علاء محمد سعيد محمد الحسن
10-04-2012, 02:50 AM
المهمة الأخيرة للزعيم الأزهري
بقلم الاستاذ : محمد سعيد محمد الحسن
الراي العام
04 سبتمبر 2010م
اعتذر للقراء الاعزاء الذين تفضلوا بالتعليق والتعقيب والملاحظات
على تحليلات سياسية أو على ما كتبته في العمود (بايجاز) ولم
يتيسر الزمن للرد والاجابة في حينها. واستوقفتني رسائل كثيرة
تستزيد معلومات وحقائق عن الزعيم اسماعيل الازهري بعدما
أوردته عن رئاسته للجنة حكماء منظمة الوحدة الأفريقية التي
ضمت الامبراطور هيلاسلاسي (اثيوبيا) والرئيس جومو كنياتا
(كينيا) والرئيس أحمد سيكوتوري (غينيا) والرئيس نيريري
(تنزانيا)، والتي استطاعت بجهود واتصالات خارقة مع العواصم
الأوروبية، حيث جمعت المرتزقة البيض الذين اشعلوا الحرائق
والحروب الأهلية في دول غرب أفريقيا وشحنهم بالطائرات التي
توقفت في الخرطوم وهي في طريقها لبلدان المرتزقة البيض،
ونقلت ان آخر مهمة نفذها الزعيم اسماعيل الازهري رئيس مجلس
السيادة ورئيس لجنة الحكماء تلبيته لدعوة الرئيس الكونغولي
الجنرال موبوتو لاقليم كسنجاي في الفترة 19 - 23 مايو 1969م
اي قبل يومين من انقلاب 25 مايو 1969م حيث حمله رؤساء
(15) دولة أفريقية وطافوا به الاستاد الفسيح ليحيي الجماهير التي
توافدت لرؤيته باعتباره حكيم أفريقيا الذي أفلح في اجلاء المرتزقة
البيض عن دول غرب أفريقيا واخمد الحرائق واوقف الحروب الأهلية
فيها.
ولقد شهدت صبره وحنكته في التعامل مع رؤساء أفريقيا وحرصه
على علاقة قوية وخاصة مع الكونغو باعتبار أن أقوى سلاح مؤثر
وفاعل في الحدود مع الدول المجاورة تصنعه وتؤمنه علاقات حسن
الجوار والمصالح المشتركة. وكان اللافت في هذه الرحلة المهمة
19 - 23 مايو 1969م لكسنجاي بالكونغو ان الرائد مامون عوض
أبوزيد من مخابرات القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد جاء مع
اللواء أحمد الشريف الحبيب قائد القيادة الجنوبية، وقد سأل الزعيم
الازهري صديقه مدير مكتبه في القصر أحمد حسين الرفاعي بقوله:
ماذا في رأس ولد أخونا عوض أبوزيد (القطب الاتحادي ورئيس
مجلس بلدية أم درمان).
ولما تساءل الرفاعي لماذا؟ قال له: انه يتجنب الوقوف بجانبه او خلفه
رغم ان الضباط الشباب يفعلون ذلك مع رؤسائهم، كما انه يتجنب إذا
وقع بصره عليه أن ينظر إليه فماذا في رأسه؟ كان الرئيس الازهري
نافذاً في رؤيته وفي بصيرته ومحقاً تماماً في ملاحظته.
وفي صباح 25 مايو 1969م وقع الانقلاب بقيادة اللواء جعفر نميري،
وأول ما فعله الانقلاب احاط منزل الزعيم الازهري بالمدرعات وكأنهم
سيقودون معركة، وكان هو قد أدى صلاة الفجر ويتلو في المصحف
الشريف، ونظر للدبابات عبر النافذة وواصل تلاوة القرآن، وعندما
اتصل بي الرائد مامون عوض ابو زيد عبر الهاتف في الصباح وقال
لي: (مفاجأة) قلت له: ان الرئيس الازهري تساءل في كسنجاي ماذا
في رأسك؟ ولا أحسب انه قد فوجيء، كان الازهري قيادة وطنية
حكيمة صلبة.
