فلا تنفعه التوبة ما لم يغضي ما فاته من الفرائض وأما الذي بينه وبين الناس فلا تقبل فيه التوبة حتى يرضيهم ويتحللهم
قيل لبعض العلماء : هل للتائب علامة يعرف بها قبول توبته ؟ قال : نعم أربعة أشياء : أوله أن ينقطع عن أصحاب السوء ويخلط الصالحين والثاني ينقطع عن الذنب ويقبل على الطاعة جهده ، والثالث أن يدفع نفسه فرح الدنيا ويخرجه ويلزم هم الآخرة دائماً في قلبه ويكون مشتغلا بما أمره الله من طاعته ، الرابع أن يرى نفسه فارقاً عما ضمن الله له من الرزق مشتغلا بما أمره الله به ، فإذا وجد فيه هذه العلامات فهو من الذين قال الله تعالى فيهم : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) فحينئذ يجب له على الناس أربعة أشياء : أولا أن يحبوه فإن الله تعالى قد أحبه الثاني يحفظوه بالدعاء أن يثبته الله تعالى على التوبة الثالث أن لا يعيروه بما سلف من الذنب الرابع أن يجالسوه ويذكروه ويعينوه ويكرموه ، وحينئذ يكرمه الله بأربعة أشياء : أولا أن يخرجه من الذنب ثانياً أن يحبه الله تعالى ثالثاً أن لا يسلط عليه الشيطان ويحفظه منه رابعا يؤمنه من الخوف قبل أن يخرج من الدنيا . قال الله تعالى (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) .


يارب توبة وغفران والستر من فضل رمضان بحق طه بن عدنان صلى عليه كامل الشأن(ثلاثاً)
جزاك الله عنا كل خيراخى على الشريف واكرمك الله بكل فضيلة ومزية فى شهر رمضان من رحمة ومغفرة وعتق من النار وليلة القدر...................الخ وحفظك الله بكل مافى القران الكريم وان يكرمك بكل ماهو جميل دنيا وأخرى بجاه النبى صلى الله عليه وسلم وآل بيته الطاهرين الطيبين آمييييييييييييييين

علي الشريف احمد 07-23-2012 07:11 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الخامس
في فضل إتمام الصلاة والخشوع فيها
عن سلمان الفارسي رضي الله عنهقال : الصلاة مكيال فمن َوفى وُفي له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين ، وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ألا أخبركم بأسوأ الناس سرقة ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الذي يسرق من صلاته ، قالوا : وكيف يسرق من صلاته ، قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ، وروي أن يعقوب القارئ كان في الصلاة فجاء سارق فاختلس رداءه فذهب به إلى رفقته فعرفوه وقالوا هذا رداء الرجل الصالح يعقوب ، رده لئلا يدعوا علينا ، فجاء ووضعه على كتفه واعتذر من صنيعته ، فلما فرق من صلاته أخبر بذلك فقال : لم أشعر بمن أخذه ولا بمن وضعه ، وقيل أن رابعة العدوية كانت في الصلاة فسجدت على البواري (نوع من الحصير) فدخلت قصبة في عينها فلم تشعر بها حتى فرقت من الصلاة .
وقيل كان الحسن بن علي رضي الله عنه إذا أراد أن يتوضأ تغير لونه فسئل عن ذلك فقال : إني أريد القيام بين يدي الملك الجبار ، وكان إذا أتى المسجد رفع رأسه نحو السماء ، وقال : إلهي عبدك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء ، وقد أمرت المحسن منا أن يتجاوز عن المسيء ، فأنت المحسن وأنا المسيء ، يا متجاوزاً عن المسيء ، تجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم ، ثم يدخل المسجد .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاًيعبث بلحيته في الصلاةفقال : لو خشع قلبه لخشعت جوارحه، وقيل كان علي رضي الله عنه إذا جاء تغير لونه وارتعدت فرائصه فسئل عن ذلك فقال : جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحلنها وأشفقن منها فحملها الإنسانولا أدري هل أحسن إذا ما حملت أم لا ، وروي أيضاً هذا عن علي بن الحسين رضي الله عنه . وقال سعيد بن جبير رضي الله عنه : كنا عند ابن عباس في المسجد فصعد المؤذن وقال الله أكبر الله أكبر ، فبكى ابن عباس حتى بل رداءه فقيل له : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا البكاء ونحن نسمع الآذان ولا نبكي فقال : لو علم الناس ما يقول المؤذن ما استراحوا ولا ناموا ، فيقل له : أخبرنا ما يقول قال : إذا قال المؤذن الله اكبر الله أكبر أكبر معناه أن يقول يا مشاقيل تفرقوا للآذان وأريحوا الأبدان وتقدموا إلى خير أعمالكم ، وإذا قال المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله يقول : أشهد جميع من في السموات ومن في الأرض من الخلائق ليشهدوا لي عند الله يوم القيامة أني قد دعوتكم ، وإذا قال أشهد أن محمداً رسول الله معناها أنه يقول : يشهد الأنبياء لي يوم القيامة كلهم ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين أني قد أخبرتكم بذلك خمس مرات في اليوم ، وإذا قال حي على الصلاة معناها أن الله قام لكم هذا الدين فأقيموه ، وإذا قال حي على الفلاح : معناها : خوضوا في الرحمةوخذوا سهمكم من الهدى ، وإذا قال الله أكبر الله أكبر معناها حرمت عليكم الأعمال قبل الصلاة ، وإذا قال لا إله إلا الله معناها أمانه سبع سموات وسبع أرضين وضعت على أعناقكم فإن شئتم فتقدموا وإن شئتم فأدبروا .
وروي أن حاتم الزاهد رض الله عنه دخل على عاصم بن يوسف فقال له عاصم : يا حاتم هل تحسن أن تصلي ؟ فقال : نعم ، قال : كيف ؟ قال : إذا تقارب وقت الصلاة أسبقت الوضوء ثم أستوي في الموضع الذي أصلي فيه ، حتى يستقر كل عضو مني فأجعل الكعبة بين حاجبي والمقام بحيال صدري ، والله تعالى يعلم ما في قلبي وكان قدمي على الصراط والجنة عن يميني والنار على يساري وملك الموت خلفي ، ثم أظن أنه آخر صلاة أصليها من عمري ثم أكبر تكبيرة بإخباتٍ ، وأقرأ بتفكر وأركع ركوعاً بتواضع وأسجد سجوداً بتضرع ، ثم أجلس على التمام وأتشهد على الرجاء والخوف ، وأسلم على السنة ثم أسلمها بإخلاص ثم أقوم فيها بين الخوف والرجاء وأتعاهدها على الصبر ، فقال عاصم : يا حاتم هكذا صلاتك ؟ قال : نعم هكذا صلاتي منذ ثلاثين سنة ، فبكى عاصم وقال : والله ما صليت من صلواتي قط مثل هذه الصلاة ..


علي الشريف احمد 07-26-2012 01:44 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السادس
في فضل ذكر الله عز وجل
قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...


علي الشريف احمد 07-26-2012 01:46 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السابع
في فضل الصبر على المصيبة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ قلت : نعم ، قال : أحفظ لسانك وأحفظ الله يحفظك ، وأحفظ الله تعالى تجده أمامك ، تعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، فقد جف القلم بما هو كائن ، فلو أن الخلق أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقدره الله عليك لم يقدروا على ذلك ، ولو أردوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك ، فاعمل لله بالشكر واليقين ، فإن لم تستطيع فأعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثير ، وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا .
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أيها الناس أحفظوا عني خمساً : ألا يخافن أحدكم إلا ذنبه ، ولا يرجوا إلا ربه ، ولا يستحي أحدكم أن يتعلم ، ولا يستحي أحكم إذا سئل وهو لا يعلم أن يقول لا أعلم ، واعلموا ، أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد، فإن الرأس إذا فارق الجسد ، فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدة الأمور . ثم قال : ألا أدلكم على الفقيه وكل الفقيه ؟ قالوا بلى يا أمير المؤمنين . قال : من لم ييئس الناس من روح الله ، ولم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمن الناس من مكر الله ، ولم يزين للناس معاصي الله ، ولا تنزلوا العارفين الموحدين الجنة ، ولا تنزلوا العاصين المذنبين النار ، حتى يكون الرب هو الذي يقضي بينهم بحكمه وهو خير الحاكمين ، ولا يأمن خير هذه الأمة من عذاب الله ، والله يقول : (فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) ولا ييأس من روح الله ، فإن الله تعالى يقول (إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) . وقال يزيد الرقاشي إذا دخل الرجل قبره قامت الصلاة عن يمينه والزكاة عن شماله ، والبر يظل عليه ، والصبر يحاجج عنه ، فالصبر أفضل الأعمال والله تعالى قول : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابه جلوس وقد نحرت جذور بالأمس ، فقال أيكم يقوم إلى سلا جذور بني فلان يلقيه على كتف محمد إذا سجد ، فانبعث إليه أشقى القوم عقبة بن معيط فأخذه واتى به فلما سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه بين كتفيه فاستضحكوا والنبي ساجد لم يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان أخبر فاطمة رضي الله عنها فجاءت مسرعة وهي صغيرة حديثة السن فطرحته عن ظهره ثم أقبلت عليهم فشتمنهم جميعاً فلما قضى رسول الله صلى عليه وسلم صلاته رفع صوته فقال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعقبة وشيبة وعتبة والوليد وأبي بن خلف ، قال عبد الله بن مسعود : والذي بعثه بالحق لقد رأيت الذين سماهم صرعى يوم بدر .
وقال عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : شكا نبيا من الأنبياء إلى ربه فقال : يا رب العبد المؤمن يطيعك ويجتنب معاصيك ، وتزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء ، والعبد الكافر لا يطيعك ويتجرأ على معاصيك وتزوي عنه البلاء وتبسط له الدنيا ، فأوحى الله تعالى إليه ، إن العباد لي والبلاء لي ، ويكون المؤمن عليه من الذنوب ما يستوجب عليه العقوبة مني فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء فأجزيه بحسناته في الآخرة ، ويكون للكافر حسنات في الدنيا فأبس له الرزق وأزوي عنه البلاء فأجزيه بحسناته في الدنيا حتى يلقاني فأجازيه . وروي عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ، حتى الشوكة يشاكها ، فما فوقها إلا حط الله عز وجل بها عنه خطيئة ورفع له بها درجة في الجنة يوم القيامة ..


علي الشريف احمد 07-27-2012 11:56 AM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثامن
في فضل صلة الرحم
عن عبد الله ابن أبي أوفى قال : كنا جلوس عشية عرفة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا يحل لمسلم أمسى قاطع رحم أن يجالسنا فليقم عنا ، فلم يقم أحد إلا رجل واحد في أقصى الحلقة ، فمكث غير بعيد ثم جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا فلان ، لم يقم أحد غيرك ؟ فقال : يا رسول الله سمعت الذي قلته ، فأتيت خالة لي كانت تصارمني (أي تقاطعني) فقالت ما جاء بك إلي فأخبرتها بالذي قلته آنفاً ، فاستغفرت لي ، واستغفرت لها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسنت يا هذا أجلس إلينا ، فإن الرحمة لا تزل على قاطع رحم ولا قوم بينهم قاطع رحم . فقال الفقيه أبو الليث : في هذا الخبر دليل على أن قطع الرحم من أعظم الذنوب ، لأن الرحمة لا تنزل على جليسه من أجله ، وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي أرحاماً أصلهم ويقطعوني ، وأعفو ويظلموني ، وأحسن فيسيئون أفأكافأهم يا نبي الله ؟ فقال : لا إذاً تشركون جميعاً ، ولكن خذ الفضل وصلهم فإنه لن يزال معك ظهير من الله ما كنت على ذلك .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة من أخلاق أهل الجنة لا توجد إلا في كريم : الإحسان إلى المسيء ، والعفو عن من ظله ، والبذل لمن حرمه . قال يحيى بن سليم : كان عندنا بمكة رجل من خراسان وكان رجلاً صالحاً وكان الناس يودعونه ودائعهم فجاء رجلٌ فأودعه عشرة آلاف دينار وخرج الرجل في حاجته ، فقدم الرجل مكة وقد مات الخراساني ، وسأل أهله وولده عن ماله فلم يكن لهم به علم ، فقال الرجل لفقهاء مكة : وكانوا يومئذ حاضرين متوفرين : أودعت فلاناً عشرة آلاف ينار وقد مات وسألت ولده وأهله فلم يكن لهم به علم ، فما تأمروني ؟ فقالوا : نحن نرجو أن يكون الخراساني من أهل الجنة ، إذا مضى من الليل ثلثه أو نصفه فأتي زمزم واطلع فيها وناد يا فلان بن فلان أنا صاحب الوديعة ، ففعل ذلك ثلاثة ليالي فلم يجبه أحد فأتاهم واخبرهم فقالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ، نحن نخشى أن يكون صاحبك من أهل النار ، فأمضي إلى اليمن فإن فيها وادياً يقال له برهوت وفيه بئر فأطلع فيها إذا مضى ثلث الليل أو نصفه فنادي يا فلان ابن فلان أنا صاحب الوديعة ، ففعل ذلك فأجابه في أول صوت فقال : ويحك ما أنزلك هاهنا وقد كنت صاحب خير ؟ قال : كان لي أهل بيت بخراسان فقطعتهم حتى مت فأخذني الله بذلك فأنزلني هذا المنزل ، فأما مالك فهو على حاله وإني لم أتمن ولدي على مالك فدفنته في بيت كذا فقل لولدي يدخلك في داري ثم سر إلى البيت وأحفر فإنك ستجد مالك فرجع فوجد ماله على حاله .
قال الفقيه أبو الليث : إذا كان الإنسان في قرابته ولم يغب عنهم فالواجب عليه أن يصلهم بالهدية والزيارة والمعاونة في أحوالهم أن احتاجوا إليه ، فإن غاب عنهم بسفر وصلهم بكتابة وما قدر عليه من الإحسان ، فإن أتاهم بنفسه فهذا فضل .
وروي أنه في صلة الرحم عشرة خصال محمودة أولها رضا الله عنه ، الثانية إدخال السرور على المؤمن ، الثالثة أن الملائكة تفرح بذلك ، الرابعة حسن الثناء من الخلق ، الخامسة إدخال الهم والغم على إبليس وجنوده ، السادسة زيادة العمر والبركة فيه بالتباع هدى السنة الشريفة ، السابعة البركة في الرزق ، الثامنة سرور الأموات بذلك ، وقد ورد به خبر ، التاسعة زيادة في المودة ، العاشرة زيادة في الأجر بعد موته ، لأنهم يدعون به بعد موته إذا ذكروا بإحسانه إليهم .
وقال بعض العلماء : إن الرجل ليصل رحمه ما بقي من عمره إلا ثلاثة أيام فيزيد الله تعالى ثلاثين سنة ، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاثون سنة فيحطه الله ثلاثة أيام ..


