المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إسلاميون متشددون يهدمون أضرحة في ليبيا


ود محجوب
08-26-2012, 05:42 PM
إسلاميون متشددون يهدمون أضرحة في ليبيا

أحد شيوخ الصوفية انتقد الجاهلين بالثقافة والحضارة الإسلامية



http://images.alarabiya.net/10/02/436x328_18404_234331.jpg


جانب من عمليات الهدم في طرابلس





http://assets.pinterest.com/images/PinExt.png (http://pinterest.com/pin/create/button/?url=http%3A//www.alarabiya.net&media=http%3A//www.alarabiya.net&description=http%3A//www.alarabiya.net)




العربية.نت أقدم إسلاميون متشددون على هدم جزء من ضريح ولي يتبرك به الناس في طرابلس، غداة هدم أهم ضريح لولي صوفي في غرب ليبيا.

واستخدم المتشددون حفّارا في وقت مبكر من يوم السبت لهدم جزء من ضريح الشعاب الدهماني القريب من وسط العاصمة طرابلس، وقاموا بانتهاك حرمة قبر الولي الذي يزوره الناس للتبرك به، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقبل ذلك بيوم، قام إسلاميون متشددون بتفجير ضريح العالم الصوفي الذي عاش في القرن التاسع عشر، الشيخ عبد السلام الأسمر في زليتن على بعد 160 كلم شرق العاصمة التي شهدت اشتباكات دموية في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وأظهر فيديو بثته مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تفجير الضريح بحضور عشرات المتشددين وسط هتافات "الله أكبر". كما تعرضت مكتبة وجامعة تحملان اسم الشيخ الأسمر لأعمال تدمير ونهب، وفق مصادر أمنية محلية.

من جهة ثانية، قال شهود إن ضريح ولي آخر هو الشيخ أحمد الزروق تعرض للهدم في مصراتة، على بعد 200 كلم شرق طرابلس.

واعتبر نائب رئيس الحكومة الليبية مصطفى أبو شاقور عبر موقع تويتر أن "تدمير الأضرحة والمساجد عمل إجرامي"، مؤكدا أن "من يقوم بهذا العمل سيطاله القضاء".

وفي "تغريدة" أخرى على تويتر، أكد أبوشاقور أنه طلب بالأمس من وزارتي الدفاع والداخلية التدخل، إلا أنهما لم تقوما بواجبهما في حماية هذه المواقع.
الإفتاء: تدنيس الأضرحة مناف للإسلام


وأكدت دار الإفتاء الليبية، في بيان أن تدنيس أضرحة مسلمين أو غير مسلمين مناف لتعاليم الإسلام، إلا أنها لم تدل بموقف مباشر من هدم أضرحة الأولياء.

وندد العضو البارز في الجماعة الصوفية في ليبيا أسامة بويرة من جانبه بـ"جهل من يقومون بالتدنيس، ويطلقون على أنفسهم تسمية سلفيين".

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن "هذه الهجمات لا تستهدف الصوفية فحسب، بل أيضا الثقافة والحضارة الإسلامية في ليبيا عموما".

من جهته، أكد مدير دائرة الآثار الليبية إدانة "هذه الأفعال المعزولة"، لكنه قال إن دائرته غير مسؤولة عن حماية الأضرحة غير المدرجة على قائمة التراث الوطني.

واندلعت اشتباكات منذ نهاية الأسبوع الماضي في زليتن، وتضاربت الأنباء بشأن سبب هذه الاشتباكات، إذ تقول بعض التقارير إنها نتيجة قضية ثأر بين القبائل، بينما تقول أنباء أخرى إنها بين الإسلاميين المصممين على هدم الأضرحة والسكان الذين يريدون حمايتها.








http://assets.pinterest.com/images/PinExt.png (http://pinterest.com/pin/create/button/?url=http%3A//www.alarabiya.net&media=http%3A//www.alarabiya.net&description=http%3A//www.alarabiya.net)
http://www.alarabiya.net/articles/2012/08/26/234331.html

ود محجوب
09-08-2012, 04:50 PM
آثار ليبيا التاريخية بين أيدي السلفيين

http://www.majalla.com/arb/wp-content/uploads/2012/09/150794626-e1346678490377.jpg (http://www.majalla.com/arb/wp-content/uploads/2012/09/150794626-e1346678490377.jpg)ليبيون في وقفة احتجاجية عند ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس بعد هدمه: ليبيا ليست أفغانستان

الذين كانوا يرددون بأن “الربيع العربي” جاء من أجل حرية الانسان العربي والديمقراطية وإزاله الديكتاتورية، أشك اليوم بأنهم يملكون القدرة على ترديد القول ذاته، خاصة بعد تقدم السلفيين وفتح الأبواب للإسلاميين للتحكم في جميع الاتجاهات السياسية والاجتماعية.
ليبيا إحدى دول “الربيع العربي”، والتي اكتفى العالم بمتابعة احداثها بعد مقتل رئيسها معمر القذافي، تتعرض اليوم لهجوم شنيع من قبل المتشددين من رجال السلفية. فها هي قبور وأضرحة كثير من رجال الدين الاسلامي المعتدل، ومن الأولياء والصالحين من أهل التصوف والعلماء، تتعرض للهدم والتدمير في أول مهام دولة ليبيا السلفية!
هذا الأمر وقع أمام تخاذل قوى الأمن ووزارة الداخلية الليبية، والتي اكتفت بالتنديد بالأمر ومعها وزارة الإفتاء.
هذا الأمر دفع الليبيين إلى تنظيم حملات على صفحات “فيس بوك” والمواقع الالكترونية للتظاهر والتنديد لما تتعرض له الأثار الدينية والتاريخية من تخريب وهدم. وبدورها نددت منظمة اليونيسكو الدولية بما تتعرض له الأضرحة والمراكز الثقافية الليبية من هجومات وطالبت بوقفها فوراً.
ضريح الشيخ عبدالسلام الأسمر، أحد أهم المزارات الدينية التي لها مكانتها عند أهل التصوف في ليبيا وبلاد المغرب العربي كذلك، كان له نصيب في حملة الهجوم السلفية. الشيخ الأسمر الذي تعتبر زاويته منبراً علمياً ودينياً وثقافياً للمنطقة. أجلّاء من العلماء ورجال الدين درسوا كتبه وحفظوا القرآن في مسجده، ونشروا الإسلام المعتدل المتسامح.
ما يحدث يجعلنا نتساءل عن الدور الذي يلعبه السلفيون في ليبيا اليوم، والذي يطمحون للحصول عليه، إضافة إلى دور السلطات الليبية وموقفها، هل هي قادرة على مواجهة موجة التغيير الذي تتعرض لها ليبيا اجتماعيا وسياسيا؟
الهجوم الذي تواجهه أضرحة وقبور وجدت من قرون مضت، تعكس النظرة العنيفة التي ينظر لها من المتشددين من رجال السلفية تجاه المجتمع الليبي، ليبيا التي تتبع المذهب المالكي والطريقة المعتدلة في التدين والعبادة المتسامحة، تخسر أهم آثارها التاريخية والثقافية والدينية باسم الدين!
الهجوم على الأضرحة والقبور جريمة شرعية وجريمة بحق الآثار التاريخية، والأسباب التي يستند إليها المتشددون من السلفيين لم يعد لها قبول اليوم، ولا تتناسب مع الحداثة ومطالبات التغيير العصري.
عن المجلة