........
بقلم الاستاذ : محمد سعيد محمد الحسن
الراي العام
04 سبتمبر 2010م
اعتذر للقراء الاعزاء الذين تفضلوا بالتعليق والتعقيب والملاحظات
على تحليلات سياسية أو على ما كتبته في العمود (بايجاز) ولم
يتيسر الزمن للرد والاجابة في حينها. واستوقفتني رسائل كثيرة
تستزيد معلومات وحقائق عن الزعيم اسماعيل الازهري بعدما
أوردته عن رئاسته للجنة حكماء منظمة الوحدة الأفريقية التي
ضمت الامبراطور هيلاسلاسي (اثيوبيا) والرئيس جومو كنياتا
(كينيا) والرئيس أحمد سيكوتوري (غينيا) والرئيس نيريري
(تنزانيا)، والتي استطاعت بجهود واتصالات خارقة مع العواصم
الأوروبية، حيث جمعت المرتزقة البيض الذين اشعلوا الحرائق
والحروب الأهلية في دول غرب أفريقيا وشحنهم بالطائرات التي
توقفت في الخرطوم وهي في طريقها لبلدان المرتزقة البيض،
ونقلت ان آخر مهمة نفذها الزعيم اسماعيل الازهري رئيس مجلس
السيادة ورئيس لجنة الحكماء تلبيته لدعوة الرئيس الكونغولي
الجنرال موبوتو لاقليم كسنجاي في الفترة 19 - 23 مايو 1969م
اي قبل يومين من انقلاب 25 مايو 1969م حيث حمله رؤساء
(15) دولة أفريقية وطافوا به الاستاد الفسيح ليحيي الجماهير التي
توافدت لرؤيته باعتباره حكيم أفريقيا الذي أفلح في اجلاء المرتزقة
البيض عن دول غرب أفريقيا واخمد الحرائق واوقف الحروب الأهلية
فيها.
ولقد شهدت صبره وحنكته في التعامل مع رؤساء أفريقيا وحرصه
على علاقة قوية وخاصة مع الكونغو باعتبار أن أقوى سلاح مؤثر
وفاعل في الحدود مع الدول المجاورة تصنعه وتؤمنه علاقات حسن
الجوار والمصالح المشتركة. وكان اللافت في هذه الرحلة المهمة
19 - 23 مايو 1969م لكسنجاي بالكونغو ان الرائد مامون عوض
أبوزيد من مخابرات القيادة العامة للقوات المسلحة، وقد جاء مع
اللواء أحمد الشريف الحبيب قائد القيادة الجنوبية، وقد سأل الزعيم
الازهري صديقه مدير مكتبه في القصر أحمد حسين الرفاعي بقوله:
ماذا في رأس ولد أخونا عوض أبوزيد (القطب الاتحادي ورئيس
مجلس بلدية أم درمان).
ولما تساءل الرفاعي لماذا؟ قال له: انه يتجنب الوقوف بجانبه او خلفه
رغم ان الضباط الشباب يفعلون ذلك مع رؤسائهم، كما انه يتجنب إذا
وقع بصره عليه أن ينظر إليه فماذا في رأسه؟ كان الرئيس الازهري
نافذاً في رؤيته وفي بصيرته ومحقاً تماماً في ملاحظته.
وفي صباح 25 مايو 1969م وقع الانقلاب بقيادة اللواء جعفر نميري،
وأول ما فعله الانقلاب احاط منزل الزعيم الازهري بالمدرعات وكأنهم
سيقودون معركة، وكان هو قد أدى صلاة الفجر ويتلو في المصحف
الشريف، ونظر للدبابات عبر النافذة وواصل تلاوة القرآن، وعندما
اتصل بي الرائد مامون عوض ابو زيد عبر الهاتف في الصباح وقال
لي: (مفاجأة) قلت له: ان الرئيس الازهري تساءل في كسنجاي ماذا
في رأسك؟ ولا أحسب انه قد فوجيء، كان الازهري قيادة وطنية
حكيمة صلبة.
........