علي الشريف احمد 07-27-2012 12:03 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب التاسع
في فضل حقوق الجار
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة الله لا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، يقول لهم أخلوا النار مع الداخلين : أولهم الفاعل والمفعول به يعني اللوط ، الثاني من ينكح يده ، الثالث ناكح البهيمة ، الرابع ناكح المرأة في دبرها ، والخامس ناكح المرأة وابنتها ، الخامس الذي يزني بحليلة جاره ، السابع المؤذي جاره حتى يلعنه الناس إلا أن يتوب .
قال عبد الله بن عمرو بن العاص لغلامه : إذا ذبحت الشاة فأطعم جارنا اليهودي فقال له الغلام لقد آذيتنا بجارك اليهودي (مرتين) إذا كان لك به عناية ، فقال عبد الله : ويحك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يوصينا بالجار حتى ظننا أنه سيورثه ، وقال الحسن البصر : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ما حق الجار على الجار ؟ قال : إذا استقرضك فأقرضه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا مرض فعده ، وإذا استعان بك فأعنه ، وإن أصابته مصيبة فعزه ، وإن أصابه خير فهنئه ، وإن مات فأشهده وإن غاب حفظته ، يعني منزله وعياله ، ولا تؤذه برائحة قدرك إلا أن تهدي له منه ، ولا تعل بنائك على بنائه إلا بطيب نفسه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن ورعاً تكن أعبد الناس ، وكن تقيا تكن أشكر الناس ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً ، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً وأقلل من الضحك فإن الضحك يميت القلب ، قال الله تعالى : ) وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا( إي قولوا لهم أجمل الكلام ، وابن السبيل يعني الضعيف ، والجار ذو القربى أي الذي بينك وبينه قرابة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الجيران ثلاثة فمنهم من له ثلاثة حقوق ومنهم من له حقان ومنهم من له حق واحد ، فأما الذي له ثلاثة حقوق الجار ذو القربى والمسلم ، والجار الذي له حقان الجار البعيد المسلم ، والذي له حق واحد الذمي .
وقال أبو ذر رضي الله عنه : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة فقال : يا أبا ذر أسمع وأطع من ولي عليك وإن كان عبداً حبشياً مجدعاً ، وإذا صنعت مرقاً فأكثر ماءها وصب منها لبيت جارك ولو مغرقة واحدة وصل الصلاة لوقتها . قال عمر بن العاص رضي الله عنه : ليس الواصل الذي يصل من وصله ويقطع من قطعه فذلك الإنصاف ، ولكن الواصل يصل من قطعه ، ويعطي من حرمه وليس الحليم الذي يلم على قومه إذا حلموا عليه وإذا جهلوا عليه جاهلهم فهذا المنصف ، ولكن الحليم الذي يحلم إذا جهلوا عليه ، وقال بن عباس رضي الله عنهما : كان في الجاهلية ثلاثة أشياء حسنة والمؤمنون أولى بها كان إذا نزل بهم الضيف اجتهدوا في بره وإكرامه ، وإذا كان لأحدهم إمرة فبلغت ما بلغت من الكبر لم يلقها مخافة أن تضيع ، وإذا أصاب الجار بينهم غرم أو شدة اجتهدوا حتى يغضوا عنه دينه ويخففوا شده
وقال سفيان عشرة من الجفاء : _
الأول من دعا لنفسه وترك والديه والمؤمنين والمؤمنات
الثاني رجل تعلم القرآن ولم يقرأ آية منه في كل يوم
الثالث رجل دخل مسجداُ ولم يصلي فيه ركعتين


علي الشريف احمد 07-28-2012 10:31 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب العاشر
في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
عن محمد بن عبد الرحمن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما منكم من أحٍد يسلم علي إذا مت إلا جاءني سلامه مع جبريل يقول لي : يا محمد هذا فلان بن فلان يسلم عليك فأقول : وعليه السلام ورحمة الله تعالى وبركاته . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغني أن الدعاء بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم . وعن أنس بن مالك رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال : آمين ، ثم صعد فقال : آمين ، ثم إستوى فقال : آمين ، فجلس فقال له معاذ بن جبل : يا رسول الله قلت آمين ثلاثاً ، فقال : أتاني جبريل عليه السلام فقال : يا محمد من أدرك رمضان ولم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى ، فقلت آمين ، ثم قال لي : من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى فقلت آمين ، ثم قال لي : من ذكرت عنه ولم يصلي عليك فمات فدخل النار فأبعده الله تعالى ، فقلت آمين ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له بها مائة حاجة سبعين منها للآخرة وثلاثين للدنيا . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً . وعنه صلى الله عليه وسلم قال : من صلى علي من أمتي مخلصاً من قلبه صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرة صلوات ورفع له بها عشرة درجات ومحا عنه عشر سيئات . وعن سفيان الثوري قال : رأيت رجلاً في الطواف لا يرفع قدماً ولا يضعها إلا قال : اللهم صلي على محمد ، قال : فقلت له : يا هذا تركت التسبيح والتكبير والتهليل وأقبلت على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهل عندك مع هذا شيء فقال : من أنت عافاك الله ؟ قلت : سفيان الثوري ، قال : خرجت أنا ووالدي إلى الحج ، حتى إذا كنا ببعض المنازل مرض والدي فاسود وجهه فسجيته ، وغلبني النوم فرأيت رجلاً لم أرى أجمل منه ولا أطيب منه ريحاً ، فدنا من أبي وكشف الإزار عن وجهه ومسح وجهه بيده فعاد وجه أبي أبيض ، ثم ولى رجعاً فتعلقت به وقلت : لقد من الله على أبي بك فمن أنت ؟ فقال :
أنا محمد رسول الله وكان أبوك مسرفاً على نفسه ولكن كان يكثر الصلاة والسلام علي ، فلما نزل به ما نزل استغاث بي وأنا غياث لن أكثر الصلاة علي ، قال : فانتبهت فإذا وجه أبي أبيض . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من نسي الصلاة علي فقد اخطأ طريق الجنة . وعن أبي بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أربع من الجفاء : أن يبول الرجل وهو قائم ، وأن يسمع النداء ولا يشهد كما يشهد المؤذن ، وأن أذكر عنده ولا يصلي علي ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم ، واسألوا الله لي الوسيلة ، قالوا : وما الوسيلة يا رسول الله ؟ قال : أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجلٍ واحد فأرجوا أن أكون ذلك الرجل .
وإذا أردت أن تعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه مسلم أفضل العبادات فانظر إلى قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فأمر الله عباده بسائر العبادات ، وأما الصلاة على النبي فقد صلى عليه بنفسه أولا ثم أمر الملائكة بالصلاة عليه ، ثم أمر المؤمنين بالصلاة عليه ، فثبت بهذا أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات . وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ قال : قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . وقال بعضهم : الصلاة عليه أن تقول : اللهم صلى على محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون . وقال بعضهم الصلاة عليه أن تقول : اللهم إني أشهدك وأشهد وملائكتك أني أصلى على محمد صلى الله عليه وسلم . وكل هذا حسن ، وقال جمعٌ بعض العلماء رضي الله عنهم : يكره إفراد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدون السلام لأن الله سبحانه وتعالى جمع الصلاة والسلام عليه في مقام واحد في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) والشيء المكروه ليس فيه ثواب وهذا هو الصحيح المعتمد ..


علي الشريف احمد 07-28-2012 10:35 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الحادي عشر
في هول يوم القيامة وأفزاعها
عن عائشة رضي لله عنها قالت : يا رسول الله أيذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ، قال : أما عند ثلاث فلا : عند الميزان حتى يعلم أخف ميزانه أم يثقل ، وعند تتطاير الصحف حتى يعلم أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله ، وحين يخرج عنقه من النار . فينطوي عليهم فيقول : إني وكلت بثلاث ، بمن دعا مع الله إلهاً آخر ، وبكل جبار عنيد ، بكل من لا يؤمن بيوم الحساب ، فينطوي عليه حتى يرمي بهم في غمرات جهنم ، ولجهنم يومئذ جسر أرق من الشعرة ، وأحد من السيف ، عليه كلابيب وحسك والناس يمرون عليه كالبرق الخاطف وكالريح العاصف ، فمنهم مسلم ناج ومسلم مخدوش ومكبوب على وجهه في النار وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون عاماً ، ثم ينزل الله ماءً كمني الرجال فينبتون في الأرض كما ينبت البقل . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم لما فرق الله من خلق السموات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه ، شاخصاً ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفح قال : قلت يا رسول الله : وما الصور ؟ قال : قرن من نور ، قلت : كيف هو ؟ قال : عظيم ، والذي بعثني بالحق لعرض دارة كعرض السموات والأرض وينفخ فيه ثلاثة نفخات ، وفي رواية نفختين : نفخة الهلاك ونفخة البعث ، وفي رواية نفخة الصعق ونفخة الفزع الأكبر ونفخة البعث ، فيأمر الله إسرافيل بالأولى فينفخ فيفزع من في السموات والأرض ، وهو قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في والأرض إلا ما شاء الله وتزلزل الأرض وتزهل كل مرضعة عما أرضعت . وتضع كل ذات حمل حملها . وترى الناس سكارى وما هم بسكارىولكن عذاب الله شديد ) ويصير الولدان شيبا ، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض ، يعني يموتون إلا ما شاء الله قيل أرواح الشهداء ، وقيل جبريل وميكائل وإسرافيل وملك الموت عزرائل ويقول الله تعالى : يا ملك الموت من بقي من عبادي ؟ فيقول : يا رب بقي جبريل وميكائل وإسرافيل وحملة العرش وعبدك الضعيف ملك الموت فيأمر الله تعالى بقبض أرواحهم ، هكذا رواه الكلبي . وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول من تنشق عنه الأرض . وفي بعض الأخبار : أن الله تعالى إذا أحيا جبريل ووميكائل وإسرافيل فيأتون إلى قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معهم البراق وحلل من الجنة فتنشق الأرض عنه فينظر إلى جبريل فيقول : هذا يوم القيامة فيقول : ما فعل الله بأمتي ؟ فيقول : جبريل أبشر يا محمد ، أنت أول من انشقت عنه الأرض والجنة محرمة على سائر الأمم حتى تدخل أنت وأمتك ، قال : ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون وهو حفاة عراة يقفون موقفاً واحداً مقداره أربعون سنة وقيل سبعون سنة لا ينظر الله إليهم ولا يقضي بينهم ، فيبكون حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً ، فيأخذهم العرق من شدة الحر حتى يبلغ الأذقان ، فيدعون إلى المحشر ، فذلك قوله تعالى (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) فبينما هم واقفون إذ سمعوا حساً شديداً فيهولهم ، فإذا الملائكة أفواجاً أفواجاً ، فيقول الخلق : أفيكم ربنا ؟ فقولون : لا ولكن هو آتٍ ، يعني يأتي أمره بالحساب ، ثم يأتي السماء الثانية فيقفون صفاً صفاً خلف سماء أهل الدنيا ، ثم تنزل أهل السماء الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة ، حتى تنزل ملائكة السبع سموات ويقومون حول أهل الدنيا .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : يا معشر الإنس إني ، نصحت لكم وإنما هي أعمالكم في صحفكم ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلو من إلا نفسه . ثم يأمر الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم فيقول : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فتجثوا الأمم على ركبها ، وهو قوله تعالى (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً) كل أمة تدعى إلى كتابها ، ثم يقضي الله عز وجل بين خلقه ، ويقضي بين الوحوش والبهائم حتى أنه يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء ، ثم يقول كونوا تراباً ، فعند ذك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ، ثم يقضي بين العباد ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزل قدم عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن قط نبي إلا وله دعوة يدعوا بها لأمته وأني إستخبأت دعوتي لتكون شفاعتي لأمتي يوم القيامة ، ألا وإني سيد ولد آدم ولا فخر ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وتحته آدم ومن معه من ذريته . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يشتد غم يوم القيامة وكربه على الناس فيأتون آدم فيقولون : يا أب البشر أشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك إني أخرِجتُ من الجنة بخطيئتي ولا يهمني إلا نفسي ، ولكن عليكم بنوح فإنه أول المرسلين ، فيأتون نوحاً فيقولون له أنت أول المرسلين وأطول الأنبياء عمراً فاشفع إلى ربك يقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، فيأتون إبراهيم فيقولون أنت خليل الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك ، إني كذبت في الإسلام ثلاثة مرات : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه جادل بهن عن دين الله تعالى ) أحدهما قوله إني سقيم ، والثانية قوله بل فعله كبيرهم هذا ، والثالثة قوله عن امرأته إنها أخته قال ثم يقول : لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا موسى الذي اتخذه صفياً وكلمه تكليما فيأتون موسى ، فيقولون : أنت كليم الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني قتلت نفساً بغير نفس ، ولا يهمني إلا نفسي ولا كن إئتو عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقولون : أنت روح الله وكلمته أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : أني اتخذت أنا وأمي إلهين من دون الله ، وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن أرأيتم لو كان لأحدكم بضاعة فجعلها في كيس ثم ختم عليها أيصل إلى ما في الكيس حتى يفض الختم ؟ فيقولون : بلا ، فيقول لهم : أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وقد غفر الله له ما تقدم وتأخر ، ائتوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فأقول لهم : نعم أنا لها أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فيلبث ما شاء الله ، قال : إذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى منادٍ أين محمد وأمته ، فنحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فأقوم أنا وأمتي فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنحن بيض الوجوه غُرُ محجلون من آثار الوضوء فيقول الناس : كادت هذه الأمة أن تكون كلها أنبياء ثم أتقدم إلى الجنة فاستفتح بابها فيقول الخازن : من أنت فأقول : محمد العربي فيفتح لي فأدخل الجنة ، فأخر ساجداً لربي وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد من قبلي ، فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع وأشفع تشفع وسل نعط ، فأرفع رأسي وأشفع لمن كان في قلبه مثقال شعيرة من الإيمان أو خُرم إبرة من اليقين ، مع شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وذكر يحي بن معاذ الرازي أنه قرئ في مجلسه هذه الآية (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (*) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا) يعني مشاة عطاشا . قال يحي بن معاذ أيها الناس مهلا مهلا ، غداً تحشرون إلى الموقف حشراً حشراً ، وتأتون من الأطراف فوجاً فوجاً ، وتقفون بين يدي الله فرداً فرداً ، وتسألون عن ما علمتم حرفاً حرفاً ، وتقاد الأولياء إلى الرحمن وفداً وفداً ، ويرد العاصون إلى عذاب الله ورداً ورداً ، ويدخلون جهنم حزباً حزباً ، وكل هذا (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) فالويل ثم الويل لأهل الويل من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، وهو يوم القيامة ويوم الندامة ويوم الرادفة ويوم الآزفة ويوم الحسرة ، وذلك يوم عظيم ويوم عقيم ويوم يقدم الناس لرب العالمين ، ويوم المناقشة ويوم الموازنة ويوم الزلزلة ويوم المساءلة ويوم الدمدمة ، ويوم الصيحة ، ويوم النشر ويوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ويوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، ويوم كان شره مستطيراً (يعني منتشراً فاشيًا) يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، ويوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ، ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد أعوذ بك اللهم من شر هذا اليوم ..


علي الشريف احمد 07-29-2012 06:44 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثاني عشر
في صفة أهل النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسوالله صلى الله عليه وسلم : أوقد على النار ألف سنة حتى إحمرت , وألف سنة حتى إبيضت , وألف سنة حتى إسودت , فهي سوداء مظلمة . وذكر عن يزيد بن مرثد رضي الله عنه أنه كان لا تنقطع الدموع عن عينيه , ولم يزل باكيا حزينا فسئل عن ذلك فقال : لو أن الله أوعدني بأني لو أذنبت ذنبا لحبسني في الحمام أبدا كان حقا علي ان لا نتقطع دموعي , فكيف وقد أوعدني أن يحبسني في نار أوقد عليها ثلاث آلاف سنة حتى احمرة ثم ابيضت ثم اسودت . وقال مجاهد : إن في جهنم جبابا فيها حيات كامثال أعناق الإبل وعقارب كأمثال البقال, فيهرب أهل النار من النار إلى تلك الأجباب , فتأخذ تلك الحيات شفاههم فتكشط مابين الشعر إلى الظفر فما ينجيهم منها إلا الهروب إلى النار . وعن عبد الله بن جبير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في النار حيات كامثال أعناق الإبل تلسع أحدهم لسعة يجد حرها أربعين خريفا , وعن بن مسعود رضي الله عنه أن ناركم هذه لجزء من سبعين جزاء من تلك النار , ولولا أن ضربت في البحر مرتين ما انتفعتم منها بشيء . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لم يكن يأتيه فيها , وهو متغير اللون , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مالي أراك متغير اللون فقال له : يا محمد جئتك في الساعة التي أمر الله تعالي بمنايفيخ النار أن تنفخ فيها , فينبغي لمن عرف أن جهنم حق وأن عذاب الله شديد أن لا تقر عينه حتى يأمن منها , فقال النبي صلى لله عليه وسلم : ياجبريل صف لي جهنم فقال : نعم يا محمد إن الله تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا ينطفي لهيبها ولا ينفذ عذبها والذي بعثك بالحق نبيا يا محمد لو أن مثل خرم الإبرة فتح لأحرق أهل الدنيا عن آخرهم والذي بعثك بالحق نبيا لو أن ثوبا من ثياب أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض عن آخرهم لما يجدون من نتن ريحه والذي بعثك بالحق نبيا لو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب ذاك الجبل حتى يبلق الأرض السابعة والذي بعثك بالحق نبيا لو أن رجل بالمغرب يعذب لإحترق الذي بالمشرق من شدة عذبها حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وحيلها حديد ، وشرابها صديد ، وثيابها سرابيل القطران ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم من الرجال والنساء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل أهي كأبوابنا هذه ؟ قال : بلى لكنها مفتوحة وبعضها أسفل من بعض ، وما بين البابين مسيرة سبعين سنة ، كل منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يساق أعداء الله إليها فإذا انتبهوا إليها ، استقبلته الزبانية بالسلاسل والأغلال والمقاطع الثقال ، وأن الرجل منهم تسلك السلسلة في فيه فتخر من دبره وتغل يده اليسرى إلى عنقه ، وتدخل يده اليمنى في فؤاده وتنزع من بين كتفيه وتشد بالسلاسل ، ويقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ويسحب على وجهه وتضربه الملائكة بمقامع من حديد كلما أردوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمة أيديكم وأن الله ليس ظلام بالعبيد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل من سكان هذه الأبواب ؟ فقال : أما الباب الأسفل فيه المنافقون ومن كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون واسمه الهاوية ، وأما الباب الثاني في المشركون واسمه الجحيم ، وأما الباب الثالث ففيه الصابئون واسمه سقر ، وأما الباب الرابع ففيه إبليس وجنوده وأتباعه والمجوس واسمه لظى ، وأما الباب الخامس ففيه اليهود واسمه الحطمة ، وأما الباب السادس ففيه النصارى واسمه السعير ، ثم أمسك جبريل عليه الصلاة والسلام ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ فقال له : يا محمد لا تسألني عنه فقال له : بل أخبرني عنه ، فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا ، فخر النبي صلى الله عليه وسلم مغشياً عليه فوضع جبريل رأسه في حجره حتى أفاق ، فقال : يا جبريل عظمت مصيبتي واشتد حزني أيدخل أحد من أمتي النار ؟ فقال : نعم هم أهل الكبائر ، فقام فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله فاحتجب عن الناس ثلاثة أيام فكان لا يخرج إلا للصلاة ، ولم يكلم أحداً ، فلما كان اليوم الرابع أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد ، فأقبل عمر فوقف بالباب ، وقال السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد فتنحى وهو يبكي ، فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب وقال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة هل إلى مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد، فأقبل مرة يبكي ومرة يقع على وجهه ، حتى أتى بيت فاطمة رضي الله عنها فوقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة ، وكان علياً غائباً فقال : يا بنت نبي الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فلا يخرج إلا إلى الصلاة ولم يكلم أحداً ، ولا يأذن لأحد أن يدخل عليه ، فاشتملت فاطمة بعباءة قطرانية ثم أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله أنا فاطمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد يبكي ، فرفع رأسه وقال : ما بال قرت عيني حجبت عني فافتحوا لها الباب ففتح لها فلما نظرت إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم بكت بكاء شديداً لما رأت من حاله ، فقالت : يا أبتي ما الذي نزل ؟ فقال : يا بنية إن جبريل وصف لي جهنم وأخبرني أن في أعلا أبوابها اهل الكبائر من أمتي فذلك أبكاني وأحزنني ، فقالت له : يا أبت أو لم تسأل كيف يدخلونها قال : بلى ، تسوقهم الملائكة إلى النار ولا تسود وجوههم ولا تزرق عيناهم ولا يختم على أفواههم ولا يقرنون مع الشياطين فقالت : يا أبت كيف تسوقهم الملائكة ، فقال : أما الرجال فباللحى وأما النساء فابالزوائب فكم ذي شيبة يقاد إلى النار وهو يقول واشيبتاه واضعفاه وكم إمرة تقاد بشعرها إلى النار وهي تنادي وتقول وافضيحتاه وانتهاك ستراه وكم من قدم في نار جهنم نزل ، وكم من عزيز ذل وكم من وجه مليح في نار جهنم تغير ، قال : فتسوقهم الملائكة حتى ينتهوا إلى مالك خازن النار فإذا نظر إليهم قال : للملائكة : من هؤلاء ؟ فماورد علي من الأشقياء أعجب من هولاء لم تسود وجوههم ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم ، فتقول هذا أمر ربنا ، فيقول : يا معشر الأشقياء من أنتم وفي رواية أخرى إذا قادهم الملائكة حيلوا فيقولون وامحمداه فلما أن رأوا مالك نسوا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم من هيبة مالك ، فيقول لهم : يا معشر الأشقياء من أنتم فيقولون نحن من أنزل عليهم القرآن ونحن صائمون رمضان فيقول مالك : تلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا سمعوا ذكر محمد صاحوا بأجمعهم وامحمداه واأحمداه نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول لهم مالك : أما كان في القرآن زاجر يزجركم عن معاصي الله تعالى ، فإذا أوقفهم على شفير جهنم ونظروا إلى النار والزبانية ، قالوا : يا مالك إذن لنا أن نبكي على أنفسنا فيأذن لهم فيبكون بالدموع حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً ، فيقول لهم مالك ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنا من خشية الله تعالى ، ثم يقول للزبانية ألقوهم في النار ، فإن ألقوا صاحوا بأجمعهم لا إله الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترجع النار عنهم فيقول مالك : يا نار خذيهم فتقول : كيف آخذ من يقولون لا إله إلا الله ؟ فيقول : أمر رب العزة بذلك فتأخذهم النار ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبته . ومنهم من تأخه النار إلى حقويه ، ومنهم من تاخذه النار إلى حلقه فإذا هوت النار إلى الوجوه قال مالك : لا تحرقوا وجوههم طالما سجدوا بها لله تعالى ، ولا تحرقوا قلوبهم فهي محل الإيمان ، قال فيمكثون ما شاء الله ، ثم ينادون : يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان ، فإذا نفذ فيهم حكم الله تعالى ، يقول الله عز وجل : يا جبريل ما فعل العصاة من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ فيقول : إلهي أنت أعلم بهم ، فيقول له : انطلق فانظر حالهم ، فينطلق جبريل إلى مالك وهو على منبر من نار في وسط جهنم ، فإذا نظر مالك إلى جبريل قام تعظيماً له ، ويقول : يا جبريل ما أدخلك هذا الموضع ، فيقول : ما فعل العصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول : ما أسوا حالهم وأضيق مكانهم ، قد أحرقت النار أجسادهم وأكلت لحومهم وبقيت وجوههم وقلوبهم ، ولكن قلوبهم تتلألأ بالإيمان فيقول جبريل : إرفع الطباق عنهم حتى أنظر إليهم ، فيأمر مالك الخزنة فترفع الطباق عنهم فإذا نظروا إلى جبريل وحسن خلقه علموا أنه ليس من ملائكة النار ، فيقولون من هذا العبد الذي لم نرى أحسن منه ، فيقول مالك : هذا جبريل الكريم على ربه الذي كان يأتي نبيكم بالوحي ، فإذا سمعوا ذكر محمد قالوا بأجمعهم ، يا جبريل أقرئ محمداً عنا السلام وأخبره أن معاصينا قد فرقت بيننا وبينه وأخبره بسوء حالنا وضيق مكاننا ، فينطلق جبريل حتى يقف بين يدي الله تعالى فيقول الله : يا جبريل كيف رأيت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : يا رب ما أسوء حالهم وأضيق مكانهم فيقول الله تعالى : سألوك شيئاً ؟ فيقول : نعم يا رب سألوني كذا وكذا فيقول الله تعالى إنطلق إليه وبلغه فينطلق جبريل عليه الصلاة والسلام إلى الجنة فيدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف مصراع ، كل مصراع عليه باب من الذهب ، فيقول : يا محمد جئتك من عند العصاة الذين يعذبون من أمتك وهم يسلمون عليك ويقولون لك ما أسواء حالنا وأضيق مكاننا ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت العرش ، فيخر ساجداً لله تعالى ويثني على ربه بثناء لم يثنه أحداً قبله فيقول الله تعالى : يا محمد إرفع رأسك وسل تعطى وأشفع تشفع ، فيقول : يا رب العصاة من أمتي أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم ، فيقول الله تعالى : قد شفعتك فيهم فأت النار وأخرج من قال لا إله إلا الله ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النار فإذا نظر مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له ، فيقول لمالك : يا مالك إرفع الطباق عنهم وافتح الباب ، فإذا نظر أهل النار إلى النبي صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم وامحمداه قد أحرقت النار وجوهنا وجلودنا ووصلت إلى أكبادنا ، فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً ، فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى الحيوان ، فيغتسلون فيه فيخرجون شباباً مرداً كأن وجوههم القمر ، مكتوب على جباههم هولاء عتقاء الله من النار ، ثم يدخلون الجنة ، فإذا رأى أهل النار المسلمين قد أخرجوا من النار ، قالوا : ياليتنا كنا مسلمين ...


علي الشريف احمد 07-29-2012 06:48 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثالث عشر
في صفة أهل الجنة وما اعد الله فيها لأهلها
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله مم خلق الله الخلق ؟ قال : من الماء ، قلت : أخبرني عن الجنة ، قال : بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها (أي طينها) المسك الأذفر ، وترابها الزعفران ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، من دخلها ينعم فلا يبتئس ويخلد فلا يموت ، ولا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم : إمام عادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم فإنها ترفع فوق القمام فينظر إليها الرب تبارك وتعالى فيقول : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : في الجنة حوراء يقال لها (اللعبة) خلقت من أربعة أشياء : من المسك والعنبر والزعفران والكافور وعجن طينها بماء الحيوان ، وجميع الحور عشاق لها ، ولو بزقت فى البحر لعذب ماء البحر قيل فيه شعراً :
لوبصقط في البحر والبحر مالح
لأصبح ماء البحر من ريقها عذب

ولو أنها للمشركين تعرضت
إذ لتخذوها دون أصنامهم رباً

مكتوب على نحرها ((من أراد أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي)) وروي في بعض الأخبار أن الله تبارك وتعالى يقول : يا ملائكتي أطعموا أوليائي فيأتون بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون في الأخرى ، فإذا فرقوا من الطعام قال الله تعالى : أسقوا عبادي ، فيوتى بأشربة فيجدون لكل شربة ونفس لذة بخلاف الأخرى ، فإذا فرقوا يقول : أن ربكم صدقتكم وعدي ، فأسألوني أعطكم ، فيقولون : نسألك الرضوان مرتين أو ثلاثة ، فيقول : لقد رضيت عنكم ولدي المذيد ، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله ، فيكشف الحجب فينظرون إليه ، فيخرون له سجداً ، فيمكثون في السجود ما شاء الله ، ثم يقول لهم : أرفوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، فيرفعون رؤوسهم وينظرون إليه فينسون كل نعمة كانوا فيها ، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم ، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة على تل من مسك أبيض فينشر ذلك المسك على رؤوسهم ونواصي خيولهم ، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرون أزواجهم من الحسن والبهاء أفضل مما تكرهون عليه ، وتقول أزواجهم أنكم رجعتم إلينا على أحسن مما كنتم ، ويرون الله عز وجل على الحقيقة من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحديد ، كما يعرفونه في الدنيا بلا تشبيه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة يزدادون حسناً وجمالاً كما يزدادون في الدنيا هرماً وضعفاً . وروي في بعض الأخبار أنه لو خرجت إمرة من أهل الجنة كفها لأضاء كفها مابين السماء والأرض .
قال ألأستاذ أبو الليث السمر قندي : من أراد ان ينال هذه الكرامات فليلزم خمسة أشياء : أولها أن يمتنع عن المعاصي لقوله تعالى : ((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)) والثاني يرضى من الدنيا باليسير فقد في الخبر أن ثمن الجنة ترك الدنيا ، وأن يكون حريصاً على طاعة الله عزوجل لقوله عز وجل : ((تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)) ، والثالث يحب الصالحين وأهل الخير والعلماء فإنهم يشفعون في أصحابهم وإخوانهم ، والرابع بكثرة الدعاء والإستغفار ، والخامس بكثرة قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فنها كنز من كنوز الجنة ...



د. سلوى الدابي 07-31-2012 09:28 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77339)


الباب الثاني



في فضل مجالس العلم والحديث


عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُذكرُ الناس إذا أقبل ثلاث نفر ، فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها وجلس آخر خلفهم ، وأدبر الثالث ذاهباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ، أما الأول أوى إلى الله فآواه الله والثاني استحى من الله أن يؤذي الناس فاستحى الله منه وأما الثالث أعرض عن الله فأعرض الله عنه)) وقال لغمان لابنه : إذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم إن تك عالماً نفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ولعل الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فانك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزدك غياً ، ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ، فإن مجالسهم حسرة وندامة ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم فإذا صعدوا إلى السماء قال الله عز وجل وهو أعلم : على أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويذكرونك ، فيقول : وأي شيء يطلبون ، فيقولون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ، فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ، فيقول : ومن أي شيء يستعيذون ؟ وهو أعلم فيقولون : من النار ، فيقول الله تعالى : وهل رأوها ، فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منه هرباً وأشد منها خوفاً ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي أشهدكم أني غد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخاطئ ولم يردهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله تعالى : وله غ غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليس . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إذا لم يعطك منه أصابك ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل نافخ الكير ، إن لم يحرق ثوبك أصابك من نتن ريحه ودخانه . قال الفقيه أبو الليث : من جلس عند عالم ولم يقدر على الحفظ (أو أن يحفظ العلم) فله سبع كرامات أولها ينال فضل المتعلمين ، والثاني مادام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا ، والثالث إذا خرج من منزله تنزلت عليه الرحمة والرابع إذا جلس عنده فتنزلت عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم ، الخامس مادام مستمعاً تكتب له الحسنات ، السادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم ، السابع كل قدمٍ يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له زيادة في الحسنات ويستغفر له كل رطبٍ ويابس ، ثم يكرمه الله بست كرامات أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء ، الثاني كل من يقتدي بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له، والرابع يبرء قلبه من مجلس النفاق ، والخامس يدخل في طريق المتعلمين والصالحين ، السادس يقيم أمر الله تعالى لأنه قال : (كونوا ربانيين بما تعلمون الكتاب) ، ويعني العلماء والفقهاء .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني احب الله وسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك .
وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ماجبس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وماقعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة))..

عليم فعلمنا علوم شريعة حقيقة علم جل ربي لصورتىِ

وافدني علما في شرعوكذاك الباطن زِدحُجَجِى
علمه منه العلوم منه العلوم كعيون من بُحُورٍ تُمتلا
صلى الله عليه وعلى آله واصحابه ما ظهرت أسرار حكميّه وما برزت علوم وحكم ومعرفة ألزم في البعض الكتمان
اللهم انّا نسالك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً

د. سلوى الدابي 07-31-2012 10:24 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77910)
بسم الله الرحمن الرحيم



الباب الثالث عشر



في صفة أهل الجنة وما اعد الله فيها لأهلها


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله مم خلق الله الخلق ؟ قال : من الماء ، قلت : أخبرني عن الجنة ، قال : بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها (أي طينها) المسك الأذفر ، وترابها الزعفران ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، من دخلها ينعم فلا يبتئس ويخلد فلا يموت ، ولا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا ترد دعوتهم : إمام عادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم فإنها ترفع فوق القمام فينظر إليها الرب تبارك وتعالى فيقول : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين .
وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : في الجنة حوراء يقال لها (اللعبة) خلقت من أربعة أشياء : من المسك والعنبر والزعفران والكافور وعجن طينها بماء الحيوان ، وجميع الحور عشاق لها ، ولو بزقت فى البحر لعذب ماء البحر قيل فيه شعراً :

لوبصقط في البحر والبحر مالح

لأصبح ماء البحر من ريقها عذب

ولو أنها للمشركين تعرضت
إذ لتخذوها دون أصنامهم رباً


مكتوب على نحرها ((من أراد أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي)) وروي في بعض الأخبار أن الله تبارك وتعالى يقول : يا ملائكتي أطعموا أوليائي فيأتون بألوان الأطعمة فيجدون لكل لقمة لذة غير ما يجدون في الأخرى ، فإذا فرقوا من الطعام قال الله تعالى : أسقوا عبادي ، فيوتى بأشربة فيجدون لكل شربة ونفس لذة بخلاف الأخرى ، فإذا فرقوا يقول : أن ربكم صدقتكم وعدي ، فأسألوني أعطكم ، فيقولون : نسألك الرضوان مرتين أو ثلاثة ، فيقول : لقد رضيت عنكم ولدي المذيد ، اليوم أكرمكم بكرامة أعظم من ذلك كله ، فيكشف الحجب فينظرون إليه ، فيخرون له سجداً ، فيمكثون في السجود ما شاء الله ، ثم يقول لهم : أرفوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ، فيرفعون رؤوسهم وينظرون إليه فينسون كل نعمة كانوا فيها ، ويكون النظر أحب إليهم من جميع النعم ، ثم يرجعون فتهيج ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة على تل من مسك أبيض فينشر ذلك المسك على رؤوسهم ونواصي خيولهم ، فإذا رجعوا إلى أهليهم يرون أزواجهم من الحسن والبهاء أفضل مما تكرهون عليه ، وتقول أزواجهم أنكم رجعتم إلينا على أحسن مما كنتم ، ويرون الله عز وجل على الحقيقة من غير تشبيه ولا تكييف ولا تحديد ، كما يعرفونه في الدنيا بلا تشبيه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه : والذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن أهل الجنة يزدادون حسناً وجمالاً كما يزدادون في الدنيا هرماً وضعفاً . وروي في بعض الأخبار أنه لو خرجت إمرة من أهل الجنة كفها لأضاء كفها مابين السماء والأرض .
قال ألأستاذ أبو الليث السمر قندي : من أراد ان ينال هذه الكرامات فليلزم خمسة أشياء : أولها أن يمتنع عن المعاصي لقوله تعالى : ((وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)) والثاني يرضى من الدنيا باليسير فقد في الخبر أن ثمن الجنة ترك الدنيا ، وأن يكون حريصاً على طاعة الله عزوجل لقوله عز وجل : ((تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون)) ، والثالث يحب الصالحين وأهل الخير والعلماء فإنهم يشفعون في أصحابهم وإخوانهم ، والرابع بكثرة الدعاء والإستغفار ، والخامس بكثرة قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فنها كنز من كنوز الجنة ...



اللهم انّا نسالك الجنة وما يقرب اليها من فعل او عمل ونعوذ بك من النار وما يقرب اليها من فعل او عمل
اللهم انّا نسالك ايماناً لا يرتد نعيماً لا ينفد ومرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى اعلى درجات الخلد
ونقول ماجاء على لسان حال شيخنا واستاذنا ختم اهل العرفان السيد محمد عثمان رضى الله عنه وأن ترزقنا جواره فى أعلى الجنان ونحن نردد تبعاً له
آمييييييييييييييييييييييييييييين

KH.Digital 07-31-2012 10:56 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
عمل رائع يتقبل الله منا ومنكم وجعله الله في صحائف حسناتكم

د. سلوى الدابي 08-04-2012 06:21 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77340)


الباب الثالث



في الإخلاص وترك الرياء

عن عاصم عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : ((الرياء)) ، لأن الله تعالى يقول يوم يجازي العباد بأعمالهم : ((اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون لهم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم خيراً))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله عز وجل ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا برئ منه)) قيل بريء غني عن العمل الذي فيه شرك لغيري ، وقيل برئ من عامله يدل هذا على أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم وما سوى ذالك لا يقبله ولا يثيب عليه في الآخرة ومصيره إلى النار بليل قوله تعالى ( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا) (يعني يدخلها ويستوجب المذمة والطرد من رحمة الله) (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَاسَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) فدل هذا على قبول ما أريد به وجه الله تعالى وشكر العامل به فقال كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ) يعني ما كان رزق ربك في الدنيا ممنوعاً من المؤمن والكافر في كلا الحالتين . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((رب صائمٍ ليس له من صومه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والنصب ) يعني إن لم يكن ذلك لوجه الله عز وجل فلا ثواب له ، وهكذا ، كما روي عن بعض الحكماء إنه قال : مثل من يعمل بالطاعة لأجل الرياء والسمعة كمثل رجلاٍ يخرج إلى السوق ويملأ كيسه حصاة (حصى) فيقول الناس : ما أعظم ما ملأ كيس فلان ، وذلك لا منفعة له فيه سوى مقالة الناس ، فإذا أراد أن يشتري منه أو يعطي من لم يقبل منه ، فذلك العامل للرياء والسمعة لا منفعة له في عمله إلا مقالة الناس ولا ثواب له في الآخرة ، كما قال الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) يعني الأعمال التي عملوها لغير الله ، أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور الذي يرى في شعاع الشمس ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان أقوماً يحتالون للدنيا بالدين فيلبسون للناس لباس الضان (يعني جلودها) ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، فيقول الله تعالى : أبي تفترون ؟ أم علي تجرئون ؟ فبي حلفت لأبعثن عليكم فتنة تدع الحليم (أي العاقل) فيكم حيرانا ) وعن ضمرة عن أبي حبيب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الملائكة لترفع عمل العبد فتستكثره وتزكيه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله تعالى إليهم : أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب عليه ، إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فضعوه في سجين وتصعد بعمل العبد فيستقلونه ويستحقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه أن عبدي هذا أخلص لي عمله فاكتبوه في عليين )) ففي هذا الخير ليل على أن العمل القليل إذا كان لوجه الله تعالى يضاعفه وينميه كما قال الله تعالى (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَاوَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) وروي عن عدي بن حاتم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يؤمر بأناس يوم القيامة إلى الجنة ، فإذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله فيها لأهلها ، نودوا أن أصرفوهم عنها فلا نصيب لهم فيها ، فيرجعون بحسرة ما رجع أحد بمثلها ، فيقولون : يا ربنا لما أدخلتنا النار قبل ترنا ما أريتنا من ثواب ما أعددته لأوليائك فيالجنة . في يقول الله تعالى : ذلك أردت بكم لأنكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين ، تراؤن الناس بأعمالكم خلاف ما تنطوي عليه قلوبكم ، هبتم الناس ولم تهابوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي وأجللتم الناس ولم تجللوني اليوم أذيقكم عذبي مع ما حرمتكم من جزيل ثوبي . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لما خلق الله جنة عدن خلق غرفها بيده فجعل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ثم قال لها : تكلمي ، قالت : قد أفلح المؤمنون (ثلاثاً) ثم قالت : يا رب إني حرام على كل بخيل ومنافق ومرائي ))وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله إذا أحب عباً قال : يا جبريل إني أحب فلان فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم يقول : يا جبريل نادي في أهل السموات إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السموات ويوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبداً مثل ذلك ) وسأل رجل شفيق بن إبراهيم الزاهد فقال : الناس يسموني صالحاً فكيف أعلم أني صالح أو غير صالح ؟ فقال له شفيق : أظهر سرك عند الصالحين ، فأن رضوا به فاعلم أنك كذلك وإلا فلا ، واعرض الدنيا على قلبك فإن ردها فاعلم أنك صالح وإلا فلا ، واعرض على نفسك الموت فإن تمنته فأنت صالح وإلا فلا ، وإذا اجتمعت فيك هذه الثلاثة فتضرع إلى الله تعالى ألا يدخلها الرياء ، وروى ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ، ولو أن رجلاً عمل بطاعة الله في جوف بيته إلى سبعين بيتاً على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث الناس بذلك ويزيدون ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يزيدون ؟ قال : إن المؤمن يحب ما زاد في عمله ثم قال : أترون من الفاجر ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ، ولو أن عبداً عمل بمعصية الله تعالى في جوف بيته إلى سبعين بيت على كل بيت باب من حديد ، لألبسه الله تعالى رداء عمله حتى يتحدث الناس به ويزيدون ، فقيل يا رسول الله كيف يزيدون ؟ قال : إن الفاجر يحب مازاد في فجوره ، وقال عوف بن عبد الله : كان أهل الخير يكتب بعضهم لبعض بثلاث كلمات ، وهي ، من عمل للآخرة كفاه الله أمر دنياه ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته .



اللهم اجعل الأعمال بالإخلاص والصدق والأحسان ممزوجات
اللهم انى نعوذ من الرئاء والنفاق وسوء الاخلاق
اللهم اقبل اعمالنا واجعلها خالصة لوجهك الكريم وتقبلها بمنك وفضلك وجودك ببركة هذا الشهر الكريم والقران الكريم والنبى الكريم وآل بيته الطيبين الطاهرين

د. سلوى الدابي 08-04-2012 06:51 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77843)



بسم الله الرحمن الرحيم



الباب الحادي عشر



في هول يوم القيامة وأفزاعها


عن عائشة رضي لله عنها قالت : يا رسول الله أيذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ، قال : أما عند ثلاث فلا : عند الميزان حتى يعلم أخف ميزانه أم يثقل ، وعند تتطاير الصحف حتى يعلم أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله ، وحين يخرج عنقه من النار . فينطوي عليهم فيقول : إني وكلت بثلاث ، بمن دعا مع الله إلهاً آخر ، وبكل جبار عنيد ، بكل من لا يؤمن بيوم الحساب ، فينطوي عليه حتى يرمي بهم في غمرات جهنم ، ولجهنم يومئذ جسر أرق من الشعرة ، وأحد من السيف ، عليه كلابيب وحسك والناس يمرون عليه كالبرق الخاطف وكالريح العاصف ، فمنهم مسلم ناج ومسلم مخدوش ومكبوب على وجهه في النار وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون عاماً ، ثم ينزل الله ماءً كمني الرجال فينبتون في الأرض كما ينبت البقل . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم لما فرق الله من خلق السموات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه ، شاخصاً ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفح قال : قلت يا رسول الله : وما الصور ؟ قال : قرن من نور ، قلت : كيف هو ؟ قال : عظيم ، والذي بعثني بالحق لعرض دارة كعرض السموات والأرض وينفخ فيه ثلاثة نفخات ، وفي رواية نفختين : نفخة الهلاك ونفخة البعث ، وفي رواية نفخة الصعق ونفخة الفزع الأكبر ونفخة البعث ، فيأمر الله إسرافيل بالأولى فينفخ فيفزع من في السموات والأرض ، وهو قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في والأرض إلا ما شاء الله وتزلزل الأرض وتزهل كل مرضعة عما أرضعت . وتضع كل ذات حمل حملها . وترى الناس سكارى وما هم بسكارىولكن عذاب الله شديد ) ويصير الولدان شيبا ، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض ، يعني يموتون إلا ما شاء الله قيل أرواح الشهداء ، وقيل جبريل وميكائل وإسرافيل وملك الموت عزرائل ويقول الله تعالى : يا ملك الموت من بقي من عبادي ؟ فيقول : يا رب بقي جبريل وميكائل وإسرافيل وحملة العرش وعبدك الضعيف ملك الموت فيأمر الله تعالى بقبض أرواحهم ، هكذا رواه الكلبي . وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول من تنشق عنه الأرض . وفي بعض الأخبار : أن الله تعالى إذا أحيا جبريل ووميكائل وإسرافيل فيأتون إلى قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معهم البراق وحلل من الجنة فتنشق الأرض عنه فينظر إلى جبريل فيقول : هذا يوم القيامة فيقول : ما فعل الله بأمتي ؟ فيقول : جبريل أبشر يا محمد ، أنت أول من انشقت عنه الأرض والجنة محرمة على سائر الأمم حتى تدخل أنت وأمتك ، قال : ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون وهو حفاة عراة يقفون موقفاً واحداً مقداره أربعون سنة وقيل سبعون سنة لا ينظر الله إليهم ولا يقضي بينهم ، فيبكون حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً ، فيأخذهم العرق من شدة الحر حتى يبلغ الأذقان ، فيدعون إلى المحشر ، فذلك قوله تعالى (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) فبينما هم واقفون إذ سمعوا حساً شديداً فيهولهم ، فإذا الملائكة أفواجاً أفواجاً ، فيقول الخلق : أفيكم ربنا ؟ فقولون : لا ولكن هو آتٍ ، يعني يأتي أمره بالحساب ، ثم يأتي السماء الثانية فيقفون صفاً صفاً خلف سماء أهل الدنيا ، ثم تنزل أهل السماء الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة ، حتى تنزل ملائكة السبع سموات ويقومون حول أهل الدنيا .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : يا معشر الإنس إني ، نصحت لكم وإنما هي أعمالكم في صحفكم ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلو من إلا نفسه . ثم يأمر الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم فيقول : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فتجثوا الأمم على ركبها ، وهو قوله تعالى (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً) كل أمة تدعى إلى كتابها ، ثم يقضي الله عز وجل بين خلقه ، ويقضي بين الوحوش والبهائم حتى أنه يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء ، ثم يقول كونوا تراباً ، فعند ذك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ، ثم يقضي بين العباد ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزل قدم عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن قط نبي إلا وله دعوة يدعوا بها لأمته وأني إستخبأت دعوتي لتكون شفاعتي لأمتي يوم القيامة ، ألا وإني سيد ولد آدم ولا فخر ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وتحته آدم ومن معه من ذريته . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يشتد غم يوم القيامة وكربه على الناس فيأتون آدم فيقولون : يا أب البشر أشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك إني أخرِجتُ من الجنة بخطيئتي ولا يهمني إلا نفسي ، ولكن عليكم بنوح فإنه أول المرسلين ، فيأتون نوحاً فيقولون له أنت أول المرسلين وأطول الأنبياء عمراً فاشفع إلى ربك يقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، فيأتون إبراهيم فيقولون أنت خليل الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك ، إني كذبت في الإسلام ثلاثة مرات : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه جادل بهن عن دين الله تعالى ) أحدهما قوله إني سقيم ، والثانية قوله بل فعله كبيرهم هذا ، والثالثة قوله عن امرأته إنها أخته قال ثم يقول : لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا موسى الذي اتخذه صفياً وكلمه تكليما فيأتون موسى ، فيقولون : أنت كليم الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني قتلت نفساً بغير نفس ، ولا يهمني إلا نفسي ولا كن إئتو عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقولون : أنت روح الله وكلمته أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : أني اتخذت أنا وأمي إلهين من دون الله ، وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن أرأيتم لو كان لأحدكم بضاعة فجعلها في كيس ثم ختم عليها أيصل إلى ما في الكيس حتى يفض الختم ؟ فيقولون : بلا ، فيقول لهم : أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وقد غفر الله له ما تقدم وتأخر ، ائتوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فأقول لهم : نعم أنا لها أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فيلبث ما شاء الله ، قال : إذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى منادٍ أين محمد وأمته ، فنحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فأقوم أنا وأمتي فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنحن بيض الوجوه غُرُ محجلون من آثار الوضوء فيقول الناس : كادت هذه الأمة أن تكون كلها أنبياء ثم أتقدم إلى الجنة فاستفتح بابها فيقول الخازن : من أنت فأقول : محمد العربي فيفتح لي فأدخل الجنة ، فأخر ساجداً لربي وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد من قبلي ، فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع وأشفع تشفع وسل نعط ، فأرفع رأسي وأشفع لمن كان في قلبه مثقال شعيرة من الإيمان أو خُرم إبرة من اليقين ، مع شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله


وذكر يحي بن معاذ الرازي أنه قرئ في مجلسه هذه الآية (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (*) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا) يعني مشاة عطاشا . قال يحي بن معاذ أيها الناس مهلا مهلا ، غداً تحشرون إلى الموقف حشراً حشراً ، وتأتون من الأطراف فوجاً فوجاً ، وتقفون بين يدي الله فرداً فرداً ، وتسألون عن ما علمتم حرفاً حرفاً ، وتقاد الأولياء إلى الرحمن وفداً وفداً ، ويرد العاصون إلى عذاب الله ورداً ورداً ، ويدخلون جهنم حزباً حزباً ، وكل هذا (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) فالويل ثم الويل لأهل الويل من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، وهو يوم القيامة ويوم الندامة ويوم الرادفة ويوم الآزفة ويوم الحسرة ، وذلك يوم عظيم ويوم عقيم ويوم يقدم الناس لرب العالمين ، ويوم المناقشة ويوم الموازنة ويوم الزلزلة ويوم المساءلة ويوم الدمدمة ، ويوم الصيحة ، ويوم النشر ويوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ويوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، ويوم كان شره مستطيراً (يعني منتشراً فاشيًا) يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، ويوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ، ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد أعوذ بك اللهم من شر هذا اليوم ..






أيا سيدا أعطى شفاعته الكبرى إذا خاف كل الخلق من هول محشرا
ومن هول أوران وصحف تنشرا يلوذون بالأنباء يرجون طاهرا
خلاصا يدلوهم عليك المؤرخ
http://up.3dlat.com/uploads/12871148367.gif
فتبرز ياكهف الأنام بحلة تفوق لضوء الشمس يا سر رحمة
وعقد لواء الحمد فوقك منة تناظرك الأملاك من كل فجة
فطورا تبشرنا وأخرى توبخ
http://up.3dlat.com/uploads/12871148367.gif
فتأتي تناجي الحق فصل قضية وتسجد تحمده كمقدار جمعة
وقد ظهر المولى بأعظم غضبة وأملاك نفس الرسل يبدوا لشدة
تقول إلهي أمتي بالرضى يسخو
http://up.3dlat.com/uploads/12871148367.gif
يقول العلي ارفع لرأسك أحمد وسل تعط مقصودا حبيبي محمد
تشفع وأشفع أنت عبدي وحامدي ولا بد من وعد لقولي وموعدي
فأنت الذي ترضاه نرضاه لا نسخ
http://up.3dlat.com/uploads/12871148367.gif

فنصبت موازين ثقيل مخفف ونشرت على رأس الأنام الصحائف
فتشفع فيمن شئت بالإذن مسعف فكن لي شفيعا في المواطن بالعفو
عليك من المولى السلام المشمخ
http://up.3dlat.com/uploads/12871148367.gif
اللهم صل وسلم على حبيب الله

اللهم انا نسألك ونتوجه اليك بنبيك سيدنا ومولانا محمد نبي الرحمة الرحمانيّة ياسينا محمد ياحمد يا أبا القاسم يارسول الله ( ثلاثا ) إنّا توجهنا بك إلى ربنا في حوائجنا جميعها لتقضى اللهم شفعه فينا بجاهه عندك يا سلطان ( ثلاثا )
آمييييييييييييييييييين


علي الشريف احمد 08-10-2012 05:20 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرابع عشر
في الزجر عن العجب
عن بن مسعود رضي الله عنه قال : النجاة في اثنين ، النية والتقوى ، والهلاك في اثنين : القنوط والإعجاب . وقال الشعبي : كان فيمن كان قبلكم رجل إذا مشى أظلته غمامة ، فقال رجل لأمشين في ظله فأعجب العابد بنفسه وقال : مثل هذا يمشي في ظلي ، فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل .
وروي عن داؤود عليه الصلاة والسلام أنه عبد ربه سنة على ساحل البحر ، وقال : يا رب قد انحنى ظهري وكلت عيناي وفقدت الدموع ولا أدري إلى ما يئول أمري ، فأوحى الله إلى ضفدعة أن أجيبي عبدي داؤود ، فقالت الضفدعة : يا نبي الله أتمنى على الله بعبادة سنة ؟ والذي خلقني إن لي هنا ثلاثين سنة أسبحه وأحمده ، وأن فرائصي لترتعد من الخوف من الله عز وجل ، فبكا داوؤد عليه الصلاة والسلام بكاءاً شديدا حياءاً من الله تعالى . قال الفقيه أبو الليث : من أراد أن يكثر العجب فعليه بأربعة أشياء ، أولها أن يرى التوفيق من الله تعالى فلا يعجب بنفسه ، ثانيها أن ينظر إلى النعماء ، فإذا نظر في نعماء الله اشتغل بالشكر ، ثالثها أن يخاف أن لا يقبل منه ، فإذا اشتغل بالخوف من عدم قبل عمله لا يعجب ، رابعها ينظر في ذنوبه وأن يخاف أن ترجح سيئاته على حسناته فإذا فعل ذلك فقد كسر عجبه .

وقال كعب الأحبار : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في قاع أفيح يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ، ثم يدعى كل قوم بإمامهم (يعني بمعلمهم الذي يعلمهم الهدى أو الضلال) فيدعى إمام الهدى قبل أصحابه ويعطى كتابه بيمينه وفيه (قد غفر لك) ويتوج بتاج من نور ، ثم يقال له : إذهب إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فيأتي أصحابه فيقول : أقرأو كتابي قد غفر لي ، وأبشروا فإن لكل واحد منكم مثل ما لي . قال إذا كان إمام ضلالة دعي فيعطى كتابه بشماله فيقرأه حتى إذا فرق وجد في آخره ((وإنه لحقٌ عليك كلمة العذاب)) ، ويسود وجهه ويتوج بتاج من نار ، ثم يقال له : إئت قومك فأخبرهم أن لكل واحد منهم مثل ما لك ، فلا يمر بقوم إلا لعنوه حتى يأتي أصحابه فيلعنهم ويلعنونه كما قال الله تعالى : ((ثم يوم القيامة يكفر بعضهم ببعص ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار)) فيقول : أبشروا فإن مأواكم النار مثلي ، وقال مسروق : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله ...


علي الشريف احمد 08-10-2012 05:33 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
بسم الله الرحمن الرحييم
الباب الخامس عشر
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الله تعالى لا يعذب الخاصة بعمل العامة ، ولكن إذا ظهرت المعاصي ولم ينكروها فقد استحق القوم العقوبة وذكر أن الله تعالى أوحى إلى يوشع بن ذاالنون عليه السلام : إن مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم ، وستين ألفاً من شرارهم قال : يا رب هؤلائي الأشرار فمابال الأخيار ؟ قال : لأنهم لم يغضبوا لغضبي وآكلوهم وشا ربوهم ،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة ، وإذا طففوا المكيال أخذهم الله بالسنين ، وإذا منعوا الزكاة حبس الله عنهم المطر ، ولولا البهائم لما نزلت من القطرة ، وإذا جاروا في الحكم تعادوا فيما بينهم ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم شرارهم ثم يدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم ، وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الناس أناساً مفاتح للخير مغليق للشر ، ومن الناس أناساً مفاتح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لعبد جعل الله مفاتح الخير على يده ، والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر مفاتيح للخير مغاليق للشر كما قال الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )
وقال قتادة : ذكر لنا أن رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال : أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، قال : نعم ، قال : فأي الأعمال أفضل وأحب إلى الله تعالى ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال : فأي الأعمال أبغض إلى الله تعالى ؟ قال : الشرك بالله قال : ثم ماذا ؟ فقال : قطيعة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال الفقيه أبو الليث : لما اشطرط رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرة ، دل ذلك على أن ذلك لا يكون إلا بغلبة أهل الصلاح على أهل الدعارة والفسوق ، فإن كان كذلك قال يتعين على أهل الصلاح أن يهجروا أهل المعاصي ويمنعونهم من المنكر ويأمروهم بالمعروف ليأمنوا من وعيد الله تعالى . فقد مدح الله هذه بذلك فقال : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) والمعروف ما كان موافقاً لكتاب الله والسنة والعقل والإجماع ، قال الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقد ذم الله تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفقال الله تعالى : (كانو لايتناهون عن منكر فعلوه ((يعني لا ينهى بعضهم بعصا)) لبئس ما كانوا يفعلون ) وقال الله تعالى : (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) يعني لا يناهم علماؤهم وفقهاؤهم وقراؤهم عن قولهم الإثم أي قول الفحش وأكل الحرام وإن استطاع أن يأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر في السر كان أبلغ وأفضل في الموعظة وواقع النصيحة ، وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه الله وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه . فقد بلغنا أن عكرمة قال : مر رجل بشجرة تعبد من دون الله تعالى ، فأخذ فأسا وركب حماراً ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها ، فلقيه إبليس لعنه الله في الطريق على صورة إنسان فقال له : إلى أيم تريد ؟ فقال : رأيت شجرة تعبد من الله تعالى ، فأعطيت عهداً أن أخذ فأسي أركب حماري وأتوجه نحوها فأقطعها فقال له إبليس : لعنه الله ، يا هذا مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم الله ، فلم يرجع لقوله ، فقال له إبليس : إرجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم ترفع طرف فراشك فتجدها تحته ، قال : أو تفعل هذا ؟ قال : نعم وقد ضمنت لك ذلك كل يوم ، فرجع الرجل إلى منزله فوجد تحت فراشه أربعة دراهم يومين أو ثلاثة أو ما شاء الله تعالى ، فلما كان بعد أيام رفع فراشه فلم يجد شيئاً ، فأخذ الفأس وركب الحمار وتوجه نحو الشجرة ، فلقيه إبليس لعنه الله فقال له : إنك لا تطيق ذلك يا هذا قال : لأي شيئ؟ قال : أما خروجك أولا فكان غضباً لله تعالى فلو إجتمع أهل الأرض ما ردوك ، وأما خروجك الآن فإنما خرجت حيث لم تجد الدراهم ، فإن تقدمت إليها ليكسرن عنقك ، فرجع الرجل إلى بيته خاسراً وترك الشجرة ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله ...

د. سلوى الدابي 08-11-2012 07:55 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
العجبعن بن مسعود رضي الله عنه قال : النجاة في اثنين ، النية والتقوى ، والهلاك في اثنين : القنوط والإعجاب . وقال الشعبي : كان فيمن كان قبلكم رجل إذا مشى أظلته غمامة ، فقال رجل لأمشين في ظله فأعجب العابد بنفسه وقال : مثل هذا يمشي في ظلي ، فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل .
قال الشيخ ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه ( رُبَّ معصِيةٍ أورثتْ ذلا وانكِسَاراً خير من طاعةِ أورثت عِزا واستكبَاراً )

د. سلوى الدابي 10-12-2012 11:18 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
العجب عن بن مسعود رضي الله عنه قال : النجاة في اثنين ، النية والتقوى ، والهلاك في اثنين : القنوط والإعجاب . وقال الشعبي : كان فيمن كان قبلكم رجل إذا مشى أظلته غمامة ، فقال رجل لأمشين في ظله فأعجب العابد بنفسه وقال : مثل هذا يمشي في ظلي ، فلما افترقا ذهبت السحابة مع ذلك الرجل .
قال الشيخ ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه ( رُبَّ معصِيةٍ أورثتْ ذلا وانكِسَاراً خير من طاعةِ أورثت عِزا واستكبَاراً )

المعتز محمد عبد الله حمد 02-12-2013 02:17 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
جزاك الله عنا كل خير
وزادك علما منيرا
ودمت زخرا للعباد والبلاد

علاء الدين على 06-19-2013 01:04 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
جزاك الله عنا كل خير

د. سلوى الدابي 06-28-2014 01:14 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77155)
اخوتى واخواتى اتباع سيدى العارف بالله الامام السيد محمد عثمان الميرغنى (الختم) رضى الله عنه لكم منى صادق الود والمحبة الختمية الصافية عليكم بهذا الكتاب القيم فى شهر رمضان الكريم لانه بحق كتاب جامع شامل به تحف ودرر من سيدى الامام الختم رضى الله عنه وارضاه والكتاب هو:


(كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين )


للعارف بالله سيدى الامام محمد عثمان الميرغنى ختم اهل العرفان رضى الله عنه
وساحاول جاهدا ان أرفع لكم في كل يوم فصل من فصوله الثلاثين لنتدبر ونعيش معانيه ونفحاته سويا فنسأل الله التوفيق والسداد


بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة

الحمد لله الذي جعل المواعظ والتذكار من أعظم ما ينشط به الهمم ، ويدفع التقصير ، وأشار إلى أسرار ذلك في كتابه المبين بقوله : )وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ(وفي الحديث : أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده . وقالت الصحابة رضوان الله عليهم : كان النبي صلى الله عليه وسلميخولنا بالمواعظ خوف السآمة ، وأحسن ما تعظ به الأفئدة ويفتح البصائر في مثل هذا المنوال السنة والأثر الفاخر . فأحمد من أطلعنا على بعضِ من هذا النسج الحسن ، وأشكر من هدانا إلى نهج السنة ، وأصلي وأسلم على من كان تنبيه العباد قصده ، واتبع آله وصحبه فهما المتأهبون ليوم المعاد وصلاة وسلاماً ما تعظ واعظٌ بوعظه ومن سمع منه واستفاد .
أما بعد : فقد وقفت على كتاب تنبيه الغافلين . أنا الحقير إلى الله تعالى الميرغني محمد عثمان بن السيد محمد أبو بكر ، أصلحنا المعين ورأيت غاية العظمة في وعظ المسلمين ، وقد جعله مؤلفه أربعة وتسعين باباً ، فأردت أن أستخرج منها تسعة وعشرين باباً ، وكيفية استخراجها التقاطا من الكتاب ، بأن آخذ زبدتها في كل بابٍ من التسعة والعشرين خوف الإطناب ، وأختم الكتاب باب التقطته من أبواب أصل الكتاب المحذوفة فتصير الجملة ثلاثين باباً ، وقصدي بذلك أيام رمضان الثلاثين ، لكون المجالس تحتوي على عوام وأعيان ، فيتذاكرون في عصر كل يومٍ من ذلك الشهر الرئيس ، بمثل هذا الكتاب النفيس ، مع إني لست أهلاً للتأليف والتدريس ، ولكن دعاوي أهل التفليس ، وسميته بالوعظ الثمين في تنبيه جل المؤمنين ، وتيقظ جملة الإخوان في تعمير أعصار رمضان ، فيما يختزن لسائر العمر من العلم والعمل العظيمان فأقول :




الباب الأول

في فضل رمضان

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول اللهصلى الله عليه وسلم الجنة تتزين من الحول إلى الحول لقدوم شهر رمضان فإذا كان أول ليلة منه ، هبت ريح يقال لها المثيرة من تحت العرش فيصفق ورق أشجار الجنة وحلق المصاريع ، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه ، وتتزين الحور العين ، ويرقصن بين شرف الجنة ، فيقلن : هل من خاطب إلى الله عز وجل فيزوجه منا ، ثم يقلنا : يا رضوان ما هذه الليلة فيقول : يا خيرات حسان ، هذه أول ليلة من رمضان الذي فضل الله به محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، ثم يقول الله عز وجل : يا رضوان أفتح أبواب الجنان ، ويا مالك أغلق أبواب النيران ، يا جبريل أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين ، وغلهم بالأغلال ثم أقذفهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا لأمة محمد صيامهم
ويقول الله عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان : هل من سائل أعطيه سؤله ، هل من تائبٍ فأتوب عليه ، هل من مستغفر فأغفر له ثم ينادي : من يقرض الملي غير العوم الوفي غير المظلوم . . . . (الحديث) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله : صلى الله عليه وسلم أعطيت أمتي في شهر رمضان خمس خصال ، لم تعطها أمة قبلها : خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك الأذفر ، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخرجون فيه إلى ما كانوا يفعلون في غيره من الشهور ، ويزين الله كل يومٍ جنته ويقول لها : يوشك عبادي الصالحون أن تلقى عنهم المئونة والأذى ، ويصيروا إليك ويغفر لهم في آخر ليلة منه مثل ما غفر لهم من أول الشهر إلى آخره فقيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر فقال : لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله .
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس ، قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فرض الله تعالى صيامه ، وجعل قيام ليله تطوعاً ، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وهو شهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، فمن فطر فيه صائماً كان له عتق رقبة ومغفرة لذنوبه ، قالوا : يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم قال : يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو شربة من ماء أو تمرة ، ومن أشبع صائماً كان مغفرة لذنوبه ، وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ومن خفف فيه عن مملوكه أعتقه الله من النار ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : رجب شهر أمتي ، وفضله على سائر الشهور كفضل أمتي على سائر الأمم ، وشعبان شهري ، وفضله على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء ، ورمضان شهر الله وفضله على سائر الشهور كفضل الله على سائر خلقه .
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كنت ليلة الثالث والعشرين من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا حتى مضى ثلث الليل فما كانت ليلة الرابع والعشرين لم يخرج إلينا ، فلما كانت ليلة الخامس والعشرين خرج إلينا فصلى بنا شطر الليل ، فقلت لو تنفلنا ليلتنا هذه فقال : إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله إليه قيام ليلة ، ثم لم يصلي ليلة السادس والعشرين فلما كانت ليلة سبع وعشرين قام وجمع أهله وصلى بنا حتى خشينا الفلاح قيل : وما الفلاح قال : السحور . وعن علي رضي الله عنه قال : إنما أخذ عمر التروايح من حديث سمعه مني قالوا : وما هو يا أمير المؤمنين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لله حول العرش موضعاً يسمى حظيرة القدس وهو من النور فيه ملائكة لا يحصى عددهم إلا الله عز وجل يعبدون الله عبادة لا يفترون عنها ساعة فإذا كان في ليالي رمضان استأذنوا ربهم عز وجل أن ينزلوا إلى الأرض فيصلوا مع بني آدم فكل من مسهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، فقال : فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند ذلك : نحن أحق بهذا فجمع الناس على التراويح وأمر بها فرضي الله عن عمر .
تنبيهان
الأول : قد اخترت بين أشفاعها وأوتارها كيفية تحتوي على خزائن عظيمة ، وذلك إني اخترت أن يقرأ في رأس كل وتر الإخلاص مرة والصلاة مرة ، وكيفيتها اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ثم يقال : اللهم صل على محمد وآله (مرة) وأن يقرأ في رأس كل شفع الإخلاص ثلاثاً والصلاة بصيغتها المتقدمة ثلاثاً ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير (مرة)
ولمن لا يقدر القرءة فيها بالأحزاب (أي بلأحزاب من القرآنبعد فاتحة الكتاب) أن يجعل كل ركعة أخيرة من كل ركعتين بالإخلاص يأتي في الوتر بالإخلاص والمعوذتين ، فحصل بهذا من الإخلاص عشرة ختمات وثلث القرآن ، لصبح الجملة إحدى وثلاثين مرة ، وقد ورد في الحديث الشريف أن ثلاثاً منها تعدل القرآن .
ثم يقال بعد التراويح : إنك عفو كريم تحب الغفو فاعف عنا (ثلاثا) أو(خمسا) أو 0(سبعا) ربنا آمنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين (مرة واحدة) والحاصل أن هذا الدعاء مع كيفية (لا إله إلا الله .. إلى آخرها)، اللهم صل على محمد وآله)) من اصطلاح ساداتنا علماء المشارق ، ثم يقال بعد الوتر : سبحان الملك القدوس (ثلاثا) وهذا من أدب السنة ثم : سبوح قدوس رب الملائكة والروح (ثلاثا) ، وهو مما اخترناه ، واخترت بعد ذلك مجلس ذكر وضعت فيه يا رحيم (مائة) يا حليم (مائة) يا عظيم (مائة) يا عليم (مائة) يا كريم (مائة) يا تواب (مائة) يا وهاب (مائة) يا فتاح (مائة) يا نور (مائة) يا هادي (مائة) يا ودود (مائة) يا الله (مائة) يا لطيف (مائة) استغفر الله العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله الكريم رب العرش العظيم (ثلاثاً وثلاثين) استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (أربعاً وثلاثين) والصلاة على النبي (مائة) والإخلاص (مائة) سورة يس (مرة) سورة تبارك (مرة) الإخلاص (ثلاثا) اللهم صل على النبي الأمي الحبيب العالي القدر العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم (سبع مرات)
اللهم بألف الابتداء وياء الانتهاء وبالصفات العلا وبالذات يا أعلى ، صل على سلطان المملكة وإمام الحضرة المقدسة ، المفيض على الملأ الأعلى من وراء حجبك الجلا ، من قامت به عوالم الجبروت وظهرت عنه عوالم الملك والملكوت ، المطمطم بالأنوار العلية والكنز الذي لا يعرفه علي الحقيقة إلا مالك البرية، ترجمان الرحمن لعباده بالإحسان في حضرة الامتنان بلسان اللطف والحنان بقوله : لو لم تذنبوا وتستغفروا لأتى الله بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم أو كما قال, المكمل لعباد الله بالنفحات الفردية والمؤيد لهم بالطهورات الأنسية ، والعرش كما يليق بهما من ظهر الرب من أجله من العمى ، ذروة الدواوين الإلهية وترجمان الحضرات الصمدانية ، وروح المعارف العلمية ومادة الحقائق النورانية المتجلي في سماء الربوبية ولم يفهم ذلك سوى أهل المتكآت البسطية ،قلب القلوب الواسعة للبر ، والقرآن الذي حوي سر المقدم والمؤخر ، فما في الإمكان بحسب ما قضاه الديان ، أبدع منه عند مولاه ولا عند من تجلي عليه الله ، فهو الباطن الذي منه يري الله وهو الظاهر الذي به يتجلي الله ، اللهم بالساجد عند العرش ومن هو سر العرش أدخلنا فوق الفرش ، واحملنا إلي الديوان الأعلى مع الديوان الأجلى علي باطن منبع سر ((إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين)) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون .
الثاني: اعلموامعشرالإخوان، أيدني الله وإيكم بروح قدسه ونفعني وإيكم بطاعته ، أن قيام الليل وإحيائه بالأذكار من أعظم ما يفتح مقامات الأخيار ، وقد قال في شأنه النبي المختار عليه الصلاة والسلام ما انعمر الليل بأحباب الله مدى الأعصار : (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ، ومنهات عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسم) .
فأما الصلاة فقد جعل الصالحون منها لهم أعداداً كثيرة ، وأفضل ، المناويل ما كان على سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ، صاحب الأنوار الغزيرة ، وقد صح أنه صلى الله عليه وسلم كان قيامه باحدى عشرة ركعة أو ثلاثة عشر بالشفع والوتر ، ونحن نأمر معاشر المؤمنين بهذا القدر لمن يحقق في نفسه القيام ، ومن لم يحقق ذلك فليقدم الشفع والوتر مع العشاء ، وفي آخر الليل يصلي عشر ركعات مع الحضور والتطويل في القرآة والركوع والسجود ، فهذا دأب كل سالك .
وأما الأذكار فقد أكثر في كيفيتها الصالحون ،وأن أعظم شيء ما كان أصله في السنة مخزون ، فالتقط بعض الأذكار ، وجعلتها خفيفة تحتوي على فضل كثير ، بفضل الغفار ، ومعها القرآة والصلاة ، والاستغفار ما هو طريق يحصل خيراً بالاكثار ، والقبول على من بيده الجهر والإسرار ، فقلت : أولا :
(الحمد لله والشكر لله على والصلاة والسلام على رسول الله ) (مائة) ثم (استغفر الله العظم الذي لا إلله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) (مائة) ثم (اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (مائة) ثم (لا حول ولا قوة إلا بالله) (مائة) ثم(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) (مائة) ثم (يا ذا الجلال والإكرام) (مائة) ثم (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) (مائة) ثم (لا إله إلا الله) (مائة) ثم (الله أكبر) (مائة) ثم الإخلاص (مائة) ثم (اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه بقدر عظمة ذاتك يا أحد ) (عشراً) وهذه الأذكار كلها مشار إليها في السنة ، فأما (الحمد لله والشكر لله والتسبيح والتكبيروالتهليل) فقد ورد فيهن أحاديث كثيرة ، مع ذلك ما روته أم هاني ، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (سبحي الله مائة تسبيحة فإنها تعدل لك مائة رقبة من ولد اسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله ، وكبري مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ، وهللي مائة تهليلة فإنها تملأ ما بين السماء والأرض ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به) (أخرجه الطبراني في الكبير وأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه)
وأما الاستغفار فقد ورد فيه عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله مائة مرة) (أخرجه الطبراني) وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم (من صلى مائة مرة صلى عليه الله ألفاً) وغير ذلك
وأما الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقد ورد فيها أنه قال صلى الله عليه وسلم : من قالها كل يوم مائة مرة لم يصبه فقر أبدا) (ذكره السملالي في شرحه على الدلائل)
أما (يا ذا الجلالي والإكرام) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم قال : (ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام) وأما (لا إله إلا الله الملك الحق المبين) فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين ) كان له أماناً من الفقر وأنيساً من وحشة القبر ، وفتحت له أبواب الجنة ) (هذا الحديث رواه الديلمي في الفردوس) وأما (قل هو الله أحد) فقد ورد فيه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله أحد مائة مرة غفر الله له ذنوبه مائة سنة ) (أخرجه البيهقي) وعنه أيضاً صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ قل هو الله احد كأنما قرأ ثلث القرآن) (رواه أحمد والنسائي) ، فالمائة بثلاث وثلاثين ختمة وثلث ختمة، وغير ذلك من الفضائل التي تركناها خوفالإطالة , وعلى الله التوفيق ، وعندنا في الجميع إشارة من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم ذو الجلالة ...




قال الخليفة عبد العزيز رضي الله عنه مادحاً الامام الختم نفعنا الله به اَمين:-
أهل الراتب والسفينة والاسرار والسكينة الوارثين لي نبينا

يامولاي يامعينا ** بالتقوى جود علينا
احفظنا واجتبينا ** وبالحسنى تم لينا
بثني بيك يانبينا ** طه اب خلقاً حسينا
يوم الهول والغبينا ** الشافع جد الحسينا
بادي القول يافطينا ** بختم العارفينا
بهو شبعنا وروينا ** بي اوراده المتينا
كم وصل سائرينا ** كم كمل ناقصينا
كم عرف سالكينا ** بي مولانا المعينا
من اَياته المبينا ** في اصحابه اجمعينا
من تلطخ بطينا ** صار ولياً متينا
صاحب الوعظ الثمينا ** ثم التاج والخزينه
حديث المتحدثينا ** وأحمد طه الامينا
بشر بيه نبينا ** في اصحابه اجمعينا
كل من كان لم فينا ** اجر سبعين سابقين
نحن فيك طامعينا ** وبالاسرار راغبينا
منذ الماء المهينا ** قل كنتم فائزينا
ياختم العارفينا ** وارث طه الامينا
بيك نكون عارفينا ** والاحباب اجمعينا
ود حسن ود حسينا ** ثم محمد اخينا
خمر ليهم عجينا ** يبقوا من العارفين
الصلوات المتينه ** والنسائم ما له حينا
تصل الذات الامينه ** والاصحاب اجمعينا

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يااارب العالمين


سراج الدين احمد الحاج 06-28-2014 08:17 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
صاحب الوعظ الثمينا ** ثم التاج والخزينه
حديث المتحدثينا ** وأحمد طه الامينا
بشر بيه نبينا ** في اصحابه اجمعينا

د. سلوى الدابي 06-29-2014 06:48 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77339)


الباب الثاني



في فضل مجالس العلم والحديث


عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُذكرُ الناس إذا أقبل ثلاث نفر ، فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها وجلس آخر خلفهم ، وأدبر الثالث ذاهباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ، أما الأول أوى إلى الله فآواه الله والثاني استحى من الله أن يؤذي الناس فاستحى الله منه وأما الثالث أعرض عن الله فأعرض الله عنه)) وقال لغمان لابنه : إذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم إن تك عالماً نفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ولعل الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فانك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزدك غياً ، ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ، فإن مجالسهم حسرة وندامة ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم فإذا صعدوا إلى السماء قال الله عز وجل وهو أعلم : على أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويذكرونك ، فيقول : وأي شيء يطلبون ، فيقولون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ، فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ، فيقول : ومن أي شيء يستعيذون ؟ وهو أعلم فيقولون : من النار ، فيقول الله تعالى : وهل رأوها ، فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منه هرباً وأشد منها خوفاً ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي أشهدكم أني غد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخاطئ ولم يردهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله تعالى : وله غ غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليس . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إذا لم يعطك منه أصابك ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل نافخ الكير ، إن لم يحرق ثوبك أصابك من نتن ريحه ودخانه . قال الفقيه أبو الليث : من جلس عند عالم ولم يقدر على الحفظ (أو أن يحفظ العلم) فله سبع كرامات أولها ينال فضل المتعلمين ، والثاني مادام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا ، والثالث إذا خرج من منزله تنزلت عليه الرحمة والرابع إذا جلس عنده فتنزلت عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم ، الخامس مادام مستمعاً تكتب له الحسنات ، السادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم ، السابع كل قدمٍ يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له زيادة في الحسنات ويستغفر له كل رطبٍ ويابس ، ثم يكرمه الله بست كرامات أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء ، الثاني كل من يقتدي بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له، والرابع يبرء قلبه من مجلس النفاق ، والخامس يدخل في طريق المتعلمين والصالحين ، السادس يقيم أمر الله تعالى لأنه قال : (كونوا ربانيين بما تعلمون الكتاب) ، ويعني العلماء والفقهاء .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني احب الله وسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك .
وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ماجبس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وماقعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة))..


فالصالحون إذا جالستهم نفعوا
بين الورى وجليس السوء يُؤذيكَ

د. سلوى الدابي 06-30-2014 05:51 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77339)


الباب الثاني



في فضل مجالس العلم والحديث


عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُذكرُ الناس إذا أقبل ثلاث نفر ، فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها وجلس آخر خلفهم ، وأدبر الثالث ذاهباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ، أما الأول أوى إلى الله فآواه الله والثاني استحى من الله أن يؤذي الناس فاستحى الله منه وأما الثالث أعرض عن الله فأعرض الله عنه)) وقال لغمان لابنه : إذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم إن تك عالماً نفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ولعل الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فانك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزدك غياً ، ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ، فإن مجالسهم حسرة وندامة ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم فإذا صعدوا إلى السماء قال الله عز وجل وهو أعلم : على أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويذكرونك ، فيقول : وأي شيء يطلبون ، فيقولون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ، فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ، فيقول : ومن أي شيء يستعيذون ؟ وهو أعلم فيقولون : من النار ، فيقول الله تعالى : وهل رأوها ، فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منه هرباً وأشد منها خوفاً ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي أشهدكم أني غد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخاطئ ولم يردهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله تعالى : وله غ غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليس . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إذا لم يعطك منه أصابك ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل نافخ الكير ، إن لم يحرق ثوبك أصابك من نتن ريحه ودخانه . قال الفقيه أبو الليث : من جلس عند عالم ولم يقدر على الحفظ (أو أن يحفظ العلم) فله سبع كرامات أولها ينال فضل المتعلمين ، والثاني مادام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا ، والثالث إذا خرج من منزله تنزلت عليه الرحمة والرابع إذا جلس عنده فتنزلت عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم ، الخامس مادام مستمعاً تكتب له الحسنات ، السادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم ، السابع كل قدمٍ يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له زيادة في الحسنات ويستغفر له كل رطبٍ ويابس ، ثم يكرمه الله بست كرامات أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء ، الثاني كل من يقتدي بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له، والرابع يبرء قلبه من مجلس النفاق ، والخامس يدخل في طريق المتعلمين والصالحين ، السادس يقيم أمر الله تعالى لأنه قال : (كونوا ربانيين بما تعلمون الكتاب) ، ويعني العلماء والفقهاء .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني احب الله وسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشئ كفرحهم بذلك .
وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ماجبس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وماقعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة))..

جالسْ أولي الخير واستأثر مودتهم
إن لم تجدهم فذكر الله يَكفيكَ
فالصالحون إذا جالستهم نفعوا
بين الورى وجليس السوء يُؤذيكَ



د. سلوى الدابي 06-30-2014 06:23 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...




http://up.khatmiya.com/images/13911125131.jpg
جعلنى الله واياكم منهم احباب رسول الله احباب الإمام الختم


د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:11 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



قال سيدى الامام الختم رضى الله عنه:
وجعلت ترتيبى لقراءة الراتب صباحا ومساء ووقته مابين صلاة الصبح

الى طلوع الشمس مع أذكار أخر لتعمير الحصة وذلك لما روى عن النبى
صل الله عليه وآله وسلم من قوله ( من صلى الصبح فى جماعة وقعد يذكر
الله الى طلوع الشمس فإن له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة)
وقوله صل الله عليه وآله وسلم( من صلى الصبح وقعد يذكر الله إلى أن
تطلع الشمس وجبت له الجنة )
قال الخليفة عبد العزيز رضي الله عنه مادحاً الامام الختم نفعنا الله به اَمين:-
أهل الراتب والسفينة والاسرار والسكينة الوارثين لي نبينا

يامولاي يامعينا ** بالتقوى جود علينا
احفظنا واجتبينا ** وبالحسنى تم لينا
بثني بيك يانبينا ** طه اب خلقاً حسينا
يوم الهول والغبينا ** الشافع جد الحسينا
بادي القول يافطينا ** بختم العارفينا
بهو شبعنا وروينا ** بي اوراده المتينا

كم وصل سائرينا ** كم كمل ناقصينا
كم عرف سالكينا ** بي مولانا المعينا

http://center.jeddahbikers.com/uploa...2803972643.gif




د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:14 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...


والهمنى لذكرك طول عمرى فإن بذكرك الدنيا تطيب
وقل عبدالرحيم ومن يليه لهم فى ريف رأفتنا نصيب

آآآآآآآآآآآآآآآآآمين يا سميع يا مجيب


د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:17 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



الذكر الذكر يا أحبابي &&& بحضور وفكر يا أحبابى

د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:21 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



وللذكر أهمية كبيرة عند أصحاب الطرق الصوفية.. فكما ذكر القشيرى أن الذكر ركن قوى
فى طريق الوصول إلى الحق سبحانه وتعالى بل هو العمدة فى طريق القوم ... ولا يصل أحد إلى الله تعالى إلا بدوام الذكر..
ومن ثم فإن له اّداب يجب مراعاتها والإلتزام بهاومن ذالك الخشوع والتأدب
وإستحضار معانى الصيغ وخفض الصوت ما أمكن مع اليقظة والهمة... وموافقة الجماعة إذا كان الذكر مع جماعة....
والنظافة فى الملبس والمكان ومراعات الأوقات المناسبة والإنصراف فى خشوع وأدب ...
وإجتناب اللهو أو العبث..




د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:24 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



تفقَّد الحلاوة في ثلاثة أشياء :
في الصلاة والقرآن والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ،
وإلا فأعلم أن باب مغلق فعالج فتحه

الإمام الحسن البصري رحمه الله



د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:33 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



كمال الله أكمل كل حسن ^^^^ فلله الكمال ولا ممارى
وحب الله
أشرف كل أنس^^^ فلا تنس التخلق بالوقار
وذكر الله
مرهم كل جرح ^^^^^وانفع من زلال للأوار
ولا موجود إل
ا الله حقاً ^^^^ فدع عنك التعلق بالقشار



د. سلوى الدابي 06-30-2014 07:39 PM

رد: (كتاب الوعظ الثمين فى تعمير أعصار رمضان الثلاثين ) وبالتفصيل
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي الشريف احمد (المشاركة 77721)


بسم الله الرحمن الرحيم



الباب السادس



في فضل ذكر الله عز وجل

قال أبو الدرداء : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إلا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم من إنفاق الذهب والورق وخيرٌ لكم أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : وما هو قال : ذكر الله ، ولذكر الله أكبر .
وعن الحسن البصري رضي الله عنه : قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب بذكر الله . قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما بعث الله تعالى يحيى بن ذكريا عليهما السلام إلى بني إسرائيل أن يأمرهم بخمس وأن يضرب لكل واحدٍ مثلاً : أمرهم أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وضرب لهم مثلا فقال : مثل الشرك بالله كمثل رجلاً اشترى عبداً من خالص ماله ثم أسكنه داراً وزوجه جارية ودفع إليه مالاً وأمره أن يتجر فيه ، ويأكل منه ما يكفيه ويؤدي له فضل الربح ، فعمد العبد على فضل الربح فأعطاه عدو سيده ، وأعطي منه سيده شيئاً قليلا ، أيكم يرضى بمثل هذا العبد ، وأمرهم بالصلاة وضرب لهم مثلاً : مثل الصلاة كمثل رجل استأذن على ملك فأذن له في الدخول عليه فلما دخل أقبل الملك يسمع مقالته فالتفت يميناً وشمالاً ولم يهتم بحاجته فأعرض عنه الملك ولم يغضي حاجته . وأمرهم بالصيام وضرب لهم مثلاً فقال : مثل الصائم كمثل رجل ليس له جبة وأخذ سلاحه للقتال ، فبم يصل إليه عدوه ولم يعمل فيه سلاحه . وأمرهم بالصدقة وضرب لهم مثلاً قال : مثل الصدقة كمثل رجل أسره العدو فاشترى منه نفسه بثمن معلوم : فجعل يعمل في بلاده ويؤدي إليهم من كسبه من القليل والكثير حتى فدى نفسه منهم . وأمرهم بذكر الله تعالى وضرب لهم مثلا فقال : مثل ذكر الله تعالى كمثل قوم لهم حصن وبقربهم عدو أراد غارتهم فدخلوا حصنهم وأغلقوا بابهم وعصموا أنفسهم من العدو
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا آمركم في الله بها ، وآمركم بخمس أخرى : عليكم بالجماعة والسمع والطاعة ، والهجرة ، والجهاد .
وقال عبد الله (أو عبيد الله) بن عمير : من قال الحمد لله تفتح له أبواب السماء : والتكبير يملأ مابين السماء والأرض ، والتسبيح لله تعالى لا ينتهي إلى ثوابه علم أحد دون الله تعالى : قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) أي إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم ، وإذا تقرب عبدي مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإذا تقرب من ذراعاً تقربت منه باعاً ، وإذا أتاني مشياً أتيته هرولة ، وإذا سألني أعطيته ، وإذا لم يسألني غضبت عليه ، وما من عبد يضع جنبيه على فراشه فيذكر الله تعالى حتى يدركه النوم إلا كتب الله له ذكراً إلى أن يستيقظ . قال الفقيه أبو الليث : الذكر من الله عز وجل العفو والمغفرة والرحمة ، فإذا ذكر الله تعالى ذكره الله تعالى بالمغفرة .
وعن النبي صلى الله عبيه وسلم قال : لكل شيء صقال ، وصقال القلب ذكر الله تعالى وقال إبراهيم النخعي : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فسلم قال الشيطان : لا مقيل لي ، فإذا أتى الطعام فذكر الله عليه قال الشيطان : لا مقيل لي ولا مطعم ، فإذا أتى بالشراب فسمي الله تعالى قال : لا مقيل لي ولا مطعم ولا مشرب وخرج خاسئاً . وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إذا أكل أحدكم طعاماً أو شرب شراباً فليقل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نسي ذلك في أوله فليقل بسم الله في آخره ، وقال يزيد الرقاشي : إذا كان يوم القيامة عرض الله تعالى لابن آدم كل دعوة دعا بها في الدنيا فلم يجيبه فيقول له : عبدي دعوتني يوم كذا وكذا فأمسكت عليك دعوتك وهذا الثواب مكان ذلك الدعاء ، فلا يزال العبد يعطى من الثواب حتى يتمنى انه لم يكن له دعوة في الدنيا قط ...



قال سيدى السيد محمد عثما ن تاج السر رضي الله عنه :
لا تنسه ينساك من أحسانه &&& فالذكر مشكور ولو من غافل ..
اشغل لسانك والفؤاد بذكره&&& تضحى مع الملاء الكريم الفاضل





الساعة الآن 02:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا